الخميس, تشرين الثاني 21, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الخميس, تشرين الثاني 21, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

رسالة الوحدة والتوحيد

بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيم

«وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحدِّثْ». صدق الله العظيم

تبرُّكاً بالآية الكريمة المُنزَلة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإيماناً منَّا بأفضلية العمل للآخرة وبألَّا ننسى واجبنا الدنيويّ، وتقديراً للهداية ولنعمة الله علينا، وبالواجب القاضي بأن نحدِّث بنعمة الله، وسعياً لإيجاد صلة ثقافية بيننا وبين أبناء مجتمعنا ومساحة معرفية نتشارك فيها ورئاسة التحرير ومجموعة الكتَّاب والمحرِّرين لنشر ما هو مفيد ومغذٍّ للفكر والروح، والتزاماً بنهج من سبقنا في مشيخة العقل ورئاسة المجلس المذهبي، ومحاولةً لإضافة ما يمكن أن يساهم في حفظ التراث وفتح آفاق الارتقاء والمسافرة في درجات العلم والتعاليم.

لأجل ذلك كلِّه كانت «الضّحى»، ولأجل ذلك تعود إلى قرّائها الأعزَّاء، ولن تغيب عنهم، وستبقى بعونه تعالى سبيلاً لتثبيت الهوية التوحيدية العرفانية الإسلامية للموحدين، ولترسيخ الهوية «المعروفيّة» الأخلاقية المشبَعة بمكارم الأخلاق والمناقب الاجتماعية، والهوية الوطنية العربية لـ «الدروز»، بكلّ ما تعنيه تلك الهوية من تاريخٍ مثقَلٍ بالتضحيات والبطولات دفاعاً عن الثغور والانتماء والوجود، ومن واقعٍ مليءٍ بالمحبة والرحمة والأخوّة، ومن اندفاعٍ صادقٍ للتسامح والتصالح والحوار.

وفي إطلالتها الأولى لهذا العام، نرى من واجبنا تضمينها رسالة مشيخة العقل والمجلس المذهبي التي أطلقناها منذ اليوم الأول لتكليفنا وتشريفنا بهذه المهمّة، وهي رسالة الوحدة والتوحيد؛ الوحدة الداخلية على صعيد الطائفة «المعروفية» بما تتضمنُّه من معاني الإيمان والإحسان و»حفظ الإخوان»، والوحدة الإسلامية الإسلامية على صعيد الطائفة الإسلامية الكبرى بما تَعنيه من ترفُّعٍ عن الحزازات والعداوات والاختلافات ومن اعتصامٍ بحبل الله؛ «وَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا»، والوحدة الإسلامية المسيحية على مستوى الوطن والمنطقة بما تحتويه من مبادئ الاحترام والحوار وعدم الإكراه؛ «لا إكراه في الدين»، وفي هذه وتلك مسيرة فكرٍ وعملٍ وهدمٍ للجدران وبناءٍ للجسور، مدركين أنّ الغنى يكمن في التوُّع، وأنَّ نعمة العقل تفرض علينا تقديرها أوّلاً، وتدعونا لتذليل العقبات والمعوقات المتربِّصة بنا هنا وهناك، لكننا واثقون «أنّ لله رجالاً إذا أرادوا أراد»، وأن مساحة الخير ستتسع، وإرادة الحقّ ستتغلّب في النهاية على إرادة الباطل؛ «وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» صدق الله العظيم.

إنَّها رسالتُنا إلى جميع اللبنانيين والموحدين أينما كانوا، تُحمِّلُنا وتحمِّلُهم المسؤولية في مواجهة التحديات والعواصف التي تكاد تدمِّر المجتمعات والأوطان؛ مسؤولية القيادات الروحية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ومسؤولية الرُّعاة وأُولي الأمر على كلِّ المستويات؛ الداخلية والخارجية، الرسمية والشعبية؛ «فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه»، وكلٌّ يتحمَّلُ المسؤولية على قدر موقعِه وطاقتِه وتأثيره، ولكن ما ليس مقبولاً هو أن يتحوَّلَ الوطنُ إلى ساحة مستباحة للصراعات، وأن يُحمَّلَ أكثرَ ممّا يحتمل من أعباء، وأن يُترَكَ الشعبُ في معاناته المعيشية والاجتماعية يواجه مصيره المشؤوم بعجزٍ ويأس، وأن يتنكّر أهلُ الحكم لمسؤولياتهم ويتقاذفونها كما كرةُ اللعب فتضيع وتضيع معها المؤسساتُ الحافظة للوطن والناهضة به، ويتشتّت أو ينزوي الشبابُ وأصحابُ الكفاءات، بدلاً من احتضانهم وفهمهم والأخذ بأيديهم وإطلاقهم على الطريق الصحيح والاستفادة من قدراتهم واستثمار طاقاتهم.

أمّا القضية الفلسطينية فلا تزال تقلق الأمّة، في عالَمٍ تطغى فيه القوة المتغطرسة على الحقّ المسلوب والمُغتصَب، بينما المطلوب تضافر الجهود لردع العدوان بالوسائل السلمية أولاً وباحترام القرارات الدولية وحفظ حقوق الشعوب، وبوسائل المواجهة المشروعة ثانياً، والتي توجبُ وحدة الشعب الفلسطيني والاحتضان العربي لهذه الوحدة والتضامن الإسلامي والعالمي لنصرة الحقّ.

ختاماً نقول: كم من الأحلام تذهب سُدىً في غياب القانون والعدالة والنظام والتخطيط! وكم من الأوطان تتدهور وتفقد هيبتَها إذا لم تلتقِ فيها إرادات الوحدة والتعاون والنهوض! وكم من الرؤى تتلاشى إذا لم تتماشَ مع العصر والتقدُّم! ولكن وفي الوقت نفسه، كم وكم من الآمالِ تتغلَّب على مشاعر اليأس والأسى! وكم من الطموحات تتحقَّق إذا ما تلاقت العقول وتعانقت القلوب وإذا ما وضع الجميع مصلحة الشعب والوطن فوق كلّ اعتبار وإذا ما انطلق الجميعُ إلى ميدان المحبة والعمل إرضاءً للضمير وللناس ولله أولاً وأخيراً!؛ «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ». صدق الله العظيم.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading