«إِنّي ربّما خَلَوتُ بنفسي، وخَلَعتُ بَدَنِي، وصِرتُ كأنِّي جوهرٌ مُجرَّد بلا بَدَن، فأكونُ داخلاً في ذاتي راجِعاً إليها، خارجاً من سائر الأشياء، فأرى في ذاتي من الحُسْنِ والجَمال والبَهاء ما أبقى له باهتاً مُتعجّباً، فأعْلَم أنّي جزءٌ مِن أجزاء العالَم الأعلى الفاضِل الشريف...»، هذه التجربةُ الرُّوحيّة ذات البُعد الأفلاطوني هي ما نقله القدماءُ عن كتاب «أثولوجيا-الرُّبُوبيّة» ونَسَبُوه خطأً إلى أرسطو، وهو في الحقيقة مختارات باللغة العربية من كتاب «التاسُوعَات» (Enneads) للفيلسوف المصري-اليوناني أفلوطين (Plotinus) (القرن الثالث للميلاد)، الذي شاركَ مُعلِّمَه أمونيوس ساكاس (Ammonius Saccas) (انظرْ العدد السابق من «الضّحى») في تأسيس مدرسة «الأفلاطونية المُحْدَثة»، ذاك الكتاب الذي جَمَعه تلميذُه فورفوريوس الصُّوري (Porphyry) في ست مجموعات تتألف كلٌّ منها من تسع مقالات...