الجمعة, نيسان 26, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, نيسان 26, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

الأرض

أشكـــــــــو إليـــــــكِ ولا أُصغـــــــــي لشكــــــــــــــــــــــــــــواكِ فتغمـــــريــــــن بلطــــــــــــــــفٍ قلبـــــــــــــــــيَ الشاكـــــــــــــــي
تُعطـــــينَ وجهــــــــــَكِ عــن حــــــــبٍّ وعــــــــــــن كَــــــــــــرَمٍ وتشبعـــيـــــــــنَ المـــــــــــــلا مِـــــــــــن خيــــرِك الزاكــــــــــــــي
يـــــا أمَّنـــــــــا الأرضَ، لـــــــــــو تبديــــــــــــــنَ غاضبـــــــــــــةً فالصيــــــــفُ يُشــــــــرقُ حتمــــــــــــاً مــــــــــن نوايَـــــــــــــــاكِ
يــــــا أُمَّنــــــــــــــــا الأرضَ، مـــــــــــا أحـــــــــلاكِ باسمــــــــــةً يـــــــــــجري الجمـــــــــالُ ربيعـــــــــاً مـــــن مُحيـــــــــــــــّــــــاكِ
يــــــا أُمَّنــــــا الأرضَ، مـــــــــــا أغنـــــــــــاك فاضلـــــــــــــــــةً تستــــــــولديـــــــن الغـــنـــــى مـــن طُهــــــــــــرِ أحشــــــــــــــاكِ
ظَفِـــــــــــرتِ بالنـــــــــور مــــــــن شمــــــــسٍ ومـــــن قمـــــــــر ومِـــــن نجــــــومٍ ترامــــــــــــت نحـــــــــــو مرمـــــــــــــــــــــــــــاكِ
وزادَكِ الليــــــــلُ سحــــــــراً، إذ غفـــــــــــــــــوتِ ولــــــــــــــم تستــــــــــــرحْ فــــــــــــي دورةِ الأيّــــــــــــــــــــامِ عينــــــــــــــاكِ
أنــــــــتِ الجمــــــــــــالُ وأنــــــــــــتِ الخيـــــــــرُ أجمعُــــــــــــــهُ والحـــــــــــــــقٌّ والعـــــــــدلُ بعـــــــــضٌ مـــــــــن سجايــــــــاكِ
*****
يـــــــا أرضُ، يـــــا مخـــــــــــزَنَ الأســــــــرارِ، يـــــــا وطنـــــــــاً أعيـــــــشُ فيـــــــــــــــه علــــــــــــى وردٍ وأشـــــــــــــــــــــــواكِ
هنـــــــــــــاكَ سهـــــــــــلٌ وهـــــــــــــــذا ساحــــــلٌ، وهنـــــــــا وادٍ يُســـــــــــــابقُ سفحــــــــــــاً فـــــــــــــوق مجــــــــــــــــــــراكِ
هنـــــــــــاك نبــــــــــعٌ مشـــــــــى نهـــــــــراً، جــــــرى نغمــــــــاً يُحيــــــــــــي التُــــــــــــرابَ ويَــــــــــــروي مـــــــــــــاؤُه فَـــــــاكِ
هنـــــــــــا السهــــــــــــولُ اخضــــــراراً طاب موسِمُهَـــــــــــــــا هُنــــــــــــا الهِضَـــــــــابُ، وصــــــوتُ الريــــــحِ نـــــــــــــــاداكِ
هنــــــــــــا الزهــــــــــــورُ عطــــــــــــوراً والنـــــــدى أمـــــــــــلاً وكـــــــــــــلُّ نبتــــــــــــــــةِ طيـــــــــبٍ فـــــــــي زوايـــــــــــــــــاكِ
هنــــــــــــا الثمـــــــــــــارُ، هنـــــــا الأشجــــــــــــارُ باسقـــــــةً هنــــــــــــا الطيـــــــــــــــورُ صـــــــدىً مــــــن روحِ نجـــــــــواكِ
وذاك بحــــــــــــــــــــــــــــــــرٌ وآفـــــــــــــــاقٌ ومتّســـــــــــــــــــــــعٌ مــــــن الفضــــــــــــــــاءِ، وجَــــــــــــذبٌ دون أســــــــــــــــلاكِ
النحــــــــــــلُ يجــــــــــــني ويبنـــــــــــــي الشــــــــــــهدَ مملكــــــةً واللهُ مملكـــــــــــــــــــــةَ الإنســـــــــــــــــــــــانِ ســـــــــــــــــــــــوّاكِ
ومثلُـــــــــــــه أنـــــــــــــــــــــتِ، للأكـــــــــــــوانِ مــــــركزُهــــــــا وكـــــــــــــلُّ مــــــــــــا فـــي البــــــــــــَرَايَـا طــــــــوعُ يُمنـــَــــــاكِ
فـــي كـــــــــــــلِّ نبـــــــــــضٍ ولـــــــــــونٍ حكمـــــــــــةٌ لَمَعَــــت مـــــــــن خالــــــــــــقِ الكــــــــــــونِ تَــــــروِي سِــــــرَّ معنـــــاكِ
*****
هويّتــــــــــــي أنـــــــــتِ، عنوانــــــــــي، كيــــــــــــــانُ أبــــــــــي ولــــــــــــونُ وجهــــــــــــي انعكــــــاسٌ مـــــــن مرايـــــــــــــــاكِ
حبّــــــي، سلامــــــي، انتمائــــــي، منــــــــــكِ مُنطلَقـــــــــــي حتـــــــــى أعـــــــــــــودَ إلى أحضـــــــــــانِ مـــــــــــــــــــــــأواكِ
وُلــــــدتُ مــــــن نعمـــــــــــــةِ الرَّحمــــــــــــــــَـنِ، تغمــــــــــــرُني مــــــن تُربَــــــــــــةِ المهــــــــــــدِ حتّــــــــــــَى اللحـــــــدِ كفــّــاكِ
وفـــــــــي رحابــــــــــــكِ أحيـــــــــــــا العُمْــــــرَ مُرتجيــــــــــــــاً وأستمــــــدُّ وُجُـــــــــــــــــــودِي مــــــــــــن عطايــــــــــــــــــــاكِ
وحّــــــــــــدتُ ربــــــــّي، وبالتوحيــــــــدِ قَــــــد مُزجـــــــــت روحـــــــي بروحـــــــــــكِ، مــــــــــــــــا وحّـــــــــدتُ لـــــولاكِ
وقـــــــــــادني فـــــــــي طريــــــــــق المجــــــــــدِ معتَقـــــــــــدي، لـــــــولاه مــــــــــــا صُنـــــــــــتُ مجــــــــــــداً فــــي ثنايـــــــــاكِ
فأنـــــــــــــــتِ لا شـــــــــيءَ مـــن دونــــي، ولســتُ أنـــــــــــا شيئـــــــــــــاً إذا لــــــــــــم تصـــــــــــــنْ عيـــــــنيَّ جفنــــــــــاكِ
*****
زُرعـــــــــــتُ فـــــــــــي تُربَــــــــــــة الأجـــــــــدادِ مؤتَمنــــــــــاً على الثّغــــــــــــور، بثغـــــــــــــــــرٍ ضاحــــــــــــكٍ باكـــــــــــي
هَزئـــــــــــتُ بالـــــريــــــح إنْ هبـــــــــــّت علـــــــى جبلــــــــي ولــــــــــــم تهــــــــــــزَّ الريـــــــــــــاحُ الهـــــــــــــوجُ مبنــــــــــــــاكِ
شـــــــــــدّت جــــــذوري كيــــــانَ العُــــــربِ فـــي بلـــــدي، ومـــــــــــــن تنـــــــــــــوخٍ ومــــــــــــن لَخــــــــــــْمٍ زرعنــــــــــــاكِ
كالسّنديـــــــــــان جذوعــــــــــاً، ليــــــــــس يكســــــرُهـــــــــا غـــــــــــازٍ مـــــــــــن الجـــــــــــــنِّ أو بــــــــــــــــاغٍ تحـــــــــــدَّاكِ
كــــــــــالأرز فــــــــــوق ذرى البــــــــــــاروك منتصِبــــــــــــــــــاً يحكــــــــــــــــي بفخـــــــــــرٍ وإيمــــــــــــــــــانٍ حكايـــــــــــــــــاكِ
كالكـــــــــرم، كالتــــــــــين والزيتـــــــــــــــون، ذا بلـــــــــــــــــــــدٌ حـــــــــــرٌّ أمـــــــــــينٌ، وفـــــــــــي الأديـــــــــــــــــان ذكــــــــراكِ
يــــــــــــــــــــا أرضُ، لا تحـــــــــزني إن داولَـــــــــــــــــــتْ دُوَلٌ، فـــــــــي القلــــــــب تَبقـــــــــــِينَ مهمـــــــا الدهـــــــرُ أدمــــاكِ
إنّــــــــــــــــــا سقينــــــــــــــــــاكِ فــــي التاريـــــخ مـن دمِنـــــــــا وإن عطشـــــــــــــــــــــتِ لأمجـــــــــــــــــــادٍ سقينــــــــــــــــــاكِ
*****
يـــــــــــا أرضُ، إن فُقـــــــــــدتْ منّــــــــــــــا مُروءتُنـــــــــــــــــــا إيّـــــــــــــــــــــــــاكِ أن تَفقــــــــــدي الآمــــــــــالَ، إيّــــــــــــــــــاكِ
فلعنــــــــةُ الديـــــــــــنِ، بعـــــــــــد المـــــــوتِ، تلحقُنـــــــــــــــا، مـــــــــن كــــــــــــــلِّ حبَّـــــــــة تُــــــــرْبٍ، إن غدرنـــــــــــــــــاكِ
ورحمـــــــــــــــــةُ الله للأحفـــــــــــــــــــــــــادِ واصلـــــــــــــــــــــةٌ إن تبـــــــــقِ دومــــــــــاً كمـــــــــا يومـــــــــــــاً ورثنـــــــــــــــــاكِ
يـــــــــــا أرضُ، أنـــــــــــتِ كتــــــــــــابٌ منـــــــــــزَلٌ، قــــــــدرٌ ونحـــــــــن فيـــــــــكِ حـــــــــروفٌ، قـــــــــد كتبنـــــــــــــــــــاكِ
وديعــــــــــــــــــــةُ الله والإســــــــــــــلامِ نحــــــــــــــنُ هنـــــــــــا، مـــــــــن سَالِـــــــــــــفِ الدّهـــــــــــــرِ والأيـــــــــــــامِ جئنــــــاكِ
وأنـــــــــــتِ فينـــــــــــا، مـــــــــــن الأجــــــــــــدادِ، مُودعــــَــةٌ أمانــــــــــــــــــــةً، برمـــــــــوش العــــــــــــــــــينِ نرعـــــــــــــــــــاكِ
إن بِعــــــــتُ أرضــــــــي، إذاً قــــــد بعـــــــتُ مُعتَقـــــــدي، عـــــــــــــارٌ علينـــــــــــــا إذا، يـــــــــــــا أرضُ، بعنــــــــــــــــاكِ
وإن عشقتُــــــــــــكِ، ذا عِــــــــــــــــــــــزٌّ وذا شَــــــــــــــــرَفٌ، وأطهــــــــــــــرُ العشــــــــــــــقِ، حقّــــــــــــــاً، إن حمينــــــــــاكِ
*****
كــــــم عَالــــــــمٍ غــــــــاص فــــي الأعمـــــــاق مُكتشِفـــــــاً! كــــــــــــــم عابــــــــــدٍ عاشـــــــــقٍ قـــــــــد راح يهـــــــواكِ!
كــــــم عامــــــــلٍ صـــــــــــبَّ مــــن أوتــــــــــــاره عرَقــــــــــاً! كــــــــــم زارعٍ فــــــــــــــي الحقــــــــــول السُّمـــــــــرِ غنـــــّاكِ!
كــــــم ثائـــــــــرٍ شـــــــــقَّ صخــــــراً منـــــكِ! كـــــم بطـــــلٍ قــــــــــــــد عـــــــــاش مُستشهــــداً واختــــار لُقيَـــــــــــــاكِ!
لـــــــــــو خيّرونـــــــــــي وحـــــــــــدُّ السيـــــــــف فــي عُنُقـي َبِعــــــــــــــتُ روحــــــــــــــي فـــــــــدىً واختــــرتُ مثــــــــواكِ
ولـــــــــــو بَنـــــــــَوا لــــــــي قصــــــــــــورَ العـــــــزّ من ذَهــــَبٍ بنيــــــــــــــتُ بيتــــــــــــــي سلامـــــــــــــاً فــــي حنايــــــــــــاكِ
*****
يــــــــا أرضُ، مهمـــــــا تغــــــــاوى الشعـــــرُ فـــــــي غَـــــــزَلٍ لا يبلــــــــــــــغُ الوصــــــــــــــفُ بعضــــــــــــــــــاً مـــن مزايــــاكِ
إن كـــــــنـــــــــتُ بالأمِّ قـــــــــــــد شبَّهتــــُــــــــكِ شَغَفـــــــــــاً يظـــــــــــــــلُّ أغنــــــــــــــى مــــن التشبيـــــــــــــــه مغـــــــــــزَاكِ
إن ضمَّــــني صدرُهــــــــا حَيّـــــــــــــــــاً وأنعَشَنــــــــــــــــــــي فلـــــــــــــــن يُطيــــــــــقَ رُفـــــــــــــــاتَ الجســـــــــــــــــمِ إلاّكِ.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading