السبت, شباط 22, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

السبت, شباط 22, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

الشيخ ابو علي يوسف البردويل

الشيخ العابد الذي خضع له الطاغية بشير الثاني

سيــرة شيــخ اليقيــن وأســد الديــن
الشيــخ أبو علــي يوســف البردويــل

ترك الاهل والعشيرة شاباً وبحث في قلب جرف صخري
عن خلوة ينقطع فيها إلى الصلاة والمناجاة والتقرب من الله

اختير شيخاً لمشايخ خلوات البياضة ثم شيخ عقل للطائفة
وترك الخلوة والصومعة من أجل مواجهة مظالم الأمير بشير

رفع الامير بشير سيفه ليضرب عنق الشيخ البردويل
فناداه قائلاً:«يا أمير سيفك كبير ولكن سيف الله أكبر»

إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُور (سورة الحج:38 )

في سير الصالحين من الموحدين العابدين الذين يزخر بهم تاريخ بني معروف يحتل الشيخ يوسف أبو رسلان (أبو علي يوسف البردويل) من رأس المتن مكاناً مرموقاً بين ثلّة من الأولياء الصالحين، وقد كان ممكناً لهذا الشيخ الزاهد العابد أن يمضي حياته كلها في الخلوة والذكر لولا أن وجد نفسه في عصر من الإضطراب والمظالم التي أحاطت بأخوانه الموحدين وزعاماتهم وأعيانهم على يد الأمير الجائر بشير الشهابي الثاني، فقرر وعملاً بمبدأ حفظ الأخوان أن يترك حياة الإعتكاف وطمأنينة الصومعة وأن يخرج إلى الملأ ذوداً عن حياضه وأرضه وكرامة شعبه، وبسبب مواقفه هذه، فقد وجد نفسه في مواجهة مباشرة مع الأمير بشير الذي قرّر التخلص منه وإعدامه لكن كرامة الشيخ الضعيف عند ربه جعلت السيف يجمد في يد السياف ثم في يد الأمير الغاضب، وجعلت الحاكم الجائر يطأطئ الرأس ويخضع لكرامة هذا الولي الذي لم يخش في الحق لومة لائم.
رغم اشتهار تلك الحادثة وتداولها على مرّ الأجيال فإنها لا تمثل في الحقيقة سوى تتويج لنضال طويل ولمآثر كبيرة قدّمها الشيخ يوسف أبو رسلان إلى مجتمعه وأخوانه، فهذا الشيخ العارف العالم اشتهر ببناء الخلوات وإنفاقه الواسع عليها وبدوره في تقريب المواقف بين أعيان الموحدين والدفاع عن الحقوق وشدّ العزائم، وقد كان من علامات علو مقامه وتعاظم شأنه اختياره بإجماع المشايخ «شيخ مشايخ» خلوات البيَّاضة قبل أن ينتخب شيخ عقل للطائفة ونائباً لشيخ مشايخ الطائفة في عهد الأمير بشير، كما إن الله أراد له أن ينشر مآثره ويعمم فوائد علمه وتقواه فقيض له أن يعيش السنوات الأربع الأخيرة من حياته في بلدة بعقلين بين مشايخ أجلاء أحبوه وأحبهم وأن يتوفاه الله في تلك البلدة العريقة التي تحتضن رفاته ومزاره الذي يشكل مقصداً للمؤمنين من مختلف مناطق لبنان ومن خارجه.
في سياق اهتمامها بسير الصالحين تعرض «الضحى» في ما يلي لسيرة هذا الشيخ العارف على أمل أن يساهم ذلك في التعريف بالصفوة من أهل الله العابدين الذين لم يخل منهم زمان أو مكان والذين يبسطون أنفاس كراماتهم وشفاعتهم على مجتمعنا ويدفعون عنه البلايا ويحفظونه في تقلب الممالك والدهور.

الصومعة-في-بعقلين
الصومعة-في-بعقلين

 

خلوة-راس-النحل-في-بعقلين
خلوة-راس-النحل-في-بعقلين

قال أحد مشايخ الصوفية: «من لم تكن له بدايات محرقة لم تكن له نهايات مشرقة» للدلالة على أن رجال الله يبدأون السير في طرق المجاهدات في سن مبكرة لأن الله يضع في قلوبهم جذوة التقوى والخشية ليقربهم ويؤهلهم لتلقي المعارف وصفاء النفوس. وقد كان الشيخ يوسف ابو رسلان مثالاً على السير المبكر في الطريق إلى الله، إذ ارتحل وهو في ريعان الشباب عن أهله والعشيرة إلى البريّة في خراج رأس المتن وانقطع لسنوات عدّة للعبادة والدرس والتدقيق في علوم الدين زاهداً ناسكاً في خلوة الشقيف الصغيرة في أحضان طبيعة خلابة تبعث الخشوع في النفوس وتشهد على عظمة الخالق، وهي خلوة مازالت قائمة وتستحق الزيارة لمن فاتهم ذلك حتى الآن.
تقع خلوة الشقيف في نهاية خراج رأس المتن عند نهاية السنام الجبلي الذي يشكل جزيرة مستطيلة تبدأ بين بلدتي بيت مري والعبادية، وتنتهي في بلدات قرنايل وفالوغا وحمانا. ويلتقي في أسفل واديها «نهر الجعماني» القادم من سفوح جبل صنين بالرافد الثاني القادم من حمانا عبر وادي لامارتين ليشكل الرافدان معاً نهر بيروت الذي يصبّ في البحر المتوسط.
لا يستطيع المرء الوصول الى خلوة الشقيف الّا عن طريق واحدة تمتد من الغرب الى الشرق في خاصرة صخرات شاهقات محدودبات تشكل في أعلاها مصاطب صخرية ناتئة تظلل الزائر مسافة نحو ثلاثمائة متر، وتقوده فوق علو شاهق يطل منه على جنّة خضراء من غابات الصنوبر والسنديان والأشجار البريّة. إن اللسان لينعقد دهشة أمام هذه الآيات الطبيعية التي تشهد بجلال الخلق وعظمة الرب الذي أحسن كل شيء خلقه سبحانه ذو الجلال والجمال والإكرام. ومن اللافت على أي حال أن جميع أهل الله الذين اختاروا طريق الزهد والتقرب من المولى بالخلوات والذكر اختاروا دوماً أماكن منعزلة عن الناس ومباهج الدنيا فأشادوا خلواتهم البسيطة في وسط الطبيعة والحياة البرية بحيث لا يشغلهم شاغل عن التفكر والتأمل ومجاهدة النفس وبحيث يضطر الناس حتى أقرب المقربين إليهم أن يحترموا رغبتهم في حياة الخلوة والسكون فلا يقطعوا عليهم مجاهداتهم بالزيارات أو الفضول.
إذا نظرنا عن قرب في خصائص ذلك الموقع الذي اختاره الشيخ الشاب لبناء معتكفه النائي فإننا سنلاحظ أنه يمتاز إلى جانب محيط السكينة الذي يظلله بأنه موئل طبيعي دافئ في جوف صخور شاهقة وعملاقة وهو لذلك يصدّ الرياح والعواصف والبرد القارس الذي يهب بزمهريره من الشمال.
بدأ تاريخ خلوة الشقيف منذ مائتي سنة ونيف مع الشيخ أبو يوسف ابو رسلان وقريبه الشيخ ابو علي نعمان، إذ كان هذان الناسكان من أوائل الذين قصدوا ذلك الجرف الصخري الشاهق المسمى «الشقيف» وقد قاما بتشييد الخلوة الأولى واستقرّا فيها متعبدين فترة غير قصيرة في أواخر القرن الثامن عشر.
وقد ظلّت طريق الشقيف حتّى العام 1990 ضيقة وعرة ومخيفة، إذ كان على الراجل إليها ان يمشي بحذر شديد خوف أن تزل قدمه أو يختل توازنه فيهوي إلى الوادي السحيق، وربما كانت وعورة الطريق المفضي إلى الخلوة من الأمور التي عوّل عليها الشيخ البردويل لحماية اعتكافه، ويذكرنا هذا النهج بأسلوب بعض النساك الذين بنوا معابدهم في أعالي صخور يعتبر سلوكها مغامرة حقيقية، أو في مناطق يصعب الوصول إليها على الناس العاديين، لكن المرء لا يمكنه مغالبة الدهشة لهذا النهج في ركوب الخطر من أجل العزلة والانفراد مع الخالق، وقد كان على الشيخ الزاهد ورفيقه أن يقطعا تلك الطريق الخطرة مراراً وأحياناً في الليالي أو في الطقس العاصف.. لكن وبعد مائتي عام وأكثر إستقر رأي المشايخ على أن ما كان سهلاً على أهل ذلك الزمان من الرجال الأشداء لم يعد بالسهولة نفسها على أهل الدعة واليسر من أبناء جيلنا، وقد رغب المشايخ في تعميم الفائدة وجعل الخلوة متاحة للمهتمين بالتعرف عليها والتبرك بالمكان وربما التمتع بأجواء السلام والطمأنينة التي تظلله، فبادروا سواء عبر التبرع بالمال أو بتقديم العمل المباشر أو المواد إلى توسيع الطريق وتعبيدها وبناء السور الواقي، كما أضافوا إلى ذلك إنشاء خلوة جديدة مزوّدة بمرافق صحيّة ومياه الشرب والسياسة،وأصبح وصول السيارات سهلاً لأغراض الضرورة مثل نقل المؤن واللوازم أو نقل بعض المشايخ المسنين.
وبذلك تحوّلت خلوة الشقيف إلى مقرّ عبادة عامر بالمشايخ الذاكرين ومزار للمؤمنين بعد أن كانت مكاناً نائياً للزاهدين المتعبدين. وفي صيف 1991 زار هذه الخلوة المشايخ الأجلاء أبو حسن عارف حلاوي وأبو محمد جواد ولي الدين وأبو ريدان يوسف شهيب، وأبو محمد صالح العنداري وكانوا يمثلون الهيئة الروحية العليا لطائفة الموحدين الدروز اضافة الى عدد كبير من مشايخ الطائفة، وكانت البادرة تحمل مغزى التبرك بالمكان من جهة كما أريد منها تكريس الخلوة من أعلى مرجعية روحية كأحد المزارات والمعالم الروحية البارزة في مجتمع الموحدين.

كان على قاصد «خلوة الشقيف» ان يمشي بحذر شديد على طريق ضيق ومتعرج خوف أن تزلّ قدمه أو يختل توازنــه فيهوي إلى الوادي الســحيق

الإنتقال إلى خلوة الرويسة
بعد أن أمضى سنوات من شبابه في خلوة الشقيف مع قريبه ورفيق خلواته الشيخ أبو علي نعمان قام الأخير ببناء خلوة جديدة انتقل إليها مع الشيخ يوسف في منطقة الرويسة في رأس المتن، واختار الشيخ نعمان مكان الخلوة على رابية صنوبرية جميلة في نهاية البلدة وهي تطل من الغرب على مناطق خلدة والبحر المتوسط وعاليه وبحمدون، وشمالاً على بلدات بيت مري وبرمانا وصولاً إلى بسكنتا وصنين ويشكل هذا الأفق الأزرق والأخضر لوحة طبيعية خلابة ويوفّر بالتالي مناخاً مثالياً للتأمل والاعتكاف والصلاة. وظلت هذه الخلوة مفتوحة تستقبل الساهرين والذاكرين لأكثر من قرن من الزمن، كما إنها بقيت قائمة حتى عهد قريب.

بناؤه خلوة في وسط رأس المتن
بعد فترة، ومع اشتهار أمره بين المؤمنين، تحول اهتمام الشيخ أبو علي يوسف إلى ما يمكن أن يقدمه لأخوانه ليساعدهم على أداء فروض العبادة والاجتماع على الذكر فقرر بناء الخلوة التي عرفت بإسمه في وسط رأس المتن على مقربة من السرايا (مدرسة اوليفر). وقد حرص الشيخ أن يبذل من نفسه ومن ماله ما يمكّن أهل زمانه أيضاً من زيارة مكان للعبادة يكون مفتوحاً في وسط البلدة للجميع. وقد بقيت تلك الخلوة بالفعل عامرة زمناً طويلاً لا يقل عن مئة وعشرين سنة، وكانت تتألف من طبقتين: العلوية للسهر والعبادة للمشايخ الأجاويد، والسفلية لإيواء الأغراب والفقراء وعابري السبيل الذين يمرون في رأس المتن أو يودون المكوث فيها لوقت قصير. وكانت إدارة الخلوة تقدم لهم الطعام والشراب والمبيت على سبيل الخير والثواب. ولا يزال المسنون من أهالي بلدة رأس المتن إذا تحدثوا عن هذه الخلوة قالوا: إذا سأل الغريب عن مكان يؤمه في رأس المتن فكان يأتيه الجواب التالي «ما إلكْ إلا خلوة بيت أبو رسلان».
وقد بلغ من اهتمام الشيخ أبو علي يوسف بالخلوة أن أفرد لها بنداً في وصيته نص على أن تظل مفتوحة من بعده، وطلب في وصيته ان «تبقى الخلوات مفتوحة أمام المقبلين والمؤمنين للصلاة والعبادة: «بحيث يضَمُّوا (أي «يبقوا»)الخلوات مفتوحين إلى الذين يَلفوا (أي يقصدوا المكان) من أهل الخير وسهرتهم منقامة (قائمة) لكافة من يلفي من أهل الضيعة وغيرهم ونقلهم1 منقام ورزقهم مشغول».
يُلاحظ انّ الشيخ كان يرغب في تشجيع أهل الخير من الضيعة ومن خارجها على الحضور الى الخلوات ساعة يشاؤون، وان تقام لهم السهرة والضيافة (النقل).
جدير بالذكر أنّ المؤسسات هي عادة التي تهتم بتأمين المكان والتقديمات الأخرى لمجموعة من الناس، وقلما عثرنا على أفراد مثل الشيخ البردويل يتجهون هذا التوجه الديني والاجتماعي في آن، وربما كان يسر الشيخ والسعة اللذين تمتع بهما جراء أرزاقه الواسعة هما اللذان ساعداه على تحقيق تلك الأهداف وهو الذي بذل كل ماله في سبيل الدين، بينما عاش هو حياة زهد واعتكاف وتقشف بعيدة جداً عن مسرات اليسر والرفاه. .وهذا التوجه ظهر بأجلى معانيه في وصية الشيخ التي وقف فيها معظم أملاكه للخلوات وأماكن العبادة.
واشتهرت خلوات الشيخ البردويل على مدى عشرات السنين بأنها ليست مكاناً للعبادة فحسب، بل موئلاً يستضيف الغرباء والفقراء حتّى عهد قريب ويقدّم لهم المأوى والطعام والشراب. وكان تأمين ذلك يتم من مداخيل الأوقاف الواسعة التي كرّسها الشيخ وقفاً مؤبداً لذلك الغرض ولغيره من أغراض الخير.
وقد أقيمت في مكان خلوة الشيخ البردويل التي درست وتقادم عهدها خلوة جديدة كتب فوق مدخلها الرئيسي«خلوة الشيخ أبو علي يوسف البردويل أبو رسلان».

الطريق-إلى-الخلوة
الطريق-إلى-الخلوة

شيخاً لمشايخ خلوات البيَّاضة
المحطة الثالثة المهمة في مسيرة الشيخ أبو علي يوسف البردويل كانت يوم اختير ليكون شيخ مشايخ البيَّاضة وليرعى شؤون تلك الخلوات ومدرستها التوحيديّة الناشئة وينظّم أحوالها وأوقافها وسجلاتها.
تقع خلوات البيَّاضة على بعد كيلومتر واحد جنوب حاصبيا ويرجع تاريخ إنشائها إلى منتصف القرن الحادي عشر للهجرة، أي منذ حوالي 275 سنة ميلادية، وهي المرجع الديني الأعلى لعموم طائفة الموحدين الدروز ولها مكانتها الرفيعة في قلوب الموحدين في جميع الأقطار. ونظراً إلى ازدهار المكان وكثرة المشايخ وطالبي علوم الدين الذين باتوا يفدون إليها من مختلف المناطق، فقد عمل مشايخ البيَّاضة على وضع نظام جديد لإدارة وضبط الشؤون الدينيّة التعليميّة الجديدة، واتفقوا على أن يكون لها مسؤول أعلى من المشايخ يُعنى بشؤون الخلوات والمقيمين فيها، وأطلقوا عليه لقب «شيخ المشايخ»، وكان أول شيخ مشايخ لخلوات البيَّاضة يتم اختياره بالإجماع هو الشيخ أبو علي يوسف البردويل أبو رسلان.
هكذا كانت انطلاقة تجدد لخلوات البيَّاضة من مدرسة تحت الشجرة الى نظام خاص مستقل بحيث أصبح لها مشايخها وتلامذتها الذين ينزلون في الخلوات لقراءة ودراسة الكتاب الكريم وحفظه والتفقه في أحكامه.

مدخل-مزار-الشيخ-في-رأس-النحل-في-بعقلين
مدخل-مزار-الشيخ-في-رأس-النحل-في-بعقلين

شيخ عقل للموحدين الدروز
بعد سيرة حافلة من الإرتقاء في مسالك العبادة والتقرب من الله تعالى ومن العمل لإعلاء شأن الدين وحفظ الأخوان الموحدين تمّ الإتفاق بين مشايخ الطائفة على اختيار الشيخ أبو علي شيخ عقل للموحدين الدروز وهو موقع بقي فيه لمدّة تناهز العشرين سنة وحتى انتقاله إلى جوار المولى. وقد فرض منصب شيخ العقل على الشيخ أبو يوسف تولي مسؤوليات عامة تتعلق بحماية مصالح الطائفة والدفاع عن أبنائها في مواجهة مظالم الأمير بشير الثاني، وقد أظهرت تلك الحقبة الحساسة في تاريخ الموحدين كيف تحوّل الشيخ الوديع الناسك المعتكف إلى أسد هصور عندما تعلق الأمر بحفظ الأخوان والذود عن كرامات الموحدين وأراضيهم وأرزاقهم التي تعرضت لأقسى حملة من الاعتداءات والاغتصاب والسلب المنظم من قبل الأمير الطاغية وبطانته.
وكان شيخ العقل في تلك الفترة يلعب دوراً مهماً وفعالاً في الحفاظ على تماسك الطائفة ووحدتها في وجه محاولات لبث الفرقة في صفوفها وتعميق الحزبيات وتأليب فريق على آخر. وكان ذلك الدور يتم من خلال التوسط بين الأمراء والأعيان الدروز عند وقوع الخصام فيسعى لإقامة الصلح بين الفرقاء، وكانت لمشيخة العقل في تلك الأمور كلمة مسموعة و«مونة» مقبولة وكانت الجهود غالباً ما تنتهي إلى وأد الفتن وإعادة الوفاق وجمع الصفوف. ونظراً إلى مكانة مشيخة العقل الرفيعة في البلاد كان لا يخرج عن طاعتها أحد من الزعماء أو من عامة الناس، حتّى ان حكام البلاد من الشهابيين ومن سبقهم كانوا يقبّلون يد شيخ العقل بكل احترام وتقدير وعند تشييعه يرافقونه حتّى الباب الخارجي.

” الشيخ أبو حسن عارف حلاوي وكبار مشايخ الطائفة زاروا خلوة الشقيف بعد ترميمها للتبرك ولتكريسها كمعلـــــــم روحي للموحديـــن الدروز  “

ولم يكن يصدر فرمان من الباب العالي إلى حكام إمارة جبل لبنان إلا وكان يوجه أولاً إلى الأمير وبعدها مباشرة إلى شيخ العقل فكانت السلطة العثمانية تنظر إلى من يتولى مشيخة العقل من المشايخ ذوي الرجاحة والحكمة باحترام لأن السلاطين أنفسهم كانوا يعلون من قدر المفتي أو «شيخ الإسلام» في الآستانة، وكان لأهل الطرق الصوفية وشيوخها مكانة رفيعة في المجتمع العثماني وكان السلطان ينفق على إقامة الزوايا الصوفية. وبنفس المعنى فقد كان لشيخ العقل في نظرهم قدر كبير يجعل منه الوسيط أو المرجع الطبيعي الذي يرجع إليه في معالجة الأزمات وحلحلة الأمور المعقدة.
كان شيخ العقل بمثابة إمام وقته، وكان يعاونه في مهامه أربعة من كبار مشايخ الدين كنواب له، وكان هذا التعدد قد استجد في أيام بشير الشهابي الثاني بعد أن ظلت مشيخة العقل موحدة في رجل واحد حتّى الربع الأول من القرن التاسع عشر. وكان من ضمن خطة الأمير بشير شرذمة الطائفة وإضعاف مركز شيخ العقل أو «شيخ العقال» كما كان يسمى لكن النضج الكبير والتقوى وحس المسؤولية لدى كبار مشايخ الدين جعلتهم يتوحدون ضمن مجلس واحد أنشأوه ليضمهم جميعاً وينظم صلاحياتهم ويوحد فتواهم وآراءهم في التحقيق والتدقيق في الأمور الدينيّة. فأحبطوا بذلك مكيدة الأمير بشير بداية، لكنه استمر على دسائسه لقيام شيخ آخر فكان الشيخ احمد امين الدين كآخر شيخ عقل منفرد انتخب في ذلك الوقت.
وكان تنظيم مجلس المشيخة في زمن الشيخ البردويل على الشكل التالي:

صدامه مع الأمير بشير
كان الأمير الشهابي بالغ الدهاء والقسوة، وكان نموذجاً للحاكم الذي يبني ملكه على إزالة كل معارضة أو منافسة محتملة، وعلى تشتيت الخصوم وإفقارهم، وقد كان يعلم أن قاعدة سلطة الزعماء الدروز تقوم على الملكيات الواسعة للأراضي والتي كانت تمثل مصدراً للثروة التي تمول بناء القوة العسكرية والجند والأعوان، لذلك، فقد انصبّ اهتمامه على تنفيذ أكبر برنامج لنزع الملكيات والمصادرة وتشريد الأمراء الدروز وتوزيع أملاكهم على أعوانه ومناصريه. وأدى تحالف الأمير بشير مع الحكم المصري وإبراهيم باشا إلى تزايد حاجة الدولة إلى المال والجند فتم فرض الضرائب الباهظة وصدرت أوامر بنزع السلاح من الجبل وفرض التجنيد بصورة واسعة على كل شاب قادر، وفرّ الكثير من سكان الجبل إلى حوران في سوريا هرباً من مظالم الأمير، وحسب قول للمؤرخ أسد رستم فإنّ سياسة الأمير بشير كانت تقوم دائماً على «تحطيم الرؤوس الكبيرة» حتّى ولو كانوا من الحلفاء والمقربين كما حدث في خلافه مع الشيخ بشير جنبلاط ثم مع منافسيه من الأسرة الشهابية.
لكن ما إن خلا الجو للأمير بشير بعد القضاء على منافسه الشيخ بشير جنبلاط حتى انتقل إلى القسم الأخطر من خطته وهو إضعاف الزعامات الدرزية عموماً وإفقارها ونزع ملكياتها، الأمر الذي خلق حالة من الضنك والاضطهاد وضيق العيش بين الموحدين الدروز. وقد استفز الواقع الذي أنشأه الأمير بشير في الجبل بعد إزالة الشيخ بشير جنبلاط الشيخ الأبي فقرر أن يخرج من صومعته ليصبح شيخاً مقاتلاً بكل معنى الكلمة، وقد قام بذلك عبر مناصرة أصحاب الحقوق والوقوف في وجه رجال الأمير وسياساته الظالمة، ومع اشتداد حملات الاضطهاد أصبح الشيخ يجاهر بنقد الأمير والسلطة الظالمة ويدعو الحاكم إلى أن يلتزم بالعدل بين الناس، وقد وقع عليه بالفعل حمل كبير لأنه في غياب الشيخ بشير جنبلاط والتنكيل بجميع العائلات الإقطاعية الدرزية وجد الشيخ أبو علي يوسف نفسه في وجه مدّ عارم من الأحداث أثرت عليه وأشعلت في صدره غضباً عارماً على الأمير وعهده.
قرّر الأمير بشير الشهابي الثاني أخيراً أن يتخلص من الشيخ أبو علي يوسف، لكنه أرسل قبل ذلك الوسطاء لكي يقنعوا الشيخ الجليل بأن يتوقف عن انتقاد الأمير بشير وأن يلتزم بدل ذلك سياسة الحياد إن لم يكن في إمكانه الانضمام إلى صف الأمير كما فعل عدد لا بأس به من الأمراء والوجهاء والأعيان واللذين كان مقتل الشيخ بشير جنبلاط صدمة كبيرة له، لكن الشيخ البردويل رفض مساعي الوساطة وتمسك بموقفه.

” كان صوت مناجاة الشيخ البردويل يتردد في الكهف الصخري ليلا ويسمعه أهل دير القمر الدروز في القاطع المقابل فشبّههوه بدنين النحل وسُمِّي المكـــان لذلك بـ «رأس النحــل» “

داخل-خلوة-الشيخ
داخل-خلوة-الشيخ

الإستدعاء الى بيت الدين
ردّ الأمير بشير على موقف الأنفة والتحدي الذي اتخذه الشيخ البردويل بأن أرسل الجند وأمرهم بجلبه مكبلاً بالسلاسل بهدف كسر إرادته. ويحكى انّ جند الأمير جاءوا بالشيخ بهذه الحالة فعلاً إلى قصر بيت الدين وجاءوا أيضاً بأشقائه محمود وفارس ومعروف. ولدى مثولهم أمام الأمير بشير سألهم من أنتم؟ فأجابوه نحن أخوة الشيخ يوسف. فقال الأمير سوف أعفو عنكم وانّني اسمح لكم بالعودة إلى المتن إكراماً لهذه العمامة مشيراً إلى عمامة الشيخ يوسف المدوريّة، عندها انتفض الشيخ ورفع العمامة عن رأسه ووضعها جانباً وقال بصوت عالٍ متحدياً الأمير بشير:«يا بشير هائنذا أمامك بدون العمامة فافعل ما تشاء. فالكرامة ليست للعمامة». فاغتاظ الأمير من جرأة الشيخ وصلابته ونَهَرَه بنبرة الحاكم الجائر، وطلب من السجان ان يلقوا به في سجن بيت الدين لينفذ فيه حكم الإعدام في اليوم التالي. فأدخل الشيخ مكبلاً بالحديد إلى سجن القصر وهنا بدأت حكايته مع الأمير بشير ومعجزة الحكم الذي لم ينفذ.

كرامات أذهلت الطاغية
تقول الروايات المتناقلة إنّ الشيخ البردويل استوحى في تلك الليلة من ظلام السجن وقسوة الحكم قصيدة روحانية رائعة أنشدها مناجياً أولياء الدين بأن يهبوا إلى نجدته، ولم يكد ينتهي من تلك القصيدة حتّى استجاب الله لمناجاة وليه وانفكت قيود الحديد عن يديه ورجليه وسقطت على الأرض، وحدثت في تلك اللحظة رجفة (هزة) في أرجاء قصر بيت الدين شعر بها جميع من كانوا داخل القصر.
وفي الأخبار المتناقلة انّه في اليوم التالي طلب الأمير بشير من السيّاف تنفيذ عقوبة الإعدام بالشيخ البردويل. فدنا السيّاف من الشيخ الوقور ذي القامة المديدة واللحية العريضة البيضاء وما كاد يرفع السيف بيمناه ليسلطه على رقبته حتّى شعر أنّ يده قد تجمدت وأصبحت لا تسعفه. فاضطرب واعتذر للأمير عن فشله وارتباكه.
غضب الأمير بشير وطلب من السيّاف أن يتنحى جانباً وقد ساوره الشك بأن هناك خيانة مدبرة هدفها إنقاذ حياة الشيخ أو انّ الشيخ ذا الأملاك الواسعة استماله برشوة، فتقدّم من الشيخ البردويل واستل سيفه من غمده وزمجر قائلاً:«بيدي وسيفي هذا سأقطع رأسه». فناداه الشيخ قائلاً:«يا أمير سيفك كبير ولكن سيف الله أكبر». في تلك اللحظة رفع الأمير بشير يده بالسيف فإذا بيده تجمد ويفشل هو بدوره في أن يهوي بالنصل القاطع على عنق الشيخ الطاهر. عندها أدرك الأمير المتجبِّر أنه لم يكن في الأمر خيانة بل هي كرامة من عند الله تعالى الذي نصر عبده الضعيف وشل يد المعتدي، وأدرك في الوقت نفسه أن هناك سراً ربانياً منعه من أن يمس شعرة من هذا الشيخ الجليل. استخلص الأمير العبرة وقرر العفو عن الشيخ،ثمّ قال له:«يا شيخ يوسف لا ريب انّك من أولياء الله الصالحين وأنا قررت العفو عنك وأريدك أن تبقى عندي في قصر بيت الدين لنتبرك بوجودك وأنا لن اسمح لك بالعودة إلى رأس المتن فاطلب ما تشاء».
لكن الشيخ الزاهد أجاب الأمير بأنه لا يرغب في سكن القصور وطلب أن يسمح له بالإقامة في بعقلين لينصرف إلى الصلاة وعبادة الله. وقال للأمير:«أنا لا أسكن في أملاك الدولة ولا أتناول طعاماً ما لم أكن قد حصلت عليه بتعبي وجهدي» وكان قرار الشيخ أن يتخلّى طوعاً واختياراً عن تناول الأطعمة الطيبة ويستعيض عنها بأوراق الطيّون المرّة ليروض نفسه ويقهر فيها شهوة النفس.
لكن بناءً على طلب الأمير بشير واظب الشيخ البردويل على الحضور إلى قصر بيت الدين قادماً من بعقلين مرّة في الأسبوع، وكان كلّما أبلغ بوصول الشيخ إلى أسفل درج القصر يترك مجلسه ويهبط لملاقاته إجلالاً وتقديراً له. وذات مرة حدثت الملاقاة في حضور بعض رجال الدين الذين لم يرق لهم هذا الاهتمام الخاص وهو تكريم لا يمنحه لأي من رجال الدين الآخرين، لذلك فقد نصح مجالسو الأمير بشير بأنه لا موجب لملاقاة الشيخ بهذا القدر من التبجيل، ويبدو أن الأمير بشير تأثر برأيهم ووعد بأن ينتظره في مجلسه حتّى يدخل في المرة القادمة.. وفي اليوم المحدد من الأسبوع التالي حضر الشيخ كعادته، وما كادت عصاه تطرق الأرض عند درج القصر حتّى هبّ الأمير دون شعور منه وتوجه لملاقاته والترحيب به كالعادة. ولمّا عاد الأمير إلى ديوانه سأله نفس الأشخاص عمّا حلّ به ليتراجع عن وعده، فأجابهم بالقول:«لست ادري ماذا يحدث لي مع هذا الشيخ! انّ بداخله سرّاً ربانياً فرض عليَّ بالأمس العفو عنه، واليوم أمرني لملاقاته والإحتفاء به».

مراكز-تأمل--بناها-الزهاد-التاويون-في-الصين-وهي-معلقة-وتشبه-صومعة-الشقيف
مراكز-تأمل–بناها-الزهاد-التاويون-في-الصين-وهي-معلقة-وتشبه-صومعة-الشقيف

” دهش الامير بشير للكرامة التي منّ الله بها على الشيخ البردويل فعفا عنه وعرض عليه البقاء عنده في القصر فردّ الشــيخ: لا أحب ســــكن القصـور ولا آكـــــل إلا من تعب يدي “

خلواته في الصومعة
في حِمَى أهل بعقلين، وخاصة آل حمادة وآل أبي عجرم، عاش الشيخ أبو علي يوسف البردويل السنوات الأربع الأخيرة من حياته في بعقلين (1825 – 1828) وقد قضى معظمها منفرداً زاهداً مثابراً على تلاوة الصلاة والمعلوم الشريف، وكان يمضي قسماً من خلواته داخل صومعة صخريّة منفرداً وفي بعض الأحيان مع الشيخ الجليل أبو علي باز. وتقع الصومعة الصخرية على كتف الوادي الذي يفصل بين بعقلين ودير القمر، وقد اختارها الشيخ بسبب قربها من البلدة ومن الخلوة التي تقع الآن إلى جانب مزاره، ولكن في الوقت نفسه بسبب بعدها عن الأنظار فوجدها تصلح للخلوة. والصومعة أقرب إلى كهف طبيعي صغير يتمثل سقفه في صخرة منبسطة وسميكة تظلل ما تحتها، وقد بني تحت السقف جدار شبه دائري بسيط فتكوَّن بذلك ركن صغير لا تزيد مساحته على المتر مربع أو المترين. وكان الشيخ يمضي الليل أحياناً في الصلاة والمناجاة بصوته الرخيم الذي كان يتردد في الوادي ويسمعه أهل دير القمر في القاطع المقابل، وكانوا في معظمهم يومها من الموحدين الدروز، وكانت مناجاة الشيخ وتلاواته، وبسبب اتساع الوادي، تصلهم من البعيد على شكل دنين بحيث شبهوه بدنين النحل، فكان ذلك هو السبب في تسمية المنطقة تلك «رأس النحل». وكان الشيخ يمضي بعض أوقاته في الخلوة التي سميت في ما بعد خلوة رأس النحل، وهي تقع فوق الكهف وعلى مسافة قصيرة منه، كما كان يمضي أوقاتاً في خلوات كفر حصيد وخلوة الشيخ رافع بو حاطوم حمادة.

وفاته ووصيته
قبل انتقاله إلى جوار ربه بخمسة أشهر حرّر الشيخ يوسف أبو رسلان وصيته التي أوقف فيها أملاكه الواسعة وجميع ما تملكه يديه من حطام الدنيا الفانية من توت وسليخ وكرم وحرف (29 عقاراً) وعمار وأثاث ودواب وذهب وفضة ونحاس لتكون لخلوات رأس المتن وخلوات رأس النحل (بعقلين) وقفاً مؤبداً موطداً لأهل الخير وعباد الله الصالحين إلى يوم القيامة.
وافته المنية في بعقلين عن عمر يناهز السبعة والستين عاماً، وقد بنى له الشيخ ابو قاسم حسين حماده ضريحاً قرب خلوات رأس النحل ونُقِش على شاهد ضريحه النص التالي:
انّا لله وانّا اليه راجعون
دُرج بالوفاة الى رحمة الله تعالى العالم العلامة والعمدة الفهامة قدوة المحققين ورئيس المدققين زين الخلّان وبهجة العصر والزمان المرحوم الشيخ يوسف ابو رسلان تغمده الله بالرحمة والرضوان وأسكنه فسيح الجنان. وكانت وفاته يوم الثلاثاء تسعة عشر خَلَتْ من ربيع الثاني ألف ومائتين وأربعة وأربعين هـ.
وقد أصبح الضريح مزاراً يقصده الناس من مختلف المناطق ومن خارج لبنان للتبرك وتقديم النذورات، وذلك لما بات معروفاً من سيرة هذا الشيخ ومآثره وعلو مقامه وكان من محبة المؤمنين للشيخ البردويل أنهم كانوا يستخدمون في ذكره لقب السيّد أو «سيدنا الشيخ» وقد كان بالفعل سيداً على نفسه وعلى أغراض الدنيا وزخرفها فجعله الله تعالى سيداً على الأمراء وأخضع له رؤوس الملوك.

بعض ما جاء في مقدمة وصيته
قبل وفاته بخمسة أشهر ونيف كتب الشيخ يوسف البردويل وصيته بخط يده وهو في بعقلين في شهر ذي القعدة سنة 1243 هجرية (1828 ميلادية) على ورقة بطول 85 سنتمتراً وعرض 17 سنتمتراً واستهلها بهذه المقدمة:

«بسم الله الرحمن الرحيم، سبحانك يا أول بلا بداية وآخر بلا نهاية سألتك يا مولاي المغفرة والهداية إلى موجبات رضاك بجاه من خلقته لكل شيء غاية. الحمد لله العليّ المتعال المنزّه عن الزوال والانتقال الذي لم يزل وما زال المتفضل بالعفو والجود والحلم والكمال المتصف بالتقديس والتسبيح والوجود والتنزيه والجلال وصلى الله على المصطفى الهادي المكرم المِفضال ذي الشرف والفخر والكمال وعلى صحبه وأنصاره والآل على ممر الشهور والسنين والأيام والليال، أنه ولي الإجابة والأفضال.
فإنه لما كان لكل ابتداء انتهاء، سبحان من هو قاهر عبيده بالموت وهو حي لا يموت، وهو لما كان بتاريخ نهار السبت في العشر الأول من شهر ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين ومئتين وألف 1243 هـ. يا رب عِين في ما يرضيك بجاه سيد المرسلين ورغبة في رضا الرب الغفور الكريم المعين باليقين الصادق والرجا الثابت في عفو ربي ومعبودي الحليم الكريم الجليل على العبد المذنب الخاطي العاجز الحقير الذليل المفتقر بكلية الاضطرار وحقيقة التوسل بالاعتذار إلى وجود عفو مولاه ومواهب فيض رضاه بشفاعة صفيه وأنبيائه بجاه عفوه وكرمه ومن والاه ونرجو من مشايخنا وساداتنا وإخواننا وأخواتنا بروان (المقصود «إبراء») الذمة لما لهم من الفضل والأيادي علينا وحسن الظن والرحمة».

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي