الأربعاء, أيار 8, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الأربعاء, أيار 8, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

المال بيجر المال

المال بيجر المال

جِدّي أبو عوّاد والكنز المفقود

عند الشدائد تعرف الرجال

مآثـــر وعبـــر

قِصصٌ عن الشّهامة والأمانة والطّمع الأحمق

جَدّي أبو عوّاد وصاحبُ الكَنزِ المَفقود

“كـــــلّ مستودِع تقبض منه وديعتــــه، وكل أمين لا يخون في ما ائتمن عليه”
(حكم توحيدية)
ما أحوجَنا في عصرنا الحاضر، عصرِ التّردّي الخُلُقيّ وعبادة المال، إلى التّمسك بقيم أجدادنا الأقدمين وعِفَّتهم وتقواهم، والتفاخر بالأجداد وبالقِيَم والعادات التّوحيديّة الشّريفة وهذا أصبح من أولى الواجبات هذه الأيام لأنّ أجيالَنا الشابّة في حاجة لأن تستخرج منها العِبرة وتتّخذها قدوة تنظّم سلوكها وتطهّر نفوسها. ولنا من عبرة جدّنا أبو عوّاد، ذلك الشّيخ التّقيّ الصّابر القانت درساً بليغاً في قِيَم العفّة والقناعة وحفظ الأمانة، وإليك الحكاية:
عاش في حاصبيا في النّصف الأوّل من القرن الماضي شيخ اشتُهِر بتسميته بين الناس (جدّي أبو عواد) لما كان له في نفوس الجميع من تقدير واحترام، لزُهده في دنياه، وتعلّقه بخالقه ورضاه.
عمله حراثة الأرض نهاراً، والانقطاع لعبادة خالقه ليلاً. يملك قطعة أرض تُعرَف (بالمقيل) نظراً لموقعها على الطّريق العامّ الذي يربط وادي التّيم بفِلِسطين جنوباً، وبلاد البقاع وسوريا شمالاً، حيث يرتاح بها المارّة قيلولة واستراحة.
كانت وسيلة النّقل الرّئيسة في تلك الأيّام هي الخيل أو الجمال أو الدواب وليس سواها. وذات يوم، بينما جدّنا أبو عواد يعمل في حراثة أرضه (المقيل)، إذ بأحد عابريّ السّبيل يترجّل عن جواده لأخذ قسط من الراحة، وما كاد يستلقي على الأرض حتى غلبه النّعاس تحت ظلّ شجرة زيتون وارفة الظّلال، فالهواء منعش، والرّجل مُتْعَبٌ من عناء السّفر الطّويل.
طالت فترة نومه، وإذا به ينهض مذعوراً ليجد الشّمس تميل نحو المغيب. اعتلى صهوة حصانه وحثّ الركب شمالاً نحو البقاع، لكن سرعته هذه، جعلته يغفل عن (خِرْج) يضمّ رأس ماله مع بعض الحوائج كان قد ألقاها بجانبه عند نومه.
غابت شمس ذالك اليوم، وانتهى الشّيخ من عمله، وبطريق عودته إلى بيته عثرَ على الخِرج المُلقى تحت الشّجرة فقرّر أنْ يحفظه في مكان آمن على أمل أن يظهر صاحبه في وقت قريب. وهكذا فقد ألقى بالخِرْج على بردعة دابته وعاد نحو منزله.
فور وصوله، أعلم زوجته بما وجد، ثم اتّفقا على وضع الخِرج ومحتوياته على الرّف، إلى أن يظهر صاحبه، طالت الأيام أم قَصُرت.
انقضى بعض الوقت، والخِرْجُ في مكانه الآمن، وصاحبه رغم مضي الوقت لم يظهر ولم يُعْرَف. لكن ذات يومٍ، وبينما شيخنا يعمل في أرضه، إذ به يسمع صوتاً ملهوفاً، التفت ليرى رجلاً لا يعرفه يندب حظّه، ضارباً كفاً بكف. سأله: “ ما بك أيها الرّجل؟
أجاب الغريب: لو عرفت قصّتي لزال استغرابك، وتأسّفت لحالتي، وعذرتني لما أنا فيه”.
– “ماذا بك يا أخي، تكلّم لعلّني أساعدك.”
قال الرجل موضحا قصّته: أنا رجل من التابعيّة التركيّة، ومهنتي تاجر غنم، أقضي السّنة في تسويق الغنم وجمعه من هنا وهناك، وفي فصل الّربيع آتي بها نحو فلسطين لأبيعها، وهذه السّنة وأثناء عودتي إلى بلادي بعد بيعها وجلب ثمنها، افترشت الأرض تحت هذه الشجرة لكنّي غادرت المكان دون أن أنتبه إلى أنّني نسيت الخرج الذي كان بجانبي مع محتوياته من مال وليرات ذهبية، وهي كلّ رأس مالي، فما عساك أن تفعل لمساعدتي وقد مضى على إضاعتي لمالي فترة من الزّمن؟”
رد عليه الشّيخ دون تردّد: كن مطمئنّ البال، فمالك محفوظ، وخِرْجك موجود.”
دُهش التاجر، وقال بلهجة غير المصدّق لما سمعه: “أصحيح مالي عندك كما تقول؟”
– “هوّن عليك يا أخي، نعم .. نعم”
تقدّم التاجر من الشّيخ بعد أن تيقّن من صدق حديثه وأمسك يده كي يقبّلها، لكنّ الشّيخ أبى قائلاً: “استغفر الله، نحن لم نفعل سوى ما يأمرنا به الدّين من حفظ العهود والأمانات” ثمّ دعاه إلى بيته ليستلم أمانته.
اعتلى كلّ منهما ظهر دابته واتّجها حيث أراد الشيخ. وكم كان تعجّب التّاجر عندما رأى بيتاً بسيطاً متواضعاً، مبنيّاً من الحجارة الخشنة (غير المقصوبة)، يسكنه الشّيخ وزوجته. دخل المنزل برفقة الشّيخ فاستقبلتهما الزّوجة بكل ترحاب، ثم قدّمت طعام العشاء بعد استئذان زوجها، ممّا حمل التّاجر على إكبار فعلهما متعجبّاً لكرمهما وحسن ضيافتهمها. لكنّه بات ليلته قلق البال حائر الفكر متسائلاً إلى ماذا ستؤول قصّة الخِرْج.
عند الصّباح، أتى الشّيخ بسلّم أسنده إلى حائط فوق رفٍّ، ثم طلب إلى التاجر ارتقاء السّلّم وإنزال الخِرْج الذي لم يزل في مكانه كما وُضع سابقاً.
تفقّد التاجر محتويات الكيس والدهشة بادية عليه بسبب ما رآه من الشيخ الفقير وزوجته من استقامة وفطرة سليمة. جثا على ركبتيه في ما بدا أنه محاولة لتقبيل الأرض بين يدي الشّيخ لكن الأخير استغفر الله واستنهضه قائلاً: “هذه أموالك، وهي ملكك، ونحن لم نفعل سوى ما يوحي به ضميرنا، وما يفرضه الواجب الدّيني”
كبُر ذلك الشيخ البسيط في عين التّاجر فإذا به يمسك بالخرج محاولاً أن يفرغ بعض محتوياته أمام الشيخ امتناناً وتقديراً، لكنّ الشّيخ بقي على إصراره ورفضه قبول أيّ شيء سواء كان كثيراً أم قليلاً ممّا جعل التّاجر يقع في حَيْرة من أمره، وكيف لا يكافىء من حفظ له هذا الكنز والثروة الكبيرة. ولمّا أعيته الحيلة ولم يجد سبيلاً إلى إقناع الشّيخ، ودّعه وانصرف مسرور البال، عائداً إلى بلاده محدّثا بقيم أهل المعروف وحفظهم الأمانات وصِدقِ حديثهم وكَرم ضيافتهم.

عند الشدائد والمُلمّات
يُعرف أصحاب الشّرف والمكرُمات

الأريحيّة والشّهامة، وحق الجيرة، تتأصّل وتُعْرَف عند الشّدائد والضّيق مع أصحاب الضّمائر وشرفاء النّاس، هذا كان مثل العديد من أبناء شِبعا، وفي مقدّمتهم ذلك المقدام السيّد شاهين هدلا، أرثوذكسي المذهب، شريف الأخلاق، كريم المحتِد والمعتقد. بعدما طلب منهم القائد العسكريّ الأرناؤوطيّ (إبّان حملات ابراهيم باشا المصري ضدّ الموحّدين الدروز)، وكان ذلك القائد يقيم في بيت إبراهيم قاسم الخطيب، جلب بعض النسوة الدرزيّات باعتبارهنّ “سبايا” مبرراً ذلك بأنّه قانون الحرب بعد اندحار وانكسار قومهم”!!
بادىء ذي بدء، حاول السيّد المذكور مع مختار البلدة ردعه وردّ طلبه باللّين والعطف والمسالمة، وحتى التّرجي، إلا أن القائد الوقح بقي على إصراره وأمرهم بالنّتيجة بإحضارَ النّسوة.
إذ ذاك، انتفض الرّجل الشريف شاهين هدلا وصرخَ في وجه القائد قائلاً: “تهون علينا أيّة تضحية على أن نجلب نساء من هم أهل الكرامة والشّرف لينلن الإهانة على أيديكم، فأنتم ذاهبون، ونحن وإيّاهم جيرانٌ باقون، إفعل ما تريد بنا، ولن نسمح أن تُمَسّ نساؤهم مهما كان الثمن وعظمت النّتائج”
شعر الضّابط الفظّ الطّباع بشيء من الحرج والارتباك لهذا الموقف البطوليّ، وممّا زاد في تردّده أن الجيش المصري رغم مظالمه كان يطبق سياسة صارمة في تحريم الاعتداء على الأعراض وذلك لمعرفته بشراسة الموحّدين الدّروز في حال المسّ بأعراضهم واستماتتهم في الدّفاع عنها. ومن حسن الحظّ أن وصل القائد إبراهيم باشا بذاته إلى شبعا، فانفرجت الأسارير، وفرض الأمن، وضبط العسكر ولم تمسّ كرامة أيّ إنسان بعدها.
وأثناء وجود ابراهيم باشا في شِبعا، قدم إليه الشّيخ حسن البيطار، نيابة عن قائد الثّورة شبلي باشا العريان، يُرافقه الوسيط بين الفريقين، السيّد جرجس الدّبس، لإتمام عقد الصّلح بين المتحاربين. وكانت النّتيجة، إنهاء الحرب وتسليم السلاح من قبل الثوّار، مقابل السلام والاطمئنان. وهنا أيضاً يروي المؤرّخ أسد رستم في كتابه “بشير بين السّلطان والعزيز” إنه بينما كان السيّد جرجس الدّبس ذاهباً لإبلاغ الثوّار الموجودين في جبل الشّيخ نتيجة الاتّفاق بين إبراهيم باشا والشّيخ حسن البيطار، شاهد بالقرب من قرية شِبعا اثنين من العسكر الأرناؤوط ممسكين بامرأة درزيّة فرجع مسرعاً وأخبر الباشا بما شاهد، وعندها طلب الباشا من البورجي (لقب عسكري مصري) أن يردعهما فلم يمتثلا، بعدها ساق السّر عسكر بغلته بنفسه نحوهما، وما أن أو وصل إليهما حتى قتلهما بيده”
(بعض معلومات هذه القصة مستوحاة من كتاب “شِبعا نافذة على التاريخ” للأستاذ مُنيف الخطيب)

المالُ يجرُّ المالَ
والقمل يجرّ السيبان

(الناس فيك إذا التقوا فثلاثة: مستعظم أو حاسد أو جاهل)

التّاجر والوجيه نسيب زَهوي، من كبار تجّار حاصبيا أوائل القرن العشرين. بعد أن كبُرت تجارته، وازدادت أرباحه، أصبح غناه حديث المجتمع، ينسجون حول ثروته قصصاً وأخباراً منها امتلاكه آلاف اللّيرات الذّهبيّة عدا المجوهرات واقتناء المزارع، واستخدامه الخَدم في منزله، وما شابه ذلك من ضروب الوجاهة وآفاق الزّعامة.
يجاوره في السّكن رجلٌ فقير الحال، معدوم التّدبير، مقطّب السّعي، مكسور الخاطر. ليله مع عائلته شجار ونهاره مع الأرض نقار.
ذات سهرة من سهرات كانون الطّويلة تفتّقت مخيّلة الزّوجة المُغَفّلة عن بِدعة ظنّت أنّها العلاج الناجع لفقرها وطريق قصير إلى الثّروة السّهلة. كانت تمتلك ليرة ذهبية واحدة قدّمها زوجها لها كمهرٍ يوم زواجهما. اقترحت أن يأخذ زوجها اللّيرة الذّهبيّة إلى دكّان جارهم الثّري فيربطها بخيط من المصّيص ويدفعها تحت الباب كي تصل إلى ليرات التّاجر الموضوعة في صندوق خشبي خلف الباب، علّها تجرّ وراءها بعض ليرات وفق المثل المعروف بأنّ “المال يجرّ المال”، وكانت مقتنعة، بفضل خيالها الواسع أنّ اللّيرات “ممغنطة” وأنها تجرّ بعضها البعض.
عمل الزّوج الذي لم يكن أقلّ حماقة برأي زوجته، فأمسك اللّيرة وثقبها بمسمار ثم ربطها إلى خيط من المصيص المتين، وذهب رغم الطّقس العاصف الممطر إلى دكّان جاره الغنيّ. تقدم من باب الدكّان الخشبيّ، والذي يرتفع مقدار سنتيمتر واحد عن البرطاش، ثم تفرّس ذات اليمين وذات الشمال، وعندما لم يجد من حسيس أو أنيس، دفع بليرته إلى داخل الدكّان. انتظر برهة وبدأ بشد الخيط متوقعا أن تعود اللّيرة الذذهبيّة اليتيمة بليرات كثيرة معها، لكنْ كم كانت خيبته صادمة عندما انقطع الخيط وعلقت اللّيرة الذهبية داخل الدكان.
عاد الخائب إلى داره وأخبر الزّوجة بما حصل موجّها لها اللوم على مشورتها البائسة.سألها:
– ما العمل؟ أكملي مشورتك، كيف سنعيد اللّيرة؟”
أجابته بعد ذهول وتفكير: “رأيي أن تذهب وتنام أمام باب الدّكّان حتى الصباح، وعندما يأتي صاحب الدكّان تروي له بكلّ صدق ما حدث معك، لعلّه يشفق علينا، ويرثي لحالنا، ويعيد إلينا ما فقدناه”.
التحف ذلك المسكين بقايا فروة من جلد الضّأن، ونام ليلته تحت قصف الرّعد ووميض البرق، وزخّات المطر، تقيه بعضاً منها سقيفة صغيرة تظلّل باب الدكّان. وما أن انبلج شعاع الصّباح، حتى نهض المسكين وجلس القرفصاء ينتظر قدوم التّاجر. حتى إذا ما أطلّ، ركض إليه متوسّلاً قائلاً: “يا عمي أبو زهير، قاتل الله الطمع، حقيقة أنّ النفس أمّارة بالسّوء. أقسم لك بالله العظيم إنّ هذا العمل ليس منّي ولا من تفكيري، لكنّ الفقر والتّعثير وطمع زوجتي وانقيادي لرأيها جعلني أُقدم على ذلك “
دُهِش التّاجر لهذا الاستقبال الصّباحي سأل أبا يوسف عمّا حدث له.
روى أبو يوسف وقد اعتراه شعور عارم بالعار قصّته الغريبة وكيف سعى لجرّ بعض ليرات الجار الغنيّ بواسطة ليرة ربطها إلى خيط مبرراً ذلك بفقره وبرأي زوجته وحاجتهم إلى شراء بعض الحاجيّات والثّياب للعيد. ثم أخبره كيف انقطع الخيط وعلقت اللّيرة الذّهبيّة اليتيمة داخل الدّكان. وختم أبو يوسف روايته بالقول: تصديقاً لقولي، فإنك ستشاهد اللّيرة وقد رُبِط الخيط بها، وهي مرميّة قرب الصندوق.
هزّ التاجر برأسه، ثم طيّب خاطره، وربّت على كتفه بعد أن برد فكره لما حدث، ثم تقدّم من الباب وفتحه، فإذا ما تفوّه به المسكين حقيقة واقعة، فاللّيرة مربوطة بخيط، وقد علقت بجانب الصّندوق المشار إليه. أخذها ثم راح يقلِّبها. حقاً إنها ليرة إنكليزية قديمة، ويعود سكّها إلى أكثر من مائة عام، وتحمل صورة الملكة فكتوريا على أحد وجهيها.
صاح أبو يوسف متلهّفاً: “ هل تأكدت يا سيدي؟؟”
أجابه : “نعم، لكنّ الليرة فقدت قيمتها التّجارية بثقبك لها، وخسرت كثيراً من ثمنها، وهي لم تعد تصلح إلّا للكسر أي لتحويلها إلى سبيكة”.
ندب المسكين حظّه التعيس، ولعن السّاعة التي أطاع فيها رأي زوجته، ثم أردف قائلاً: “المنحوس منحوس” وأكمل حديثه : “ ما العمل يا عم أبو زهير …؟؟”
أجابه أبو زهير: “سمعت منك أنّك بحاجة إلى طَحين وسكّر ورز وزيت وثياب، فهل تأخذ بها ما تحتاجه؟ وأنا بدوري سآخذ هذه اللّيرة إلى الصائغ في بيروت وأبيعها للكسر”.
وافق المسكين بعد أسًى، ثم أخذ ما يحتاجه بثمنها من الحوائج ومن الثّياب أذرعاً من الكتّان والخام، وبعضاً من الحوائج المنزليّة، وقبل مغادرته الدكّان استودعه صاحبها قائلاً: “يا صاحبي المثل القائل بأن “المال يجرّ المال” صحيح، لكن غرُب عن بال زوجتك أنّ لهذا المثل تكملة وهي: إنّ الكثير يجرّ القليل وليس القليل هو الذي يجرّ الكثير”.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading