الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

الزعرور غذاء ودواء وزراعة اقتصادية

الزعرور غذاء ودواء وزراعة اقتصادية

من البرية إلى الحديقة ..وصيدلية البيت

الاستعمال العلاجي المتزايد لأزهار وأوراق وثمار الزعرور
نقل الشجرة من البرية إلى خانة الزراعات الطبية الاقتصادية

الاستعمال العلاجي المتزايد لأزهار وأوراق وثمار الزعرور
نقل الشجرة من البرية إلى خانة الزراعات الطبية الاقتصادية

حتى وقت قريب كانت شجرة الزعرور تعدّ من الأشجار البرية التي تميِّز طبيعة الجبال اللبنانية لكن دون التفات حقيقي إلى أهميتها كغذاء أو كدواء أو كقيمة اقتصادية. لكن مع تزايد الاهتمام بأجزاء الشجرة كافة (الأوراق والأزهار والثمار) كمكونات أساسية في العلاجات المكملة لأمراض الضغط والشرايين وتنظيم عمل القلب بدأ الاهتمام بهذه الشجرة القوية يتزايد أولا على شكل استزراع الأنواع المحسنة منها في البيوت ثم عبر الانتقال لاعتبارها زراعة اقتصادية قائمة بذاتها خصوصا وأن سعر الكيلوغرام من ثمر الزعرور يمكن أن لا يقل عن 15 ألف ليرة. فضلا عن ذلك فإن الطلب يتزايد من مصانع العلاجات العشبية على أجزاء الزعرور بهدف استخدامه لإنتاج مستخلص الزعرور على شكل أقراص أو على شكل شراب سائل يمكن تناوله بانتظام في أي نظام علاجي طويل الأمد لمرض ضغط الدم المرتفع أو لتقوية القلب وتنظيم عمله.
في هذا المقال تعريف للقارئ بهذه الشجرة وبالأسباب التي بدأت تجعل لها شهرة واسعة في بلادنا وفي العالم، كما يتضمن المقال بعض الإرشادات الأساسية للراغبين في زرع شجرة الزعرور سواء كشجرة لتزيين الحديقة أم لاستثمارها كزراعة اقتصادية

شجرة الزعرور
هي من الفصيلة الوردية ومن الأشجار المعمرة التي تزرع في المرتفعات الجبلية، وهي تزهر في موسم الربيع فتعطي أزهارا بيضاء تتحول إلى ثمار حمراء إلى برتقالية أو إلى ثمار مائلة إلى الصفرة وهي من متساقطات الأوراق حيث يتغير لون أوراقها في الخريف فيميل إلى الحمرة واللون الأصفر البرتقالي قبل تساقطها. ويمكن لشجرة الزعرور أن ترتفع إلى ما بين 3 و5 أمتار ويجب لذلك زرعها مع ترك مسافة لا تقل عن أربعة أمتار إلى خمسة أمتار بين الغرسة والأخرى
أنواع الزعرور
ينمو الزعرور في بلادنا كشجرة بريّة، الشائع منها يعطي ثمارا حمراء كروية تتفاوت في الحجم في موسم الصيف، وهذه الثمار مع الأوراق والأزهار ذات قيمة علاجية كبيرة في تحسين عمل القلب وتنظيم ضغط الدم، لكن تناول الثمار في موسمها تجربة غنية لأن ثمار الزعرور، بالإضافة إلى فوائدها الصحية، فاكهة لذيذة الطعم خصوصا الأنواع الجديدة التي تم إدخالها في العقود الأخيرة والتي تعطي ثماراً أكبر من ثمار الزعرور البري إذ قد يصل قطر الثمرة إلى نحو 2.5 أو 3 سنتم في مقابل سنتمتر واحد أو 1.5 سنتم للثمرة البرية.
أين نزرعها؟
نحن معتادين على زرع أشجار معدودة للزعرور وربما اكتفينا بشجرة واحدة للبيت لكن مع تنامي الاهتمام بالقيمة الاقتصادية والطبية لشجرة الزعرور فقد أصبحت هذه الشجرة العظيمة الفائدة موضوعا للاهتمام من المزارعين ومن المواطن العادي وبات بالتالي ممكنا زرع أعداد كبيرة منها في صفوف تشبه زرع الأشجار المثمرة الأخرى مثل التفاح، ويمكن لحقل الزعرور أن يكتسي في السنة الثالثة أو الرابع بهاء رائعا سواء أثناء موسم الإزهار أو عندما تكتسي الشجرة بثوب زاهي من الثمار الكبيرة الحجم نسبيا والحمراء أو الصفراء اللون. ويمكن زرع الزعرور الشائك كسياج فعال ضد الدخلاء والحيوانات البرية وبعضهم يربّي الزعرور ليصبح سياجا حول الدار لكن من الأفضل عند التفكير بزرعه في الحديقة تفادي الأجناس الشائكة أي التي تنتج أشواكا قاسية قد يصل طولها إلى 7 أو 8 سنمترات، واستبدالها بأجناس لا تحمل أغصانها أشواكا.
التربة الملائمة: يمكن لشجرة الزعرور أن تزدهر في أنواع مختلفة من التربة وأن تتحمل نسب حموضة pHمتفاوتة لكنها تحتاج إلى شمس دائمة لكي تعطي موسم إثمار جيد.
لكن رغم تعايشه مع مختلف أنواع التربة فإن الزعرور يحب التربة جيدة الصرف كما يحب الاحتفاظ بدرجة معينة من الرطوبة في التربة دون جعل التربة موحلة، ويمكن التأكد من درجة الرطوبة إذا استطعت أن تصنع بيدك كرة من التربة المحيطة بالشجرة بالضغط الخفيف عليها. وهذا يعني أن من الأفضل ري الزعرور خلال فصل الجفاف بصورة معتدلة خصوصا في السنوات الأولى من النمو.
توقيت الزرع: ازرع الأشجار في مطلع الربيع بما يعطيها فرصة طويلة حتى نهاية الصيف لكي تثبت جذورها وتبدأ بتنمية متسارعة للجذع والأغصان.وكتلة الجذور.
المسافة بين الأغراس: يمكن لشجرة الزعرور أن تنمو إلى ارتفاع 3 إلى 5 أمتار وهذا يعني أن من الأفضل ترك مسافة بين الأغراس لا تقل عن 4 إلى 5 أمتار.
الغطاء النباتي: يفضل تغطية التربة المحيطة بشجرة الزعرور بغطاء نباتي جاف بسماكة 5 إلى 10 سنتم تقريا ويستخدم في توفير هذا الغطاء لحاء الأشجار اليابسة والمتحللة والسميسمة وأوراق السنديان أو الكومبوست المصنوع في الحقل عبر تخمير بقايا النباتات والفروع الصغيرة الناتجة عن التقليم وبقايا موسم الزعتر أو غيره فهذا الغطاء النباتي مهم لحفظ رطوبة الأرض ولتخصيب التربة وتعزيز البيئة الميكروبية المفيدة للتربة ومنع انتشار الحشائش والأعشاب.

رسم إيضاحي لنبتة الزعرور
رسم إيضاحي لنبتة الزعرور

معاملة الزعرور
الري: يحتاج الزعرور إلى الري في السنوات الأولى خلال فصل الجفاف، لكن قد لا يحتاج بعد ذلك إلى الماء بسبب طبيعة الشجرة المقاومة للجفاف، ويمكن استنتاج هذه الخاصية من النظر إلى الزعرور البري المنتشر في جبالنا والتي تزدهر في الطبيعة وفي الأراضي الوعرة معتمدة على نفسها وعلى موسم الأمطار الذي يزود الأرض بما يكفي حاجة تلك الأشجار الصلبة العود من الرطوبة طيلة فصل الجفاف.
التسميد: يعتبر التسميد الطبيعي من روث الماعز والدجاج البلدي من أغنى أنواع الأسمدة وأكثرها احتواء للعناصر الأساسية ، لكن في حال عدم توافره يمكن استخدام سماد ثلاثي بنسبة 10-10-10 بمقدار كوب للشجرة على أن يوضع السماد بعيدا عن جذع الشجرة وفوق منطقة الجذور والتسميد أفضله في الخريف وليس ضروريا في الربيع. و من المفضل تغذية الغرسة بالسماد سنويا خلال السنوات الثلاث الأولى من عمرها على أن يتابع التسميد بعد ذلك مرة كل سنتين.
التقليم: تحتاج شجرة الزعرور إلى التقليم الخفيف بما يؤدي إلى إزالة تشابك الأغصان وفتح الطريق للضوء والهواء لكي يتخللها ويساعد في الحفاظ على قوتها وعلى إبعاد الطفيليات والآفات عنها. ويشمل التقليم إزالة الأغصان التي تنمو في أسفل جذع الشجرة كما يمكن أن تشمل أيضا “تجميل” الشجرة عبر استخدام أسلوب في التقليم يزيل الطابع العفوي للنمو ويعطي الشجرة شكلا جذابا. وعندها من المهم إجراء القطع بمقص التقليم بصورة مائلة قليلا مع اختيار براعم متجهة إلى الخارج وهذه البراعم هي التي ستنمو على شكل أغصان جديدة ويجب التأكد أنها ستنمو في اتجاه محيط الشجرة الخارجي وتساهم في اتساع دائرتها وليس باتجاه خاطئ كأن تنمو نحو داخلها.
يتم تقليم شجرة الزعرور في موسم البيات الشتوي لكن استخدم مقص التقليم للفروع التي يقل قطرها عن 3 سنتم ومنشار التقليم للفروع الأغلظ من ذلك وانتبه إلى الأشواك.

آفات الزعرور
أبرز آفات الزعرور هي الخنافس الطفيلية الصغيرة وحشرة المن والبق العنكبوتي وطفيليات اللحاء وهذه الحشرات يمكن أن تبدأ في أماكن محدودة لكنها سريعة التكاثر ويمكن أن تتحول إلى تهديد للشجرة ما لن تتم مكافحتها فور ظهور الأعراض. وأهم احتياط ضِدّ هذه الطفيليات هو الرش المبكر (على الحطب) بمزيج من الزيت الشتوي الجيد النوعية مع الجنزارة والكبريت الغروي، لكن انتبه إلى استخدام نوعية جيدة من الزيت لأن بعض الزيوت المغشوشة يمكن أن تؤذي الشجرة وقد تسبب يباس الشجرة في حال رشها خارج الوقت المناسب (كأن ترش بكثافة زائدة عن المعدل أو في أيام حارّة).

شجرة الزعرور عند الإزهار تضيف جمالا إلى الطبيعة
شجرة الزعرور عند الإزهار تضيف جمالا إلى الطبيعة

الفوائد العلاجية للزعرور
نتيجة الاختبارات والأبحاث العلمية العديدة فقد تم الاعتراف بالقيمة العلاجية للزعرور من قبل المؤسسات الطبية والعلمية بحيث لم يعد يعتبر من أدوية الأعشاب بل من العلاجات المكملة المقرة علميّا خصوصا في المجالات التالية:
تغذية شرايين القلب: يتسبب محتوى الزعرور من الفلافونيدات الحيوية بارتخاء الشرايين التاجية، وهو ما يزيد من تدفق الدم إلى عضلات القلب ويخفض احتمالات الإصابة بالذبحة. لكن استخدام الزعرور كعلاج طبيعي لضعف القلب يتطلب مثل أغلب العلاجات الطبيعية الصبر والوقت وقد يأخذ الأمر بضعة أشهر كي ينجح العلاج في إحداث التحسن المنشود.
ضغط الدم المرتفع: يعتبر الزعرور علاجاً قيّماً لضغط الدم المرتفع، كما أنه يرفع ضغط الدم المنخفض، وقد ثبت علميا أن الزعرور يساهم بقوة في انتظام الضغط وإبقائه ضمن المعدلات الطبيعية.
مقوِّ للذاكرة: يؤخذ الزعرور ممزوجآ مع الجنكة Ginko biloba لتقوية الذاكرة الضعيفة، وهو يعمل في هذه الحالة مع الجنكة على تحسين دوران الدم ضمن الرأس ومن ثم يزيد كمية الأوكسجين التي تصل إلى خلايا الدماغ.
منظم لدقات القلب: تعتبر أوراق وأزهار الزعرور، وكذلك عنباته علاجا أساسيا للمصابين بعدم الانتظام في ضربات القلب Heart Arrhythmia
ووفقاً للخبرة الطبية الأوروبية فإن من الممكن استخدام ثمار الزعرور لمدة طويلة دون أية أعراض جانبية. لكن يفضل دائما استشارة طبيبك في مدى فعالية استخدام العلاجات البديلة وعدم التوقف عن تناول العقاقير الصيدلانية التي وصفها الطبيب المعالج إلا بموافقته
يباع مستخلص الزعرور المركّز في جميع الصيدليات على شكل عبوات، لكن يمكن صنع مستحلب من أوراقه وأزهاره عبر نقعها كشاي في الماء الساخن، كما يمكن صنع صبغة Tincture من خلال نقع ثمار الزعرور بمادة كحولية أو بخل التفاح لمدة ستة أسابيع وهي مدة كافية لسحب الخواص العلاجية للزعرور في الصبغة والتي يمكن عندها تناولها بمعدل ملعقة صغيرة يوميا.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي