قليلة في لبنان المجلات التي استمرت حتى الآن ورقية. فالمجلة الإلكترونية أقل تكلفة بكثير. و«الضّحى»، كما سواها من المطبوعات الورقية، وتحت ضغط الأزمة المالية التي تعصف بلبنان واللبنانيين، كانت فكّرت في وقت ما أن لا حلّ لأزمتها المالية (حيث سعر مبيع المجلة لا يساوي ربع تكلفة إنتاجها) إلا بوقف النسخة الورقية (الفخمة والمكلفة في آن) واللجوء إلى النسخة الإلكترونية، أونلاين.
بدا ذلك لوهلةٍ أنّه قرار صائب، لجهة قانون الربح والخسارة في حقل الأعمال. لكن «الضّحى»، وكما كانت لسبعين سنة، لا تعمل وفق قانون الربح والخسارة (المالي). هي تعمل وفق قانون مختلف تماماً: قانون الواجب الأخلاقي الإلزامي Obligatory moral law، الذي تحدّث عنه الفيلسوف الألماني كانط Kant قبل حوالي 235 سنة فرأى فيه القانون الوحيد الذي يجب أن يخضع له سلوك الفرد. القانون الأخلاقي الطوعي من الداخل وليس القانون الوضعي المفروض بالقوة من الخارج.
ولأنّ «الضّحى» لا تعمل إلا وفق قانون الواجب الأخلاقي هذا، اختارت أن تكون إلى جانب قرائها وأصدقائها، وأن تعود ورقية، بالمواصفات الفنية العالية نفسها.
بروح الالتزام الأخلاقي والمهني هذا، صدر العدد السابق (38)، والعدد الحالي (39). وكما كانت استجابة الأصدقاء لصدور العدد السابق (38) مطمئنة، وكما توقعنا؛ كذلك نأمل أن تتسع مساحة الأصدقاء، والمشتركين على وجه الخصوص، مع صدور العدد الجديد، وبخاصة مع تولي شركة متخصصة إيصال «» إلى المشتركين، تجنّباً لأخطاء سابقة في التوصيل، لدينا شجاعة الاعتراف بها والاعتذار عنها.
سيسعد قارئ «الضّحى»، بالفقرات الغنية التي تعوّد عليها باستمرار؛ لكنه سيسعد أيضاً بفقرتين أضيفتا مع هذا العدد الجديد: فقرة «الشباب والمستقبل» و»الفقرة الاغترابية».
لن تبخل إدارة «الضّحى» بكل جهد ضروري، في المضمون والشكل، يرضي قرّاءها الأعزاء، وهي تأمل بالمقابل أن لا يتأخر أصدقاؤها في تجديد اشتراكهم السنوي لعام كامل.
ولهم كل التقدير.
ملاحظة: حدث الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على المدنيين في غزة فيما العدد هذا في المطبعة، فلم يُتح لنا متابعته، رافعين الدعاء لله تعالى أن يحمي لبنان وغزة وبلاد العرب كافة.