ينتشر مرض تبقّع التفاح في كافة المناطق التي تزرع التفاح، وهو أكثر انتشاراً ووباءً في المناطق التي تكثر فيها الرطوبة خاصة في فصليّ الرّبيع والصّيف، وينخفض انتشار المرض في الأماكن أو المناطق ذات الرطوبة المنخفضة والدافئة نسبيّاً. مرض التبقّع أو جرب التّفاح هو أكثر أمراض التفاح خطورة من حيث تأثيره الأساسي والمباشر على الثمار مما يؤدي إلى خفض نوعيّته، ويشوه الثمار ويمنع الثمار من أخذ حجمها الطبيعي ويُقصّر مدّة تخزين الثمار المُصابة في البرادات. وإنّ إصابة الساق الذي يحمل الثمار الحديثة تؤدّي إلى سقوط الثمار قبل النضج. أما الإصابة الشديدة للأوراق فهي تؤدّي إلى تقليل سطح الورقة الفعّال في عملياّت التمثيل الضوئي وتؤدّي أيضاً إلى تساقط الأوراق قبل الأوان. هذا يؤدي إلى تكشّف البراعم الثّمرية وضعفها خاصة لمحصول السنة القادمة، وقد تصل الخسائر الناتجة عن مرض تبقّع التفّاح إلى حوالي 70% أو أكثر من إجمالي قيمة الثّمار عند اشتداد الإصابة.
أعراض الإصابة
تظهر الأعراض أوّلاً على السطح السفلي للأوراق الصغيرة في البراعم الزهرية على شكل بقع فاتحة اللون وغير منتظمة، سرعان ما تتحوّل إلى بقع مُتقرّحة زيتونيّة خضراء ذات سطح مخملي رمادي داكن اللون وذات محيط أكثر استدارة ثم تقرّحات بلون معدني أسود وقد تكون مرتفعة قليلاً.قد تبقى البقعة المتقرّحة واضحة وذات حواف مُحَدّدة أو أنها تلتحم مع بعضها البعض، وبعد الإصابة المُبكرة الشديدة للأوراق يمكن أن تصبح الأوراق صغيرة ومجعّدة وقد تسقط أخيراً.
تظهر الإصابات الثمريّة على شكل تقرّحات جرب متميّزة ودائرية تقريباً كما في الأوراق، ولكن تصبح بعد ذلك أغمق لوناً، وأحياناً تكون جرباء متشقّقة، والإصابة المُبكرة تكون ثمار مشوّهه ومشقّقة وغالباً تسقط قبل النضج.
أما الإصابات المُتأخرة في الموسم والتي تحدث عندما تكون الثمرة قد قاربت على النضج، فهي تؤدّي إلى تقرّحات صغيرة وقد تكون صغيرة جداً لدرجة لا يمكن مشاهدتها أثناء الجمع وتتكشّف أثناء التخزين إلى بقع جرب غامقة اللون.
الكائن المُسبّب لمرض تبقّع التفاح
يُعتبر فطر ميكروسكوبي VenturiaInaequlis المُسبّب لمرض تبقّع التفاحيات مُتخصّص على المُضيف.
الضّرر الاقتصاديّ
يُعتبر هذا المرض من الأمراض الوبائيّة وخصوصاً في مناطق زراعة التفاح ذات المناخ الرطب والحرارة المُعتدلة. وفي الحالات الشديدة تُسبّب ما يلي:
֍ تساقط الأوراق المُصابة قبل أوانها.
֍ تساقط الأزهار قبل مرحلة العقد.
֍ تشوّه الثمار الصّغيرة وتساقطها.
֍ إضعاف الأشجار بشكل عام نتيجة الإصابة وإعطاء براعم ثمريّة ضعيفة للموسم القادم.
֍ خفض جَودة ونوعيّة الثّمار المُصابة.
֍ حساسيّة الثمار المُصابة لأمراض التخزين أثناء تخزينها.
دورة حياة التبقّع
֍ يقضي الفطر المُمرض للتبقّع فصل الشتاء في الأوراق والثّمار المتساقطة على الأرض وفي بداية الربيع وبعودة المناخ الملائم لنمو الفطر.
֍ وعندما يصبح الفطر ناضجاً تندفع الفطريات من خلال فتحة وتنطلق جراثيم هذا المرض بقوّة في الهواء ويمكن للتيّارات الهوائية أن تحملها إلى أنسجة التفاح الخضراء القابلة للإصابة ويمكن أن يستمر انطلاق الجراثيم لمدة /3-5/ أسابيع بعد سقوط بتلات الأزهار.
֍ يُمكن أن تنبت فطريّات التبقّع وتسبّب إصابة عندما تبقى رطبة.
֍ وبعد الإصابة ولمدّة بضع أيام فإن خلايا البشرة لا تُظهر أية علامات للضّرر إطلاقاً ولكن بمرور الزّمن تظهر التقرّحات حيث يظهر على هذه الخلايا علامات استنزاف تدريجي في مُحتوياتها وأخيراً تنهار وتموت.
المكافحة المتكاملة لمرض تبقّع التفاح: التشجيع على استخدام غِراس أقل حساسية للإصابة بمرض تبقع التفاح، وهناك العديد من أصناف التفاح المتوفّرة المقاومة، ولكن جميع الأنواع المُنتشرة إمّا أنها متوسطة أو عالية القابلية للإصابة بهذا المرض.
الأعمال الزراعيّة التي تُقلّل من خطر الإصابة بتبقّع التفاح أهمها:
֍ الرشّة باليوريا (سماد آزوتي) بنسبة 46% وبمعدّل 12 كغ لكل 100 ليتر ماء للدونم (1000 م مربع) للأشجار والأوراق المُتساقطة في فصل الخريف.
֍ جمع الثمار المُتساقطة والمتبقية على الأشجار وتصنيعها خلّاً أو تقديمها علفاً للحيوانات أو طمرها في التربة بعمق يزيد على 60 سم.
֍ حراثة التّربة حراثة عميقة بعد الرّش باليوريا بحوالي الساعتين كحدّ أقصى من أجل طمر الأوراق.
֍ تقليم الأفرع المُصابة والتي تظهر عليها التقرّحات وجمع كافّة المُخلفات وحرقها في البستان.
֍ تقليم الأشجار على شكل كأسي للتقليل من نسبة الرطوبة داخلها.
المكافحة العضويّة بواسطة النّحاس مثل الجنزارة
بعد القطاف وفي مرحلة تساقط الأوراق بمعدّل 60 الى 80 % تُرَش الأشجار بمحلول 120 الى 150غرام جنزارة للتنكة 20 ليتر ماء (حسب كثافة الأوراق).
الرشة الثانية في أوائل الربيع عند بداية انتفاخ البراعم بمعدل 200 غرام جنزارة ويضاف إليها 100 غرام كبريت غروي للتنكة.
ملاحظة:
الرش بالجنزارة والكبريت المكروني وقائي فقط عند انتفاخ البراعم وبعد العقد يستعمل بنسب قليلة أي 70 غرام جنزارة و50 غرام كبريت. يمكن استخدام معظم المبيدات الفطرية المعدنية عند الإصابة الشديدة.