تناولت المُحاوَراتُ الأفلاطونية التساؤلاتَ الأساسية لحقائقِ الوجودِ، والنَّفْسِ، والفضيلةِ، والمُثُلِ، والمعرفةِ، والحقِّ والخيرِ والجَمَالِ والسعادةِ والمحبّة والعَدْل، ووقفت عند تلك الحقائق بعُمقٍ فلسفي أذهلَ البشريةَ عبر التاريخِ ولا يَزال يُذهِلها. لكنّها كثيراً ما كانت تُلمِّح ولا تُصرِّح، تُشير تلويحاً بالحقائق ولا تَبُتُّ فيها بالإجابة النهائية، بل هي أحياناً تنتهي بـ «حَيْرة فلسفية» (aporia)، فيما هي في الحقيقةِ تُمهِّدُ المعرفةَ لمَنْ هم مُهَيّؤون لتلقِّيها وفَهْمِها الفهم الصحيح. فما هي هذه الحقائق؟ ولمَنْ احتفظَ أفلاطون بها؟ ولمَنْ نَقَلَها شَفَهِيّاً؟ ومَنْ حَمَل هذه الأمانةَ المعرفيّة الحِكْمَويّة ونَقَلها للأجيال التالية؟ وهل كانت هناك نظريةٌ رئيسية توحيدية في ما بينها؟ إنّ أوّلَ مَنْ تحدَّثَ عن تلك «العقائد غير المكتوبة» لدى أفلاطون هو تلميذُه أرسطو وعددٌ من التلامذة الآخرين في أكاديميّته، فضلاً عن فلاسفة أقدمين...
This content is locked
Login To Unlock The Content!