الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

المُخَدِّرات آفة العصر!

تقديم:

نبدأ الملف بتوصيف سماحة شيخ العقل لظاهرة انتشار المخدرات باعتبارها “آفة العصر”. وهي حقاً كذلك. لا نظن أن مرضاً (حتى السرطان) فتك بناس عصرنا كما فعلت المخدرات، بأنواعها المختلفة. لم تفعل الحروب، بمآسيها وضحاياها، ما فعلته آفة المخدرات.
كيف لا، والمخدرات تستهدف الأجيال الشابة على وجه الخصوص. وهي بذلك لا تقتل حاضر الجماعة والمجتمع فقط، بل تقتل مستقبلهما قبل ذلك وفوقه. هل رأيت آفة أخرى تحيل الحي ميتاً فيما هو على قيد الحياة؟ وتحيل الشاب كهلاً، فيما هو في ريعان صباه؟
هل رأيت آفة أخرى إذا أقفلت الباب في وجهها دخلت من النافذة؟ وإذا أحكمت إقفال النافذة تسللت عبر مسام الجدران؟
هل رأيت آفة أخرى تتمكن من مريضها، إلى الحد الذي يفقد معه كل إرادة للمقاومة، فيستسلم لها استسلام العبد الخانع الذليل؟
هل رأيت آفة أخرى تنسي مريضها أهله، أمه وأباه، وأخوته، بخيالات وصور وهمية مرضية من عالم اللاوعي؟
هل رأيت آفة أخرى تفقد مريضها اتزان العقل، والوعي السليم، والإحساس بالعيب وسائر قيم مجتمعه، وتحيله مريضاً مرمياً على الهامش يتحرك ب 10 بالمئة لا أكثر من طاقته وقدرته ووعيه وإمكاناته، وهو القادر على أن يكون منتجاً فاعلاً وعضواً نشطاً في أسرته ومجتمعه؟
هذا بعض ما دفع، ويدفع، كل المجتمعات لفعل ما تستطيع لدرء هذه الآفة الفتّاكة عن مجتمعها وشبابها وناشئتها؛ وعن مدارسها على وجه الخصوص.
وهو أيضاً بعض ما دفعنا في لإعادة فتح الملف المؤلم، بل الخطير، وبخاصة على شبابنا وناشئتنا، عدة المستقبل وعتاده.
يصح في المخدرات القول، إذا أردت أن تقتل شعباً على نحو ناعم، ومن دون دماء، فوزّع فيه المخدرات على أنواعها، من الحشيشة إلى حبوب ’ الكبتاغون’ إلى سواهما مما تجود به العقلية الشيطانية لشبكات المنتفعين بتجارة المخدرات، دولاً (ربما)، وشركات، ورؤوس أموال، وشبكات اتجار وموزعين. ألم تحاول دول استعمارية أن تفرض المخدرات بالقوة على مستعمرات لها كي تضمن “موت” شعوب المستعمرات تلك، وتأبيد استعمارها بالتالي؟
يبدأ الملف يتقديم تعريف علمي للمخدرات وما تحتويه من عناصر مكوّنة، وما تنطوي عليه من أضرار قاتلة.
ولأن الملف يتزامن مع “شهر الحرب على المخدرات”، شهر آذار، من كل عام. لذلك جعلنا أولى فقرات الملف ثبتاً سريعاً بأهم الندوات التي دعت إليها لجان المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، واللجنة الدينية واللجنة الإجتماعية تخصيصاً، لإظهار مخاطر آفة المخدرات، إلى أنشطة أخرى. ونختم الملف بمقالتين/محاضرتين لكل من:
– العميد أنور يحي، الرئيس السابق للشرطة القضائية، في قوى الأمن الداخلي، في لبنان،
– والشيخ سلمان عودة، عضو اللجنة الدينية في المجلس المذهبي.
وغايتنا من ذلك كله التحذير ثم التحذير من هذه الآفة الفتّاكة، والحضّ على التعاون في درء مخاطرها، وبخاصة عن شبابنا.


تعريف المخدرات

المخدِّرات هي كلّ ما يمنع الجهاز العصبي عن القيام بعمله وهي مادّة تسبّب تسكين الألم والنّعاس أو غياب الوعي. ويعرّفها القانون على أنّها مواد تُسمّم الجهاز العصبي وتسبّب الإدمان وتُمْنَعُ زراعتُها أو صناعتها أو تداولها إلّا لأغراض يُحدّدها القانون وتكون فقط بواسطة من يُرَخَّص له.

أنواع المخدّرات

تُصَنّف المخدِّرات تبْعًا لمصدرها إلى:

مخدِّرات طبيعيّة:

وهي من أصل نباتي فهي تُسْتَخرَج من أوراق النّبات أو أزهاره أو ثماره.
أ- الخشخاش: تتركّز في الثّمار غيرِ الناضجة.
ب- القنّب: تتركّز في الأورق والقمم الزهرية
ج- القات: تتركز في الأوراق
د- الكوكا: تتركز في الأوراق – جوزة الطيب: تتركز في البذور
ويمكن أن تُسْتخلَص المواد المخدّرة باستعمال المُذيبات العضويّة: الحشيش والأفيون والمورفين والكوكايين.
مُخدِّرات نصف صناعيّة:
وهي مواد مُخدِّرة مستخلَصة من النباتات المخدرة متفاعلة مع موادّ أخرى فتتكوّن موادّ أكثر فعالية من المواد الأولية، على سبيل المثال: الهيرويين ينتج من تفاعل مادة المورفين مع مادة أستيل آلورايد.

مُخدِّرات صناعية:

تنتج من تفاعلات كيميائية معقدة بين المركبات الكيميائية المختلفة في معامل شركات الأدوية أو معامل مراكز البحوث. ويمكن أن تُصنَّف تبعًا لتأثيرها على النشاط العقلي للمتعاطي وحالته النفسية إلى مُهبّطات ومُنشّطات ومُهلوسات. الحشيش باعتباره مُهبّطًا بالجرعة الصغيرة ومهلوسًا بالجرعة الكبيرة.
وإذا ما أخذنا الأساسين السابقين سويّة فيمكن أن نصنفها إلى مُهبّطات طبيعية أو نصف صناعية أو صناعية، ومنشّطات طبيعية أو صناعية، مهلوسات طبيعية أو نصف صناعية أو صناعية، والحشيش.


تاريخ:

إنّ استخدام المواد المخدّرة يعود إلى عصور قديمة ولكن البدايات المعاصرة لاستخدام المخدرات خاصّة في الغرب بدأت بالاستخدام الطبّي للمخدرات وكان الأطبّاء يصفون مركّبات الأفيون كعلاج. وكتب أحد الأطباء كتابًا يبيّن للأمهات كيفية استخدام المخدّرات لعلاج أطفالهنّ وكان جهل الأطباء حينئذ بالمخاطر التي يمكن أن تنتج عن إدمان هذه المواد قد جعلهم يستخدمونها على نطاق واسع لعلاج العديد من الأمراض والآلام وقد اتّسع نطاق استخدامها إلى أن دخلت في كلّ مهدّئات الأطفال. وقد استخدم في الحرب الأهلية الأمريكية لعلاج حالات الإصابة حتّى سُمِّيَ الإدمان على المورفين آنذاك بـ “مرض الجُندي” وفي سنة 1898 أنتجت شركة باير في ألمانيا مادة مخدرة جديدة على اعتبار أنها أقل خطورة وكانت هذه هي مادّة الهيرويين التي تبيّن أنها أكثر خطورة في الإدمان من المورفين. وعندما أدرك الأطبّاء وعموم النّاس مخاطر الإدمان كانت المخدّرات قد انتشرت بشكل واسع جدًّا.


الإدمان:

وهو التعوّد على الشّيء مع صعوبة في التخلّص منه. لكنّ هذا التعريف لا ينطبق على كافّة المخدرات وعقاقير الهلوسة، لذلك رأت هيئة الصحّة العالمية في عام 1964 استبدال كلمة إدمان واستخدام الاعتماد الفسيولوجي (أو الصحّي) والاعتماد السيكولوجي (أو النّفسي).
الاعتماد الفسيولوجي يُستخدَم للدلالة على أنّ كيمياء الجسم حدث بها تغيّرات معيّنة بسبب استمرارية تعاطي المواد المخدِّرة، فيتطلّب الأمر زيادة كميّة المخدِّر دومًا للحصول على نفس التأثير، والانقطاع عن تعاطي المخدّر دفعةً واحدة ينجم عنه حدوث نكسة صحية وآلام شديدة قد تؤدي إلى الموت في النهاية.
أمّا الاعتماد السيكولوجي فيدلّ على شعور الإنسان بالحاجة إلى العقاقير المخدّرة لأسباب نفسية فقط والتوقّف عنها لا يسبب عادة نكسات صحيّة أو عضويّة.
يعود سبب الاعتماد الفسيولوجي إلى دخول هذه السموم في كيمياء الجسم فتُحدث تغيّرات بها. ثمّ لا تلبث بالتدرّج أن تتجاوب مع أنسجة الجسم وخلاياه. وبعدها يقلّ التجاوب لأنّ أنسجة الجسم تَعْتَبرُ المادة المخدّرة كأحد مكونات الدّم الطبيعيّة، وبذلك تقلّ الاستجابة إلى مفعولها ممّا يضطر المُدمن إلى الإكثار من كميّتها للحصول على التأثيرات المطلوبة. فإنْ لم يستطع المدمن لسبب ما الاستمرار بتعاطيه، تظهر بعض الأمراض التي تُسمّى بالأعراض الانسحابية. وتبدأ هذه على شكل قلق عنيف وتدميع العيون، ويظهر المريض وكأنّه أصيب برشح حادّ، ثم يتغيّر بؤبؤ العين، ويصاحب كلّ ذلك ألم في الظهر وتقلّص شديد في العضلات مع ارتفاع في ضغط الدم وحرارة الجسم.


أضرار المخدرات:

الأضرار الجسمية:

1- فقدان الشهيّة للطعام ممّا يؤدي إلى النحافة والهزال والضعف
العام المصحوب باصفرار الوجه أو اسوداده لدى المُتعاطي، كما تتسبّب في قلّة النشاط والحيوية وضعف المقاومة للمرض الذي يؤدّي إلى دُوار وصداع مزمن يصحبه احمرار العينين، ويحدث اختلال في التوازن والتآزر العصبي في الأذنين.
2- يُحدِث تعاطي المخدّرات تهيّجًا موضعيًّا للأغشية المخاطية
والشُّعَب الهوائية وذلك نتيجة تكون مواد كربونية وترسبها في الشُّعَب الهوائية حيث ينتج عنها التهابات رئويّة مزمنة قد تصل إلى الاصابة بالتدرّن الرئوي.
3- يحدث تعاطي المخدّرات اضطرابًا في الجهاز الهضمي والذي
ينتج عنه سوء الهضم وكَثرة الغازات والشّعور بالانتفاخ والامتلاء والتُّخمة التي عادة ما تنتهي إلى حالات الاسهال الخاصّة عند تناول مخدِّر الأفيون والامساك. كذلك تُسبب التهاب المعدة المزمن فتعجز المعدة عن القيام بوظيفتها وهضم الطعام، كما تسبب التهابًا في غدة البنكرياس وتوقفها عن عملها في هضم الطعام، وتزويد الجسم بهرمون الأنسولين الذي يقوم بتنظيم مستوى السكر بالدم.
4- كما تُتلف الكبد وتُليِّفه حيث يُحلِّل المخدّر؛ الأفيون مثلًا خلايا
الكبد، ويُحدث بها تليُّفًا وزيادة في نسبة السكر، ممّا يسبّب التهاباً وتضخماً في الكبد وتوقّف عمله بسبب السموم التي تُعْجِز الكبد عن تخليص الجسم منها.
5- تسبب التهابًا في المخ وتحطيم وتآكل ملايين الخلايا العصبية
التي تكوّن المخ ممّا يؤدي إلى فقدان الذاكرة والهلوسات السمعية والبصرية والفكرية.
6- بالإضافة إلى اضطراب في القلب، ومرض القلب الحولي
والذّبحة الصدرية، وارتفاع ضغط الدم، وانفجار الشرايين، وتسبب فقر الدم الشديد وتكسُّر كريات الدم الحمراء وقلة التغذية، وتسمّم نخاع العظام الذي يصنع كُريات الدم الحمراء.
7- التأثير على النشاط الجنسي، حيث تُقلّل من القدرة الجنسية
وتُنقص من إفرازات الغُدد الجنسية.
8- التورّم المنتشر، واليرقان وسيلان الدم وارتفاع الضغط الدموي
في الشريان الكبدي.
9- الاصابة بنوبات الصّرَع بسبب الاستبعاد للعقار، وذلك بعد
ثمانية أيام من الاستبعاد.
10-إحداث عيوبٍ خَلْقيّة في الأطفال حديثي الولادة.
11-مشاكل صحيّة لدى المدمنات الحوامل مثل فقر الدم ومرض
القلب، والسكري والتهاب الرئتين والكبد والاجهاض العفوي، ووضع مقلوب للجنين الذي يولد ناقص النّمو، هذا إذا لم يمت في رحم الأم.
12-تعاطي المخدّرات قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان
13- تعاطي جرعة زائدة ومُفرطة هي انتحار.

الأضرار النّفسيّة:

1- يُحدِث تعاطي المخدّرات اضطرابًا في الإدراك الحسّي العام
وخاصة إذا ما تعلق الأمر بحواس السمع والبصر، بالإضافة إلى الخلل في إدراك الزّمن فيصبح بطيئًا، واختلال في إدراك المسافات فتصبح طويلة، واختلال إدراك الحجم فتتضخم الأشياء..
2- يؤدي تعاطي المخدرات إلى اختلال في التفكير العام وصعوبة
وبطء به، وبالتالي يؤدي إلى فساد الحكم على الأمور والأشياء والهلوسة والهذيان.
3- يؤدي تعاطي المخدرات إلى آثار نفسية مثل القلق والتوتّر
المستمرّ والشّعور بعدم الاستقرار والشعور بالانقباض والهبوط مع عصبيّة وحِدّة في المزاج وإهمال النّفس والمظهر وعدم القدرة على العمل.
4- تُسبّب المخدرات اختلالًا في الاتزان والذي يُحدِث بدوره بعض
التشنّجات والصعوبات في النطق والتعبير عما يدور في ذهن المتعاطي بالإضافة إلى صعوبة المشي.
5- يؤدي تعاطي المخدّرات إلى اضطراب في الوجدان، حيث ينقلب
المتعاطي بين حالة المرح والنشوة والشعور بالرضا والراحة بعد تعاطي المخدر وحالة ضعف في المستوى الذهني وذلك لتضارب الأفكار لديه فهو بعد التعاطي يشعر بالسعادة والنشوة والعيش في جو خيالي وزيادة النشاط والحيوية ولكن سرعان ما يتحوّل ذلك إلى ندم وواقع مؤلم وفتور وإرهاق مصحوب بخمول واكتئاب.
6- تُسبب المخدرات حدوث العصبية الزائدة والحساسيّة الشديدة والتوتّر الانفعالي الدائم والذي ينتج عنه بالضرورة ضعف القدرة على التّواؤم الاجتماعي.

الحشيش
الحشيش هو مخدِّر يُصنع من القِنّب الهندي (Cannabis Sativa) وتتمّ زراعته في المناطق الاستوائية والمناطق المعتدلة، والماريجوانا هي أوراق وأزهار القنّب الجافة. والسائل المُجَفّف من المادّة الصمغية هو الحشيش.
وهو أكثر المخدّرات انتشارًا في العالم لرخص ثمنه وسهوله تعاطيه فلا تلزمه أدوات معقّده مثل “سرنجات” الإبر أو غيرها. وأوراق نبات القنّب تحتوي موادَّ كيميائيةً tetrahydrocannabinol THC وكميّات صغيرة من مادة تشبه الأتروبين تسبّب جفاف الحلق. ومادة تشبه الأستيل كولين تسبب تأثير دخان الحشيش المهيّج. والحشيش من المواد المهلوسة بجرعات كبيرة ويُعتبر تدخينه من أكثر الطّرق انتشارًا، وأسرعها تأثيرًا على الجهاز العصبي المركزي نظرًا لسرعة وصول المادة الفعالة من الرئة إلى الدم ومنه إلى أنحاء المخ.

تأثيره على الرّئتين
من الأمراض الأولى التي يُحدِثها تعاطي الحشيش هي التهاب القصبات الهوائية وأمراض الرّئة. وتشير بعض الأبحاث الحديثة إلى أنّ الحشيش يسبّب سرطان الرّئة. كما قد ثبت أنّ له تأثيرًا على الأجِنّة والأجيال المستقبليّة وذلك لأنّه يؤثّر على صحّة أجهزة الجنس لدى الجنسين ويمكن أن يوقف الدّورة لدى النساء المتعاطيات. بالإضافة إلى أنّه يُجرّد المتعاطي من قوّة جهازه المناعي ويجعله عرضةً لخطر الجراثيم والفيروسات.
والاستهلاك الكثيف منه يؤدّي الى أمراض الجهاز التنفسي مثل السّعال المُزمن والرّبو والالتهاب الرئوي وقرحة الحلق المزمنة والتهاب البلعوم والسِّلّ.

تأثيره على الدّماغ
يؤثّر الحشيش على الجهاز العصبي، وله تأثير منعكس فهو يبدأ بتنبيه المتعاطي ثم تخديره وتعقبه هلوسة، ثم خمول فنوم مع زيادة الجرعة فيفقد الاحساس بالنشوة ويستبدله بإحساس يتدرّج من الحزن إلى الغضب حتى جنون العظمة ونوبات الغضب الشديدة.

الاستعمال الطبّي:
تُعَدّ الماريجوانا أفضل مُسكّنات الآلام حيث تختلف عن أغلب البدائل بأنّها لا تسبّب أيَّ إدمان نظرًا لخفّة أعراضها الجانبيّة. كما يمكن أن تُستعمَل كمضادّ للقيء ومنشّط للشهيّة وتبيّن الدراسات أنَّ الماريجوانا يمكن أن تساعد في علاج الكثير من الأمراض المختلفة مثل الأمراض التي تتسبب بآلام كبيرة ولا تنفع معها المهدّئات المتوافرة في المستشفيات المتخصِّصة أو قد يؤدي كثرة استخدام المهدئات الطبيّة إلى مضاعفات أخرى أو تفاقم المرض.

الآثار الجسديّة:
يُسبّب تعاطي الحشيش على المدى القصير تزايدًا في سرعة القلب وجفاف الفم واحمرار العينين (احتقان في الأوعية الدمويّة المُلتحمة) وانخفاضًا في الضغط داخل العين والاسترخاء العضلي والإحساس باليدين والقدمين الباردتين أو الساخنتين. تُظهر الـ EEG أو موجات ألفا الكهربائية ثباتًا إلى حدٍّ ما وتردّدات أدنى قليلًا عن المعتاد، وتسبّب المواد المخدِّرة “الاكتئاب الواضح في النشاط الحركي” عن طريق تنشيط مستقبلات الحشيش العصبية وتحدث مستويات الذروة المرتبطة بتسمُّم الحشيش تقريبًا 30 دقيقة بعد تدخينه وتستمرّ لساعات عديدة.

الآثار العصبيّة:
تَتَّسِق المناطق الدّماغية حيث تتواجد مستقبلات الحشيش بكثرة سائدة مع الآثار السلوكية الناتجة عن المواد المخدّرة، حيث مستقبلات الحشيش كثيرة جدًّا؛ هي العقد العصبية القاعدية المرتبطة بالمراقبة الحركية.
المُخَيخ: ويرتبط مع تنسيق حركة الجسد الحصين، ويرتبط مع التعليم والذاكرة والسيطرة والإجهاد.
القشرة الدماغية: ترتبط بالوظائف المعرفية العليا.
النواة المتكئة: التي تُعْتَبَر مركز المكافأة في المخّ ومناطق أخرى حيث تتركّز مستقبلات الحشيش باعتدال وهي منطقة ما تحت المهاد، التي تنظّمُ وظائف التماثل الساكن.
اللّوزة الدّماغية: وترتبط مع الاستجابات العاطفية والخوف.
النخاع الشوكي: ويرتبط مع الأحاسيس الطّرفية مثل الآلام.
جذع الدّماغ: ويرتبط مع النّوم والإثارة والتحكّم الحركي.
نواة الجهاز الانفرادي: ويرتبط مع الأحاسيس الباطنيّة مثل الغثيان والتقيُّؤ.

لقد أظهرت التّجارب على الحيوانات والأنسجة البشريّة تعطيل تشكيل الذاكرة على المدى القصير، الذي يتَّسِق بغزارة مستقبلات CB1 على الحصين ومنطقة الدّماغ المرتبطة بشكل وثيق مع الذاكرة. تمنع المواد المخدِّرة إطلاق العديد من الناقلات العصبية في الحصين مثل أستيل وبإفراز الغلوتامات، ممّا أدى إلى انخفاض كبير في نشاطات الخلايا العصبية في تلك المنطقة.

الكبتاجون

الكبتاجون أو فينيثايلين هو أحد مشتقات مادة الأمفيتامين. صنعت في البداية سنة 1919 في اليابان بواسطة الكيميائي أوقاتا. واستخدم لحوالي 25 عاما، باعتباره بديلًا أكثر اعتدالًا للأمفيتامين كان يُستخدم في تطبيقات كعلاج للأطفال “قصور الانتباه وفرط الحركة”، وكما شاع استعماله لمرض ناركوليبسي أو كمضاد للاكتئاب.

تاريخ الأمفيتامينات ومثيلاتها:

في البداية صنع الأمفيتامين في ألمانيا سنة 1887 وأطلق عليها عندما اكتشفت باسم المقوِّيات، وقد صُنعت لمكافحة الجوع.
الميثامفيتامين صُنعت أوّلًا في اليابان سنة 1919، وفي العشرينيّات استُخدمت الأمفيتامينات كعلاج للعديد من الأمراض مثل الصّرع وانفصام الشخصية, وإدمان المُسكرات والصّداع النّصفي (الشقيقة), وغيرها، في سنة 1930 لاحظ الطبيب بنيس أنها ترفع ضغط الدم، في سنة 1932 استخدمت لعلاج احتقان الأنف، وفي سنة 1933 لاحظ أليس تأثيرها كمنشّط للجهاز العصبي المركزي وموسّع لقنوات الجهاز التنفسي، وفي سنة 1935 استُخدمت لعلاج نوبات النّعاس الغالبة (Narcolepsy) (مرض يحدث فيه نوبات قصيرة من النّوم العميق والتي من الممكن أن تَحْدث في أي وقت خلال اليوم)، وفي سنة 1937م استخدمت لعلاج فرط النّشاط لدى الأطفال ADHD (تأثير الأمفيتامين على الأطفال يكون كمهدّئ بدلًا من تنبيههم بعكس البالغين).

الكبتاجون (captagon) هو الاسم التّجاري للفينثيلين (Fenethylline) الاسم العلمي وهو مركب مثيل للأمفيتامين التي تُعَدُّ من المنشطات، والمنشطات هي العقاقير التي تسبّب النشاط الزائد وكثرة الحركة وعدم الشعور بالتّعب والجوع وتسبّب الأرق وتُعتبَرُ من المخدِّرات التصنيعيّة وهي موادّ محظورة، ومن أشهر أنواع الأمفيتامينات ذلك الذي يُعْرَف تجاريًّا باسم “بنزدرين” وميثامفتيامين والمعروف تجاريًّا باسم “ديسوكسين” وديكسترو أمفيتامين والمعروف تجاريًّا باسم “ديكسيدرين”. كما توجد مركبات أخرى مثيلة للأمفيتاميات وهي فينثيلين والمعروف بالكبتاجون والفينمترازين المعروف تجاريًّا باسم “بريلودين” وفينديميترازين المعروف باسم “بليجين” وفينترمين
أشكال الأمفيتامينات: حبوب – كبسولات – قطع كريستال صافية – بودرة.

قد يعاني المُدمن من الهلوسات السمعيّة والبصريّة وتضطرب حواسُّه فيتخيّل أشياء لا وجود لها، كما يؤدي الاستعمال إلى حدوث حالة من التوهُّم حيث يشعر المُدمن أنَّ حشراتٍ تتحرّك على جلده. وهناك مَنْ تظهر عليه أعراض تشبه حالات مرض الفصام أو جنون العظمة. كذلك الشعور بالاضطهاد والبكاء بدون سبب و الشكّ في الآخرين فمثلًا بعض المتعاطين يشكُّ في أصدقائه بأنّهم مخبرون متعاونون مع مكافحة المخدِّرات وهناك من يشكّ في زوجته بأنّ لها علاقات مع غيره ممّا يسبّب مشاكل عائليّة واجتماعية للمتعاطي ومع الإفراط في الاستخدام يحدث نقص في كُريات الدم البيضاء ممّا يضعف المقاومة للأمراض, كذلك تحدث أنيميا، كما يؤدّي إدمان الأمفيتامينات إلى حدوث أمراض سوء التغذية، كما يسبب حقنها في الوريد بجرعات كبيرة حدوث إصابات في الشرايين مثل الالتهاب والنّخر وفشل كلوي وتدمير الأوعية الدموية بالكليَة وانسداد الأوعية الدموية للمخ ونزيف في المخ قد يؤدي إلى الوفاة، ويؤدي استنشاق الأمفيتامين إلى إثارة الأغشية المخاطية للأنف، ويؤدّي استخدام الحقن الملوثة إلى نقل عدّة أمراض خطيرة مثل الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي من نوع B ومن أضرارها كذلك أنها تؤدي إلى الوقوع في التّدخين (أو الإكثار من التدخين إذا كان يدخّن قبل الوقوع في تعاطي الكبتاجون) لأنّها تزيد من مفعول الكبتاجون. كذلك تؤدي إلى الوقوع في الحشيش لأنّ الحشيش يضادّ مفعول الكبتاجون فيستخدمها بعض المتعاطين إذا أراد النوم، كما تؤدي إلى الوقوع في المُسكرات (لأنّه يُشاع بين المتعاطين أنّ الكحول تُزيل أثر الكبتاجون من الجسم فلا يتمّ التعرّف على المتعاطي من خلال التّحليل).
اشكال الكبتاجون: حبوب – كبسولات – قطع كريستال صافية – بودرة.

الهيرويين

يُصَنَّف من المخدّرات في الغرب، ويُحصل عليه عبر أستلة (إضافة جُزَيء أستيل) المورفين، وهو أهمّ شبه قلوي مُستخرَج من الخشخاش المنوِّم، وهو مُخدِّر قويّ للجهاز العصبي المركزي ويسبب إدمان جسمي ونفسي قوي، والهيرويين (باسمه العلمي “دايمورفين” أو “دايستلمورفين”) يوصف كعلاج للأغراض الطبيّة كمخدِّر للآلام الحادّة.
يُسْتَخدم الهرويين في المملكة المتحدة كمُسكِّن قوي للألم تحت اسمه العلمي دايمورفين أو دايستلمورفين. استخدامه يشمل علاج الآلام الحادّة، مثل الإصابات الجسدية الحادّه، واحتشاء عضلة القلب، وآلام ما بعد الجراحة، والآلام المزمنة وأمراض أخرى، ويُصَنّف من ضمن الأدوية فئة A الخاضعة للرقابة.

أعراض إدمان الهيرويين:
الأعراض الجسديّة: ضيق التنفسّس والجفاف وضيق حَدَقة العين وتغيّرات سلوكية واضحة وضعف الاتزان واضطراب ضربات القلب وعدم القدرة على التركيز وكَثرة النّسيان وزيادة في النشاط يليها الخمول والكسل وانخفاض ضغط الدم وفقدان الوزن والرشح المستمرّ والتهابات في أماكن الإبر والحقن والضّعف الجنسيّ والإصابة بالإيدز، اضطرابات الدّورة الشّهرية لدى السيّدات.
الأعراض السلوكية والنفسية:
التّلعثم في الكلام وعدم القدرة على التحدّث بشكل لائق، والعزلة والابتعاد عن الأصدقاء والعائلة وتدمير العلاقات الأسريّة.
أمّا الأمراض التي يُصاب بها المُدمن على المدى الطّويل فكثيرة مثل: أمراض القلب وانتقال العدوى عن طريق استخدام الإبر خاصة الإيدز والفيروس الكبدي الوبائي والالتهاب الرّئوي وتجلّط الدم وأمراض الكبد والتّشنّجات وأعراض الانسحاب من إدمان الهيرويين وتظهر من خلال الرّعشة الشديدة ولإسهال والحُمَّى.

الكوكايين

هو مسحوق أبيض يُستَخلص من أوراق نبات الكوكا الذي ينمو بشكل رئيسي في أمريكا الجنوبية. وعادة ما يتم تعاطيه باستنشاق المسحوق عن طريق الأنف و”الكراك” ليس مخدِّرًا مُختلفًا، وإنّما هو شكل من أشكال الكوكايين يسبّب درجة أكبر من الإدمان، وعادةً ما يتم تدخين الكراك، الذي يسمّى أيضاً بالصّخر أو الحجر أو الكوكايين المُنَقَّى ويتمّ أحيانًا حقن الكوكايين أو أكلّه.
الآثار الجانبية: نظرًا لتأثيراته القوية، كثيرًا ما تكون لدى متعاطي الكوكايين رغبة مُلحّة في تعاطي المزيد، وقد تؤدّي الجرعات الكبيرة من المخدِّر إلى إصابتك بالإجهاد، والقلق، والاكتئاب، وأحيانًا العُدوانيّة.
المخاطر: قد يؤدي استنشاق الكوكايين إلى تلف لا يمكن علاجه لداخل الأنف، وقد يضرّ تعاطي الكوكايين قلبك ورئتيك، وقد تؤدي الجرعات الكبيرة إلى الوفاة بالأزمات القلبية أو الجلطات. وتعاطي الكوكايين مع الكحول يزيد من مخاطر الإصابة بالأزمة القلبية والوفاة، وقد يؤدي أكل الكوكايين إلى تلف نسيج الأمعاء. وقد يكون الاكتئاب الذي يلي الشعور بالنشوة حادًّا وقد يؤدي إلى محاولات انتحار، ومع الاستعمال طويل المدى أو بجرعات مفرطة، قد تتحول الإثارة التي يولدها الكوكايين إلى قلق، وأرق، وفقدان وزن. وبعض الأشخاص يظهر عندهم مرض الذّهان الزّوري (الخُيَلائي) حيث يُحْتَمل ممارستهم للعنف، وقد تؤدّي الرّغبات الملحّة في تعاطي الكوكايين، وخاصّة الكراك، إلى رغبتك في تعاطي المخدِّر طوال الوقت، وقد تفقد السّيطرةَ على استخدامِك للمخدِّر.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي