السبت, شباط 22, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

السبت, شباط 22, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

زيارة البطريرك

لقاء كفرمتى بحضور الأمير طلال أرسلان

مشهد من اللقاء الأخوي

علـــى هــــدي مصالحــــــة الجبـــل فـــي العــــــام 2001

زيارة البطريـــــــرك الراعي لدارة شيـخ العقل تعزز وحدة الصــــــف الــــدرزي المسيحــــــــــــــــي

الشيخ نعيم حسن: ليس مسألةً عرَضيَّةً أن يبقى لبنان عبر القرون
فكرةً عصيَّةً على الأفول بالرّغم من كلِّ العابرين

البطريرك الراعي: في هذا الجبل كتبنا معاً تاريخ حياتنا المشتركة
والرجولة والبطولة هي أنّكم طويتم الصفحة

إستقبل سماحة الشيخ نعيم حسن، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في داره في البنية صاحب الغبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يرافقه رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر وكان في استقباله إلى جانب سماحة شيخ العقل، الوزير أكرم شهيب وقضاةُ المذهب الدرزي، ورئيسُ محكمة الاستئناف القاضي فيصل نصر الدين، ومشايخُ الطائفة وفي حضور النواب فؤاد السعد، فادي الهبر، هنري حلو، رئيس الصندوق المركزي للمهجرين العميد نقولا الهبر وحشدٌ من الفعاليات والأهالي. توزّعت صور البطريرك الراعي واللافتات المُرحِّبة به على طول الطريق المؤدّية إلى البلدة وفي أرجائها، بما يكرِّس فعلاً عهود المصالحة في الشحّار الغربي عامةً وكفرمتى خاصةً.

كلمة سماحته
وبعد كلمة ترحيب من رئيس بلدية البنية الأستاذ فارس جابر رحّب سماحته بالبطريرك الراعي بكلمة مؤثِّرة قال فيها: “شرَّفتُم دارَكُم صاحبَ الغبطة. من هذه الأرضِ خبزُنا ومِلحُنا، ومن هذا الجبل ماؤنا وهواؤنا، وبخيراتِه لمْ تَقْوَ أجسادُنا وحسْب، بل تغذَّت أرواحُنا من نسائم الحرِّيَّة والكرامةِ وهِبةِ الحياة. لم يؤذِ الجبل عبر التاريخ إلا مصالح الدُّوَل الطامعة وسياساتِها. وليس مسألةً عرَضيَّةً أن يبقى لبنان عبر القرون فكرةً عصيَّةً على الأفول بالرّغم من كلِّ العابرين».
وتابع سماحته: “كلُّ لقاءٍ طيِّبٍ بين مكوِّناتِه هو لبنان. هذا هو الوطنُ شراكةُ القِيَم، ورسالةُ اللقاء الإنسانيّ الّذي يؤتي ثماره بالمحبَّةِ. دستورنا هو العيش المشترك. تشريفكم للقاء الأهل هو تعبيرٌ عن الإرادةِ الوطنيَّة التي لا يكون لبلدنا خلاصٌ إلا بها. نُقدِّر عالياً دورَكم اليوم باختتام جرح الشحّار وكفرمتى تكملةً لمسيرة العيش المشترك التي رعاها سلفُكم صاحب الغبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير ومعالي الأستاذ وليد بك جنبلاط. ونحنُ وإيّاكُم نلتقي دائماً على الثوابت التي تعبِّرُ عنها القِممُ الروحيَّة التي بها روح بلدِنا الغالي”.
وأضاف: “دعـنا يا صاحبَ الغبطة نرحِّبُ بكُم في فُسحة الضوءِ هذه التي ينيرُها اللقاءُ بكلِّ معانيه دون المزيد من الخوض في الشأن العام. دعـنا نعيشُ فرحَ هذه الهُنيهة لنوجِّهَ رسالتَـنا إلى كلّ اللبنانيّين وهي رسالة المحبَّة والمشاركة تحت سماءِ بلدٍ خصَّهُ اللهُ تعالى بجمال الأرض وجمال اللقاء والتعارف الإنسانيَّيْن. دعـنا نقول سويّاً بقـلبٍ مؤمِن أنَّ لبنانَنا باقٍ على رسالتِه مهما اشتدَّت العواصفُ، وأنَّ إيمانَنا به هو من معدِن إيمانِنا بالقيَم الساميَة التي نستمدُّها من الرِّسالات السَّماويَّة بعيداً عن كلِّ تعصُّبٍ وافتـِئات.

البطريرك الراعي
ثم تحدّث البطريرك الراعي فقال: “أشكركم سماحة شيخ العقل للصداقة الرُّوحيّة والإنسانية العميقة التي تشد بيننا منذ أن تعارفنا، يسرّنا هذا الاستقبال في دارتكم الكريمة، ونُحيّيكم خاصة وأنّ شعار البيت المِلك لله، وقد شعرنا بالحقيقة أنّنا في بيتنا”.
وأضاف: “إنّ هذا الجبل كما قلتم ماؤنا وهواؤنا، ونقول هو قلبنا النابض، وهو عمود فقري للحياة اللبنانية والكيان اللبناني، وهذا الجبل عليه كتبنا معاً كلّ تاريخ حياتنا المشتركة ولذلك فعل الإيمان اليوم هو الإلتزام بمسؤوليتنا المشتركة لأنكم في الجبل كنتم القدوة، كيف طويتم الصفحة السوداء. وأعتقد أنّ الجبل مرّ بخبرة مُرّة للغاية، ولكن الرجولة والبطولة هو أنّكم كلّكم طويتم الصفحة وعشتم جمال هذه المصالحة ونحن نواصل هذا الطريق، لكن ما أودُّ أن أقوله إنّكم كنتم سبّاقين في بدء صفحة جديدة، وجمال المصالحة أن نبدأ صفحة جديدة. ننسى الماضي وننطلق للمستقبل، ننسى الماضي لكن يظل عِبرة لنا بعدم العودة إليه. لكنّنا نبني المستقبل وهذا ما فعلتم وهذا ما رأينا بأُمّ العين في كلّ الرعايا والبلدات التي زرناها وأنا سعيد جداً أنّ معظم هذه البلدات هي بلدات فيها أخواننا الموحّدون الدروز. أنا أشكر سيادة المطران بولس مطر لأنّه أراد أن نبدأ هكذا. لذا نقول نحن في بيتنا، نحن في هذه الأخوّة الوطنية، وفي هذه المسؤولية التاريخية التي ينبغي علينا نحن كذلك أن نحملها معاً.
وأردف الراعي: “فرحتنا كبيرة اليوم أننا التقينا ولكن نلتقي وفينا الغصّة التي ذكرتموها والتي أنا أيضاً بإسم هذا الجمهور معكم نُجدِّد الدعوة للجماعة السياسية لنقول لهم تمثّلوا بأبناء الجبل، أبناء الجبل تصالحوا، أبناء الجبل نسوا الدماء، أبناء الجبل طووا الصفحة، اطووا الصفحة، اطووا الصفحة، يكفي اطووا الصفحة، تصالحوا، تقاربوا، احموا هذا الوطن. أنتم في الجبل تصالحتم حُبّاً بهذا الجبل، حُبّاً بالعيش معاً، حُبّاً بحفظ تاريخنا المشترك الجميل وكذلك ينبغي على الجماعة السياسية أيضاً القيام به حُبّاً بلبنان، لبنان الكيان ولبنان الشعب، لبنان المؤسّسات، لبنان التاريخ، لبنان الرسالة. إذا آمنا فعلاً بهذا الوطن أنّه فوق كلّ شيء وفوق الجميع لا شيء يمكن أن يقف أمام المصالحة”.

أيها السياسيون : احترموا الشعب!
وقال: “نحن نُحيّي من هنا كلّ أصحاب الإرادات الطيّبة، كلّ الذين يسعون فعلاً من أجل هذه الغاية ونحن نطالبهم ونقول لهم الشعب يثق بكم كونوا على مستوى ثقة الشعب بكم. وأقول الشعب يحترم السلطة السياسية يحترمهم ويقدرّهم ويعزّهم وهم يعرفون، وأنا أقول ينبغي عليكم أنتم أن تحترموا الشعب أيضاً، أن تُحبّوا الشعب أيضاً وأن لا تستهتروا بشؤونه أيضاً. وأضاف القول: يؤلمنا هذا المشهد المُذل بالنفايات، التي أيضاً تذلنا بكرامتنا الوطنية وبجمال هذه الأرض الجميلة، لكن يؤسفنا أيضاً أنّ كلّ المبادرات وخصوصاً المبادرة الرسمية التي تكلّف بها الوزير شهيب. وقال: نحن شعب فيه سمو وقِيَم وتاريخ وحضارة وثقافة، لذلك نحن نرجو ونأمل أن يتحمّل المسؤولون مسؤولياتهم التاريخية. ووجدتُ دارتكم الكريمة يا سماحة الشيخ أفضل مكان لقول ذلك وأمام هذا الحضور. ولا بدّ من القول إنّ إيماننا عظيم بلبنان، إيماننا عظيم بالجبل، سبحانه وتعالى يُلهمنا أن نمشي إلى الأمام.

جولة رعوية واسعة
جاءت زيارة البطريرك الراعي لسماحة شيخ عقل الطائفة في إطار جولة رعوية واسعة في منطقة عاليه، قام خلاها بدايةً بزيارة مركز جمعية الرسالة الاجتماعية في مدينة عاليه المدينة، حيث رحب به وزير الزراعة اكرم شهيب وكانت كلمة للبطريرك قال فيها: “أُحيّي أخوتنا الموحّدين الدروز لأنّ لهم فضل في تاريخ لبنان مع الموارنة. كلّنا مسؤول ولمسؤولياتنا جذور تاريخية لذلك علينا أن نعمل معاً». وزار البطريرك كنيسة مار جرجس للروم الأرثوذكس في عاليه.
كما انتقل البطريرك إلى بلدة بيصور حيث كان في استقباله عند مدخل البلدة فرقة من الخيّالة ترفع الأعلام اللبنانية تقدّمت الموكب إلى حين الوصول إلى مبنى الرابطة الثقافية الرياضية، حيث استقبله إلى جانب المشايخ والفاعليات النائب غازي العريضي. وحيا الراعي في كلمته في بيصور القيادات السياسية ولا سيما النائبين وليد حنبلاط وطلال ارسلان وجميع ابناء المنطقة «على الوحدة والتعاون الذي تعيشونه».
وفي إطار جولته الرعوية تفقد البطريرك عدداً من القرى منها شملان وعيناب وعين كسور ودفون ومجدليّا وتفقد في مجدليا كنيسة مار تقلا المارونية التي يعاد بناؤها وترأس قداساً في كنيسة رمحالا كما اجتمع بأهالي كيفون في حسينية البلدة وألقيت كلمات شددت على الوحدة وأهمية الحفاظ على لبنان وطناً للجميع.

لقاء في كفرمتى
وانتقل البطريرك الراعي إلى بلدة كفرمتى وفي دارة الشيخ نصر الدين الغريب وكانت بادرة رمزية استهدفت تكريس المصالحة التي تمت بين المواطنين المسيحيين والدروز في البلدة، وألقى وسط حشد ضمّ رجال الدين والوزير أكرم شهيب والأمير طلال أرسلان كلمة حيّا فيها “مصالحة الشجعان والأبطال” مشيراً إلى «أن الأبطال دائماً يتصالحون” وداعياً الى تجاوز الماضي.
وألقى الأمير طلال ارسلان كلمة قال فيها: هذا اللقاء التاريخي يأتي تتويجاً صادقاً لسلسلة المصالحات في جبلنا اللبناني. هو لقاء العودة الى الجذور الوطنية والإنسانية والتاريخية. بعد ذلك توجه البطريرك الراعي الى كنيسة مار الياس في كفرمتى.

لقاء في عبيه
بعد كفرمتى انتقل البطريرك الى عبيه حيث كان لقاء جامع بين أبناء البلدة مسيحيين ودروزاً كما انتقل الى رحاب مقام الأمير السيد عبد الله التنوخي حيث كان في استقباله الشيخ سعيد فرج وممثل شيخ العقل الشيخ غاندي مكارم.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي