الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

الصنوبر

صَنوبرَةُ لبنانَ أميرةُ الجبالِ

ثـــروةٌ للمــزارعِ وللبيئــةِ والسّياحــةِ

تُزرع في كلّ مكــان لكنــها تحبّ المناطــــق المرتفعــة وتعيــش 250 عامــــاً وقــــد يصـل ارتفاعهــا إلى 40 متراً

2800 دولار مردود الدّونم من أشجار الصّنوبر، لكنّ التّقليم العشوائيّ والقطاف المبكّر يُخفض الإنتاج

لا توجد مبالغة في القول بأنّ شجرة الصَّنوبر ربّما هي الشّجرة الثّمريّة الأكثر شعبيّة وربّما أيضاً الأكثر انتشاراً في لبنان من ساحله إلى أعالي قممه. إنّها شجرة جميلة ومفيدة ترتفع فوقَ معظم الأشجار بمظلّتها الزّاهية الدّائمة الاخضرار وهي في بعض الأحراج تمتدّ لمسافات طويلة مشكّلة عند النّظر إليها من مرتفع بساطًا أخضر يزيّن السّفوح والوديان الجبليّة. الدّليل على شعبيّة الصّنوبر أنّك نادرًا ما تجد بيوتًا لبنانيّة جبليّة من دون أشجار صنوبر في محيطها أو في حديقتها. وهذه الشّعبيّة التّقليديّة لشجرة الصّنوبر زادت كثيراً في السّنوات الأخيرة لسبب اقتصادي هو الارتفاع المستمرّ في أسعار الصنوبر الحب حيث قاربت الأنواع الجيّدة منه الـ 90,000 ليرة لبنانيّة للكليوغرام الواحد. وقد ولّدت فورة أسعار الصّنوبر “نهضة صنوبريّة” إذ بدأ أكثر المزارعين يزرعونها ويستصلحون الأراضي والسّفوح الجبليّة بغية تحويلها إلى أحراج صنوبر مثمر. وهذه الموجة المباركة مُرحّب بها بالتأكيد لأنّها تساهم في تشجير أراضٍ جديدة غير مزروعة ومهملة من جبال لبنان.
وبما أنّ الاهتمام يزداد يومًا بعد يوم بهذه الشّجرة وبمردودها الاقتصاديّ تعرض مجلّة “الضّحى” في ما يلي لأهمّ المعلومات عنها ولأهمّيتها الاقتصاديّة وأسلوب زراعتها وتكثيرها وتقليمها وقطافها ومعالجة إنتاجها مع بعض التّوقّف عند الصّنوبر البرّي (اليرز) وما تعانيه غابته من آفة دودة الصّندل والطّريقة المثلى للمكافحة.

تنتمي أشجار الصّنوبر المثمر إلى مجموعة الأشجار الدائمة الخضرة، وتتبع جنس الصّنوبريات والتي تضمّ الأرز والشّوح والشّربين والسّرو واللّيلندي والتّويا واللّزاب وغيرها إضافة للصّنوبر البرّي (اليرز) والجوّيّ المثمر.
تنمو أشجار الصّنوبر بشكل عاموديّ مكوّنة ساقاً عاموديّاً مخروطيّاً نوعاً ما وهذا السّاق يحمل الأغصان والفروع المورقة والثّمرية التي تأخذ شكل المظلّة. وتعدّ أشجار الصّنوبر المثمر من مجموعة الأشجار الاقتصاديّة المهمّة، إذ تقدم للمزارع مردودًا ماليّاً جيِّداً من حيث تعدّد منتجاتها، وأهمّها:
1. ثمرة الصّنوبر التي تحتوي على مواد غذائية هامّة لجسم الإنسان بالإضافة إلى ارتفاع أسعارها حتى أنّ البعض بات يسمّيها “الذّهب الأبيض”.
2. الأكواز (الكنافش) تستخدم في التّدفئة والزّينة وبعض الصّناعات اليدويّة.
3. كِسَرُ ثمار الصّنوبر وهذه تستخدم أيضاً للتّدفئة في فصل الشّتاء إذ تؤمّن الحرارة اللّازمة لسكّان المناطق المرتفعة.
4. خشب أشجار الصّنوبر يعتبر من أهم أنواع الأخشاب لأنّه يتمتع بصلابة وقدرة على التحمّل في صناعة الأثاث والخزائن المطبخيّة بالإضافة إلى مقاومته للحشرات الضارّة بالخشب.
5. الحطب الذي يؤخذ من التّقليم الدّوري للأغصان ويُقطع إلى أجزاء صغيرة بأطوال مختلفة حسب المواقد أي نحو 40 سم ثم تجفف طبيعيّاً وتوضّب في غرف أو أقبية مؤونة لتدفئة الشّتاء. إنّ خشب الصّنوبر سريع الاشتعال لأنّه يحتوي على مادّة زيتية.
6. أوراق الصّنوبر الإبرية (السنبل، السميسمة) تستعمل لإشعال النار تحت مواقد خبز الصّاج في القرى التي يعتمد سكّانها في غذائهم على هذا الخبز ويستعمل أيضًا في إشعال المواقد (الشّعلة الصّباحية) في (وجاقات الحطب).
تتّصف أشجار الصَّنوبر بفوائدها العديدة ومنها:
• منظرها الجميل وارتفاعها الشّاهق الذي قد يصل إلى 40 متراً تقريبا وهي مكوّن أساسي مُفضَّل من مكوّنات الحدائق العامّة والخاصّة.
• تلعب دوراً كبيراً في تثبيت التّربة وعدم انجرافها من جرّاء الأمطار الغزيرة لتكوين أشجار الصّنوبر مجموع جذري كبير يشبه إلى حد ما شبكة العنكبوت إضافة إلى أنها تكافح التّصحّر.
• تلعب أشجار الصّنوبر دوراً مهمّاً في تعديل درجات الحرارة إذ تخفضها قليلا عندما تكون مرتفعة وترفعها إلى حدٍّ ما عندما تنخفض كثيراً.
تنمو أشجار الصّنوبر في غالبيّة الأراضي اللّبنانية بدءاً من السّاحل حتّى المناطق الجبليّة المرتفعة، لكنّ نوعيّة وكميّة إنتاجها تختلف حسب المناطق والارتفاعات عن سطح البحر. ففي المناطق التي يزيد ارتفاعها عن 800 متر عن سطح البحر تعطي أشجار الصّنوبر كميّة أكبر من الإنتاج ليس بعدد الأكواز التي تنتجها لكن بعدد حبوب الصّنوبر لأنّها تنتج تحت كلّ “حرشفة” أو قشرة من الكوز حبّتان وليس حبّة واحدة كما في الأكواز التي تنمو على الأشجار المزروعة على السّواحل. إضافة إلى جَوْدَة الثّمار من حيث الصّلابة والفيتامينات والزّيت التي تحتويه حبّات الصّنوبر.

نبتة الصنوبر كما تخرج من البذرة
نبتة الصنوبر كما تخرج من البذرة

الأهميّة الإقتصاديّة
يُعَدُّ الصّنوبر من أهمّ الأشجار المثمرة الاقتصاديّة، إذ يلعب دوراً كبيراً وأساسياً من حيث المردود المالي الذي يؤمّنه للمزارع اللّبناني. إنّما يرى بعض المستهلكين أنّ الصّنوبر البلدي مرتفع الثّمن فيلجأون إلى الصنوبر المستورد الأقلّ جَوْدة بكثير عن الصّنوبر البلدي. وبسبب تلك الجَودة فإنّ الصّنوبر البلدي يحتلّ المركز الأول من حيث السّعر، وهذا رغم ارتفاع الضّريبة على الصّنوبر الأجنبي المستورد. ويعود ارتفاع أسعار الصّنوبر البلدي إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج في لبنان مقارنة ببعض الدّول المنتجة للصّنوبر مما يعني أن المنتجين اللّبنانيين غير قادرين على المنافسه لأسباب عديدةٍ منها:
• زراعة الأشجار قريبة من بعضها بحيث تتزاحم على الغذاء والضّوء والماء… فأشجار الصّنوبر تحتاج الى مساحة لا يستهان بها للحصول على الغذاء.
• طرق التّقليم غير المدروسة والعشوائيّة وبالمعدّات التي تُحْدِث أضراراً للأشجار مثل الفأس والمنجل.
• ارتفاع الأشجار الشّاهق الذي يتطلب معدّات وسلالم خاصّة وأشخاصاً قادرين على التّسلّق لمسافة عالية، وهؤلاء يتقاضَوْن أجوراً مرتفعة بسبب صعوبة مهنتهم وعدم وجود عمّال كثيرين مستعدّين للقيام بهذا العمل.

ثمرة الصّنوبر كنزٌ من المعادن والفيتامينات والزّيوت المستـــــورد منها أرخص لكنّه أقلّ جودةً وطعماً وغذاء

كرز صنوبر مقطوف في أوانه - لاحظ لونه البني وهو الإشارة إلى نضجه
كرز صنوبر مقطوف في أوانه – لاحظ لونه البني وهو الإشارة إلى نضجه

الفوائد البيئية والمناخية
تلعب أشجار الصّنوبر دوراً لا يقلّ أهميّة على المردود المالي من حيث تلطيف الجوّ وتعديل درجات الحرارة والرّطوبة وامتصاص الملوّثات الجوّية مع الرّطوبة التي تحملها، فضلاً عن تثبيت التّربة ومنعها من الانجراف مع مياه الأمطار الغزيرة.

الفوائد الصّحّيّة والاجتماعيّة
إنّ غابات أشجار الصّنوبر من أهم الغابات الذي يقصدها النّاس الّذين يعانون من حالات مَرَضيّة خاصّة الرّبو والحساسيّة بالإضافة إلى الهرب من أجواء المدن الملوّثة من ازدحام السيّارات والمصانع التي تعمل على البترول والكيميائيّات الضّارة. كما تلعب غابات الصّنوبر دوراً اجتماعيّاً مهمّاً لأنّها تصبح الملاذ والمقصد المهمّ للكُتّاب والباحثين عن بيئة أكثر صحّة ونقاء وهدوءاً بعيداً عن الضّجيج، إضافة إلى عامل مهمٍّ جدّاً هو ما يحدث عند التقاء العائلات اللّبنانيّة من جميع أطيافها ومناطقها مع بعضهم البعض تحت أشجار الصّنوبر وفي ظلّها المنعش الذي ينتج الإلفة والصّداقة والمحبّة بين المجتمعات الأهلية.
القيمة السّياحيّة
تلعب أشجار الصّنوبر دوراً في تنمية السّياحة وجذب السّائحين لتمضية أيام العطلة والابتعاد عن هموم العمل والرّوتين الوظيفيّ، إضافة إلى السّياحة في فصليّ الشّتاء والرّبيع بدءاً من قطاف الأكواز وجمعها بحيث يشارك بعض السياح في المساعدة كنوع من السّياحة البيئيّة المستحدثة (eco-tourism) ثم تنقل الأكواز إلى أسطح المنازل ويتم نشرها لتشميسها حتى تتفتح قشرة الكوز وتسمح لحبّات الصّنوبر الصّلبة بالسّقوط منها، ثم تنقل تلك الحبّات بعد ذلك إلى مراكز التّكسير المعروفة بـ “كسارات الصّنوبر” وذلك بهدف تكسير “الحصوص” وفصل الصّنوبر عن القشرة الخشبيّة السوداء ونحصل عندها على حبّات الصّنوبر العاجيّة البيضاء اللّون وهي جاهزة للأكل الطّازج أو في الطّبخ.

خصائص شجرة الصّنوبر
تعيش أشجار الصّنوبر حتى 250 سنة أمّا إنتاجها فيبدأ في التّراجع بشكل ملحوظ وغير محبّذ بعد 150 سنة من عمرها، يكون شكل الأشجار هرميّ في السّنوات الأولى من عمرها ثم تبدأ بالتحوّل إلى الشكل الكرويّ في بداية إنتاجها ثمّ يصبح شكلها يشبه المظلّة خاصة عند وصول الأشجار إلى مرحلة النّضج الأقصى، قشرة أشجار الصّنوبر مشققة حرشفية، وبراعم الصّنوبر تأخذ شكلاً اسطوانياً تعطي بعد نموّها (فقسها) ورقتان منطلقتان من قاعدة واحدة. الأزهار صفراء مرصّعة بالبنّي أحاديّة المسكن أي تحمل أعضاء التّذكير والبراعم الثّمَرية وتحملُ أعضاء التأنيث. تتفتح أزهارها خلال فصل الرّبيع، أمّا الأكواز المخروطيّة الشّكل والكبيرة الحجم فيصل طولها إلى 15 سم، وهي تنضج خلال ثلاث سنوات ويتم جمعها في نهاية فصل الخريف وخلال الشّتاء حسب الارتفاع عن سطح البحر وعندما يصبح لون (الكرز) بنيّاً.
تأخذ أشجار الصّنوبر الشّكل العمودي وقد يصل ارتفاعها الى 40 مترا خاصّة الأشجار المعمرة التي يزيد عمرها عن 70 سنة والقريبة من بعضها البعض. أمّا في وقتنا الحاضر وبعد تقدّم علم زراعة الصّنوبر، يعتمد بعض الزّارعين المهتمّين بزراعة هذه الأشجار على عدم ارتفاعها بل على إنتاج أغصان كبيرة. أوراق الصنوبر إبرية الشّكل ويتراوح طولها بين 8 الى 15 سم وهي صلبة غير ملتوية، أمّا لون الأشجار فهو أخضر قاتم.

الصنوبر ة الجميلة شموخ وقدم 2
الصنوبر ة الجميلة شموخ وقدم 2

المتطلّبات البيئية
تنمو أشجار الصّنوبر في جميع المناطق اللّبنانية من السّاحل حتى إرتفاع 1400 متر عن سطح البحر، لكنّ أكثرية غابات الصّنوبر تتواجد في المناطق الجبليّة من محافظة جبل لبنان حيث تحتلّ مساحة تزيد عن 1500 هكتار خاصة في مناطق المتن وبعبدا وعاليه والشّوف وصولاً إلى جزين كما توجد غابات صنوبر في الشمال والبقاع والجنوب. تنجح زراعة الصنوبر في الأراضي القليلة الأمطار (أكثر من 400 ملم) والمتوسطة العمق، وتتحمل الحرارة المرتفعة في فصل الصّيف والحرارة المنخفضة في فصل الشّتاء، كما تتحمّل الأراضي الجافّة.
الحرارة: تتأقلم أشجار الصّنوبر مع درجات الحرارة المتفاوتة خاصّة بين السّاحل والجبل لذا ينجح وينمو في جميع مناطقه تقريبا.
الرطوبة: ينمو الصّنوبر بعلياً في المناطق التي لا ينخفض معدّل أمطارها عن 400 ملّم لكنّه يستجيب ويتحسّن بشكل سريع إذا رُوِي في فصل الصّيف لكن من الأفضل ألّا يستمر ري الأشجار بعد عمر 10 سنوات وعندما يصبح حجمها جيّدا لأنّه يقلل من نسبة الإنتاج.
ملاحظة: أشجار الصّنوبر من الأشجار القليلة التي تقاوم الجفاف لأنّ أوراقها إبرية الشّكل ورفيعة ومغلفة بمادة شمعية مما يؤدّي إلى عدم تبخّر إلّا نسبة ضئيلة جدّاً من رطوبة الأشجار.
التّسميد: لا يعتمد الصّنوبر على التّسميد في نموّه وإنتاجه بل يستجيب بشكل ملحوظ إلى التّسميد العضوي الذي يؤمّن للأشجار عنصر الآزوت لمساعدته على النّمو الجيّد ويحسّن من خواصّ التّربة التي تصبح غنيّة بالبكتيريا والفطريات المفيدة للأشجار والتي تساعد في الاحتفاظ برطوبة التّربة.

تقليم أشجار الصّنوبر
توجد أخطاء شائعة في طرق تقليم أشجار الصّنوبر من قبل المزارعين أنفسهم أو عمّال القطاف والتّقليم ونحن نرى أنّ هذه الطّرق في التّقليم تؤدّي إلى تخفيض الإنتاج بشكل ملحوظ. إنّ تقليم الصّنوبر يبدأ في السّنة الثّالثة بعد الزّرع في الأرض الدّائمة، وفي هذه الحال تُقطع الفروع اليابسة والمكسورة جرّاء عمليّة الزّرع على أن يترك لكلّ شجرة 4 طبقات من الأغصان المتقابلة والمنطلقة من نفس المستوى على الجذع، وتستمرّ هذه الطريقة في التّقليم حتى عمر 10 سنوات للأشجار، ومن السّنة 11 يبقى الخيار للمزارع لاعتماد الارتفاع الذي يراه مناسبا، لكن في تقليم الأغصان يفضل اعتماد تطويلها ومن الضّروري ألّا تعرى في التّقليم كما نشاهد في الكثير من الأشجار، وتقتصر عملية تقليم الصنوبر على إزالة الفروع والأغصان المتشابكة والمكسورة جرَّاء العواصف والثّلوج بشكل عام، وتقطع أيضا الفروع التي تنشأ على الأغصان باتجاه الدّاخل وتأخذ زاوية مثلّث أو زاوية قائمة، والفروع التي تتّجه نحو الأسفل.

“قِطاف الصّنوبر يجب أن يتمّ في الشّتاء بعد تحوّل لون الكرز إلى بنّي والقطاف المبكّر يضــرّ بالإنتاج ويؤدّي إلى ضمـــور الثّمرة”

إكثار الصّنوبر
يتكاثر نبات الصّنوبر بطريقة واحدة هي البذرة، إنّما يجب الانتباه لعدّة مواصفات أهمّها:
• أن تؤخذ البذور من الأشجار التي تتّصف بمميزات جيّدة بدءاً من كمّية إنتاجها وحجم الثّمار.
• أن يكون النّوع مقاوماً للآفات والجفاف والرّطوبة الزّائدة.
• ألّا تؤخذ الثّمار من أكواز مقطوفة قبل مرحلة النّضج النّهائي.
أمّا الأعمال المتوجّب إنجازها وتحضيرها لزراعة بذور الصّنوبر وبالطّرق السّهلة جدّاً والتي تسمح لأيّ مزارع باستخدامها فهي:
1. تهيئة الخلطة التّرابية المؤلّفة من العناصر الثّلاثة بالتّساوي تراب أحمر، رمل خشن نوعا ما وسماد عضوي مخمّر أي ثلث تراب، ثلث رمل وثلث سماد.
2. تنقع ثمار الصنوبر المختارة في الماء لمدّة نحو 30 ساعة على حرارة 5 درجات مئوية.
3. تزرع البذور المنقوعة مباشرة في أوان خاصّة أو أكياس نايلون بعد تعبئتها من الخلطة التّرابية وخلال شهري كانون الأوّل والثّاني.

4. تروى الأكياس الحاوية للخلطة التّرابيّة بعد الزّرع مباشرة.
5. من الضّروري أن تحمى البذور المزروعة من الحيوانات الصّغيرة وبعض الطّيور التي تأكلها قبل وبعد الإنبات.
6. تبقى شتول الصّنوبر في المشتل لمدّة عام أو عامين حسب نموّها ثم تنقل إلى الأرض الدّائمة.

زراعة شجيرات الصنوبر
تُزرع شُجيرات الصّنوبر في الأرض الدّائمة خلال شهري كانون الثاني وشباط بعد حفر الجُوَر على عمق 40 × 40 سم، ينزع الكيس عن الشّتلة مع الإنتباه التام الى التّراب الحاضن لجذورها لزيادة نجاح عمليّة الزرع ونموّ الشتلة، بعد وضع النّبتة في الحفرة يطمر حول جذورها من تراب الحفرة نفسها ويرص هذا التّراب بواسطة القدمين جيّدا لطرد الهواء من حول الجذور. إذا كانت التّربة جافّة يجب ريّها مباشرة، كما أنّ من المهمّ جدّاً عدم زرع الشّجيرات بشكل عام في الأرض إذا كانت التّربة رطبة جدّاً. أمّا في الزّراعة الحديثة لأشجار الصّنوبر فإنّ من الضّروري أن يُبقِي المزارع على مسافة كافية بين الشّجرة والشّجرة على الأقل 8 أمتار وأن يعتمد طريقة الارتفاع المتوسّط في طول الأشجار 10 أمتار كحدّ أقصى لتسهيل أعمال تسَلُّقِها لقطافها وتقليمها.

صنوبر باكستاني- المستورد أرخص ثمنا لكنه أقل جودة من البلدي
صنوبر باكستاني- المستورد أرخص ثمنا لكنه أقل جودة من البلدي

جني أو قطاف ثمار الصّنوبر
تقطف أكواز الصّنوبر عندما يصبح لونها بنّيّاً وليس أخضر غامق أو زيتيّ، أي في نهاية فصل الخريف وخلال فصل الشّتاء بدءاً من الساحل وصعوداً إلى المرتفعات، عند اكتمال تحوّل كافّة المواد البكتينيّة (العفصية) إلى بروتينات وفيتامينات وسكريّات ودهون مفيدة لجسم الإنسان، تجنّبا لضمور الثّمار بعد تقشيرها عند قطافها قبل النّضج لأنّه في لبنان يتسابق المزارعون على قطاف إنتاجهم قبل الأوان مثلما يفعل العديد من مزارعي الأشجار المثمرة كما في الزّيتون والإجّاص والعنب وغيرها.
في لبنان، إن معدّل الدونم الواحد المغروس بأشجار الصّنوبر المثمر يقدر بـ 35 شجرة، علماً أنّه من المفضّل اقتصاديّاً ألّا يزيد عدد الأشجار عن 20 شجرة في الدّونم الواحد بحيث يزيد الإنتاج مئة بالمئة. ويقدّر إنتاج الدّونم بـ 1750 كلغ من الأكواز سنويّاً أي 50 كلغ للشّجرة الواحدة، ما يعادل تقريبا 70 كلغ من حبّ الصّنوبر المقشّر للدّونم الواحد. يباع الكيلوغرام الواحد من حَبّ الصّنوبر بمعدّل وسطيٍّ بـ 40 دولار، ممّا يعني أنّ الدّخل من إنتاج الدّونم من الحَبّ يقارب الـ 2800 دولار ويضاف إلى هذا المبلغ ثمن الأكواز وقشر الحصّ والتي تستعمل في التّدفئة.

آفات الصّنوبر
حتى تاريخه لم تتعرّض غابات الصّنوبر المثمر في لبنان لآفات أو حشرات مضرّة تحدّ من إنتاجها أو تؤثر عليها اقتصاديّاً، وهذا الوضع قد يستمرّ إذا بقي الإنسان بعيداً عنها فلا يتدخّل في بيئتها الطّبيعيّة عبر استخدام المبيدات الكيميائيّة، كما تفعل بعض البلديّات أو المزارعين في رشّ المبيدات السّامة على الأشجار الحرجيّة القريبة من الطرق العامّة والخاصّة والأشجار القريبة من المنازل، إذ تؤدّي هذه المكافحة إلى قتل جميع الحشرات وخاصة النافعة منها التي تتطفّل وتأكل الحشرات الضارّة كما تقتل الطّيور التي تقتات عليها. إضافة الى إضعاف مناعة الأشجار وتقليص قدرتها على مقاومة الآفات التي تعتريها.

ملاحظة هامّة
شهد لبنان فوضى عارمة خلال الأحداث ولاسيّما انتشار الصّيد العشوائيّ، الأمر الذي أدّى إلى انخفاض عدد الطّيور المحلّيّة وإبادة نسبة كبيرة من الطّيور العابرة والمهاجرة الأمر الذي يهدّد حياة عدد من أنواع الطّيور المهمّة للتّوازن البيئي ويعرّضها للانقراض مثل الهدهد والسّفراية وغيرها من الطيور التي تحتاج إلى أعداد هائلة من الحشرات لتعيش ولإطعام فراخها في فصل الرّبيع في وقت انتشار الديدان. على سبيل المثال فإنّ الهدهد والسّفراية وطيور أخرى تعتمد في غذائها على دودة الصّندل أو الزياح مما يؤدي إلى الحدّ من انتشارها، لكن بعد تقلّص أعداد الهدهد الذي أصبح وجوده نادراً وغياب السّفراية منذ عدة سنوات انتشرت دودة الصّندل بشكل هائل ممّا دعا خبراء البيئة ووزارة الزّراعة للتدخّل بهدف مكافحتها. ولكن نتيجة التدخّل عبر استخدام المبيدات الحشريّة بشكل عام ازداد ظهور دود الصّندل عاماً بعد عام وباتت تشكّل تحدّياً كبيراً وتهديداً حقيقياً لأحراج الصّنوبر البرّيّ.
لذا، أوَدّ أن أعرض هنا لتجربة قمنا بها في المدرسة الزّراعية في بعقلين. إذ اصطحبنا طلّاب المدرسة برحلة علميّة وعمليّة إلى غابة حرجيّة وأكثر أشجارها كانت الصّنوبر البرّي في منطقة المناصف في نهاية التّسعينيّات، وشهدنا أنّ دودة الصّندل بدأت بالانتشار بشكل كبير. بعد عودتنا إلى المدرسة، تناقشنا حتى وجدنا حلّا للحدّ من انتشار هذه الآفة واتّفقنا أن نعرض هذا المشهد والحلّ على وليد بك جنبلاط الذي يعطي وقتاً واهتماماً كبيرين للبيئة وخصوصاً بيئة الجبل. وفي يوم من أيّام استقباله الشّعبي في قصر المختارة، ذهبت برفقة الأستاذ أديب غنام بعد التّنسيق مع وكيل داخليّة الحزب آنذاك الدّكتور ناصر زيدان الذي حدّد لنا موعداً، وعندما وصلنا إلى القصر استقبلنا الأستاذ وليد وعرضنا له المشاكل والحلّ، فباشر تلقائيّاً دون تردّد إلى صرف مبلغ من المال لشراء المعدّات اللّازمة لقطع الفروع التي تحمل أعشاش ديدان الصّندل وحرقها مباشرة إضافة إلى أجور العمّال، واستمرت هذه العمليّة لخمس سنوات متتاليةْ وبإشراف بعض موظّفي المدرسة الزراعيّة حتى أصبح انتشار دودة الصّندل ضئيلاً. ثم أهمل موعد القطع والمكافحة الطّبيعية من قبل الإدارات المحلّية واعتمدت هذه بدلاً من ذلك على البكتيريا المتطفّلة على هذه الحشرة. وفي السّنوات الأخيرة، تفاقمت وانتشرت دودة الصّندل حتى أصبحنا نرى في أحراج الصّنوبر البرّي أشجاراً عارية من الأوراق.
ملاحظة: نادراً ما نرى أعشاش دودة الصّندل على الصّنوبر المثمر.

جني أو قطاف ثمار الصّنوبر
تقطف أكواز الصّنوبر عندما يصبح لونها بنّيّاً وليس أخضر غامق أو زيتيّ، أي في نهاية فصل الخريف وخلال فصل الشّتاء بدءاً من الساحل وصعوداً إلى المرتفعات، عند اكتمال تحوّل كافّة المواد البكتينيّة (العفصية) إلى بروتينات وفيتامينات وسكريّات ودهون مفيدة لجسم الإنسان، تجنّبا لضمور الثّمار بعد تقشيرها عند قطافها قبل النّضج لأنّه في لبنان يتسابق المزارعون على قطاف إنتاجهم قبل الأوان مثلما يفعل العديد من مزارعي الأشجار المثمرة كما في الزّيتون والإجّاص والعنب وغيرها.
في لبنان، إن معدّل الدونم الواحد المغروس بأشجار الصّنوبر المثمر يقدر بـ 35 شجرة، علماً أنّه من المفضّل اقتصاديّاً ألّا يزيد عدد الأشجار عن 20 شجرة في الدّونم الواحد بحيث يزيد الإنتاج مئة بالمئة. ويقدّر إنتاج الدّونم بـ 1750 كلغ من الأكواز سنويّاً أي 50 كلغ للشّجرة الواحدة، ما يعادل تقريبا 70 كلغ من حبّ الصّنوبر المقشّر للدّونم الواحد. يباع الكيلوغرام الواحد من حَبّ الصّنوبر بمعدّل وسطيٍّ بـ 40 دولار، ممّا يعني أنّ الدّخل من إنتاج الدّونم من الحَبّ يقارب الـ 2800 دولار ويضاف إلى هذا المبلغ ثمن الأكواز وقشر الحصّ والتي تستعمل في التّدفئة.

آفات الصّنوبر
حتى تاريخه لم تتعرّض غابات الصّنوبر المثمر في لبنان لآفات أو حشرات مضرّة تحدّ من إنتاجها أو تؤثر عليها اقتصاديّاً، وهذا الوضع قد يستمرّ إذا بقي الإنسان بعيداً عنها فلا يتدخّل في بيئتها الطّبيعيّة عبر استخدام المبيدات الكيميائيّة، كما تفعل بعض البلديّات أو المزارعين في رشّ المبيدات السّامة على الأشجار الحرجيّة القريبة من الطرق العامّة والخاصّة والأشجار القريبة من المنازل، إذ تؤدّي هذه المكافحة إلى قتل جميع الحشرات وخاصة النافعة منها التي تتطفّل وتأكل الحشرات الضارّة كما تقتل الطّيور التي تقتات عليها. إضافة الى إضعاف مناعة الأشجار وتقليص قدرتها على مقاومة الآفات التي تعتريها.

ملاحظة هامّة
شهد لبنان فوضى عارمة خلال الأحداث ولاسيّما انتشار الصّيد العشوائيّ، الأمر الذي أدّى إلى انخفاض عدد الطّيور الم

بشارة الموسم
بشارة الموسم

التّفتيح الحراري ومحاذيره

بهدف استغلال ذروة الموسم وطرح إنتاجهم بصورة مبكرة يلجأ بعض منتجي الصّنوبر إلى عدّة طرق “حرارية” لتسريع تفتّح أكواز الصّنوبر وبالتالي استخراج الحبّات الخشبيّة التي يتم كسرها لاستخراج الثّمار وطرحها في السوق. ومن هذه الطّرق المستخدمة البيوت الزّجاجيّة والافران الخاصّة. لكن على منتج الصنوبر تجنّب الحرارة التي تزيد على 45 درجة فوق الصفر، لأنّ الحرارة المرتفعة لها تأثير سلبي على مكونات ثمرة الصنوبر خاصة الزّيت والفيتامينات المفيدة.

لحلول الناجعة لآفة دودة الصندل
1. إيقاف الصّيد بالقرب من أحراج الصّنوبر أو داخلها.
2. عدم إطلاق النار على أعشاش دودة الصّندل لأنه لا يقتل إلّا نسبة ضئيلة من الديدان ويطرد الطّيور.
3. وقف رشّ البكتيريا المتطفّلة على الديدان لأنّه يؤذي الطّيور التي تقتات على هذه الديدان الميتة المليئة بالبكتيريا بحيث تؤدي إلى التخمّرات في معدة الطّيور وتقتل نسبة كبيرة من فراخها.
4. إنّ الحلّ الأمثل لهذه المشكلة هو قطع الفروع التي تحمل الأعشاش وحرقها مباشرة خلال شهر كانون الثاني عندما تكون الديدان لا زالت داخل الأعشاش وهي في مرحلة الرّاحة.

فوائد الصّنوبر الغذائيّة والطّبّيّة
سمّي الصّنوبر بالذّهب الأبيض منذ آلاف السّنين لفوائده العلاجيّة والغذائيّة والاقتصاديّة. فهو يمتاز باحتوائه على الموادّ المضادة للأكسدة والأحماض الدّهنيّة الأحاديّة غير المشبعة والفيتامينات، ونظراً لتواجد حمض البينولينك في الصّنوبر فهو من الأغذية التي تساهم بعمليّة فقدان الوزن، نظراً لما يقوم به هذا الحمض من إفراز للأنزيمات التي تحول دون شعور الشّخص بالجوع ممّا يفقده الشّهيّة. ويحتوي الصّنوبر على الكالسيوم والحديد والزّنك والسيلينيوم والبوتاسيوم والألياف والبروتينات والفوسفور والماغنيزيوم والمنجنيز.
يقي الصّنوبر من أمراض القلب وامراض العين والانيميا،.كما يعمل كمضادّ للشيخوخة ومرطّب للبشرة. يدخل قشر أخشاب الصّنوبر وصمغه في العلاجات الطّبيّة كمرهم أو لصقات، ويستعمل في صناعة الصّابون والعطور والشّمع.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي