الأحد, أيار 5, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الأحد, أيار 5, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

الفيزياء الكونية

تَهيّبتُ كثيراً من ضخامة المهمّة التي تهدف إلى نقد النسبية العامة في عالم الفيزياء، ومن وجهة نظر الفيزياء الكمومية التي غلبت على فروع الفيزياء الحديثة ورفضها عدد كبير من أهل الفلسفة المعاصرة.

نجني اليوم ثمار مرحلة متقدّمة من البحث العلمي المتواصل الهادف إلى تحصيل المعارف وتطبيقها وإغناء التراث العلمي والفلسفي الذي يقود إلى فَهم أعمق للكون، الكتاب الضخم المفتوح والمكتوب بلغة لا يزال الإنسان المجتهد والمُنصف يسعى لفك حروفها وطلاسمها على مر العصور محاولا نمذجة صيغ للقوانين الطبيعية رياضياً طوراً، ونظرياتٍ طوراً آخر قابلة للإثبات التجريبي غالباً وذلك وصولاً للحقائق المطلقة وتفسيراتها الواضحة، وبلورة المفاهيم على ضوء العقل والتمييز بين الثابت والمتحوّل منهجاً معرفيّاً أصيلا.

إنّ أساس النظرية النسبية هو الاعتقاد بمبدأ الاستمرارية بينما اكتشفت النظرية الكمية أنَّ الأساس الطبيعي هو اللا استمرارية في كل شيء، ووفقا لهذا التباين فإنَّ المسارات المستمرة للجسيمات الكمية قد سقطت في حين حافظت النظرية النسبية على المسارات الجيوديسية المستمرة التي تحتل موقعاً هاماً في بنيتها الأساسية.

ثمة خلاف جوهري آخر، فالظاهرة المرصودة رغم كونها تبدو مختلفة حين رصدها من منظومة مرجعية لأخرى فإنها تحافظ على خصائصها وصفاتها بالنسبة لجميع الراصدين، وتعد نتائج المرصد من منظومة مرجعية لأخرى متطابقة إذا استعملت قوانين التحويل النسبية بين مختلف المراجع المعتمدة في القياس.

أمّا النظرية الكمومية فقد كشفت مبدأ اللايقين والاحتمالية وعدم إمكانية الفصل بين الراصد في مرجعه والعالم الطبيعي، مما يدل على أن الوجود الموضوعي المستقل لا مكان له في الفيزياء الكمية الحديثة.

وفي الوقت الذي وفّرت فيه النظرية النسبية في فضاء رباعي الأبعاد (3 مكان + 1 زمان) مبدأ السببية في جميع الظواهر الكونية فإنَّ النظرية الكمية قد بيّنت أن العالم الدقيق ما دون الذري لا يخضع للعلاقات السببية في فضاء ذي أبعاد لانهائية.
أما عن سرعة الضوء التي افترضت النسبية العامة ثباتها ابتداء ودون أي اثبات تجريبيّ، وعدم خضوعها للتحولات المرجعية فإن أحدث التجارب توصلت إلى القيمة 299792 كلم/ثانية، إن هذا الرقم يستحق التأمل إذا أخذ في الحسبان السرعة الخطية 230 كلم/ثانية للشمس وتوابعها من الكواكب الجارية بإتجاه كوكبة النسر الواقع حول مركز المجرة إضافة لسرعة تباعد الأجرام عن بعضها البعض في المجرة البالغة 22 كلم/ثانية نحو الخارج، وهل أن الضوء يخضع كذلك لقانون تحوّل السرعات النسبية خارقًا بذلك مسلّمة النظرية النسبية.

(22 – 230 + 299792 = 300000)

يتجلى دور العلم في دراسة الظواهر الكونية، واكتشاف قوانينها دون العروج إلى ما وراء المادة خارج الزمان والمكان. ليقدم العقل العلمي صيغا عن ادراك الواقع الطبيعي تؤكد أن بنية الكون عبارة عن تناغم بين الفوضى والنظام، وتوافق بنية الحركة والسكون، وترابط بين الزمان والمكان، والتوازن الدقيق بين الحتمية والاحتمالية، والطبيعة الموجية والجسيمية، وصراع بين اليقين واللايقين، مما يستحق التأمل والبحث والتفكير والمشاركة في معركة معرفة الحقائق الكونية المطلقة.

ان مفتاح اللعبة ونضوج الفكرة في كل حقبة يكمن في معرفة حقيقة الماضي الدالة على قوة الزمن الباقية والدافعة بالزمن المعمّر وجاذبيته الى حاضر من ذكريات الماضي السحيق نحو مستقبل واعد ما هو إلا مرآة للحاضر المختصر مع التأكيد على أنّ كل المعطيات دون استثناء تخضع للمراجعة المعرفية في العلم والمنطق والفلسفة في ميزان العقل التي لا تنتهي عند أحد مهما ارتقت أحواله وتنوّعت أعماله ولا تقر للمنطق بكماله أو الفلسفة بنكرانه.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading