الثلاثاء, نيسان 30, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الثلاثاء, نيسان 30, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

زِراعةُ الخضار الصّيفيّة

زراعةُ الخضار الصيفية في لبنان هي من الزراعات الهامّة التي تلعب دوراً أساسيّاً في الاقتصاد اللبناني وتعطي مردوداً جيداً للمزارع خاصة إذا ما أتقن عمله من حيث توقيت الزرع، المعاملة، المكافحة، الري، التغذية، والقطاف ثم التوضيب، البيع، والتصنيع … وخاصة الخضار الموسمية التي تعطي إنتاجا مبكراً ووفيراً هذا على صعيد زراعة الحيازات أو المشاريع الصغيرة (من دونم حتى خمسة دونم)، مما يزيد من أهميّة التوسع في زراعة الخضار وزيادة إنتاجها وتحقيق عائدا سريعا.

فقد كانت زراعة الخضار محصورة في مساحات قليلة لسد حاجة بعض سكان القرى الذين يتعاطون الزراعة. أما في النصف الثاني من القرن الماضي، بدأت تتطور وتزداد حتى أصبحت مصدراً أساسياً في حقل الإنتاج الزراعي وتدر مالا وفيرا للمزارعين الذين أتقنوا هذا العمل من تأصيل للبذار والنبات وتحديد موعد الزرع مع ممارسة الدورة الزراعية وذلك بفضل التقنيات الحديثة المتطورة التي تعتمدها هذه الزراعات وصولاً إلى المستوى الجيد في الإنتاج. ومن خلال اكتشاف نباتات مرغوبة من قبل المستهلك اللبناني وحملها خصائص وراثية جيدة ومتطورة من حيث قدرتها على مقاومة الآفات الزراعية وجفاف التربة وتأقلمها مع جميع أنواعها، إضافة الى قدرتها على إنتاج أكبر كمية ممكنة من الثمار والخضار الورقية والساقية مع مواصفات مميزة للبذور والثمار عن الأصناف السابقة، وكذلك من خلال تنظيم عملية التسميد الذواب وطرق الري والمكافحة العضوية والكيميائية حسب الحاجة لمنع إتلاف المحصول، وبعدها يتم نشرها بين المزارعين في مختلف المناطق الزراعية. كما يمكن تصدير الكثير من هذه المنتجات للأسواق الخارجية إضافة إلى تصنيع المنتجات الغذائية خاصة الخضار التي لا تصلح للتسويق والاستهلاك الطازج.

تنحصر زراعة الخضار بشكل أساسي في لبنان على عدة محاصيل خضرية، أهمها:

الفصيلة الباذنجانية تضم: البندورة، البطاطا، الباذنجان، الفليفلة.

الفصيلة القرعية تضم: الخيار، الكوسا، البطيخ الأحمر والأصفر، القرع، القثاء، اللقطين أو اليقطين.

الفصيلة البقولية أو القرنية تضم: الفاصولياء، اللوبياء، الفول، البازلاء، الحمص، العدس.

الفصيلة الصليبية تضم: الملفوف، القرنبيط، اللفت، الفجل، البروكولي.

الفصيلة الخيمية تضم: الجزر، البقدونس،…

الفصيلة المركبة تضم: الخس…

الفصيلة النرجسية تضم: البصل، الثوم، الكرّاث.

الفصيلة الرمرامية تضم: السلق، السبانخ، الشمندر السكري…

الفصيلة الخبازية تضم: البامياء…

وتختلف إنتاجية هذه الأصناف حسب اختلاف عوامل الوقت والمعاملة والأحوال الجوية وطبيعة التربة وعمقها وصلاحيتها للزرع وإصابتها بالآفات الزراعية من حشرات وعناكب وفطريات وبكتيريا وفيروسات وغيرها. هذا بالإضافة إلى عامل نقص العناصر الغذائية التي تحتاجها النباتات أو زيادة استهلاك عنصر غذائي أكثر من غيره مما يؤدي إلى ظاهرة عدم امتصاص باقي العناصر.

ونظراً لأهمية الدور الذي تلعبه الخضار في تحقيق الأمن الغذائي وفي رفع مستوى المعيشة وتدعيم الإقتصاد الوطني، نضع بين أيادي المزارع اللبناني، أكان محترفا أو تقليديا، هذا الموضوع الذي يتطرق إلى سبل كيفية زراعة الخضار بدءاً من تهيئة الأرض حتى القطاف.

أهمية الخضار الغذائية

تتصدر الخضار على اختلاف أنواعها قائمة المواد الغذائية التي تقدم لجسم الإنسان ما يحتاج إليه من الأملاح المعدنية والفيتامينات الضرورية إضافة إلى وجود الألياف النباتية الهامة للتغذية واستمرار الحيوية. فالإنسان منذ القدم أدرك حاجته لجميع أنواع الخضار الشتوية منها والصيفية فاعتمدها في قوائم طعامه اليومي.

لذا، زراعة الخضار لها أهمية ملحوظة في تأمين جزء من الاحتياجات الغذائية للإنسان. والخضار هي نباتات عشبية حولية أو ثنائية الحول. الحول الواحد معروف بالموسم الواحد أي الخضار التي تزرع في وقت أقل من سنة على سبيل المثال: البندورة تزرع بدءا من شهر نيسان في المناطق الساحلية حتى شهر حزيران في المناطق الجبلية وتتوقف عن الإنتاج في شهر تشرين الثاني عند تدني الحرارة. الحولان أي موسمان وهي النباتات التي تعطي الجزء الذي يؤكل في الحول الأول والأزهار والبذور في الحول الثاني مثل البقدونس والسلق…

وتزرع الخضار سنويا حسب حاجة السوق، منها ما تستخدم أجزاؤها للتغذية فقد تؤكل ثمارها طازجة أو مطبوخة مثل البندورة، الملفوف، البازيلا،… ومنها ما تؤكل نوراتها الزهرية مثل القرنبيط، البروكولي، أو أوراقها مثل الخس، البقدونس، السلق، الرشاد، أو جذورها مثل الفجل، الجزر، الشمندر، اللفت، البطاطا الحلوة، أو أبصالها مثل البصل، الثوم…

تقسيم النباتات

إن تقسيم الخضر يساعد على معرفة الجزء الذي يؤكل من النبات ويفيد المزارعين في التعرف على الأجزاء التي تستعمل في الغذاء من مختلف الخضروات. مما يساعد أيضا على تعدد الإنتاجية من الخضار، وإن النباتات التي تنتمي إلى فصيلة واحدة لا تتشابه جميعها في الحاجات والعمليات الزراعية من تغذية وري ومكافحة ولا في الاحتياجات البيئية من حرارة وتربة وتقسم هذه النباتات الخضرية إلى عدة مجموعات بحسب الجزء الذي يستعمل للتغذية وهي كالتالي:

  1. خضر ورقية: وتشمل الخضار التي تؤكل أوراقها وتضم: الملفوف، الرشاد، الجرجير، السلق، السبانخ، الخس، البقدونس، الهندباء، الكرفس، الشمرة، البقلي، الكزبرة…
  2. خضر ساقية: وتشمل الخضار التي تؤكل منها الساق في التغذية سواء كانت هذه الساق هوائية كما في: الهليون أو ساق منتفخة كما في: الكرنب، وإما ساقا متحورة تحت سطح التربة مثل: البطاطا، القلقاس…
  3. خضر جذرية: وتضم الخضار التي تؤكل فيها الجذور وتتضخم جذورها كما في: الجزر، اللفت، البطاطا الحلوة، الشمندر،…
  4. خضر زهرية: وتشمل الخضار التي تؤكل منها الأجزاء الزهرية مثل: الأرضي شوكي، القرنبيط، البروكولي…
  5. خضر بصلية: وتضم الخضار التي تؤكل منها الأبصال سواء كانت هذه الأبصال ناتجة عن تضخم قواعد الأوراق كما في: البصل… أو من تضخم براعم أبطية موجودة في قواعد الأوراق كما في: الثوم…
  6. خضر ثمرية: وتشمل الخضروات التي تؤكل ثمارها سواء أكانت ناضجة مثل: البندورة، البطيخ الأحمر والأصفر… أو غير ناضجة مثل: الخيار، القثاء، الكوسا، اللوبياء، الباذنجان، البامياء…
  7. خضر بذرية: وتضم جميع الخضار التي تؤكل بذورها طازجة أو جافة كما في: الفاصولياء، الفول، الحمص، البازلاء،…
الإحتياجات البيئية المناسبة لزراعة الخضار

تحتاج بعض أنواع الخضار إلى مشاتل صغيرة إما في أوان خاصة أو في الأرض، لزراعة البذور الصغيرة مثل: البندورة، الخس، الفليفلة، الباذنجان،… يتم بذرها قبل موعد الزرع بحسب النوع من 20 الى 45 يوما في أتربة مشجعة للإنبات والتي تحوي عناصر غذائية، مثل التورب،… مع تضليلها (بقطع من النيلون أو في البيوت الزجاجية إن وجدت) تتنقل الشتول الصغيرة إلى أوان خاصة (صواني أو كبايات صغيرة) لتسريع نموها مع إبقائها في الجو المضلل. بعد ذلك، يتم زراعتها في الأرض المستدامة عندما يصبح الجو ملائما والأرض مهيأة. تساعد هذه العملية في استمرار النباتات في النمو مباشرة وعدم تضليلها خاصة إذا كان الجو حاراً، مثل: البندورة، الفليفلة، الباذنجان، الخس، الملفوف…

ملاحظة إنَّ الشتول التي تُقلع من المشتل لتُزرع في الحقل تفقد قسماً كبيراً من جذورها الماصة مما يؤدي إلى تأخيرها مدة أسبوع على الأقل لتبدأ بتكوين جذور حديثة ومن بعدها تبدأ في النمو. لهذا تحتاج إلى تضليل بعد الزرع مباشرة.

الموقع: يجب أن يكون في مكان مكشوف لا تتجمع فيه الرطوبة التي تؤدي الى تكاثر وانتشار الأمراض وغير معرضة للرياح الساخنة التي تؤدي إلى تلف الأزهار وجفافها، قرب الموقع من الطريق لتقليل الكلفة، ووجود نبع ماء أو خزان لتجميع مياه الأمطار.

التربة: تحتاج نباتات الخضار إلى تربة جيدة الصرف، عميقة ومفككة، وصالحة للزراعة، غنية بالمواد المعدنية الضرورية لها.

الحرارة: تنمو نباتات الخضار في حرارة معتدلة إلى حارة نسبيا كونها من الخضار الصيفية. تتراوح درجات الحرارة بين 15 الى 33 درجة مئوية. أما الحرارة التي تزيد عن 33 درجة مئوية، توقف نمو النباتات وتمنع عقد أزهارها كما في إنخفاض الحرارة عن المعدل المطلوب مما يؤدي الى إنخفاض المردود الاقتصادي لهذه الزراعة.

الري: بشكل عام، جميع نباتات الخضار تحتاج إلى ري ولكن بمعدلات مختلفة على سبيل المثال: تحتاج البندورة الى حوالي 20 ليتر من الماء في الأسبوع عند مرحلة جني المحصول. أمّا نبتة القثاء (مقتي)، فلا تحتاج لأكثر من 10 ليتر ماء أسبوعيا. إن الخضار تستجيب بشكل جيد عند إشباعها بالماء والسماد وتعطي إنتاجا ذا جَودة وكمية عالية.

التسميد: تحتاج الخضار إلى كميات متفاوتة من الأسمدة العضوية والكيميائية بشكل عام، كلما كان حجم وتفرع وعدد الأوراق أكبر، تحتاج إلى عناصر غذائية أكثر وتتفاوت حاجة النباتات الى هذه العناصر في مراحل نموّها وحسب إنتاجها. فالنباتات الورقية مثل البقدونس، الخس، الرشاد، تحتاج إلى عنصر الآزوت أكثر من الفوسفات والبوتاس. كما أن الخضار التي تعطي ثماراً مثل: البندورة، البطيخ، اللوبياء، تحتاج إلى الآزوت أكثر من غيره في مراحل النمو الأولى وتحتاج إلى الفوسفور أكثر في مرحلة الإزهرار وإلى البوتاس في مرحلة نمو الثمار لزيادة حجمها ونضجها.

إن الإفراط في زيادة كميات الأسمدة الكيميائية للخضار يؤدي إلى تراجع الخضار عن المقاومة الذاتية للآفات الزراعية وتلف الثمار في وقت قصير وترسبه في التربة كأملاح معدنية وقتل بعض الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في التربة والتي تساعد النباتات على امتصاص العناصر الغذائية مع الماء بعد تفكيكها وتحليلها وتحويلها كغذاء صالح للامتصاص من قبل الجذور. مثلا، يعطي الكثير من المزارعين لشتلة البندورة حوالي 100 غرام في الشهر من الأسمدة الكيميائية الذوابة (20-20-20 + عناصر صغرى) بينما تحتاج البندورة الى حوالي 30 غرام من هذا السماد في الشهر ويقدم على دفعتين كل 15 يوما.

أمّا الدونم الواحد فيحتاج بين 600 و1000 كلغ من الأسمدة العضوية المخمرة. إن السماد العضوي يلعب دوراً كبيراً في تحسين خواص التربة والحفاظ على الرطوبة والحرارة. وهو الحاضن الطبيعي والأساسي للكائنات الحية الدقيقة والمساعد على تكاثرها إضافة إلى وجود بعض العناصر الغذائية فيه كالآزوت.

تهيئة الأرض قبل الزرع: تُحرث الأرض حراثة أولى متوسطة بواسطة الجرار الذي يحمل السكك على عمق حوالي 40 سم مع إزالة الأعشاب البرية والحجارة إن وجدت التي تعيق العمليات الزراعية مثل الزرع، التسميد، الري، المكافحة، القطاف. ثم حراثة سطحية على عمق 15 سم تقريبا بواسطة الفرامة أو العزاقة لتكسير الكتل الترابية ولتنعيم وتسوية سطح الأرض أو التربة. من المفضل تقسم الأرض إلى خطوط متساوية أو أثلام أو مساكب لمعرفة سعة الأرض من الخضار المنوي زراعتها. بعد تقسيم الأرض، يوضع السماد العضوي في أماكن الزرع ويفضَّل خلطه مع التربة لتحسين خواصها وإمداد النبات بالمواد الغذائية اللازمة إضافة إلى وضع محيط الجذور مفكك وسهل لتغلغلها بين حبيبات التراب. وأخيراً، تُمَدد شبكة الري المُعدة خصّيصا لهذه الغاية ليتم بعدها الزرع حسب المسافات بين الشتلة والأخرى ومتوازية للنقاط الذي يمد الشتلة بالماء مباشرة أثناء عملية الزرع.

التعشيب: إن عملية العزق أو التعشيب هي من العمليات الهامة التي تحتاج إليها زراعة الخضار لأن الأعشاب تزاحم نباتات الخضار على الغذاء والماء، وتكون الناقل والحاضن لبعض الآفات الزراعية من أمراض وحشرات مشتركة ضارة ومما يؤدي بالتالي الى انخفاض الإنتاج.

المكافحة: تصاب نباتات الخضر بآفات عديدة تندرج تحت مجموعتين: الأمراض تسببها الفطريات، البكتيريا والفيروسات والمجموعة الثانية تسببها الحشرات والعناكب. ومن المفضل أن تكون المكافحة متكاملة.

الأمراض: اللفحة المتقدمة، اللفحة المتأخرة، الرمد، التبقع، الفوزاريوم، الفيروسات،…

والحشرات: المن، الذبابة البيضاء، راعية الأوراق، دودة الثمار، الدودة الخياطة، البسيلا،…

والعناكب: الأكاروز، الحلم.
لا تحتاج جميع أمراض الخضار إلى مكافحة كيميائية متخصصة بل نستطيع أن نقي الكثير من الخضار بواسطة المكافحة: الميكانيكة، البيولوجية، العضوية.

المكافحة الميكانيكية: أي يجب إزالة النباتات المصابة خاصة بالفيروس وحرقها، كما يجب إزالة الأعشاب البرية التي تنمو عليها بعض الآفات الضارة. يجب التقليل من الرطوبة المحيطة بالنبات والجذور خاصة في مرحلة النمو الأول (بعد الزرع) .

المكافحة البيولوجية: تتم بواسطة الأعداء الطبيعية للآفات الضارة مثل: أسد المن، أم علي سيري، المتوفرين بوفرة في الحقول التي لا تعامل كيميائياً.

المكافحة العضوية: منها ما يحضّر منزلياً خاصة لمكافحة الحشرات من خل تفاح (50 ملل) والفليفلة الحارة القارس (حوالي 150 غرام) ومقطر القصعين أو الزعتر أو النعنع (50 غرام) مع القليل من برش الصابون البلدي ويضاف كبريت غروي إذا كان الخضار مصاب بأمراض فطرية. تضاف جميعها إلى 20 ليتر ماء وتُخلط جيدا وتُرش على النباتات. والمكافحة العضوية أيضا تتم بواسطة المبيدات العضوية المتوفرة في الصيدليات الزراعية منها الجنزارة وكبريت الزهرة. يخلط جيدا 1 كيلو كبريت الزهرة مع 200 غرام جنزارة (مادة نحاسية من مصدر موثوق). ويتم تعفير هذا الخليط على النباتات في بداية نموها مثل الباذنجانيات، القرعيات والبقوليات. ويعمل الكبريت والجنزارة على منع إصابة الخضار بالفطريات وتقليل من إصابتها بالأمراض البكتيرية والفيروسية وإعاقة تكاثر ووصول الكثير من الحشرات والأكاروز إلى أجزاء نبات الخضار لامتصاص عصارتها وقضم بعض أجزائها. فهذا الخليط يشكل طبقة فاصلة، نوعاً ما، بين الآفة وجدار النبات. لكن، يُنصح بعدم استخدام الخليط في حرارة تزيد عن 32 درجة مئوية وفي الأيام التي تزداد فيها الرطوبة. وبعكس ما هو سائد ومعروف منذ القدم، يجب أن لا يكون التعفير باكراً على الندى لأنه يتجمع في أماكن حاملة للندى على أجزاء النبتة مما يؤدي إلى حرقها ويبقى أجزاء غير محكمة بالكبريت مما يسمح بدخول الآفات. ومنذ عدة سنوات، بدأ يتوفر في لبنان مبيدات عضوية متخصصة.

جني المحصول: تقطف ثمار الخضار عند مرحلة النضج تدريجيا التي تحدد باللون مثل البندورة، البطيخ الأصفر، اللقطين، بالحجم مثل الكوسا، الخيار، اللوبياء، بعدد الأيام مثل البطاطا، والخضار الورقية تحدد بالحجم مثل الخس، البقدونس، الهندباء…

التوضيب والتسويق: من المُفضّل أن يتم فرز الخضار الثمرية حسب الحجم والنوعية ووضعها في عبوات صغيرة مكشوفة لأن هذا يساعد على تسويقها بوقت أسرع وبأسعار أعلى. يستحسن بيع الخضار الطازجة إلى المستهلكين مباشرة.

التصنيع: هناك العديد من الخضار صالحة للتصنيع وبعدة طرق وأشكال:

صناعة المجففات: بعد تقطيع الثمار الكبيرة إلى أجزاء صغيرة مختلفة الأشكال، مثل: البندورة، اللوبياء، البامية، الكوسا، توضع في الأجهزة المعدة للتجفيف أو في أماكن مضللة وقليلة الرطوبة ويجب أن لا تتعرض إلى أشعة الشمس المباشرة بالإضافة إلى حمايتها من الغبار والشوائب التي تؤدي إلى تلفها.

– صناعة التوابل المجففة: بعد قطاف الثمار وتقطيعها أو قطع جزء من نباتات الخضر الورقية تجفف في الظل لتصبح خالية من الرطوبة نوعاً ما، بعد ذلك يتم تنعيمها مثل: النعنع، الصعتر، المردكوش، الحبق، أو طحنها مثل: الفليفلة الحمراء، البصل، الثوم…

– صناعة العصائر: الثمار الكبيرة والمشوهة في الشكل والتي لا تصلح إلى التسويق والغير مصابة بأي مرض أو حشرة، يُعمَد إلى عصرها وتقديمها طازجة كما في الجزر، البندورة…

– صناعة المُخلّلات: الثمار التي لا تصلح للبيع أو التصدير، تُغسل وتُنظف وتُعَد لتقطيعها وترتيبها في أوان زجاجية وتوضع في محلول من الماء والملح عيار 1 ملح الى 7 أو 8 ماء تقريبا كما في كبيس الخيار، القثاء، الفطر، الفليفلة، اللفت، القرنبيط، الجزر، أو تُكبس في زيت الزيتون كما في الفليفلة الحرة، صعتر الخلاط، اللوبياء، الباذنجان المكدوس،…

– صناعة المربيات: يصنع من بعض أنواع الخضار المربيات حيث تقطف الثمار بعد نضجها كما في اللقطين وقبل النضج وهي في حجم صغير كما في الباذنجان…

– صناعة المقطّرات: إن بعض النباتات العطرية هامة جداً من حيث فائدتها الغذائية والطبية والاقتصادية للإنسان خاصة في مرحلة الإزهار مثل النعناع، الصعتر،…

– صناعة المركزات: إن بعض ثمار نباتات الخضار في غذائنا طازجة ومصنعة كما في البندورة، الفليفلة الحلوة والحارة، والثمار غير الصالحة لهذه الغاية تحضّر لتركيزها بعد غسلها وإزالة الشوائب منها ثم تركَّز على حرارة الشمس أو النار مثل: رب البندورة، الكاتشب، رب الفليفلة،…

الدورة الزراعية

تعني «الدورة الزراعية» عدم زراعة نفس محصول الخضار أكثر من موسم في نفس المكان. ويفضل اتباع دورة زراعية ثلاثية أي كل ثلاث سنوات من فصائل مختلفة. مثلا: تزرع الأرض في الموسم الأول بنبات الخيار الذي يتبع الفصيلة القرعية. في الموسم القادم، تزرع نباتات اللوبياء التي تنتمي للفصيلة البقولية. وفي الموسم الثالث، تزرع بنباتات البندورة التي تتبع فصيلة الباذنجانيات. لأن نباتات الخضار التي تنتمي للفصيلة الواحدة تحتاج تقريبا إلى نفس العناصر الغذائية ولكن بكميات ونسب مختلفة وتحمل بعض الأمراض مثل: الرمد، اللفحة، والحشرات المشتركة مثل: الدودة الخياطة، المن الأخضر، الذبابة البيضاء،… وتطفل عليها نفس النباتات المتطفلة مثل الهالوك (الجعفيل) التي تنمو على جذورها ولا تسمح بمرور إلّا القليل من الغذاء إلى القسم الموجود فوق سطح التربة من النبتة مما يؤدي إلى هلاكها.

تأصيل نباتات الخضار

إن تأصيل النبات يستوجب الأخذ بالاعتبار لعدة نقاط هامة. يجب مراقبة النبتة خلال الموسم لمعرفة قدرتها على تأقلمها مع المناخ والأرض المزروعة فيها، مقاومتها للأمراض والحشرات الضارة، تحمّلها للعطش، وأيضاً مراقبتها من حيث النمو الخضري الجيد للخضار الورقية والإنتاجية العالية للأزهار والثمار بالإضافة إلى شكل الثمار المتناسق وجودتها العالية من حيث الحجم واللون والطعم هذا في الخضار الثمرية. أما في الخضار الدرنية، فتُجمع الدرنات الصغيرة بعد القلع لتُزرع في الموسم القادم كما في البطاطا. تُجمع بذور الخضار الورقية والزهرية بعد نضجها وتُحفظ للموسم الذي يليه بعد تجفيفها ونقعها لمدة دقيقتين في محلول نحاسي مثل: البندورة، الفليفلة، القرنبيط، الباذنجان…

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading