السبت, شباط 22, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

السبت, شباط 22, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

التّحنان لِصِلَة أمير البيان بجبل عامل

الأمير صديق المخترع الكبير حسن كامل الصبَّاح

وكتب أمير البيان رسالة لرئيس المجمع العلمي العربي بدمشق مؤرخة في 7 شوال سنة 1356هـ/10 تشرين الثاني 1937م، يستذكر فيها صديقه المخترع حسن كامل الصباح الذي توفّي في أميركا في ظروف غامضة (1895- 1935). مظهراً الأمير مرة أخرى مدى رفيع أخلاقه والتزامه العروبي والإسلامي؛ حتى مع أصدقائه المتوفين. وممّا جاء فيها: «قد كانت لي علاقة مع صاحب هذا القبر السيد كامل الصبَّاح، العبقري العربي المخترع الكبير مفخرة العرب وحجّة الشرق على الغرب. وقد كانت لي معه مراسلات هي من أجمل ذكرياتي، إلّا أنه لم يقسم لي القدر أن أحظى برؤيته، وما زلت أتشوّق إلى ذلك إلى أن توفاه الله إلى رحمته وفجعت به الأمة العربية، فكنت أحنُّ إلى زيارة قبره وما زلت أحنُّ إلى أن يسَّر الله ذلك في هذا النهار وزرت جدثه الشريف [في النبطية] قارئاً له الفاتحة وسائلاً مرجع الخلق جميعاً سبحانه وتعالى أن يجمعنا في عالم الأرواح ويحشرنا مع الذين أنعم عليهم، وأنّ اجتماع الآخرة هو خير وأبقى من اجتماع الديار»٦٦.

آخر كتاب أرسله الأمير شكيب أرسلان من دار هجرته
في سويسرا بعد غيبة ٢٦ سنة.

فلسفة الشهادة والمقاومة عند الأمير شكيب أرسلان
رثاء فقيد الشرف الشيخ عبد العزيز جاويش بقلم صديقه المجاهد العظيم الأمير شكيب أرسلان

يشهد تاريخ أمير البيان الزاخر بالمفاخر، والطافح بغرر المآثر، وهو المسلم العربي المجاهد الذي لم يكن جغرافيا ولا لفحته ريح العصبية، بل شغلته هموم الأمة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، فكان يجد نفسه معنيّاً بكل قضايا الأمة من أجل عزها وحريتها واستقلالها ورفعتها بين الأمم. لذلك كان له فلسفته التي عبر فيها عن فهمه الواسع لمعنى مداد العلماء ودم الشهداء. فسنداً للأثر الشريف: يوزن دم الشهداء بمداد العلماء، يؤكّد الأمير على أن ليس من حقيقة تفوق هذه الحقيقة، فالفكر برأيه مظهره: مداد العلماء، والعمل مجلاه الأقدس: دم الشهداء، ويجزم الأمير بأنّه «لن يبلغ عمل درجة الكمال التي تتقطع عندها نياط المقاومة، وتخفت من دونها أصوات المكابرة؛ إلّا إذا أريق على جوانبه زكيّ الدماء… وخير للناس أن يتركوا بتاتاً العمل الذي لا يجودون عليه بدمائهم، ولا ينتهون فيه إلى ذمائمهم، لا سيّما المشروعات الوطنية، والمنازع الاستقلالية، فإنها حياة الأقوام والأمم..»٦٧.

في مقلب آخر، هذا هو الأمير في الوفد الذي ذهب عام 1934 لوضع حد لهدر دم الأشقاء بين اليمن والسعودية، واصفاً القضية بالنائبة٦٨، مُحَرِّماً دم المسلمين والعرب على أيدي بعضهم البعض، داعياً بعد عقد الصلح إلى التحالف نحو القوة وليس الاستنزاف المؤدّي إلى الضعف.

هذا هو الأمير شكيب أرسلان يلتقي «بن غوريون» زعيم الحركة الصهيونية في جنيف، ليؤكد له «أن فلسطين ستبقى عربية»٦٩. لذلك كانت وصيته الأخيرة صرخة مدوية في آذان من يسمع وقبل النكبة: «لا تنسوا فلسطين»٧٠. وجاء بخط الأمير عادل أرسلان أن نعش الأمير شكيب أرسلان حُمِل «وبدافع شديد من المروءة والوطنية لا سيما نجّادة بيروت وطلائع العامليين»٧١. كم نحن في هذا الزمن الصعب على الأمّة التي أحبّها وجاهد وأفنى من أجلها أمير البيان شكيب أرسلان أن تتعاضد وتتوحّد كي لا تكون كما يريدون بل كما تريد.

أقدّم هذه المساهمة عربون وفاء للأمير وصحبته من العاملييّن، على أنّ الصلة لم تنقطع، فهذا حفيد للأمير نَشَد آصرَ محبّتنا وصداقتنا وعرفاننا له عنيت به العميد محمّد شيا. 

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي