الخميس, نيسان 25, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الخميس, نيسان 25, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

جامع الأمير شكيب أرسلان في المختارة

وليد بك يتابع الحدث التاريخي بتدشين كنيسة سيدة الدر في المختارة بعد ترميمها وتجديدها1
وليد بك يتابع الحدث التاريخي بتدشين كنيسة سيدة الدر في المختارة بعد ترميمها وتجديدها1

في زمن الإرهاب والإجرام والتدمير نبعث برسالة إلى العالم. لبنان يستطيع أن يقدّم مثالاً فريداً في حماية التعددية والتنوع

وليد بك يتابع الحدث التاريخي بتدشين كنيسة سيدة الدر في المختارة بعد ترميمها وتجديدها

وسط المناخ المشحون الذي يعيشه لبنان والأنواء العاصفة في المنطقة رسم حدثان وطنيان في المختارة صورة مختلفة جسدت الصمود الوطني دفاعا عن صيغة لبنان التنوع والتآخي والسلم الأهلي. كان مدهشا حقا ما حمله هذان الاحتفالان التاريخيان للبنانيين من دلالات في وقت هم في أمس الحاجة إلى جرعة إيجابية تبقي على الأمل حيا في قلوبهم وتقدم لهم الدليل على أن الوطن باق وأن اللبنانيين متفقون على أنه لا خيار أمامهم وسط صحراء الجهل والعنف والكراهية التي تجتاح المنطقة إلا استجماع كل عناصر القوة والصمود لحماية حريتهم وكرامتهم وصيغة عيشهم.
كان المشهد فريدا ومن المشاهد الحضارية النادرة التي تناقض مشاهد الجهل والعنف والدماء الذي تصطبغ بها شاشاتنا صباح مساء. نعم هنا في لبنان وفي جبله العريق، وليس في أي مكان في العالم العربي أو في هذا المشرق المتهاوي، يجتمع القادة السياسيون والروحيون والأعيان والمواطنون من كل صوب للاحتفال بكنسية ثم بجامع، لأخذ صور جامعة وتبادل كلمات ليس فيها تهديد ولا وعيد ولا تبجح بانتصارات وقهر لفئة من المواطنين.. نعم هنا التقى الجميع ودون أن ينسوا اختلافاتهم وخصوصيات كل فريق منهم لكن ليؤكدوا على ما يجمعهم أولا وهو كثير وأهمه إنسانيتهم المشتركة وهذه الإرادة الصلبة في حماية النسيج الوطني وتعزيز الأواصر وحفظ قيمة الإنسان وتجديد الثقة. كأنهم يقولون نريد أن نحفظ لأبنائنا ولأحفادنا هذا الوطن الجميل الذي تسلمناه من السابقين، ولا نريد له أن يصبح أرضا مهجورة ولأبنائنا أن يقنطوا ويفروا إلى أربع زوايا الأرض. لأنه لا وطن من دون مواطنين ومن دون أجيال شابة ومقدامة ومتفائلة، ولا بديل لذلك عن الكنيسة وعن الجامع وعن مجلس الذكر والحسينية لا بديل عن صون الأمل وعن الشراكة الحقيقة في الوطن.
وليد جنبلاط لا يقول الكثير في هذه الأيام التي استلبت فيها العقول واسترهنت عواطف وأرواح وتعطلت فيه بوصلة الكثيرين، لكنه عبر حدثي المختارة أتحف اللبنانيين بمائدة كبيرة للأمل وبحدثين يحملان من الرمزية والدلالات ما يفوق في بلاغته مئات الخطب والبيانات. وليد جنبلاط نفسه بما يجسد هو من رمزية ومن استمرارية لإرث الأمير شكيب أرسلان العربي الإسلامي ورؤية كمال جنبلاط الإنسانية التقدمية وعنفوان مي أرسلان العربي، وليد جنبلاط هو وحده القادر في هذه الظروف على أن يجمع في مكان واحد في لبنان، وفي دار المختارة بالتحديد، كل أطياف البلد ونخبته السياسية والروحية والفكرية وهو في موقع المستطيع لأنه يمتلك المصداقية ولأنه صوت الضمير والعقل في زمن الأهواء والغرائز والشحن الآثم.

رئيس التحرير

تدشين كنيسة سيدة الدرّ في المختارة

كنيسة-سيدة-الدر-في-المختارة-بعد-تجديدها
كنيسة-سيدة-الدر-في-المختارة-بعد-تجديدها

الكاردينال الراعي
المصالحة بين المسيحيين والدروز هي الخطوة الضرورية
لتعبيد طريق المصالحة الشاملة بين جميع اللبنانيين

وليد جنبلاط
التجارب أثبتت أن أي أثمانٍ تُسدد في سبيل السلم
هي أرخص من أثمان الحرب والقتل والدمار

احتفل المسيحيون ولبنان في السادس من آب المنصرم بتدشين كنيسة سيدة الدر في المختارة والتي تم بناؤها في العام 1820 بمبادرة من الشيخ بشير جنبلاط في عهد البطريرك يوحنا الحلو ومطران صيدا ودير القمر آنذاك عبد الله البستاني. وكان وليد بك جنبلاط أشرف بنفسه على أعمال التجديد وعلى التحضيرات التي تمت لافتتاح الكنيسة برعاية من الكاردينال بشارة الراعي بطريك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة. وتحول يوم التدشين والاستقبال الحاشد الذي تم في المختارة للبطريرك الراعي إلى يوم وطني رسخ المصالحة التاريخية التي تمت في الجبل قبل 15 عاما برعاية من البطريرك مار نصر الله بطرس صفير والزعيم وليد جنبلاط وترافقت بإعلانات متبادلة بأن حرب الجبل انتهت إلى غير رجعة. وقد دشنت المصالحة يومها سلسة من المصالحات المحلية التي استهدفت حفز المواطنين المسيحيين على العودة إلى قراهم وتم بمساعدة صندوق المهجرين تمويل ترميم المنازل وتسهيل العودة للألوف من سكان القرى المسيحية والمختلطة. ويعتبر تدشين الكنيسة في المختارة مؤشرا إيجابيا أساسيا يعزز ثقة المسيحيين بالشراكة الوطنية في الجبل ويشجع المزيد منهم على العودة للاستقرار في منطقة تعتبر من أجمل المناطق السكنية في لبنان وبين أبرز المناطق التي استعادت تقليد العيش المشترك بعد الامتحان المؤلم للحرب الأهلية.

غبطة-البطريرك-مار-بشارة-بطرس-الراعي-سماحة-شيخ-عقل-الطائفة-الشيخ-نعيم-حسن-السفير-البابوي-غابريال-كاتشيا
غبطة-البطريرك-مار-بشارة-بطرس-الراعي-سماحة-شيخ-عقل-الطائفة-الشيخ-نعيم-حسن-السفير-البابوي-غابريال-كاتشيا
في-استقبال-سماحة-مفتى-الجمهورية-عبد-الطيف-دريان-ويبدو--وليد-بك-جنبلاط-والأمير-طلال-أرسلان-وبعض-الضيوف
في-استقبال-سماحة-مفتى-الجمهورية-عبد-الطيف-دريان-ويبدو–وليد-بك-جنبلاط-والأمير-طلال-أرسلان-وبعض-الضيوف

 

 

 

 

 

 

 

 

برز المشاركين
أبرز ما لفت الأنظار في احتفال تدشين كنيسة سيدة الدر في المختارة كان حجم المشاركة الوطنية الواسعة التي شملت كافة القوى والزعامات السياسية والروحية والشخصيات التي انضمت إلى الكاردينال الراعي والزعيم وليد جنبلاط للاحتفال بالمناسبة. كما شارك شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن على رأس وفد من المشايخ الأجلاء وقضاة المذهب ووفد من مؤسسة العرفان التوحيدية . وضم الحضور العديد من النواب والوزراء وممثلي الطوائف والمرجعيات الروحية والشخصيات البارزة وممثلي الأحزاب والجمعيات.
وبعد الاستقبال من المدخل صعوداً نحو باحة “البركة” أقيم الاحتفال واستهله النائب جنبلاط بكلمة تطلع فيها أن “تدرّ علينا الأيام الآتية المزيد من الحكمة والوعي والمسؤولية ورئيساً للجمهورية وحلولاً لمشاكلنا المعقدة فتستعيد المؤسسات المعطلة دورها المنتظر وتعود عجلة الدولةُ إلى الدوران بإنتظام”
وأكد جنبلاط على تمتين مصالحة الجبل مكررا القول: “حرب السنتين ورواسبها انتهت إلى غيرِ رجعة، وحرب الجبل لا رجعة لها“. وقال: “في الوقتِ الذي تخطى الإرهاب الحدود الجغرافية بين الدول راسماً بالدم كل أشكال القتل والإجرام والتدمير، نؤكد في لبنان إحياء مناخ المصالحة والتقارب بين اللبنانيين، ونبعث برسالة إلى العالم أن لبنان يستطيع أن يقدّم مثالاً فريداً في حماية التعددية والتنوع“.
وأضاف: “لقد أثبتت كل التجارب، السياسية منها أو العسكرية، أن أي أثمانٍ تُسدد في سبيل السلم أرخص من أثمان الحرب والقتل والدمار“.
ثم ألقى الراعي كلمة أكد فيها “التزامنا جميعا، كلٌ من موقعه باستكمال هذه المصالحة عبر توفير إطارها الروحي والاجتماعي والاقتصادي والإنمائي، بحيث تعود الحياة إلى الجبل كسابق عهده، إخاءً وحياةً اجتماعية ناشطة“.
وتابع: القول: “إن تحقيق المصالحة بين المسيحيين والأخوة الموحّدين الدروز هو الخطوة الأولى التي لا مفرّ منها، في سبيل تعبيد الطريق نحو المصالحة الشاملة بين جميع اللبنانيين؛ ومن دون هذه المصالحة الشاملة لا ينهض مشروع بناء الدولة اللبنانية القادرة السيّدة الحرّة المستقلة احتفال تدشين جامع الأمير شكيب أرسلان في المختارة في 18 أيلول الماضي حمل معانٍ تاريخية استكملت المغزى الوطني والتاريخي لتدشين كنيسة سيدة الدرّ قبل ذلك بأربعين يوما، وقد جعل وليد جنبلاط تدشين الجامع ثلاثة مناسبات في مناسبة واحدة: الأولى كانت التأكيد على مغزى إعادة بناء جامع المختارة وقد وضعه في إطار تأكيد الانتماء الإسلامي للموحدين الدروز وفي إطار الوحدة الإسلامية. أما المناسبة الثانية فكانت إحياء ذكرى السلف الكبير الذي جُعل الجامع معلما يخلد اسمه وجهاده الطويل في سبيل العروبة والإسلام أما المناسبة الثالثة فكانت إحياء ذكرى سيدة القصر الأميرة مي شكيب أرسلان والتي توافقت مناسبة التدشين مع ذكرى مرور ثلاث على غيابها.
تدشين جامع المختارة تم برعاية سماحة مفتى الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي حضر برفقة وفد كبير ضم مفتيي المناطق وقضاة الشرع وعلماء ومدراء المرافق في مؤسسات دار الفتوى وحضر الاحتفال وليد بك جنبلاط ونجلاه تيمور وأصلان وخالته الأميرة ناظمة أرسلان وعطوفة الأمير طلال وسماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز وقضاة المذهب ومؤسسة العرفان التوحيدية وجمهور غفير من عقال الموحدين الدروز ومن رجال الدين المسلمين من الطائفتين السنية والشيعية، كما حضر رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة، والنائب علي بزي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري على رأس وفد والنائب بهيّة الحريري ممثلة الرئيس سعد الحريري، وممثل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الآباتي سعد نمر، وممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان وحشد كبير من النواب والوزراء الحاليين والسابقين ومن السياسيين وقادة الأحزاب والشخصيات المدنية والعسكرية.
وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني ألقى النائب جنبلاط كلمة بدأها بتأبين مؤثر لـ “صاحبة الدار” الأميرة مي أرسلان بمناسبة مرور ثلاث سنوات على رحيلِها منوها بدورها الكبير في حماية المختارة في أقسى الظروف السياسية والعسكرية” وأضاف منوها بالتزامها العربي فقال: “آمنت بحرية الشعوبِ رافضة الاستعمار بأي شكل وفي طليعتها شعب الجزائر وشعب فلسطين فسارت على خطى الأمير شكيب، وأذكر غضبها واستنكارها لخطف واغتيال المناضل العربي الكبير المهدي بن بركة”.
وأضاف: “وآمنت بتحريرِ المرأة من القيود الإجتماعية والفكرية التي تكبّلها، ورفضت سجنها في إطار من الموروثات القديمة التي تعيق قدرتها على تأدية دورها كاملاً في المجتمع بعيداً عن التقوقع والإنغلاق”.
وأضاف: “إنني أرى أن نظرة مي جنبلاط التحررية مبنية على الأسس التي وضعها في منظومته الفكرية والدها الراحل الأمير شكيب أرسلان وهو أحد كبارِ المفكرين في الحداثة الإسلامية وصاحب نهجٍ انفتاحي إذ دعا بصراحة للاستفادة من تجارب الغرب انطلاقاً من فهمه العميقِ للتحديات التي تواجه الإسلام، وقد عبّر عنها بصراحة ومسؤولية، وعلى طريقته، في كتابه الشهير: “لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدّم غيرهم؟”
وأكد: “إن التطورات التي شهدها ويشهدها العالم من خلال تخطي الإرهاب لحدود الدول والقارات تجعل من مسألة تجديد الفهمِ الديني للوقائع المتسارعة مسألة حتمية لا تحتمل النقاش والتأويل. وهذه مسؤولية جماعية سيولد تأخيرها مفاعيل سلبية على كل المستويات”.
وختم بالقول “إن بناء هذا المسجد في الجبل، في الشوف، في المختارة إنما يؤكد على الانتماء الإسلامي للموحدين الدروز” وأعرب عن تقديره لسماحة مفتى الجمهورية لاحتضانه افتتاح مسجد الأمير شكيب أرسلان، معتبرا الزيارة بمثابة تأكيد على إسلام الاعتدال والتسامح والتعايش ومحطة جديدة على طريق الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية “التي تقع علينا جميعاً مسؤولية حمايتها” ووجه جنبلاط باسمه وباسم الأمير طلال أرسلان وخالته الأميرة ناظمة أرسلان جميع المشاركين في هذا اللقاء التاريخي المميز”. كما نوه بجهودِ المهندسين مكرم القاضي وزياد جمال الدين اللذين وضعا تصاميم المسجد.

جامع-الأمير-شكيب-أرسلان-في-المختارة
جامع-الأمير-شكيب-أرسلان-في-المختارة

افتتاح مسجد الأمير شكيب أرسلان في المختارة

وليد جنبلاط
تأكيد على إسلام الاعتدال والتسامح والتعايش
ومحطة على طريق الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية

المفتي دريان
لنتابع المهمَّة التي عاش مِن أجلها شكيب أرسلان
واستشهد من أجلها المعلم كمال جنبلاط،

سماحة شيخ العقل
عودة إلى الجذور

أصحاب-الفضيلة-المشايخ-خلال-حفل-افتتاح-جامع-الأمير-شكيب-ارسلان-في-المختارة
أصحاب-الفضيلة-المشايخ-خلال-حفل-افتتاح-جامع-الأمير-شكيب-ارسلان-في-المختارة

حيّا سماحة شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن تدشين جامع المختارة قائلا: “لا نستطيع أن نفصل مشهد إعادة بناء جامع الأمير شكيب أرسلان في المختارة عن الجذور التاريخية للجبل ولبني معروف، وتاريخ الأمراء المعنيين لا زال في ذاكرتنا من دير القمر إلى البقاع ووسط بيروت، حيث ترتفع في قلب بيروت مئذنة جامع الأمير منذر، منذ بدايات القرن السابع عشر وما زال حتى يومنا. وكان سبق للشيخ بشير جنبلاط أيضاً أن بنى جامعاً غير بعيد عن قصره عام 1814 م، الصحيح أنّ للموحدين الدروز في مسالكهم منحى في التقوى، بدأ أثره على بيوت عباداتهم الموصوفة بالتواضع والتقشف، لكن الأمير السيد التنوخي الذي عاش في القرن الخامس عشر كرّس مبدأ تضامن الجماعة عبر ما يمثله المسجد من مكان يزهر بذكر الله، وهذه كلها معاني وأمور راسخة عند الموحدين مهما حصل من عواصف، ورغم كل الافتراءات التي رماها بعض البغضاء.
وليد بيك يعرف كيف يُبنى لبنان على ثوابت الحوار والمشاركة والميثاقية، ويعرف كيف تستعيد كنيسةٌ أصوات ناقوسها في الجبل، ويدرك كما أدرك أجداده كيف يحفظ للتراث المعروفي العربي الإسلامي أصالته العريقة، بإعادة بناء جامع كان قد هدّمه الحقد الطائفي. أعاذنا الله وأعاذ لبنان من الفتن، نكرر رؤية الصورة التاريخية لهذا الحدث الكبير الذي ننتظره في 18 من الشهر الحالي، هي صورة نعتبرها مضاءة، وتضيئها صفحات تاريخ لبنان كما أرادتها المختارة وكما نريدها نحن لجميع أطياف الشعب اللبناني من الوحدة والعيش المشترك والسلام.”

المفتي دريان
بعد كلمة وليد بك جنبلاط ألقى المفتى دريان كلمة جامعة خصص قسما كبيرا منها لسيرة الأمير شكيب أرسلان ونضاله الطويل والذي لم يكل في سبيل العروبة والإسلام فقال “إننا بافتتاح مسجد الأمير شكيب أرسلان في المختارة، الذي أسّس على التقوى إن شاء الله، نرفع رايةَ الإسلام السّمح المعتدِل، التي رفعَها الأمير شكيب أرسلان رحمه الله، ونرفع راية العروبة الجامعة، التي كان الأمير شكيب رائداً مِن روَّادها، وركناً من أركانها. وبذلك نأمل في أنْ تتعزّز وحدةُ المسلمين ووحدة اللبنانيين، ليكون لبنان، نموذجاً يُحتذى في العيشِ الأخويّ والوطنيّ المشترك، ولِيكون قدوةً صالحة، تبدِّد غيوم التفرقة والعصبية التي تخيّم فوق ربوع بعض أقطارنا العربية الشقيقة”
وتابع القول: “عندما انتقل الأمير شكيب أرسلان إلى رحمة الله، نعاه مسلمو الشرقِ والغرب، وَفَقَدت الأمة الإسلامية بوفاتِه مؤمناً صادقاً، ومناضلاً مخلصاً، وقيادياً مُترفِّعاً عن مكاسِب الدنيا الفانية، ورُكناً مِن أركان نهضتها. وقد صُلِّي عليه في المسجد العُمرِيِّ الكبيرِ في بيروت، كما تليت صلوات الغائب عن روحِه في مساجد المسلمين، في العديدِ مِنْ دُول آسيا وشَمَالِ إفريقيا، وكأنَّه واحد مِن كبار رجالاتها “وأضاف القول: “لم يكن الأمير شكيب أرسلان مجرّد أمير أرسلاني أو أمير من الأمراء العرب. بل كان أميراً من أمراء الإسلام أيضا وقبل كلّ شيء وكان اسمه أنشودةً يردّدها مسلمو الشرق والغرب”.
وقال سماحة المفتى إن الأمير شكيب أرسلان كان “يتمتَّع بجرأةٍ في تحليل أوضاع العالم الإسلاميّ، كما كان يتمتَّع برؤيا نورانيَّة، تجسَّدت في التحليلِ العِلميّ الذي تضمَّنه جوابه، حول كيفية الخروج مِن نَفق التأخّر إلى رحابة التقدّم والرّقيّ. وهو ما تحتاج إليه اليوم مجتمعاتنا التي تعاني الانغلاق والتعصّب، والجهل والتطرُّف”.
وأضاف: “سنبقى معاً يا وليد بك كمَا كُنّا دائماً، لأنَّ وطننا واحد، ولأنَّ انتماءَنا واحد، ولأنَّ أمَّتنا وَاحدة، وقبل ذلك وبَعده، لأنَّ حرّيَّتنا واحدة، والحريَّة نسب بين أهلها “.

رامي الريس

انها رسالة الى العالم

مفوّض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريّس قال لـ “الضحى”: “لقد صنعت المختارة الحدث الوطني والسياسي مجدداً، فمن خلال إعادة ترميم كنيسة سيدة الدر وبناء مسجد الأمير شكيب أرسلان، بعث النائب وليد جنبلاط برسالة واضحة إلى العالم بأسره مفادها بأن لبنان، رغم كل عثراته السياسية والدستورية والمؤسساتية، لا يزال قادراً أن يؤكد على رسالة العيش المشترك والتعددية والتنوع لا سيما في هذه اللحظات التي تلتهب فيه المنطقة وتتعرض فيها فئات وشرائح اجتماعية واسعة للتهجير والانقراض”.
وأكد الريّس أن “هذه الخطوات الانفتاحية تعلو فوق المناكفات السياسية اليومية، وتؤكد على طي صفحة الماضي والحرب بشكل نهائي وتكرّس مناخات المصالحة الوطنية التي وُضعت ركائزها مع البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في آب 2001، وهي المصالحة التي حطمت الكثير من الجدران والحواجز السياسية والاجتماعية والنفسية التي كانت انتصبت خلال حقبة الأحداث الأهلية الأليمة”.
وتوقف الريّس عند خطابي البطريرك الراعي والمفتي دريان في المختارة مؤكدا أنهما يصلحان للدرس والتعمق والنقاش لاسيما أنهما يعكسان عمق العلاقات التاريخية بين شرائح إجتماعية واسعة من اللبنانيين، ويثبتان أن الاقتتال والتباعد والانقسام ليست سوى حالات استثنائية في تاريخ العيش المشترك في لبنان.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading