لو قال لنا قائل قبل ستة أشهر لا أكثر أن نصف سكان الكرة الأرضية (3.5 مليار إنسان) سيلتزمون الحجر المنزلي، طوعاً، ومن دون أن يكون هناك حرب عالمية تجبرهم على ذلك؛ لقلنا هو يهذي.
ولو قالوا لنا أن أكثر من 500 مليون تلميذ وطالب في بلدان العام كافة سيهجرون صفوفهم وقاعات محاضراتهم وينزوون في منازلهم، وأماكن الحجر الأخرى؛
وأن الأنظمة الصحية في البلدان الأكثر تطوراً تقنياً (وبخاصة في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية) ستكون غير مستعدة بما يكفي للتعامل الناجح مع وباء يظهر دون سابق إنذار؛ وأن الناس، كل الناس، ستمتنع عن مصافحة بعضها بعضاً، بل لا تقترب من بعضها البعض؛ أو لو قالوا لنا أخيراً، وهو الأكثر مدعاة للحزن والدهشة، أن الناس لن تتمكن من دفن موتاها، وفق الطقوس التي كرّست منذ مئات السنين، وعلى النحو الذي يليق بمقام الموت؛ أو ما اصطلح على تسميته «موتٌ بلا وداع» (وهو لا يليق أبداً بوداع من نحب!!!)
لو قالوا لنا ذلك، أو بعضه، قبل بضعة أشهر فقط، فمن كان ليصدّق القائل أو القول ذاك؟
أجل، إنها الكورونا المستجدة، بل جائحة «الكورونا»: واقع أغرب من الخيال!
أجل، هذا ما فعله الفيروس غير المرئي «سارس كوفيد – 19»، بالبشر، بل في أقسام الكرة الأرضية الأكثر تمدناً وحضارة تقنية، والأوفر تمتعاً بشبكات الأمان الصحي والاجتماعي.
أين ظهر الكورونا للمرة الأولى؟
ظهر فيروس سارس كوفيد 19، (وهو العنوان العلمي للكورونا)، للمرة الأولى حين أعلنت الصين عنه في 7 كانون الثاني، 2020. ولكن السؤال:
كيف ظهر، وكيف انتشر بهذه السرعة والقوة، ناشراً الموت الجماعي (تقريبا) والدمار الاقتصادي وتداعياته الاجتماعية الكارثية.
لا جواب محدداً، متوافقاً، عليه حتى الآن. هناك روايات متناقضة، لا تتعدى كونها تكهنات، أو فرضيات، أو حتى تسريبات وبالونات اختبار متبادلة بين البلدان الغربية، وبخاصة الولايات المتحدة، والصين.
تذهب رواية الصين لظهور الفايروس أنه اكتشف في السوق الرطبة للحيوانات البرية في مدينة ووهان الصينية (11 مليون ساكن). وقد انتشر منها إلى سائر أجزاء مقاطعة هوبي (أكثر من 40 مليون ساكن)، ولكن من الانتقال – وهنا المفارقة – إلى أية مقاطعة صينية أخرى.
مقابل الرواية الصينية الرسمية، تذهب الروايات الغربية أن الفيروس لم يظهر في سوق الحيوانات البرية بل هو نتاج «تسرب خطأ من مختبر في ووهان». ويدلل أطباء غربيون متخصصون أن المرضى الأوائل الذين ثبتت إصابتهم لا صلة لهم من قريب أو بعيد بالسوق المزعوم؛ وأن السوق ربما كان المكان الذي سرّع انتشار الفيروس لا أكثر.
اتخذ الصراع بين الروايتين المتقابلتين شكل حرب سياسية واقتصادية مكشوفة، فقد انضمت دول الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة في إدانة طريقة تصرف الصين في موضوع الفايروس، سيّما لجهة إخفائها المعلومات العلمية الحساسة، والتأخير في إبلاغ العالم بحقيقة تحوله إلى وباء؛ وأخيراً في التعتيم على حجم الضحايا والخرائط العنقودية للوائح المصابين؛ وتجلى التعتيم في طرد عدد كبير من الصحافيين الأجانب من منطقة ووهان.
تقول مصادر طبية غربية ذات اختصاص دقيق (بروفسور لوك مونتانييه، وآخرون) أن الكورونا ناجم على الأرجح عن حادث غير إرادي وقع في أحد مختبرات الأوبئة الخطرة الموجودة في ووهان. وبرأي باحث فرنسي كبير: «يكفي أ، يوقع باحث زجاجة…فيصاب الباحث دون أن يدرك ذلك…. وفي نهاية النهار ينقل العدوى إلى عائلته بكاملها وجميع من التقى بهم.»
في أخر المعطيات حول الموضوع، إعلان منظمة الصحة العالمية (WHO)، أن لا دليل على صحة الزعم أن فيروس سارس كوفيد 19 هو من تخليق مختبر، بل كل الأدلة تشير إلى انتقاله من حيوان، وفق الرواية الصينية، والحرب المفتوحة هذه لا تزال في بدايتها.
بمعزل عن الروايتين، ولن ينتهي سريعاً الصراع بينهما، ستبقى الإجابة العلمية الموضوعية على الأسئلة أعلاه مفتوحة إلى أن تتمكن الأبحاث، حسب قول الاختصاصيين، من تحديد «المريض صفر»، الذي يسمح بمعرفة ما حدث أولاً. لكن الأبحاث مع الأسف تدور كما يبدو حتى الآن في حلقة مفرغة، فكم من عقار يصفّق له صباحاً، ثم يتبيّن مساء، أن لا جدوى منه؛ علماً أن البلدان الكبرى، وشركان صنع الأدوية باتت تصرف بسخاء غير مسبوق للمختبرات ومراكز الأبحاث يحدوها أمل العثور بسرعة على أدوية تحول دون المزيد من الانتشار للوباء، ولقاحات تحول مستقبلاً دون التعرّض له.
ما حدث لاحقاً؟ إذا كان من الصعوبة بمكان تعيين ما حدث أولاً، فإن ما حدث لاحقاً كان صادعاً، صادحاً، صادماً، وعلى نحو لم يكن له مثيل منذ انتشار الأنفلونزا الإسبانية بين 1918 و1920، أي بعيد انتهاء الحرب العالمية الأولى.
نبدأ بالخسائر البشرية: في 5 أيار، 2020 أي بعد ثلاثة أشهر من الإعلان عن الفايروس، كانت أرقام الخسائر البشرية كما يلي:
أكثر من 3.500.000 إصابة، والوفيات الناجمة عن الفايروس تجاوزت 300 ألف وفاة، (ثلثاها في بلدان أوروبا الغربية، وأعلاها في الولايات المتحد الأميركية)، مع تسجيل 738.274 حالة شفاء – مع العلم، ووفق المصادر الموثوقة أن أرقام الإصابات المعلنة هي دون الأرقام الحقيقية (وفي أواخر أيار، بلغ رقم الاصابات ستة ملايين).
في الخسائر المادية المباشرة: تدمير قطاعات اقتصادية بنسبة عالية جداً، قطاع السياحة (بنسبة 80%) قطاع المواصلات الجوية (بنسبة 70%) – خسائر قطاع الطيران حتى 23 نيسان بلغت 314 بليون دولار. وأصاب الإغلاق الذي لجأت إليه معظم الدول قطاع الأعمال الحرة، الصغيرة والمتوسطة والعاملين فيه على الخصوص بخصوص كارثية، ما اضطر الدول الكبرى المقتدرة أن تريليونات من الدولار واليورو والين وغيرها لحماية أصحاب الأعمال الصغيرة والعاملين فيها من المجاعة.
في الخسائر الاقتصادية غير المباشرة: توقف النمو ودخل في النمو السلبي (حتى 10% أحيانا). انهارت أسعار الأسهم في سائر بورصات العالم بما يقرب 30% حتى الآن ما تسبب بانهيارات وإفلاسات، ومع الإفلاسات وتوقف النمو، فقد أكثر من 250 مليون عامل أعمالهم، واحتاجوا بالتالي إلى نفقات إغاثة سريعة. وانهارت أسعار منتجات صناعة النفط في البورصات العالمية، إذ هوى سعر نفط فوريد الأمريكي يوم «الإثنين الأسود»، 20 نيسان 2020، إلى سالب 38، أي أن المنتج يدفع للمشتري مقابل استلامه لشحنات لا يمكن للأول تخزينها. تداعيات هذا الانهيار غير المسبوق آخذة في التدحرج وستظهر أكثر في الأيام القليلة القادمة، وأولها لإلاسات بغير عدد وصرف للعمال وتوقف الاستثمارات. ويشير المحللون أن حالة الإغلاق العالمية التي تسبب بها فيروس الكورونا في الدول الصناعية الرئيسية هي سبب رئيسي في تهاوي أسعار نفط إلى أدنى سعر له في التاريخ.
من التداعيات الاقتصادية أيضاً تراجع الدخل بنسبة12%، على الأقل، حيث جرى ضخ أكثر من 7 ترليون دولار في الأسواق لاستيعاب انتشار الوباء باعتبارها خسائر مباشرة.
وفي إجمالي التداعيات الاقتصادية والمالية، هناك ما يشبه الإجماع على أن منظومة العولمة التي جرى بناؤها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ونهاية الحرب الباردة تتعرض لامتحان شديد الصعوبة.
الإغلاق داخلياً، والعزلة بين الدول، هما ربما أخطر نتائج انتشار وباء الكورونا، والنتائج السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وربما النفسية المترتبة عليهما، ستظهر تباعاً، فالبلدان ال 210 التي طالتها الكورونا بدأت تختبر أوضاعاً سياسية جديدة لم تألفها من قبل، مثل الإغلاق، وإعلان حال الطوارئ، ومنع التجول، وأوضاعاً أخرى متصلة بالعلاقات بين الدول على مستوى الكوكب؛ فللمرة الأول تقفل بوابات الحدود بين دول العالم قاطبة، وتلك تجربة جديدة في العزلة التي لن تمّحي آثارها في القريب. فدول تنضوي في تشكيل سياسي واحد مثل الاتحاد الأوروبي أخفقت في الاستجابة لطلبات المساعدة التي وردتها من دول أخرى في الاتحاد (كحال إيطاليا مثلاً)، ما يرسم علامات استفهام حول طبيعة التطورات في الفترة القادمة. ووفق محللين محايدين، فقد عجّل وباء الكورونا بدخول العولمة في حالة أزمة كبرى، وما من محلل يستطيع التنبؤ بما تحمله الأسابيع والأشهر المقبلة.
هل من إيجابيات تطفو من بين الركام؟ البشر قادرون بالطبع على استخلاص ما هو حي في كل ما يموت، وما هو باق في كل ما يزول؛ فالبشرية المزوّدة بطاقة الحياة والتجدد ستخلص ما يفيدها من كل ذلك – كما فعلت الطبيعة التي برئت في ثلاثة أشهر لا أكثر من نسبة كبيرة من حالات التلوّث بالانبعاثات الصناعية والبشرية، وبخاصة Nitrogen Dioxide.
باختصار ما بعد كورونا ليس كما قبله. ومن دون افتئات على مجهودات العلماء والباحثين والأطباء، فإن الدرس الذي على كل شفة ولسان، بل الدرسان الأكثر أهمية هما:
الأول، أن الإنسان، بأبعاده الصحية والنفسية والاجتماعية، لم يكن في السبعين سنة السابقة (أي ما بعد الحرب العالمية الثانية وطفرة التكنولوجيا فيها) موضع اهتمامي حقيقي عند الأنظمة والشركات المنتجة لمدنيتنا المادية الراهنة، وعليه، لا قيمة لعلم، وتكنولوجيا، وأنظمة متقدمة، إن لم تكن في صالح الإنسان، بتعريفه المتكامل لا في جانبه المادي فقط،
والثاني، أن الطبيعة (ومعها البيئة) تعرضت في الفترة السابقة (وكانت تعرّضت قبل ذلك أي منذ القرن التاسع عشر للتدمير الاستعماري والتكنولوجي لثروات العالم (لعالم الشمال أولاً، ثم لعالم الجنوب)، فكان طبيعياً، وباختصار، أن تختل التوازنات الطبيعية المؤسسة لانتظام الحياة والطبيعة …. فكان ما كان.
عسى يكون الدرس عميقاً، مستداماً، ولا تغفله البشرية سريعاً بعد تجاوزها للأزمة الحالية – ونحن على ثقة أنها ستتجاوزها – فتكون عرضة بعد حين ومن جديد لجائحة جديدة.
تحتاج البشرية، في مدنيتها الراهنة، أن تدرك أن الإنسان ليس معدة ومحفظة نقدية فقط، وأن الإنسانية ليست أرقاماً وسلعاً وبضائع (لا يحتاج الإنسان لغالبها)، وتحتاج أخيراً أن تبحث إذا أرادت من مستقبل للجنس البشري عمّا هو حقيقي ودائم وجميل في الإنسان، لا ما هو وهمي وسطحي وزائل. وحين تختار البشرية هذه المبادئ والمعايير، فالله والدين والأخلاق ستكون في صف هذه الإنسانية وخير معين لها.
وفي ما يلي بعض المعطيات الطبيّة الأساسية المتصلة بوباء كورونا المستجد، لجهة تركيبته وطرق الوقاية الأساسية منه من اعداد مسؤول الفقرة الطبية في «الضّحى» الدكتور نزيه أبو شاهين.
ما هو نوعُ الفَيْروس الجديد وما خطورتُه؟
ويتَّضح الآن وفقاً لأحدث المعلومات أنه يوجد على الأقل شكل من أشكال انتقال المرض بين البشر. ولكن لا يتضح إلى أي مدى. وتعزِّز هذه المعلومات حالات العدوى بين العاملين في مجال الرّعاية الصحية وبين أفراد الأسرة. كما تتَّسق هذه مع التجارب على الأمراض التنفسية الأخرى، لاسيّما مع الغاشيات الأخرى لفيروس كورونا.
ووفقا لما أوضحه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية فإنَّ هذه طارئة صحية في الصين، ولكنها لم تصبح طارئة صحية عامة بعد، ومن المُحتمل أن تصبح طارئة عالمية. وتقييم المنظمة للمخاطر هو أنّ الغاشية تمثل خطراً بالغ الشدّة في الصين، وخطراً شديداً على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
إنَّ هذا الفيروس قد يسبب أعراضاً خفيفة وتشبه الإنفلونزا، كما قد يسبب مرضاً وخيماً. وبينما قد يظهر مرض خفيف في البداية، قد يتطوّر إلى مرض أكثر وخامة، ويبدو أنّ الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضيّة مزمنة قائمة أكثر عرضةً للإصابة بمرض أشد وخامة كما يبدو أنّ المسنِّين أكثر استعداداً للإصابة بمرض وخيم.
ماذا توصي به المنظّمة؟
تشمل توصيات منظمة الصحة العالمية على:
– غسل اليدين بالصابون والماء أو فرك اليدين بمطهّر كحولي، – تغطية الفم والأنف بقناع طبّي أو منديل أو الأكمام أو ثني الكوع عند السّعال أو العطس.
– تجنّب ملامسة أي شخص مُصاب بأعراض زكام أو تشبه الإنفلونزا بدون وقاية، والتماس الرّعاية الطبّية في حال الإصابة بحمَّى وسعال وصعوبة في التنفس.
– عند زيارة الأسواق المفتوحة، وتجنب الملامسة المباشرة دون وقاية للحيوانات الحيّة والأسطح التي تلامسها الحيوانات.
– طهي الطعام جيدا، وبالأخص اللحوم.
هل يوجد علاج؟
لا يوجد أي علاج مُحدّد لهذا النوع من فيروس كورونا المُستجد. ويعتمد العلاج على الأعراض السريريّة، وتوجد علاجات قيد الاستقصاء، من خلال تجارب عن طريق الملاحظة وتجارب سريرية يخضع لها المرضى المصابون بفيروس كورونا المسبّب لمُتلازمة الشرق الاوسط التنفسيّة.
حتى الآن لا توجد علاجات فعّالة تمّت الموافقة عليها من قبل منظمة الصحة العالمية لهذا النوع من فيروس كورونا المستجد ويعتمد العلاج على الأعراض السريريّة.
يمكن أن يُصاب الأشخاص من جميع الأعمار بفيروس كورونا المستجد – ٢٠١٩. ويبدو أنّ كبار السن والأشخاص المصابين بحالات مرَضية سابقة الوجود (مثل الرّبو، وداء السّكري، وأمراض القلب) هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض وخيم في حال العدوى بالفيروس.
لن يقضي رشُّ الجسم بالكحول أو الكلور على الفيروسات التي دخلت جسمك بالفعل، بل سيكون ضاراً بالملابس أو الأغشية المخاطية (أي العينين والفم). ومع ذلك، قد يكون الكحول والكلور مفيدين في تعقيم الأسطح، ولكن ينبغي استخدامهما وفقاً للتوصيات الملائمة.
لا تقضي المضادات الحيوية على الفيروسات، بل تقضي على الجراثيم فقط. يعد فيروس كورونا المستجد-٢٠١٩ من الفيروسات، لذلك يجب عدم استخدام المضادّات الحيوية في الوقاية منه أو علاجه. ومع ذلك، إذا تم إدخالك المستشفى بسبب فيروس كورونا المستجد – ٢٠١٩، فقد تحصل على المضادات الحيويّة لاحتمال إصابتك بعدوى جرثوميّة مصاحبة.
لا توجد أيّة بينة على أنّ استخدام غسول الفم يقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد. هناك بعض العلامات التجارية لغسول الفم قد تقضي على جراثيم معينة لبضع دقائق في اللعاب الموجود في الفم. لكن لا يعني ذلك أنّها تقي من العدوى بـ فيروس كورونا المستجد – ٢٠١٩ .
لا توجد أيّة بيّنة على أنَّ غسل الأنف بانتظام بمحلول ملحي يقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد. ولكن توجد بيّنات محدودة على أنّ اغسل الأنف بانتظام بمحلول ملحي يساعد في الشفاء من الزّكام بسرعة أكبر. ومع ذلك، لم يثبت أنَّ غسل الأنف بانتظام يقي من الأمراض التنفسية.
لا يعرّض استلام الطرود من الصين الناس إلى خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد. ونعلم، من تحليل أجريناه مسبقاً، أنّ فيروسات كورونا لا تعيش لفترة طويلة على الأشياء، مثل الرسائل أو الطرود.
تُعَدُّ الماسحات الحرارية فعّالة في الكشف عن الأشخاص المصابين بحمّى (أي الذين ترتفع حرارتهم عن المعدل الطبيعي لدرجة حرارة الجسم) من جرّاء العدوى بفيروس كورونا المستجد – ٢٠١٩. ومع ذلك، لا يمكنها الكشف عن الأشخاص المصابين بالعدوى، ولم تظهر عليهم أعراض الحمّى بعد. ويعود السبب في ذلك إلى أنَّ العدوى تستغرق يومين إلى ١٠ أيام حتى تظهر أعراض المرض والحمّى على الأشخاص المصابين.
لا توفّر اللقاحات المضادة للالتهاب الرِّئوي، مثل لقاح المكوّرات الرئوية ولقاح المستدمية النزلية من النمط «ب»، للوقاية من فيروس كورونا المستجد. هذا الفيروس جديد تماماً ومختلف، ويحتاج إلى لقاح خاص به. ويعمل الباحثون على تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد – ٢٠١٩. ورغم أنّ هذه اللقاحات غير فعّالة ضد فيروس كورونا المُستجد، يُوصى بشدّة للحصول على التطعيم ضد الأمراض التنفسيّة لحماية صحتكم.
[Best_Wordpress_Gallery id=”27″ gal_title=”Covid-19″]
عواملُ الخَطر للموت من COVID-19 المحدّدة في مرضى مدينة ووهان.
ريكي لِوِيس، دكتوراه، 9 مارس 2020
المرضى الذين لم ينجَوا من دخول المستشفى بسبب 19- COVID في ووهان كانوا أكثر عرضة لأن يكونوا أكبر سناً، لديهم أمراض مصاحبة ومرتفعة D-dimer، وفقاً لأول دراسة لفحص عوامل الخطر المرتبطة بالوفاة بين البالغين الذين أُدخلوا المستشفى مع 19- COVID. وقال المؤلّف المشارك زيبو ليو في بيان صحفي «كبار السن الذين تظهر عليهم علامات تعفُّن الدم عند الدخول والأمراض الكامنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والاستخدام المطول للتهوية غير الموسعة (دعم التنفس الصناعي دون استخدام مجرى الهواء الاصطناعي – أنبوب القصبة الهوائية) عوامل مهمة في وفاة هؤلاء المرضى. كان تخثّر الدم غير الطبيعي جزءًا من الصورة السريرية أيضًا.»
أجرى فاي زهو،MD ، من الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية ، وزملاؤه دراسة جماعية بأثر رجعي، متعددة المراكز، شملت 191 مريضاً، خرج 137 منهم وتوفِّي 54 منهم في المستشفى.
شملت الدراسة، التي نُشرت على الإنترنت اليوم في The Lancet ، جميع المرضى البالغين الذين يعانون من 19- COVID المؤكّد مختبريًّا من مستشفى Jinyintan ومستشفى ووهان الرئوي الذين خرجوا أو توفُّوا بحلول 31 يناير من هذا العام. تم نقل المرضى المصابين بأمراض شديدة في المقاطعة إلى هذه المستشفيات حتى 1 فبراير.
قارن الباحثون البيانات الديموغرافية والسريرية والعلاجية والمخبرية من السجلات الطبية الإلكترونية بين الناجين وأولئك الذين استسلموا للمرض. اختبر التحليل أيضًا عيِّنات متسلسلة من الحمض النووي الريبي الفيروسي.
وعمومًا، كان 91 (48 ٪) من أصل 191 من مرضى الاعتلال المشترك. الأكثر شيوعًا كان ارتفاع ضغط الدم (30 ٪)، تليها مرض السكري (19 ٪) ومرض القلب التاجي (8%).
زادت احتمالات الوفاة في المستشفى مع تقدم العمر (نسبة الأرجحية 1.10، فاصل الثقة 95٪ [CI]، 1.03 – 1.17، الزيادة السنوية في العمر)، درجة تقييم فشل الأعضاء المتسلسل (SOFA) الأعلى (5.65, 2.61 – 12.23; P < .0001)، ومستوى D-dimer يتجاوز 1 ميكروغرام / لتر عند القبول.
كان يطلق على SOFA سابقًا «درجة تقييم فشل الأعضاء المتعلّقة بالإنتان» ويقيّم معدل فشل الأعضاء في وحدات العناية المركّزة. يشير ارتفاع D-dimer إلى زيادة خطر تجلّط الدم غير الطبيعي، مثل تجلط الأوردة العميقة.
كان لدى غير الناجين مقارنة بالناجين ترددات أعلى من الفشل التنفسي (98 ٪ مقابل 36 ٪)، وتعفّن الدم (100 ٪، 42 ٪)، والتهابات ثانوية (50 ٪ مقابل 1٪).
كان متوسط عمر الناجين 52 عامًا مقارنة ب 69 عامًا للوفاة. واستدل ليو بضعف الجهاز المناعي وزيادة الالتهابات، ممّا يؤدي إلى إتلاف الأعضاء وأيضًا يشجّع على التكاثر الفيروسي، كتفسير لتأثير العمر.
من وقت ظهور الأعراض الأوَّلية، كان متوسط وقت الخروج من المستشفى 22 يومًا. وكان متوسط الوقت حتى الموت 18.5 يومًا.
استمرّت الحمّى لمدة 12 يومًا بين جميع المرضى، واستمرّ السعال لمدة 19 يومًا؛ 45 ٪ من الناجين كانوا لا يزالون يسعلون عند الخروج. في الناجين، تحسّن ضيق التنفس بعد 13 يومًا، لكنّه استمر حتى الموت في الآخرين.
استمر سفك الفيروس لمدة متوسطة تبلغ 20 يومًا لدى الناجين، تتراوح من 8 إلى 37 عامًا. كان الفيروس (السارس – كوفيد – 2) قابلاً للاكتشاف في غير الناجين حتى الموت. العلاج المضاد للفيروسات لم يحِدَّ من سفك الفيروس.
لكن بيانات سفك الفيروس تأتي مع تحذير. «إنّ سفك الفيروس الممتد الذي لوحظ في دراستنا له آثار مهمة على توجيه القرارات حول احتياطات العزل والعلاج المضاد للفيروسات في المرضى الذين يعانون من عدوى 19- COVID المؤكدة. ومع ذلك، نحن بحاجة إلى أن نكون واضحين أنَّ وقت سفك الفيروس لا ينبغي الخلط بينه وبين العزلة الذاتية الأخرى للأشخاص الذين ربما تعرّضوا لـ 19- COVID ولكن ليس لديهم أعراض، لأن هذا التوجيه يعتمد على وقت حضانة الفيروس»، كما أوضح بن كاو مؤلف مشارك أساسي.
«يمكن للشيخوخة، ومستويات D-dimer المرتفعة ، ودرجة SOFA العالية أن تساعد الأطباء في التعرف في مرحلة مبكرة على هؤلاء المرضى الذين يعانون من 19- COVID والذين لديهم تشخيص سيِّئ. يوفر سقوط الفيروس لفترات طويلة الأساس المنطقي لاستراتيجية عزل المرضى المصابين والوصول إلى المستوى الأمثل من التدخّلات المضادة للفيروسات في المستقبل»، كما استنتج الباحثون.
يتمثّل أحد القيود في تفسير نتائج الدراسة في أنّ المرضى في المستشفيات لا يمثّلون جميع السكان المصابين. يحذر الباحثون من أنّ «عدد الوفيات لا يعكس الوفيات الحقيقية لـ 19- COVID كما لاحظوا أنّه لم يكن لديهم ما يكفي من المواد الوراثية لتقييم دقيق لسقوط الفيروس».
مع العلم أن دفق المعلومات المتعلقة بهذا الوباء لا يتوقف، وكذلك جهود العلماء والباحثين على مستوى الكوكب. وبخاصة في مختبرات البلدان المتقدّمة علمياً وطبياً. ويأمل الجميع أن يتمكنوا قبل نهاية العام 2020 من إيجاد لقاح مضاد للكورونا، والعمل جارٍ على انتاج عقاقير وبروتوكولات جديدة في معالجة الوباء.
إطلاق ابتكار جديد لمنصات فحص الكورونا من بيصور من قبل الاخوين باسل ونزار ملاعب:
لقد تم إطلاق أول منصة لأخد عينات الكورونا كوفيد 19 في لبنان المجهزة بميزات الأمان والحماية المدمجة للعاملين الصحيين الذين سيحصلون على عينات الكورونا عبر المسحة الانفية من الاشخاص المشتبه بهم. هذه الطريقة المبتكرة تمنع التفاعل المباشر بين العامل الصحي الذي سوف يقوم باخذ المسحة الأنفية والمريض الذي سيخضع للفحص. ومن مميزات هذه المنصة انها تساهم بتقليل وقت الانتظار للاشخاص المشتبه بهم وتقلل من الإزدحام في أماكن الانتظار ومداخل المستشفيات والعيادات. اضافة الى ذلك، فإن هذه المنصة يمكن ان تقام بسهولة في أي موقع مخصص لفحص الكورونا مثل المستشفيات الحكومية والخاصة، مراكز العلاج، وكذلك في المطار.
تم اعتماد هذه المنصات على المستوى الدولي في العديد من البلدان بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية وكوريا الجنوبية بما انها فعّالة من جهة توفير الموارد (المعدات الوقائية بالأخص) وضمان سلامة العاملين الصحيين ورفع فعالية فحوصات الكورونا.
صمّم هذا المنتج المبتكر وطوّر من قبل خبراء في مكافحة العدوى والبناء الجاهز للمساهمة في خدمة الجهود الرامية لمواجهة جائحة الكوفيد-19 وهو منتج لبناني فريد من نوعه.
تم عرض هذا الابتكار على وزارة الصحة العامة بالإضافة إلى المستشفيات الحكومية والخاصة الأخرى وتم تقديم منصة لمستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت واعتماده في عدة مستشفيات اخرى.
ان منصة فحص الكوفيد 19هي عبارة عن غرفة مع حاجب شفاف وفتحات لليدين مع قفازات خاصة تمكن العامل الصحي من اجراء فحص الكوفيد 19 بطريقة سهلة بدون التعرض للعدوى من المريض وقد وضعنا تصميمين مختلفين يعتمدان على طريقة الاستعمال ومضاف اليهما آليات مبتكرة للقيام بالتطهير
الذاتي للاسطح ولضمان حماية العامليين الصحيين:
1- التصميم الاول: حيث يكون العامل الصحي داخل المنصة والمريض خارجها وهذا التصميم مخصص للاماكن الجيدة التهوئة على مداخل غرف الطوارىء الخاصة بمرضى الكورونا ومراكز الفحص ويمكن استعمالها بالمطارات او نقاط الحدود البرية او البحرية
2- التصميم الثاني: حيث يكون العامل الصحي خارج المنصة والمريض داخلها وهذا التصميم مخصص للاماكن المغلقة داخل غرف الطوارىء الخاصة بمرضى الكورونا داخل المستشفيات ومراكز الفحص ومزود بنظام تهوئة خاص يتضمن الهيبا فلتر والضغط السلبي (HEPA Filter & Negative Pressure )
ما هي اهمية منصة فحص الكوفيد 19؟
– تساهم المنصة بتقليل استعمال معدات الوقاية الشخصية وخاصة الكمامة التنفسية العالية الكفاءة N95 التي تواجه نقصا» حادا بتوافرها محليا» وعالميا»
– هذه الطريقة تمنع الاتصال المباشر بين العامل الصحي الذي سوف يقوم باخذ العينة والشخص الذي يخضع للفحص
– هذه المنصة تساهم باخذ العينات بطريقة جدا آمنة وسريعة
– المنصة تقلل من مدة انتظار المرضى/الاشخاص في صالات الانتظار ومداخل المستشفيات ومراكز الفحص
– يمكن لهذه المنصة ان تقام باي مكان داخل او خارج المستشفيات الحكومية او الخاصة او مراكز الفحص المعتمدة.
مستشفى عين وزين يعلن إطلاق سلسلة خدمات للتصدي لوباء كورونا
عن الأنباء | 21 نيسان 2020
انطلاقاً من رسالة المؤسسة الصحية في عين وزين، الطبية والإنسانية والاجتماعية، الهادفة إلى تقديم الخدمات النوعية لأوسع شريحة ممكنة من أهلها ومجتمعها، وتأكيداً على دورها في المجتمع، ونظراً للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد فيما خصّ تفشي فيروس كورونا المستجد 19- COVID،
واستناداً إلى الكشف الميداني من قبل أطباء أخصائيين في الأمراض الجرثومية والمعدية وتدقيق من قبل وزارة الصحّة العامّة ومنظمة الصحة العالمية،
وبناءً على التعميم الصادر عن وزارة الصحة العامة بتاريخ 01/4/2020 المتضمن لائحة المستشفيات المؤهلة لإجراء فحص الكورونا المستجدة بطريقة الـ RT-PCR، ومن ضمنها عين وزين مديكال فيليدج، أعلنت المؤسسة الصحيّة للطائفة الدرزية عن استكمالها للتحضيرات اللازمة للتصدي لوباء كورونا المستجد 19- COVID استناداً إلى المعايير المطلوبة من قبل وزارة الصحّة العامةّ ومنظمة الصحّة العالمية.
وذكر بيان المؤسسة ان هذه التحضيرات تشمل عدّة وحدات وخدمات سوف يُعلن عنها تباعاً وفقاً للحاجة، وذلك بهدف تقييم وتشخيص وعلاج المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد.
[Best_Wordpress_Gallery id=”29″ gal_title=”Cavid-19 Ain Wazein”]
ويضم هذا المشروع المتكامل ما يلي:
1) استحداث وحدة تقييم ومعالجة الأمراض الوبائية ضمن هيكلية قسم العناية الفائقة العامة والأمراض الصدرية: تقع الوحدة في مبنى منفصل عن باقي مباني المؤسسة، ولها مدخلها الخاص وهي تتألّف من 10 أسرة في مرحلة أولى، وسوف يتم العمل على زيادة عدد الأسرة وفق الحاجة لتصل إلى 44 سرير.
تستقبل الوحدة حالات الكورونا المشتبه بها، والحالات المؤكدة والحالات التي بحاجة إلى عناية فائقة.
وبهدف تأمين شمولية الخدمات، تضم الوحدة غرفة مخصصة للعناية الفائقة وغرفة مجهزة للعمليات الطارئة ولحالات الولادة الطبيعية والقيصرية.
يتألف فريق عمل الوحدة من أطباء أخصائيين في العناية الفائقة والأمراض الصدرية والأمراض المعدية بالإضافة إلى أطباء مقيمين من الجامعة اللبنانية ومن ممرضين وممرضات متخصصين ومتدربين في هذا المجال، كما يستعين فريق عمل الوحدة بالأطبّاء الأخصائيين وفق الحاجة.
يتم استقبال المريض في غرفة مجهزة بمعايير الوقاية والسلامة العامة لجميع المرضى والعاملين في الوحدة، ويتم تقييم وضعه الصحي من قبل طبيب الوحدة بالتنسيق مع طبيب الأمراض المعدية وأخذ القرار المناسب بشأن إجراء الفحص المخبري المطلوب وفق معايير وزارة الصحة العامّة كما وأخذ القرار المناسب بشأن إدخال المريض إلى الوحدة استناداً إلى وضعه الصحي أو بمتابعته في إطار الحجر المنزلي.
تعتمد قرارات وزارة الصحة العامة وتعرفات الجهات الضامنة الرسمية والخاصة المتعاقدة مع المؤسسة في عمل هذه الوحدة.
2) فحص 2-SARS-Cov لتشخيص فيروس كورونا المستجد بتقنية الـ RT-PCR: يتم إجراء الفحص بإشراف فريق طبي وتقني متخصص، علماً أنه تم الحصول على ترخيص رسمي من قبل وزارة الصحة العامة لإجراء هذا الفحص.
3) فحص 2-SARS-Cov لتشخيص فيروس كورونا المستجد بتقنية الـ RT-PCR على أساس خارجي من السيارة: Drive Thru حيث يتم إجراء الفحص للمرضى استناداً إلى رغبة شخصية أو بطلب من طبيب وفق معايير الشك المتوفرة، وبعد إجراء تقييم أوّلي بين المريض والخط الساخن لتنسيق موعد لإجراء الفحص بين الساعة 9:00 صباحاً و11:00 قبل الظهر باستثناء أيام الآحاد.
4) وضع خط ساخن يحمل الرقم 76647161 بتصرف المواطنين والمرضى الراغبين بالحصول على إرشادات أو توجيهات أو بإجراء الفحص الخاص بالفيروس أو في حال الشّعور بعوارض مرضية. وتكون خدمة الخط الساخن على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع وتحت إشراف طاقم تمريضي مجاز.
5) تجهيز مراكز للحجر الصحي بطريقة علمية وآمنة للمرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد 19- COVID الذين يتعذّر عليهم الالتزام بمعايير العزل المطلوبة لأسباب لوجستية، في كل من فندق ساري بالاس (30 سرير) في بلدة عين وزين، فندق سبأ (50 سرير، بالتعاون مع مستشفى الجبل) في بحمدون، ومركز ملتقى النهرين (75 سرير)، حيث سيكون للمؤسسة مهمّة الإشراف والرعاية والعناية الطبيّة بالمرضى المصابين بالإضافة إلى إدارة الشؤون اللوجستية والخدماتية المطلوبة.
6) تجهيز مبنى خاص لسكن الطاقم الطبي والتمريضي العامل في وحدة تقييم وعلاج الأمراض الوبائية مقدّم من قبل الجامعة اللبنانية-كليّة الصحة العامّة- الفرع السادس في عين وزين.
وتماشياً مع سياسة وزارة الصحّة العامّة الهادفة إلى زيادة عدد فحوصات الـ 2-SARS-Cov لتشخيص فيروس كورونا المستجد بتقنية الـ RT-PCR، تعلن عين وزين مديكال فيليدج، ابتداء من21/04/2020، عن:
– تفعيل خدمة الخط الساخن الخاص بوباء كورونا على الرقم 76647161.
– إطلاق العمل بالفحص المخبري 2-SARS-Cov للمرضى المشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
– إطلاق العمل بالفحص المخبري 2-SARS-Cov للمرضى الراغبين بإجرائه على أساس خارجي وفق الخدمة المقدّمة من السيارة (Drive Thru) بين الساعة 9:00 صباحاً و11:00 قبل الظهر باستثناء أيام الآحاد استناداً إلى موعد مسبق يتم تحديده عبر الخط الساخن.
أمّا بالنسبة لوحدة تقييم ومعالجة الأمراض الوبائية، فسوف يتم الإعلان عن بدء العمل بها في حينه، عسى أن تحمل الأيام القادمة أخباراً سارةً تحول دون الحاجة إلى افتتاحها. وشدد بيان المؤسسة على ان هذا العمل الذي تقوم عين وزين مديكال فيليدج بإطلاقه، أُنجز بواسطة الدعم المالي والمعنوي والمتابعة الحثيثة من قبل معالي الأستاذ وليد جنبلاط الذي تُوجّه إليه المؤسسة أسمى آيات الشكر والتقدير، والشكر أيضاً موصول إلى كل من ساهم في دعم المؤسسة في هذه الظروف الاستثنائية.
جديد مفاجآت بيصور الخيرية: إنشاء فرن “للخبز المدعوم” وتحية الى بلدة البنيه.
عن القناة 23 | 2 أيار 2020
ما إن أطلت جائحة كورونا على العالم حتى استنفرت قواها وأفكارها الخلّاقة في تقديم الحلول، وبالطبع ما يترافق مع انتشار الوباء من أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة. يهب شبانها الى الابتكار وإيجاد الحلول: جاد، فراس ورائد وصحبهم يبتكرون غرف التعقيم على مداخل المؤسسات، نزار وباسل يبتكرون غرفة فحص المصابين لحماية الفرق الطبية، في حين يعكف الاستاذ صلاح على ابتكار تطبيق لمساعدة فرق الاغاثة وتقديم المساعدات للمحتاجين على كل المستويات، في حين أن «خلية الأزمة» تضم الى جانب البلدية أكثر من 60 متطوعاً لمواجهة ومعالجة انتشار الوباء. بينما تطوع مجموعات لزراعة الأراضي واستصلاح ما يمكن تحت عنوان الأمن الغذائي بالحد الأدنى.
واليوم درّة التاج في العمل الخيري إقامة فرن للخبز من قبل مجموعة منهم. ما هي قصة الفرن؟.
منذ فترة وضعت مجموعة من الشبان خطة لإنشاء فرن يؤمن القوت اليومي للبلدة والمنطقة، وكان السعي ينصب على إغلاق هذه الثغرة الخطيرة في مواجهة الأزمات، رغم صعوبة الأمر والتكلفة العالية لمثل هذه الفكرة، ولكن من يعمل بإخلاص لا تُغلق الأبواب بوجهه، بل كانت «الأمور ميسرة بشكل يفوق التصور».
التكلفة عاليه جداً… ما العمل؟ بدأت الأفكار تدور والهواتف شغالة بالتواصل مع مرجعيات وأصحاب اختصاص وأهل الخير، وكانت العروض سخية ولكنها لم تصل الى المبلغ المطلوب والذي يفوق الـ 150 ألف دولار أميركي، الاستيراد من الخارج صعب وأزمة سيولة تضرب كل القطاعات.
منذ أيام يصل اتصال من المغترب اللبناني ريان وهبه، ابن بلدة البنيه جارة بيصور، ويقول وهبه «لدي فرن جاهز ولن أقبل الا أن أتبرع به لمشروعكم، فقط نسقوا مع بلدية البنيه وهو من الآن بمتناول تطوعكم».
بمشهد مسرحي رائع وصل الليلة الفرن الى المكان المخصص له في بيصور، يجتمع عدد كبير من الأهالي بحركة احتفالية وبهمة تطوعية تقرر أن يبدأ العمل به قريباً وتوزيع الخبز المدعوم على كل قرى الشحار الغربي ومجدليا وكيفون وعيناب وشملان ورمحالا ودفون وسوق الغرب …، وبإشراف بلدية بيصور ولجنة متخصصة تحاول مأسسة المشروع للاستمرارية وعدم توقفه.
هكذا تحولت الأزمة الى فرصة في بيصور، وترفض البلدية بشخص رئيسها نديم ملاعب والأعضاء، وكذلك الأحزاب والفاعليات، الا ان تضع هذا العمل في خانة الانجاز المتواضع من أجل مواجهة خطر الحاجة، والجميع يقول: ممنوع أن يحتاج أي مواطن أو مقيم في هذه المنطقة، بقدر الإمكان وطالما الخير يفيض بروح التعاون لن يبقى في ديارنا انسان بحاجة لربطة الخبز أو الدواء او الطبابة، إنه التحدي الأخلاقي الذي سننجح به مهما بلغت الصعوبات».
خلال الأيام المقبلة ستعمل اللجنة المتطوعة على الانطلاق بالمشروع وستكون لقمة الخبز مقسومة بين الجميع وقد قيل قديماً: الخبز والملح يشكل رابط انساني ما زلنا نتمسك به وستعززه الأزمة وتجوهره الظروف الصعبة.
تحية الى المغترب ريان وهبه، الذي رفض في البداية أن يُعرف اسمه، ولكن الجميع يصر على نشر الفضيلة، وتحية الى بلدة البنيه وبلديتها التي قدمت كل الدعم والمؤازرة، وتحية الى بيصور بكل تنوعها وهي مثالاً يُضرب به في زمن سقوط القيّم المادية وتعزيز الروابط الروحية والأخلاقية بين بني البشر.
«على هذه الأرض ما يستحق الحياة» طالما أيادي الخير والعطاء تعمل دون كلل.