الخميس, نيسان 25, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الخميس, نيسان 25, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

المجاهد حمد البربور

قصة ثأر وشجاعة وأقدار عجيبة
بين البطل ظاهر عامر وآل الفحيلي

كيف حولت تقاليد البادية وأخلاق الرجال
عداوة الدم بين عائلتين إلى صداقة مديدة

كان ظاهر بن حمّود عامر واحداً من ستة أخوة اشتهروا بفروسيتهم، وهم فارس وأسعد وظاهر وفندي وخزاعي وخمري. تميز ظاهر من بين أخوته بلون بشرته الأشقر الضارب إلى الحُمْرَة، وبكثافة شعر حاجبيه المتدلّيين على عينيه حتى كادا أن يحجبا الرؤية عنهما إن هو لم يرفعهما، أو يثبّتهما بعصابة. وهو سليل أسرة كافحت للحفاظ على انتمائها للتوحيد ضد الظلم والتمييز الطائفي، إذ هاجر أجداده من شمالي سوريا بتأثير تلك المظالم لينزلوا في جهات الغوطة وإقليم البلاّن. يذكر هذا الكاتب يحيى حسين عمّار في كتابه “الأصول والأنساب”، الصادر عن دار الضحى سنة 2002، فيقول إنّ تلك الأسرة سكنت أوّل الأمر في بلدة قَطَنا، ثمّ ارتحلوا منها إلى قرية مجاورة تدعى “حينا”، وهناك استقرّوا في أبنية كانت في القديم ديراً للرهبان هجره أصحابه، لقد كانت هجرة الديار والنزوح منها ظاهرة تكاد تكون عامة في ذلك العهد بسبب عدم الاستقرار وغياب سلطة الدولة خارج المدن الكبرى في بلاد الشام.

ضريبة الشرف
في مطلع القرن التاسع عشر تعرّض بعض الأهالي من الجيران لنساء من آل عامر، سكان دير حينا الموحّدين، كان رجالهم في العمل خارج القرية، ولما رجع هؤلاء مساء وتبينوا ما جرى، هاجموا الجماعة المعتدية وانتقموا منهم بمقتلة كانت حصيلتها نحو ستين قتيلاً، عندئذ فطن العثمانيون لما حدث، فأرسلوا حملة عسكرية على آل عامر وأبناء عمومتهم من آل نوفل هدمت عليهم البيوت التي يقطنونها، وقتلت منهم من قتلت واستاقت من أسَرَتهم من الرجال، وشتت شمل الباقين الذين فرّوا باتجاه جبل حوران ــ كما كان يدعى آنذاك ــ ليستقرّوا في قرية أم الزيتون، ومن ثم مدّوا نفوذهم إلى شهبا.
لقد رتّبت سيطرة آل عامر على شهبا، والعديد من قرى وادي اللوى المنحدر من السفوح الشمالية الغربية لجبل العرب باتّجاه سهلة براق جنوب شرق دمشق، مسؤوليات الدفاع عن الوجود الحضري للإنسان في البلدة والديار المجاورة التي تآكّلها الخراب والبداوة قروناً مديدة، فعملوا على حماية الزراعة في موطن ناشئ كانت تسيطر فيه تقاليد الصحراء والغزو، بحيث كان الوالي العثماني المقيم في مدينة دمشق، يجد نفسه مجبَراً على تجييش عساكر الولاية ومنازلة أولئك البدو في القفار التي هم أكثر خبرة بدروبها ومسالكها المخيفة، أو كان يدفع لهم المال مقابل تسوية موسميّة توفّر إراقة الدماء.
نتج ذلك عن تراجع القوة العثمانية بسبب فساد ولاة وجيش السلطنة، وعجز القيادة عن مواكبة العلوم العسكرية والإدارية الحديثة. نتيجة لذلك توجّب على رعايا السلطنة أن تقوم كل فئة منهم خارج المدن الرئيسية التي تنحصر فيها سيطرة الدولة، بالاعتماد على نفسها في توفير الأمن الذاتي الذي طالما كان يضطرب تبعاً لموازين القوى التي لم تكن لتستقرّ على حال، إذ كان الولاة العثمانيون ينقلون تأييدهم ودعمهم إلى هذه الفئة أو تلك، من فئات السكّان وطوائفهم وفقاً لحسابات سياسية، أو بحسب كميّة الرشاوى أو وفقاً لأهواء مذهبية ضيّقة.
ولم يكن العوامرة وحدهم في معترك أحياء شهبا وقرى القسم الشمالي من الجبل، فقد كان بنو معروف في سائر قرى الجبل التي أحْيَوْا مواتها، وعمّروها بعد خرابها، يتآزرون في هذا المجال دفاعاً عن وجودهم على هذه الأرض الجديدة التي وصلوها مُطارَدين من مواطنهم الأولى.
كان الاستبداد السائد في مواطنهم التي هُجّروا منها، يضاف إليه الحلف الشهابي الفرنسي الطائفي المركّب ضدّهم في جبل لبنان، والاضطهاد الديني في ديار حلب والشام، وشمال فلسطين، وصراعاتهم القبلية الموروثة بين”قيسي” و”يمني”، كل تلك العوامل كانت من أسباب تشتتهم ولجوئهم إلى جبل حوران، الذي حمّلوه اسمهم ( جبل الدروز)، في ما بعد، وكان ذلك كلّه يتمّ على حساب تضحيات جسيمة، وسيل من دماء الضحايا.

كان فرسان آل الفحيلي يصرّون على أن تُقدّم الذبائح طعاماً لهم وهم على ظهور خيولهم، وصحاف الطعام محمولة على رؤوس الرجال أو النســـاء من فلاحي السـهل المقهورين

نزاع مع سادة الريف الدمشقي، آل الفحيلي
كانت لقبيلة الفحيلية، في مطلع القرن التاسع عشر وما سبقه، صولة وجولة في جنوب مدينة دمشق، وخصوصاً في منطقة اللجاة وأطرافها، إذ كانت هذه القبيلة البدوية الباسلة تمد نفوذها أحياناً إلى سهل حوران بكامله، بحيث كان فرسانها يفرضون خُوّة سنوية على كافة قرى السهل الحوراني، أما الجبل الذي كان آنذاك بمعظمه خراباً، ومراعي لمواشي البدو في فصل الربيع وأوائل الصيف، فقد بدأ ينفض عنه مظاهر الخراب والبداوة.
حدث ذلك عندما أخذ الموحّدون الدروز المهجّرون من لبنان وديار حلب وشمال فلسطين ببعث العمران في أرجائه التي ران عليها الخراب ونعيق البوم منذ مئات السنين… وقد بلغ من سطوة فرسان الفحيلية وجبروتهم في ذلك الزمن أنّهم عندما كانوا يجوسون في قرى السهل الحوراني كانوا يفرضون على الأهالي من الحوارنة أن تُقدّم الذبائح طعاماً لهم، فلا يأكلون إلاّ وهم راكبون على ظهور خيولهم، والموائد وصحاف الطعام محمولة على رؤوس الرجال أو النساء من فلاحي السهل المقهورين بالدولة وبسيطرة البدو معاً.
حتى والي دمشق العثماني كان يضطرّ لمصانعة أولئك البدو، فيسلّم في كل سنة خُلعة لشيوخ البدو من الفحيلي والسرديّة، وكان هذا التصرّف من الباشا العثماني بمثابة تفويض من السلطة لهؤلاء البدو يجيز لهم أخذ الإتاوة من قرى حوران والجولان، ومن قرى كثيرة في جبل عجلون، على أن تكون حصة الوالي من تلك الضريبة عشرين كيساً من القروش الذهبية (الكيس يحوي خمسمائة قرش) يدفعها له آل الفحيلي، كما يدفع السردية أيضاً اثني عشر كيساً مثلها.
في تلك الفترة التي تميّزت بضعف هيبة الدولة، وتنازع الفئات الاجتماعية، وسيادة شريعة الغاب، نزل آل عامر في مدينة شهبا، كان ذلك نحو العقد الأول من القرن التاسع عشر، بعد أن انتقلوا إليها من بلدة أم الزيتون، ومن ثم أزاحوا آل القلعاني الذين ضعف دورهم بعد موقعة مذبح الدروز،على تخوم وعرة الصفاة شرقي قرية الحقف التي تبعد نحو عشرين كيلومتراً شمال شرق شهبا، تلك الموقعة التي شكّلت كارثة على آل القلعاني، إذ خسروا ستة أشقاء من خيرة فرسان بني معروف أثناء ملاحقتهم لجماعات البدو الذين لم ينفكوا عن الإغارة على الأراضي الزراعية. وبنتيجة تلك الخسارة الفادحة فقد آل القلعاني موقع الوجاهة في شهبا لصالح آل عامر، فانتقلوا في ما بعد إلى نمرة، ومن ثم إلى شقّا.

سلطان-باشا-الأطرش-ورفاقه--في-منفاهم-في-الكرك---المملكة-الأردنية--سنة-1935
سلطان-باشا-الأطرش-ورفاقه–في-منفاهم-في-الكرك—المملكة-الأردنية–سنة-1935

قال ظاهر لرجاله:” سأهجم على الفحيلي لوحدي، فإن قتلته سينهزم رجاله، ونسلم، وإن هو قتلنــي فليتــدبّر كل واحد منـــكم أمر نفسه”

آل عامر في موقع المواجهة
لم تكن زعامة آل عامر في شهبا بالمهمّة السهلة في ذلك العصر من فوضى البداوة وتواطؤ الولاة الذين كانوا لا يكفون عن تحريض البدو والجوار على الموحّدين، وطبقاً لهذه السياسة وإثر اعتداء قام به رعاة من قبيلة الفحيلي على مزروعات أهالي شهبا ذات ربيع من ذلك الزمن البعيد، فاشتبكوا مع نواطير المزروعات الذين لم يتمكنوا منهم لأنهم أعدّوا عدّتهم للأذى، فاضطرّوا لطلب النجدة من فرسان بلدتهم الذين سارعوا إليهم ولاحقوا المعتدين بهدف إبعادهم عن معمور بني معروف باتجاه مواقعهم التي قدموا منها وراء خربة المسمية الواقعة شمالي اللجاة ــ كانت المسمية آنذاك خراباً لم تعمّر بعد ــ ، وفي ذلك الموقع البعيد من حمى الجبل فوجئ فرسان شهبا ببركات الفحيلي، شيخ قبيلة الرعاة المعتدين، يرافقه نحو ثلاثين فارساً من قبيلته بعد أن كان راجعاً من زيارته للوالي العثماني في الشام.
كان الرعاة بدورهم قد استنجدوا بفرسان قبيلتهم التي كانت مضاربها قريبة منهم، وقد اشتد الاشتباك بين الفريقين، وما أن رأى بركات رجاله يتراجعون في مواجهة فرسان شهبا الذين كان يقودهم ظاهر حتى اعتملت في رأسه حَميّة القبيلة، فانبرى مع من معه واندفعوا إلى جانب مقاتلي الفحيلي، هنا وقع فرسان شهبا القلائل في مأزق، فإمّا الهزيمة والنجاة، وإمّا الإبادة.
كانت تقاليد البداوة تقضي بهزيمة المقاتلين إن قتل قائدهم، قال ظاهر لرجاله:” سأهجم على الفحيلي لوحدي، فإن قتلته سينهزم رجاله، ونسلم، وإن هو قتلني فليتدبّر كل واحد منكم أمر نفسه”.
لم يمهل ظاهر نفسه، ثبّت حاجبيه بعصابة على جبهته، وانتخى كعادة فرسان ذلك الزمن واندفع نحو زعيم القوم يشتبك معه كيفما كان الأمر، بارودة لبارودة، وسيفاً لسيف، وما هي إلّا جولات مريرة حتى وقع الفحيلي قتيلاً، وانهزم من كانوا معه يلوذون بوعور اللجاة.

ثأر لم تَطْوِه الأيّام
كان يوم المسمية نصراً للزراعة والتحضّر لا في شهبا وحدها، بل في سائر قرى المقرن الشمالي من الجبل، فقد أدرك البدو أن للزراعة ربّاً يحميها، ولكن قبيلة الفحيلي قبيلة عربية لا تنام على ضيم لحقها بمقتل شيخها.
يوم قتل بركات كانت إحدى نسائه حاملاً تنتظر وليداً قارب قدومه إلى هذا العالم الدامي، وعندما ولدته كان مولوداً ذكراً أسمته( ظاهر)، على اسم قاتل والده، كان هذا تدبيراً ذكيّاً من الأم الوالدة لكيلا يُنسى الثأر من القاتل، ظاهر عامر.
مرّت أعوام تتلوها أعوام، بضعة عشر عاماً، وإذا بظاهر الفحيلي شابّاً يافعاً، وقد ورث حمى أجداده المتمثل بسيطرة قبيلته على الريف الجنوبي لدمشق، وامتداداً إلى قرى حوران.
أمّا الطريق ما بين الجبل ودمشق، فقد كانت طريقاً مخيفة في تلك الأيام، كشأنها في أيّام الاضطرابات دائماً، وإلى يومنا هذا.
ويشاء مدبّر القدر أن يكون ظاهر عامر عائداً من دمشق إلى شهبا بصحبة فارسين اثنين من بني عمّه، وعلى ذلك الطريق في سهلة براق وفي ليلة شتائية باردة داهمتهم عاصفة وضباب أضاعوا معهما الطريق فتاهوا، وعندما انفرج الجو قليلاً أدركوا أنهم في موضع بعيد عن ديارهم، ولم يلبثوا أن استأنسوا بنار تلوح عن بعد، فتوجّهوا نحوها علّهم يجدون قربها مأوى دافئاً من برد وبلل ألمّا بهم.

عجائب الأقدار
ما أن وصلوا، ترجّلوا عن خيولهم ونزلوا ضيوفاً في البيت الذي استدعتهم إليه ناره، كان بيت الشيخ الذي رحّب بهم، وكان في المضيف شبّان ساهرون من الأسرة بينهم ظاهر الذي تنبّه إلى أنّ أوصاف أحد الضيوف تطابق أوصاف قاتل أبيه، فعجّل في تلك الليلة يستدعي عمّه الكهل للتثبّت من صحّة معرفته بقاتل والده الذي يعرفه بحكم علاقات الجوار القديمة.
وصل العمّ سريعاً، وعندما سلّم على الضيوف أدرك أن طريدته وصلت إلى بيته!؟، التفت نحو الشبّان، أولاد أخيه المقتول، وقال لهم ( كبّروا النار يا عيال)، وما أن شبّت النار حتى ظهرت ملامح ظاهر عامر التي يعرفها جيّداً، شعر الحاجبين الكثّ فوق العينين، والبشرة الشقراء المائلة للحمرة، ومهابة الرجل.
بادره العم:” هو انت ظاهر وَلاّ انت شبيه لَهْ ؟!”.
أجابه ظاهر بلا تردّد:” أنا ظاهر بذاته”.
ــ هو انت واهم أو انت وارد؟ ( الواهم هو الواصل إلى مكان عن طريق الغلط، أي لم يقصده، والوارد هو القادم عن سبق تصميم وإصرار).
قال ظاهر عن بداهة منه واستدراك:”بل أنا وارد”.
هنا، قال العم لأولاد أخيه:” قدّموا للضيوف تمراً، ولا تقبلوا إلاّ أن يأكلوا، وبعدها أطفئوا النار، وفي الغد نرى ما سنفعل”.( لأنّه من تقاليد العرب أن من يطعم الضيف الخبز والملح لا يحق له أن ينال الثأر الذي له عنده).
في تلك اللحظات الحرجة أدرك ظاهر أن القدر ساقه إلى بيت غريمه، فقال لصاحبيه: “ليس بيدنا أن نفعل شيئاً، ولابدّ أنهم قد ربّطوا أفراسنا، وشددوا الحراسة علينا لكيلا نفلت منهم، ناموا وتوكّلوا على الله، والصباح رباح”.

قال شيخ الفحيلي: “إن حلف ظاهر عامر وأنكر أنه قتل بركات أخي سنقتله لأنه كذاب، وإن هو اعترف فلتزغرد نساء القبيلة لأننا نكون قد أخذنا ثأرنا بالعفو عند المقـــدرة”

يوم الفصل
صبيحة اليوم التالي جمع العمّ رجال القبيلة، وقال لهم:”هذا اليوم لنا. إذا حلف ظاهر عامر وأنكر أنه قتل بركات أخي سنقتله لأنه كذاب، أنا رأيته بعينيّ هاتين يوم قتل بركات، وإن هو اعترف ــ والتفت نحو جمع من نساء القبيلة ــ وقال لهنّ: لازم تزغردن يا بنات، بهذا نكون قد أخذنا ثأرنا بالعفو عند المقدرة”.
ما هي إلاّ لحظات كانت كدهر مديد على ظاهر عامر ورفيقيه الحبيسين في المضيف، وقد أسلموا أمرهم لله تعالى، حتى قدم رجال من القبيلة وطلبوا إليهم المثول أمام الحشد في ساحة من عراء اللجاة، وفي صباح تقنّعت شمسه ببراقع من غيوم دكناء ورياح غربية باردة يدفعها البحر المتوسّط شتاءً عبر فتحة الجولان إلى وعور اللجاة، تقدّم العمّ من ظاهر وهو يحمل بيده عوداً من شجر اللوز البرّي الذي كان يكثر انتشاره في تلك الدّيار، وخطّ به على الأرض دائرة، وقال له:”توسّط الخِطّة يا ظاهر، وهاك عود اللوز واحلف بما تعرف عن يوم ذبحة بركات”.
تناول ظاهر العود من غريمه، ثم توسّط الخطّة وصاح بأعلى صوته:”وحياة من خلق عود اللوز، وخلق الدنيا بالجوز( أي خلقها أزواجاً)، وحياة من خلق هذا العود، وما لنا غير الله من رب معبود، بارودتي أصابت بركات الفحيلي، والله هو المحيي وهو المميت”.

خاتمتها صلح وصداقة
لم يكد ظاهر يكمل قسمه، حتّى علت زغاريد نساء القبيلة اعتزازاً بأن قاتل شيخهم بطل شجاع من أشراف الناس، وليس إنساناً نكرة، وهذه الدنيا شأنها هكذا، يوم لك ويوم عليك…
بعد ذلك صنعوا وليمة لظاهر ورفيقيه، وعقدوا راية بيضاء دلالة على المصالحة والتسامح وتجاوز العداوة القديمة، وأن لا ثأر لآل الفحيلي عند آل عامر بعد اليوم، ولم يلبث أن انطلق ظاهر وصاحباه من مضارب الفحيلي إلى شهبا، وقد حمّله آل الفحيلي بنبلهم وتسامحهم دَيْناً عظيماً، فجمع أقاربه وأعيان شهبا، وأنبأهم بالذي حدث له ولصاحبيه مع آل الفحيلي، قدّر آل عامر وأهالي شهبا ما فعله آل الفحيلي تقديراً عالياً، وقرّروا أن يقوموا بزيارة رد جميل لهم، وهكذا كان، إذ جمع ظاهر عامر وفداً من آل عامر وسائر أعيان شهبا، ومن ثمّ انطلقوا يحملون هدايا ثمينة تليق بتسامح القوم الكرام، آل الفحيلي، وإلى يومنا هذا لم تزل المودّة قائمة بين آل الفحيلي من جهة، وآل عامر وسائر بني معروف تقديراً لتلك التقاليد النبيلة.

كان حمد قادراً على كسب الناس للثورة بسبب ثقة الناس به لصدقه وإخلاصه وكرمه وشجاعته وتفانيـــــه وعدم اكتراثه بالتضحيات واستخفافه بالموت

aصورة-نادرة-للشيخ-عودة-أبو-تايه-وبعض-وجهاء-الحويطات
aصورة-نادرة-للشيخ-عودة-أبو-تايه-وبعض-وجهاء-الحويطات
شبلي-الأطرش
شبلي-الأطرش
الجنرال موريس سراي
الجنرال موريس سراي

استشهاد حمد البربور في موقعة تل الخروف آلم سلطان وأثّر على مسار الثورة في المراحل والمعارك التالية

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading