قصص الامثال
تُطْلَقُ هذه العبارة للتّأكيد على القناعة، وعدم الإسراف في الملّذات، وبخاصّة الطّعام والشّراب، إذ يعتبرون الطّعام والشّراب وسيلة للعيش لا غاية بحدّ ذاتها، متمثلين بالأثر الذي جاء فيه: « نحن قومٌ لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لانشبع « .
والحكاية أنّ بَدَوِيّاً وُصف له العِنَب، وأفاض المتحدّث بالكلام عن العنب وأنواعه وألوانه وطعمه اللّذيذ وفوائده، والبَدوي لم يرَ العنب في حياته كلّها، فوقع حُبُّ العنب في نفسه، واشتهى أن يتذوّقَه، وقرّر الارتحال إلى الشّام ليأكلَ عِنَباً.
وهكذا كان؛ فبعد أن قطع المسافات على جَمَلِه، وأصبح على مشارف الشّام إذ شاهد رجلاً يجلس تحت شجرة، فقرّر أن يستريحَ قليلاً بالقرب من الرّجل، وكان الرّجل يحمل شيئاً من العِنَب، أتى على أكثرِه، ولم يبقَ لديه إلّا بضع حبّات، فدفعها إلى البدويّ قائلاً :
ـ تفضل، الفَضْلةُ للفَضيل .
فسأل البدويّ :
ـ وِاِشْ هَذا ؟
فقال له :
ـ عِنَب.
فتناول البدويّ حبّات العِنب، وأكلها، ثمّ قام إلى جَمَله، فَركبَه، وقفل راجعاً إلى دياره وهو يقول:
« شهوَة، وقضيناها».
ولكلام البدويّ فائدة في وصف طبيعة أهل البادية المعتادة على التقشّف وقوّة الاحتمال وفي الوقت نفسه اعتدال المزاج في الطّعام لأنّهم اعتادوا على أصناف قليلة وأخذوا كفايتهم منها. وقد اكتفى البدويّ البسيط بتذوّق حبّات دفعتها الصّدفة في طريقه واعتبر أنّه بذلك تذوّق العِنب ولم يَعُد أمامه شيء آخر يفعله مثل أن يسعى إلى شراء عنقود كامل فيشبع من تلك الفاكهة التي قطع الفيافي والقفار من أجل أن يتذوّقَها. بل إنّه اعتبر اندفاعه في البحث عن العنب بمثابة «شَهْوة» وحالة ضعف في النَّفس وهو شُفِي من إلحاحها وأصبح حرّاً في العَوْدة إلى الحمى.
قَوْمٌ بلا عُقّال راحوا قطايع قَوْمٌ بلا جُهّال ضاعت حقوقها
يُضْرَب هذا المثل للموازنة بين اللّين والحَزم، وبين استخدام القوّة أو التفاوض في الدّفاع عن الحقوق. وإذا كان الناس بحاجة إلى عقّال تَسوس أمورهم وتحميهم، فهم بحاجة إلى جُهّال تحمي حقوقهم من الضّياع . وقد عبّر الأمير شكيب أرسلان عن هذه الحالة بقوله :
إذا كان دفع الشّرّ بالرأيِ حازماً فما زال دفعُ الشّرِّ بالشرِّ أَحْزَما
وحكاية هذا المثل كما يرويها سلام الراسي نقلاً عن عبد الله النّجار أنّه هبط على دمشق شيخ جليل من مشايخ وادي التّيْم، وبات في أحد خانات المدينة، وكان يتمنطق بِكَمَر(حزام من جلد متين فيه جيوب عديدة لحفظ الأوراق والنّقود) فيه خَرجيّة السّفر. وَضعه تحت وِسادته في أثناء اللّيل، وعند الصّباح خرج في حاجة نفسه،، وعاد فلم يجد الكَمر، فراجع صاحب الخان في الموضوع، فقال له هذا: اذهب فتّش عن كَمرِك حيث وضعتَه، إذ كان يجب عليك أن تستودعَني إيّاه، فأكون مسؤولاً عنه.
ورغم أن الاحتمال كان قويّاً في أنّ صاحب الخان له يدٌ في ضياع كَمرالشّيخ فإنّ الأخير كان حَسَن الطّويّة حَسن الظّنَّ بالناس فاكتفى بالقول: «لا حَوْل ولا قوّةَ إلّا بالله». وقرّر أنْ يعود توّاً إلى قريته، فاعترضه صاحب الخان وطالبه بكراء الخان. وإذ لم يبقَ مع الشّيخ ما يبرِّئ به ذمّته، فإنّه فكّر قليلاً، وحك جبينه، ثمّ أخذ شعرة من لحيته، وقال لصاحب الخان: “هذه شعرة من لحيتي، أجعلها رَهْناً عندك، حتى أرسل إليك كِراء الخان”.
ورجعَ الشّيخ إلى قريته،، وبعد يومين حَظِي برجل ذاهب إلى دمشق، فقال له: “يا مْعَوّدْ! خذ هذه البَشالِك الثّلاثة (جمع بشلك وهو عملة عثمانيّة كانت مُتداولة في ذلك الوقت) واذهب إلى الخان الفلاني، وحاسب صاحبه، واطلب منه أنْ يبرِّئَ ذمّتي، وأن يسلّمَك شعرة من لحيتي، تركتُها رَهناً عنده.”
ومضى الرّجل إلى الخان، وقال لصاحبه: هذا كِراء الخان من الشّيخ فلان، أَبْرِئ ذِمّته مَعك، واعطني شعرتَه المرهونة عندك.”
فَضَحك صاحب الخان، وقال: “ما أقلّ من عقلك إلّا عقل الشّيخ الذي أرسلك، سلّم على صاحبك الشّيخ، وقلْ له أن يأتي ويفتّش عن شعرة لحيته في أزقة المدينة. لقد زاد صاحب الخان إلى فعلته في اغتصاب مال الشّيخ قلة الأدب مع شيخ جليل.
وعاد الرجل إلى القرية، وروى ما حدث له مع صاحب الخان. وتسبب ذلك بألم للشيخ الذي انتفض وبات مثل أسد هصور وأقسم بلحيته على الثأر لكرامته ولكرامة الصالحين جميعا.
انتشر خبر الحادثة ونِيّة الشّيخ الثأر للإهانة التي وجهها صاحب الخان، فجاء عقلاء القرية يطيّبون خاطره، لأنّه لم يَرُقْ لهم أن يعود هذا الشيخ المحترم ويوقع نفسه في أمر لا تُحمد عُقباه في بلد بعيد. وبعد الكثير من التّشاور وتبادل الرّأي في التّدبير المناسب لحفظ كرامة الشّيخ قالوا: “نتقدّم بشكوى إلى أحد قضاة الشّام: وقال بعضهم لا بل نرفع عريضة إلى الوالي. ونادى البعض بأنّه “لا بدّ لنا من أن نُطلع زعماءنا على ما حصل” .
ودامت اجتماعات ومشاورات العقلاء عدّة أيام. بدون جدوى.
أخيراً وبعد منتصف إحدى الليالي، قُرِع باب الشّيخ، فنهض وفَتح، بصعوبة شاهد في العتمة ثلاثة شبّان مُلثّمين، ناولوه جِراباً، وتواروا بِسرعة… لا سلام، ولا كلام…
أضاء الشّيخ السّراج، وفتح الجراب، وإذ برأس غريمه صاحب الخان داخل الجراب…
واتّضحَ فيما بعد أنّ بعضَ شبّان القرية عندما شعروا بعجز عقلائهم عن ردّ اعتبارهم تسلّلوا سِرّاً إلى دمشق، وفَتكوا بصاحب الخان، وجاؤوا برأسه .
وقبل هذه الحادثة كان العامّة يردّدون القول المأثور: “ قومٌ بلا عُقّال راحوا قطايع” (قطايع: بمعنى قطعان متفرّقة) لأنّ العُقّال يعملون دائماً على جمع كَلِمة قومهم، فلا يتفرّق رأيهم. وبعد الحادثة صار القول المأثور:
قومٌ بِلا عُقّال راحوا قَطايع قومٌ بِلا جُهّال ضاعت حقوقها1.


شور سويلم على العَرَب، بَيعوا الخيل واشتروا حمير
يُضرَب المَثل في الرّأي الأخرق الذي يعود بالنّكد على من يعمل به. والمثل معروف في أنحاء الجبل.
وسويلم هذا بدويّ أشار على قومه أن يبيعوا خيلهم، ويشتروا بثمنها حميراً فبثمن فرس واحدة يشترون عدداً كبيراً من الحمير، وبذلك يتوفّر لَديهم عددٌ وافر من الحمير لنقل الماء وحمل الأمتعة، مُتناسياً حاجة البدويّ الملحّة للخيل خصوصاً في الشدائد والبدو أقوام وقبائل قد تقع بينهم غزوات وحروب وهذه النّوائب لا يمكن صدّها إلّا بالفرسان وخيلهم الأصيلة.
وقد أورد الأستاذ سلامة عبيد هذا المثل بصيغة أخرى؛ إذ جاء عنده: “شور حصيرم عَ العرب: بيعوا الحمير واشتروا قِرَب2، وكان يقصد بذلك أن يبيعوا حميرهم وهي وسيلة ّ الأساسيّة لديهم وأن يشتروا بها الكثير من القِرب التي يمكن ملؤها بالماء وتحقيق الاكتفاء منه. وأضاف الأستاذ عبيد في شرح استخدام المثل: “بمعنى بئسَ الرّأي، لأنّهم إذا باعوا حميرَهم فسوف يُضطرّون إلى حمل قِرَبهم الكثيرة على ظهورِهم “
صِهري يا قدّوسَ الله
وهو مثل يُضرب في المَرأة التي تفضّل صِهرَها على ولدها. وحكاية المثل تتداولها النّسوة أحياناً في مجالِسهنّ يتندّرن بمن تتعلّق كثيراً بصِهرها وتفضّله حتى على ابنها. والمثل متداول أيضاً في محافظة درعا.
أصلُ حكاية المثل أنّه كان لامرأة ولد اسمه عازَر، وصِهر اسمه عازَر أيضاً . وكانت المرأة تحبّ صِهرها أكثرَ من ولدها، وكان الابن يشعر بذلك من خلال تعاملها مع الاثنين. لكنّه كان يسمعها في الليل وهي تنهض من عزّ نومها، فترفع يديها إلى ربّها، وتناجيه: “ يارب! تخلّي لي عازَر، واولاد عازَر، ومَرْتْ عازَر … يارب ترزق عازَر، وما تبخل على عازَر”.
كان عازر الابن يحتار عندما يسمع هذا الدّعاء لكنّه لم يكن على ثقة إذا كان المقصود بالدّعاء الحارّ هو أم الصّهر وسند الظّهر. وكاد أن يلوم نفسه كيف أنّه يشكّ في حبّ أمّه له. لكنّ تعاملَها في النّهار كان يختلف عن دعائها في اللّيل، ولذلك قرّر أن يقطعَ الشّكّ باليقين، ويعرف هُوّيّة عازر هذا الذي تدعو له كلّ ليلة ؟ .
صعدَ ليلاً إلى الطّاقة التي فوق الباب. وجلس ينتظر، وعلى الموعد نهضت العجوز وأخذت تدعو كعادتها:
“ يا رب تخلِّي لي عازر، وولاد عازَر ومَرْتْ عازَر … يارب ترزق عازر وما تبخل عليه”.
فتكلّم الولد من الطّاقة مُخَشِّناً صوتَه كي يبدو وكأنّه يأتي من السّماء:
ـ أنو عازَر فيهم ؟!.
ارتعدت العجوز وظنّت أنّ أحد القدّيسين قد سمعها وهو بصدد أن يلبّي دعاءها بعد أن يعرف مقصدها، وأيّ العازَرين تقصد بدعائها، فصاحت هذه ملهوفة:
ـ صهري يا قدوس الله … صهري .
فنزل الولد عندها من فوق الطّاقة وقال لها:
كل هذا الدّعاء لعازر صِهرك ؟!. يالله روحي على بيت صِهرك عازر3.
على عينك يا تاجر
تُطْلَق هذه العبارة للتّعبير عن عدم إخلاص النّيَّة، وذلك حين يفعل أحدهم فعلاً ما لغاية في نفسه، أو يظهر بغير مما هو فيه، فيقولون: يفعل هكذا “على عينك يا تاجر”.
والحكاية أوردها أحمد أبو سعد وقال إنّها من قول أحد شعراء المماليك شعراً .
فقد مرّ أحدهم بدكّان، فَلَفت انتباهه ازدحام النّاس في هذا الدكّان، فظنّ أنّ في الدّكّان بضاعة نادرة. لكنّه حين اقترب لم يجد ما هو غير عادي، بَيْدَ أنّ البائع كان فتاة فاتنة اجتمع الزّبائن لرؤيتها لا للشّراء. فأنشد:
ازدحمَ النّاس على تاجــــــــــــــــــرٍ من غَمزِ لَحْظ طَرْفِه فاتـــــــــــــرُ
قالوا عَلامَ ازدحموا هَكذا قلتُ على عينك يا تاجـرُ4
والواضح هنا أنّ المعنى المقصود بالمثال هنا تمّ تحويره مع الوقت فأصبح المقصود به أن يفعلّ المرءُ أمراً شائناً أو غير محمود دون استحياء من النّاس فهو يقوم به غير مهتمّ بما يمكن أن يناله من نقد أو ملامة. أمّا معنى المثل هنا فهو القيام بأمر ما لغير الغاية الظّاهرة بل لغرض آخر يتّضح عند التّدقيق في واقع الأمر.
عَمِلَ من الحبّة قُبّة
مع أنّ هذا المثل يُساق في معرض التّهكم ممّن لا يرى الأمور على حقيقتها، ويتزيّد في نقل الأخبار ووصف الحوادث، إلا أنّ قِصّته الأصليّة تحمل معاني إيجابيّة كثيرة عن البَرَكة التي تحلّ في الصّدَقَة والبَذل وتعاون أفراد الجماعة. حكاية هذا المثل أوردها سلام الرّاسي على النّحو التالي:
يُحكى أنّ أحدَ رجال الدّين الأفاضل، أراد أن يبني معبداً لله في قريته. فراح يستنهض همم أبناء القرية ليجودوا على الله ببعض ما جاد عليهم من حبوب أرضهم، فقال أحد المشكّكين:
وهل تصير الحَبّة قُبّة ؟.
ولكنّ ذلك لم يَفتَّ في عَضُد رجل الله، وثابر على جمع الحبوب، وبيعها وإنفاق ثمنها حتى أتمّ المعبد فقيل عندها: عمل من الحبّة قبّة والمقصود بالقبّة هنا المعبد الذي يُزوَّد في أحيان كثيرة بقُــبّة.
فقيه الخُنْفُشار
يُخاطَب بهذه العبارة من بان كَذِبُه وادّعاؤه، فيقولون له “فَشَرْت” . وحكاية هذه العبارة أوردها أحمد أبو سعد فقال: و “فَشَرَ” المرء أصلها من “فَشار”، وهي مختصرة من “خنفشار. وعلى ما يروون أنّ “فقيهاً” كان يدّعي المعرفة بكلّ علم، فلا يُسأل عن أمر إلّا أجاب مُستشهداً بكتب العلماء، فذاع صيتُه، وأُعْجِب بعلمه الناس، ودَأبوا يتردّدون عليه، حتى ارتابوا في صحّة ما يدّعيه، وشَكّوا في أمره، واتّفقوا على أن يكتب كلّ واحد حرفاً في قِرطاس، ثم جمعوا هذه الحروف فكانت “ خنفشار”. وهي كلمة لا معنى لها ولا وجود في اللّغة أو الاصطلاح. ذهبوا بها إلى الفقيه يسألونه عن معناها فإن أنكرها، وصرّح بجهله بها كان علمُه صحيحاً، ووثقوا به، وإن تصدّى لها بجواب كان كاذباً. فجاؤوه وسألوه عنها، فقال: من فوره:
“هو نبات ينبت في مشارق اليَمن، وهو سَبِط السّاق، دقيق الأوراق، مستدير الزّهر، يضرِب بياضُه إلى حُمرة. قال ابن البيطار إنّه حارّ في الدّرجة الثّانية، رطب في الأولى. وقال داود البصير إنّه يذهب بالخَفقان، ويجلو آلام النّفس، وقد جرّبته العرب في إدرار اللّبن فقال شاعرهم :
لقد جذبتْ محبّتكم فؤادي كما جذبَ الحليبُ الخنفشارَ
ثم قال : وقد ورد في الحديث الشريف … وكاد يذكره، فقاطعوه وقالوا:
ـ كفى! فقد كذبت على الأطبّاء، والعرب، والشّعراء، فلا تكذب على الرّسول أيضاً . وأخبروه بما فعلوا، فخجِل وانقطعوا عنه5.
وفي كتب الأدب حكاية مشابهة تتحدّث عن رجل يدّعي المعرفة في غرائب اللّغة، فما يُسأل عن كلمة إلّا وياتي بشاهد شعريٍّ أو حديث، أو قول مأثور يدعم فيه ما يذهب إليه.
وحدث أنّ جماعة كانوا يشتغلون بتقطيع بيت من الشّعر عَروضياً، فوقعوا على تفعيلة تتكوّن من أخر حرف من كلمة آخرها قاف، وكلمة “بعض”، فكانت التفعيلة “قبعضُ، فعولُ”. فذهبوا بالكلمة إلى الرّجل، وهم يعلمون أنّها لا معنى لها، فما كان منه إلّا أنْ قال:
القُبعضُ: القطنُ، قال الشّاعر واصفاً ناقته:
كأنّ سنامَها حشو القُبَعضا
فقالوا له:
ـ إنّها مجرّد تفعيلة عروضيّة يا شيخَنا.
فخجل، ولم ينطِق بكلمة .
فول يا نَوَرْ
يروي المثل حكاية من يفتح عيون الآخرين على أمر لم يكن بحسبانهم لولا أن ذكره لهم. والحكاية مُفادُها أنّ رجلاً لديه حقل فول بعيد عن القرية، وحين نزل الغجر (النّوَر) في القرية ذهب ليحذّرهم من الاقتراب من حقل الفول الذي يملكه، فسألوه أين الحقل؟ فدلّهم عليه مشيراً “أنّه في المكان الفُلاني”. فذهبوا إلى الحقل وسَطَوْا عليه، ولم يكونوا قبل ذلك ليعلموا بوجود الحقل!.
قتيلُ العار لا دِية له ولا ثار
قتيل العار هو السّارق، وثالم العِرض، وخائن الوطن، فإذا قُتِل الرّجل بإحدى هذه الأسباب فلا يحقّ لأهلِه المطالبة بديتِه، كما لا يحقّ لهم إدارك ثأره .
وحكاية المثل أنّ أحد اللّصوص حاول السّطو على حَظيرة ماعز، فنبحه الكلب، واستيقظ صاحب الحظيرة، فقفز ليراه وجهاً لوجه. وحاول اللّص أن يدفع صاحب الحظيرة عنه، كي لا يمسك به، فيفتَضَح أمرُه، غير أن الرّجل بادَرَه بضربةٍ من عصا غليظة، كان قد امتشقها، فكانت الضّربه قاضية. وإذْ السارق واحدٌ من أبناء القرية.
وحينما شاع خبرُ قتل السّارق، تداعى أهله للأخذ بثأر ابنهم. وبعد أخذ وردٍّ اتّفق الطّرفان على المثول أمام القاضي العرفي.
وحين استمع القاضي إلى رواية الفريقين قال: “هذا قتيل عار. وقتيل العار لا ديةَ له ولا ثار” فذهب قولُ القاضي مثلاً .