الرمّان غذاء ودواء
طــوّره الفـــــرس وزرعـــــه المصريـــــون
ونقلـــــه العـــــرب إلـــــى الأنـــــدلس
الرمان الأفغاني يكتسب شهرة و”كارفور” تبيعه خليجياً
زراعة الرمان اقتصادية وسهلة وأهم أوجه العناية به
هي الري والتقليم والتفريد والوقاية من الآفات
فما هي شجرة الرمان وكيف نزرعها ونستفيد من إنتاجها وما هي العوامل البيئية والزراعية التي يجب مراعاتها للحصول على إنتاج وفير وعلى النوعية؟
الشجرة الجميلة
تتصف أشجار الرمان بمنظرها الجميل خصوصاً عندما تكون منتجة، اذ نرى أن الثمار متدلية على رؤوس فروع وأغصان الشجرة، أما ثمرة الرمان فهي شهية وجميلة الشكل من داخلها وخارجها، إضافة إلى فوائدها الغذائية المميزة من فيتامينات ومعادن ومضادات للأكسدة. الرمان شجرة صغيرة متساقطة الأوراق، يتراوح إرتفاعها ما بين 3 الى 4 أمتار.
تبدأ اشجار الرمان بالنمو الخضري خلال شهري آذار ونيسان حسب الإرتفاع عن سطح البحر وتستمر في النمو حتى أواخر فصل الصيف. براعم الرمان من النوع المختلط وتظهر البراعم الثمرية اكثر من مرة على جوانب خشب الفروع القديم أو على أفرع عمرها سنة، تتفتح البراعم لتنمو عليها فروع خضرية قصيرة تحمل في اطرافها عدة أزهار (من زهرة الى 5 زهرات). اما لون الأزهار فهو أحمر زاه، وتظهر هذه الأزهار على شكل اسطواني ذات مدقات طويلة المياسم التي تحمل أكياس حبوب اللقاح أطول من المدقات مما يؤدي الى تساقط حبوب اللقاح بداخلها ويتم التلقيح ذاتياً. ومعظم هذه الأزهار تعقد وتعطي الثمار التي تكون كبيرة الحجم وذات صفات جيدة ومبكرة في النضج، وهناك أزهار تظهر على الطرود الحديثة للسنة الجارية وهذه المجموعة تنتج ثماراً متأخرة تكون ذات حجم صغير لأنه لا يتاح لها المجال للنمو والنضج بسبب بدء تقلب الأحوال الجوية وانخفاض الحرارة خصوصاً في أواخر الصيف وأوائل الخريف، كما يظهر على اشجار الرمان نسبة من الأزهار العقيمة التي تكون على شكل جرس وتظهر بهذه الأزهار المدقات ومياسم أقصر من المدقات، والسبب في عقم هذه الأزهار أن البويضات غير تامة ومختزلة.
تنمو فروع الرمان على الجذع بدءاً من مستوى سطح التربة، نموها سريع مُكَونة عدة سوق وفروعاً تنحني للخارج وكثيراً ما تتدلى إلى الأرض، الأوراق رمحية الشكل كاملة لامعة من السطح العلوي ومتقابلة على الأفرع.
جلنار وثمار
الإسم العلمي للرمان: Punicagranatum أما زهرة الرمان فتسمى في الفارسية بـ (جُلنار). وقد استحسن كثيرون التسمية ورمزيتها فأطلقوا الإسم على طفلاتهم الإناث تيمناً بجمال الزهرة وخصوبة شجرة الرمان.
التصنيف النباتي للرمان: الرمان نبات يتبع العائلة الرمانية ويوجد منه نوعان فقط، الأول هو النوع المعروف الذي تؤكل ثماره، والنوع الثاني هو الرمان التزييني الذي يزرع في الحدائق العامة والخاصة والهدف منه التزيين فقط وذلك لأنه يعطي أزهاراً جميلة جداً ومتتالية أي يعطي عدة أفواج من الأزهار ويبقى مزهراً طوال فصل الصيف تقريباً.
زراعة اقتصادية
تندرج أهمية الرمان الاقتصادية في القيمة الغذائية العالية حيث إنه جيد ومقوي للمعدة، نافع للحلق والصدر والرئة، جيد للسعال، وعصير الرمان ملين للبطن ويقدّم للجسم غذاء سهلاً وسريعاً، هذا في الأصناف الحلوة. أما في الأصناف الحامضة التي تكون فيها المادة القابضة لطيفة وسلسة فإن ثمار الرمان تعالج المعدة الملتهبة وتدرّ البول وتسكن الصفراء وتقطع الإسهال وتمنع القيء وتقوي أعضاء الجسم. تتميز ثمرة الرمان بحبوبها الحمراء اللؤلؤية، وأزهارها الحمراء. ويضم الرمان ثلاثة أنواع هي: الحلو والحامض واللفاني الذي يجمع بين الحامض والحلو.
” مهما كان معدل الأمطار عالياً فإن الأشجار المثمرة تبقى في حاجة الى الماء خلال بداية نموها أي في فصل الربيع وخصوصاً شـهر ايار “


المتطلبات البيئية للرمان
يتأثر نجاح زراعة الرمان بالمناخ حسب المنطقة المنوي الزراعة فيها، إذ تجود زراعته في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية حيث تتوفر الحرارة والجفاف، كما إن أشجار الرمان تنمو جيداً في المناطق المعتدلة والحارة نوعاً ما، وينمو الرمان في ظروف مناخية وبيئية عديدة مثله مثل أشجار التين والزيتون والكرمة. وأهم هذه المتطلبات البيئية والطبيعية لزراعته هي التالية:
1. الحرارة: تنجح زراعة أشجار الرمان إذا توفرت الشروط المناخية التي تحتاجها، حيث تفضل الشجرة الظروف شبه الإستوائية، ويكون نموها وإنتاجها جيداً إذا كان فصل الربيع معتدلاً ولا تنخفض حرارته عن 12 درجة مئوية، وفي فصل الصيف تفضل ان يكون حاراً، أما فصل الخريف فجافاً ودافئاً نوعاً ما.
2. الضوء: إن أشجار الرمّان مُحبة للضوء الذي يكسب الثمار لوناً جيداً وطعماً مميزاً لأنه يساعد الثمرة على تحويل المواد البكتينية إلى سُكَّريات آحادية.
3. التربة: تنجح زراعة الرمان في مختلف انواع الأتربة مثل الطينية الرملية والأراضي الحجرية والطميية وغيرها شرط ان تكون خصبة – عميقة وجيدة الصرف، ولا تنمو في الأراضي التي تصرف مياه الأمطار مثل المستنقعات والأرض المالحة.
4. الماء: ينمو الرمان في الأراضي الجافة نسبياً، لكن من أجل تأمين النمو الجيد والإنتاج العالي يجب ري الرمان خصوصاً عندما ينخفض معدل الأمطار عن 600 ملم، لكن من المهم جداً ان يعلم جميع مزارعي الأشجار المثمرة انه مهما كان معدل الأمطار عالياً فإن الأشجار المثمرة تبقى في حاجة الى الماء خلال بداية نموها اي في فصل الربيع وخصوصاً شهر ايار.
إكثار الرمان
يتم إكثار الرمان بعدة طرق هي:
1. البذور: من الصعب جداً استخدام هذه الطريقة لصعوبة فصلها عن لحاء الثمرة وتحضيرها للزرع، لكن تستخدم هذه الطريقة عند الحاجة لإنتاج أصناف جديدة ذات مواصفات معينة لاستخدامها في الحصول على هجين جديدة.
2. التطعيم: يمكن استخدام هذه الطريقة عند تغيير صنف رديء بآخر ممتاز، أو إنتاج أصناف جديدة جيدة على أصول بذرية المنشأ غير جيدة الصفات لكنها طريقة مجهدة وصعبة لذا لا تستخدم كثيراً، ويتم التطعيم بالقلم في شهر آذار، أو بالعين البرعمة في شهري تموز وآب.
3. الترقيد: يتم إختيار طرود طويلة نوعاً ما وتكون نامية في منطقة الجذع وقريبة من الأرض. يحفر خندق بطول حوالي 50 سم وعمق 20 سم تقريباً ثم يحنى الطرد المختار ويدفن طولياً على أن يترك متصلاً بالنبات الأم لمدة سنة، ثم يفصل عن الأم في شهر شباط ثم يزرع مباشرة في الأرض المستديمة.
4. الفسائل: وهي أكثر الطرق شيوعاً في إكثار الرمان عند المزارعين، حيث تفصل الفسائل عن جذوع الأشجار بقواعد صغيرة من خشب الجذع مع القليل من الجذور، تزرع في منتصف الشتاء حيث تبدأ الاندفاعات الجذرية منها بكثرة في أواخر الشتاء وأوائل الربيع.
5. العُقَل: التكاثر بالعقل هي الطريقة الأمثل والأكثر انتشاراً في العالم خصوصاً في المشاتل المتخصصة، وتستخدم هذه الطريقة عند الراغبين في إكثار أكبر عدد ممكن من نباتات الرمان، حيث تؤخذ العقل من الفسائل التي نمت على جذع شجرة الرمان ومن الطرود المقلمة الناضجة منها، أو قد تؤخذ من خشب قديم ناضج عمره أكثر من سنة ولا يقل طول العقلة عن 25 – 30 سم، وقد تكون أطول من ذلك عند الزراعة مباشرة في أرض رملية أو خفيفة.


زراعة الرمان في المشتل
يتم غرس العقل في المشتل في شهر آذار على خطوط رطبة ومخلوطة بالسماد العضوي لتسهيل عملية دفع الجذور، يبعد الخط عن الآخر حوالي 60 سم وتكون المسافة بين العقل 25 سم على نفس الخط، ومن المفضل غرس العقل مائلة بمحاذاة الخط ولا يظهر منها فوق سطح التربة سوى البرعم الطرفي.
يجب ري العقل المزروعة رياً غزيراً ثم عند الحاجة بحيث لا تترك الأرض لتجف تجنباً من جفاف جذورها الرخصة والصغيرة، إذ إن وفرة الري المعتدل في الأطوار الأولى من النمو تساعد على تكوين جذور ونباتات جيدة وقوية، كما يجب التخلص من الحشائش التي تنمو خلال فصلي الربيع والصيف، وقد وجد من خلال الأبحاث أن عقل الرمان القوية والتي يتراوح سمكها ما بين 10 – 15 مم أنتجت نباتات قوية كما كانت نسبة إنباتها ما بين 96 – 100%.
إنشاء بستان الرمان
قبل زرع الأشجار، يجب تنفيذ عدة أعمال أهمها: بعد إختيار الموقع المناسب لزراعة الرمان من حيث صلاحية الارض للزرع، عمق التربة، جودة الصرف، الغنى بالمعادن والمواد الغذائية، قرب الارض من طريق زراعية وإلا يتم شق الطريق لتسهيل الاعمال الزراعية.
1. نقب الأرض: إن موعد النقب يكون خلال شهري آب وايلول قبل هطول الامطار لضمان عدم استمرارية النباتات البرية وعدم تكتل التربة في حالة الرطوبة المرتفعة. تنقّب الأرض على عمق 70 الى 90 سم وتنظف من الصخور والأحجار الكبيرة الحجم والنباتات وجذور الاشجار البرية الكبيرة ان وجدت، ويتم انشاء الجدران في حال كانت الأرض منحدرة. تحرث الارض بواسطة الجرار (سكة جنزير) حراثة متوسطة على عمق حوالي 40 سم، تساعد هذه الحراثة على رفع ما تبقى من احجار متوسطة وصغيرة الحجم وتسوية سطح التربة نوعاً ما، ثم تفرم بواسطة الفرامة (العزاقة) لتكسير وتنعيم وتسوية سطح التربة على عمق حوالي 15 سم.
2. تخطيط الأرض: يتم تخطيط أو تقسيم الأرض الى خطوط وتحديد اماكن الغراس مع الأخذ في الاعتبار المسافة بين الشجرة والأخرى وبين الخط والخط، فإذا كان الشكل المعتمد من قبل المزارع “المربع”، نأخذ نفس المسافة بين الشجرة والأخرى وبين الخط والآخر من 4 إلى 5 أمتار. تحفر الجور في المكان المحدد لها على عمق 40 سم وعرض 30 سم، ويوضع 2 كلغ تقريباً من السماد العضوي المخمر في قاع الحفر بالإضافة الى حوالي 100 غرام من السوبر فوسفات الثلاثي وخلطها مع التراب في قاعها.
3. غرس الأشجار: تغرس أشجار الرمان في الحفر المهيَّأة بعد أن يُخلط السماد مع تراب قاع الحفرة ويعاد التراب المأخوذ من الحفرة إلى حول الغرسة ثم يرص جيداً بواسطة القدمين تجنباً لبقاء فجوات هواء حول جذور النبتة، ويجب أن تكون النصوب مستقيمة، اما إذا كانت رفيعة فتربط في سندات مثل الخشب الرفيع او القصب وذلك لمنع تكسرها من جراء الهواء القوي.
” عدم إزالة الفروع التي نمت داخل الشجرة من قاعدتها تعرّضها للإصابة بالبق الدقيقي والمن الأخضر بشدة “


الخدمات الحقلية بعد الزرع
الري: تحتاج شجرة الرمان لرطوبة كافية بغية القيام بعملياتها الحيوية من عقد الازهار وكبر الثمار ونمو خضري جيد. اما حاجة شجرة الرمان للري خلال الموسم اي من بداية فصل الربيع حتى أوائل فصل الخريف، فهي حوالي 10 ريَّات على أن تكون كمية الماء في الريةّ الواحدة حوالي 100 لتر ماء، خصوصاً في المناطق والأراضي الجافة والتي يقل فيها معدل الأمطار عن 500 مل.
التسميد: تنمو أشجار الرمان في الأراضي الغنية بالمواد الغذائية والجيدة الصرف والعميقة لعدة سنوات من دون تسميد، ولكن عندما يتجاوز عمرها 15 عاماً فإنه من المفضل تسميد الرمان تجنباً لتراجع الإنتاج والنمو الخضري. لذا، يستحسن إضافة الأسمدة العضوية والكيميائية لأشجار الرمان على الشكل التالي: 30 كيلوغراماً سماداً عضوياً مخمراً لكل شجرة رمان وسماداً كيميائياً حوالي 300 غرام سلفات الأمونياك و250 غراماً سوبر فوسفات و150 غراماً سلفات البوتاسيوم على أن يوضع السماد العضوي في فصل الخريف داخل خندق يحفر حول جذع الشجرة بموازاة تفرع أغصانها وبعمق حوالي 20 سم ثم تطمر. وتوضع الاسمدة الكيميائية قبل مرحلة النمو بحوالي شهر بنفس طريقة وضع السماد العضوي خلال شهري شباط وآذار حسب الارتفاع عن سطح البحر.
التقليم: قبل البدء بتقليم أشجار الرمان، يجب معرفة طبيعة الحمل على الأشجار لإجراء التقليم بأسلوب علمي سليم، وحيث إن أشجار الرمان تحمل ثمارها على خشب ناضج قديم لا يقل عمره عن سنتين، حيث تكون الأزهار على هذه البراعم الخشبية إما جانبية على الأفرع أو قائمة مباشرة على الخشب القديم الغليظ، أو على دوابر أو فروع صغيرة وقصيرة. اما إذا كانت الأفرع بعمر السنة، فإنها تنتج أزهاراً عقيمة لا تعقد ولا تعطي إنتاجاً. أما في المناطق التي تنتشر فيها حفارات السوق والأفرع، فتعتمد زراعة الرمان على أكثر من ساق واحد من ساقين إلى أربعة سوق، تجنباً من فقدان الشجرة إذا ما كانت ذات ساق واحد.
ملاحظة: يجب على جميع الذين يقلمون الأشجار المثمرة عدم قطع او قص أو إزالة التفرعات الصغيرة وأطراف الأفرع القديمة لأنها هي التي تحمل الثمار، والتقليم الجائر (القاسي) الذي يزيل الكثير من الخشب القديم الذي يحمل الكثير من التفرعات الصغيرة يؤدي الى تقليل الإزهار وبالتالي يقلل الإنتاج. لكن كثرة التفرعات وتشابكها في الأشجار المثمرة يؤديان الى حجب الضوء المتجه إلى الأفرع الداخلية فيضعفانها، كما إن عدم التفريد وتخفيف الثمار فإنه يجعل الثمار هزيلة وذات مواصفات ونوعية رديئة، وكذلك عدم تفريد وإزالة الفروع التي نمت داخل الشجرة من قاعدتها يعرضانها للإصابة بالبق الدقيقي والمن الأخضر بشدة.
وعندما تصبح الأشجار قديمة وهرمة، يجب إتباع التقليم التجديدي الجائر حيث تُزال جميع الأغصان مع الإبقاء على قاعدة الأغصان التي تشكل الهيكل العام للشجرة، مما يؤدي إلى إنتاج أفرع جديدة قوية تثمر بعد سنتين، ومن هذه الأفرع تربى الأشجار من جديد، وبعد إجراء عملية القطع يجب دهن الجذوع والأغصان بالكلس لحمايتها من أشعة الشمس والحرارة المرتفعة، أما وقت تقليم الأشجار والنصوب فيجب ان يكون بعد سقوط الأوراق وقبل انتفاخ البراعم أو خروج النموَّات الجديدة في بداية فصل الربيع.
أصناف الرمان
توجد اصناف عديدة للرمان تزرع في لبنان وخصوصاً البلدية منها والتي تتصف بإنتاجها الجيد أهمها :
1. الأصناف الحلوة
أ. الياسميني: الثمرة كبيرة الحجم صفراء، مخضرة الحبات، زهرية الى محمرة قليلاً، حلوة المذاق تنضج بدءاً من منتصف أيلول حسب الارتفاع عن سطح البحر.
ب. الماوردي: الثمرة كبيرة الحجم شامطة نوعاً ما الحبة متطاولة حمراء اللون، تنضج خلال شهر أيلول.
ج. بنت الباشا: الثمرة كبيرة الحجم قشرتها بيضاء محمرة، حباتها متوسطة الحجم عصارية مرغوبة جداً لأنها فاخرة الطعم، تنضج بدءاً من منتصف ايلول.
2. الأصناف الحامضة
أ. البلدي الحامض: الثمرة متوسطة الحجم، القشرة خضراء اللون وغير سميكة، لون الحبات وردي غامق، تبدأ في النضج من منتصف آب، تستخدم ثمارها في عدة صناعات مثل دبس الرمان وشراب وعصير الرمان ويدخل أيضاً في الصناعات الغذائية وفي حفظ بعض المربيات.
ب. الحامض الفرنسي: دخل حديثاً الى لبنان نوع إقتصادي يتميز بصغر نواته، يستخدم في التصنيع وخصوصاً دبس الرمان.
3. اللفاني
يتصف هذا النوع بطعمه الذي يربط بين الحلو والحامض، كبير الحجم، لون القشرة ذهبي مصفر، لون الحبات أحمر غامق، لذيذ الطعم، ينضج خلال شهر أيلول.
ويمكن إطالة موسم إستهلاك الرمان إما بتخزين الثمار في غرف مبردة أو برادات لمدة قد تصل إلى 4 أشهر، بخاصة في الثمار المعدة للتصدير، وقد لوحظ أن الثمار في هذه الطريقة يتكامل نضجها، فتزداد حلاوتها وتقل حموضتها وتزداد لذة طعمها بشكل عام. لكن عند جمع قطاف الثمار، يجب مراعاة قطع الحامل الثمري بمقص التقليم قرب قاعدة الثمرة وليس نزعه عن الثمرة الذي يؤدي الى جرها وتلفها أثناء التبريد، والانتباه إلى عدم ترك الثمار تسقط على الأرض.


“التقليم التجديدي -الجائر- لأشجار الرمّان الهرمة ضروري لإحيائـــــها وتجديد الهيكل العام الورقي والثمري للشجرة “
جني الثمار
تبدأ أشجار الرمان في الإنتاج من السنة الثالثة بعد زراعتها في الأرض الدائمة، حيث يمكن للمزارع أن يتأكد من نوعية أشجاره خصوصاً لون الثمار والحبوب، أما بالنسبة إلى حجمها فإن شجيرات الرمان لا تعطي ثماراً كبيرة الحجم لأنها ما زالت صغيرة في العمر والحجم، وتعطي أشجار الرمان محصولاً مميزاً وغزيراً خصوصاً عندما يصل عمرها الى 8 سنوات. أما ذروة إنتاجها، فتكون في السنوات الثلاث 14 – 15 – 16، إذ يصل إنتاج الشجرة الواحدة الى 30 كلغ سنوياً، وقد يصل عمر الأشجار إلى 50 سنة، لكن إنتاجها يقل تدريجياً كلما تقدمت الشجرة في العمر. تنضج ثمار الرمان تدريجياً وتقطف تدريجياً بعد اكتمال نموها لأن الرمان لا يستمر في النضج بعد القطاف كغيره من الفواكه، لذا يجب إبقاؤه على الشجرة حتى مرحلة اكتمال نضجه ليصبح غنياً بالسكريات وألذ في الطعم.
يجب ان تقطف ثمار الرمان بعناية كما قطاف التفاح الى حد ما تجنباً لجرح القشرة وبالتالي تضرر الحبوب في داخلها ثم تفرز الى مجموعات حسب حجمها أي كل حجم أو قياس على حدة، ثم تعبأ مباشرة في أوان خاصة غير صلبة مثل الكرتون أو الفيبر، وتكون صغيرة الحجم لتسويقها بسرعة وبأسعار مرتفعة في الأسواق المحلية والخارجية، لأن الرمان من الفواكه المرغوبة جداً خصوصاً في الأسواق الخارجية.
آفات الرمان
الحشرات: تصاب أشجار الرمان بالعديد من الحشرات التي تحدث فيها أضراراً بالغة منها:
• دودة ثمار الرمان.
• حفار ساق الرمان.
• البق الدقيقي.
• المن.
• ذبابة الرمان البيضاء.
الأمراض: تصاب اشجار الرمان بأمراض عديدة أهمها:
في السنوات العشرين الأخيرة زرع الرمان بشكل كبير جداً في العالم بعد أن أصبح الطلب عليه كبيراً. ومع ارتفاع المساحات المزروعة بدأت تظهر أمراضاً جديدة ومختلفة لم تكن توجد أو تشكّل ضرراً اقتصادياً سابقاً.
أما أهم هذه الأمراض التي تتسبب بأضرار في بساتين الرمان هي:
• التبقع الأسود: يسبب هذا المرض فطراً يدعى Alternaria alternate يظهر على الثمار بشكل بقع دائرية ومع تقدّم المرض تتحد هذه البقع لتكوّن بقعاً اكبر. هذا المرض لا يسبب مشكلة كبيرة في بساتين الرمان, لكنه يؤدي عندما تكون الإصابة قوية الى تعفن الثمار من الداخل بنسبة 100% خصوصاً أثناء التخزين ويكون لونها شاحباً وغير صالحة للاستهلاك.
• عفن التاج: سبب هذا المرض فطر يسمى Botrytis cinereaيظهر هذا المرض بعد القطاف. أعراض الإصابة تظهر على قمة الثمار ومنطقة التاج كما هو ظاهر في الصورة.
• العفن الاسود: يسبب هذا المرض نوعين من الفطر: الأول يسمى Aspergillus sp يدخل من الجروح التي تسببها الحشرات وخصوصاً المن ويؤدي الى تعفنها، والثاني يدعى Alternaria alternata وهذا المرض لا يسبب مشكلة إقتصادية في الرمان.
• التبقع الزيتي: يسبب هذا المرض بكتيريا تسمى Xanthomonas axonopodis
يظهر المرض على جميع اجزاء الشجرة لكن أخطره على الثمار الناضجة.
أعراض الإصابة: تظهر بقع زيتية على الاوراق ومن ثم تتحول الى اللون الاسود الذي يؤدي الى إصفرار الاوراق ومن ثم تساقطها، اما ظهور المرض على الفروع فيؤدي الى تقرحات على القشرة لونها داكن ومع تقدم الإصابة تتحول الى جروح عميقة، وتؤدي الاصابة على الأغصان الى تليينها (تصبح طرية) مما يؤدي الى كسرها بسهولة، اما الاعراض الاكثر وضوحاً فتظهر على الثمار بشكل بقع رمادية سوداء غالباً ما تؤدي هذه البقع الى تفتت وتحلل نسيج القشرة مما يسبب ثقوباً في الثمرة.
الوقاية والعلاج لهذا المرض:
1. استعمال عقل للزراعة خالية من البكتيريا.
2. الفروع المصابة او الاشجار يجب قطعها ومن ثم حرقها.
3. تعقيم المعدات المستعملة خصوصاً ادوات التقليم.
4. عدم زراعة الرمان في المناطق الموبوءة.
5. وأخيراً رش المبيدات النحاسية.
أميركا والهند والصين وإيران أكبر المنتجين
10% فقط من الإنتاج العالمي
للرمان يصدّر إلى الخارج
تعدّ بلاد فارس الموطن الأصلي للرمان ويعتقد أن الفرس قاموا بتأهيل شجرة الرمان وتطوير زراعتها قبل نحو 4,000 عام، وقد انتقلت زراعة الرمان بعد ذلك إلى العراق وبلاد الشام والجزيرة العربية ثم بعد ذلك نقل العرب الرمان إلى إسبانيا ومنها نقله المستوطنون الإسبان إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وتنتشر زراعة الرمان على نطاق تجاري في الولايات المتحدة خصوصاً في الولايات الجنوبية وفي كاليفورنيا كما إن الهند والصين وإيران تعتبر من أكبر المنتجين للرمان في العالم، وتلعب أفغانستان دوراً متزايداً في التجارة الدولية للرمان بسبب شهرة رمانها الذي يتمتع بخصائص مميزة لوناً وحجماً وطعماً، وقد دخل رمان أفغانستان أسواق الشرق الأوسط عبر شركة كارفور التي تدير أكبر مراكز للتسوق في الخليج وقد وسعت الشركة تسويق الرمان الأفغاني إلى مراكز تسوق عديدة تديرها في المنطقة.
وتنتشر زراعة الرمان أيضاً في بلدان الشرق الأوسط وخصوصاً في سوريا ولبنان وفي شمال أفريقيا لكن السمة العامة لتجارة الرمان الدولية هي أن معظمه ينتج في حيازات صغيرة ويستهلك في الأسواق المحلية وتقدر منظمة الأغذية والزراعة (فاو) أن 10% فقط من إنتاج الرمان العالمي يذهب إلى التصدير.
وبصورة عامة وبسبب طبيعة زراعته كمشاريع صغيرة في ملكيات فردية فقد وجدت منظمة الأغذية والزراعة صعوبة في توثيق إنتاج العالم من الرمان، إلا أن زراعة هذه الفاكهة الشهية بدأت تتطور في بلدان كثيرة مثل الولايات المتحدة والصين والهند وإسبانيا بسبب الزيادة الكبيرة في الطلب من المستهلكين خصوصاً بعد تزايد الوعي بالفوائد الغذائية والعلاجية للرمان في الكثير من حالات الاعتلال وأهميته لتقوية جهاز المناعة.




ذبول الشجرة
يسبب هذا المرض الفطر Ceratocystis fimbriata. أعراضه تظهر في البداية على شكل اصفرار الأوراق ثم جفافها وسقوطها، وبعد تقدم الإصابة تؤدي إلى ثمار جافة على الفروع، أما إذا أصيبت الأشجار إصابة شديدة فإنها تجف وتموت تدريجياً خلال بضعة أشهر وعند قطع الفرع الرئيسي او الجذع يمكن أن نرى تحول الخشب الى اللون البني ومن ثم إلى الأسود. يكثر هذا المرض في التربة الطينية الثقيلة وتزداد حدته مع ازدياد الرطوبة وقلة التهوئة، ويبدأ المرض في الظهور في فصل الربيع وبداية الصيف.
القيمة الغذائية والطبية للرمان
استخدم الاطباء القدامى في اليونان وروما والهند الرمان بكافة عناصره من حبوب وقشور واوراق وازهار ولحاء وجذور لأغراض علاجية مختلفة. فالفوائد الغذائية والطبية للرمان كثيرة، لذلك يعدّ الرمان من الفواكه الصحية لاحتوائه على مجموعة من المركبات النباتية المفيدة لا مثيل لها في الاطعمة الباقية.
للرمان تأثير لافت على جسم الانسان، فهو يحتوي على مضادات الاكسدة ويخفّض خطر الاصابة بامراض القلب والسرطانات والالزهايمر والبدانة، وقد اوضحت أبحاث أجريت على اشخاص يعانون من ارتفاع ضغط الدم انه بعد تناولهم 150 مل من عصير الرمان يومياً على فترة اسبوعين انخفض عندهم ضغط الدم بشكل كبير. يحتوي الرمان على الفوسفور، الماغنيزيوم، الكالسيوم، الزنك، الحديد، ونسبة قليلة من الدهون. الماغنيزيوم الموجود في الرمان يساعد على تشكيل الهيكل العظمي والبوتاسيوم يساعد على توازن مستويات السوائل ويحافظ على وظائف الخلايا.
(راجع الجدول)
يعمل عصير الرمان كمرقق للدم ويساعد على ازالة الترسبات في شرايين القلب ويخفّض الكوليسترول السيىء ويرفع الكوليسترول الجيد وبذلك يخفض خطر التعرض لامراض القلب.
اما في المعدة، فإن عصير الرمان يساعد على إفراز أنزيمات ذات خصائص مضادة للبكتيريا تساعد على الهضم وتكافح البواسير والغثيان والإسهال والطفيليات المعوية، ويستعمل الرمان كملين لعلاج الإمساك ويوصف عصيره لتحسين الشهية. أما الحديد الموجود في الرمان فيزيد معدل الكريات الحمراء في الدم ويساعد على معالجة فقر الدم.
ويستخدم الرمان لمعالجة حالات الربو والاحتقان في الحلق والسعال والصفير.
كما إن الرمان يحول دون ظهور علامات التقدم في العمر مثل التجاعيد والدبغات على الجلد كما يساعد على تجديد الخلايا وشفاء الجروج وتشجيع الدورة الدموية حول الجروح لشفاء افضل.
تناول عصير الرمان يساعد المرأة الحامل على تخفيف التشنجات وصعوبات النوم (القلق) التي تظهر خلال الحمل كما يحافظ على صحتها وصحة الجنين وتدفق الدم للجنين بشكل جيد.