قالوا السويداءُ تَبكي، قلتُ لا عجَبُ |
فجُرحُـها بـالـغٌ، والقــلـــبُ مُــكتـــــئبُ |
لكنَّ أهلَ الفدى والسَّيفِ لو دَمعــوا | فالـدَّمــعُ يَستنهِضُ الأبطالَ كي يَـثِبــــوا |
يا حبَّذا جبلُ الثَّوراتِ من جَـــــبَلٍ | وحــــــبَّذا الــــدينُ والأخـلاقُ والأدبُ |
يا قلعةً شمختْ، يا دوحـــةً خصُبَتْ |
رجـــالُكِ الصِّيـدُ مـا هانــوا وما تَعِــبوا |
حُسامُكِ العقلُ، والتوحيـدُ شَفرتُــه | مَن هاجموا هُوجِموا، مَن غالبوا غُلِبوا |
إنْ مُسَّتِ الأرضُ إنَّ الأرضَ غاليــةٌ | صخورُها السُّود بُــركانٌ ويــَلتــــــــهبُ |
وإنْ يُمَسَّ الحِمى والعِرضُ قُلْ خطرٌ | يُهــدِّدُ الأرضَ، بـــل قُــلْ إنـــَّه الغضَبُ |
حُــيِّيتُمُ يـــــا بني مـعروفَ، وَحدتُكم | تـــــرُدُّ كَــيدَ العِــدى، والـــــغَدرُ يَنقلبُ |
لمَّــــا تَسـلَّلَ فـــي اللّيــلِ الذئابُ إلى | قـلبِ العــــرينِ، وظَنُـــــّوا أنّـهم كَسِـبوا |
وفجـــَّروا في بيــوتِ الطُّهرِ حِقدَهُمُ | حتى غَــــدَتْ بـــدَمِ الأطفـالِ تَخْتَضِبُ |
وأرعبــــوا الآمنينَ، الآمناتِ، ومَـنْ | قــــدِ اطمأنُّوا إلى تطميــنِ مَن نَصَبـوا |
أَبيتُــــمُ الضّيمَ، ثُــرتُمُ مثلَ عاصفةٍ | هـبَّتْ عليــهِم، فَــدَبَّ الــذُّعرُ وارتَعبوا |
أمَــا دَرَوْا أنَّكم أهلُ سُلطانٍ وثورتِه | ومنكُمُ الأُســـدُ يُسْــتَجدى لـــها لَـــقَـبُ |
وأنَــّكم أمَّــــةُ التّــوحـيدِ، لو ظُلِمَتْ | يــــوماً، فَدَوْماً لها في النّائـبــــاتِ أبُ |
وأنَّكم، لــو سكنتُم في تواضُــــــعِكم | كالجــــمرِ، يخشاهُ مَــن يدنو ويقتـربُ |
وأنَّكم يا حُمـــــاةَ العِرضِ من قِـدَمٍ | كنتُـــمْ جبـالاً ومنـكم تُنْهـلُ الكـــتُبُ |
وأنَّكم، إنْ تحـــــدَّى القهرُ شــيخَكمُ | استعانَ بِــاللهِ، فانقـــــادتْ له السُّـحُبُ |
هلْ داعشٌ غيرُ مَنْ مِنْ قبلُ قد هُزِموا | لمَّا رجالُ السُّويدا السُّمرُ قد ضَربــــوا |
ابراهيمُ باشا وميشو والغُزاةُ ومَـن | قــــد جرَّبـوا سيفَهم، لكنَّهم جَرِبوا |
كم هاجمٍ عادَ أو ما عادَ مُرتَعِبــاً | أو مَيِّتاً مـــا حمى إسلامَـهُ الكَذِبُ |
لمَّا اعتدَوْا أرسلَ الرحمنُ رَحْمَتَه: | هنا النَّشامى، هناك الخَيلُ والشُّهُبُ |
تَحـــوَّلَ القُصَّرُ الحِمْلانُ ألْـــــوِيَةً | منَ السِّباعِ، فَـمَن لم يُقتَــلوا هَربــُوا |
في الفكـــرِ أسئلةٌ عمَّنْ أساءَ لكُـم | من أضمرَ السُّوءَ، مَن خانوا ومَن لَعِبوا |
وفي الفـــؤاد اعتزازٌ أنَّ نخوتَكم | لِجَـــدِّ جَـــدِّ بنــي معـــــــروفَ تَنتسِـبُ |
مَن يُنكرونَ عليكم أنَّ ثورتَـــكم | أصابتِ المجـــــدَ هُـمْ في الثـورةِ الذَّنَبُ |
والداعشيَّةُ حالٌ عمرُها قِـصَرٌ | وأهـــــلُ حَــوْرانَ أهلوكم وإنْ سُـــلِبوا |
قوموا انهضوا وادفِنوا المَوتى على أمـلٍ | فالحقُّ أكبـــرُ حالاً ممَــّن ارتكبـــوا |
إنَّا نُصلِّي لكم يا أهلَنـــــا وبِنــــا | حُـــزنٌ عميقٌ، ومنَّـا الدّمعُ يَنســكبُ |
دعاؤُنا من صميم الـــرّوحِ نُرسِلُه | وفــــي القلـــوبِ حماسٌ جَحــفَلٌ لَجِبُ |
إسلامُنـــا رحمةٌ، إيمانُنـــا قِيـَمٌ | توحـيـــدُنـــا صِـــلـــةٌ بــالله تُحتَسَــبُ |
مَن يَنْهجِ الدِّينَ إجرامــاً، فليس لــهُ | في الـــــدِّيـــنِ شأنٌ، وإنَّ اللهَ مُـرتقِــبُ |
سينصُرُ الحقُّ مَن ضحَّوْا ومَن صبـــروا | ويَرفـــعُ اللهُ مَن لِلّهِ قـــــد ذهبــوا |