الجمعة, نيسان 26, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, نيسان 26, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

المكتبةُ الوطنيّة

المكتبةُ الوطنيّة
من أغنى الصروح الثقافية في لبنان والعالم العربي وتضم 140 ألف كتاب و280 ألف مطبوعة دورية

مدير المكتبة الوطنيّة غازي صعب لـ :
طموحي أن نرتقي بالمكتبة الوطنيّة الى مصافّ كبرى المكتبات في العالم.

لدينا مشاريع كثيرة بحاجة الى أريحيّة أصحاب الأيادي الخيّرة لتنفيذها.

تمثال الأمير فخر الدّين المعني شكَّل هاجساً لدى النائب جنبلاط حتى أعيد تركيبه في الباحة الخارجية

قد تكون المكتبةُ الوطنيّةُ في بعقلين من أهمّ الإنجازات التي تحقّقت في منطقة الجبل، ويعود الفضل في تأسيسها إلى رئيس اللّقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي أصرّ على الرّغم من كلّ الاعتراضات التي واجهته أن يحوّل هذا المكان الذي كان محكمة وسجناً إلى مكتبة، متجاوزاً المثل القائل (من يفتحْ مدرسة يقفلْ سجناً) إلى القول: من يفتح مكتبة يقفلْ كلّ السجون ويفتحْ أبواب العلم والثّقافة أمام روّاد العلم والمعرفة لتكونَ في مُتناوَل الجميع دون عناء. تلك هي رسالة المكتبة الوطنيّة، شاءها راعي الثقافة في الجبل الأستاذ وليد جنبلاط منارة في قلب هذا الجبل الذي أعاد إليه عزّه وعنفوانه فسما به إلى العلى مَجداً خالداً لا ينحني ولا يلين.

تلك هي المكتبة الوطنيّة في بعقلين؛ فيا أيها الساعون إليها من أيّ مكان أتيتم لتنهلوا العلم من معينه مهلاً إنْ أضعتم البوصلة في الاهتداء إليها، فذا تمثال الأمير فخر الدّين المعني الثاني الكبير؛ المنتصب في باحتها الخارجيّة، بما يرمز من شموخ وكبر، يحفظ لكم في بطانة عباءته عشرات آلاف الكتب القيّمة والمطبوعات النادرة تغرفون من بحورها ما تشاؤون.
تشغل المكتبة الوطنية في بعقلين اليوم مبنىً أثريّاً مميّزاً يعود بناؤه إلى سنة 1897م أيام المتصرفيّة، وكان يُعْرَف بِسَراي بعقلين حيث يضمّ محكمة بدائية ومخفراً للدّرك وسجناً.

تم افتتاح المكتبة الوطنيّة في 13 آذار 1987 بعد ترميم المبنى وتأهيله من الداخل والخارج وتجهيزه بكلّ المستلزمات الخاصّة بالمكتبات العامة بمبادرة من معالي الأستاذ وليد جنبلاط. وفي العام 1996 تبنّى مجلس الوزراء في قراره رقم40 بتاريخ 6/3/1996 هذا الصّرح الثقافيّ المجتمعي. ثم تعاقدت وزارة الثّقافة مع الموظفين العاملين فيها بناء على القرار رقم 44 تاريخ 6/10/ 1996 وهي تضمّ مجموعة أقسام: الإدارة – الفهرسة والتصنيف – الخدمات القرائية والمرجعية – التوثيق والأرشيف – التزويد والاقتناء – الكمبيوتر ــ مكتبة الأطفال – اللغة الإنكليزية – قاعة النّشاطات والنّدوات – مسرح وصالات احتفالات مركزيّة هي اليوم قيد التنفيذ.

وفي هذا الحوار مع مديرها الأستاذ غازي صعب إضاءة مشرقة على ما تحقق من إنجازات وفيما يلي نَص الحوار:
منذ مدة والعمل في المكتبة الوطنيّة لم يتوقّف، فما هي أبرز المشاريع التي نُفِّذَت والمنويّ تنفيذها؟
من الواضح أنّ المكتبة الوطنيّة كانت في السنوات الماضية تقتصر على السّراي القديم، ولقد أصبحت اليوم تضيق بالنّشاطات التي تستضيفها بشكل دائم. وبطلب من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط تقرر توسعتها وإنجاز الأقسام الباقية مع شرط المحافظة على طابعها العمراني القديم. ومنذ ثلاث سنوات تمّ افتتاح قاعة المحاضرات في المبنى الجديد، وهي تتّسع لنحو 250 شخصاً، وفي المبنى نفسه يوجد المركز المخصّص للأرشيف، ويضم نحو 280 ألف مطبوعة دوريّة من بينها مجلّات وصحف ونشرات متعدّدة. وبعد أشهر قليلة سيتمّ افتتاح مسرح المكتبة الوطنيّة الذي يتّسع لنحو 450 شخصاً وفق أحدث نظم المسارح العالميّة، ويضمّ أيضاً عدّة قاعات قد تُستخدَم للمعارض وصالات للسينما.

من هي الجهة المُموِّلَة لهذه المشاريع الضّخمة؟
مصدر التمويل هو وزارة الأشغال العامّة والنقل، أمّا توقيع الاعتماد فقد تمّ في أيام الوزير غازي العريضي مروراً بوزارة الثقافة وديوان المحاسبة، وقد تطلب الأمر مني متابعة شخصية حتى أصبح قيد التنفيذ.
هل هناك من مشاريع مُلحِّة يجري تنفيذها؟
بعد أن ضاقت الأمكنة بالكتب المُنتقاة، نعمل حاليّاً على تحويل القاعة في الطابق السُّفلي الى مكتبة وتجهيزها لتستوعب الكتب والمراجع الجديدة، وهي بغالبيتها مُهداة للمكتبة من النائب وليد جنبلاط، وهو مشروع كبير تتولّى وزارة الثقافة تنسيقه وتمويله، كما بدأنا بتطوير برنامج مكننة المكتبة وتحويله إلى برنامج حديث يمكّنها من تقوية موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت. وفي العام 2002 كنّا من أوائل المكتبات اللّبنانية والعربيّة التي سهّلت لروادها البحث عن مصادر المعلومات من خلال موقعها الإلكتروني www.baakeenlibrary.com وهذا الموقع نال المرتبة الأولى من حيث المضمون والمحتوى وقد تمت المقارنة بين موقعنا الإلكتروني والعديد من المواقع المشاركة بشكل دقيق.

مدخل المكتبة الوطنية
مدخل المكتبة الوطنية

ما هي البرامج والأفكار التي أطلقتَها لتحديث المكتبة؟
من أهم البرامج التي اشتغلنا عليها لتحديث المكتبة وتطويرها، برنامج الإعارة الخارجيّة الذي باشرنا العمل عليه منذ ثلاث سنوات بعدما أتَحْنا فرصة الإعارة الخارجية المجانية للجميع على مستوى لبنان، ولقد بلغ معدّل الإعارة سنويّاً عشرة آلاف كتاب، وهذا رقم قياسي إنْ في لبنان أو في بعض الدّول العربيّة. والجدير ذكره في هذا الموضوع أننا خطّطنا لتشجيع المطالعة للفئات العمرية كافّة، وكنّا نستهدف بشكل خاص الأطفال والناشئة وجيل الشباب، وأعتقد أننا حقّقنا هدفنا إذ بلغ عدد المستعيرين 65 بالمئة من روّاد المكتبة. ومن المفيد ذكره أنّ هناك الكثير من طلّاب الدراسات الجامعيّة والجامعيّة العليا يزورون المكتبة لمتابعة دراساتهم وأبحاثهم من مختلف المناطق اللبنانية، وهذا أمر نعتزّ به ونفتخر لأنّنا استطعنا أن ننشرَ المعرفة بين أبناء الوطن بكل فئاته.

هل لك أن تذكر لنا أبرز المعوقات التي اعترضت قيام هذه المكتبة؟
المعوقات كانت كثيرة في بداية الأمر ولكنها ذُلِّلَت. والقِصّة بدأت في العام 1985 عندما حاولت الدّولة استرجاعها والإبقاء عليها كسجن. لكن أهالي بعقلين رفضوا ذلك وطلبوا من النائب جنبلاط المحافظة على طابعها الجديد وتحويلها إلى مكتبة فكان لهم ما أرادوا، وقد اعتصمت الهيئات الثقافية اللبنانية في المكتبة دعماً لاستمرارها. في العام 1986 قام النائب جنبلاط بترميمها وأمر بإزالة الزنازين والقضبان الحديديّة التي كانت تحيط بها ومحو معالم السّجن عنها، وحوّلها إلى مكتبة وطنيّة وقدّمها إلى الدولة اللبنانية التي انتظرت عشر سنوات حتى اتّخذت قراراً بضمّها إلى وزارة الثّقافة بقرار من مجلس الوزراء في العام 1996، ثمّ جرى التعاقد مع الموظّفين المختصّين في السّنوات اللاحقة.

من يُموّل النشاطات التي تُقام في المكتبة الوطنية؟
لدينا معاناة كبيرة بالنسبة لتمويل الأنشطة والأعمال المطلوب تطويرها، فوزارة الثقافة تؤمن رواتب الموظّفين، وتقدّم القليل من المصاريف والنّفقات الضّرورية، كأعمال الصيانة وتأمين المحروقات لجهاز التدفئة، والقرطاسية، ولكي نؤمّن الموازنة التي تحتاجها المكتبة نقيم كلَّ سنة عشاء سنوياً ندعو إليه بعض الشخصيّات البارزة لتقديم الدّعم للمكتبة. كما أن جمعيّة أصدقاء المكتبة تضمُّ عدداً من المتطوّعين من الشخصيّات الفاعلة في المجتمع وتبذل جهدها لمساعدة إدارة المكتبة.

قاعة المحاضرات والمعارض
قاعة المحاضرات والمعارض

لملاحظ أنّ تمثال الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير عاد لينتصب من جديد في باحة المكتبة، فماذا أضاف هذا الرّمز التاريخيّ على المكتبة الوطنية؟
منذ أن أزاح الرّئيس الراحل سليمان فرنجية الستار عن تمثال الأمير فخر الدين ممتطياً ظهر حصانه في هذا المكان. كان لهذا التمثال حكاية طويلة، ففي الحرب الأهلية أصيب التمثال بقذيفة من العيار الثقيل أدّت الى تحطّمه آنذاك، وقد شكّلت إعادته إلى هذه الساحة هاجساً بالنسبة لوليد بك، حتى أنّه أوعز بتحضير تمثال بدلاً منه، وهذا ما حصل، وقد أشرف الفنان عساف عساف وأخواه على تصميمه، وعند الانتهاء منه أصرَّ النائب جنبلاط على وضعه في باحة المكتبة مع الإبقاء على اللوحة الرخاميّة نفسها التي كتب عليها (تمّ وضع هذا التمثال في عهد الرئيس سليمان فرنجيّة) مع الإشارة إلى أنّ معظم المكتبات في العالم تزدان بمنحوتات وتماثيل لقادتها وزعمائها وأدبائها وعباقرتها. ولقد أضفى هذا التمثال على باحة المكتبة جماليّة خاصة ومميزة.

ما أهميّة وجود مكتبة وطنيّة بهذا الحجم في قلب الجبل؟
لا تقتصر أهمية المكتبة على منطقة الجبل فقط، وإنّما على لبنان كلِّه، فقد استطعنا من خلال التواصل الدائم مع وليد بك ووزارة الثقافة لاحقاً، أن نجعل منها مكتبة لكلّ لبنان لما تقدمه من خدمات تقليديّة وعينيّة ومرجعيّة؛ ولما نقيمه من أنشطة ثقافيّة وتربويّة يشارك فيها معظم الأدباء والشعراء والمبدعين من كلّ لبنان.

متى يتدخَّل النائب جنبلاط في شؤون المكتبة؟
أجزم أنّ مؤسس المكتبة وليد جنبلاط، لا يتدخّل في أيِّ شأن من شؤون المكتبة منذ أن أصبحت تابعة لوزارة الثقافة، وأذكر بالمناسبة أنّه مرّة أرسل لنا كتاباً بالّلغة الإنكليزية لنضعه في المكتبة، وبعد فترة سألني إذا تم تسجيل الكتاب في أرشيف المكتبة فأجبته بنعم، فردّ سائلاً ما إذا كان يستطيع استعارته لمدّة أسبوعين فقط فأجبته بالتأكيد، ولكنّه قبل انقضاء المدّة اتّصل وأبلغني عدم الانتهاء من قراءته فأعطيناه فرصة أسبوعين آخرين غير أنّه أعاده إلى المكتبة بعد أسبوع، وهو كما أشرت يَهَبُ المكتبة كلَّ ما يَصِل إليه من كتب ودراسات.

من هي أبرز الشّخصيات التي قمتم بتكريمها؟
كثيرة هي الشخصيات التي جرى تكريمها في المكتبة الوطنية منها: مئوية الشاعر الكبير سعيد عقل، والشاعر الكويتي عبد العزيز البابطين، ومن أبرز الأنشطة التي أتذكّرها، زيارة العديد من السفراء العرب والأجانب، المعتمدين في لبنان الذين تعاونّا معهم في العديد من الأنشطة المشتركة وأخص بالذكر إمارة الشارقة تحديداً، وزيارات العديد من الوفود العربية والأجنبية التي تشارك في المؤتمرات التي تعقد في لبنان، ومن الزوار المهمين مدير المكتبة الوطنية في طهران، وأصدقاء المكتبات العربية المشاركة في مؤتمر جمعيات المكتبات العربية، والعديد من الباحثين من دول أوروبا والشّرق الأوسط. وبالمناسبة أتمنّى على كل اللبنانيين القادرين وخاصة من أبناء الجبل زيارة المكتبة لتشجيع هذا الفريق العامل فيها، والمميّز بدقة عمله وبخبرته المكتبية لدعم المكتبة لنعمل معاً على تطويرها بشكل أفضل ولدينا مشاريع كثيرة بحاجة إلى أريحية أصحاب الكرامة لتنفيذها.

ل لديكم إحصاء حول مجموع روّاد المكتبة في العام 2017؟
بلغ مجموع المشاركين في مُجمل الأنشطة التي أقيمت في المكتبة للعام 2017 ما مجموعه 20369 شخصاً، وهذا العدد فاق كلّ التوقعات لهذه السنة.

لمزيد من المعلومات عن المكتبة يرجى زيارة:
www.baakeenlibrary.com

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading