شرف لي الغوص، في هذا البحر المتألق من صفاتهن، بموضوعية أتكلم، هي وقفة فخر أقفها مع اللواتي كرّمهن الله، بالعزة والسؤدد واعطاهن نفحة من روحه، وقد حملنَ جذور الأصالة الدينية، حملة رسالة، هي ثمرة أجيال تتكرر، متجذرة في معراج الترقي وتوهج الحق… وقد تنادين لحفظ التراث، تراث روحي، تعمقت جذوره مع أبناء التوحيد، وتفاعل مع نفوس فاضت أعماقها بقدسية التوحيد… تسلسل مجدٍ واكليل غار، نستنشق عطر أريجه، طمأنينة في القلب واستنهاضٌ لمآثر روحية، زرعت في النفوس، لتتوارثها الأجيال المتعطشة دوماً وأبداً، إلى معرفة الخالق جلّ وعلا. وان كان الطابع التوحيدي، هو الغالب في المعطيات، فلننطلق منه، مستكملين البحث، لتكون لنا صورة متكاملة، تظهر هذا الجانب الروحي التوحيدي، فأنا أريد أن أروي وأرتوي عبر رحلة، تتواصل مع الماضي، وتراكم العطاء وتكامل مع حاضر مشرق، ومعكم جميعاً.
المرأة الموحدة الدرزية بشكل عام وباختصار كلي: ماذا أقول فيك أيها الرسول المبارك، يا سرّ استمرارية الوجود، يا عهداً من الله لبني البشر، أطليت على الدنيا، لتجسدي الهوية الانسانية كاملة. الموحدة الدرزية انسان عظيم، باركها الانجيل، باركها الأنبياء والرسل، باركها النبي محمد (ص) انها العنصر الفعال في المجتمع.
فما التأنيث لاســـم الشمس عــارٌ ولا التذكيــــــر فخـــر للهــــــلال
فحضن الموحدة مهد تربية نساء ورجال عظام، ان التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها. إن صلاح وفساد أي مجتمع تابع من صلاح وفساد النساء فيه.
الفساد هو في الجهل والصلاح هو في العلم
فالجهل يخفض أمةّ ويذلها والعلم يرفعها أجل مقاماً
أعطني أماً صالحة أعطيك وطناً صالحاً.
والمثل يقول: إذا علّمت رجلاً، علّمت انساناً منفرداً، ولكن إذا علمت امرأة، علّمت أسرة ومجتمعاً ووطناً، يسير في منعرجات الرقي والتقدم والحضارة، يا من هديت العقل بوعيك، وأظهرت صراط الحق بنور هدايتك، انت تصنعين الانسان وتعمرين الأوطان انت مبدأ جميع الخيرات، والتاريخ يشهد على عظمتك ودورك الريادي، والقيام بالمهمة الشاقة التي اؤتمنت عليها، انت الأس المتين والركن الركين في عملية بناء الأوطاد المبنية على التقوى والشرف الرفيع وتقدمها في مجال المعرفة والعلم والحضارة، وعلى عاتقك تقوم العملية التربوية التثقيفية الدينية. الموحدة الدرزية تواقة إلى العلم والمعرفة والعمل: أقانيم ثلاثة تقريباً مرفوعة إلى الله عزّ وجل “تقربوا إليه بالعلم والمعرفة والعمل”؛ جبارة في صبرها، متعاونة مع العائلة إلى أقصى الحدود “الزوج يجني وهي تبني” هي للأبناء المرشد والموجّه، هي فكر وقلب ووفاء، وهي أم الموحدين والموحّدات.
لا يمكن للمرأة الموحدة الدرزية تطبيق مفهوم التوحيد والقيام بواجباتها الدينية، كما يريدها الله والأنبياء والرسل والأمير السيد عبد الله التنوخي(ق)، الا بالترافق مع واجباتها نحو عائلتها والمجتمع. فقد نظر الأمير السيّد(ق) إلى المرأة الموحّدة نظرة رفيعة، لا تقل شأناً عن نظرته إلى الرجل الموحّد، أكان لجهة الإمكانيات والاستعدادات، أم لجهة التكليف. لكن التقدير ذاك، أكان للرجل، أم للمرأة، مرهون باتباعهما للمسلكيات الأخلاقية الدقيقة التي لطالما أشار إليها الأمير السيّد(ق) في كتبه ومراسلاته ووصاياه. والمسؤولية هنا متساوية، لا يقل شأن المرأة فيها عن شأن الرجل، وكذا الحقوق والواجبات. فحقوق المرأة هي في المبدأ حقوق الرجل بالمعنى الإنساني الشامل، لأن حقوق الإنسان واحدة، هكذا في الدين، منذ البدء، وكذلك في شرائع حقوق الإنسان المتعاقبة. وأي افتئات على حقوق المرأة، التي كفلتها الأديان والشرائع السماوية والدنيوية، افتئات على حقوق الرجل بالمقدار نفسه، وتعد على كرامة الإنسان كإنسان، والتي لطالما صانها الدين، ولم يميّز في ذلك بين رجل وامرأة، إلا بمقدار النجاح (أو التقصير) في القيام بالواجبات الشرعية والاجتماعية، وفي ذلك يتساوى أيضاً الرجل والمرأة – ويمكن هنا العودة تفصيلاً للأبحاث التي تناولت المكانة الخاصة التي احتلتها المرأة في وصايا الأمير السيّد(ق).
وأولى الوصايا للمرأة الموحّدة التعالي في جميع الأمور، والرضى بإرادة الله تعالى، وتقديس مشيئته، والقبول بجميع أحكامه، سارة كانت أم ضارّة، والله لا يطيق الضرر أو الشرّ للإنسان، فإذا صادف شيئاً من ذلك، فمن سوء تقديره أو سوء أعماله، وامتحان في الآن نفسه ليعود إلى جادة الإيمان والعقل والصواب.
ولا غنى للموحّدة عن الإيمان: فالله سبحانه وتعالى خلق الكون، وأحسن الخلق، وجعل العدل قسطاطاً في الكون. وعلى ذلك فنحن قادمون على حساب عادل على جميع أفعالنا لنتناول الثواب والعقاب: أنها انكار الذات قرباناً لله وتوسلاً إليه وعملاً بمشيئته. لا تعارض بين العقل والإيمان، وما يصوننا من المصائب سوى الإيمان والوعي والتوكل على الله بالعودة إلى الإيمان بالروحانيات والقيم الأخلاقية وبالمثاليات الإنسانية يحيا الإنسان.
ولا بديل عن الصلاة للموحدة. فالصلاة تطهّر القلب وتزكي النفس وتقوّي الإيمان وتغذي الروح وتقرّب إلى الله وتحبب الخير لجميع الناس اخواتنا في الإنسانية.
وعلى الموحّد الحث على تحصيل العلم، العلم الصحيح قبل سواه. وأن يتحول طلب العلم مثالاً لأبنائها ولعائلتها. وقد قدّم الله تعالى في كتابه العزيز العلماء على سواهم، واعتبر العلم (الصحيح) طريقاً من طرق معرفة الله. فالعلماء ورثة الأنبياء، وأيضاً “تقربوا إليه بالعلم والمعرفة والعمل”، انهم حملة الكتاب وقد خصهم الله تعالى بشرف المقام والعلم الشريف.
وعلى المرأة الموحّدة معرفة الدين. فالدين طريق إلى الله يسلكه الناس على اختلاف درجاتهم، وهو الطاعة والعبادة: انه باب الإيمان والإيمان باب التوحيد. أما العبادة فلله وحده: تقديس، تنزيه، توحيد. الدين هو الحق.
وعليها أيضاً معرفة الحلال والحرام، والخير والشر. هي الفطرة السليمة التي برى الخالق الناس عليها، فمن حاد عنها هلك: اعمل/لا تعمل: الحلال هو خير ونفع وطاعة وصدق، والحرام شر ومعصية وكذب. والأعمال كلها بين هاتين الحالتين والله تعالى أمر الموحّد والموحدة بالحلال ونهى عن الحرام وعاقب من فعله. فان فعلت الموحدة بأمر الله وانتهت عما نهاها عنه، سلكت السبيل إلى الطريق والاتصال بالله تعالى.
كذلك، عليها معرفة الدنيا وأحوالها ان تُجني نفعها وتميز بين الخير والشر. وقد سميّت بالدار لأنها دار ممر لا دار مقر ويكون طلب الموحدة من الدنيا ما هي بحاجة إليه من صلاح الأعمال ورحم الله من أتى من الأعمال أحسنه واتبع من الحق أبيانه.
والمرأة الموحدة تدرك أن لا بد من يوم يحاسب فيه الناس على الحسنات والسيئات واليوم الاخير يسأل كل واحد عن عمره كيف أفناه وعن جسده كيف ابلاه، وعن عمله وما عمل فيه، وعن ماله كيف اكتسبه وأنفقه، وأنه أهوال لمن عصى أو عصت ونعيم سرمدي لمن أطاع أو أطاعت، يوم لا ينفع مال ولا بنون وانما ينفع البعد عن المعاصي والمحرمات، وكلمة حق نطقتها المرأة الموحّدة وخير أدّته ومعروف أثبتته والويل للغافلين. فيه عظمة الخالق القهّار، فتخر الخلائق لعظمة الهيبة والجلال وتخشى منادية: المُلك والقدرة اليوم وفي كل يوم لله الواحد الجبار. أن تلقى الموحّدة وجه ربها الكريم بغبطة واطمئنان وفي هذا لذة اللذات وغاية الغايات. طلب الدنيا ذل النفوس وطلب الآخرة عزّها – واستغفري رب العزة والمنّة تفلحين وتخلدين في سعادة أبدية.
والمرأة الموحدة تدرك أن الاخلاص في العمل سبيل إلى الثواب: يقول الرسول (صلعم) “ان الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه” والعمل لا يكون إلا لله خالصاً لوجهه طالباً مرضاته وعليها بالأعمال المجيدة والإخلاص لها والأعمال الخالصة هي البغية والمراد بها الفوز يوم المعاد والله لا يرضى بالتقصير عن الطاعة وإهمال صالح الأعمال.
انطلاقاً من هذه المرتكزات وغناها، ومن تمسكها بقيم العقل (وذروته توحيد الخالق)، والأخلاق المثلى، وذروتها القيام بالواجبات الشرعية والاجتماعية والعائلية، سواء بسواء، تستطيع المرأة الموحدة أن تقوم بنجاح بمهام التوعية الدينية والأخلاقية التربوية لأسرتها ومحيطها وكما يريدها المؤمنون: يا من استلهمت الأخلاق الرفيعة والدعوة السماوية الخالدة واستوحيتها بمهداة العقل النيّر والفكر الثاقب الرزين وبنيت على أساسها مجدك وتقربك إلى الله تعالى وعظمتك الخالدة إلى الأبد.
ماذا عن الموحدات المثاليات؟؟ لجّوا معي قلاع التاريخ والحصون واقرعوا أبواب نسب التنوخية والدة الأمير فخر الدين المعني الثاني اخشعوا في رحاب مزارات الوليات وفاءً لعهد العرض والدين: الست ساره السلام عليها والتي تكون اسطورة في عزمها وقوة شخصيتها وتحمل المشقات: انجاز عجز عنه كبار رجل عصرها، حملت مشعل الدعوة من مصر إلى وادي التيم بالقرن 12 يتبعها جمهور من الشقيقات الملتزمات برأيها، مؤدية الأمانة، ملتزمة بالرسالة، والثقة الكبيرة جداً، شعارها: “ان الله لن يترك عبده أكرم منه” … وكل موحدة لها راية بيضاء مرتفعة، وهل من بين نساء الأرض من يتجاوزهن حكمة وعطاء؟ بهذه المفاهيم تستطيع الموحدة الدرزية أن تسير بأولادها نحو طريق الخير في معارج الرقى الروحي لأنها مظهر من مظاهر العفاف والطهر والقداسة. الموحدة هي الكائن الوحيد الذي بمقدوره أن يهيّئ الجيل الجديد لتحقيق آمال المستقبل المرتكز على الأخلاق والصفات النبيلة. ابتدعها الله نصف المجتمع وشريكة الحياة وأنسها وبهجتها: “جعلنا من أنفسكم أزواجاً تأتون إليها تسكنون”.
الموحدة هي من دعاة التقوى والعلم والشرف الرفيع، مسؤولة عن تربية أجيال فتمسكن بالتوحيد والأخلاق والدين. الموحدة مصدر الوحي والإلهام ومآثر التضحية والوفاء سمت قداسة من الله عز وجل. مستمدة قولها وعملها من الأمير السيد (ق) الذي حث على العلم وجعله فريضة وواجباً لها، فهي مع زوجها في السراء والضراء. كذلك دعاها إلى الاهتمام بالعائلة أولاً فتلك هي مسؤوليتها الأولى. العائلة هي رمز الوطن، فإلى تفاهم وتعاون مع شريك العمر ليتكامل الدور مع الرجل نضالاً وتوحداً وإنسانية. انها العبادة المرتكزة على التربية الدينية الصحيحة. التربية الدينية والوعي الخلاق هما النعم الوافرة وصاحبة الخلق الرفيع لا تهمل العلم الروحاني ساعة واحدة تعمل على مرضاة خالقها بحسن أخلاقها لبيتها بين عائلتها وأقرانها هو نور البصيرة وبدونها تستوي الظلمة على القلوب تتقن وتتمم واجباتها الدينية وشعارها الكد أمام العائلة عبادة ثانية. الاثنان معاً الموحد والموحدة يتبعان تعاليم الأمير السيد في تنشئة الأولاد والتربية الدينية والأدب والمساحة الزمنية بين الولد والولد. فالدين لا يتعارض مع الدنيا ضمن الضوابط الأخلاقية:
ما أجمل الدين والدنيا إذا اجتمعا وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل
إنها خير موحدة خصّها الله بالمكرمات.
كم نحن بحاجة ماسة لرفع الوعي الاجتماعي ونشر وتفسير مفاهيم التوحيد السامية من أجل إنارة الدرب إلى طريق المعرفة الحقة خاصة للجيل الصاعد. كم نحن بحاجة ماسة إلى ثقافة دينية روحية. هذه الجوهرة الثمينة التي أرسلها الله لنا عن طريق الرسل والأنبياء حرام أن تبقى قابعة في الأدراج، هي الأس المتين والركن الركين في عملية بناء الأوطان المبنية على الأسس المتينة من الأخلاق والتربية الدينية والثقافة. يجب تعليمها في المدارس في المؤسسات. لقد طغت المادة على الأخلاق، وتكالب الناس على المادة وعلى الانحطاط الخلقي والثقافي. يجب الابتعاد عن المفاسد والأخلاق السيئة للسير على السراط المستقيم الذي رسمه لنا الله تعالى. وبالتفاعل والتكامل والتواصل مع جميع الأديان نصل إلى ثقافة دينية موحدة لأن كل الأديان تصب في أناء واحد إلا وهي معرفة الله والوطن (ومحبة الوطن من الإيمان) وهو انتماؤنا إلى الوطن الواحد، إلى المواطنية الصالحة، لا إلى الانتماءات الطائفية البغيضة وذلك يعود إلى التربية الدينية وإلى الوعي الثقافي. التربية والوعي الخلاق يحققان وجوديتنا كاملة متوجهين نحو الحق ويبقى نصراً للحقيقة ومثالاً للتربية. “تاريخنا الديني الحافل بالمآثر والمكرمات صورته قائمة جداً فالحاجة كبيرة جداً لإعادة إحياء هذا التراث خاصة مع الجيل الجديد والذين لا يفقهون أشياء عن تراثهم الإسلامي التوحيدي. يجب تقريب الجيل الجديد من مسلكه. نحن بحاجة ماسة اليوم إلى تعريف هؤلاء الأعلام في سياق معهد أو جامعة تعني بالدراسات التوحيدية فتشكل مركزاً لإعداد رجال الدين على قاعدة العلم الحقيقي والمعرفة الروحانية وإلى إحياء السلف الصالح. يجب المساهمة في نشأتهم ومصالحتهم مع الحداثة. علينا بتربية منفتحة لأن التقوقع والانغلاق مرض فتاك، والتعصب قتّال، والانفتاح على الثقافات والحضارات والتفاعل الخلاق دون إنكار الجذور الصلبة والانتماءات الأولية والتخلي عن الثوابت الدينية والثقافية الفقهية والتاريخية والسياسية والثقافية. يجب إبراز دور الموحدين الدروز كعنصر هام لوحدة لبنان واستقلاله وسيادته طوال ثمانية قرون. يجب تنشيط ودعم التوحيد لكي يؤدي دوره بفاعلية حتى لا يبقى مهمشاً. نحن بحاجة لإبراز تراثنا التاريخي والوطني ومن المفترض أن تقوم به النخبة المثقفة ويجب على الجيل الجديد أخذ زمام المبادرة وعدم نسيان الجذور والأصول التي نفخر بها ونعتز والعمل لمصلحة وطنهم دون إغفال الطوائف التي ينتمون إليها” (عباس الحلبي في كتابه “الموحدون الدروز ثقافة وتاريخ ورسالة” الصادر عن دار النهار).
وأخيراً، أتوجه إلى الأمهات آملة إدراك مخاطر الطلاق (مرض العصر في أجزاء واسعة من هذا العالم، وغير بعيد عن قيم حضارته المادية السطحية والمتسرعة) وانعكاساته الخطيرة على العائلة ثم على المجتمع بأسره. ونقيض ذلك، الاهتمام الكلي من الأب والأم في سبيل وحدتهما، أولاً، للحصول على عائلة متماسكة ملتزمة بقدسية الأمومة والأبوة وهذا يعود إلى التربية الأسرية الأصيلة المبنية على الدين والأخلاق. فالدين والأخلاق هما وجهان لعملة واحدة، هما متلازمان لزوم الرياح للفضاء، والروح للجسد والمعنى للفظ. هما التركيز على المبادئ السامية والأخلاق والصفات والنبل والتضامن المعادات والتقاليد الموروثة للموحدين إلى يوم الدين. ولا أغالي ان اعترفت بأنني فهمت دين التوحيد أكثر عبر رسالتي. فهمت نبل الرسالة، الرسالة التي لحظت الاحترام والالتزام بمفاهيم الأديان السماوية وعقائدها جميعها. من هذه المنطلق الأساس، وقد جعلته رسالة لي أيضاً، رسالة كل مؤمن ومؤمنة، كل موحّد وموحّدة، في تجاوز القوقعة الطائفية، واعتبار الدين بما هو معرفة للخالق، وتمجيد له، وعبادة له، وعمل في الدنيا في ضوء ذلك، أسمى بكثير مما تطرحه الطائفية، كل طائفية، فهي غريبة عن الدين. الدين دعوة إلى إعمال الفكر، فمن فكّر على نحو سليم لا بد أن يبلغ الإيمان. العقل والمعرفة طريق للإيمان. من عرف آمن، ومن آمن جعل حياته سبيلاً للعبادة والعمل الاجتماعي والعائلي الصالح. ومسؤولية المرأة في ذلك خطيرة جداً، وأهميتها هنا تتساوى، أو ربما، تفوق ما للرجل من دور. فناصية التربية في يد المرأة الأم، وفي ضوء نجاحها أو فشلها (لا سمح الله) يتقرر مستقبل أمور كثيرة.
(جزء من محاضرة أطول ألقتها الباحثة في الولايات المتحدة الأميركية)