“خشيَ أهل أمّ الرّمان لجوء أهل الغارية للثأر من الخُرشان فأرسلوا مع قافلتهم 40 فارسا ليؤمنوا وصولهم حِمى قبيلتهم”
“أمسكَ زعيمُ الخُرشان بعمود خيمته وأقسم «بالعمود والرّب المعبود» أنْ يَحْفَظ ودّ الدّروز ولا يعتدي هو وذريته عليــهم أبداً”
“الخُرشان يرسلون 100 من فرسانهم لنجدة سلــطان ويعقدون تحالفا مع ثوار بني معــــروف ضدّ الفرنســــيين”
من ذاكرة الجبل
قِصّةُ شهامةٍ وصَفْحٍ وَوَفاء
بين بني معروف وعشيرة الخُرْشان
تناسى بنو معروف الثّارات وأكرَموا الخْرشان الجياع
فقامت بين العشيرتين صداقةٌ وحِلْف ضدّ الفرنسيين
شيخُ الخُرْشان يهاجم المُفترين على بني معروف في مجلس ابن سعود
العزّ عزّ اللهْ هُوْ وَليِّ النّاس والعزّ اْلآخَر لابْسينِ العَمايم
منذ نحو مائة عام أغار على الجبل فرسان من عشيرة الخُرشان، وهم فريق من قبيلة السّرحان، من بني صخر، الذين كانوا ينتقلون بمواشيهم في بوادي الحَمَاد الممتدة جنوب جبل حَوران إلى عمق شبه الجزيرة العربية بعيداً. يومَها لحق بهم جماعة من فرسان بني معروف المُوَحّدين، ولكنّ هؤلاء لم يًوفَّقوا في مطاردة الغُزاة وخسروا بعض فرسانهم في موقعة سمّيت بموقعة “الغَباوي”، نسبةً للأرض التي حصلت بها تلك الموقعة.
وفي واقعة أخرى، في أرض “الغباوي” ذاتها، ثأر المُوَحدون من الخرشان، وحَدثت بعدها قطيعة بين الطّرفين دامت نحواً من اثني عشرَ عاماً، ومرت سنوات من جفاف في البادية، لم يدخل الخرشان على أثرها حِمى الجبل بسبب العداوة والدّماء التي لم تجد سبيلها إلى المُصالحة.
وبما أنّ الحاجة الماسة لا ترحم ذويها، فقد جمع شيخُ الخرشان علي الحْنَيف وجهاء قومه، وقال لهم:”ها نحن جُعنا، وما عندنا مَيْر، لا قمح ولا شعير، وها أنتم ترَوْن أنّ بني عثمان هم أصحاب الكلمة العليا في سهل وحواضر البلاد ما عدا الجبل، وما من قافلة تعبر تلك الديار إلاّ ويجبي منها العثمانيّون الضّرائب الباهظة، ونحن على جوعنا لا قدرة لنا على دفع ضريبة للتّركي. مالنا حيلة إلا أن نبعث على بني معروف في الضّلع ونَطلب المَير منهم. (كانت قبائل البدو في القرون الماضية يطلقون على جبل حوران اسم “الضلع” لأنه يظهر للناظر إليه من الأفق البعيد في مدى البوادي المحيطة به مقوّساً كضلع أزرق).
تابع شيخ الخُرْشان كلامه فقال: “مع أنّهم عَدّو علينا، لكن المثل عندنا يقول “اِذبح ابن الدرزي وِاْنْصيه ( أي اطلب منه فترة سماح) يعطيك عَطْوَة( فرصة) خمسة أيام”، كان الشّيخ الحْنيف على حقّ، فَلِلْبدوي طبع يأبى سطوة السّلطة، فكيف بها إذا كانت سلطة جُباة ظالمة!.
اتّفق الحْنيف مع رجال عشيرته على إرسال قافلة من مائة جمل وفي حراستها عَشَرة فرسان تَصحبُهم عشرين امرأة لإبعاد شبهة القتال والعداوة عن الرّكب، وبالفعل، في اليوم التّالي انطلقت القافلة، وقد اتّخذت طريقها إلى جبل حوران.
بعد مسيرة أيام وصلت القافلة إلى حِمى الجبل، وصَعّدت في مسارها على السفح الجنوبي منه، إلى أنْ حطّت رحالها مع الفجر في جوار مُنبسَط من الأرض في الظاهر الجنوبي لقرية أم الرمان المواجهة للبادية. كان أهل القرية قد اتّخذوا من ذلك الموقع مدافن لموتاهم ( المكان اليوم هو محلّ المدرّج العام في القرية)، وكان مغزى نزول القافلة في جوار المدافن يعني طلب الحماية، والتوسّل بأرواح الموتى لتحقيق ما جاؤوا من أجله.
علم أهل أمّ الرمان بنزول الرّكب في جوارهم، وقد أدركوا أنّ غايتهم سلميّة، لكنهم أرسلوا رسولا منهم يسأل القادمين:
ــ وِشْ جابكم علينا؟
ــ والله ما جابنا غير الجوع، وِدْنا نكتال ــ أي نشتري كميات من الحبوب ــ من عندكم.
وبالفعل توزّعت القافلة على بيوت أهل القرية الذين كالوا لهم ما طلبوه من القمح والشعير وما طلبوه من حاجات أُخرى..
عَلِمِ أهل قرية الغارية المجاورة لأمّ الرّمان من جهة الجنوب الشّرقي، وفيها الفارس علي مقلد ( آل مقلد أصلاً ينتمون لآل المصري، قدموا إلى الجبل من قرية صليما في جبل لبنان)، كان الخُرشان قد أصابوه برصاصة في فخذه في إحدى الغزوات فكسروه كسراً شنيعاً رافقه طيلة حياته. أراد أهل الغارية الثأر لصاحبهم علي، فجمعوا جَمعهم للهجوم على الخُرشان النازلين في حِمى أم الرمان.
لكن عقلاء الغارية وفي طليعتهم الشيخ فارس فرج، عارضوا نِيَّة المُتحمّسين من ذويهم. كان فارس فرج قاضياً معروفاً بحصافة الرأي، قال لهم :”يا أهل الغارية! الخرشان صاروا في وجه أهل أم الرمان ــ أي في حِماهم ــ ضَعوا أنفسكم محلّهم، هل تقبلون بذلك، كُفّوا الشرّ، والزموا دياركم، ونحن وأهل أمّ الرمان وجهنا واحد، وكرامتنا واحدة، والأيّام بيننا وبين الخُرشان باقية، وحقّنا لن يموت”.
بِهذا تغلّب صوت العقل في الغارية على نزعة الانفعال…
أمّا في أمّ الرّمان فقد ملأ أصحاب القافلة أوعيتهم من الحبوب، وأخذوا ما يلزمهم من سواها، لكنّهم اعتذروا عن دفع ثمن ما اكتالوه وأخذوه، بل طلبوا أنْ يكونَ دَيْناً مؤجّلاً بسبب ظروف البادية، وعجزهم عن دفع الثمن حينها، فلبّى أهل أمّ الرّمان طلبهم. بعد هذا عزموا على الرّحيل والعودة بقافلتهم إلى باديتهم.
كان أهل أمّ الرّمان قد بلغهم ما جرى من محاولة أهل الغارية الثأر من ضيوفهم، وأدركوا أنّ هذه القافلة الكبيرة لن يحميها العشَرَةُ من فرسانها الذين قدموا معها، فيما لو هاجمها أهل الغارية، أو أيّ طامعٍ آخر في أمداء بادية يسودها قانون الأقوى!.
لهذه الغاية، ركب أربعون فارساً في طليعتهم شيخ قرية أم الرمان “أبو حمد سلمان الأطرش”، ومَضَوْا حَرَساً للقافلة عبر البادية حتى بلغوا موقعاً يقال له “رُجم المشنشل”. كانت قبيلة الخُرشان يومذاك تُخيّم قُرْبَه. كان شيخها علي الحْنيف يقلّب منظاره في الآفاق على قَلق، خيفةً من غارة ما على الحمى، لم يلبث أن رأى القافلة، لكنّه ارتاب بِخَيْلٍ وفرسانٍ أكثرَ من العدد الذي بعث به حمايةً لقافلته، لكنَّ أحدَ فرسان القافلة كان قد سبقها ليبلغَ قبيلته بوصول الرّكب، لاقاه الشيخ الحْنيف مُتلهِّفاً لاستطلاع حقيقة الأمر. قال له:
ــ علّمْ وِشْ معك؟
ــ عيال معروف خافوا علينا من الغدر، وما تركونا بالبرّية وحدنا، مرادهم يوصلونا بالأمان.
أطلق الشيخ الحْنيف عنان فرسه نحو الرّكب حتى اقترب من الفرسان الذين همّوا بالعودة. حيّاهم، وّرَحّب بهم، وأقسم عليهم بالله، وبمحمّد رسول الله، ألاّ يعودوا دون أنْ ينزلوا ضيوفاً على قبيلته. قال له الشيخ أبو حمد سلمان الأطرش :”أنت تدري اْلْلّي جرى بيننا بالماضي”. ــ يشير إلى الثارات السابقة .
قال الشيخ الحْنيف، وأشار بحركة من يده إلى الأرض:”حَفَار ودَفّان يا الأطرش “ (يقصد أنّه آن الأوان لدفن الماضي).
هنا، قَبِل فرسان أمّ الرّمان الدّعوة، ووسط ترحيب وجهاء القبيلة توزعوا ضيوفاً عليهم. كان الوقت عند العصر. طلب الحْنيف أن يُجري الفرسان من الفريقين ميدانَ سباق فروسية علامة على المصالحة التي يريدها، فكان ذلك بين زغاريد صبايا العشيرة، وإطلاق الرّصاص في الهواء، وغبار الميدان على صفحة البادية…
بعدها، قال الحنيف للمُضيفين من عشيرته، كلّ واحد منكم يعشّي ضيوفه، وغداً كل عيال معروف وأنتم معهم تُفطِرون عندي”.
كانت حصّة علي الحْنيف من الفرسان الضّيوف الشيخ سلمان الأطرش وشبلي الهادي وآخرون ناموا في مَضْرَبِه ــ أي بيت الشَّعر الذي يتّخذه البدويّ مسكناً له ولأسرته .
في الصباح التالي نهض الشّيخ الأطرش، فرأى رجالاً من البدو يسلخون جَزوراً(جملاً سميناً)، سنامه بطول إبطه ــ كناية عن ضخامته ــ قال متعجّباً ممّا يرى ــ”أيش بلاه هذا؟”، قال الحْنيف وكان يشرف على عملية الذبح والسّلخ “هذا بَلاه أنت يا شيخ”، وأردف وكأنّه يُحَدّثُ نفسَه “أمَا هوْ عيب على علي الحْنيف يضيف عنده الأطرش وعيال معروف، وتقول عنه العرب ما عَقَر لهم!”، ــ أي لم يذبح لهم جَزوراً ــ وهكذا كان فطور فرسان قرية أمّ الرمان عند الشّيخ الحنيف.
بعد ذلك الفطور، وعندما عَزم الضيوف على العودة إلى ديارهم، أراد منهم الحنيف المبيت ليلةً أُخرى، فاعتذروا منه، قالوا له “إن تأخّرنا سيحسب بنو معروف في الجبل أن مكروهاً حصل لنا، وسيصولون ببيارقهم وراءنا”، قبِل الحنيف اعتذارهم، ولما امتطَوْا ظهورَ خيلِهم أمام مضربه، أصَرّ على أن يسقي كل فارس منهم فنجاناً من القهوة بيده، كانت هذه منه مبادرة في التّكريم الزّائد والاعتراف بالفضل، ثم اتجه بعدها إلى مضربه، وأمسك بأقرب عمود من أعمدة البيت وهزّه، وأقسم قائلاً: “وحياة ها العمود، والرّب المعبود، ألْما عَنّهْ صدود، مادام علي الحْنيف ومن وَراه ــ أي ذرّيته من بعده على قيد الحياة ــ حرام عليّ قَوامة ــ أي معاداة ــ بني معروف”.


وفاء الشيخ علي الحنيف
مرّت بضعُ سنوات، ولم تلبث أنْ نشبت الثورة السّورية الكبرى عام 1925، وذاع صيت انتصاراتها الأولى في معركتي الكفر والمزرعة، وسمع الخُرشان وشيخهم الحْنيف بخَبَرها، فأرسل ابنه الشابّ “حديثة الخريشا”، إبراراً بقسمه يوم أمسك العمود الذي يرتكز إليه بيته، وحلف بالرّب المعبود ألا يعادي بني معروف وأنْ يكون وذرّيته صديقاً لهم. أرسله برفقة مائة من فرسان عشيرته إلى الجبل قاصداً سلطان باشا، مهنّئاً إياه بانتصار الثّوار في معركتي الكفر والمزرعة، ومعلناً تحالفه مع الثورة في قتال الفرنسيين لتحرير سوريا، وقد أشار سلطان باشا إلى ذلك الوفد في ص 126 من كتاب أحداث الثورة بقوله” في 16 آب عام 1925، وصل إلى قرية الثعلة حديثة الخريشا، على رأس قوة من بني صخر، مؤلّفة من نحو مائة فارس، وقد سارعوا إلى نجدتنا بعلم رضا الركابي، رئيس الحكومة الأردنية وتشجيعه”.
كان سلطان وثلّة من الثوار يوم قدوم وفد الخرشان في قرية الثعلة، وبعد أن استقبلهم مرحِّباً بوفادتهم، رغب الشيخ حديثة أن يرى على الطّبيعة موقع المعركة التي هُزم فيها الفرنسيون، فأرسل سلطان معهم دليلاً من مُقرَّبيه هو سلامة أبو عاصي، من قرية أم الرمان، وكان هذا يجمع الفروسية والبلاغة في شخصه، وفيما هم على الطّريق قرب تلة من رماد القرية، فاجأهم سِربٌ من طائرات الفرنسيين الذين كانوا يفتّشون عن فرصة لينتقموا لِهزيمتهم المدوية منذ بضعة أيام مضت. ألقت الطائرات قنابلها على الفرسان الذين تَحَثْحَثوا لرؤيتهم الطائرات، وتفرقوا شَذر مَذَر، بينما كانت امرأة تحمل على كتفها جرّة ماء، وبيدها الثانية تحمل طفلاً رضيعاً، وقد لفّته بمملوكها، ــ قماش أشبه بمئزر تشدّه المرأة بعروة متينة على خصرها بحيث يكون على مقدّمة ثوبها تحت الصّدر ــ كانت المرأة تعضّ على طرف قماش المملوك بأسنانها تثبّتُه كيلا يسقط الطّفل منها. خاطبتهم وهم ينتشرون هاربين من حولها: “أتخافون من فراشة؟”. ثمّ أردفت غاضبةً توجّه كلامها للطائرة، وقد رأت الغبار يملأ فضاء المكان :” الله يقطع عُمْرِك، غبّرتينا”، ومضت في وجهتها …
دُهش الشيخ الخريشا لموقف المرأة وقال” هيك ناس لا يحتاجون المساعدة من أحد”.
بقي الشّيخ الخريشا ورجاله مدة أيام في الجبل، واستمرّت الثّورة نحواً من سنتين حرباً سجالاً في مواجهة الفرنسيين الذين استقدموا قوات من مستعمراتهم في إفريقيا والهند الصينية، واضطر سلطان والثوار إلى اللجوء إلى إمارة شرق الأردن ( كما كانت تدعى آنذاك)، وهناك ضغط الإنكليز على الثوار ليتخلّوْا عن الثورة، أو يخرجوهم بالقوة من الأراضي الأردنية التي كانت تقع تحت سيطرة انتدابهم، وإزاء هذا الضغط قرر سلطان وأركانه إرسال وفد للملك عبد العزيز بن سعود، الذي كان حينها في زيارة لموقع قريب من الأراضي الأردنية التي وفد منها الرجال. كان الملك قد علم بقدومهم عبر الدروب الطويلة في الصحراء، فأمر لهم بغداء قبل دخولهم عليه.


الحنيف ينتصر لبني معروف
أقبل الموفدون على الفسطاط الكبير الذي يجتمع فيه حَشْد من الرجال حول الملك، وتوزعت مشاعر الحاضرين بين مُرَحّب ونافر من قدوم بني معروف، كان سلامة أبو عاصي بين أعضاء الوفد، قال بعد السلام الشّفوي بلا مصافحة: نحن رجال سلطان، جئناكم بسبب ضغط فرنسا وبريطانيا علينا لنسلّم سلاحنا يريدون منّا أنْ ننهي الثورة، ونحن لن نسلّم دون شروط تحفظ حقوق بلادنا، وغايتنا طلب الإذن بدخول بلادكم نبقى فيها ريثما تنفرج علينا”.
وقف الملك وقال: “الله يحييكم، اِن اشتهيناكم نرسل وراكم”،
(يقصد نطلب مجيئكم إلى بلادنا).
ما إن خرج الموفدون حتى التفت الملك عبد العزيز وسأل الوجهاء وزعماء القبائل الذين يلتفّون حوله: يا عرب، أسألكم بالله وبمحمّد رسول الله من يعرف حقيقة هؤلاء الدروز فلْيخبرني.
وقف أحدهم، وكان يُدعى “سلطان بن شرخي”. قال:” الدّروز!، لا أبْ ولا ربْ. ثمّ جلس.
تبعه آخر، وهو مبارك بن غدير، قال:”الدّروز لادين ولا مذهب”. وجلس.
وقف علي الحنيف، شيخ الخرشان، وكانت بادية وادي السرحان في الأراضي السعودية من بعض منازل قومه في حلّهم وترحالهم. قال: يا جلالة الملك، أنت تسأل بالله وبمحمّد رسول الله. أَهُوَ الكلام مسموع؟
قال الملك، نعم وكان يثق به :”كلامك رسالة”.
فأجابه الحْنيف بالقصيد (وكان شاعراً) مدافعاً بحرارة عن بني معروف الموحّدين وعن إسلامهم وشيمهم وشجاعتهم وعن إيمانهم، وكان لقصيدته وقْع فوري على الحضور وعلى الملك عبد العزيز الذي قبل في ما بعد بتقديم الملجأ لسلطان وقيادة الثورة وعدد كبير من الثوار وعائلاتهم. وفي ما يلي نص القصيدة التي ألقاها شيخ الخُرشان في حضرة الملك عبد العزيز وهي باللّهجة البدوية النّبطية، لذلك قمنا بوضع هوامش في أسفل الصفحة لشرح بعض مفرداتها الأساسية تسهيلا لفهم مغزاها من القارئ غير المُلِمّ بالشعر البدوي النّبطي. قال الحنيف زعيم الخرشان في شعره:
العــــــــــــــــزّ عــــــــــــــــــزّ الله هُـــــوْ وَلِــــــــــــــيّ النّـــــــــــــاس والعـــــــــــــزّ اْلْآخَــــــر لابْســـــــــــــين العمايــــــــــــــــــم
عزّك بني معروف عَ الخيــــــــــل فُـرّاس بمقـــابـــــــــــــل الجمعـــــــــــــــــين كلـــــــــــــــــــهم لزايــــــــــــــم1
دروزٍ تْعزّزهم علـى كـــــلّ اْلاْجْنــاس طِيبٍ وفعل نفوس شُمّخْ عظــايـــم
المَرْجَـــلَـــــــــــــهْ من دور آدمْ لَــهم ســـــــــــــاس عَـــــيــــــــــــّوا بــــهـــــــــــا بمصقّلاتٍ عـــــــــــجايــم2
ياما احتمى بِـــــرْبــاعْهُـــم كلّ مِحْتاس يْعِــــــــزّوهْ لَنَّـــهْ شـــــــــــارب الــدّم عايــــــــــــــــــــــم3
كم منْ أميرٍ يشرب الخمر بــالكاس خلّـــــوا عليه الطّيرْ يــــــــا مِيرْ حـايـم4
يــوم المعارك عَجّهــــــــــا تِقُـــــــــــــلْ حِنـداس وبزر الفْرَنْجي مِثل رَشق الغَمايــــــــم5
يْدوسوا العَراضي بْعَزِم كاللوح دَرّاس واللي مْقصّـــر عِـــدّوهْ أبو الهمايم6
إســلام يعطوا الحقّ أصفى من الكاس والحــقّ مِنْهم مِسِنْدينــوا بــدعايــم7
الصــــــدق مني شهــادةٍ تِـــــــــــــرْفــع الرّاس وْلاني مْــنَ اَلْلّـــي يِبِذْرُون السّمايم8
يا الله يا اللّي مـِرْتِقب كلّ الاجْـنــــاس وتْكفّ عَنْهم عـــايْلات المَظـــالــــــــــم9
1. – لزايم: أي أقارب
2. – المصقَّلات العجايم، أي السيوف الباترة
3. – المحتاس: الخائف، والمطارَد من أهل قتلى قتلهم وابتليَ بدمائهم
4. – المحتاس: الخائف، والمطارَد من أهل قتلى قتلهم وابتليَ بدمائهم
5. – أي تركوه مقتولاً طعاماً للطيور في البرّيّة
6. – العجّ: الغبار. والحنداس: ظلام الليل. و”بزر الفرنجي” هو الرصاص من صنع الأوربيين، إشارة إلى جودته وفتكه
7. – العراضي: الجيوش ــ عامية ــ أي يهزمون الجيوش. بعزم كاللوح درّاس أي كالنورج. أبو الهمايم: أي هو البطل ذو الهمة العالية.
8. – أي مدعوم بشواهد
9. – يبذرون السّمايم: أي ينشرون السموم ويقومون بإيذاء الآخرين والافتراء عليهم كذباً.
10. – هو يدعو الله أن يبعد الظالمين عن بني معروف