الإثنين, أيار 12, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الإثنين, أيار 12, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

سليمان بدور

الصحيفة التي رافقت نضال العرب وكانت منبراً لمشاهير كتَّابهم

تكريم الصحافي الراحل سليمــان بدور
والــدور التاريخـــي لصحيفـة “البيـــــــان”

نجيب البعيني: سليمان بدُور رفض بشدّة عرضاً من فرنسا بالسماح بدخول “البيان” إن هو قبل بمهادنتها

شوقي حمادة: أمثال سليمان بدور اغتربوا ليبقى لبنان مقيماً.. وكم من مقيم هنا يسعى ليجعل لبنان مغترباً!

حليم فيّاض:صحيفة “البيان” رافقت أحداث المنطقة ولعبت دوراً في توجيه الجالية الدرزية الأميركية والمحافظة على تراثها

شهد لبنان منذ أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين موجات هجرة متتالية لشبانه الذين عرفوا طريق البحر إلى القارات الجديدة في الأميركيتين بصورة خاصة. كانت أسباب الهجرة أكثر من أن تعدّ، لكن من أهمها آثار الحرب الكونية الأولى وما رافقها من ضائقة شديدة على السكان أوصلت الكثيرين منهم إلى حافة الجوع والعجز عن تأمين القوت، لكن كانت هناك أيضاً الآثار المباشرة للاحتلال الأجنبي لمعظم ولايات الدولة العثمانية التي أزيلت عن الخريطة وقد كانت بلاد الشام وبصورة خاصة سوريا ولبنان تزخر بالأفكار الوطنية ومعاداة الأجنبي، وظهرت الأحزاب الاستقلالية والنهضوية وحركات المرأة، كما برزت الدعوة القومية العربية ومهّدت تلك المناخات لأحداث كبيرة كان أهمها الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش في العام 1925.
في ظل تلك المناخات برزت ظاهرة الصحافة المهاجرة وازدهرت لتصبح في وقت من الأوقات المُعبِّر الحقيقي والأهم عما يختلج في الشرق العربي من حركات وتيارات وأفكار وحياة سياسية، وقد استفادت صحافة المهجر من وجود نخبة من الكتاب والمفكرين المقيمين في الخارج كما استفادت من قوة الجالية العربية خصوصاً في البرازيل والأرجنتين ومن مناخات الحرية التي كانت متوفرة في المهاجر، فصدرت عشرات المجلات والصحف التي كانت تنقل أخبار الوطن للمغتربين وتنقل أخبار المغتربين أيضاً وتهتم بالقضايا الوطنية والإجتماعية والثقافية. بين هذه الباقة من صحف المغتربات برزت جريدة “البيان” التي أسسها صحافي لامع من بعقلين هو سليمان بَدُّور كأبرزها وأشهرها وأوسعها نفوذاً. واستمرت الصحيفة في لعب دورها البارز طيلة مرحلة العشرينات والثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، فرافقت نضالات التحرر من المحتل الأجنبي ثم مرحلة الاستقلال وانطلاقة الحياة السياسية، كما لعبت صحافة المهجر وكتاب المهجر ومثقفوه دوراً مهماً في إحياء الثقافة العربية وتحفيز الإبداع الأدبي والشعري فتأسست رابطات أدبية وثقافية مثل “الرابطة القلمية” و”العصبة الأندلسية” وبرز في المهجر أعلام كبار منهم ميخائيل نعيمة وأمين الريحاني وجبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي ورشيد سليم الخوري (الشاعر القروي) ونعمة الله الحاج ونسيب عريضة ورشيد أيوب وعبد المسيح حداد وندرة حداد وغيرهم كثيرون..
لكن على الرغم من الدور الكبير الذي لعبته صحافة المهجر وكتّابه فإن الكثيرين من أبناء الجيل الحالي لا يعرفون الكثير عنهم، إلا أن المناسبة أتيحت وافرة للتعرف على بعض جوانب هذا الفصل من تاريخنا الثقافي والوطني عندما دعا مجلس إنماء قضاء الشوف والمكتبة الوطنية في بعقلين إلى تكريم الصحافي الراحل سليمان بدُّور (توفي في العام 1941) مؤسس جريدة “البيان” في الولايات المتحدة في العام 1910 والتي لعبت في ما بعد دوراً كبيراً في حركات الاستقلال في لبنان وسوريا بصورة خاصة وقد استمر سليمان بدُّور في دوره الريادي هذا حتى وفاته.
وُفِّق منظمو الندوة في اختيار الأشخاص المحاضرين الذين، من دون تنسيق بينهم، نجحوا في اجتناب التكرار فساهمت مداخلة كل منهم في إضافة ضوء مختلف على تاريخ الرجل وشخصيته ومساهمته ودوره ودور صحيفته (البيان) في تاريخنا الفكري والوطني بحيث خرجنا في النهاية بعرض متكامل ومفيد ومؤثِّر.

المشاركون في التكريم ويبدو من اليمين أسعد زيدان ، شوقس حمادة، جان داية، غادة العريضي، حليم فياض ونجيب البعيني
المشاركون في التكريم ويبدو من اليمين أسعد زيدان ، شوقس حمادة، جان داية، غادة العريضي، حليم فياض ونجيب البعيني

نجيب البعيني
الأستاذ والمؤلف نجيب البعيني لفت إلى أنه “كان في الخامسة من عمره عندما توفي سليمان بدّور صاحب جريدة “البيان” النيويوركية في سنة 1941 مشيراً إلى أن جريدة “البيان” أصبحت في وقت قصير” لسان حال المجاهدين والمناضلين في الوطن وبلاد الإغتراب طوال ثلاثين سنة متواصلة. خلال تلك المدة كانت الجريدة منبراً للأفكار الحرّة وأداة لمقاومة الاستعمار الفرنسي لسوريا ولبنان.
وأوضح البعيني أن جريدة “البيان” اعترضتها صعوبات جمة، فنية ومادية وسياسية لكن صاحبها “ظلَّ مثابراً مكافحاً مناضلاً مكابراً على صدورها في أوقاتها المحدّدة وديمومتها حتى لقّبه بعض أصحابه وزملائه: بـ”الجبل الذي لا تهزه الرياح”. وأضاف في وصف الرجل نقلاً عن الذين رافقوا مسيرته بأنه “كان رجلاً فذاً مقداماً، صدوقاً إذا صادق وفياً إذا عاهد، عنيداً لا يتزحزح إذا آمن بعقيدة أو موقف، كما إنه كان “عفيف اللسان قوي الجنان لا يسخّر قلمه لأحد، ولا يخشى في نصرة الحق والعقيدة لومة لائم، وكان كثير الأصحاب والأصدقاء قليل الأعداء، وإذا قام بمشروع وطنيّ أو بمشروع خيري، تكون “البيان” فاتحة صفحاتها حاملة هذا المشروع على كتفيها، إكراماً لوجه الله من دون مقابل أو مال يُذكر”.
وأضاف البعيني القول: إن جريدة “البيان” رافقت كل الأزمات التي حصلت في البلاد العربية فانحازت إلى العثمانيين إبان الحرب العثمانية- الإيطالية، والحرب التركية، البلقانية، إدراكاً من صاحبها سليمان بدور أن ضعف العثمانيين هو ضعفٌ للمسلمين أولاً، وللعرب ثانياً. لكنه تحول إلى معارضتهم والمطالبة بجلائهم عن أرض العرب عندما رأى من مظالم الطورانيين وأنصار التتريك وشراستهم في التعامل مع أماني العرب بالكرامة والحرية.
وبعد ان تقلّص ظل تركيا على البلدان العربية، صارت “البيان” في ركب السياسة الوطنية المتحررة حين اندلعت الثورة العربية السورية الكبرى في جبل الدروز سنة 1925. شرّعت “البيان” صدر صفحاتها لنداءات قائد الثورة العربية الكبرى سلطان باشا الأطرش وأخوانه المجاهدين الميامين، كما إنها شحذت همم المغتربين على مد يدّ المساعدة والعون للمجاهدين وفتحت صفحاتها لنشر الأنباء عن تبرعات المغتربين من أجل مساعدة منكوبي الثورة ومد أبنائها بالمال. ونقل البعيني حادثة عن المغترب البتلوني نايف خطار قيس تبيّن مدى صلابة سليمان بدور في مواقفه المتحررة، إذ كانت السلطات الفرنسية منعت دخول “البيان” إلى لبنان وسوريا فتأثرت مبيعاتها ولاقتصعوبات مالية، عندها وحسب المغترب قيس فقد تبّرع هو للإتصال بالمؤرخ سليمان أبو عز الدين للتوسط مع السلطة المنتدبة التي أكّدت أنها سترفع المنع وتؤمن سليمان بدور على شخصه في حال بدّل سياسته المعادلة لفرنسا. لكن عندما عرض قيس الموقف الفرنسي على صاحب «البيان» كان جوابه على الفور: “إنني أنا و«البيان» نفضّل الموت، ولا أغيّر من سياستي ولا أبيع ضميري بالفرنكات الفرنسية».
واستغرب نجيب البعيني استمرار غياب أعداد «البيان» عن قاعدة بيانات مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت رغم توافرها في الولايات المتحدة وفي جامعة SOAS في لندن، رغم أهميتها للدارسين والباحثين مذكراً بأنه طالب الجامعة الأميركية بذلك منذ 30 عاماً لكن من دون نتيجة حتى الآن.
أخيراً طالب البعيني بطبع مذكرات سليمان بدور وطبع أعداد جريدة البيان لتكون في متناول الجميع ولاسيما الباحثين وطلبة الجامعات.

‘دد من صحيفة البيان صادر فيالعام 1929
‘دد من صحيفة البيان صادر فيالعام 1929

الأستاذ شوقي حمادة
الأستاذ اللغوي شوقي حمادة بدأ مداخلته بالإشارة إلى أنه “ما من صحيفة عربية، ظهرت في بسيط الأرض، إلاّ كان مؤسسها لبنانياً (مع إستثناءات نادرة والنادر لا يقاس عليه) ولم يكن النهضويّون اللبنانيون، روّاد الصحافة وحدها بل كانوا روّاد العلوم واللغة والترجمة والنقل والتجديد الأدبي في المشرق العربي كلّه” ونوّه حمادة بروّاد الإغتراب والفكر المهجري من أمثال سليمان بدور واصفاً إياهم بـ “أسراب النسور، الذين ركبوا المجهول عبر البحار، وبنوا لأنفسهم مجداً وللبنان أمجاداً قائلاً: “هؤلاء اغتربوا ليبقى لبنان مقيماً.. وكم من مقيم هنا يسعى ليجعل لبنان مغترباً، ومرتهناً لولاءات غريبة عن لبنان الحضارة والثقافة والإنفتاح.
وقال حمادة: إن سليمان بدور الذي هاجر إلى الأرجنتين سنة (1907)، لم يحبّ كار التجارة وهو الغالب في تلك المهاجر، ورأى في الموقف والرأي والكلمة، ما يفوق المال والذهب والثراء”..فعاد إلى لبنان ومنه إلى نيويورك حيث اشترى امتياز جريدة “السهام” التي أسّسها ميخائيل جرجس الباشا سنة 1905، فأصدرها بإسم “البيان” سنة 1910، جريدة عربية حرة، شعارها الوطنية والحقيقة.
وذكر الأستاذ شوقي حمادة أنه “ما إن بلغت “البيان” يوبيلها الفضّي في 26 آذار سنة 1935، حتى تقدّم ملوك العرب، وأعيانهم من أهل الصحافة والطب والأدب والحرب والسياسة يهنئون ويباركون، وقال: «ألا يكفي ذلك في الإشارة إلى منزلة سليمان بدور إبن بعقلين الأعزّ، وفتى لبنان الأغرّ وسليل بني معروف الأمجاد؟ وقد مضى عليه مغموراً قرن كامل من الزمان»؟

حليم فياض
المحافظ الأسبق الأستاذ حليم فياض أشار إلى ولادة سليمان بدور في العام 1888 في ظروف صعبة كانت تعيشها المنطقة ثم اغترابه إلى الأرجنتين عندما أصبح في التاسعة عشر من العمر ليعود بعد عام واحد ويسافر إلى الولايات المتحدة الأميركية ويشتري في العام 1910 جريدة ناطقة باللغة العربية أسماها “السهام” وما لبث أن غيّر إسمها إلى “البيان” التي صدر العدد الأول منها في 24 كانون الثاني 1911، وكان سليمان بدور لا يتجاوز الثالثة والعشرين من العمر. ولفت فياض إلى قيام الجريدة بنشر مقالات كثيرة عن الدروز والعرب وأنها كانت قفزة رئيسية في توجيه الجالية الدرزية الأميركية والمحافظة على تراثها.
من أبرز مراحل “البيان” الإحتفال المهيب باليوبيل الفضي لمناسبة مرور خمس وعشرين سنة على تأسيسها. وقد كان للدكتور رشيد تقي الدين اليد الطولى في ذلك، وقد بعث الملك السعودي عبد العزيز آل سعود بكسوة عربية قشيبة إلى صاحب «البيان». وتحدّث بعدها الخطباء والشعراء وصاحب اليوبيل الذي ألبسه أصدقاؤه الكسوة العربية “بين التهليل والإغتباط”.
وأشار فياض إلى توقف “البيان” عن الصدور بعد وفاة بدور في العام 1941 وتنادى عدد من أبناء الجالية الدرزية في الولايات المتحدة على رأسهم الوجيه المعروفي أمين داود فياض للإستمرار بإصدارها وعقدوا لهذا الغرض اجتماعاً أيدوا فيه متابعة إصدار الجريدة فسجّلت “البيان” بإسم أمين داود فياض الذي تابع مع شقيقه سعيد إصدارها حتى العام 1947 عندما تنازل أمين عن ملكيته في الجريدة الى لجنة من أبناء الجالية الذين استقدموا لرئاسة تحريرها الشيخ هاني أبو مصلح من لبنان وأقاموا مهرجاناً لها عام 1947.
وأخيراً في أوائل الخمسينات عادت ملكية الجريدة إلى محررها السابق راجي ضاهر الذي أعادها إلى نيويورك واستمر في إصدارها إلى عام 1970.
ولفت فياض إلى أن المعلومات التي يوردها مستقاة من كتاب وثائقي أصدرته الجمعية الدرزية الأميركية عن دروز أميركا في بداياتهم تضمن مجموعة قصص عن المهاجرين الأوائل بمن فيهم المرحوم سليمان بدور، شاكراً للجمعية جهودها.

جان داية
الكاتب والأديب والأستاذ جان داية ركّز في مداخلته على استعراض أسماء الكتاب والمشاركين في تحرير جريدة البيان وعلى إعطاء أمثلة عن طبيعة المواضيع والأخبار التي كانت تنشرها لافتاً إلى المشاركة البارزة للأمير شكيب أرسلان في مواضيعها ومقالاتها ابتداء من حزيران 1912 ونشاطه البارز فيها خصوصاً في العام 1925.
وأشار داية إلى مشاركة الدكتور رشيد تقي الدين في تحرير «البيان» وكان ما زال شاباً يدرس الطب في الجامعات الأميركية ومن كتاباته مقال عن “الحالة الحاضرة في لبنان” وسلسلة مقالات بعنوان “خطرات أفكار”، وأشار داية إلى ثلاثة مقالات كتبها سليمان بدور تعليقاً على انعقاد المؤتمر العربي في باريس في العام 1913 وكان أولها بعنوان “المسألة السورية” والثاني بعنوان “ماذا فعل المؤتمر؟” والثالث بعنوان “الإصلاح السوري” بعد ذلك امتلأت الصحيفة بأخيار الحروب التي اندلعت في العام 1914 والإفتتاحيات المتمحورة حولها كما لفت في صفحاتها الى المناظرات والردود المتبادلة بين ناشري عدد من المجلات المهجرية مثل “الهدى” و”السائح” و”مرآة الغرب”، ولفت أيضاً في تلك الفترة الى مشاركة كتاب كبار مثل ميخائيل نعيمة وأمين الريحاني وجبران خليل جبران وفيليب حتي بمقالات في الجريدة.

مرتديا الكسوة الملكية التي أهداها إليه الملك عبد العزيز
مرتديا الكسوة الملكية التي أهداها إليه الملك عبد العزيز

الأديب أسعد زيدان
وتحدث الأديب المهجري البرازيلي الأستاذ أسعد زيدان عن مآثر المحتفى بذكراه، وأورد شهادة الأمير شكيب أرسلان به والتي جاء فيها “سليمان بدور عصامي من الطبقة الأولى، وهو أحد حاملي الوطن في قلوبهم، ورافعي علم العروبة فوق رؤوسهم، جعلوا من أقلامهم أشواكاً في عيون الخصوم، فهو من الأحرار أنصار الحق المبين”.
وأضاف زيدان أنه عدا عن شهادة الأمير الأرسلاني هنالك لائحة كبيرة بأسماء أدباء ومناضلين عرب كرام أشادوا في سليمان بدور ونضاله ورهنه حياته دفاعاً عن قضية أمته، منهم المؤرخ عجاج نويهض والأمير عادل أرسلان ومحمد علي الطاهر وفؤاد حمزه وغيرهم من الذين أورد أسماءهم أستاذنا الكبير شوقي حمادة.

د. نهى الغصيني
رئيسة بلدية بعقلين الدكتورة نهى الغصيني قدمت مداخلة قالت فيها إن من حق سليمان بدور، الكاتب والأديب والصحافي الفَذَّ أن يكرّم في بلدته بعقلين، وفخر واعتزاز لبعقلين أن تكرّمه وتباهي بإنتمائه إلى البلدة التي أعطت العباقرة في الأدب النثري والشعري وقد لمع من أفذاذها في الوطن ودنيا الإغتراب جمهرة من الراسخين في العلوم والأدب. وشكرت عائلة بدور المحترمة لتسليطها الضوء على سيرة الصحافي المبدع سليمان بدور الذي أضاف نجمة ساطعة في تاريخ بلدتنا الحبيبة”.
واختتم حفل التكريم بكلمة من آل بدور شكروا فيها منظمي الحفل على جهودهم معربين عن اغتباطهم لهذه البادرة التي تعيد لسليمان بدور بعض ما يستحقه من شكر وتقدير للدور الكبير الذي قام به في مرحلة حساسة من تطور لبنان وبلدان المنطقة.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي