الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, شباط 21, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

شجرة الخوخ كريمة ومنتجة

دليلٌ لزراعة أنواع الخَوخ والعناية بها على مدار العام

شجرةُ الخَوْخ عروسةُ البُستان

ثمارٌ وفيرةٌ وشهيّةٌ لكنْ كيف نحميها من الآفات؟

يجب قطف الخَوخِ في بداية مرحلة النّضج قبل أنْ يلين
ومن الضّروريّ لخوخٍ جيّدٍ أنْ تُجْمَع الثّمار مع أعناقها

أصبحت زراعة أشجار الخوخ من الزّراعات الهامّة خاصّة بعد إدخال بعض الأصناف الاقتصادية المرغوبة من المستهلكين، كما أُدخلت بشكل واسع في الصّناعات الغذائيّة والمجفّفات، وهي من الأشجار المثمرة التي تنمو على ارتفاعات متعدّدة عن سطح البحر لكنّها الأكثر إنتاجاً ومردودا اقتصاديا في المناطق الوسطى والتي يتراوح ارتفاعها بين 500 و1000 متر.
يتميّز الخوخ بقيمته الغذائيّة والعلاجيّة ومذاقه اللّذيذ ويُعتَبر في الوقت نفسه من الأشجار المُزَيِّنة للحدائق. والخوخ شجرة معطاءٌ، وتنتج الكثير من الثّمار سنويّاً، وهناك نوع منها أحمر الأوراق لا يُثمر ويُستخدم للزّينة.
وتُعتبَر الصّين الدّولة الأولى من حيث إنتاج الخوخ، ثم تليها دولة صغيرة هي صربيا التي تنتج أكثر من الولايات المتّحدة الأميركيّة، أمّا العالم العربيّ فهناك دولتان بارزتان في هذه الزّراعة: الجزائر التي تحتلّ المرتبة 18 في العالم من حيث حجم الإنتاج والمغرب التي تأتي في الترتيب الـ 20. عدا ذلك فإنّ الدّول العربيّة شرقاً وغرباً معروفة بزراعة الخوخ على نطاق تجاريّ ومنها لبنان.

تصنيف الخوخ
شجرة الخوخ متوسّطة الارتفاع كثيرة الإزهار، ممّا يعطيها منظراً رائعاً في الرّبيع، وتنتمي أشجارها إلى مجموعة الأشجار المتساقطة الأوراق، أوراقها رمحيّة الشكل ومسنّنة الحوافّ، وثمارها كثيرة الأشكال والألوان وبعضها له رائحة عطريّة كما في أوراقه إذا ما تمّ فركها بين الكفّين. ويتبع الخوخ العائلة الورديّة (باللّاتينية Prunus). وأهمّ أنواعه: الخوخ الإيطاليّ، خوخ بواسييه، الخوخ الشّوكي، الخوخ صغير الثّمار، الخوخ العربيّ، الخوخ الفضّيّ، الخوخ الكرزيّ، خوخ كورشنسكي والخوخ الملوّن..
وتختلف الثّمار، من حيث الحجم واللّون والشّكل، حسب الأصناف. فمنها ما هو كرويّ، ومنها ما هو بيضاويّ الشّكل و منها ما هو كبير أو صغير الحجم وله عدّة الوان: أسود، أحمر، زهريّ، أصفر، أخضر.. ولبّ الثّمار طعمه حلوٌ ولذيذٌ و عِطري في بعض الأصناف، وقشرة ثمرة الخوخ رقيقةٌ ملساء مغطّاة بطبقة من الغبار الدّقيق الذي يزول في مكان لمس الثّمرة باليد. نواة الثّمار صلبة نوعاً ما لوزيّة الشّكل مختلفة الأحجام منها مُرّة الطّعم وأخرى تشبه مذاق اللّوز.

أكبر 10 دول منتجة للخوخ في العالم

الانتاج(الباطن) الدولة الترتيب
5372899 الصين 1
662631 صربيا 2
561366 الولايات المتحدة 3
533691 رومنيا 4
296000 تشيلي 5
245782 تركيا 6
243746 فرنسا 7
227800 اسبانيا 8
196900 الهند 9
194100 ايطاليا 10
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة-الفاو

خصائص الخوخ الطّبيعيّة
تظهر البراعم الزّهريّة قبل ظهور الأوراق وتتفتّح خلال شهريّ اذار ونيسان حسب أصنافها وارتفاعها عن سطح البحر. وتعيش البراعم الزّهريّة من سنة إلى أربع سنوات بحسب الصّنف. وتبدأ أشجار الخوخ بالحمل بعمر سنتين وما فوق. وتعطي إنتاجاً وفيراً وبشكل منتظم في المناطق التي لا تتعرّض للصّقيع وهذا إذا تمّت العناية الجيّدة بها من تقليم وتغذية وتسميد…

المتطلبّات البيئيّة والمُناخيّة:
1. الحرارة: تنمو اشجار الخوخ في المناطق الوسطى التي يتراوح إرتفاعها بين 500 – 1000 متر ويمكن زراعة بعض الأنواع في المناطق الجبليّة والتي تتحمل الصّقيع مثل الأصناف الأوروبيّة.
2. الضّوء: إنّ للضّوء أثرٌ إيجابيّ كبير على أشجار الخوخ، إذ يساعدها على نموّها وحملها الوفير، لذا من الضّروري زراعة بساتين الخوخ بشكل هندسيّ منظّم مع الحفاظ على مساحة جيّدة بين الأشجار لدخول الشّمس والضّوء بين الأشجار.
3. التّربة: أشجار الخوخ مُحبّة للأراضي الخفيفة لكنّها تنمو في جميع أنواع التّربة بشكل عام، خاصّة الأراضي التي تتّصف بعمقها وصلاحيّتها للزّرع وصرفها للماء الزّائد بشكل جيّد والخالية من الأملاح الضارّة.
4. الماء: تنمو جذور الخوخ أفقيّاً تحت سطح التربة بنحو 25 سم وبشكل مظلّة مفتوحة لذا فإنّها تتطلّب عدّة خدمات حقليّة منها الرّي، ويفضّل أن يتوفّر في المنطقة السّطحيّة للتّربة موادّ غذائيّة ورطوبة كافية.
إكثار الخوخ
يتكاثر الخوخ بطريقتين: التّكاثر الجنسيّ (البذريّ) والتّكاثر اللّا جنسي (الخُضَريّ)

مربّى-وكمبوت-الخوخ-لذيذ-على-السفرة
مربّى-وكمبوت-الخوخ-لذيذ-على-السفرة

التّكاثر الجنسيّ أو البذريّ
وهو يحتاج لعدة شروط، أهمّها:
• يجب أن تؤخذ البذور من ثمار في مرحلة النّضج النّهائيّ عن الشّجرة (مستوية على الشّجرة).
• تُغسَل البذور وتُنظّف من لبّ الثّّمار بواسطة الرّمل والماء ثم تجفّف في الظّلّ تجنّباً لتعفّنها ثمّ تعقّم بمحلول نُحاسيّ (جنزارة) وتعبّأ في أكياس خاصّة لتُخْزَنَ إلى موسم الزّرع. يُفضّل زراعة البذور في الموسم المقبل مباشرة لزيادة نسبة الانبات.
• عند موعد الزّرع خلال شهريّ كانون الأوّل والثّاني، تُنقع البُذور لمدّة أسبوع أو أسبوعين قبل زرعها في التّربة وتُزرع في المشاتل بشكل خطوط تُبعَد عن بعضها البعض نحو 50 سم وتكون المسافة بين البِذرة والأخرى 25 سم. وعندما تصبح سماكة جذع النّبتة نحو نصف سم، يجري تطعيمها بالعين خلال شهر حزيران وفي العام الثّاني تُقلَع لتزرع في الأرض الدّائمة أو تباع للمزارعين.
• يفضّل ألّا تُترك النّصوب أو الشّتول أكثر من عامين في المشتل.

“جذور الخوخ تنمو أفقيّاً تحت سطح التّربة بنحو 25 سم لذا فهي تتطلّب خدمات حقليّة مثل االتّغذية العضويّة والرّي”

رسم-بالأسلوب-الياباني-لأزهار-الخوخ
رسم-بالأسلوب-الياباني-لأزهار-الخوخ

التّكاثر اللّا جنسي
يتكاثر الخوخ خضريّاً بعدّة طرق أهمّها:
• العُقلة: تؤخذ العُقَل من فروع الأشجار النّاضجة بعمر سنة واحدة وبطول نحو 25 سم، خالية من الأمراض وبيوض الحشرات. وبعد تساقط الأوراق عنها، تُجمع العُقَل بشكل حِزَم ثم يُغطَّس الجزء السّفليّ للعُقَل بطول 2 سم بمحلول هورمونيّ مشجّع لانبات الجذور لمدّة لا تزيد عن 7 ثوانٍ. ثم تُزرع في مستوعَبات خاصّة (أكياس، فازات، قوارات) في خلطة ترابيّة من تراب بيتموس أو دوبال أو سماد عضويّ مخمّر على أن تكون النّسبة 50% تراب و 50% أحد العناصر الثلاثة. وذلك لتسهيل عمليّة مرور الجذور بين حُبيبات الخلطة. تزرع العُقَل في الأواني المعبّأة من الخلطة خلال شهريّ كانون الثّاني وشباط، على أن يُترك بُرعُمة أو اثنتان فوق سطح مستوعب الزّرع ويُطمر القسم الأكبر منها (نحو الثلثين)
• الفسائل: تنمو الفسائل على كعب الأشجار وينمو لها بعض الجذور. تُفصَل عن الشّجرة الأمّ بعد تساقط أوراقها في نهاية فصل الخريف وتُزرع في الارض الدّائمة بعد تهيئة الأرض لهذه الغاية.
• التّطعيم: وهو من أهمّ أنواع التّكاثر الخُضَريّ، إذ تُطعّم الأشجار التي لا تعطي إنتاجاً وفيراً وغير المرغوبة تجاريّاً بالإضافة إلى الأشجار التي لا تقاوم الأمراض والآفات. ويُطعّم الخوخ بعدّة طرق: القلم (شقّ تاجيّ انجليزيّ) والرّقعة التي هي أنجح طريقة للتّطعيم خاصّة عند اللّوزيّات بشكل عام والخوخ بشكل خاص. أمّا موعد التّطعيم بالقلم، فيكون في أوائل الرّبيع وعند بدء سريان العُصارة النّباتيّة في أشجار الخوخ (عند بدء انتفاخ البرعمة)، والتّطعيم بالرّقعة أو العَين يتمَ خلال شهر حزيران، وتؤخذ البراعم من الطّرود الجانبيّة للشّجرة والمعرّضة للشّمس لفترة طويلة من النّهار. ويجب أن تكون البرعمة القشريّة والبرعمة الخشبيّة ناضجة.

إنشاء بستان الخوخ
• تحتاج أشجار الخوخ إلى تربة متوسّطة العمق، غنيّة بالموادّ الغذائيّة، جيّدة الصّرف.
• تنقب الأرض على عمق 70 سم تقريبا ويتمّ خلطها جيدا.
• تنظّف التربة من الحجارة وبقايا جذور وأغصان الأشجار والشُّجيرات البرية.
• تحرث الأرض حراثة عميقة حوالي 40 سم بواسطة جرار سكك.
• تحرث بعد ذلك سطحياً بواسطة الفرّامة بهدف تسوية سطح التربة.

• يجري تخطيط الأرض وتحديد أماكن الزّرع مع تحديد المسافة بين الشّجرة والشّجرة وبين الخط والخط حسب الأصناف المراد زرعها بدءا من 3,5×3,5 للأصناف متوسطة الحجم وحتى 5×5 لأصناف الخوخ الكبيرة الحجم، وحسب طبيعة الأرض والصّنف والأصل.
• يتمُ حفر الجُور المخصّصة لزراعة الخوخ على عمق 60 سم وعرض 50 سم ويوضع بداخلها حوالي كلغ واحد من السماد العضويّ المخمّر ويُخلط مع تراب قاعها.
• يتمّ اختيار الأصناف حسب ملاءمتها للمُناخ والتّربة والموعد المرغوب لنضج الثّمار ومدى مناسبته مع الطّلب عليه لتسويقه، وكذلك وفق حاجة البستان إلى النّصوب من الصّنف المعين.
• تُغرس أشجار الخوخ في الحفر المُهَيّأة مُسبقا على أن تكون مستقيمة ويجب أن تكون منطقة الاتّصال بين الأصل والطّعم على مستوى سطح التّربة حتى نمنع حدوث إنبات فروع من الأصل إذا ما كان مرتفعاً عن سطح التّربة، وعدم السّماح للطُّعم من إنبات الجذور إذا ما طُمرت منطقة الطّعم تحت سطح التّربة، الأمر الذي يؤدّي إلى عدم مقاومتها للأمراض والجفاف وعدم قدرتها على تكوين مجموع جذري كبير.

أشجار-الخوخ-في-مرحلة-الإزهار-منظر-رائع-للناظرين
أشجار-الخوخ-في-مرحلة-الإزهار-منظر-رائع-للناظرين

همّ الأعمال الحقليّة
التّقليم: إنّ تقليم أشجار الخوخ من أهمّ الأعمال الحقليّة في الزّراعة وخاصّة التّقليم التّكوينيّ الذي يجب تنفيذه في السّنوات الثّلاث الأولى على الشّكل الكأسيّ لدخول الضّوء إليها وإدخال الأشجار في الإنتاج وبشكل متوازن، أي حسب قدرة الشّجرة على الحمل وتناسب كمية الثّمار على الأغصان وخاصّة المتقابلة. أمّا عمليّة التّقليم في السّنوات التي تلي السّنوات الثّلاث الأولى فتقتصر على إزالة الفروع والأغصان المتزاحمة والمتشابكة والمريضة والتي تنمو في مكان غير مرغوب فيه من قبل المُزارع.
الحراثة: تلعب الحراثة في بساتين الأشجار المثمرة دورا مهماًّ ولها فوائد عديدة أهمّها:
• تهوية التّربة والمساعدة على وصول الأوكسيجين إلى الجذور وعدم اختناقها خاصة إذا كانت التّربة لا تسمح بتصريف المياه الزائدة، وتسمح الحراثة أيضاً بتمدّد الجذور الشّعرية بتغلغلها بين حُبيبات التّربة بحثاً عن الرّطوبة والغذاء لامتصاصهما.
• تعيد الحراثة للتّربة السّطحيّة حيويّتها خاصة إذا كانت مسمّدة بالأسمدة العضويّة فتنشرها وتخلطها مع مساحة أكبر من التّربة وتساعد على تنشيط وتكاثر الكائنات الحيّة الدّقيقة في التّربة خاصّة بعد السّماح لحرارة الشّمس باختراق الطّبقة السّطحية للتّربة، كما يقول المثل الزّراعيّ القديم “خير الأرض على وجهها” أي المنطقة التي تخترقها حرارة وضوء الشّمس.
• تساعد الحراثة الخريفيّة او الكانونيّة تربة البستان على امتصاص أكبر كميّة ممكنة من مياه الأمطار.
• إنّ الحراثة الرّبيعيّة تقدّم للمزارع مكافحة ميكانيكيّة وليس كيميائيّة إذ ترفع إلى سطح التّربة الكثير من خادرات (شرانق) الحشرات الضارّة لتموت هذه من حرارة الشّمس أو تلتهمها بعض الطّيور والحشرات والحيوانات الصّغيرة مثل القوارض والسّحالي بالإضافة إلى قتل الأعشاب الضارّة.
• تحافظ الحراثة على رطوبة الأرض وعدم تشقّقها وهي تحمي المجموعة الجذريّة السّطحيّة للأشجار وهذه المجموعة هي الأكثر إسهاما في امتصاص الموادّ الغذائيّة.
التّسميد: أشجار الخوخ تستجيب بشكل جيّد للتّسميد وخاصّة التّسميد العضويّ المخمّر الذي له أثر جيّد على تحسين نمو وإنتاج الخوخ وإعطائه مواصفات عالية إضافة إلى تحسين خواصّ التّربة التي تصبح مفكّكة نوعاً ما وتسمح بنموّ الجذور. وتحتاج الشّجرة بعمر 10 سنوات لنحو 10 كلغ من السّماد الحيوانيّ المخمّر سنويّاً.
الرّي: تحتاج أشجار الخوخ إلى الرّي لكي تنمو بشكل جيّد وتعطي إنتاجاً وفيراً وجَوْدة عالية، لكن يجب الانتباه إلى التقليل قدر الإمكان من تسميد الأشجار بالأسمدة الكيميائيّة لأنّها تزيد من نسبة ملوحة التّربة، فيقلّ الإنتاج ولا تأتي الثّمار بالحجم المرغوب للتّسويق. لذا يُستَحسن أن تُروى أشجار الخوخ بمياه حلوة أي من الينابيع أو مياه الأمطار المتجمّعة. إنّ الرّيَّ هامٌّ جدّاً لتكوين البراعم الزّهريّة للعام المقبل خاصّة خلال شهريّ تموز وآب وعدم إهمالها بالرّي خاصّة بعد قطافها لأنّ بعض مزارعيّ الخوخ يهملون الأشجار بعد جني المحصول. أمّا كميّة المياه وعدد الرّيّات التي تحتاجها أشجار الخوخ فتتوقّف على طبيعة الأرض ونوع التّربة بالنّسبة لتصريفها للمياه وقدرتها على الامتصاص والاحتفاظ بالرّطوبة، إضافة إلى المنطقة الموجودة بها بساتين الخوخ ومعدّلات الحرارة فيها. ويفضل ريّ أشجار الخوخ في الصّباح الباكر أو في المساء تجنّبا لتضرّر الجذور بالحرارة لأنّ جذور الخوخ تنمو في المنطقة السّطحيّة للتّربة والتي تخترق من حرارة الشّمس، وتجنّباً أيضاً لانتشار الأمراض التي تنمو على الجذور وفي ظروف مساعدة من حرارة ورطوبة زائدة، لذا من المفضّل إعطاء الأشجار مياه الرّي حسب حاجتها، أي إشباع التّربة المشغولة بالجذور الماصّة بسهولة وتجنّب تراكم مياه الرّيّ بصورة غير طبيعيّة وهو من أكثر العوامل التي تساعد على تدهور مَزارع الخوخ، فيظهر عليها التّصمّغ الناتج عن الخلل الفيزيولوجيّ، والذى يصاحبه اصفرار الأوراق وجفافها ثم تساقطها، مع خروج إفرازات صمغيّة على الأفرع والسّوق وينتهي الأمر بتعفّن الجذور ثم موت الأشجار.
ولأشجار الخوخ ميزة هامّة في قدرتها على النّموّ والإنتاج بشكل جيّد دون ريّ خاصّة إذا كانت مُطعّمة على شُجيرات خوخ الدّب (خوخ برّي أو البرقوق).

“الخوخ يستجيب جيّداً للتّسميد العضويّ أمّا التّسميد الكيماويّ فيزيد ملوحة التّربة ويعطي ثماراً صغيرة غير جذّابة للسـّـوق”

شجرة-الخوخ-كريمة-ومنتجة
شجرة-الخوخ-كريمة-ومنتجة

آفات الخَوخ
تستهدف أشجار الخَوخ عدّة حشرات تؤثّر على نموّها وانتاجها وجَودة وكمية ونوعية الثّمار نذكر أهمّها:
• المنُّ الأخضر الذي يمتصّ العُصارة النّباتية للأشجار فيضعفها وتصبح أوراقها مُجَعّدة وفروعها ملتوية، وينساب بُراز حشرات المنّ على أوراق وفروع وأغصان الأشجار الأمر الذي يغلق مسامها التّنفسية.
• الحشرات القشريّة (بسيلا) تتحصّن هذه الحشرات بتغليف نفسها بطبقة صلبة مثل السّلحفاة إلى حدّ ما لتحمي نفسها من الأعداء الطّبيعيّين وتعمل على امتصاص العُصارة النّباتيّة كما المنّ محدثةً ثقوباً في قشرة الشّجرة وبرازها يصبح سائلاً (النّدوة العسليّة).
• حفّار السّاق وجذور الخوخ، وهي الحشرة الكاملة الخُنفساء ذات القرون الطّويلة (الكابنودس). وهذه من أخطر الآفات على أشجار الخَوخ، واللّوزيّات عموماً، وقد خصّصنا لها موضوعاً إلى جانب هذا الكلام.
• ذبابة البحر المتوسّط تصيب الثّمار عند بداية نضجها وتضع داخلها عدداً كبيراً من البيوض (20 الى 30 بيضة) وبعد فقس البيوض، تتغذّى اليرقات على لبّ الثّمار وتؤدّي إلى تَلَفها.

أمراض الخوخ وعلاجاتها
المرض: تصمّغ اللّوزيات: أسبابه طبيعيّة مثل الرّطوبة الزّائدة في التّربة، ووجود طبقة صلبة في التّربة بحيث لا تتمكّن الجذور من اختراقها، جرح الأشجار، قصّ الأغصان عشوائيّاً وفي أوقات وظروف غير ملائمة، والإصابة بالأمراض الفطرية.
المكافحة: يكافح تصمّغ اللّوزيّات بالوسائل التّالية:
• زراعة أصول مقاومة للتّصمغ والرّطوبة.
• عدم زراعة أشجار الخوخ في تربة غير عميقة.
• عدم جرح الأشجار بالآلات الحادّة مثل المحراث، معدات النّكش، وأدوات التّقليم والتّطعيم.
• تجنّب قطع الأغصان في الأوقات غير المناسبة، أي خلال مرحلة النّمو، وعدم استخدام المعدّات غير المخصّصة للقطع مثل الفأس والمنجل.
المرض: المونيليا ويسبّبه فطر يصيب البراعم الخضريّة الزّهريّة عند تفتّحها والأفرع الفتيّة ويؤدّي إلى يباس الأزهار والفروع والبراعم وتبقى معلّقة على الشّجرة. يقضي هذا المرض فصل الشّتاء على البراعم المُصابة المعلّقة لينتشر بواسطة الأمطار في فصل الرّبيع القادم.
المكافحة: أفضل المبيدات لمكافحة المونيليا هي المركّبات النّحاسيّة مثل الجنزارة والكبريت الميكروني (الغرَوي)، على أن تتمّ المكافحة في بداية مرحلة النّموّ، أي عند بدء العصارة النباتيّة بالسّريان وبدء انتفاخ البراعم، في هذه المرحلة تكون الأمراض الفطرية تتهيّأ للتّكاثر فتُرشّ بالمبيد الطّبيعيّ فتحترق.

جنيُ ثمار الخَوخ
هناك مؤشّرات طبيعيّة على أنّ ثمار الخوخ قد دخلت مرحلة النّضج وباتت تُعتَبر صالحة للتّسويق أهمّها:
• عندما تأخذ اللّون الطّبيعي لقشرتها ولبّها.
• عندما تصبح الثّمرة سهلة الفصل عن الشّجرة الأمّ.
• عندما تصبح كاملة التّكوين وتبلغ حجمها الطّبيعيّ.
• عندما يصبح من السّهل فصل اللّبّ عن البذرة.
• عندما يصبح طعم الثّمرة حلو المذاق وسكّرياً.
إنّ هذه الدلائل تساعد على احتفاظ الخوخ لعدّة أيام بكامل صفاته المرغوبة من قبل المستهلك، وبحيث يصل إليه بحالة جيّدة.
ملاحظة: يجب أنْ تكون جميع دلائل النّضج مجتمعة عند القطاف ولا يكفي أن يوجد بعضها.
إنّ لقطاف ثمار الخوخ طريقة خاصّة تجنّباً لتلفها مباشرة، فهي مثلاً يجب ألّا تُقطف إلّا في بداية مرحلة النّضج وقبل أن تصبح ليّنة ومن الضّروري جدّاً أن تُجمع الثّمار مع أعناقها لأنّها الضّمانة لبقاء الثّمار جيّدة لعدّة أيّام.

فوائد الخوخ
الخوخ غنيٌّ بالألياف والفيتامينات والبروتين ويحتوي على سكّر الفاكهة والأحماض العضويّة. وهو يساعد في الوقاية من الأمراض وخاصّة أمراض الجهاز الهضميّ وعسر الهضم. كما يساعد عصير الخوخ على علاج الصّداع الذي يرافق حالات التوتّر النّفسيّ وينشّط المرارة ويقلّل من الإصابة بأمراض الكبد والكلى والمثانة. ويحتوي الخوخ على نسبة جيّدة من الحديد وفيتامين سي، فهو يساعد على تقليل الإصابة بفَقر الدّم أو الأنيميا وتقوية جهاز المناعة. ويساعد على تخفيف الوزن الزّائد حيث يحوي نسبة عالية جدّاً من المياه. ويرطّب البَشرة ويحميها من الجفاف. ويحتوي الخوخ على مادّة البورون التي تساعد على امتصاص الكالسيوم لعظام قوية.
تستعمل ثمار الخوخ لصنع المربّيات مثل طريقة مربّى المشمش والدرّاق أو يمكن تجفيفه بطريقة سهلة جدا وبدون جهد كبير. يتم اختيار الثّمار ذات الصّفات الجيّدة والخالية من الحشرات والأمراض ويجب ألّا تكون ليّنة، تُغسَل جيّداً ثم تشقّ وتفصَل عنها البذرة. توضع في الشمس لمدة لا تقلّ عن أسبوع مع تقليبها لتصبح نصف جافّة، ثم تُنقل إلى مكان مظلّل تجنّباً من تغيير لون الثّمار وفقدانها الكثير من الفيتامينات والمعدن، على أن يكون المكان الظّليل معرّضا لتيّارات هوائيّة بما يساعد على تجفيف الثّمرة ورفع الرّطوبة الزائدة.
كما يمكن تحضير عصير الخوخ، بواسطة الآلات الكهربائيّة لكن يجب تناول العصير مباشرة لانّ لونه يتغيّر ويميل إلى الاسوداد. إنّ هذا العصير غنيٌّ بفيتامين سي ومفيد للمراهقين وممارسيّ الرّياضة.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي