قِفْ في السُّوَيْدا ءِ خَفِّفْ منْ مَآسيها |
وقُلْ سلاماً، وفاخِرْ في أهاليها |
|
وانْظُرْ إليها بعَيْنِ العزِّ مُبْتَسِماً |
قد فاحَ حاضِرُها مَجْداً وماضيها .. |
|
تَزاحَمَ الشَّوْكُ في بَيْدائها وأتى |
دَواعشاً، غَدَرَتْ سُكْنى ضواحيها |
|
جاؤوا إليها خَفافيشاً مُزَنَّرةً |
بالكفرِ والحقدِ كي يَرْموا معاليها |
|
جاؤوا بليلٍ وتحتَ الشمسِ قد سُحِقوا |
تحتَ النِّعالِ كعُشْبٍ يابسٍ فيها .. |
|
لكنّهم هَرَبوا منْ فَرْطِ خَشْيتِهم |
وقد كَواهم لهيبٌ من مباديها |
|
عادوا عُراةً زَئيرُ الأُسْدِ يُرْعبُهم |
خَرُّوا كلاباً على مَرْمى مبانيها |
|
عادوا فَراراً بأنْفاسٍ مُقَطَّعَةٍ |
مثلَ الثعالبِ لم تَخْدُشْ مواشيها |
عادوا عِجافاً بلا قَمْحٍ ولا عَسَلٍ |
فالنّحْلُ هَبَّ لكي يحمي خوابيها |
|
عادوا حُفاةً فلا فازوا ولا شربوا |
ماءُ البسالةِ ما خانَتْ مجاريها .. |
|
عَيْنُ السويداءِ ما زاغَتْ ولا غَمُضَتْ |
حتى اسْتَراحَتْ وقد ولَّى أعاديها |
|
إنَّ العيونَ ولو سالَتْ مَدامعُها |
على الشهيدِ فَكَأْسُ النَّصْرِ يُحْييها |
|
إنَّ العيونَ ولو سالَتْ مَدامعُها |
على الشهيدِ فَكَأْسُ النَّصْرِ يُحْييها |
|
تَجْري النّساءُ الى الهَيْجا بلا كَلَلٍ |
مثلَ الرّجالِ بلا خَوْفٍ يُحاذيها |
|
تَأْبى الحياةَ إذا اهْتَزَّتْ كرامتُها |
فالموتُ عِزٌّ وعندَ الضَّيْمِ يُرْضيها .. |
|
أَهْلُ السّويدا على التَّوْحيدِ قد فُطِروا |
ليسوا وَقوداً لأحقادٍ تُغَذّيها |
|
ليسوا خِرافاً، فأهلُ البَغْيِ تَأْكلُها |
ولا فُتاتاً وأيدي الشَرِّ تَرْميها |
|
إنَّ السّويدا كراماتٌ مُجَوْهَرَةٌ |
تَقْري الضّيوفَ وللأوطانِ تبنيها |
|
فَتُكْسَفُ الشمسُ إنْ بانَتْ عمائمُها |
ويُخْسَفُ البدرُ إنْ سَلَّتْ مَواضيها |
|
عانَتْ مَراراً منَ الـحَمْقى وقد صَمَدَتْ |
تبكي الرّجالَ ولا الطُّغْيانُ يُبْكيها |
|
فلا تَسَلْني إذا في يَوْمها انتصرتْ |
” سُلْطانُ” حَتْماً بِساحِ الحقِّ راعيها |
|
يا رَحْمةً أَمْطِري غَيْثاً على الشُّهَدا |
لولا الضّحايا لَـما ضاءَتْ لياليها |