الجمعة, تشرين الثاني 15, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الجمعة, تشرين الثاني 15, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

صعتر لبنان غذاء ودواء

زعتر لبنان غــذاء ودواء

منشط للذاكرة مقو للقلب وعلاج مثالي للسعال والنزلة الرئوية
زيت الصعتر يقتل جرثومة الديزانتاري ويبيد جراثيم القولون

أفاضت كتب الطب القديمة في الكلام علن محاسن الصعتر (ويطلق عليه العامة اسم “الزعتر”) فأوصت به لعلاج الربو والروماتيزم ‏وضعف الأمعاء، وأوصت بمزجه مع العسل لإزالة البلغم وقطع البخر وتقوية البصر، كما تحدثت ‏عن قدرته على تحليل الأورام وتلطيف المغص والسعال، والصعتر ينتشر في زماننا في الصحاري والبراري كما ينتشر بصورة خاصة في جبال لبنان على علو قد يصل إلى 1500 متر فوق سطح البحر وقد كان الظن الشائع من قبل أن الصعتر لا يوجد على هذا العلو المرتفع، إلا أن التغيرات المناخية ربما ساهمت في امتداد الصعتر صعوداً في الجبال، وعلى سبيل المثال فقد وجد الصعتر مؤخراً على ارتفاعات تصل إلى 1500 متر في جبال المعاصر والباروك.
ويوجد الصعتر بأنواع عديدة إلا أن الأكثر شيوعاً في لبنان هو الصعتر البري الطويل الساق (ويسمى الزوباع) واسمه العلمي Origanum Syriacum والذي يستخدم في صنع خلطات الصعتر مع السمّاق والسمسم وتصنع منه “المنقوشة” ومنه الصعتر البري ذو الأوراق الصغيرة الشديدة الخضرة والمستدقة ويسمى صعتر “الدقه” ويُعرف بإسم (Thymbra Spicata) وهو يستخدم غالباً أخضر في موسمه وقد يتم تجفيفه ليضاف إلى الصعتر الشائع بهدف إغناء طعم الأخير. وهناك الصعتر البستاني طويل الأوراق الذي يزرع مروياً ويستخدم في المطاعم وفي السلطات كما أن منه أيضا الصعتر الأوروبي العطر الذي يحمل اسم (origanum vulgare) ويزرعه الأوروبيون في حدائقهم ويستخدمونه في التوابل وفي إنتاج مشروبات طبية، وهنا نوع آخر لذيذ وذو رائحة عطرية فواحة يسمى بالإنكليزية Thyme واسمه العلمي Thymus Vulgaris وهو أيضاً من التوابل أو أعشاب المطبخ المشهورة في بريطانيا وأوروبا. وأعجب ما في الصعتر أنه لا يصيبه التسوّس بل من فوائده انه يحفظ الفواكه والخضروات والحبوب من الآفات.

صفات الصعتر
الصعتر أو الزعتر أو السعتر (كما يرد في بعض المعاجم) هو نبات مشهور من الفصيلة الشفوية، وشجيرة الصعتر معمرة عطرية كثيرة الفروع تكوّن كساء للأرض البرية منها تعلو إلى حوالي 30 سم، أما الشائع الطويل الساق منه فيمكن أن يصل ارتفاع الشجيرة فيه إلى 70 سم أو أكثر. ‏وأزهار الصعتر البري وردية أو أرجوانية تزهر منتصف الصيف، ولها رائحة عطرية قوية وطعمها حار أما الصعتر الشائع الطويل الساق فأزهاره بيضاء وكثيفة وتتحول عند النضج إلى عصيات خضراء على بنية تحمل بذور الصعتر الدقيقة ذات اللون البني الغامق الذي ينتشر مع الريح ويساهم بالتالي في انتشار النبتة في البراري.

الجزء الطبي المستخدم منه
تستعمل من نبتة الصعتر الأجزاء فوق الأرضية، أي الجذع والأوراق والأزهار حيث تستعمل طعاماً وشراباً (مغلي الصعتر ومنقوعه)، كما تستخرج منها الزيوت والعقاقير الطبية والمقطرات.

الصعتر ومكوناته الحيوية
في نبتة الصعتر زيوت طيارة أهمها (الثيمول Thymol) وهي مادة مطهرة ومضادة للبكتيريا وطاردة للطفيليات من المعدة وينفرد الثيمول برائحة مميزة وطعم حاد، وهناك مادة في الصعتر تسمى (الكارفكرول) وهي مسكنة ومطهرة ومدرة للبول وطاردة للبلغم ومضادة للسموم، ومادة (التانين) وهي مادة قابضة ومطهرة وكذلك تساعد على شفاء الجروح، كذلك يحتوي الصعتر على بعض المواد الراتنجية والدباغية والفلافونية والأحماض العضوية، كما أنه الصعتر غني بالألياف الغذائية الضرورية لصحة الجهاز الهضمي، وفي الصعتر مواد مقوية للعضلات تمنع تصلب الشرايين وطاردة للأملاح الضارة.

بعض ما قيل في الصعتر قديماً
يقول ابن سينا عن الصعتر: “الصعتر مدر للطمث عند النساء كما انه يساعد على علاج التشنج والنزلات المخاطية المزمنة، وهو مقوي للمعدة مفيد لعلاج الربو وضعف الشعب الهوائية والاحتقانات الناشئة عن البرد”.
وقال عنه ابن البيطار: “الصعتر يبطل السموم ويحلل الرياح وينشط الأعصاب ويفرح القلب ويقويه ويطهر الدم وينقيه.”

فوائد الصعتر
ثبت علمياً أن زيت الصعتر يقتل الجرثومة المسببة للديزانتاري خلال دقيقتين ويبيد جراثيم القولون ويهلك جرثومة التيفوس ويقضي على ميكروب السل خلال ساعة ونصف وانه يقي من الوباء متى استعمل مع الثوم وحبة البركة والعسل ويقوي المناعة المكتسبة، والكثير الكثير من الفوائد التي يتفرد بها الصعتر والتي يمكن إيجاز الأهم منها فيما يلي:

علاج أمراض الجهاز التنفسي والدوري
مثل السعال الديكي والالتهابات الشعبية والربو وفي هذه الحالة يعمل الصعتر على تليين المخاط الشعبي مما يسهل طرده للخارج كما يهدئ الشعب الهوائية ويلطفها، وكذلك يحتوي على مواد لها خاصية مسكنة للألم ومطهرة ومنشطة للدورة الدموية، وينشط الصعتر عامة كل الوظائف المضادة للتسمم، ويسهل إفراز العرق، ويدر البول، والصعتر يحتوي على مواد مقوية للعضلات مثلاً عضلات القلب، تمنع تصلب الشرايين، يعالج التهابات المسالك البولية والمثانة ويشفي من مرض المغص الكلوي ويخفض الكولسترول.

رسم علمي تفصيلي لنبتة الصعتر الشائع
رسم علمي تفصيلي لنبتة الصعتر الشائع

فاتح للشهية
الصعتر يعمل على تنبيه المعدة وطرد الغازات ويمنع التخمرات ويساعد على الهضم وامتصاص المواد الغذائية وطرد الفطريات من المعدة والأمعاء إلى جانب أنه يزيد الشهية لتناول الطعام فهو يحتوي على مادة الثيمول التي تعمل على قتل الميكروبات وتطرد الطفيليات من المعدة، أضف إلى ذلك أن الصعتر ملطف للأغذية وإذا وضع مع الخل لطّف اللحوم وأكسبها طعماً لذيذاً، وهو طارد للديدان وقد أثبتت التجارب العلمية أن زيت الصعتر يقتل الجرثومة المسببة للديزانتاري في فترة قصيرة وهو يبيد جراثيم القولون، ويزيد في قوة الجسم لأنه يساعد على الهضم وامتصاص العناصر الغذائية لكن الإكثار من الصعتر قد يسبب الإمساك عند البعض ولذلك فإن من المفضل تناوله مع زيت الزيتون.

مضاد للأكسدة
الصعتر يحتوي على مواد مضادة للأكسدة وهو بهذا المعنى من العناصر المهمة التي يجب المداومة عليها من أجل الإبقاء على حماية الجسم .

منبّه للذاكرة
يمكن تناول الصعتر مع زيت الزيتون صباحاً وقبل الذهاب إلى المعهد أو العمل لأن الصعتر منبه للذاكرة ويساعد على سرعة استرجاع المعلومات المختزنة وسهولة الاستيعاب، ويدل ذلك إلى أن الأهل كانوا على صواب عندما كانوا ينصحوننا بتناول الصعتر قبل الدرس أو التوجه إلى المدرسة.

العناية بالشعر واللثة ووجع الأسنان
يعتبر الصعتر منشطاً ممتازاً لجلدة الرأس وهو يمنع تساقط الشعر ويكثفه وينشطه، ومضغه ينفع في وجع الأسنان والتهابات اللثة خاصة إذا طبخ مع القرنفل في الماء، ثم ينصح بالتمضمض به بعد أن يبرد، كما انه يقي الأسنان من التسوّس وخاصة إذا مضغ وهو اخضر غض، فنبات الصعتر عامل مهم في معالجة التهابات الحلق والحنجرة والقصبة الهوائية ويعمل على تنبيه الأغشية المخاطية الموجودة في الفم ويقويها، و يدخل الصعتر في معاجين الأسنان فهو يطهر الفم و ومضغه يسكّن آلام الأسنان.

الاستعمال الخارجي
يوصى باستعمال الصعتر كلما دعت الحاجة إلى تنظيف وتطهير الجروح والقروح والمهبل في حال ظهور السيلان الأبيض، ويستعمل الصعتر أيضاً كدواء خارجي، فهو يريح الأعصاب المرهقة، وإذا ما أخذ المرء حماماً معطراً من مغلي قوي للصعتر، كانت له فائدة كبيرة، كما أن الأطفال المصابين بالكساح يجدون فيه مقوياً ناجحاً، وهو شديد الفاعلية، باعتباره مهدئاً للآلام الروماتزمية، والنقرس، والتهاب المفاصل، وهو يتيح تحضير مغاطس مقوية تكثر التوصية باستعمالها للأطفال الذين يعانون من ضعف النمو والهزال، وإضافة (50) غراماً من الصعتر إلى أربعة لترات من الماء والاغتسال بها يزيل التعب العام، ويخفف آلام الروماتيزم، والمفاصل، وعرق النسا.

صعتر-الدق---الرفيع---2
صعتر-الدق—الرفيع

الصعتر زراعة سهلة واقتصادية

يستهلك لبنان حوالي 1500 طن من الصعتر ويصدر 500 طن أخرى في السنة، لكن الطلب المتزايد على الصعتر وارتفاع أسعاره في السوق بدأ يدفع بعدد كبير من اللبنانيين لجنيه من البراري وغالباً دون مراعاة شروط أساسية تضمن الحفاظ على النبتة الأم وبالتالي ضمان استدامة هذه العشبة الثمينة بكل معنى الكلمة. وبالنظر للمخاطر المتزايدة المتمثلة في الجني الجائر للصعتر فقد بدأت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في لبنان ومنذ العام 1997 تجارب أظهرت أن في الإمكان استنبات بذور الصعتر في أي وقت، كما يمكن تأسيس مشاتل لإكثاره. وبينت الدراسات نفسها أن مردود الدونم الواحد من الصعتر في السنة الثالثة أو الرابعة يمكن أن يصل إلى حوالي 3500 دولار أميركي مما يجعل منه زراعة ذات مردود اقتصادي مرتفع، كما أن تكلفة إنتاج الصعتر متدنية وهو من الزراعات التي لا تحتاج إلى ري إلى في السنوات الأولى ويمكن أن تزدهر بعد ذلك بعلية ولا تتطلب صيانة أو معالجات بسبب ندرة المشاكل أو الآفات التي يتعرض لها.
ويستهدف برنامج مصلحة الأبحاث الزراعية لتعميم زراعة الصعتر في الأراضي الحقلية تحقيق هدفين في آن: الهدف الأول هو المحافظة على قدرة المساحات البرية على تجديد مواردها وغطائها من الصعتر والأعشاب العطرية أو الطبية التي تزخر بها طبيعة لبنان. أما الهدف الثاني فهو خلق شروط تسمح بتغطية الطلب المتزايد على الصعتر وغيره من النباتات الغذائية والطبية دون أن يؤدي ذلك إلى استنزاف المساحات البرية وتعريتها.
ويؤكد الخبراء أن توطين الصعتر البري يمكن أن يشكل زراعة بديلة ذات نظرا لكونه من”الزراعات المكثفة” أي التي يمكن أن تنتج كميات كبيرة في مساحات صغيرة نسبياً، وبالتالي فهي زراعة مناسبة للبنان الذي لا يتمتع بمساحات زراعية كبيرة كما يتميز بهيمنة الملكيات الصغيرة ومن العناصر المهمة في الجدوى الاقتصادية للصعتر هو استخداماته المتعددة لأنه يستهلك كغذاء بل هو مكون أساسي من “مونة” البيت ليس في لبنان فحسب بل في مختلف الدول العربية المجاورة، كما أنه يعتبر أيضاً عشبة ذات خصائص طبية وعلاجية فضلاً عن فائدته الكبيرة في المكافحة البيولوجية للآفات الزراعية. وقد أظهرت الأبحاث الأخيرة أن الصعتر مفيد جداً في مكافحة مرض الفارّوا (Varroa) الذي يعتبر من أولى الآفات التي تفتك بجماعات النحل.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading