الجلطة عبارة عن تخثُّر الدّم السائل «تجمُّده» بحيث يسدّ مجرى الوريد أو الشريان.
الجلطات نوعان، نوع يصيب الأوردة وهي التي تنقل الدّم من الأطراف إلى الرّئة والقلب. ونوع آخر يصيب الشَّرايين التي تنقل الدّم من القلب إلى جميع أعضاء الجسم.
أعراض كلّ نوع تختلف عن الآخر. الجلطة في الوريد وخاصّة الأطراف السّفلى، من أهم أعراضها التورُّم في الساق مع إحساس بالثِّقل، واحمرار الجلد وأحياناً ألم في الساق وأحياناً. تغيّر لون الجلد. أمّا أعراض جلطة الشّرايين فأهمّها ناتجة عن عدم وصول الدم إلى الأعضاء. وألم في الساق والعضلات على الأخص. برودة الساق والجلد. الخدر والتّنميل في المراحل الأولى. وتغيُّر لون الجلد في المرحلة الأولى إلى الأبيض بعدها إلى اللون الأزرق الغامق. وعدم القدرة على الحركة والمشي.
جلطة الأوردة العميقة «Deep Vein Thrombosis»، عبارة عن تخثّر الدم داخل وريد، عادة ما يتواجد بمكان عميق في أوردة الساق.
أعراض جلطة الأوردة العميقة
تورّم القدم أسفل منطقة الرّكبة، يترافق مع تشنّج وألم في الساق المُصابة، وعادة ما يبدأ الألم في بطّة الرّجل، والشّعور بألم شديد وغير مُبرّر في القدم والكاحل. والشعور بأنّ جزءاً من الجلد يبدو أكثر دفئا من المنطقة المحيطة به، بالإضافة إلى تغيّر لون الجلد في المنطقة المُصابة، بحيث يصبح شاحباً مع احمرار وقد يتحوّل إلى اللون الأزرق، وانتفاخ وزيادة سمك الأوردة الدمويّة في المنطقة المصابة.
كما تصيب الفخذين، وحوض الجسم، وقد تصيب الذراعين، والكبد، والدماغ، والأمعاء، والكُلى. كما في المقابل، من الممكن ألّا تظهر أي من الأعراض على المصاب بتاتا، إلّا أنّ جلطة الساق، أو القدم تكمن في احتماليّة تطوّر المُضاعفات مسبِّبةً انتقالها إلى أماكن أخرى منها الخطر الناتج عن انتقال التخثّر من القدم إلى الرئة والإصابة بالإنصمام الرّئوي، ليقوم بمنع تدفُّق الدّورة الدموية إليها. ممّا يسبّب صعوبة في التنفس وانخفاض ضغط الدم والإغماء وتسارع نبضات القلب وألم في الصدر، إضافة إلى السّعال الممزوج بالدم. وقد يسبّب الوفاة للبعض في حال عدم تلقّي العلاج المطلوب في الوقت المناسب.
أسباب الإصابة بجلطة الأوردة العميقة


عادة ما تنتج جلطة الرِّجل عن أسباب صحيّة تؤدّي إلى الإصابة بجلطة الأوردة العميقة التي تمنع تدفّق الدّم ممّا يؤدّي إلى إصابة دوالي «الفاريز» في الساقين وقد ينتج ذلك عن عملية جراحية، أو إصابة ما، أو خلل مُعيّن في الجهاز المناعي. كذلك إذا كان تدفُّق الدَّم بطيئاً والدم سميك، فيكون الشخص أكثر عرضةً للإصابة بتخثّرات الدّم.
والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض هم: المصابون بالسرطان حيث من الممكن أن تنتج جلطة الساق في هذه الحالة عن السرطان نفسه أو عن الأدوية التي يتناولها الذين خضعوا لجراحة ما، المجبرون على الراحة بالسرير حيث إنّ عدم تحريك الساقين والعضلات لفترات طويلة يؤدّي إلى عدم قدرة التدفّق بالشكل الطبيعي وبالتالي التجلّط كما هو الحال عند بقاء المُصاب بالمستشفى لفترات طويلة أو عند الإصابة بالشّلل. الكبار بالسن يُعَدّون من أكثر الأشخاص المعرّضين للإصابة بجلطة الدّم لعدم قيامهم بالحركة الكافية لتدفّق الدم. المدخنون، الذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة التي قد تزيد الضغط على الساقين والحوض، الذين يجلسون لساعات طويلة عند قيادة السيارة، أو عند ركوب الطائرة مثلاً. الحوامل بسبب ارتفاع مستويات الأستروجين لديهنّ، كما أنّ الحمل يزيد من الضغط الواقع على الأوردة في منطقة الحوض والساقين، الذين يخضعون للعلاج بالهرمونات البديلة، والذين يخضعون لعمليات جراحة على العظم والمفاصل.
علاج جلطة الأوردة العميقة
الأدوية المُميّعة للدّم
تُعَدُّ هذه الأدوية الأكثر شيوعاً لعلاج الإصابة بخثار الأوردة العميقة. حيث تعمل هذه الأدوية على جعل الدم أقل لزوجة حتى تقلّل من خطر تشكّل خثرات دموية، إلّا أنّها لا تستطيع تحليل الخثرات المتشكّلة أصلا.
الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية تظهر على أجسامهم بعض الكدمات، ويكونون أكثر عرضة للنّزيف. لذا من الضروري التقيُّد بنظام غذائي خاصّ بهم، وفحص الدَّم بانتظام في المُختبر.
فلتر Vena Cava
جهاز تصفية يتمُّ وضعه في الوريد الأكبر في الجسم. هذا الفلتر يعمل على التقاط الخثرات الدموية التي تنتقل عبر مجرى الدم. وبالتالي يمنع وصولها إلى الرّئتين والقلب. هذا الجهاز لا يعمل على منع تكوّن الخثرات الدموية، إنّما يساهم في التقليل من أضرارها.
الأدوية المُحَلِّلة للخثرة
هذا النوع من الأدوية يعمل على تحليل الخثرة الدموية، إلّا أنه يسبّب نزيفاً حادًّا ومفاجئاً. لذا لا يستخدمه الأطباء إلّا في الحالات الطارئة من أجل تفكيك خثرة دمويّة تهدّد حياة المصاب داخل المستشفى.
ارتداء الجوارب الضاغطة
في حال أوصى الطبيب بذلك تُلبَس هذه الجوارب في الساقين من القدمين وحتى الرّكبتين يوميًّا ولمدة سنتين على الأقل يساعد ارتداؤها على منع تراكم الدم وتخثره بالإضافة إلى منع الأعراض المُصاحبة لجلطة الرّجل كانتفاخ الساق.
ممارسة التمارين الرياضية والحركة
عادة ما يُنصح المُصاب بممارسة التمارين كالمشي، لمنع تطوّر المضاعفات والوقاية من الإصابة بالتّخثر الوريدي العميق.
رفع الساق
يُنصح المصاب عادة برفع الساق المصابة عند الراحة أو وضع وسادة أسفلها وذلك لتجنّب الضّغط وتراكم الدم في بطّة الرجل ولتعزيز تدفّق الدم.
مراجعة الطبيب بانتظام
تجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب بشكل دوري إضافة إلى الانتباه تحسّباً لحدوث النّزيف الشديد عند الإصابة بكدمة أو جرح.
جلطة الشرايين
تحدث جلطات الشرايين بآلية مختلفة، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض تصلُّب الشرايين، بحيث تحدث الترسّبات على جدار الشرايين وتأخذ في التراكم ممّا ينجم عنها الضّيق في هذا الوعاء الدموي. ونجد من مضاعفات هذا المرض الإصابة بالأزمات القلبيّة والسكتة الدماغيّة. ومن الممكن أن تتكوّن الجلطات في القلب أيضاً، عندما يكون الإنسان مصاباً بالرّجفان أو التقلص الأُذيني الليفي، فان الأذين أو الغرفة العلويّة في عضلة القلب لا تخفق بشكل طبيعي، وبدلاً من ذلك تخفق في شكل هزهزة ويصبح الدم حينها ساكنا على الجدار الداخلي للأذين. بمرور الوقت قد يؤدي ذلك إلى تكوّن الجلطات الدمويّة الصغيرة. ومن الممكن أن تتكوّن الجلطات في البُطين، الغرفة السفليّة في القلب، بعد الإصابة بالأزمة القلبيّة حيث يكون هناك جزء من عضلة القلب مصاب وغير قادر على الانقباض بشكل طبيعي، وبما أنّ المنطقة المُصابة لا تنقبض مع باقي عضلة القلب فإنّ الدم يظلّ فيها بلا حراك، وحالة السّكون هذه تؤدي إلى تكوّن الجلطة.
مخاطر الإصابة بجلطات الشرايين شائعة الحدوث مع كافة الأمراض التي تسبّب ضيقاً في الأوعية الدمويّة، ومنها ضغط الدم المرتفع، ومعدّلات الكوليسترول المرتفعة، ومرض السكّر، والتدخين، والتاريخ العائلي من الإصابة بالجلطات الدمويّة.
إنَّ الجلطة الشريانيّة هي جلطة مُزمنة. الأنسجة في اجتياح دائم ومستمر للأوكسجين وعلى نحو فوري، وافتقارها إلى الإمداد الدموي يحفز الأعراض على الظهور بشكل فوري أيضاً. كما أنَّ الفحص الجسدي يساعد الطبيب إذا كان هناك شكٌّ في الإصابة بالجلطة الدمويّة. يجب مراجعة الطبيب فوراً عند الشكّ بحدوث الجلطة من أي نوع كانت لأنَّ الوقت عامل رئيسي في نتيجة الشفاء وعدم حدوث مضاعفات. أسوأ مضاعفات جلطة الوريد صعودها إلى الرِّئة حيث تسبّب قصوراً في التنفّس. وجلطة الشريان تسبّب الغرغرين، أو الذبحة الصدريّة والقلبية، وجلطة شرايين الرّقبة والرأس تسبّب الشلل.
العلاج هو بأنواع مُسيلات الدّم من حبوب وحقن (إبر). وقد يكون جراحيًّا أو بالبالون والرّسور حسب نوع الجلطة ومكانها والشّريان أو الوريد المسدود.
لذلك يُنصح عند حدوث أيٍّ من هذه الأعراض الإسراع إلى الطبيب الذي قد يوصي بفحص لسيلان الدم أو التصوير الصوتي أو السكانر الملوّن أو التمييل. وعلى أساس النتائج يبدأ العلاج الفوري. لأنّ الوقت كما ذكرنا عامل حاسم في نتيجة الشفاء وكلّ تأخير يسبّب مضاعفات للمريض ويؤخّر الشفاء.