الخميس, نيسان 25, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الخميس, نيسان 25, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

تقليم الأشجار المثمرة

تقلـيــم الأشجــار المثمــرة
الخطــة، الأهــداف والأخــطاء الشائعــة

التقليم التكويني
يستهدف تكوين الفروع التاجية للشجرة في السنوات الأربع الأولى من عمرها

التقليم الثمري
يبدأ في السنة الخامسة ويستهدف حفز الإثمار والتأسيس للإنتاج الاقتصادي للشجرة

التقليم التجديدي
يطبّق على الأشجار الهرمة ويستهدف التشجيع على نمو جيل فتي من الأغصان التاجية

الشكل الكأسي للتقليم هو الطريقة الأكثر شيوعاً في دول البحر المتوسط

يعدّ التقليم من الأركان الأساسية لعمليات الخدمة الحقلية، لأن للتقليم تأثيراً مباشراً على نمو وتطور أشجار الفاكهة. ومن الضروري لكي يعطي التقليم النتائج المرجوة أن يقوم به المزارع بشكل دوري ومنظم حسب المبادئ أو القواعد العلمية المعمول بها بالنسبة لكل صنف، وكذلك مع مراعاة الخصائص البيولوجية وتطور عمر الأشجار ومدى تجاوبها مع عملية التقليم. و للتقليم دور بارز في توزيع الغذاء داخل الأشجار وتسهيل توزيع وامتصاص العصارة النباتية، ولهذا فإنه من الممكن من خلال عمليات التقليم التحكم بطبيعة نمو الأشجار لتوجيهها في المنحى الذي يخدم عملية الإنتاج ويحافظ في الوقت نفسه على قوة الشجرة وتوازنها.

على الرغم من وجود مبادئ عامة للتقليم فإن طريقة التقليم قد تختلف حسب أنواع الأشجار، كما أنها قد تختلف بالنسبة للشجرة نفسها وتتطور في موازاة خط نمو الشجرة وحالتها والمشكلات التي قد تعاني منها (مثلاً من جراء التقليم الخاطئ في سنوات سابقة). بمعنى آخر، فإن تقليم شجرة أو صنف معين يجب أن يتبع مبادئ معينة لكنه يجب في الوقت نفسه أن يكون تفاعلياً وأن يتلاءم مع التطور الطبيعي لكل شجرة مع انتباه خاص لمعادلة النمو الخضري والثمري.
أضف إلى ذلك أن عملية التقليم هي جزء من برنامج العناية الشاملة بالحقل أو بالغراس وهي لا يمكن أن تعطي مفعولها ما لم ترافقها الأعمال الحقلية الأخرى كالحرث والتسميد والري ومكافحة الآفات وغيرها.

مراحل التقليم
على الصعيد التطبيقي يختلف الهدف من عملية التقليم حسب المراحل التي تمر بها الشجرة، وسنتوقف هنا عند مرحلتين من التقليم: التقليم التكويني والتقليم الثمري. وسنقدم بعدها فكرة موجزة عمّا يمكن تسميته التقليم التجديدي، وهو خاص بالأشجار الهرمة أو التي قد يصيبها ضعف يؤثر على إنتاجيتها.

تعريفات سريعة
التقليم التكويني: يتم العمل به في مراحل التكون الأولي للغراس، ويكون الهدف منه المساعدة على تكوّن التاج الشجري في السنوات الثلاث الأولى من حياة الشجرة، ولهذا يسمى التقليم في هذه المرحلة “تكوينياً”. والمقصود بالتاج هنا هو الفروع الرئيسية المنبثقة من جذع الشجرة، والتي يجب أن تكون قوية ومتباعدة نسبياً عن بعضها وقادرة على حمل النموات الخضرية والثمرية وفي الوقت نفسه تأمين دخول الشمس التي تعتبر عاملاً أساسياً في أداء الشجرة المثمرة. ويجب بالطبع الأخذ في الاعتبار في جميع الحالات اختلاف الأصناف والظروف المناخية والبيئية المحيطة بالشجرة والتي قد تؤثر في نموها.

التقليم الثمري: من المفضّل إدخال الأشجار المثمرة في الإنتاج باكراً، أي بعد السنة الثالثة حسب الأصناف والأنواع. وفي هذا السياق، فإن التقليم الثمري يستهدف المساعدة في تنظيم الحمل بين الأغصان والفروع الأساسية والمساعدة أيضاً على تنظيم الحمل السنوي وتجديد نمو البراعم الثمرية، وذلك بالتخلص من الفروع القديمة الضعيفة وفي الوقت نفسه الحفاظ على التوازن المطلوب بين النمو الخضري وبين النمو الثمري.
أولاً: خطة التقليم التكويني
بناءً على ما سبق فإن على التقليم التكويني أن يتبع خطة معينة وفق مراحل نمو الشجرة، وهذه الخطة يمكن إيجازها كالتالي:

1.تقليم العام الأول
إن تكوين هيكل تاج الأشجار يبدأ في العام الأول، أي عام غرس النصوب بقص الجذع الطولي للغرسة بعد وضعها مباشرة في مكانها الدائم في الأرض، وذلك على ارتفاع ما بين 50 – 70 سم كمعدل وسطي.
يجب الإنتباه إلى أننا ننصح بتأسيس الشجرة على جذع قصير نسبياً، وهو شرط أساسي لتكوين التاج أو الفروع القوية في المرحلة الأولى للنمو. ولأن الأشجار التي تربى على ساقٍ أطول من ذلك تكون غالباً هزيلة وضعيفة وغير فعّالة اقتصادياً، لأنها تحتاج إلى أعمال وتجهيزات حقلية عديدة كمعدات التقليم والقطاف مثل السلالم، كما أن قرب الأشجار للأرض يجعلها أكثر نجاحاً وإنتاجية بالإضافة إلى نشرها الظل بصورة أفضل فوق التربة، وبالتالي الحفاظ على رطوبتها والتقليل من عملية التبخر، كما أن تقصير جذع الشجرة يحول الأغصان إلى “مظلة” تحمي الجذوع من وصول أشعة الشمس القوية مباشرة وهو ما يتسبب بجفافها وتشقق القشرة.
بعد قطع محور الغراس في السنة الأولى للغرس، وبفضل تقصير الجذع الوتدي، فإننا سنلاحظ في مطلع فصل الربيع ظهور براعم عديدة نشطة على الجذع سرعان ما ستتحول إلى فروع. وفي هذه الحال، فإن علينا انتخاب مجموعة من هذه البراعم- الفروع تحت منطقة القطع مباشرة على أن يكون عددها حوالي خمسة براعم قوية وجيدة. أما الهدف من ذلك فهو أن نختار من أصل هذه البراعم الخمسة، الثلاثة الأقوى في العام التالي. ويفضل في منتصف فصل الربيع نزع البراعم التي نمت في منطقة الساق تحت الفروع الخمسة المنتخبة من قاعدتها حتى لا تستطيع الإنبات من جديد ولا تزاحم بالتالي البراعم المنتخبة، والتي يتعين توجيه العصارة وقوة الشجرة كلها للتسريع في نموها.

2.تقليم العام الثاني
في العام الثاني يتم انتخاب ثلاثة أو أربعة فروع من المجموعة المتكونة من العام الأول، على أن يراعى توزيعها بشكل منتظم على الجذع بما يساهم مع الوقت في إعطاء الشجرة ما يسمى بالشكل “الكأسي”، وهو شكل الكأس الذي نحصل عليه من تطور الفروع الرئيسية باتجاه الخارج بصورة شبه دائرية مع الإبقاء على فراغ نسبي داخل الشجرة، وهذا الشكل يعتبر أفضل الأشكال الهندسية للتقليم في لبنان وبعض الدول المجاورة.
من المفضّل في تقليم العام الثاني أن يكون عدد الفروع المنتخبة ثلاثة فروع تتوزع على الجذع بشكل حلزوني، أي بحيث لا تكون مقابلة لبعضها البعض. وعلى هذه الفروع سنشهد في العام نفسه نمو براعم جانبية بحيث يكون داخل الأشجار فارغاً على شكل كأس. وتقلم هذه الفروع الثلاثة حسب قوة وطول النموات فإذا كان طول الفروع ما دون الـ 50 سم يزال نصفها مع الأخذ في الاعتبار أن يكون البرعم القيادي أي الذي يقع تحت القطع مباشرة متجهاً نحو الخارج ومتوازياً مع الفرع الرئيسي لهيكل الأشجار. أما إذا كانت الطرود أطول من 50 سم يفضّل أن يكون التقليم “تطويشي”، أي قطع الجزء الأعلى من الطرود الأساسية للأغصان (الملوك) بنسبة الثلث بحيث يترك ثلثا الطول الأصلي للغصن المتبقي.

3.تقليم العام الثالث
يكون التقليم الثالث متوسطاً للفروع المتكونة على الأغصان الثلاثة الأساسية المتكونة على الجذع في السنة الأولى مع مراعاة إدخال الغراس في الإنتاج. أما الفروع التي نمت من براعم العام السابق فيتم تقليمها على مسافات متباعدة نسبياً وإزالة الفروع المزاحمة والقريبة من الأغصان الأساسية وأيضاً الفروع التي تعيق عمليات الخدمة الحقلية من حرث وريّ وقطاف ومكافحة الآفات، مع الإنتباه على إبقاء الفروع والبراعم الصغيرة على الشجرة لأنها ستتحول إلى براعم زهرية (أي ثمرية) في العام المقبل.

تقليم-شجرة-في-عامها-الثالث---صورة
تقليم-شجرة-في-عامها-الثالث—صورة

ثانياًً: خطة التقليم الثمري
يعتبر التقليم الثمري العملية الأهم ابتداءً من السنة الرابعة من عمر الشجرة والهدف منه، بعد أن أنجز تكوين التاج والفروع الرئيسية، ضمان الاستمرارية في النمو وتنامي الإنتاج الثمري مع الحفاظ على عاملي الجودة والنوعية.

تقليم العام الرابع
يجري تقليم الفروع الهيكلية مع الإنتباه للفروع الصغيرة والبراعم الثمرية للشجرة، وعلى جميع الأغصان والفروع، يجب أن ترتب هذه البراعم على مسافات متساوية تقريباً. ومع ابتداء هذا العام الرابع من عمر الشجرة نكون قد بدأنا عملية التقليم الثمري وبدأنا تحضير الشجرة للبدء في الإنتاج. لكن كما أن تكوين الشجرة يتطلب طريقة معينة في التقليم، فإن مرحلة الإثمار تحتاج بدورها إلى طريقة مختلفة لأن الهدف الآن لم يعدّ تشجيع النمو وتكوين الفروع بل تنظيم مرحلة الإنتاج وجني ثمار التأسيس والعناية التي قمنا بها خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الشجرة.
من المهم التركيز في هذا المجال على أن القاعدة ابتداءً من العام الرابع من عمر الشجرة هي ترك النموات الطرفية دون تقليم للحد من النمو الخضري القوي وتشجيع نمو البراعم الزهرية، في هذا العام تبدأ الشجرة بالحمل التبشيري ويتزايد إنتاجها عاماً بعد عام، وهذا هو جوهر ما يعرف باسم التقليم الثمري أي التقليم بهدف تحفيز وتنمية الإثمار. بكلام آخر، فإن عملية التقليم ابتداء من السنة الرابعة تصبح سهلة وتهدف إلى إجراء تقليم خفيف لطرود النمو الخضري مع الحفاظ دائماً على الشكل. ويهدف هذا التقليم إلى تنظيم الحمل وتقوية خشب الفروع الثمرية وتشجيع الأشجار على تكوين براعم زهرية جديدة.
تجدر الإشارة إلى أن التقليم يؤثر تأثيراً هاماً على يقظة البراعم وزيادة الإنتاج. فالتقليم المتوسط لا يجهد الأشجار ويشجع على تكوين كمية كبيرة من البراعم الثمرية. أما التقليم القصير أو الجائر فيقلل من تكوين البراعم الثمرية ويقلص المساحة الورقية والحمل ويؤخره ويسبب بالتالي كثافة في الطرود التاجية. كما أن للتقليم القصير أضراراً عديدة أهمها: انخفاض الإنتاج، وإجهاد الأشجار والأرض لأنه يؤدي إلى امتصاص كمية كبيرة من الرطوبة المشبعة بالمواد الغذائية.
المهم في التقليم الثمري هو دائماً الإنتباه إلى قوة النمو ودرجة يقظة البراعم والقدرة على تكوين الطرود؛ مثلاً، في بعض أصناف التفاح التي تكون درجة يقظة البراعم ضعيفة، يؤدي عدم تقليم الشجرة إلى تعرية الفروع وانتقال البراعم الثمرية إلى قمة الفروع وعدم نمو البراعم الخضرية على الفروع. كما أن زوايا الفروع الحادة هي السبب الأساسي في تكسيرها. لهذا من المفضل تقليم طرود الأشجار خاصة في هذه الأصناف تقليماً متوسطاً إلى قصير مما يساعد على زيادة تفتح البراعم الخضرية لتكوين الفروع. أما الأصناف المتميزة بيقظة براعم جيدة وقدرتها العالية على تكوين الطرود والميل نحو كثافة التاج مثل بعض أصناف التفاح والدراق وبعض أصناف الخوخ فلا حاجة هنا إلى تقليم قصير للطرود.

التقليم ثلاثة أنواع:
التقليم المتوسط وهو الأعم والتقليم القصير ويطبّق على الأغصان الضعيفة والتقليم الطويل ويطبّق على الأغصان القوية والطرود الطويلة

تحتاج الأشجار بشكل عام إلى تقليم مستمر لتاج الأغصان بما يضمن استمرار النمو نحو الأعلى لكن ينبغي في هذه الحال تقصير الفرع الرئيسي والأقوى بين الفروع الموازي إلى الغصن الذي يحمله. أما الفروع المتبقية فيجب تفريدها وإزالة الأطول منها والمتجهة إلى الأعلى من قاعدتها لأنه إذا بقي في تلك الفروع براعم فإنها ستستمر في الربيع المقبل وتشكل فروعاً تزاحم على الغذاء وتتشابك مع بعضها البعض. أي أن هذه الأشجار تحتاج إلى تقليم طويل نسبياً لإستمرارها في النمو الحجمي، وإلى إزالة الفروع المتشابكة والمريضة والمتزاحمة وتفريغ الأشجار من الداخل لتأمين الضوء والتهوئة لكافة أجزاء النبتة. بالإضافة إلى الانتباه التام لناحية تقليم الطرود، يجب أن يكون البرعم النهائي متجهاً إلى الخارج لكي يبقى داخل الأشجار مفتوحاً.
يعتمد تقليم الأشجار البالغة على تنظيم الإثمار بين الأغصان والفروع المتقابلة، وعلى اليقظة التامة بشأن استمرار النمو الهيكلي للشجرة والمحافظة على شكل الأشجار عبر منع تزاحم الفروع والحفاظ كذلك على ارتفاع الشجرة بالمعدل المطلوب حسب الأصناف والأنواع. مثلاً أشجار التفاح من 1.5م أصناف مقزمة إلى 3.5 م أصناف معمرة، وأشجار الكرز من 3.5 م إلى 5 أمتار. وإذا كان طول الطرد التاجي حوالي 60 سم يجب إزالة حوالي الثلث منه أي 20 سم، وإذا كان طول الطرد أقل من 35 سم فيجب أن يكون التقليم قصيراً بحيث يزال ثلثا الطرد أي 22 سم لإعادة تشجيع الشجرة على النمو الجيد. كما أنه من المستحسن إزالة أكبر كمية ممكنة من التشكيلات والفروع الثمرية الهرمة لتنمو مكانها أو بالقرب من منطقة التحامها بالأغصان براعم وفروع ثمرية حديثة.

تقليم شجرة تفاح كبيرة - لاحظ كيف ساعد التقليم السابق تكاثر البراعم الثمرية
تقليم شجرة تفاح كبيرة – لاحظ كيف ساعد التقليم السابق تكاثر البراعم الثمرية

التقليم التجديدي
يستخدم التقليم التجديدي عند الضعف العام للأشجار، إذ يلجأ المزارع عندها إلى إزالة بعض الأغصان وتقصير بعضها الآخر، وذلك بهدف تكوين براعم حديثة وفروع جديدة قوية تتهيأ للإنتاج في العام التالي. ومن المعروف أن الفروع أو التشكيلات التي تحمل البراعم الثمرية تعطي أكبر كمية من إنتاج الشجرة بعمر ثلاث إلى خمس سنوات، وتقل تدريجياً نسبة الإنتاج كلما تقدمت التشكيلات الثمرية بالعمر.
أما رد فعل الشجرة الهرمة على التقليم التجديدي فيتصف عادة بإنتاج طرود وفروع جديدة وكثيفة العدد، وهذا يعود إلى قدرة وسلامة المجموع الجذري للأشجار التي تحوّل الغذاء من الأغصان المقطوعة إلى النموات الجديدة. وفي هذه الحال، يجب أن يراعى عدم تقليم الفروع الجديدة قبل عامها الثالث، وبعد مرور عامين على إنبات الفروع الجديدة. ويفضل في هذه الحال تفريدها، أي إزالة الفروع المتزاحمة والمريضة والتي نمت في داخل الأشجار حتى تكون منفرجة إلى الأعلى على الشكل المعتمد أي الكأسي، للسماح بدخول أكبر كمية من ضوء الشمس إلى داخل الأشجار، ثم يتم بعد ذلك انتخاب أفضل الفروع وأقواها المتواجدة على الأغصان الرئيسية والتي تأخذ الشكل الكأسي للتقليم والمستقيمة مع هيكل الأشجار، ثم تقصّر الفر وع المنتخبة بإزالة الربع الأعلى منها مع ترك عدد كبير نسبياً من الفروع والنموات الخضرية القصيرة التي تتحول بدورها إلى براعم ثمرية في العام التالي.

معدات التقليم ومواعيده
تستخدم في عمليات التقليم معدات كثيرة أهمها: المقص والمنشار والسلم. ومن المفضل أن تكون هذه الأدوات نظيفة وحادة حتى لا تساهم في تلوث ونقل الميكروبات إلى الأشجار وعدم تلف عدد كبير من الخلايا، كما يستحسن ارتداء الأحذية الطرية حتى لا تؤدي إلى الخدوش والأضرار للغراس الحديثة، وبالتالي إضعاف نموها، مع العلم أننا نحتاج إلى شجرة قوية لأننا قد نحتاج لتسلقها في المستقبل سواء لأعمال الصيانة أو القطاف. ويمكن استخدام المناشير اليدوية في إزالة الأغصان المتوسطة الحجم؛ أما المناشير الكهربائية، فتستخدم لتوفير الجهد والوقت اللازمين على الأشجار الهرمة والمسنة غير القادرة على تجديد نموها الخضري وإعطاء الإنتاج بشكل جيد، والتي تصبح معرّضة للإصابة بالأمراض والحشرات. تقطع الأغصان في منطقة تشكيلها أي في منطقة اتصال الفروع بالأغصان كما في أشجار الزيتون والمشمش والكرز والكستناء والجوز وغيرها من الأشجار المعمرة.
ومن الأفضل تنفيذ عملية التقليم في مرحلة السكون عند الأشجار المتساقطة الأوراق، أي في فصلي الشتاء والخريف حين تكون العصارة النباتية مشبعة بالمواد الغذائية الضرورية التي تغذي وتحث البراعم الخضرية والزهرية في الربيع المقبل على الظهور. هذه المواد توجد في الأغصان والفروع والجذوع والجذور. الدليل على أن الأشجار دخلت في مرحلة السكون هو تساقط الأوراق عنها ويفضل تقليم الأشجار الحساسة للصقيع في أواخر فصل الشتاء وأوائل فصل الربيع.

خلاصة
نستنتج إذاً، أن تقليم الأشجار المثمرة من أهم الأعمال الرئيسية الحقلية المنفذة في البساتين، بل يمكن القول إن التقليم هو التقنية الأكثر أهمية وتأثيراً مباشراً على الشجرة من الخدمات الحقلية الأخرى كالتسميد والحرث والري ومكافحة الأمراض والحشرات وجني المحصول، والسبب هو أن التقليم هو الذي يحدّد شكل وهيكل الأشجار، كما يحدّد مدى استمراريتها في النمو وزيادة إنتاجها الاقتصادي خاصة عند تقدمها في السن، كما يساهم أيضاً في تشجيع إنبات فروع ثمرية جديدة بعد قطع القديمة منها.
في جميع الأحوال يستحسن استشارة ذوي الخبرة في هذا التقليم وعدم الاجتهاد كما يحصل في كثير من الأحيان، لأن للتقليم قواعده ومبادئه العلمية المبنية على علم النباتات والأشجار وسلوكها الطبيعي، ولأن الغاية الأساسية من زراعة الأشجار المثمرة ليس إجراء التجارب بل الحصول على إنتاج يعطي مردوداً اقتصادياً مع إعطاء أهمية أقل لشكل الأشجار، خصوصاً الفتية منها، والتي ينبغي إدخالها في مرحلة الإثمار ومساعدتها على الاستمرار في توفير أفضل الإنتاجية طيلالعمر الاقتصادي للشجرة.

تنويه

سقط اسم الكاتب الاستاذ رائد زيدان سهواً عن موضوع زراعة الأصناف الجديدة من التفاح المنشور في العدد رقم 2 من الضحى. فاقتضى التنويه والاعتذار

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading