الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

الغذاء الملكي

ذلك الأكسير العجيب:

غذاء النحل الملكي

بسبب التغذية به تعيش الملكة حتى 6 سنوات
بينما لا تعيش النحلة العاملة أكثر من 3 أشهر

بعض العلماء حاول تركيب مادة تشبه الغذاء الملكي
فلم يجدوا لها أي تأثير هرموني مشابه للغذاء الملكي

تفرزه العاملات الصغيرات السن من غدد في مقدمة رأسها
هلامي أبيض اللون حامض الطعم لكن فوائده لا تحصى

فعاليته أُثبِتَت علمياً لحالات فقر الدم وضعف الخصوبة
وفي علاج عدد من الأمراض الجسدية والأعراض النفسية

يُعَدُّ الغذاءُ الملكيّ أو الهُلام المَلَكيّ من أفضل الموادّ الغذائيّة التي يعتمدها الإنسان كغذاء ودواء، ولا يستهلكه إلّا الأشخاص الميسورون ماديّاً والذين هم بحاجة ماسّة له كدواء. وله فوائد وخصائص عديدة هامّة فهو مُغذٍّ فعّال وسريع الهضم ولا توجدُ في مصانع الأدوية البشريّة أيّة مادّة شبيهة بالغذاء الملكيّ خاصّة من ناحية تأثيره على نموّ جسم الإنسان وعدم ظهور الشيخوخة المبكر، وهو هامٌّ جدّاً لتقوية الإخصاب.
الغذاء الملكيّ مادّة هُلاميّة لَزجة الشّكل لونها عاجيّ يميل إلى الأبيض، تُفــرزُ هذه المادّة من غُدد موجودة في رأس النّحلة المولودة حديثاً، أمّا كميّة الغذاء المَلَكيّ الذي تفرزه العاملات الحديثة تتوقّف على نوعية الغذاء التي تتناوله، فإنّ النّحل الذي يتغذّى على مزيج من العَسَل وحبوب اللّقاح المتنوّعة يصبح أكثر إنتاجا وإفرازاً من الغذاء المَلَكي. يحتوي الغذاء الملكيّ على العديد من الفيتامنات أهمّها: جميع فيتامينات ب المركّب ومنها حمض البانتوثنيك Pantothenic acid ويحتوي الغذاء الملكي أيضاً على معادن وإنزيمات وهرمونات وثمانية عشر حمضاً آمينيناً ومكوّنات مضادّة للبكتريا ومضادّة للكائنات الحيويّة الضارّة والقليل من فيتامين ج.
الغذاء الملكيّ هو الغذاء الرّئيسيّ للملكات الذي يميّزها عن باقي أفراد الخليّة العاملات والذّكور، وبسبب التّغذية المتخصّصة للملكات فإنّها تختلف عن العاملات بحجمها الكبير الذي يصبح نحو ضعف حجم العاملة أو الشغّالة، وتضع الملكة ما يقارب وزنها نحو 2000 بيضة يوميّــاً، بينما الشغّالات عقيمة. تعيش الملكة نحو 7 سنوات أي نحو 40 مرّة أطول من عُمر الشغّالات الذي لا يزيد عن 3 أشهر هذا في فصل الشتاء. أمّا في مرحلة الأزهار الوفير يتراوح عمرها بين 40 و60 يوماً. فإنّ هذا الاختلاف في أفراد خليّة النّحل أدّى إلى تفعيل دور هذا الغذاء وتعزيز دوره في التّسويق من الدّول الأوروبيّة والآسيويّة كدواء وعلى نطاق واسع لفوائده الكثيرة، نذكر أهمّها لاحقاً.

ما هو الغذاءُ الملكيُّ؟
الغذاء الملكيّ هو مادة لزجة تفرزها العاملات شغّالات النّحل الصّغيرة السنّ التي يتراوح عمرها ما بين 4 إلى 14 يوماً، وذلك من زوجين من الغُدد البلعوميّة التي تتواجد في مقدّمة رأس النّحلة. لهذه المادّة رائحة خاصّة، أمّا مذاقه فهو لاذع ولم يحدّد الطّعم بنوع واحد بل خليط من الأطعمة الثلاثة (الحارّ والحامض والمرّ)، وتتغذّى عليه يَرَقات النّحل الحديثة السنّ من الشغّالات والملكات والذّكور وتقسم الفترة العمرية لكلٍّ منها كالتّالي: العاملات تتغذّى حتى اليوم الثالث من عمرها اليَرَقي، ويرقات الذّكور حتى اليوم الخامس من عمرها، وتستمرّ يرقات الملكات فقط بالتّغذية عليه حتى نهاية مرحلة اليَرَقة.
التّركيبةُ الكيميائيّة للغذاء الملكيّ
يحتوي الغذاءُ الملكيّ على العديد من المركّبات والفيتامينات الغذائيّة الضّرورية لجسم الإنسان وهذا حسب الأبحاث التي أجريت عليه من باحثين وعلماء بارعين في هذا المجال وأتت النتائج على الشّكل التّالي:
ماء بنسبة 66% .
1. بروتينات بنسبة 12.34%.
2. دهون بنسبة 5%.
3. كربوهيدرات بنسبة 15%.
4. معادن بنسبة 1%.
5. موادّ أخرى غير معروفة بنسبة 3%.
كما يحتوي الغذاء الملكيّ على عناصر نادرة مختلفة كالحديد والمنجنيز والكوبالت والسّليكون وغيرها من عناصر كثيرة. يحتوي الغذاء الملكيّ أيضاً على مجموعة من الفيتامينات وخاصّة مجموعة فيتامين (ب) ويعتبر الغذاء الملكي من أغنى المصادر الطبيعيّة لحامض البانتوثنيك والاسكروبيك، بالإضافة إلى فيتامينات أخرى عديدة ولكن بنسب قليلة.
وَتَبَيّن أيضا من التّحاليل التي أجراها الباحثون في الغذاء الملكيّ احتواؤه على عشرين حامضاً من الأحماض الآمينية منها (الانين – ارجينين – سستين – جليسين – هيستدين -ايسوليسين – ليسين – ميثونين – سيرين – ثيريونين – تيروسين – فالين – الأسيتيل كولين – وغيرها). ومن أهم هذه المركّبات الموجودة في الغذاء الملكيّ أنّه يحتوي على المواد المسؤولة عن تزويد الخلايا بالطّاقة، ويزوّد الجسم بالمركبات الأوّليّة التي تعيد بناء خلايا الجسم.

حصاد الغذاء الملكي (باللون الأبيض) من الخلية الملكية
حصاد الغذاء الملكي (باللون الأبيض) من الخلية الملكية

تتواجد الأحماض الآمينية الأساسية بشكل حُرّ في الغذاء الملكيّ، ويستطيع الجسم الاستفادة منها بشكل أسهل.
وقد قام بعض علماء تربية النّحل في كندا بإجراء تحليل مُفَصّل للغذاء الملكيّ الذي أُخذ من أبراج ملكيّة طبيعيّة ليَرَقات عُمرُها بين 2 إلى 3 أيام، وقسّم العلماء الغذاء المجموع من هذه الأقماع أو الأبراج إلى أربعة أجزاء:
الجزء الأوّل: وهو الذي يذوب في الأثير ويمثل 10-15% من الوزن الجافّ للغذاء الملكيّ ويحتوي على:
1. 4-10% فينول.
2. 80-85% أحماض عضوية غير معروفة.
3. 5-6 سيترولات وكلسريدات.
4. 5-6% شمع.
5. 0,4-0,8 % فوسفوليبيدات.
الجزء الثاني: وهو الذي يذوب في الماء ويمثل 55% من الوزن الجافّ للغذاء الملكيّ ويحتوي على:
1. 1.2% أزوت.
2. 3.4% معادن.
3. 50% سكريّات مُخْتَزَلة، وتشمل السّكّريات (26% فركتوز + 21% كلوكوز + 3% سكريات غير قابلة للتخمّر).
4. 20% أحماض عضوية غير معروفة.
الجزء الثالث: وهو الذي يذوب في الماء ولا يقبل الانتشار ويمثل 15-20% من الوزن الجافّ للغذاء الملكي ويحتوي على:
1. 5% معادن.
2. 0.3% فوسفور.
3. 15% أزوت.
4. 0.89% كبريت.
الجزء الرّابع: ويمثّل البروتينات الغذائيّة في الماء 15% من الوزن الجافّ للغذاء الملكيّ، ويحتوي على:
1. 13.4% أزوت.
2. 0.16% فوسفور بالإضافة إلى آثار من الكبريت.
وقد دلّت تجارب هؤلاء العلماء على أنّ الجزء الأوّل من الغذاء الملكيّ (الذي يذوب في الأثير) يحتوي على هرمونات جنسيّة منشّطة، ولوحظ أيضاً أنّ التّجارب على التّغذية بالغذاء الملَكِيّ بكميّات معتدلة أدّت إلى نموٍّ مبكرٍ في الجهاز التّناسلي.
والملاحظة التي أدهشت العلماء في هذه التّجارب أنّ يرقات شغّالات أو عاملات النّحل تتغذّى بدءاً من اليوم الرّابع على خَليط من العَسل وحبوب اللّقاح، بينما يرقات الملِكات تستمرّ في تغذيتها بكميّات وافرة من الغذاء الملكي الذي تفرزه العاملات حتى اليوم الخامس من عمرها، ولم تكن هذه اليرقات قادرة على استهلاك كامل الكميّة المقدّمة لها من قِبَل العاملات حيث تبدأ بالتّحوّل إلى طور العذراء، وما يتبع ذلك من اختلافات كثيرة فسيولوجية (طبيعية) ووظائفيّة بين الملكة والشغّالة.
أهمُّ فوائدِ الغذاءِ الملكيّ
إنّ الغذاء الملكيّ منشّط حيويّ عام يعمل على تحسين الاستقلابات داخل الجسم، ويَقي من الأمراض السّارية، ويزيد من قوّة الجسم ليتحمّل الأعمال المجهدة مثل رفع الأثقال وغيرها، ويزيد الشهيّة عند الصّغار والكبار، ويحسّن وظيفة الغدّة الدّرقيّة والكظريّة، ويزيد من وزن نحيليِّ الأجسام، ويفيد في الكثير من حالات أمراض القلب. ولا يحتاج الغذاء الملكي إلى عمليات هضم، وينشّط الذهن، ويحسن عمل الجهاز العصبي، ويساعد في حالات الضّعف الجنسي عند الرجال، ويقوّي الغُدَد التناسليّة. يعمل على تأخير ظهور التّجاعيد في البشرة، وعلامات الشّيخوخة المبكرة. يساعد في حالات الإصابة بأمراض الكبد. ويعالج اضطرابات الجهاز العصبيّ، ومشاكل فقدان الشهيّة، ويعتبر عاملاً مقاوماً للإصابة بمرض السكري. وهو مفيد في حالات ضَعف النّمو، وحالات الإصابة بفَقْر الدّم. ويعمل على محاربة البكتيريا المسبّبة للأمراض لاحتوائه على المضادّات الحيويّة. يساعد في حالات الإصابة بالأمراض الجلديّة، وحالات سقوط الشّعر، ويحافظ على نعومة البشرة. ويعالج الإصابة بالأمراض المعويّة، ومفيد في حالات القرحة. ويدعم ويقوّي جهاز المناعة، ويقوّي الذاكرة. وينشّط أجهزة الجسم المختلفة، ويعمل على زيادة سرعة التحوّل الغذائي، وهو منشِّط عام ومُقَوٍّ للجسم يساعد على إزالة الشعور بالتّعب والإرهاق، ويُنصّح به لكبار السنّ.
ويستعمل الهُلام الملكيّ كعلاج لعدد من الأمراض، كما أنّه يقوّي الجهاز المَناعي لدى الإنسان، ويعالج مشاكل العظام واضطراباتها مثل الروماتيزم ويحدّ من سرطان الدم.

الفوائد الطّبّيّة للغذاء الملكيّ
بعد التحليل الكيميائيّ للغذاء المَلَكي الذي أظهر احتواءه على الكثير من المُركّبات والأحماض الآمينية والفيتامينات والهرمونات، فقد قامت بعض الهيئات الطبّية بدراسة أثر استعماله كعلاج لكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان، واشتدّ الاهتمام بدراسة الغذاء الملكيّ وبدء التّجارب والأبحاث والدراسات التي توضّح السرّ الكامن وراء هذه المادّة الطبيعية التي تفرزها هذه الحشرات الصغيرة (العاملات أو الشغالات حديثة السنّ) وبدأ التسابق بين الهيئات الطبّية في إجراء هذه الدراسات لما عُرِف بالدليل القاطع إنّ للغذاء الملكي خصائص قويّة في قتل الميكروبات المرضيّة بالإضافة إل تأثيره الهرموني عليها ومع استعمالات الغذاء الملكيّ في الكثير من الحالات ووجود التقارير التي تثبت أثره العلاجي.
إنّ الظروف المناخية التي تحيط بالغذاء الملكيّ من حرارة تصل في الكثير من الأحيان إلى أكثر من 35 درجة مئويّة ورطوبة مرتفعة داخل الخليّة ممّا تساعد هذه الظروف على نموّ الكثير من الكائنات الحيّة الدقيقة عليه. دُهِش بعض العلماء لعدم فساد هذا الغذاء خاصة بعد تحليله الكيميائي الذي أظهر أنّه غذاء غنيّ بمكن نموّ الميكروبات عليه بسهولة إلّا أنّه لا يفسد ويبقى بحالته الطبيعيّة داخل الخليّة رغم درجة الحرارة والرّطوبة المرتفعة. عندها بدأ بعض العلماء باختبار مقدرة نموّ بعض أنواع من البكتيريا المرضيّة ومن بينها ميكروب التيفوئيد في الغذاء الملكيّ، فلاحظوا أنّ وجود الغذاء الملكيّ في البيئة التي تنمو فيها البكتيريا يتسبب في موت الميكروبات بعد دقيقة واحدة، وبذلك ثبت أنّ للغذاء الملكيّ تأثير قاتل ومُميت لبعض أنواع البكتيريا المَرَضيّة، وبدأوا بدراسة أثر استعماله في قتل البكتيريا التي تصيب الإنسان.
وتعددت طرق وأشكال استعمال الغذاء الملكيّ في شفاء الكثير من الأمراض خاصّة في الدّول المتقدّمة في تربية النّحل ومنتجاته، وقد قامت مصانع الأدوية بتعبئة الغذاء الملكي في طرق مختلفة مع الحفاظ على فاعليته والإبقاء على قيمته الحيوية وعدم إفساده، ومنها إمكانية تحضيره على شكل حقن لحقنها تحت الجلد، أو معبأ في أوان صغيرة يمكن للإنسان تناولها كشراب عن طريق الفم، كذلك أمكن تجفيفه وتحويله إلى مسحوق او كبسولات يسهل تناولها خاصة تحت اللسان، وأيضا استعمل الغذاء الملكي في مستحضرات التجميل (الكريمات) لتنشيط خلايا البشرة وإعادة الحيوية إليها وإزالة التجاعيد.

كيفيّة استهلاك الغذاء الملكي
أفضل طرق لتناول الغذاء الملكيّ تناوله طازجاً وتحت اللّسان ومن ثمّ الانتظار نحو 5 دقائق حتى يذوب ثم بَلْعُه، بهذه الطريقة يمكن امتصاصه مباشرة إلى الدّم عبر الغدد الماصّة الموجودة تحت اللّسان وهذه الطّريقة تعطي أفضل النّتائج، ويُفضّل ألّا يتمّ ابتلاع الغذاء الملكيّ فوراً بل الانتظار حتى يذوب في الفم ثمّ يتمّ بَلْعُه لأنّ عُصارات الجهاز الهضميّ تقلّل من القيمة الغذائيّة لغذاء ملكات النّحل، وكذلك طعمه غير مُستساغ في حال تمّ بلعُه فوراً. وتُقَدّر الجُرعة بنحو غرام واحد للبالغين يوميّاّ ونصف غرام للأطفال لفترة تتراوح نحو عشرين يوما.
يمكن تناول غرام من الغذاء الملكيّ أي بحجم حبّة الحمّص مباشرة تحت اللّسان صباحاً على الرّيق، ويمكن تكرارها قبل النّوم أو يتمّ مزج 10 غرامات غذاء ملكيّ مع نصف كيلو غرام عسل وتُؤخذ منه ملعقة كبيرة مرّتين باليوم للكبار وملعقة صغيرة للصّغار.
من المُفضّل خلط الهُلام الملكيّ مع العسل لكي لا يفسد ويجب أن يُحفظ في الثلّاجة.
ملاحظة: يُحَضّر استعمالُه من قِبَل الحامل أو المرأة التي تنوي الحمل وكذلك المُرضعات والأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم السّنة إلّا بعد استشارة الطّبيب.
هذا المُنتَج كسائر مُنتَجات النّحل يتسبب بالحساسيّة بنسبة ضئيلة بين البشر لذلك يُفضّل التّجربة بكميّة قليلة قبل استخدامه كعلاح.
كانت النتائج مُشجّعة في العديد من الحالات، وهذه بعض الأمثلة لاستخدامه كمادّة علاجيّة.

غذاء ملكي طازج - يتم حفظه في الثلاجة أو خلطه بالعسل
غذاء ملكي طازج – يتم حفظه في الثلاجة أو خلطه بالعسل

1. أهميّة الغذاء الملكيّ في علاج الأطفال
وَجدَ العالمان “Malosso and Gandi”سنة 1956م في إيطاليا أنّ للغذاء الملكيّ أثراً علاجيّاً لأمراض الأطفال المختلفة، وتمّ تجريب ذلك بطرق ومعدّلات مختلفة وإعطائه للأطفال على شكل كبسولات بمعدل 50 ملّغرام في الكبسولة الواحدة من الغذاء الملكيّ المجمّد عن طريق التبريد، أو على شكل كبسولات بمعدّل 10 ملّغرام في الكبسولة الواحدة، أو على شكل حبوب جافّة بمعدل 100 ملّغرام في الحبّة الواحدة، وتُعطى هذه المقادير حسب عمر والحالة المرضية لكلّ طفل.
أمّا النّتائج وملاحظات العالِمَيْن كانت كما يلي:
1. إنّه يساعد على تنشيط شهيّة الطفل في أغلب الحالات.
2. تبدأ ظهور نتائج محسوسة للعلاج بعد 20 يوماً من بدايته.
3. العلاج على فترات متقاربة (20 يوم) بين كلّ دفعة وأخرى مدّة كافية للحصول على نتائج إيجابية.
4. تأثيره مفيد للأطفال الذين يعانون من التقلّصات في الأمعاء، وكذلك الذين يعانون من كثرة الإفرازات العَرَقية ( التّعرّق ).
5. يساعدعلى زيادة عدد كُريّــات الدّم الحمراء ويؤمّن التّوازن بين عدد كُريّــات الدّم المختلفة في حالة الأنيميا المزمنة.
6. يساعد على زيادة استفادة الجسم من البروتينات.
7. له تأثير خاص ديناميكي ومُنَشّط للإنسان.
ومن الضّروريّ قراءة التّعليمات عن المُنتَج قبل البَــدء في الاستعمال.

2. فوائدُ الغذاء الملكيّ للشّيخوخة
للغذاء الملكيّ أثر جيّد وملحوظ في تحسين الحيويّة لحالات الشّيخوخة، فقد عالج أحدُ العلماء 134 مريضاً سِنُّــهم يتراوح بين 70ــ75 سنة، وكلّهم يعانون من النّحافة والإنهاك الجسدي، وذلك بالحقن في العضل يوماً بعد يوم بمعدل 20 ملّغرام غذاء ملكيّ في الحُقنة الواحدة وكانت النتائج إيجابية ابتداء من الحقنة السّادسة حيث بدأت تعود الشّهية ثم الوزن الطّبيعي للمريض.
كما لوحــِظ أنّ ضغط الدّم المنخفض رجع إلى المعدّل الطّبيعي في جسم الإنسان، ومن بين الأمثلة الواضحة ذكر أربع حالات هي:
1. سيّدة 84 سنة نَشِطة ولكنّها تعاني من بعض النّقص العقليّ والعصبيّ، كما تعاني من انخفاض في ضغط الدّم نتيجة لإصابتها بإنفلونزا شديدة وطويلة، فقد تحسن الضّغط كما تحسّنت الحالة العصبيّة بعد 6 حُقن فقط وتركت سريرها وبدأ وزنها في الزّيادة واستمرّ تأثير الحقن المفيد ثمانية أشهر بدون الحاجة لإعادة العلاج.
2. رجل 68 سنة يعاني من نقص في التّغذية وحالة عصبيّة ودَوْخة وضغط عام، ولكن بعد أربع حقن بدأ التّحسّن، وبعد 12 حقنة أصبح شخصاً طبيعيّاً لا يحتاج إلى أي علاج آخر.
3. سيّدة 50 سنة مرّت بمرحلة سِنّ اليأس منذ 5 سنوات وتعاني من النّرفزة (التّعصيب) والصّداع المستمرّ وآلام في الحنجرة وقلّة في النّوم وآلام في الظّهر ودَوخة، مما بدأ يخلق عندها ميلاً قويّاً للانتحار، ولكنْ بعد العلاج تحسّنت حالتها بعد الحقنة السّادسة ونسيت أفكارها الانتحاريّة وانتظم النّمو وحالتها الجنسية أصبحت عادية بالنسبة لسنّها.
4. سيّدة 62 سنة تعاني من نوع من البكتيريا ممّا أدّى إلى انخفاض زائد في الوزن وضَعف شديد ونرفزة، بسبب إصابتها بأورام في جسمها لم ينفع في علاجها استعمال المضادّات الحيويّة المختلفة ولمدّة طويلة، وبعد بضعة حُقن بدأت في التّحسّن وزاد وزنُها، وبعد أربعة أشهر من العلاج تمّ القضاء على البكتيــريا وشعرت السّيدة بالتحسّن العام.

غذاء ملكي ممزوج بالعسل
غذاء ملكي ممزوج بالعسل

3. الغذاءُ الملكيّ وعلاج بعض الأعراض النّفسيّة والعصبيّة
لاحظَ بعض العلماء في إيطاليا أنّ المرضى يمكن معالجتُهم بتناول 50 ملّغرام يوميّاً من الغذاء الملكيّ المخلوط مع العسل لمدة 20ــ30 يوماً، وكانت النّتيجة بعد إتمام العلاج أنْ أصبح المَرضى قادرين على العمل بدون اضطراب وتحسّنت قدرتهم على التّركيز العقليّ. كما لوحظ أيضاً احتواء الغذاء الملكيّ على مادّة مهدّئة للأعصاب وهذه المادّة هي استيل كويلين (إحدى مُشتقّات الأرجوت) يُستعمل في الطِّبّ في علاج تقلّصات الأمعاء، كما أنّ له أهميّة كبرى في تعديل حالة ضغط الدّم، ووجود الأستيل كولين يفسّر سبب تخفيفه لحالات الإمساك المزمن.

4. الغذاءُ الملكيّ في علاج قرحة الإثني عشريّة
أجرى بعض العلماء تجارب على عدد قليل من المرضى (لثلاث حالات فقط) أعطت كلّها نتائج مدهشة إذ اختفت القرحة بعد علاج لمدة 20 يوما بالحقن مرة واحدة يوميا في الصّباح، أو بخلط الغذاء الملكيّ مع العسل الصّافي بمعدّل 10 بالمئة أي 10 غرام لكلّ 100 غرام عسل على أن يؤخذ هذا الخليط في الصّباح قبل تناول أي شيء ويجب أن لا يأكل أو يشرب قبل مضي ساعة على الأقل.

5. الغذاء الملكي وعلاج أمراض الجلد
أشار بعض العلماء إلى فائدة الغذاء الملكيّ في علاج أمراض الجلد مثل حالات الأكزيما، وقد لوحظ أنّ العلاج بالغذاء الملكيّ داخليّاً أفضل بكثير من العلاج الموضعيّ باستعماله مع كريم الجلد، ولو أن الأخير أعطى نتائج لا بأس بها وهذا بالإضافة الفوائد الأخرى التي يقدّمها هذا الغذاء للجسم.

6. الغذاء الملكي وتأثيره على غدد الكُلى.
لاحظ العالم Ardry في فرنسا أنّ للغذاء الملكيّ تأثيراً مُنشّطاً للغدّة الموجودة فوق الكُليتين وبالتّالي له تأثير هام على التّمثيل الغذائيّ للجسم، والغدّة فوق الكُلية هي زوج من الغدد طولها حوالي 5 سم ولونها يميل للصّفرة وتستقرّ على الجزء العلويّ لكلٍّ من الكُليتين بالقرب من العمود الفقري، هي غدّة صمّاء تفرز هذه الغدّة هرمونات متعدّدة في مجرى الدّم مباشرة، وكذلك بالنّشاط الجنسي، فيفرز الجزء الدّاخلي لهذه الغدد هرمون الأدرينالين النّاتج من الانفعالات والخوف والغضب وزيادة في ضربات القلب وحرق السّكّر المخزون في الكبد، ومن أهمّ ما يفرزه الجزء الخارجيّ (الغلاف) لهذه الغدد هو هرمون الكورتيزون الذي يرتبط إفرازه بنشاط عمليات التّمثيل الغذائيّ للكربوهيدرات في الجسم، ويعالج هذا الهرمون المُفْرَز في حالة النّزيف الشّديد من جراء الحقن تحت الجلد أو في حالات النّزيف النّاتج عن جرح أو غيره بالإضافة إلى الصّدمات والأزمات الطارئة.
لذلك يُنصح بإبقاء الغُدد فوق الكُليتين في حالة نشاط دائم لما لها من أهمّية في تنظيم حالة الجسم الصّحيّة. ومن هنا يتّضح لما للغذاء الملكيّ من أهمية كبيرة في تنشيط هذه الغُدد.

7. الغذاء الملكيّ علاج لأمراض الأنيميا وفَقر الدّم
نقدّم لك أيُّها القارىء بعض الأبحاث والتّجارب التي قام بها بعض العلماء:
اكتشف علماء إيطاليون أنّ الغذاء الملكيّ يحتوي على فيتامينB 12 بمعدّل 0,15ملّغرام في 100 غرام غذاء ملكيّ جافّ وَتبيّن لاحقاً أنّ هذا الفيتامين تمّ اكتشافه في الكبد ويُعتقد أنّ له أهميّة كبرى في علاج الأنيميا الخبيثة وَوُجدَ أنّ التّأثير المفيد النّاتج عن الحقن بالغذاء الملكيّ له تاثير عال جدّاً بالنّسبة للعلاج بالأدوية الكيميائيّة وأثبت بعض العلماء منهم (ميلامبي) أنّ للغذاء الملكيّ أهمّيّة عالية في قتل الميكروبات تزيد على العلاج الكيميائيّ، وهذا يفسّر لنا لماذا يعيش الغذاء الملكيّ المجفف مدّة طويلة دون أن يفسد.
لذا فإن هذه النّتائج العلاجيّة الممتازة للغذاء الملكيّ لفتت انتباه كثير من الباحثين والأطبّاء في أوروبا والولايات المتّحدة وكندا والمكسيك وغيرها من البلاد المتقدّمة في هذا العلم فبدأوا بدراسة تحليليّة لهذا الغذاء مثلاً في فرنسا وفي السّنوات الأخيرة أصبح الغذاء الملكيّ يُدرس ويُجرّب في كثير من المستشفيات والمعاهد الطِّبيّة، وقد أقرّت وزارة الصحّة الفرنسيّة اختبارات المستحضرات السائلة من الغذاء الملكيّ في حقن صغيرة لحقنها في العضل مع الماء المالح، وقد استمرّت التّجارب عامين بمستشفى نيكر بباريس، وفي كثير من الحالات أدّت إلى الشّفاء، وبعد ذلك أُعطيَ تصريح بإنتاج مستحضر (ابيسيرم) وهو مُستَحضر من الغذاء الملكيّ.
وفي معهد فلوريدا للسّرطان يُدرَس أثر الغذاء الملكيّ على نموات الزّوائد الخبيثة.

نصائحُ خاصّةٌ للمَرضى
قبل البدء بالعلاج على الغذاء الملكيّ يجب الانتباه الى أمرين هامّين هما:
أوّلاً: من المفضّل للشّخص الذي يحتاج العلاج أنْ يبدأ بجُرعة صغيرة للتأكّد من أنّه لا يعاني من حساسيّة على الغذاء الملكيّ (مع الذِّكر أنّ الحساسية على هذا الغذاء ضئيلة).
ثانياً: إنّ الشّخص المريض يمكنه أنْ يبدأ بتناول الغذاء الملكيّ لمدة 15 يوماً وإذا شعر بتحسّن في حالته الصّحيّة، وهذا ما يحصل عامّة، يجب عليه أنْ يستمرّ في تناول هذا الغذاء لمدّة 15 أو 30 يوماً ثم أخذ فترة راحة لمدّة 15 أو 30 يوماً (دون أن يتناول خلالها الغذاء الملكيّ)، أي نفس المدّة التي تناول بها الغذاء. عزيزي المستهلك، بإمكانك تناوُل غذاء الملكات بالكميّة التي تريد لكن احرص على ألّا تتعدّى هذه الكميّة 180 غرام سنويّاً هذا عند الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضيّة.
أمّا فيما يخصّ تناوُل الغذاء الملكيّ للوقاية من الأمراض، فيُتَناوَل لفترة 15 يوماً مع أخذ راحة وتوقّف لفترة 30 يوماً قبل معاودة التّناول مرّة أُخرى. وننصح الشّخص الذي يَوَدّ تناول الغذاء الملكي للوقاية أخذ كميّة سنويّة تعادل 120 غراماً.
من المُفَضّل، تَنـــاول الغذاء الملكيّ مرّة واحدة يوميا وأفضل وقت لذلك هو صباحاً، ولا يُنصَح بتناوِله مساءً لأنّه يرفع من طاقة الجسم ممّا يسبّب الأرق وعدم النّوم.
ملاحظه: هامٌّ جدّاً تناوُل الغذاء الملكيّ بانتظام تامّ كي يعطي النّتائج المرجوّة.

كيفيةُ الحصول على الغذاء الملكيّ وإنتاجه وجمعه
لتناول هذا الغذاء طازجاً طريقتان هما:
أوّلاً: بعد أخذ الغذاء الملكيّ من الخليّة المُربيّة وتصفيتُه، يُخــلط غرام واحد منه مع نصف كلغ من العسل النّقي. يعادل هذا الخليط 20 ملعقة أكل تقريباً أي 25 غراماً لكلّ مِلعــقة، وتصبح كلّ ملعقة من العسل تحتوي على ما يعادل 50 ملّغراماً من الغذاء الملكيّ وهي الكميّة التي يَنصحُ بها الأطبّاء في الصّباح كما ذكرنا أعلاه.
ملاحظة: يجب استهلاك الكميّة المخلوطة بالكامل خلال شهرين تجنّباً لإفسادها أو تفاعلها.
ثانياً، بعد جمع الغذاء الملكيّ وتصفيته، يُجمّد على حرارة صفر ليؤخذ منه جزء صغير (مقدار حبّة حمص) من نصف غرام إلى غرام تحت اللّسان.

الكاتب يعرض الإطار أ المُثْبَت عليه أبراج الملكات البلاستيكية
الكاتب يعرض الإطار أ المُثْبَت عليه أبراج الملكات البلاستيكية

 

عمليّةُ إنتاجِ الغذاءِ الملكيّ
إنّ عمليّة إنتاج الغذاء الملكيّ تُعتــبر مرحلة من مراحل تربية الملكات بشكل صناعيّ مكثّف وتمرّ بعدّة خطوات هي:
– تحضير أدوات نقل اليرقات صغيرة السّنّ (ملعقة صغيرة خاصّة) من أقراص اليرقات إلى كؤوس بلاستيكية.
– تحضير الخلايا القويّة في إنتاج البيض الذي سيكون مصدراً لليرقات التي سنأخذها وتحضير موادّ وأدوات التّغذية المكثّفة لطوائف التّربية المختلفة إضافة لغرفة مناسبة قريبة من المنحل أو تحت شجرة على أن تكون الحرارة نحو 25 درجة مئوية ورطوبة بنسبة نحو 75 بالمئة وطاولة لتثبيت إطار الحضنة الذي سنأخذ منه اليرقات ومصدر ضوئي يسمح برؤية ما بداخل الإطار.
– اختيار الخليّة المربّية والتي يجب أن تكون قويّة وتتميّز بقدرتها على إفراز كميّة جيّدة من الغذاء الملكيّ ثم تؤخذ منها الملكة حتى تشعر عاملات الخليّة باليتم بعد مرور 8 ساعات على الأقل.
– بعد مضي 8 ساعات أو في اليوم الثّاني، نأخذ بروازاً او إطاراً من الخليّة القويّة في إنتاج البيض يحتوي على يرقات عمرها أقل من ثلاثة ايام أي ما زالت تتغذّى على الغذاء الملكيّ، تُنقَل بعض هذه اليرقات إلى البراويز المثبتة عليها الأبراج ويُنقَل هذا الإطار إلى الخليّة اليتيمة على أن تنتهي هذه العمليّة بأقلّ من 10 دقائق.
– بعد مضي 3 أيام من نقل اليرقات إلى الكوؤس، تُرفَع من الخلية المربّية ثم يتمّ رفع اليرقات عن الغذاء الملكيّ ويُجمع الغذاء بواسطة جهاز شفط خاصّ ينقله إلى زجاجة مُعَقَّمة قاتمة اللّون تتّسع لـ 100 أو 200 غرام، كي لا يتأثّر المُنْتَج بالضّوء، ويتمّ حفظه بالثلّاجة على درجة حرارة صفر. على أن يوضع للطّائفة دفعة جديدة من الإطارات التي تحوي يرقات.
إنّ عمليّة زرع اليَرقات لإنتاج الغذاء الملكيّ صعبة جدّاً ولا يقوم بها إلّا مربّو النّحل المحترفون ذوو الخبرة العالية في هذا العمل، إضافة إلى احتياجهم لبال طويل وهدوء أعصاب.

ما هي أنسب الأوقات لإنتاج الغذاء الملكيّ؟
إنّ الطّبيعة في لبنان مناسبة جدّاً لتربية الملكات اصطناعيّاً خلال ثلاثة فصول: الرّبيع والصيف والخريف لتوفّر الأزهار المتنوّعة التي تمدّ النحل بحبوب اللّقاح والذي تعتمد عليه العاملات حديثة العُمر لإفراز الغذاء الملكيّ ( العاملات التي لا تتغذّى على حبوب اللّقاح لا تفرز الغذاء الملكيّ). أمّا أنسب الأوقات لإنتاج الغذاء الملكيّ فهو فصل الرّبيع وبداية الصّيف لأنّ هذه الفترة تكون أكثر إزهاراً وحيويّة ويتكاثر فيها النّحل بشكل كبير، وهي الفترة التي يربّي فيها النّحل الملكات طبيعيّاً للتّكاثر.
كما أشرنا سابقاً فقد ازداد الاهتمام في السّنوات الأخيرة بالغذاء الملكيّ في كثير من البلاد المتقدّمة في هذا المجال وخاصّة في فرنسا وإيطاليا وأمريكا وروسيا، وأُجريَت عدّة دراسات وأبحاث عن مدى أهمِّيته بالنِّسبة للإنسان، واهتمّت وحدات البحوث ببعض الجامعات العربيّة في إجراء أبحاث عن الغذاء الملكي وطرق إنتاجه وحِفظه وتأثيره على الإنسان في مختلف أطوار حياته.
أمّا الوعي الطِّبّي الجديد الذي ظهر لدى الكثير من النّاس عن فوائد الغذاء الملكيّ، بدأ العديد من الأطبّاء يصفونه لبعض المّرضى خاصّة لعلاج نقص المناعة عن طريق استعمال الأدوية الأجنبيّة المستورَدة من فرنسا وأمريكا والتي تعتبر الغذاء الملكيّ المادة الفعّالة فيها، أو يدخل الغذاء الملكيّ كجزء رئيسيّ منها. ونظراً لنقص هذه الأدوية في السّوق، نصحَ الأطبّاء باستعمال الغذاء الملكي المُحَضّر من طوائف النّحل على أنْ يكون محفوظاً بطريقة لا تفسد خواصّه، ومن هنا بدأ مربّو النّحل في تلقِّي طلبات شراء الغذاء الملكيّ. وفي اعتقادي، إنّه لن يمرَّ وقتٌ طويل إلّا وسيصبح هذا الغذاء الأوّل في علاج جميع الأمراض التي تصيب الإنسان. بعد هذه النّهضة المُنْتَظرة قد يتزايد الطّلب على الغذاء الملكيّ ممّا يدفع مربِّي النّحل إلى تخصيص بعض المناحل لإنتاجه.

فتاتان تتوليان ترويج منتجات الغذاء الملكي الصيني في أحد المعارض الدولية
فتاتان تتوليان ترويج منتجات الغذاء الملكي الصيني في أحد المعارض الدولية

 

علاج نادر ومرتفع الثمن وصعب إيجاده

الصين تغرق العالم بالغذاء الملكي المصنّع

كيف الحصول على الغذاء الملكي الأصلي؟

يتفق معظم الناس، بمن فيهم أوساط طبية وعلمية، على أن الغذاء الملكي هو من أهم العناصر الغذائية المتوافرة على وجه الأرض، إذ عزيت إليه حالات شفاء لا تحصى قد يكون في بعضها مبالغة، لكن الناس تعطي للغذاء الملكي مكانة تعلو على كل غذاء وتسعى للحصول عليه بكل وسيلة رغم ارتفاع ثمنه. لكن الغذاء الملكي الحقيقي ليس متوافرا إلا بكميات قليلة ويعتبر إنتاجه بواسطة أساليب خاصة ومعقدة من قبل النحالين مهمة مجهدة وتتطلب وقتا، وهذا سبب ارتفاع ثمنه إذ يبلغ ثمن الغرام الواحد منه بين 5 و6 دولارات (أي أن الكيلوغرام الواحد قد يكلف 6000 دولار).
ولكن الطلب الكبير على الغذاء الملكي وارتفاع سعر الأصلي منه فتح الباب واسعا لعملية غشه أو «تصنيعه» على نطاق واسع خاصة في الصين التي باتت أكبر مٌصدِّر للغذاء الملكي في العالم، وقد أثارت الكميات الضخمة المصدرة من الصين تساؤلات من بعض خبراء النحل الذين يعتقدون أن الكثير من الغذاء الملكي في السوق مصنع في المختبرات أو المصانع وليس في خلايا النحل، بينما تعزو أوساط أخرى حجم الصادرات الصينية إلى فعالية أساليب الإنتاج، والحقيقة قد تكون في مكان ما بين الرأيين، لكن وجود الشك بصدقية منتجات الغذاء الملكي المسوقة على نطاق واسع يجب أن يدعو إلى الحيطة لأن القيمة الغذائية أو العلاجية للمنتجات المقلدة تكاد تقترب من الصفر.
وكما في حال العسل الذي بات عرضة لعمليات غش واسعة في الخليج وفي لبنان وفي الصين وغير ذلك من البلدان، فإن العامل الأهم في احتمال غش الغذاء الملكي هو (بالإضافة إلى تطور تقنيات الغش نفسها) عدم إلمام المستهلك بالمنتج وافتقاده لأي خبرة تمكنه من التمييز بين الأصلي والمقلد.
في موضوع الغذاء الملكي فإن عمليات التصنيع الأوسع نطاقا تتم (كما في العسل) في الصين، وباتت هناك تقنيات لترويج المنتجات المقلدة تسمى «غسل المنتجات» على طريقة «غسل الأموال» وهو ما يتم عن طريق تصدير المنتجات المقلّدة أولا إلى بلد أوروبي مثلا ثم إعادة تصديرها إلى الأسواق، لكن هذه المرة باعتبارها منتجا أوروبيا أو حائزا على شهادة منشأ محترمة.
إن الراغبين في شراء الغذاء الملكي لأغراض التغذية أو العلاج يجب أن ينتبهوا إلى عدم شراء المنتجات الرخيصة الثمن لأنها ليست أصلية وعلى الأرجح لا فائدة منها، كما أن شراء الغذاء الملكي الممزوج بالعسل من رفوف المحلات قد يكون هدر مال دون طائل لأن الغذاء الملكي لا يحافظ على خصائصه بعد مزجه بالعسل لأكثر من شهر واحد وربما شهرين كحد أقصى، ولا توجد وسيلة لمعرفة كم مضى على الغذاء الملكي المضاف إلى العسل قبل طرحه في السوق، كما لا توجد وسيلة للتأكد من نسبة الغذاء الملكي المضاف وجودته أو حتى إذا كان العسل يحتوي على الكمية المشار إليها في جدول مواصفات المنتج.
إن قطاف الغذاء الملكي من خلايا النحل التي خصصت لإنتاجه في حد ذاته مسألة دقيقة وتتأثر كثيرا بوقت النهار الذي يتم فيه القطاف وحرارة الجو والمدة التي يستغرقها نقل الغذاء الملكي قبل وصوله إلى البراد أو إلى الثلاجة، إذ أن تعرض الغذاء الملكي لحرارة عالية في الحقل قد يفسده تماماً ويلغى كافة خصائصه، وهناك بعد ذلك الحفظ ومدته وما قد يتعرض إليه المنتج أثناء النقل البحري أو الجوي أو على الطرق.
إن الأفضل هو شراء الغذاء الملكي من نحّال متخصص وموثوق في أساليبه وسمعته، بعد ذلك يجب وضع الغذاء الملكي فورا في غرفة التجميد (الثلاجة) داخل البراد أي في حرارة تحت الصفر. ويمكن بعدها في حال الرغبة في تناوله إخراجه من الثلاجة وتقطيعه إلى قطع صغيرة وابتلاع قطعة مع الماء أو إذابة القطعة في العسل وتناولها ممزوجة به وإعادة الباقي للحفظ مجلدا في الثلاجة.
أما في حال توفر العسل الجيد ومن مصدر موثوق فيمكن مزج الغذاء الملكي مع العسل بنسبة معينة (راجع المقال) على أن يتم حفظ المزيج في البراد واستهلاكه في غضون شهر واحد وشهرين على الأكثر وقبل أن يؤدي الزمن إلى اضمحلال الخصائص العلاجية للمنتج.
وما لم يكن هناك وسيلة للتأكد من جودة الغذاء الملكي فالنصيحة الطبيعية هي ببساطة: لا تشتريه!! واستبدل به العسل الطبيعي أو العضوي فهو أقل تكلفة وأكثر نفعا بالتأكيد من منتج مُصنَّع أو مُزيّف.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي