الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

الباروك

البـــــــاروك.

دار الزمن على الباروك الزّاهرة، وعصفت أحداث وتقلّبت دول وتوالت أزمات أخذت معها الكثير من فرح الأيّام الخوالي. يوم كانت البلدة خليّة نحل لا تهدأ يتهافت النّاس على تفّاحها الطّيب المذاق وفاكهتها والمتنزهون على نبعها ومقاهيها والمصطافون على بيوتها. يوم كان الوئام سائدا بين الناس والتّسامح سيّد الآداب وقانون الجيرة والشّراكة في العيش.
تبدّلت أشياء لكن بقيت أشياء وما ذهبت ببعضِه الحرب أعاد الباروكيّون بناءه أو ترميمه بجدّ وإخلاص لكنّ الباروك التّاريخيّة غاب الكثير منها كما حدث لكثير من قرى الجبل أمام زحف الدّكاكين وأبنية الإسمنت و”عجقة سير” السّيّارات التي استحوذت على المساحات والساحات والطرقات. لا يهمّ فالباروك وشقيقتها التوأم الفريديس تعيش اليوم ازدهاراً من نوع جديد، لكن أيّاً كانت خيارات البلدة في حاضرها فإنّ أمسها الزّاخر بأفعال الرّجال وأمثولاتهم لا يزال ماثلاً في الأذهان وهو الذي يعطي لهذه القرية العريقة مكانتها في تاريخ الشّوف وجبل لبنان. فماذا نعرف عن الباروك حاضراً وتاريخاً ماضياً؟

جارةُ الأرزِ والنّبعِ وبلدةُ التّفّاح والضّيافة
عَصْرٌ ذهبيٌّ غيَّبَتْه الأزَمات فمتى يَعود؟

من أعلامها مؤلّف النّشيد الوطنيّ رشيد نخلة
والمرحوم قاسم العماد وعارف بك أبو علوان

الشّيخ أبو حسن عارف حلاوة قُطب علمٍ وتقوى
ومُلْهِم البطولة وأخلاقِ الرّحمة في الحربِ والسّلام

التّسمية
تعتقد مراجع عدة أنّ أصل كلمة الباروك يعود الى واقعة مرور قوافل التّجارة عبر البلدة في اتّجاه البقاع عبر الممرّات الطبيعيّة في جبل الباروك، والذي تطلّ سفوحه الشرقية على سهل البقاع، فكانت البقعة الخضراء وتوافر المياه سبباً لاختيارها كمحطّة لجمال القوافل المحمّلة بالبضائع والتي كانت بهدف الراحة “تبرك” أي تحطّ رحالها ردحاً من الوقت قبل استئنافها رحلتها. لذلك سمّي المكان بـ “الباروك” أي مكان البَرك أو حيث تبرك جمال القوافل. وهناك تفسير آخر وهو أن يكون الاسم فينيقيّاً بمعنى المبارك وهو اسم مناسب لنبع ماء غزير. لكن في الحالين فإنّ اسم البلدة يبدو مرتبطاً بقوّة بميزة البلدة ولاسيّما أرض النّبع ودور القرية الخضراء في تجارة القوافل لفترة طويلة من التاريخ.

الموقع
تقع الباروك في سفح جبل شاهق عُرِف بجبل الباروك نسبة لاسم البلدة، ويقدّر عدد سكانها بستة آلاف نسمة يتوزّعون على 1150 وحدة سكنيّة، وتعلو الباروك عن سطح البحر بين 1,000 و1,200 متر وهي تبعد عن العاصمة بيروت 47 كلم وعن مركز المحافظة 41 كلم. ويدير شؤونها المحليّة مجلس بلدي من 15 عضواً أنشئ سنة 1920 خمسة عشر عضواً بالإضافة إلى مخاتير ثلاثة.

ميزة الباروك
تمثّل الباروك نموذجاً مُصَغّراً عن الوطن اللّبناني ففيها غابة الأرز وما تمثله شجرة الأرز التاريخيّة من الشعار الوطني للبنان، وهي تتوسّط علمه، كما أنّ الباروك تفخر بأنّ أحد أبنائها وهو الشاعر رشيد نخلة هو مؤلّف النشيد الوطني اللبناني، كما أنّها تقدّم مثالاً على العيش اللّبناني الدّرزي المسيحيّ المشترك إذ إنّ نسبة كبيرة من سكانها هم من الأسر المسيحيّة وفيها كنيستان عريقتان هما كنيسة مار جرجس للموارنة، وكنيسة مار انطونيوس للروم الكاثوليك. في القرية أيضا مجلسان للموحّدين الدّروز كما يقع فيها ضريح الشّيخ العالم أبو حسن عارف حلاوي الذي كان أبرز مشايخ الهيئة الرّوحية لطائفة الموحدين ولعب دوراً أساسيّاًّ في حماية العيش المُشترك في الجبل ومواجهة نَزَعات التعدّي والتعصّب.

باروك
باروك

اقتصاد البلدة
أبرز معالم اقتصاد الباروك وفرة المياه في البلدة إذ ينبع من سفوح جبل الباروك عدد من الينابيع، أبرزها نبع الباروك الذي يشكّل عند مصبّه على البحر المتوسّط نهر الأوّلي، أحد أطول أنهار لبنان. وبسبب غزارة مياهه ونقائها شكّل نهر الباروك تاريخيّاً الأساس لقيام اقتصاد زراعيّ في وادي النّهر بدءا ببلدة الباروك نفسها وامتداداً حتى مصبّ النّهر. وكانت الباروك البلدة الأولى في المنطقة التي اعتمدت زراعة التّفاح كما يشير رئيس تعاونيّة مزارعيّ التّفّاح الشّيخ توفيق أبو علوان، لافتاً إلى أنّ زراعة الفاكهة والتّفاح خاصّة بلغت أوجها في الخمسينيّات والستينيّات (عندما كان لبنان مصدّراً رئيساً إلى الأسواق العربيّة وكان موسم الاصطياف يستهلك قسماً مهمّاً من الإنتاج المحلّيّ، واستمرّت الزّراعة على ازدهارها وإنتاجيّتها العالية حتى العام 1973 عندما بلغ إنتاج الباروك من التّفّاح وأنواع الفاكهة نحو 190 ألف صندوق. وكان تفّاح الباروك من أفضل النّوعيات. ينقل الشيخ توفيق عن والده المرحوم الشيخ عارف أبو علوان الذي كان مهاجراً في تشيلي المشهورة بتفاحها، أنّ تفّاح الباروك كان يضاهي تفاح تشيلي. وعلى صعيد الزّراعات الأخرى فقد كان في الباروك بالإضافة إلى زراعة الحبوب والتفّاح زراعة العنب وكان في البلدة أربع معاصر للعنب تخدم الإنتاج الوفير الذي كانت تتمتّع به البلدة.
لكنّ اندلاع الحرب الأهليّة في لبنان وظهور خطوط التّماس بين المناطق وتعرقُل حركة الترانزيت إلى الدّول العربيّة، وكذلك تعطّل الشّحن البحري والجوّي لفترات طويلة من السّنة، عرقل عمليات التّصدير وأدّى إلى تدهور الأسعار، فتراجعت كلّ الزّراعات من حبوب وعنب وفاكهة بالإجمال وفاقم الوضع عدد من العوامل التي نشأت أيضاً عن ظروف الحرب وأهمّها عدم توافر الإرشاد الزراعيّ بدرجة كافية وضآلة المساعدات مثل النّصوب المؤصلة المقاومة للآفات وغير ذلك من التقديمات فأصبح إنتاج الباروك من التفّاح اليوم لا يتجاوز 30,000 صندوق والباقي لم يعد موجوداً.
ويضيف الشّيخ توفيق القول: “لا توجد حقيقة خطّة حكوميّة جادّة لتنمية الزّراعة، وهذا يُشعر المزارع أنّه لوحده في معظم الأحيان، ويجعله يخشى الاستثمار في الزراعة. على العكس من ذلك، فإنّ الدّول التي تهتمّ بالزّراعة والمزارعين لديها دراسات مفصّلة عن سبل تنمية الزّراعة ودعم المزارعين، وهذه الدّول تدرس طبيعة كلّ أرض أو تربة وارتفاع الموقع عن سطح البحر وطبيعة المُناخ وتوافر المياه بهدف توجيه المزارعين للزّراعات الأنسب والأكثر جدوى كما أنّهم ينشئون مصانع للمنتجات التي يتعذّر تصديرها أو تصريفها محليّاً”

السفير نهاد محمود عندما كان ممثلا للبنان في الأمم المتحدة يعرض الموقف اللبناني أثناء العدوان الإسرائيلي عام 2006
السفير نهاد محمود عندما كان ممثلا للبنان في الأمم المتحدة يعرض الموقف اللبناني أثناء العدوان الإسرائيلي عام 2006

تربية الماعز
نظراً لمساحات جبل الباروك الشاسعة والمراعي الطبيعية في سفوح الجبل فقد نمت في الماضي تربية المواشي وخاصّة الماعز منها، لكن كبير مربي قطعان الماعز في الباروك السيد أبو فريد ملحم محمود يشكو تبدّل الحال مشيراً إلى تراجع ثروة الماعز في السّنوات الأخيرة والتي باتت لا تتجاوز الـ 3,500 رأس ماعز لدى ثلاثة أو أربعة مربّين، وبما أنّنا لم نعد نجد أشخاصاً مستعدّين للمساعدة في الرّعي فقد أصبحنا نأتي بالرّعيان بالحصّة أي بنصف الإنتاج لأربع سنوات وبعد ذلك يصبح كلّ القطيع مناصفة. وتشمل الشّراكة مُنتجات الحليب علماً أنّ تصنيع الأجبان والألبان يتمّ يدويّاً لعدم وجود مصانع تتسلّم الحليب.
إنّ كلفة تربية القطيع أصبحت مرتفعة، لأنّه لم يعد في إمكاننا نقل الماعز إلى السّاحل في فصل الشتاء، كما كانت الحال في الماضي، نظراً للظّروف الأمنيّة وأصبحنا مُجبرين على أن نقدّم الأعلاف للماشية في الشّتاء مما يرفع تكلفة القطيع فيأكل من الأرباح.

تربية الأبقار
لا يوجد في الباروك مزارع أبقار على مستوى كبير وواسع بل يوجد عدد قليل من مربّي الأبقار الصّغار وحيث لا يتجاوز عدد بقرات كلّ حظيرة العشر بقرات ويصرّف إنتاجها محلّياً، وهناك القليل الذي يُوَرّد إلى تعاونيّات المنطقة.

تربية النّحل
توفّر تربية النّحل دخلاً إضافيّاً لعدد من النّحّالين في الباروك الذين يملكون في ما بينهم نحو 800 خليّة نحل أو “قفير” وتستقطب تربية النّحل مزارعين أو متقاعدين يتّخذونها حرفة ثانويّة، لكن ما من نحّالين يعتمدون بالكامل على إنتاج العسل كما أنّ ضعف الرّعاية الحكوميّة للنّشاط والإرشاد والتّكلفة المتزايدة للاستثمار والجهد المطلوب للعناية بالنّحل على مدار العام قلّص من عدد المهتمّين بهذا القطاع. مع العلم أن موقع الباروك على سفح سلسلة من الجبال المشهورة بأزهارها البرّية يمكّنها من إنتاج عسل جرديّ فاخر وذي خصائص علاجيّة.

بلد النزهات والاصطياف
كانت الباروك وحتى اضطراب الأوضاع الأمنيّة في لبنان بلد اصطياف ومنتزهات ومطاعم يقصدها السّيّاح العرب أو المتنزهون اللبنانيّون ويتوزّعون بصورة خاصّة بين مطاعم النّهر والفنادق ومدينة الملاهي التي مضى عليها سنوات طويلة وباتت تُعتَبر مَعلماً مهمّاً لتسلية العائلات. وقد جذبت الباروك عدداً من أثرياء السّعوديّة والخليج الذين بنَوْا فيها فيلات وبيوتاً للاصطياف، كما قامت عدة فنادق في مواقع قريبة من النّهر أو على طريق الأرز بهدف استقطاب النّزلاء وحفلات الزّفاف وروّاد المطاعم.

 صعوبة نقل الماعز إلى الساحل شتاءً يرفع تكلفةُ تربيةِ القُطعان لأنه يُجبِر المربّين على تقديم الأعلاف والتّضـــــحية بأكثر الأرباح
صعوبة نقل الماعز إلى الساحل شتاءً يرفع تكلفةُ تربيةِ القُطعان لأنه يُجبِر المربّين على تقديم الأعلاف والتّضـــــحية بأكثر الأرباح

فنادق ..للصّيفيّة
يشير صاحب فندق باروك بالاس السيّد حافظ محمود إلى أنّ أكثريّة مطاعم ومنتزهات الباروك تقفل في فصل الشّتاء، أمّا نحن فنقفل الفندق والمنتجع في البلدة ونبقي على مطعم وفندق السّائح مفتوحا طيلة أيام السّنة، حيث نستقبل روّاد جبل الأرز في موسم الثّلج.
وذكر محمود إنّه تمّ قبل سنوات طُرِحت فكرة إنشاء تلفريك ينقل السياح فوق غابة أرز الباروك، وكان المشروع في مرحلة متقدّمة ويقترب من التنفيذ بالشراكة مع شركة ألمانية عندما وقعت حرب تموز 2006 فتخلّت الشّركة عن المشروع بسبب ما اعتبرته تراجع الجدوى في ظل الوضع الأمني المستجدّ.
يعزز ميزات الباروك كبلد نزهات واصطياف عدد من المواقع الطبيعيّة والأثريّة منها غابة أرز الباروك (والمعاصر) وهي أكبر غابة في لبنان وشرق آسيا تحتوى على ثلاثة ملايين شجرة تقريباً، ويزورها أكثر من 50 ألف سائح سنوياً، ونبع الباروك والذي يروي نحو مائة قرية.
حرج دلبون الطّبيعيّ ويحتوي على مئات الألوف من أشجار السّنديان المعمِّرة
ومن المواقع الأثريّة: مغارة وادي الكشك في سفح جبل الباروك.و “جرن النّاووس”

بلديّة الباروك – الفريديس
عاهد المجلس البلديّ الأهالي على تنفيذ عدّة مشاريع تنمويّة تسهم في تحسين صورة الباروك كبلد اصطياف وسياحة وقدّم رئيس البلديّة هبة لصيانة شبكة الكهرباء وإضاءة المصابيح كما اتّخدت البلديّة قراراً ببناء قصر بلديّ وتمّ شراء الأرض والبدء بالبناء. ومن المشاريع التي أوردها المجلس البلديّ في برنامج عمله: تنفيذ مشروع الصّرف الصّحيّ مع إنشاء محطّة تكرير وتجميل مداخل البلدة وتوسيع الطّرقات وشقّ طرق زراعيّه وإنشاء ملعب بلديّ نموذجيّ.

“مشروع تلفريك الأرز كان على وشك التّنفيذ من شركة ألمانية لكنّ حرب تموز 2006 ذهبت بالشّركة.وبالمشروع! “

مميّزون من الباروك
الباروك بلدة تضمّ عائلات عريقة لعبت دوراً في تاريخ لبنان وأحداثه ولا يكتمل موضوعنا عنها من دون التوقّف للتّعريف بعدد من رجالاتها الأفذاذ السابقين، ونحن نعلم هنا دقّة المهمّة كما نعلم أنّ البلدة قدّمت في العقود المعاصرة عدداً كبيراً من الشّخصيّات المؤثّرة والبارزة لكنّنا سنتوقّف في ما يلي عند عدد من الرّجالات والسيّدات من السّلف أو من الذين عاشوا في مطلع القرن الماضي أو أواسطه وذلك بناء على بعض المراجع المتوافرة مع علمنا أنّنا لم نُحَط بالموضوع لذلك فإنّنا نستميح القارئ عذراً إذا وجد في هذا الباب نقصاً لأنّه نقص تسبب من عدم كفاية المراجع أو هو من قبيل السّهو غير المقصود.

رشيد بك نخلة
شاعر كبير اشتُهر بكونه مؤلّف النّشيد الوطنيّ اللبنانيّ، كان أيضاً سياسيّاً بارعاً وكان أحد أركان الإدارة والقضاء في عهد الرّئيس حبيب باشا السّعد. باشر الوظائف كاتب تحريرات قائمقاميّات بلاد الشوف في عهد الأمير مصطفى أرسلان، ثمّ مديراً للعرقوب ثم مديراً للمعارف في لبنان، ومديراً “للأوقاف والأديان والمصالح العامّة في الجبل. ومع إنشاء دولة لبنان الكبير عُيّن مفتّشاً للأمن العام ثمّ محافظاً لصور 1925. نُفي إلى فلسطين في مدّة الحرب العالميّة الأولى بسبب نضاله الاستقلاليّ ثم نُفي بعد عودته إلى بلاد الأناضول. كان زعيماً شعبيّاً ووطنيّاً مجاهداً ونادى في عهد الانتداب الفرنسي بالاستقلال التّامّ وترأس المؤتمر الوطنيّ عام 1933 الذي كان من أهمّ مقرًراته وضع دستور للبلاد على أساس غير طائفي.

أمين نخلة
كان أمين نخلة شاعراً وكاتباً ومحامياً وسياسياً وصحافياً تميّز بحسن الخلق والرّصانة واللين ولقّب “بشاعر العرب”. تعلّم في مدرسة الأخوة الرّيمانيين في دير القمر وحين وقعت الحرب الكونية الأولى عاد إلى بيته، فسعى الأمير شكيب أرسلان إلى تعيينه مديراً لناحية العرقوب ولم يكن قد تجاوز الخامسة عشْرةَ من عمره فكان أصغر حاكم إداري في الدولة العثمانية. زاول المحاماة وأصدر جريدة “الشّعب” التي كان قد أسسها والده وترك الكثير من المؤلّفات في الأدب واللّغة والتّاريخ والقانون. وكان له صداقات كبيرة منها مع الملك فيصل بن عبد العزيز، الأمير شكيب أرسلان، كمال جنبلاط، بولس سلامة وخليل مطران وأمين الريحاني وحافظ إبراهيم وأحمد شوقي ورياض الصّلح وأحمد رامي.
فؤاد الحداد: كاتب وأديب وناقد سياسي
حبّوبة الحدّاد: أديبة ومؤلّفة قصصية.
مُنتهى الحداد: ولدت في الباروك وأمضت حياتها في مهنة التّعليم منذ مطلع القرن العشرين وتحملت مسؤوليات مدرسة الباروك معلّمة ومربّية لأجيال كبيرة من أبناء البلدة. كانت موضع تقدير واحترام من كافة أبناء الباروك.
فريد أسعد الحداد: كان مناضلا تقدّميا في قوّة حفظ الأمن أثناء الأحداث الأهليّة، استشهد عام 1976 في بلدة معاصر الشوف أثناء عمليّة أمنيّة وملاحقته أحد المطلوبين للعدالة.

عائلة أبو علوان
يعود أصل هذه العائلة إلى عبد الله بن غطفان من بني أسد الملقّب بالعلوي نسبة إلى عائلة مجيدة وسمّي ايضاً شيخ أبي علوان قرّب الأمير فخر الدين المعني شيوخ هذه العائلة منه ولاسيّما أصحاب العمائم لوفائهم وصدقهم وبرز من العائلة رجال كان لهم ادوار وبصمات في الحياة السّياسيّة والاجتماعيّة منهم:

بو علوان بن ناصر الدّين بن نعمان المعروف بالباروكي
ولد في الباروك سنة 1603 م. في الباروك واشتهر بهيبته وسكوته وبقوته الهائلة، كان من المقرّيبين إلى الأمير فخر الدّين الثّاني فخاض معه كثيراً من المعارك وكان إلى جانبه في أوقات ضعفه وبقي معه حتى آخر أيّامه قبل أن يستسلم على يديّ أمير البحر جعفر باشا وحارب ضدّ المعنيين في عهد الأمير علي علم الدّين.

سعيد بن مصطفى بن نبهان بن غيث بن عثمان بن شبلي أبو علوان
وُلد في الباروك وقبل ودرس في المدرسة الداوودية إلى جانب العربية التركية والفرنسية والانكليزية وفي سنة 1875 انتخب عضواً في مجلس إدارة جبل لبنان، لكن المتصرف رستم باشا كان يحقد عليه بسبب انتصاره للمطران بطرس البستاني وارساله عرائض بهذا الموضوع الى السلطان على يد رافع عبد الصمد فحل رستم باشا مجلس الإدارة لكن سعيد بك أبو علوان عاد بنسبة عالية من الأصوات: اشتُهر سعيد بك بنزعته التحرّرية وبكونه رجل الملمّات وفي عهد المتصرف نعوم باشا كانت أعقد المشاكل تُحلُّ بسبب صداقته القوية مع المتصرف. شغل عضوية مجلس إدارة جبل لبنان لمدة طويلة ثم عُيِّن مديراً لناحية العرقوب ثم قائمقاماً للشوف.

نهر-الباروك-أحد-أهم-االمواقع-السياحية-في-لبنان-يوزع-مياهه-على-أكثر-من-مئة-قرية
نهر-الباروك-أحد-أهم-االمواقع-السياحية-في-لبنان-يوزع-مياهه-على-أكثر-من-مئة-قرية

شكيب بن فارس بن نعمان بن نبهان أبو علوان
ولد في الباروك سنة 1898 وتوفي سنة 1975 وأنهى دروسه الثانويّة في المدرسة الشّرقيّة في زحلة وتابع علومه في الاستانة ، تولّى منصب مدير ناحية المناصف، سافر بعدها الى أميركا الجنوبية اشتهر بنبله وانسانيته وشخصيته القوية.

ضاهر بن خطّار بن فاعور أبو علوان
كان من وجهاء قومه لكنّهم ثاروا عليه وقتلوه لأنّه كان يخالفهم في ميله إلى الشيخ عبد السلام عماد ومخالفته غرضيتهم الجنبلاطية فحضر الأمير يوسف الى الباروك لمعاقبة المجرم ففر آل أبي علوان خارج البلاد فاستنجدوا بالجزّار في عكا الذي مدّهم بالعسكر فخاضوا معركة خاسرة في نَهر الحمّام ضدّ الشيخ كليب أبي نكد ومعركة أخرى في عَلمان ضدّ ابنه الشّيخ بشير فتغلّبوا فيها لكنّهم آثروا الرّجوع عمّا ابتغَوْا فعادوا بالعسكر إلى صيدا.

عارف بن فرحان بن سعيد بن مصطفى أبو علون
وُلِد في الباروك وتلقّى علومه في المدرسة الشّرقيّة في زحلة وكان لامعاً وخصوصاً في اللّغة العربية حيث كتب النّثر والشّعر وعُدّ بين الأدباء.
عمل عارف بك مستشاراً لدى الملك فيصل عندما دخلَ الشام ثم رجع إلى لبنان ليُعنَى بالزّراعة في أملاكه من غير أن يغفل عن السّياسة، فكان مقرّباً من دار المختارة في عهد فؤاد بك ثم السّت نظيرة ثم كمال بك ثم أسهم في تأسيس الحزب التّقدميّ الاشتراكيّ، وكان عضواً في الجبهة الوطنيّة. ناصر الثّورة الشّعبيّة سنة 1958 برجاله وماله. توفّي في تلك السّنة وأبّنه كمال بك جنبلاط وعدد من الخطباء حضر مأتمه سفير مصر عبد الحميد غالب الذي كان يحمل رسالة تعزية من الرّئيس جمال عبد النّاصر.

عبد القادر بن يوسف بن عبد الحميد أبو علوان
وُلد سنة 1920 م. ونبغ باكراً ومال إلى الزّهد والتّقشّف والتّقوى وأولع بالعلوم الدّينية وسير الأنبياء والأولياء والصّالحين وفي الثّالثة عشرَةَ من عمره نظم قصيدة كانت من الأشعار الرّوحية المميّزة، وهي القصيدة المخمّسة المعروفة بالقادريّة.

عثمان بن نبهان بن عفيف بن شبلي أبو علوان
وُلِد في الباروك ونشأ نشأة صالحة في بيت وجاهة فكان ذكيّاً شجاعاً محبّاً للعلم واسع الاطلاع. وعندما وقعت احداث 1825 كان مع بيت أبو علوان إلى جانب الزّعيم الجنبلاطي وأصابهم ما أصابهم من نقمة الأمير بشير واضطهاده. فنزحوا معه ولم يرجعوا إلا عند رجوع المنفيّين سنة 1840 فوجدوا ديارهم خراباً. ثار بالاتّفاق مع الشّيخ يوسف بك عبد الملك على عمر باشا النّمساوي سنة 1842 وفي سنة 1860 اعتقله فؤاد باشا مع عدد من زعماء الدّروز ونفيَ إلى بلغراد قرابة أربع سنوات ولمّا عاد من المنفى اعتزل السّياسة وارتدى الزِّيَّ الدّيني وانصرف الى العبادة، وتوفّي سنة 1876.

فرحان سعيد مصطفى غيث أبو علوان
وُلِد في الباروك وتلقّى علومه في المدرسة الشّرقيّة في زحلة فاتقن إلى جانب العربيّة الفرنسيّة والتّركيّة والايطاليّة والانكليزيّة فعُيّن قائمّقاماً للشّوف سنة 1911 وفي العهد الفرنسيّ كان فرحان بك عدوّاً لدوداً للفرنسيين. كانت له أيادٍ بيضاء على الفقراء والمعوزين. شارك في مأتمه الشّيخ محمد الجسر ممثلاً رئيس الجمهورية شارل دباس.
محمد نجم شبلي أبو علوان المعروف بالباروكي
رجلٌ تقيّ ورع صاحب فضيلة وكرامات أُولِع بالأسفار في شبابه فطاف في بلدان آسيا حتى وصل إلى الصّين واكتسب كثيراً من العلم والمعرفة الرّوحيّة حتى صار من أغزر مشايخ الطّائفة علماً وأوفرهم طيبة ورقة وتقوى.

يوسف نجيب سلمان أبو علوان
كان مسكنه الفريديس وكان من وجهاء البلاد فلمع نجمه – وبعد أن قضى الأمير بشير على آل نكد وانصرف للقضاء على آل عماد استدعى آل أبو علوان واخذ يُزيِّن لهم السيادة ويثير طامعهم ويشجّعهم على عداوة آل عماد. وبعد نزع يد آل عماد أطلق يد آل أبو علوان وكان على رأسهم الشّيخ يوسف الذي انقلب على الأمير وحرّم على رجاله المرور في المنطقة فحرّض الأمير أبناء أخيه عليه ومنّاهم بالوعود فقتلوه غدراً لكنّ الأمير حين طالبوه بما وعد أمر بإعدامهم.

آل العماد
جدود آل عماد في الباروك ثلاثة هم عماد وسرحال وبوعذرا. قدموا من الجبل الأعلى وسكنوا الزّنبقية وعين وزين ثم استقرّوا في الباروك. وكانت الرّئاسة لأحد الإخوة وهو الشّيخ عماد وكان له أربعة أولاد تقول الرّوايات بأنهم قُتلوا جميعا في ساحة القتال: الأوّل سنة 1633 في معركة خان حاصبيّا التي قتل فيها الأمير علي بن فخر الدّين وقُتل الثاني مع التّنوخيين الذين قتلهم الأمير علي علم الدين في عبيه، وفي السّنة التي تلتها قُتل الثالث في المغيرية ثم مات الرّابع وجميعهم ماتوا بلا عقب.

الشيخ توفيق أبو علوان
الشيخ توفيق أبو علوان

فايز حسين حمد جهجاه عماد
وُلدَ في الباروك وتلقّى علومه في مدرسة القرية ثم في الدّاودية عبيه ثمّ في الجامعة الوطنيّة وتخرّج مُزَوّداً بعلم وافر. عيّن سنة 1921 مديراً لعرقة الجنوبي خلفاً للشّيخ مصطفى العيد ثمّ قائمّقاماً للشّوف سنة 1923 وفي سنة 1929 ترشّح للنّيابة عن الشّوف فابعدته السّياسة الانتدابيّة عن النّجاح فعُيّن سنة 1937 قائمّقاماً للبترون ثمّ سنة 1938 لزغرتا ثم سنة 1941 لِجِزّين ثمّ انتقل إلى جديدة المتن ثم كُلّف محافظاً للشّمال مدّة 14 شهراً سنة 1952 ثم أُعيد إلى مركزه ثمّ أُسندت إليه محافظة البقاع بالوكالة وكان طيلة حياته معروفاً بالنّزاهة والإخلاص.

قاسم تامر قاسم عبد السّلام فارس عماد
وُلِدَ في الباروك وتلقّى علومه في الجامعة الوطنيّة/ عاليه ثمّ تخرّج محامياً من جامعة القدّيس يوسف واشتغل في المحاماة وفي سنة 1962عُيّن رئيساً لمصلحة الصّحافة والقضايا القانونيّة في وزارة الأنباء ومثّل وزارة الإعلام في مؤتمر الإعلام العربيّ في الجزائر ثمّ عُيّن مديراً عامّاً لوزارة الدّفاع ثمّ بالوكالة. اغتيل في طرابلس سنة 1975 عندما كان محافظاً للشّمال ودُفن في الباروك.

مصطفى كنج ناصر الدين عماد
وُلِدَ في الباروك ودرس مبادىء القانون وتعلّم التّركيّة وعيّنته الدّولة مديراً للمال في قضاء الشّوف ثم عيّنه مظفّر باشا برتبة بكباشي في الجندية سنة 1899 عُرف خلالها بالنّزاهة والجرأة والاستقامة. وأثناء الحرب العالميّة الأولى نُفي إلى الأناضول واشترك هناك بتأسيس حزب الثالوث مع الأمير توفيق أرسلان وفؤاد بك عبد الملك والشّيخ محمود جنبلاط والشّيخ محمود تقيّ الدّين، وبعد عودته من المنفى عيّنته الدّولة الفيصليّة عضواً في المجلس الثّوري في دمشق ثمّ عُيّن عضواً في اللّجنة البرلمانيّة وأحرز الرّتب والأوسمة العثمانيّة والفرنسيّة.

ناصر الدّين بو النّصر بشير عماد سيد أحمد عماد
وُلدَ في الباروك كان بطلاً مغواراً شجاعاً مقداماً قال عنه الشّدياق أشجع أهل زمانه اشترك في كثير من الأحداث التي جرت في البلاد.
ففي سنة 1807 طلب جرجس باز من الأمير بشير الشهابي أن يعاقب آل عماد فبعث إليهم بسبعين مُحَصّلاً يرهقونهم ويثقلون عليهم فطلب المشايخ إلى الأمير حسن أن يتوسّط لدى أخيه الأمير بشير فوعدهم شرط أن يقتلوا جرجس باز وأخاه عبد الأحد وبما أنّ جرجس باز كان يحرّض الأمير على المشايخ فقد وافقوا على قتله وذهب الشّيخ ناصر الدّين الى جبيل مع رجاله وتبادلوا إطلاق النّار مع عبد الأحد وأصيب الشّيخ ناصر الدّين في يديه، وقُتِل الشّيخ خطّار المُصفي أمّا الأمير بشير فقد قَتَل جرجس باز في اليوم نفسه في دير القمر.
كما قاتل مع مصطفى باشا والي حلب وكان من موالي الشّيخ بشير جنبلاط ضدّ الأمير بشير وفي سنة 1831 بعد موافقة الأمير بشير على رجوع النازحين من آل عماد رجع الشيخ ناصر الدين واستقرّ في الباروك.

الشّيخ أبو حسن عارف حلاوي
ولي من أولياء لبنان، وعلم من اعلام التقى والورع والزهد، ولد في الباروك عام 1899 ميلادية، وقضى قسماً كبيراً من حياته في بلدة معصريتي، كان مزاراً ومقصداً لكبار القوم كما لعامتهم وقد قدم للتبّرك به رؤساء ووزراء ونواب وشخصيات عديدة من البلاد أيضاً وبعد وفاته أصبح مقامه مزاراً لكل الناس. وقف الى جانب القيادة السياسية أثناء عواصف واحداث الجبل للحفاظ على وحدة الكلمة والموقف. كما كان داعياً من دعاة المحبة والخير والسلام. كما كان داعماً للوحدة الوطنية على أساس الاحترام المتبادل والعيش المشترك. وكثيراً ما كان يردد: (من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره).

رفيق سعيد حسين حلاوي
وُلِدَ في الباروك وتلقّى علومه الاوّليّة في المدارس المحلية ثم في مدارس جبل الدّروز والتحق بالكلّيّة الجوّيّة الحربيّة في الجيش السّوري في حلب سنة 1954 وانتقل إلى الكليّة الحربيّة في حمص وتخرّج سنة 1957 برتبة ملازم ترقّى في المناصب العسكريّة وكان قائدا لأحد قطاعات جبهة الجولان سنة 1967.
عُيّن نائباً لرئيس محكمة أمن الدّولة برئاسة العماد مصطفى طلاس ثمّ تخرّج من معهد الأركان ثمّ عُيّن قائداً للواء 78 برتبة عقيد ونال وسام الجيش ووسام الثّورة وعدداً آخر من الأوسمة. عُرِف بالرّصانة والجديّة واستشهد في معارك القنيطرة عام 1973.

آل محمود
يُعتبَر آل محمود من أكبر العائلات في بلدة الباروك وقد برز منهم عدد من الشّخصيّات في السّلك الأمنيّ والعسكريّ والإداريّ كما برز منهم مشايخ تقوى وورع، ومن أبرز الشّخصيّات التي تنتمي إلى العائلة السّفير نهاد محمود الذي كان سفيراً للبنان في المكسيك وفي عدد من العواصم العالميّة وبرز اسمه بصورة خاصّة أثناء العدوان الإسرائيليّ على لبنان في تمّوز 2006 إذ كان يومها ممثّلاً للبنان في الأمم المتّحدة ولعبَ دوراً مهمّاً في إبراز الموقف اللّبناني في مواجهة المزاعم الإسرائيليّة وقام بعمله بكفاءة مشهودة.

الكنيسة
الكنيسة

نجيب قاسم نعمان حلاوي
وُلِدَ في الباروك وتلقّى علومه الأوّليّة في المدارس المحلّيّة ثمّ سافر إلى الآستانة وتخرّج من كلّيّة الطّب طبيب أسنان سنة 1912 مارس المهنة أوّلاً في راشيّا بناءً لدعوة من صديقه وزميله الدّكتور قبَلان الحدّاد طبيب القضاء هناك ثمّ انتقل إلى بيروت حيث مارس مهنته بكثير من الإنسانيّة حتى تقدّمت به السّنّ فاعتزل المهنة واعتكف في بيته في الباروك ليعتني بادارة أملاكه توفّي سنة 1976.

حَمّود الينطاني
عاصر الحكم العثمانيّ والفرنسيّ وكان مُكلّفاً من قبل الشّيخ خطّار العماد بجباية إيرادات أملاكه وقد كان شجاعاً ومشهوداً له بالرّجولة والبطولة ومقاومته للاحتلال العثمانيّ والفرنسي.

ملحم فارس أبو علي كرباج
وُلِدَ في الباروك وهاجر في مطلع شبابه إلى الأرجنتين وفي العام 1905 أسّس وأصدر جريدة الحقائق باللّغة العربيّة التي استمر إصدارها حتى وفاته.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي