الخميس, آذار 28, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الخميس, آذار 28, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

المشروبات المنشطة ومحاذيرها على الصحة

إضافة الكحول إلى مشروبات الطاقة تحوّلها إلى تهديد حقيقي لصحة الفرد

منْ منا لم يسمع  بـ “المشروبات المنشطة”وماركاتها المتداولة مثل “بوم بوم” و”رد بول” وغيرهما.؟

هذه الموجة الجديدة من المشروبات نشأت في العقد الأخير لكنها بدأت تنتشر وتتسع في البلد بحيث باتت توزّع بصورة واسعة على محلات الغذاء وفي المدارس والملاعب وكافة المرافق التي يرتادها الشبان خصوصاً، إذ أن هذه المشروبات مصممة لاجتذاب الشبان كما أن كافة الحملات الإعلانية التي تروّج لها وتكلف الملايين من الدولارات موجّهة إلى الشباب أكثر من أي فئة أخرى.

لا بدّ من القول أولاً أن معظم المشروبات المنشطة  تحتوي على عناصر مثل الكافيين، النورين والغلوكورونولاكتون، كما أنها تحتوي على نسب مرتفعة من الكافيين والسكر، وهي لا تحتوي على أي قيمة غذائية على الإطلاق كما أن العامل الأساسي المنشط فيها هو الكافيين، علماً أن الكافيين يعتبر من العناصر المسببة لعامل الإدمان أو الاعتياد الجسدي وإن بدرجة أقل من بعض مسببات الإدمان الأخرى مثل النيكوتين.

مشروب الطاقة ليس مرطبا

إن الهدف المعلن من الترويج لاستهلاك المشروبات المنشطة هو تنشيط الجسد والفكر أثناء القيام بمجهودات جسدية، لكن الصورة التي يتم ترويجها هي من العمومية بحيث بات الشباب يعتبر مشروبات الطاقة أمراً مفيداً في كل الظروف نظراً لأنهم يربطون بينها وبين النشاط بل أن بعض الأشخاص قد يستهلكون هذه المشروبات كما لو كانت “مرطبات” أي تروي الظمأ وتزوّد الإنسان بكمية المياه التي قد يكون فقدها بسبب الحر أو القيام بنشاطات جسدية. حقيقة الأمر أن المشروبات المنشطة ليس فقط لا تروي الظمأ وتعوض نقص الماء بل أنها تتسبب بهبوط معدل الماء في الجسد Dehydration بالنظر الى تركيز العناصر المجففة التي تحتويها وأهمها السكر والكافيين وغيرهما.

إحدى محاذير استخدام مشروبات الطاقة هو خسارة المياه من الجسم لأن الكافيين يعتبر مدراً للبول وهو يحرض الجسم بالتالي على طرح المياه، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان بعض العناصر المهمة مثل الإلكترولايت والأملاح ويفرض بالتالي الحاجة لتعويض هذا النقص من مصادر أخرى. ويشير خبراء الصحة إلى أن العديد من الرياضيين يفقدون الكثير من المياه عبر التعرّق أثناء قيامهم بالأعمال المجهدة  لكنهم بدل محاول تعويض هذا النقص عبر تناول المياه العذبة فإنهم يتناولون المشروبات المنشطة التي تسرّع في عملية طرح المياه من الجسم (عبر المفعول المدر للكافيين) الأمر الذي يضاعف الأثر المجفف للمجهود الرياضي بدل أن يساعده. كما أن ارتفاع نسبة الكافيين في جسم الإنسان يؤدي إلى اضطرابات معوية ونوبات ألم وأرق وعدم انتظام في دقات القلب. إضافة إلى ذلك، فإن الكافيين يحجب عوارض الإرهاق وعندما تحتجب عوارض الإرهاق فإن الشخص سيتابع عمله بطاقته المعتادة في الوقت الذي يكون فيه جسمه مرهقاً وهذا ما يسبب إجهاداً إضافياً للقلب.

مخاطر إضافة الكحول

يبقى أن المشكلة الأخطر التي بدأت تظهر هي ميل البعض إلى مزج المشروبات المنشطة مع المشروبات الكحولية، وهذا الأمر يسبب نتائج سلبية جمة على الصحة كما أن الإكثار من شرب هذا المزيج يعرض الانسان إلى مخاطر صحية حقيقية.

ما هو وجه السوء في مزج المشروبات المنشطة مع المشروبات الكحولية؟ الجواب هو في غاية البساطة. عندما نمزج الاثنين، فإننا نمزج الكافيين الذي هو منشط يسرع عمليات الجهاز العصبي مع الكحول الذي هو خافض للنشاط ويبطئ عمليات الجهاز العصبي. على سبيل المقارنة، إن مزج هاذين المشروبين هو أمر مشابه لركوب السيارة ووضع أحد القدمين على دواسة البنزين والقدم الآخر على دواسة الفرامل في الوقت نفسه والنتيجة أن السيارة ستصاب بارتجاج وهذا ما سيحصل لجسدنا عندما نشرب هذا المزيج، إضافة إلى ذلك، إن استهلاك هذا المزيج يعرّض المستهلك إلى مخاطر صحية كالغثيان، التقيؤ وعدم انتظام دقات القلب، ويضعف إلى حدٍ كبير المهارات الحركية وسرعة الاستجابة.

ما هو البديل عن المشروبات المنشطة؟

إن الخيار الأفضل هو ببساطة الماء القراح الذي لا يحتوي مواداً كيميائية أو منشطات أو غيرهما بل يستقبله الجسم بكل غبطة لأنه من طبيعة مشابهة للجسد وتكوينه المائي، ولأن المياه الطبيعية التي تأتي من الينابيع تحتوي على عشرات الأملاح المعدنية المفيدة والمهمة للصحة ولتوازن الجسد. أضف إلى ذلك أن بعض العصائر الطبيعية وخصوصاً التي يتم عصرها من الثمار الطازجة تعتبر بديلاً أفضل بكثير لأنها تحتوي على مادة سكر الفاكهة التي توفّر الطاقة للجسد لكنها تحتوي أيضاً على أنزيمات وفيتامينات طبيعية ولا يترتب عليها أية مضاعفات جانبية.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading