السبت, نيسان 20, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

السبت, نيسان 20, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

هذا العدد

هذا العدد

“لكل جعلنا شرعة ومنهاجاً”

هذا هو العدد الثامن من مجلة “الضحى” بصيغتها الجديدة. وفي هذا العدد، كما في كل من الأعداد السابقة، هناك دوماً علامات نمو ونضج ومد نظر التحرير باتجاه آفاق جديدة. وهذا النمو العضوي يستمر أولاً بسبب دعم سماحة شيخ عقل الطائفة، حفظه الله، وتوفيره لمساحة واسعة من المبادرة والاجتهاد في التحرير، كما أنه حقق نجاحاً بسبب عدم وجود صيغ جامدة وتركيز اهتمامنا على إغناء مضمون المجلة وجعلها فعلاً مرآة لحضارة المعرفة بل المعارف على اختلاف مصادرها، وقد قررنا منذ البدء أنه لا معنى لمجلة تَقصُر عملها على مدح نفسها وقومها، وتقوم كما الكثير من المجلات على تصور آحادي للكون تكون فيه الحقيقة حكراً على جماعة دون غيرها من العالمين. فهذا التصور لا يقوم على معرفة حقيقية بأهداف الخلق وحكمة الخالق من إبداع الكون والشعوب والحضارات والشرائع، وهو القائل في كتابه العزيز

}لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ{ (المائدة: 48)
وقد جاء أيضاً في سورة البقرة بالمعنى نفسه قوله تعالى:

}وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ{ (البقرة : 148)

ويتضمن القول الرباني في الحقيقة دستور الخلق الذي يبين سبحانه وتعالى أنه أراده أن يقوم على الاختلاف والتنوع بدليل قوله }وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً{، وفي هذا القول تنبيه للناس بأن يقبلوا حكمة الخالق في خلقه، وأن لا ينشغلوا بالجدل وأن لا يسعى بعضهم لأن يجعلوا من أنفسهم فوق الآخرين، لأن حكمة الخالق في خلقه تتعدى كثيراً أفهامهم، ولأن الانشغال بالجدل عن واجبات العبودية وترقية النفس عن الدنايا يمثل إضاعة للوقت واعتراضاً على حكمته تعالى، وهو “أحسن الخالقين”، وهو الذي يحضهم بدلاً من ذلك على أن “يستبقوا الخيرات”، أي أن يتسابقوا في المعروف وعمل الخير وإيتاء الحسنات، وأن يلتزموا عبادة خالقهم بالمنهاج الذي شرعه لهم، وأن يتركوا أمر الاختلاف له وحده لأنهم أعجز من أن يكونوا قادرين على الحكم فيه، ولأنه هو الذي سيحكم بينهم وينبئهم بما كانوا فيه يختلفون.

ذلك هو النهج الذي يحكم عمل “الضحى” منذ إنطلاقتها، ونحن التزاماً منّا به سعينا وسنسعى لأن نفتح صفحاتها لقضية المعرفة والإيمان بأوسع أبعادها والتعريف بالإرث الروحي الإنساني ومساهمة منارات الحقيقة والعرفان في كل الحضارات في إنارة درب الحقيقة واجتذاب السالكين إلى طريق السلوك والمجاهدة الحقة. ونحن نعي تماماً أننا مدينون في حضارتنا الشرقية الغنية لمختلف الينابيع الغزيرة التي صبت فيها وغذّتها وأعطتها تلاوينها الرائعة. ومن هذه الروافد العظيمة الاختبار الروحي الإغريقي والاختبارات الروحية الزهدية في الهند وبلاد فارس وفي مصر القديمة. وبالطبع مع حرصنا على أن نضيء على التجارب الروحية والعرفانية المختلفة فإننا سنعطي حيزاً أكبر من السابق لإرثنا الإسلامي المجيد والتعريف بمرتكزاته الإيمانية وبالسيرة النبوية العظيمة، وبآثار أهل البيت والصحابة الكرام والتابعين والأولياء الصالحين، وهنالك مخزون هائل يصعب الإحاطة به من سير هؤلاء الرجال العظام وسير جهادهم وتعليمهم نأمل أن نضعها بين أيدي الموحدين الدروز وغيرهم من أهل الإيمان والسلوك في الأعداد القادمة من المجلة بإذن الله تعالى.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading