توسيعُ مجلسِ الأُمناء
…وتطوّراتٌ أخرى سارّة
في الوثيقة التّأسيسيّة لمجلّة “الضّحى” الصّادرة بتاريخ نيسان 2010 حدّدت “الضّحى” مبرّر وجودها بالتّعبير التالي:
“إنّ الفراغَ الإعلاميَّ والثّقافيَّ ثغرةٌ وجوديّةٌ بكلّ معنى الكلمة لأنّه لا يبقى فراغا بل يُملأ على الفور من موج الأفكار والمؤثّرات المحيطة سواء عبر الإعلام المتنوّع والمفتوح على شتّى التّيّارات أو عبر التّقليد الأعمى أو عبر التّشوّش القِيَميّ والاجتماعيّ”
وبناء على ذلك حدّدت المجلّة جوهر رسالتها بالتّعبير التّالي:
“إنّ المجلّة ستكون في أحد أدوارها وسيلة لتعريف الموحّدين الدّروز ولاسيّما الشّباب والنّاشئة بتاريخهم الغنيّ وثقافتهم وبأَعلَامهم وأبطالهم وسِيَرِ الصّالحين ممّن سبقوهم لأنّ من لا تاريخ له لا هويّة له ولأنّ من لا يعرف ماضيه لا يمكن أن يفهم حاضره وما يفرضه من مسؤوليّات وما يفتحه من خيارات وفرص”.
إنّ الأعداد الـ 17 التي أصدرتها “الضّحى” منذ ذلك الإعلانِ تقدّم دليلاً واضحاً على أننا تمكنّا بعون الله من وضع أهمّ بنود الرّؤية موضع التّنفيذ، لكنّ هذا الإنجاز – كما سبق وقلنا في مناسبة أخرى- ليس ملكاً لأحد بل هو ملك للطّائفة وعلى الطّائفة ونخبتها وقادتها تقع مسؤوليّة الحفاظ عليه وصونه وتطويره. هذه هي قناعتنا، ولحسن الحظّ فإنّها قناعة يشاركنا فيها كثيرون من الغيورين من شخصيّات الطّائفة الذين تنادى عدد منهم إلى العمل من أجل هذه الغاية وقرّروا تلبية الدّعوة لتوسيع مجلس الأمناء وأعلنوا التزامهم بتوفير الدّعم للمجلّة، وعلى هذا فإنّ لائحة أعضاء مجلس الأمناء أصبحت في هذا العدد طويلة وربّما تطول أكثر في العدد المقبل، ونحن نرحّب بالإخوة الأمناء الجُدد أجمل ترحيب ونعوِّل كثيراً ليس فقط على دعمهم الماليّ بل أيضاً على مشاركتهم المأمولة في تعزيز قاعدة الدّعم للمجلّة وتوفير المَشورة لها والمساعدة في الانتقال بها إلى مرحلة المؤسّسة.
في السياق نفسه قرّر عدد من أفراد النّخبة في الطّائفة ممّن يتواجدون الآن في مُغتربات مُتباعدة إنشاء “رابطة أصدقاء الضّحى” لتكون بمثابة قاعدة دعم واسعة تكمّل دور مجلس الأمناء، وهذا أيضاً تطوّر مفصليّ يُتَوقّع أن يؤدّي إلى تمتين قاعدة الدّعم للمجلّة واستمرارها في المدى الطّويل، ونحن نحَيِّي أيضاً هذه المبادرة ونرى فيها دليلاً على التّقدير المتزايد الذي تحظى به المجلة، وهو يمنحنا الأمل ويشجّعنا على أن نطمح للمزيد.
إنّها أيضاً مناسبة نُعرب فيها عن أملنا بأن تدرك قياداتنا الأهمّيّة الكبيرة للاستثمار في الوعي وفي الثّقافة لأنّه استثمار في البشر لا يقل في درجة الأولويّة والأهمّيّة عن الاستثمار في الحجر وهذا دون أيّ انتقاص لأهمّيّة تعزيز مؤسّسات الطّائفة على اختلافها وتكامُلها في الخدمة في جوٍّ من التّضامن والإخلاص لأنّ هذه المؤسّسات تقوّي بعضها البعض.
نشير أخيراً إلى أنّ العدد الأخير من مجلّة “الضّحى” وُزِّع في جبل العرب في سوريا على أكمل وجه على الرّغم من سعي عناصر فردية لعرقلة ذلك، ونحن مدينون في تسهيل إيصال العدد الأخير وتوزيعه إلى الوقفة التي ظهرت من شخصيات الجبل وأصحاب السماحة مشايخ العقل والعديد من الفعاليّات الذين عبّروا عن تضامنهم مع المجلّة ولفتوا السّلطات المعنيّة إلى طبيعتها غير السّياسيّة وتركيزها على الشأن الثّقافي، وبالتالي حرصهم على تأمين تداولها في الجبل دون عوائق. ونحن من هذا الموقع نتقدّم بشكرنا إلى جميع الذين تحرّكوا وسعَوْا في الموضوع ولاسيّما العميد المتقاعد نايف العاقل الذي كانت له جهود مشكورة في متابعة الموقف.
“الضّحى” في الجبل باتت محور الاهتمام ويتمّ تداولها بحماس من يد ليد بسبب نقص الكمّيّات، لكنّنا سنعمل بإذن الله إلى زيادة الكمّيّة المخصّصة للجبل. أخيراً فإنّ “الضّحى” ستكون أيضاً وبعون الله على الإنترنت ووسائل التّواصل الاجتماعيّ قبل صدور العدد المقبل، وسيتيحُ ذلك لقرّائنا وأصدقائنا في لبنان وفي الجبل الاطّلاع على موادّ المجلّة ومحتوياتها المتنوّعة ومحتويات الأعداد السّابقة على شبكة الإنترنت فضلاً عن جعلها في متناول جميع المغتربين والأصدقاء والمهتمّين في كافة البلدان والأمصار.
والله وليّ التّوفيق