الثلاثاء, نيسان 23, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الثلاثاء, نيسان 23, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

السبيل إلى التوحيـــد

مشيخـــة العقـــل تنشـــر دليـــل المهتميـــن والطالبيـــن
للتعـرُّف علـــى مرتكـــزات الإيمـــان والسلـــوك التوحيدييـــن

الحلقة الثانية

[su_accordion]

[su_spoiler title=” الفصل الثاني فرائض الإيمان التوحيدية ” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]

الفصل الثاني: فَرائِضُ الإيمان التوحيدية

غلاف كتاب السبيل إلى التوحيد

إنَّ للإيمان فرائضَ وَاجِبَات شأنُهَا تحقِيق ثمرة الطّاعَة في ذاتِ المُوحِّد في العاجلة والآجلة. وسَبَقَ أن ذكَرنا مَا علَّمهُ جِبريل للنَّاسِ، بِواسِطَةِ النبيّ ، مِن أُسُس عَقائِد الدِّين ومفتَرَضاته. لكنَّ هذِه العَقائِد تحتَاجُ إلَى أعمَال الجَوارِح، وإشغَال خواطِر الصُّدُور، فيما يَقتضِي الوصُول إلى الغَايةِ مِنهَا مِن التزامٍ بقاعِدةِ العِلمِ والعمَل والإخلاص فيهِمَا، لِكَي يَستَشعِرَ المُوَحِّدُ الصِّلةَ بِالحقّ، وتَنكَشِفَ لبَصيرَتِهِ حقائِقُ نِعَم الله، وأسرَارُ لطائِفِ مَحبَّتِه. ومن أهم الفرائض الإيمانية الواجبة:

الطَّاعَـة
هِيَ الانقِيادُ لأمرِ الله ونَهيِه في الإقبالِ والعمل بالمَعروفِ، والإدبارِ عنِ المُنكَر، وَالانشِغَال بِكلِّ مَا فِيهِ رِضى وتقرُّبٌ إلى الله تَعالَى. وَالطَّاعةُ ثمرةُ المَحبَّة، فمَن أحَبَّ الحَقَّ، انقادَت جوارحُهُ وخَواطرُهُ فِي المَسالِكِ الحميدَة، والسُّبُل المُستقِيمَة، بِهَديِ التَّعالِيمِ الشَّريفَة، والسُّنَنِ الفَاضِلَة. قَالَ عزَّ مِن قائِل وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظِيماً (الأحزاب 71)، وَهُوَ أن يُصلِحَ باطنَهُ وقلبَهُ، فإنَّهُما مَوضعُ نَظَر الحقّ، ويُصلِحَ ظاهرَهُ بالأعمَال الطَّيِّبَة، واتِّبَاع طَرائَق الهُدَى.

العِبَادَة
هِيَ “اسمٌ يَجمَعُ كمَالَ الحُبِّ لله ونِهايتَهُ، وكَمالَ التضرّع والتذُّللِّ لله ونِهَايتَه”، لِذَلِكَ هِيَ تألِيهٌ وتَقدِيس لاَ يَستحقّهُمَا إلاَّ مَن لهُ العِزَّة والمُلك، رَبُّ السَّمَاواتِ وَالأَرضِ وَمَا بَينَهُمَا فَاعبُدْهُ وَاصطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعلَمُ لَهُ سَمِيّاً (مريم 65)، أي أَطِعهُ بِجَسدِكَ وَنفسِكَ وَقَـلبِكَ وَسِرِّكَ ورُوحِكَ، مُتغْـذِيًا بِلطائِف العلم، ومُقتبِساً فَوائِدَ العَقـلِ مِن نُورِ الذِّكر الحَكِيم، ومآثِر أَهلِ العِفَّةِ وَالفضلِ والثِّقَة. وَلاَ تَصِحُّ العِبَادَةُ دُونَ استِشعَارٍ يَقِينيّ لله الواحِدِ المَوجُود، كمَا قالَ مَا يكُونُ مِن نَجوَى ثلاثَة إلاَّ هُوَ رَابِعُهُم وَلاَ خَمسَة إلاَّ هُوَ سَادِسُهُم وَلاَ أَدنَى مِن ذَلِك وَلاَ أَكثَر إلاَّ هُوَ مَعَهُم أَينَ مَا كَانُوا (المجادلة 7). وعن لِسانِ الإمام عليّ (ع) كمَا وردَ فِي شروح “نهج البلاغَة أنَّهُ قال: “إنَّ قوماً عبدُوا اللهَ رَغبةً، فتِلك عبادةُ التّجَّار، وإنَّ قوماً عبدُوا اللهَ رهبةً، فتلكَ عبادةُ العبِيد، وإنَّ قوماً عبدُوا اللهَ شكراً، فتلكَ عبادةُ الأحرار”.
الصَّلاة
عَدا عن كَونِها صلاة مخصُوصَةً مَوقُوتةً، بِهَا كلاَمٌ ودُعاءٌ وتسبيحٌ وركوعٌ وسجُودٌ لله، فإنَّ الصَّلاةَ فِعلٌ مِن أفعَال لَطائِف الرُّوح إذ تَتوجَّه بالتَّضرُّع والخُشوع والاستِغفَار إلى الواحِد الأحَد، ربِّ العِباد، وَغَايةِ الغَايَات. وأجمَلُ الصَّلاة هِيَ التِي تبلُغ حَدَّ الصِّلةِ باستِشعارِ الله سُبحَانَهُ وتَعالَى “كأنَّـك تَراه”، ولكِنه منزَّه لَيسَ كمِثـلِه شَيْء
(الشورى 11). وقَد جاءَ فِي الحَديثِ الشَّريف: “أقرَب مَا يَكُون العَبْدُ مِن رَبِّه إذَا سَجَد”.

النوايا الخيِّرة
النِّـيَّةُ عمَلٌ قلبيٌّ خالِص خصَّهَا الشَّرعُ بالإرادةِ المُتوجِّهَةِ نَحو الفِعل ابتغاءً لِوَجه الله، وامتِثالاً لحُكمِه. جاءَ فِي الحديث الشَّريف: “إنَّما الأعمَالُ بالنِّـيَّات، وإنَّـما لكلِّ امرئٍ مَا نَوى”. فالنِّـيَّةُ روحُ العمَل، يَصفو ويُثاب بصفائِهَا، ويخيبُ ويبور بِكَدَرهَا، لذلِكَ يقولُ السّالكون: “رُبَّ عمَلٍ صَغِير تُعظِّمُهُ النِّـيَّةُ، ورُبَّ عمَلٍ كبير تُصغِّرُهُ النِّـيَّة”.
يردِّدُ الموحِّدون الحَدِيثَ الشَّريف: “إنَّ اللهَ لاَ ينظُر إلَى أجسَادِكُم، ولاَ إلَى صُوَرِكُم، ولكِن يَنظُر إلَى قـلُوبِكُم”، ومَوضِع نَظَر ربِّ العِبَاد أولَى أن يَكُونَ نقيـّاً، بريئـاً مِن كلِّ شائبَةٍ، ليحصل التَّوفِيق، وتتحقَّـقُ الغَايةُ المرجوَّة. والثِّقات الكِبار يُدركُون مبلغ عظم صفو النيَّة، فالنَّوايَا عندَهُم قُطبُ الأعمَال وَسَابقَة لهَا، و”الأمُورُ بِمقاصِدِهَا”، ومَا مِن ميزانٍ راجحٍ فِي الخَير دُون نِيَّة طيِّبَة مَعقودَة بِه.

الفرق بين الحَلال والحَرَام
الحَلالُ هُوَ مَا أبَاحَهُ الشَّرعُ، وأمّا مَا نَهَى عنهُ وحظَّرهُ فهُوَ حَرام. إنَّهُ مِن قَواعِدِ الدِّينِ العِظَام معرفَةَ مَا هُوَ حِلّ ومَا هُوَ مُحرَّم وفقاً لِمَا رَسَمَتهُ الأصُولُ الدِّينيَّة الّتي أوحَى بِهَا اللهُ عزَّ وجَلّ. وَمَن يعدَم التَّمييز بينَهُمَا، لاِ يَستقِيمُ بهِ مَسلكٌ مُثمِر. وِيُسلِّمُ المُوَحِّدُ بحَقيقَةِ وُجُوب التِزام الحَلال فِي جُملَة أعمَالِهِ الظَّاهِرَة والبَاطِنَة، فِي سعيِهِ الحَمِيد إلَى المُحافَظَةِ علَى صفَاء القَـلبِ ونقَاءِ السَّريرَة، ويقِينُهُ أنَّ الخُبثَ يتأتَّى مِنَ الوُقُوعِ فِي الحَرَامِ لقَولِهِ تَعَالَى وَيُحِلُّ لهُمُ الطَّيّباتِ وَيُحَرِّمُ عَليهِمُ الخَبائِث (الأعراف 157).

[/su_spoiler]

[su_spoiler title=”  الفصل الثالث التخيير في الأعمال” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]

الفصل الثالث: التَّخيير في الأعمال

معرفة النفس
ان النفس صفوة المخلوقات، وانها من عالم البقاء، حيّة جوهرية شفافة، عالمة عاقلة قابلة للخير، معقولة بحبائل العقل، وهي أمّارة بالسوء، عاجزة جاهلة قابلة للشر، مهددة بحبائل ابليس.
يَعتبِرُ الشُّيُوخُ الثِّقات أنَّ الأخلاقَ في الحَقيقَة هِي سَجايَا الخَير فِي ذاتِ النَّفسِ، أي في جوهَر طبيعتِهَا الكامِن، فإذَا لم يحقِّقها الإنسانُ بِالفِعل، جَنحَت النَّفسُ الأمَّارَة إلَى مَا يُضَادِدُهَا، وارتدَت ثوبَ الأخلاق المذمُومَة. أمّا إذا جهدَ المرءُ فِي تغذِية سجَايَا الخَير بِالعِلم اللطيف الشَّريف، وبِالمسَالِك العَادِلة المستقيمَة، فيَظهَر مِنها بتوفيقِ الله الأفعال الجميلَة، والأخلاقُ الرَّضِيَّة، والآداب والسَّمت القويم المتولِّدة جميعها من تلك السّجايَا “المحمودَة السَّعيدَة” كمَا سمَّاها الشَّيخُ الفَاضِل، لأنَّها “مقـرُّ الدِّين ومعدنه، ولاَ ثباتَ للدِّين إلاَّ بِهَا”.فمَن يعملْ مثقالَ ذرَّةٍ خيراً يرهُ* ومَن يعملْ مثقالَ ذرَّةٍ شراً يرَه (الزلزلة 8-7).

الاجتِـنَاب والاكتِسابُ
يُنبِّهُ الشَّيخُ الفَاضِل فِي إرشَادِه الحَكِيم إلَى “أصْلٍ أَصِيل” فِي مَسلكِ الطَّاعَة، وهُو “أنَّ العِبادَةَ شَطرَان، شطرُ الاجتِـنَاب وشطرُ الاكتِسَاب، فالاكتِسَابُ فِعلُ الطّاعَات، والاجتِنَابُ الامتِنَاعُ عن المَعَاصِي والسيِّئَات، وهُوَ التَّقوَى. وأنَّ شطرَ الاجتِـنَابِ أسلَم وأصلَح وأفضَل وأشرَف لِلعَبدِ مِن شطر الاكتِساب. ويَشتغِلُ أولُو البصَائِر مِنَ أهلِ العِبَادَة بِشطر الاجتِـنَاب، إنَّما همَّتُهُم أن يَحفَظوا قلوبَهُم عنِ المَيلِ إلَى غَير الله، وبطُونَهُم عنِ الفُضُول، وألسِنتَهُم عنِ اللَّغـو، وأعيُنَهُم عنِ النَّظَر إلَى مَا لاَ يعنيهم.” ويؤكِّدُ الشَّيخُ الفَاضِل أنَّ حصُولَ الشَّطرَين فِيهِ استِكمَالُ الأمر، وبلوغُ المراد، وتحقِيقُ السَّلامَة وَالفَلاَح.

الأمر بالمَعروف والنَّهي عن المُنكَر
تكرَّر أمرُ البَارِي تعالَى فِي العَدِيد مِن آياتِ الكِتَابِ الكَريم اسْجُدُوا لآدَم (البقرة 34)، “فكأنَّهُ تَعالَى، لمّا خلقَهُ بحيث يكونُ نَموذجاً للمُبدَعاتِ كلِّها بَل المَوجُودَات بِأسرِها، ونُسخةً لِما فِي العالَمِ الرُّوحانِيّ والجِسمانيّ، أمرَهُم بالسُّجود تذلُّلاً لِما رَأوا فيه مِن عظيمِ قدرتِه، وبَاهِر آياتِه، وَشكراً لِمَا أنعمَ عَليهِم بِواسِطَتِه”(البيضاوي). فسَجدوا إلاَّ إبليسَ أبَى واستكبرَ (البقرة 34)، وَيَصِفُ المُوَحِّدُون عِصيَانَ الأمرِ هذا بالمُضَادَدة، ويردُّوه إلى اختلافٍ جوهريٍّ في الطِّباع هُوَ فِي أسَاسِ التَّميِيز بينَ الخَير وَالشَّرّ، وَبَينَ المَحمُود وَالمَذمُوم، وَبَينَ المَعرُوف وَالمُنكَر، وَبمَعنَى أعمّ، بَينَ التَّوحِيد وَالشِّرك.
الضِّدِّيَّةُ هَذِه، جَسَّدَهَا إبليسُ بالخُبثِ والبُعدِ عنِ الحَقّ، وعَدَم الامتِثَال لأمر الله عزَّ وجلّ، وَمِن طَبعِه، فِي بَعضِ مَا وُصِفَ بهِ في الكتابِ العزيز، الأمرُ بالفحشاء والتضليل والكَيْد والوسوَسَة والإغواء والمعصية والفِتـنة ومَا شاكَل ذلك، لِهذَا كانَ الشَّيطانُ للإنسَانِ خَذولا (الفرقان 29)، أيْ “يخـذُلُه عنِ الحَقّ، ويَصرِفُه عنه، ويستعـمِلُه في الباطل، ويَدعُـوه إلَيه” (ابن كثير) وَ”يُواليه حَتَّى يُؤدّيه إلَى الهَلاك ثم يتركه ولا ينفعه” (البيضاوي).
إنَّ طبيعَةَ العَقـلِ المُتَّصِل بالحَقائِق اللطِيفَة هِيَ طبيعةٌ حَاكِمَة، فِي حِين أنَّهُ يَتوجَّب علَى النَّفسِ الأمّارَةِ الجَامِحَةِ عَن طَريقِ الحَقّ أن تَكونَ مَحكُومَة، ليَستَقيمَ مسلكُ الإنسانِ فِي طَريقِ الفضِيلَة. وقد مثَّـل أحدُ الحُكَمَاء العقـلَ بقَائدِ العَربَة الَّتي يقودُها جَوادَان. فَالعَربَةُ هِيَ الجِسمُ، والجَوادان أحدهُمَا قوّةُ الغَضَب، والآخَر قوَّةُ الشَّهوَة، فإذَا جَمَحَا وعَصَيَا القَائِد الَّذي هوَ العقل، ابتَعَدتِ العرَبَةُ عنِ الوُصُولِ إلَى غَايَةِ الطَّريق، وجَنَحَت عنِ السَّبيلِ السَّويّ وُصُولاً إلَى مَا لا تُحمَد عُقبَاه، ألاَ ذَلِكَ هُوَ الخُسْرانُ المُبِين (الزمر 15). وكَفَى بِالعَقـلِ نَاصِحًا أنَّهُ المُوضِحُ سبيلَ الحقّ، وقد قال الإمامُ عليّ (ع) فِي هذَا المعنَى: “كَفاكَ مِن عَقـلِكَ ما أوْضَحَ لَكَ سُبُلَ غَيّـكَ مِن رُشْدِكَ”.

العِلمُ والعَمَل
يُردِّدُ الشّيُوخُ الثِّقات قولاً راسِخاً فِي عُقولِهِم باعتِبَاره حِكمَة بالِغَة فِي محلّ أدقّ النَّصائِح وألطفها: “عِلمٌ بِلا عمَلٍ عقِيم، وعمَلٌ بِلا عِلمٍ سَقِيم، وعِلمٌ وعَمَلٌ صِراطٌ مُستقِيم”. إنَّ واجِبَ الارتِبَاط الجوهريّ بينَ العِلم والعمَل هوَ قاعِدَة ضَروريَّة فِي قـلبِ المَسلك السَّلِيم مِن آفاتِ الغَـفلةِ الباطِنَة. ذكر الأمير السيد(ق) في إحدى رسائله “أجهلُ النَّاس مَن تركَ العَمَلَ بِمَا يَعلم، وَأعلمُ النَّاس مَن عَمِل بِمَا يَعلم، وَالحُكمُ جَازِمٌ بِأنّ العالِمَ إذَا لَم يَعمَلْ بِعِلمِه فليسَ بِعالِم.” كذَلِكَ، فإنَّ الشَّيخَ الفَاضِل حذَّرَ مِن خُطورَةِ العِلم وإثمِهِ الكبير إذَا لم يقتَرن بالعَمَل والإخلاص فِيه لله تَعَالَى، وقال الإمام علي (ع) ان لسان العلم يعبر عن الحلال والحرام والحدود والاحكام، وهو زين المؤمن وفضيلته (ختم الانبياء). وقالَ عن أحدِ الحُكمَاء ناصِحاً:” لِيكُن طلبُ العِلم طلبَ دِرَاية لاَ طَلب روَاية، فمَن طلبَ العِلمَ ليَصرِف بهِ وُجُوهَ النَّاس إلَيه، أوْ يُجالِس بهِ الأُمَراء، وَيُباهِي بهِ النُّظرَاء، أو يَتصيَّد بهِ الحُطامَ، فتِجارتُه بَائِرة، وَصفقـتُهُ خَاسِرة.” ومِن نَصَائح أصحَابِ الفَضل فِي تفضِيل العمَل الصَّالِح علَى كلِّ شيءٍ سواه، قولُهم: “قـلِيلٌ مِنَ العِلم مَع العَمَل بِه، خَيرٌ مِنَ الكَثِير مِنهُ مَع عَدَم العمَل به”.

الدنيا دار مَمَر لا دار مُستَقر
إنَّ الله سبحانه وتعالى أوجَدَ الدّنيا كاملة النظام لإرادة له فيها، هي الإنسان، لإرادة له منه. وقد جعلها في ظاهرهَا محبوبة مطلوبة، موهوبة مسلوبة، وجعل فيها مَسَالك ومَهَالك، كما جعل لها طرقاً شتى منها ما يُحمد، ومِنهَا مَا يُذمّ. والإنسَان محتاجٌ إلَى الدّنيا ولا غنى له عنها، فيها غذاء جسده وتمام قصده، وجعل الفوز في تجاوز عقباتها.
هَذه الدُّنيَا وُصِفَت فِي الكِتابِ الكريم بأنَّها ليسَت إلاّ مَتاعُ الغُرُور (الحديد 20) لأنَّها “مُعَرَّضَةٌ للزَّوال، غيرُ لابِثةٍ ولا ماكِثـة، فَمَن طلَبَها لِذاتها قَسَا قـلبُه، وصَدِئت مِرآةُ بصيرتِه، والتَبَست في خَواطِره معالِمُ التَّمييز بينَ موجِبات اكتِسابِ الفضيلة مِن جانِب، وبَينَ متطلِّبات المصالِح الأنانية مِن جانبٍ آخَر. ومَن سعَى فيهَا فِي الحَلال، وجَعلَ فرصتَهَا وَسيلةً لبَذل الخَير، واقتِناء الزَّاد، ونفع النَّاس بالمعرُوف، فإنَّهُ بها وفيها ومنها يَسعد السّعادة الكُبرى، ويَتَـبَوَّأ مقعدَهُ منَ النّـعيم في الدّار الأُخرى، لأنَّه جَعَلهَا سبيلَ الجَـنَّة، ومِضمارَ السِّباق، وميدانَ اللِّحاق، ومَتْجرَ الاكتساب، وشِعارَ ذَوي الألباب، ومَوْقفَ العِلم، ومُـدَّةَ العَمَل، وَبَدْوَ الثَّواب، وفرْصةَ ذَوي الهِـمَّة، وبَيتَ الاجتِهَاد، ومحَلَّ التّقوى.

التَّـوبَة
قالَ عَزَّ مِن قائِل فأَقِم وَجهَكَ لِلدِّين حَنيفًا فِطرةَ الله الَّتي فَطَر النَّاسَ علَيها (الروم 30)، أي أخلِص قصدَكَ لله، واحفَظ عهدَك مع الله، واقبِل إليهِ واستقِم لأنَّهُ سُبحَانَهُ وتَعالَى أوجَدَ الخَلق وفِي طبيعتِهِم الإنسَانيَّة القُدرة علَى قبول الحقّ، وَالمَكِنَة مِن إدراكِه، والتَّهيُّوء العَادِل ليكونَ مِن جُملَةِ الَّذينَ يُوفُونَ بِعهدِ الله ولاَ يَنقُضُونَ المِيثاق
(الرعد 20)، وهُوَ “مَا عقدُوهُ علَى أنفُسِهِم منَ الاعتِرافِ بربُوبيَّتِه حينَ قالوا بلى، أو مَا عهدَ اللهُ تعَالَى عليهِم فِي كُتُبِه” (البيضاوي).
إنَّ ارتِكابَ الذّنُوب والآثَام يُورِثُ فاعلَهُ العَجزَ عَن دَركِ العِبادة، ويُصيِّرُهُ عَرَضاً مِن عَالَم الحِسِّ والهَوَى، ويُخرِجُهُ مِن غَايَات المَعَانِي، ويُبعِدُهُ عنْ كَنَف الأُنس بِالخَيراتِ المعنويَّة إلَى وَحشةِ الحيْـرَة والتكلُّف كما أوضحه الأمير السيد (ق) بأفصح العبارات. لِذَلِك، كانتِ التَّوبَةُ بَاباً مِن أبوابِ رحمَة الله الَّتي وسِعَت كلَّ شيء، بَل مِن الأبوابِ إلى مَحبَّتِه كمَا قالَ تعَالَى إنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ويُحِبُّ المُتطَهِّرِين(البقرة 222).
والتَّوبُة هُي تركُ الذَّنب علَى أجمَل الوُجُوه، يعنِي بالاعتِرافِ والنَّدَم والإقلاع. والتَّوبةُ كمَا وردَ فِي الحدِيثِ الشَّريف: “أن تبدلَ بدَل الجَهل العِلم، وبدَل النِّسيَان الذِّكر، وبدَل المَعصِيَة الطَّاعَة”. وَهِيَ الرُّجُوع عنِ المَذمُومَات فِي الشَّرع إلَى المَحمودَات فِيه، أي مِنَ المخالفَة إلَى الموافقَة، ومِنَ الطَّبع إلَى الشَّرع، ومِن الغَـفلَةِ عنِ الحقّ إلَى السَّعي فِيه، قبُولاً لأمر إلَه العَالمِين فِي قوله يَا أيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى الله توبةً نَصُوحا (التحريم 8)، والتَّوبة النَّصُوح هِيَ تَوثيقُ العَزمِ علَى ألاَّ يعُود بمِثـلِهِ، وَهِيَ “مِن أعمَال القـلب، يعنِي تنزِيه القَـلب عنِ الذُّنُوب، وعلامتُهَا أن يكرهَ العبدُ المَعصِيَة ويستقبِحَهَا، فلاَ تخطُر علَى بالهِ، ولاَ ترِدُ فِي خَاطِرهِ أصلاً (التهانوي).

[/su_spoiler]

[su_spoiler title=”الفصل الرابع المسلك الروحاني البسيط  ” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]

الفصل الرابع
المسلك الروحاني البسيط

الصِّدق
يعتبِرُ المُوحِّدونَ أنَّ الصِّدقَ هـوَ “عمادُ الأمر، وبهِ تمَامُه”، قالَ تَعَالَى يَا أيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّـقوا اللهَ وكُونُوا معَ الصّادِقين
(التوبة 119)، قِيل: همُ الَّذينَ اسْتوَت ظَواهِرُهُم معَ بَواطِنِهم. والمَعنَى الأشمَل للصِّدقِ عندَهُم هوَ التَّصدِيقُ بِخَالِقِ الكَون الأحد، وبأصفِيائه الأنبياء، وبِرسَالاتِهِم التَّوحِيديَّة، وبِاليَومِ الآخِر، وبِأنَّ الخَيرَ غايةُ الكَون، وبأنَّ الحقَّ هوَ الغَرَضُ مِن خَلقِ الإنسَان، وبأنَّ السَّعيَ فِي تحقِيقِ خِصَالِ الخَير هوَ السَّبيلُ إلى رِضَى الله حيثُ السَّعادة الَّتي هيَ الثَّواب الأعظَم. لِذَلكَ، يَكُون الثَّباتُ فِي قَولِ الصِّدق ثَمرةَ حُسن الاعتِقادِ، وصَفاء القَـلب، ونقاء النيَّة، وَالرَسُوخ الحمِيد في استِكناه معنَى الفَضيلَة والالتِزام بموجِباتِهَا.
تنعقـدُ أمورُ المَسلك عندَ الموحِّدِين بالصِّدق، فهُو كالنَّواةِ التي لاَ يصِحُّ دون صَلاحِها دِين. لِذلِك، تـزخَرُ الآثارُ الوَعـظيَّةُ لثِقاتِ المُوحِّدِين بالحَثِّ علَى إيلاءِ أَمر الصِّدق فِي الأقوال والأفعَال العنايَة القصوَى. والصَّادِق عندَ الشَّيخ الفَاضِل هوَ المُتَّقِي الَّذي إذا قالَ قالَ لله، وإذا عمِلَ عمِلَ لله، فِي السِّرّ، أي فِي أعمال القـلب، ونقاء السِّرِّ وصفاه، وفِي العلانيَة، وهوَ مَا يَظهَر مِن أفعال الجَوارح.
تَهذِيبُ الأخلاق واستِشعَار الخلاَّق
التَّسليمُ عند الأمير السيد (ق) هُـوَ الفِعـلُ الَّذِي يُقدِمُ عَليهِ المَرءُ بَعدَ الرِّضى بِعَهدِ الله المُتمثِّـل بِحُسنِ الاعتِقاد، وَقواعِـد الأمر والنَّهي الدِّينيَّة. وبَعدَ أنْ يُؤَكِّدَ علَى أنَّ أوَّلَ المَواجِب اللازِمَة علَى السَّالِك المُريدِ هُـوَ مَعرفَةُ النَّفس مَدخلاً إلى السَّبيلِ القائِد إلَى تحقِيق الفَضِيلةِ والثَّبَات، يُحَدِّدُ القَاعِدةَ الَّتي هِيَ “الينبُوع الأعظَم” لِفِعلِ الطّاعات، وَالَّتِي اعتبرَهَا الشَّيخُ الفَاضِلُ أنَّهَا “أسَاسُ الخَيْر كلّه”، وهِي “تَهذِيبُ الأخلاَق واستِشعَار الخلاَّق”.
وأسْمَى الأفعَال الأخلاقيَّة عندَ الموحِّدين هِي الفَضل، أي بذل الخَير والإحسَان وَالمَعرُوف لِوَجه الله بِخالِص النِّيَّة، وأصلُ الفَضل هُو بِيَدِ الله يُؤتِيهِ مَن يَشَاء (آل عمران 73). وَالشَّرَف وهُوَ فِي المَعنى المسلَكيّ سُموّ وارتِقَـاء عَنِ الغَايَات الدّنيويَّة إلَى التّعلّق بالفَضيلَة ومُوجِبات تَحقِيقها فِي القـلب. والعَفاف وهُوَ الكفُّ عمَّا لاَ يَحِلُّ، وَعنِ طَلب الحُظوظِ، وضبْطُ النَّفسِ عنِ النّزوع إلَى شَهوَاتِهَا، واجتـِناب السَّرَف، وقَصد الاعتِدَال.
والبَابُ الأعدَل لتهذِيب الأخلاق هُوَ التَّقوىَ، لأنَّ “فِيهَا جَمَاعُ الخَير كلّه” كمَا وردَ فِي آثار الشَّيخ الفاضِل، الَّذي عدَّد الشّروط الواجِبَة علَى كلِّ مَن أرادَ الخَير، ومِنهَا: معرفَة الفَرائض الإلهيَّة، والمَواجِب الدِّينيَّة، وحُسن المُعامَلة، وحُسن الخُلُق، وترك الزِّينَة والتَّكبُّر والحَسَد والغِيبَة والنَّمِيمَة، والتَّحرّز مِن حبِّ المَجد والجَاه وطلَب الرِّئاسَة.

إنَّمَا المُؤمِنُونَ إخْوَةٌ
الأُخوَّةُ الرّوحيَّة تَرعَاهَا آدابُ الدِّين وأوامرُه ونوَاهيه، وهِيَ حقولُ المسَالكِ الَّتي يُعبِّـرُ بِهَا الموحِّدُ عَن مدَى ارْتِبَاطِ آثار العَقـل، الَّتي هيَ هُنَا عُلومُ الدِّين اللطِيفَة، بِالنَّفس ومَا تُظهِرُهُ مِن أعمال، ذَلكَ أنَّ عِلاقةَ المُؤمنِ بأخِيه المؤمِن تتطـلَّبُ حِفظ العُهُود، وصِيانة الذِّمَم، ومواظَبَة الخِدمَة، وقضَاء الحَوائج، ومَحض المَحبَّة، والذَّبّ عـنهُ بِالمَال واليَدِ واللِّسَان، وإدراك المِيزَة بمِيزان العِلمِ والعمَل والعِفَّةِ عنِ الزَّلل. كمَا تتطلَّب إسْدَاء النُّصح، والتنزُّه عنِ الغِيبَةِ والنَّمِيمَة، ومعرفَة مَنزلة المُفِيد الفَاضِل لاستِدراكِ حُسن الاقتِداء والمُشابَهَة لِقولِه “المؤمِنُ مِرآةُ المُؤمِن”.
لِهَذا، يرتَقي المُوحِّدُونَ بِمَعنَى الأخُوَّة إلَى حَدِّ اعتِبارهَا امتِحَاناً حقيقيّاً لمَدَى تزكِية النَّفس، واختِبَاراً حَاسِماً لِمدَى انطِبَاق الأفعَال النَّاجِزَة علَى الأقوَال الواعِدَة.

التـربية
يُعرَّفُ مفهومُ الزواج عندَ إجراء العقد وفق طقوس الموحِّدين بأنَّهُ “سُنَّةٌ من سُنن الأنبياء، وشِرعةٌ من شرائع البقاء، وصونٌ عن الفحشاء، ووقايةٌ من ربِّ الأرض والسماء.
يقول الأميرُ السيِّدُ (ق) إنَّ طريقَ الزواج ركنٌ عظيمٌ في الدِّين، قاعدته الرِّضى، وغايته الائتلاف. وهذا أمر تأسيسيّ لنواة المجتمع الأولى: الأسرة. ولا يؤسِّسُ العاقـلُ صورةَ حياته ومستقبلها فوق جُرْف هار، وإنَّما على بيِّنةٍ راسخةٍ من حسن التدبير، وأهمّها الوعي ووَحدة القـلب والعقل معاً.
إنَّ تثبيت أواصر الكَنف العائلي بالألُفة والتفهُّم والتفاهُم وتبادُل العلاقات الواعية، وتوفير الأجواء الهادِئَة والرَّشيدة داخل حرمة البيت الأسري ومَا شابهها من أمور، من شأنِه أن يوطِّد أسُس التربية السّليمة التي تسهِم في بناء شخصيَّة إنسانيَّة مستقرَّة وقادرة لاحقاً على مجابهَة تحدّيات الحياة العمليَّة والفكريَّة وتطوّرها الرّوحِي المستقيم لتجنب مخاطر الفساد مهما بلغت نظريات التطور العلمي والتقني على كافة المستويات.
لقد أوصَى الأفاضل الثِّقات بتعليم الأبناء منذ بدو نشوهم قول بِسْم الله الرَّحمَن الرَّحِيم لدى المباشرة بأي عمل، ومثـله قول الحمدُ لله ربّ العالَمين لدَى الانتِهاء مِنه بداية لطريق الهداية والارشاد. إنَّ اكتِسابَ هذه العَادَة الجلِيلة، وما يتبعها من التَّذكير الدائم برِفعَة المسلك الخُلقي الحميد، يزرع في النّفوس وفِي القـلوب بذورَ الاستِشعار، ويفتَح البَابَ لِسوانِح البَركَة والتَّوفيق، ويُكسِب النفس سجايا الخَير والحياء والأدب، فلا تنزلق بسهولة، عند أولى التجارب، فِي التشبّه بمَعشر السوء، والتعلق برغباتٍ مُفسِدة للمروءة، وهادِمَة لطريق بناء المستقبل كما قال تعالى في كتابه الكريم:
انما اموالكم واولادكم فتنة (سورة التغابن 15) والمقصود هنا الولد العاق والمال الذي جُمع من الحرام.
إنَّ التربية العائليَّة الرَّشيدة، هي الكنف الأوّل الحاضِن للنفوس اليانِعَة لأبنائِنا الأعزّاء الأحبّاء، وَهيَ التي تبني المَداميك الراسخة الصلبة لكيانهم الإنساني، وهيَ التي تُمهِّد السُّبُل لفُسحَة العقـل عند النّضوج، لفَهم المسائِل الكُبرى المتعلِّقَة بمَصِير الإنسَان ومثوله أمام خالِقه، وأهمها محاسبة النفس فيبني في ذاته معبداً قبل ذهابه إلى المعبد. ولا بد لتحقيق ذلك من تربية مكتملة تجمع بين غذاء الجسد وغذاء الروح. انه ادب الحياة بجناحيه ومن ظن ان التربية تجري حسب الأهواء ولا يضبطها نظام فقد ظن سوءاً.

الرِّضَى
لُغةً، هُـوَ الاختِيَار والقبول، فإذَا تَحقَّـق خُـلُقاً توحِيديّاً كانَ ثمرةً مِن ثمَراتِ المَعرِفَة الرُّوحيَّة المترتِّبَة عَن اليَقين بِالحَقّ، المُوَلِّدَة لاستِشعَارِ وُجُود الله وتَنزيهِه. والمَعرِفَةُ فِي هذِهِ المَنزِلة تملأُ قـلبَ المؤمِن بالمَحبَّةِ والخَوفِ والرَّجاء، فَيصِير الرِّضَى كمَا يقُولُ السَّالكون “سُرُورَ القَـلب بِمَرِّ القَضَا، وسُكُونَهُ تَحتَ جَريَان الحُكم بِمَا أرادَ مَن لهُ المُلك.” فمَن رَضِيَ قَانِتاً، كانَ منَ الَّذِينَ رَضِيَ اللهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ
(البينة 8)، فَرِضَى العَبد عنِ الله أن لاَ يَكرَهَ مَا يَجرِي بهِ قَضَاؤه، وَرِضَى الله عنِ العَبدِ هُـوَ أن يَراهُ مُؤتَمِراً بأمرِه ومُنتَهياً عَن نَهيِه.

التَّسلِيم
لمّا كانَ الرِّضَى متَرتِّـباً عَن المَعرفَة والمَحبَّة والقبُول، كانَت ثَمرتُه التَّسلِيم، وهُـو الفِعلُ والالتِزام المَسلكيّ بِما ثبتَ لِلنَّفسِ علَى خِلاف مُقتَضَى طبعهَا، مثل لزُوم الحِلم مَكان الطّيش، والعقل مَكان الجهل، والتّواضُع مَكان الكِبر، والتّحلِّي بالأخلاق المَحمُودَة عوض النّزوع نَحوَ النّزَق واللجاجَة وإفراط الرَّغبَة. وهَذِه الأفعَال الشَّريفَة قائِدَة حَتماً، مَع صِدق النَّوايا وإخلاص القَـلب، إلَى القُربِ كمَا قال تعالى أولئِكَ المُقرَّبُون (الواقعة 11)، “أي الَّذِين قربَت دَرَجَاتهم، وأُعـلِيَت مَراتبُهُم، ورقيَت إلَى حَظائِر القُدس نفُوسُهُم الزَّكيَّة” (روح البيان).وَمَن أَحسَنُ دِيناً مِمَّن أسلَمَ وَجهَهُ لله وهُو مُحسِنٌ
(الواقعة 11).
تسلِيمُ الوَجْه لله بإخلاَصِ النَّفس له، والرضى بقضائه في السراء والضراء، والإتيَان بالحَسنَات، وترْك السَّيِّئات، وبالإجمَال كمَا قالَ القُشيريّ: “لم يدَّخِرْ شيئاً عنِ الله، لاَ مِن مالِه ولاَ مِن جَسدِه، ولاَ مِن روحِه ولاَ مِن جَلَدِه، ولاَ مِن أهلِه ولاَ مِن وَلَدِه”.

[/su_spoiler]

[/su_accordion]

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading