الخميس, آذار 28, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الخميس, آذار 28, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

ندوة الضحى الشبابية حول الزواج المختلط

ندوة الضحى الشبابية

الشبـاب والــــزواج المختــــلط

المنصة ويبدو من اليمين رئيس التحرير، الشيخ مرسل نصر، الشيخ دنيل عبد الخالق والمهندس علاء رضوان

الشيخ مرسل نصر
الاختلاط والتربية والعاطفة والسفر والتعلم في دول أجنبية
عوامل مسببة ونعترف بتقصير المؤسسات الدينية في السابق

بعض الشباب أصبح يذهب في مسالك جانبية
بسبب شروط أهل العروس والتكلفة الباهظة للزواج

دانيل عبد الخالق
الشباب لا يدرك تبعات الانجراف إلا بعد خمود العاطفة
لكنه يحمّل النتائج الاجتماعية وحده في غالب الأحيان

علاء رضوان
نحن فرقة مسلمة لكن عندنا خصوصيات ثقافية وسلوكية
ومن الصعب على الشخص الاستقالة من بيئته الطبيعية

نظّمت “الضحى الشبابية” ندوة حول موضوع الزواج المختلط استضافت سماحة الشيخ مرسل نصر، الرئيس السابق لمحاكم الاستئناف الدرزية، وشارك في الندوة عن الشباب كلٌ من دانيل عبد الخالق، عضو مجلس الأمناء، والمهندس علاء رضوان، رئيس نادي أمد، وبشرى غرز الدين، أمينة السر في نادي عقول وميساء نصر. وتولى رئيس التحرير تقديم المشاركين وإدارة الندوة. وفي ما يلي عرض موجز بالمداخلات والمشاركات.

رئيس التحرير: سنحاول وبناءً على الخبرة المشتركة لكل من أعضاء هذه اللجنة الحوارية وكذلك تجربة الحاضرين أن نعرض لما يعتبره البعض الإشكالات المحددة الاجتماعية والنفسية والتربوية التي يثيرها موضوع الزواج المختلط. وسنعوّل في هذا المجال بصورة خاصة على الخبرة الطويلة والحكمة اللتين يتمتع بهما الشيخ مرسل نصر، الرئيس السابق لمحاكم الاستئناف الدرزية، وسنحاول أخيراً الخروج ببعض النتائج بشأن الظاهرة وكيف يمكن توفير إدراك موضوعي لأبعادها وذلك لاعتقادنا أن موضوع الزواج المختلط ليس واضحاً بكل تبعاته لمن يقرر دخول هذه التجربة، نظراً لأن أصحاب هذه التجارب غالباً ما يكون تركيزهم الرئيسي على الرابطة العاطفية والفكرية، كما أن الزواج المختلط في نظرهم هو في حدّ ذاته نوع من التمرد على المجتمع أو المحيط المباشر للأشخاص، وبالتالي فإن موضوع الانعكاسات الاجتماعية على المدى الطويل قد لا يكون في أبرز أولوياتهم.

الشيخ مرسل نصر : مذهب التوحيد من المذاهب الإسلامية يتميز عن غيره عبر التفسير الذي يعطيه الموحدون الدروز لبعض أحكام القرآن والسنة النبوية وأحكام الأئمة عليهم السلام. “احياء في الدين”، وسندخل الموضوع من بابه العريض وهو أن مذهب التوحيد يحرّم الزواج المختلط للأسباب التالية:
أولاً : لأن الدين الإسلامي وهو الأصل قد حرّم زواج المسلمة من غير المسلم ، وأجاز زواج المسلم من غير المسلمة ، غير أن مذهب التوحيد توسع في التحريم بحيث شمل الذكور والإناث الموحدين من الزواج من غير أهل التوحيد .
ثانياً:لأن مذهب التوحيد يعتبر جميع المذاهب والأديان مظاهر مختلفة لحقيقة واحدة، وعليه فإن الموحدين يقرون بصحة جوهرها، بينما أتباع المذاهب والأديان الأخرى لا يقرون بصحة جوهر مذهب التوحيد .
ثالثاً:إن مفاهيم مذهب التوحيد تختلف في بعض الأمور عن المفاهيم المعتمدة لدى الطوائف والمذاهب الأخرى وبخاصة لجهة المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات الدينية والدنيوية، وحرية الإيصاء، وعدم إعادة المطلقة، وعدم تعدّد الزوجات، ومعايير الحضانة للأولاد وتربيتهم، وعدم التعصب، وغير ذلك.
وبالتالي، فإن مذهب التوحيد حرّم الزواج من غير الموحدين حفاظاً على مزايا التوحيد الإنسانية والدينية .
وعرض الشيخ مرسل نصر بالاستناد إلى خبرته الطويلة لموضوع الزواج المختلط والإشكالات التي يثيرها في مداخلة مكتوبة قررنا نشرها كوجهة نظر متكاملة إلى جانب هذا الكلام.

رئيس التحرير: سماحة الشيخ تحدّث عن الإشكالات التي لا تظهر دائماً عند الإقدام على الزواج المختلط. لكن السؤال مطروح، لماذا يقبل الشباب على الزواج المختلط رغم هذه المحاذير، وما هي العوامل التي تدفع البعض لتحمّل أعباء هذا القرار على الرغم من تبعاته؟ أود أن أطرح السؤال على الزميل دانيل عبد الخالق .

الشيخ مرسل نصر: مذهب التوحيد يجعل الزوجين شريكين شراكة كاملة في كل ما يملكانه ويجنيانه وهذا مبدأ تقدميٌّ ينفرد به الموحدون الدروز

دانيل عبد الخالق: الموضوع في نظري يتعلق بالوعي والهدف اللذين يحددهما الإنسان لنفسه. إذا كان الهدف السامي هو ما يشغل الشخص فإن موضوع الزواج لا يتخذ هذه الأهمية المركزية في حياة البعض، بل ينظر إليه كمساعد على أداء مهمات الحياة الجسدية والروحية. قمة الشهوة وطلب الجنس الآخر يكونان في عمر المراهقة لكن هذه الرغبة تبدأ بالاعتدال مع تقدم السن وربما التجربة. يبدأ عندها طرح أسئلة جديدة تتعلق بمعرفة الوجود ومعرفة الله وسر وجوده. أذكر أنه في بداية الدراسة الجامعية لم أكن أجد سوى قلة يهتمون بهذه المسائل. الغالبية تهمها السيارة أو الأصحاب وتمضية الوقت بأمور عامة يومية أو حياتية أو جدل سياسي.. لكن الملاحظ أن أكثر الشباب بعد الأربعين وبعد الزواج وتربية الأسرة يبدأون بطرح الأسئلة الجدية. أفلاطون الحكيم وصف الإنسان بأنه حيوان متحضر وكان يقصد بذلك أنه يختلف عن الحيوان بوجود حاجات ترتفع عن الضرورات الوجودية مثل الطعام والتناسل. بعض الناس تتفتح عندهم ملكة العقل والتحضر باكراً فيبدأون في البحث وبعضهم مع الأسف يتخلف ويبقى في حدود الضروريات. وغالباً وبسبب قوة الحاجات المباشرة غير العقلانية مثل الجسدية والنفسية قد يندفع الشاب أو الشابة من دون أن يقيم أحدهما وزناً لما سيأتي بعد، وغالباً ما يحصل الانجراف ولا يدرك الشخص تبعاته إلا بعد حين عندما تكون قوة العواطف قد خمدت وبقيت النتائج الاجتماعية للعمل. لكن عندها سيواجه الواقع ويجد صعوبة في العودة إلى الخلف. كل إنسان حرٌّ في معتقده وبعض الناس عندهم توجه اليوم نحو العلمانية لكنهم يفسرون العلمانية بالزواج المختلط، وهذا استباق في غير محله لأن العلمانية المقصود بها أولاً تحقيق درجة من التطور الوطني والاندماج السياسي، وهناك مسافة كبيرة بين ذلك وبين القفز إلى الزواج المختلط واعتباره تعبيراً عن هذه العلمانية، لأن الواقع غير ذلك. هناك أيضاً فكرة ينطلق أصحابها من نية سليمة ولا شك لكنها فكرة ساذجة، وهي أن الزواج المختلط يقرّب الطوائف من بعضها البعض. في الحقيقة هو يخلق هوة بين الشخص وبيئته ويفكك لحمة الجماعة من دون أن يؤثر بأي شكل في التقريب، أي أننا نبقى مع المشكلة الشخصية والعائلية لكن دون الأثر المأمول على مستوى الدمج الوطني. وأعتقد أن الوئام يحصل في الزواج المختلط في حال كان الزوجان غير متدينين ولا يهمهما الموضوع. لكن لو بدأ أي منهما التفكير في الشأن الروحي وقرر مثلاً العودة إلى الجذور، فإن الآخر سيواجه حينذاك مشكلة وقد تتفاقم المشكلة وقد تنعكس بصورة خاصة على الأولاد وخيارهم الديني لأن كل شخص سيبدأ بالفطرة بالميل إلى دينه.

علاء رضوان: هناك أهمية للوعي المبكر . ومن المهم أيضاً طرح السؤال: ما هي الغاية من الزواج، ربما يساعد الجواب على جلاء مسألة الزواج المختلط. أرسطو يحدّد العلاقات الاجتماعية بالقول إن أياً منها سيصبّ في ثلاثة أمور، إمّا في منفعة مشتركة أو في لذة معينة أو بعلاقة لها أهداف معينة. الزواج يؤسس لعائلة. العلاقة بين رجل وامرأة هل الغاية منها هي اللذة؟ إذا نظرنا إلى من يختار الزواج من خارج الطائفة نرى أنه لا يفكر غالباً بالنتائج أو الأطراف الأخرى المعنية بالزواج. عند التفكير في الزواج قد يتوقع الشخص المدرك وجود فضائل وميزات معينة عند الشخص الآخر، وهذه الفضائل موجودة عند الكل ولا نقول إنها مقتصرة على جماعة، لكن هناك خصوصيات ثقافية ونفسية لكل جماعة تسهل التواصل والتضامن بين أفرادها. نحن فرقة مسلمة لكن عندنا خاصيات معينة في السلوك والتعامل. إذا فكر الشاب بهذا الجانب فإنه سيجد أنه من الأسلم والأسهل لبناء الأسرة أن تكون متفرّعة عن الأسرة الكبيرة وليس مناقضة لها أو خارجة عنها وعندها فإن خيار الزواج المختلط لن يطرح بالنسبة له. الإرث الجماعي هو نتاج تاريخ طويل وتراكم، وأي شخص له جذور ويعيش حقاً داخل الجماعة لا يجدّ من السهولة اقتلاع نفسه من وسطها وهو سيسأل نفسه هل هذا الثمن مبررٌ من أجل علاقة عاطفية أو تعلق لا يدوم غالباً بشخص؟ المهم أن يكون للشخص أفكار واضحة عن الهدف من حياته ومن الزواج وعن العلاقة بالبيئة التي ينتمي إليها، وهي علاقة تفاعلية. ويجب أن ننتبه إلى أن العلاقات تتغير ولا يوجد ثبات في الحياة وهذا يشير إلى أن المخاطرة أكبر مما يظن البعض عند الإقدام على الزواج المختلط. ولهذا أيضاً نجدّ أن نسبة المشكلات في هذا النوع من الزواج مرتفعة وكذلك نسبة الحالات التي تنتهي بالطلاق لأن كلا الطرفين أو أحدهما سيستفيق لاحقاً على الصعوبات التي تحيط بالعلاقة، الأمر الذي يخلق توتراً وقد يذهب بالحب الأصلي ليحل محله الآلام والمشاكل.

رئيس التحرير: أقترح أن نواجه موضوع الزواج المختلط ليس فقط من منظور ديني، لأن الموضوع الديني يشدّد على موضوع التحريم. بغض النظر عن موقف الدين، فإن الذي ينتقل إلى ضفة أخرى إنما يقوم بذلك عن قناعة وإن كانت تلك القناعة هي بنت الظرف والوقت الذي يعيشه، لذلك أقترح أن نركّز أكثر على الناحية العملية.

بشرى غرز الدين
عامل المعتقد واختلاف البيئات وراء النسبة العالية للفشل

 بشرى-غرز-الدين

بشرى-غرز-الدين

 


الشيخ-مرسل-نصر

 

 

ميساء-نصر
ميساء-نصر

بشرى غرز الدين:أوّد الكلام عن قصة العاطفة. موضوع الحب. لا ينتبهوا إلا إلى تلك الناحية تغيب عنهم النواحي الإشكالية مثل احتمال التحول إلى علاقة روتينية أو حتى غير سعيدة بعد سنوات ومثل مشكلة هوية الأولاد وغير ذلك مما ينطبق عليه قول سماحة الشيخ مرسل نصر “تذهب السكرة وتأتي الفكرة”. الموضوع العاطفي غير مبرر لأن العديد من شبابنا نزل إلى الجامعات وتعاطى مع مختلف الفئات لكن أكثرهم قرر في النهاية أن الخيار الأفضل هو الاختيار من البيئة التي يعرفها.
وجود المناعة أمر مهم، وعندما نتعرّف على شخص من خارج البيئة يجب أن لا نترك العنان للعاطفة لأنها تقودنا، بل علينا نحن أن نقود العاطفة ونحكم عليها بالعقل. الذين ينتهون إلى تبرير الزواج المختلط بعامل العاطفة أخطأوا في الأصل عندما سمحوا للنفس أو للهوى بأن يقودهم في طريق يعرفون أنها شائكة ووعرة. لم يدركوا مثلاً أن عامل المعتقد مهم وأن اختلاف البيئات مهم لذلك كثيراً ما تنتكس هذه العلاقات بدليل النسبة العالية للفشل التي تسجلها. لماذا علينا أن نختبر ونفشل ولا نتعلم من اختبارات الآخرين؟. أخاطب الصبايا الزميلات لألفتهن أن أحكام الزواج في الشرع التوحيدي تحمي الزوجة وحقوقها وكرامتها، بينما الزواج المدني غالباً ما يتم كعقد وهو عرضة لتبدل القناعات أو الأهواء.

ميساء نصر
تأثير المدينة يختلف حسب الأشخاص ودور كبير للتربية الأسرية

ميساء نصر: الموضوع ليس عاطفياً بل الدين له أهمية لأن الشخص الموحد عندما يعرف معنى توحيده ويعمل به لا يحتاج لأي سبب لكي يضع الزواج المختلط خارج خياراته باعتبار أنه لا ينسجم مع قناعاته الروحية. العامل الثاني الذي يؤثر في الموقف من الزواج المختلط هو عامل التربية، إذا كان الأهل ساهرين على أولادهم فلن يكون الزواج المختلط خياراً مطروحاً. في حال توافر هذين العاملين أي الإيمان بالتوحيد والتربية الأسرية فإنه من الصعب أن تؤثر نزوة معينة أو انجراف في قرار الشاب الدرزي أو الشابة الدرزية.
بالنسبة لتأثير المدينة يختلف الأمر حسب الحالات وحسب الشخص. أنا شخصياً عشت في المدينة فكان تأثيرها عليّ زيادة في الاهتمام بقناعاتي وثوابتي الفكرية والروحية. على العكس من ذلك، فإن الصبية قد تكون تربّت في القرية لكن عند نزولها إلى المدينة لا تجد في نفسها المناعة الكافية أو الفهم الكافي للبيئة الجديدة فتقع في مشاكل. في ما خص العلاقات قبل الزواج، أعتقد أن الاقتصار على الصداقة يوسع الأفق ويظهر للشباب الموحدين الفوارق والتمايزات الثقافية لذلك يجعلهم على بينة من المحاذير، لكن شرط عدم التمادي بالطبع في تلك العلاقات.
أوّد هنا طرح السؤال، إذا كنا لا نريد التشجيع على الزواج المختلط، باعتبار أننا مدركون لسلبياته فلماذا نجيز إذاً للرجال الدروز الذين يتزوجون من خارج الطائفة وفق أحكام الزواج المدني أن يحتفظوا بهويتهم وأن يسجلوا أولادهم كموحدين دروز؟. هذا يطرح مشكلة بالنسبة للذين يهمهم أن يكون الشريك الآخر من أبوين درزيين لأننا مع توالي الأجيال لم يعد التأكد من ذلك سهلاً أو في متناول الفتاة أو الشاب.

الشيخ مرسل نصر
الأولاد يلحقون بالأب

الشيخ مرسل نصر :حسب الانتظام العام، الأولاد يلحقون بالأب. عندما يتزوج المرء من سنية مثلاً، وبين هلالين أقول إننا مذهب إسلامي له تفسيره الخاص للشريعة. أعود لأقول إن الأولاد يلحقون بآبائهم. هذه القاعدة لا يمكننا تخطيها، إذا كان الوالد درزياً فإن الأولاد يتبعونه.

رئيس التحرير: الصبايا ركزوا على اعتبار أن المعتقد أو التمسك به يجب أن يكون عاصماً للشباب من الانجراف باتجاه الزواج المختلط. لكن يجب أن لا ننسى أن قسماً كبيراً من الشباب والشابات اليوم ليس له بالضرورة التزام ديني. ربما له اهتمام بالعصبية أو بالعشيرة بحيث يهب إلى مؤازرة إخوانه أو الجماعة في حالات التعدي لكن موضوع الالتزام الديني ليس عاملاً أساسياً في تقرير الزواج. المشكلة اجتماعية ثقافية، وأي معالجات لموضوع الزواج المختلط يجب أن تركز بصدق وموضوعية كاملة من دون تهويل أو أحكام على الأشخاص. الشباب يقتنعون أكثر إذا قمنا بعرض الواقع كما هو والنتائج والمحاذير أكثر من اقتناعهم بأنهم سيُـكَفّرون أو سيخرجون من الدين إذا تزوجوا من خارج الطائفة. المهم هو أن يفهم الشباب إشكالات الزواج المختلط. هناك شباب مستعدون لتحمل النتائج ولا مشكلة بالنسبة لهم. لكن المهم أن يعرفوا وأن يكون هناك حوار عقلاني حول الموضوع.

الشيخ مرسل نصر : هناك ذرائع كنت أسمعها من بعض الشباب وهي أن الطائفة ليست فيها بنات متعلمات وهذا لم يعد قائماً لأن معدل التعليم بين الفتيات الدرزيات مرتفع جداً وقسمٌ كبيرٌ منهن يعمل في المؤسسات، وبالتالي يعتبر منتجاً أيضاً، الأمر الآخر المهم يتعلق ربما بسلوك أهل الفتيات وطلباتهم الكثيرة من الخطيب أو المتقدم للزواج من بناتهم، وهذا الأمر قائم وقد يكون أحد أسباب التحوّل عن الزواج بصيغته الشرعيّة والمطلوبة. لذا أقول إن من المعيب أن تكون البنت بضاعة وأن يعتقد الأهل أنهم يعملون مصلحة ابنتهم عندما يرفعون المهر ويلقون بشتى الطلبات على طالب الزواج. ولا ننسى هذه الأيام نفقات ما قبل العرس ونفقات العرس والجهاز والمصاغ وغيره. وأعتقد أن هذا قد ينفر بعض الشباب ويجعلهم يندفعون في مسالك أخرى. كل هذه الطلبات في غير محلها لأن مذهب التوحيد يجعل الزوجين شريكين شراكة كاملة في كل ما يملكانه ويجنيانه وهذا مبدأ تقدميٌّ ينفرد به الموحدون الدروز. ومن أجل تكريس هذا المبدأ في القانون الوضعي تقدمت بمشروع لم يقر حتى الآن ينص على أن كل ما يتحصل من أموال منقولة وغير منقولة أثناء الحياة الزوجية تكون ملكيته مشتركة بين الزوجين. وبهذا المعنى فإنه في حال الطلاق يجب أن يقسم المال الذي استجدّ خلال فترة الزواج مناصفة على أن يدفع من يظلم أو يتحمل مسؤولية الطلاق تعويض عطل وضرر للفريق المظلوم قد يتجاوز قيمة الأملاك. لذلك أخاطب الأهل بأن يتقوا الله في الطلبات التي يقدمونها لطالبي الزواج.
في نهاية الندوة فتح باب الأسئلة وطرح أحد المشاركين على المحاضرين سؤالاً عن الأسباب التي تدفع في نظرهم الشباب للتفكير في الزواج المختلط. وهل السبب هو التربية أم هو المعشر والرفقة، وهل هناك فارق بين اختيار الشاب للزواج المختلط وبين اختيار الفتاة للزواج المختلط. وأثار السائل موضوع المناعة الذاتية سائلاً كيف تحصل هذه المناعة وما هو طريقها؟
الشيخ مرسل نصر: الأسئلة التي طرحت تتضمن الأجوبة: هناك ولا شك أثر للاختلاط وللتربية وللعاطفة الجياشة التي تشل التفكير العقلاني، السفر والتعلم في دول أجنبية أيضاً عنصر، لأن الكثير من الشبان سافروا في سن صغيرة وعانوا من الغربة ووجدوا هناك من يؤانسهم فاطمأنوا ودخلوا في تلك العلاقات وتزوجوا من جنسيات أجنبية. مشكلتنا هي أننا نستسلم للعاطفة ولا نهتم بالإطلاع على الواقع إن لم يكن على المذهب فعلى الأقل على واقعنا الاجتماعي. غياب عملية التفكير هذه ودرس العواقب سبب أساسي. طبعاً أنا لا أوافق على بعض من يقسون على الذين يقومون بتلك الخطوة لأنني أسأل أياً منهم: لو كنت في مكان هذا الشاب أو الشابة هل كنت ستصمد أو ربما وقعت في الأمر نفسه؟ فيجب علينا أن لا نحكم بل علينا أن نرحم ونسعى للحفاظ على الشخص ونرمم علاقته بالبيئة. يجب توعية الشباب قبل السفر. هناك من يحرص على أن يخطب للشاب قبل سفره وهذا أمر جيد ويدل على بعد نظر.
أحد المشاركين قال إن على الشاب الدرزي أن يدرك معنى كونه موحداً تختلف قراراته بشأن موضوع الزواج وغيره عن من لا يدرك أو يعرف حقيقة انتمائه، حتى لو نجح الزواج المختلط بين شخصين فإن ذلك ليس قاعدة ولا ينفي المشكلات الاجتماعية الكثيرة التي يثيرها.

جانب-من-الحضور-النسائي-في-الندوة
جانب-من-الحضور-النسائي-في-الندوة

الشيخ مرسل نصر : في الزواج المدني أي خلاف يحصل بين الزوجين يعاد إلى المحاكم المدنية. في المحاكم المدنية أحكام مخالفة للشرع مثلاً في القانون المدني الحضانة للأم حتى سن الـ15 للبنات، في الشرع حتى التاسعة. في الزواج المدني أحكام الإيصاء أيضاً تختلف .
أحد الحاضرين سأل أين التوعية وأين المرجع لهذه المواضيع؟
الشيخ مرسل نصر: السؤال يتضمن نقداً خفيّاً وهو سؤال محق. نحن كمسؤولين قصرنا كثيراً. لذلك لا يمكننا أن نلوم من يتخطى الأصول إذا لم يكن يعلم. لذلك نتكلم مع سماحة شيخ العقل لتأسيس لجنة أو مؤسسة لتوعية الشباب نحن ليست عندنا إذاعة دينية ولا تلفزيون . وهناك تقصير. البعض قد يتوجه بالسؤال إلى شيخ العقل. لكن لا تطلب من شيخ العقل بل قدّم مشروعاً، عندها يدرس ويبت.. لا نرى مشاريع. الشباب أيضاً يحتاجون إلى وعظ عصري يخاطبهم على مستواهم ويكون الحديث علمياً ومبنياً على وقائع. ونحن نشعر بهذا النقص وهذا التعطش للتوجيه في أماكن كثيرة. نقول إنشاء الله يحصل خير.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading