الأربعاء, كانون الثاني 22, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الأربعاء, كانون الثاني 22, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

التقية

حـــــول كتــــــاب

«التقيــة فــي الإســلام»

تأكيد الدكتور سامي مكارم لظاهرة التقية في الإسلام
أثار جدلاً وطرح تحدياً للتفكير المستقر

أول ما يلفت الانتباه في كتاب الدكتور سامي مكارم هو عنوانه: “التقيّة في الاسلام”، يطرح هذا العنوان علامات استفهام كبيرة.
أولاً: هل أنَّ في الاسلام تقية؟…أم أن التقية هي في مذهب دون آخر من مذاهب المسلمين؟
ثانياً: هل أن التقية سلوك اسلامي مكتسب تحت ضغط ظروف وأوضاع طارئة واستثنائية، أم أنها في أساس العقيدة يمكن اللجوء اليها في حالة الشدّة أو في حالة اليسر وفي حالة القلق أو في حالة الاطمئنان؟ بمعنى هل أن ضيق صدر حاكم اسلامي معين، أو مجتمع اسلامي في ظروف معينة باجتهادات فقهية ما، دفعت بهذا الفقيه الى ابتداع التقية سلامة لأبدان اتباعه من الأذى ولإيمانهم من الانتهاك؟ ام أن التقية رافقت الدعوة الاسلامية منذ اشراقتها الاولى في مكة المكرمة وقبل الهجرة الى المدينة المنورة، واستمرت فيها وبعدها؟ وتالياً هل أن للمؤمن حق اللجوء الى التقية حتى من دون اكراه أو اضطرار؟
ثالثاً: هل أن اللجوء الى التقية يكون خوفاً من أذى الآخر وتجنباً لشرّه، أم أنه يكون ايضاً مراعاة لمحدودية الفهم عند بعض المؤمنين، ولعدم قدرتهم على استيعاب حقائق ايمانية كبيرة؟ أو يكون خوفاً من اساءة فهم هذه الحقائق وتالياً تحسباً من سوء عاقبة التعامل مع هذه الحقائق على غير ما يقتضي الحال؟
رابعاً: هل التقية اجازة – ورخصة – من الله للمؤمنين، أم أنها مجرد اجتهاد فقهي انساني أخذ به هذا العالم المجتهد وانكره ذاك؟
خامساً: اذا كانت التقية في الاسلام، كما يقول الدكتور مكارم، فهل ثمة تقية في الأديان الأخرى أيضاً؟ في المسيحية واليهودية تحديداً؟
سادساً: هل أننا جميعاً نمارس التقية من دون أن ندري؟ وهل أن انفتاح معرفتنا على هذه الحقيقة (التي حاول الدكتور مكارم أن يؤكدها من خلال استشهاداته الكثيرة بالآيات القرآنية الكريمة وبتفاسير أئمة كبار علماء المسلمين) سيغيّر من نظرتنا الى التقية بحيث نتعامل معها على أنها ركن من أركان فضائلنا الايمانية؟ ومن ثم نرفع عن أهلها الشك وسوء الفهم؟
اذا خرجنا من هذا الكتاب بإجابات ايجابية على هذه الأسئلة، فإن الكتاب يكون قد أحدث صدمة في الفكر الاسلامي داخل منظومة الثوابت الايمانية، ويكون قد فتح آفاقاً جديدة في الاجتهاد الفقهي وحتى في فقه الاجتهاد. وهذا حكم جريء.
في توطئته للكتاب يؤكد الدكتور مكارم على أمرين أساسيين:
الأمر الأول هو أن التقية هي من الأسس المهمة في الاسلام، وأن القاعدة الرئيسية هي ممارسة التقية، وأن الفرق الاسلامية التي لم تمارسها هي الفرق الشاذة عن القاعدة، وهذا يعني أن القاعدة عنده هي ممارسة التقية.
اما الامر الثاني فهو أن للتقية شروطاً شرعية وأصولاً ومقتضيات أقرّتها الشريعة الاسلامية، ولم يقل الدكتور مكارم أقرّها الفقه الاسلامي. وهذا استنباط جريء ايضاً.
لقد كان واضحاً أن الدكتور مكارم اعتمد تعريف ابن حجر العسقلاني للتقية، وهو تعريف يقول فيه “إنها الحذر من اظهار ما في النفس من معتقد وغيره للغير” (ص9). وهذا تعريف عام جداً. إلا أن الأمر المحدد والمهم، هو أن الدكتور مكارم اعتبر أن كلمة التقية تعني ما تعنيه كلمة تقاة الواردة في الآية الكريمة لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والى الله المصير. (سورة آل عمران – الآية 28)
وجاء اعتباره هذا كما قال في (ص 9) إن اللغويين يجمعون على ذلك. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو هل يجمع على ذلك ايضاً الفقهاء؟ في محاولة غير مباشرة – ربما – للاجابة على هذا السؤال قال الدكتور مكارم (ص 11) “يمكننا القول إن الآيتين القرآنيتين اللتين انطلق منهما المفسرون على العموم عند تناولهم التقية في الاسلام هما الآية المذكورة آنفا والآية التي تقول من كفر بالله من بعد ايمانه الاّ من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم (سورة النحل – الآية 106)

مخطوطة-لأخوان-الصفا-تعود-للقرن-الثاني-عشر
مخطوطة-لأخوان-الصفا-تعود-للقرن-الثاني-عشر
مخطوطة لكتاب إحياء علوم الدين لأبو حامد الغزالي العالم الذي وقف بقوة في وجه تيارات التأويل في الإسلام
مخطوطة لكتاب إحياء علوم الدين لأبو حامد الغزالي العالم الذي وقف بقوة في وجه تيارات التأويل في الإسلام

وقد نزلت هذه الآية في أحد المهاجرين من مكة الى المدينة (عمار) وقع في أسر الكفار، فقال لهم كلمة اعجبتهم تقية فخلوا سبيله. ولما وصل الى المدينة وأخبر الرسول (ص) بما حدث قال له رسول الله: “كيف كان قلبك حين قلت الذي قلت؟ أكان منشرحاً بالذي قلت أم لا”. قال: لا. فنزلت الآية إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان.
ويؤكد الدكتور مكارم (ص 15) “أن معظم المفسرين اقروا بصورة مباشرة أم غير مباشرة، بأن المضطر يجوز له التقية إما قولاً وإما فعلاً تيسيراً له من الله لا تعسيراً، واجتناباً للقتل أو للحرج. واذا نحن نظرنا الى جميع الآيات المذكورة آنفا نرى أنه رُخِّص للمؤمن المطمئن قلبه للايمان أن يظهر الكفر تقية من الكافرين إن هم أكرهوه على ذلك.
يرى الدكتور مكارم أن آراء العلماء اختلفت في شأن التقية من حيث جوازها ووجوبها وامتناعها، ومن حيث أحكامها وشروطها، كما يرى أن الآراء تعدّدت وتشعبت في شأن اسباب التقية حتى أنها تجاوزت الاكراه الى أسباب أخرى كالرغبة في هداية العدو باستدراجه الى الايمان واتقاء استعدائه”. وقد نقل عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود أنه لا يرى جواز التقية خوفاً على النفس فقط، بل يراها تجنباً لأدنى اكراه يلحق بالمسلم (ص 22).
وفي اجتهاد الدكتور مكارم أن مصطلح “التقية” أو “التقاة” تعزز بمصطلحين قرآنيين آخرين هما مصطلحا “الظاهر” و”الباطن”. ويقول إنه “مع أن المفسرين اختلفوا على بعض التفاصيل عند تطرقهم لهذين المصطلحين اختلافاً كبيراً في بعض الأحيان فقد اتفقوا على أن “الظاهر” هو ما يعلن، في حين أن “الباطن” هو ما يخفى في القلب، وأن “ظاهر الشيء” هو حرفيته، وأن “باطن الشيء” هو حقيقته التي لا يصل اليها إلا اولئك الذين يتوخون الولوج في جواهر المعاني وما ترمي اليه وتشير، وذلك بتأويلهم النص دون الاكتفاء بمعناه الحرفي. وهم يقولون بأن هذا التأويل، أي ما يشير الى المعنى الاصلي، لا يعلمه الا الله والراسخون في العالم، لقوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكّر الا اولوا الالباب (سورة آل عمران – الآية 7).

محمدالسماك
محمد السماك

اختلف المفسرون حول قراءة هذه الآية الكريمة وليس حول نصها. هل “والراسخون” مبتدأ خبره الجملة الفعلية، “يقولون آمنا به…”، أي أن الوقف في القراءة يجب أن يكون بعد اسم الجلالة،
بحيث تقرأ الآية: وما يعلم تأويله الا الله. ثم تتبع البقية: والراسخون في العلم يقولون آمنا به… الى آخر الآية. وبذلك يقتصر علم التأويل على الله وحده دون “الراسخون في العلم”. اما القراءة الثانية فهي تجعل “الراسخون” معطوفة على اسم الجلالة، أي أن الوقف في القراءة يكون بعد “الراسخون” معطوفة على اسم الجلالة، بحيث تقرأ الآية: وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. ثم تتبع البقية: يقولون آمنا به… الى آخر الآية. وكذلك يكون الله والراسخون في العلم يعلمون تأويله.
أدت القراءتان المختلفتان لنص واحد الى قيام رأيين متباينين كل التباين، رأي لا يجيز للناس تأويل القرآن مهما رسخوا في العلم، فعليهم اذاً أخذ معانيه بظاهرها وعلى حرفيتها، ورأي يجيز للراسخين في العلم تأويل الكتاب والأخذ بمعانيه الباطنة. الدكتور مكارم في كتابه يدافع عن الرأي الثاني ويتبناه.
هنا انتقل الى كتاب آخر جديد أيضاً وإن لم يكن في مستوى جدية ورصانة البحث العلمي الراقي والعميق الذي يتسم به كتاب الدكتور مكارم. مؤلف هذا الكتاب هو جمال بدوي من مصر وعنوانه “الفاطمية” (دار الشروق 2004) ورغم أنني أشك في صحة ما ذهب اليه، فقد أردت عرضه لأنه يعكس وجهة نظر أخرى ليست معاكسة فقط، ولكنها سلبية ايضاً.
يقول المؤلف: “نشأت الدعوة الفاطمية ونظّمت مبادئها السرية للمرة الأولى على يد جماعة من الثوريين الذين تظاهروا بالإسلام وعملوا على غزو العقيدة الاسلامية …، ونشر التأويلات التي يتأول بها دعاتهم على القرآن والسنة، واعتبار أن لكل شيء ظاهراً وباطناً، حتى القرآن الكريم نفسه، جعلوا له ظاهراً وباطناً، أما الظاهر: فهو دلالات ألفاظه العربية حقيقة او مجازاً، وأما الباطن فهو ما وراء هذا الظاهر أو هذه الدلالات، وهذا لا يفهمه إلا أئمة المذاهب. وهذا الباطن لا تقيّده دلالات الالفاظ العربية، ومعانيها اللغوية، وليس الظاهر سوى رموزاً واشارات لا يفهمها العوام، وقد أدت بهم هذه النظرة الباطنية الى تأويل معاني القرآن الكريم تأويلاً غريباً يتناقض ودلالات اللغة العربية”.
إن المقارنة بين أسباب التأويل وأهدافه كما وردت في دراسة الدكتور مكارم، وكما وردت في كتاب جمال بدوي، تكشف عن هوة معرفية عميقة، لا تزال تعمقها باستمرار معاول الجهل بالآخر والتشكيك به، ولا تزال الصور النمطية السلبية عنه التي زرعها هذا الجهل منغرزة في الثقافة العامة، ولا تزال تشكل الاساس الذي تبنى عليه الاتهامات وأحكام الادانة المسبقة.
من هنا الاهمية الاستثنائية في اعتقادي لكتاب التقية في الاسلام، من حيث أنه يوضح الفرق بين المسلم، أي المقرّ بالإسلام اقراراً ظاهراً يقتصر على اللسان ولا يتعدى القول، من جهة، والمؤمن، أي المصدّق بالإسلام تصديقاً لا يقف عند الاقرار الظاهر وإنما يتجاوزه الى الايمان الباطن والعمل في سبيل الله، من جهة أخرى. ومن هنا ايضاً تفسيره لذلك بقوله (ص 20) إن التقية قائمة على رحمة المسلم، فلا يعطى ما لا يستطيع تحمله من الحقيقة دفعة واحدة، بل يتلقاها بالتدريج حرصاً على رسوخها في قلبه وتمكّنه منها.
هنا لا بدّ من الاشارة الى أنه لا يوجد موقف اسلامي واحد من موضوع “الظاهر والبـــــاطن” (ص 43 – 53) ومن موضوع التقية. فهناك من تعامل معها بتساهل كالرازي مثلاً الذي أجازها حتى دفاعاً عن المال، وحتى بين المسلمين انفسهم وليس فقط بين المسلمين والمشركين. وهناك من تعامل معها بتحفظ كالطبري وابن كثير والبيضاوي. ولأن التقية لم تكن بالأمر النادر في التاريخ الاسلامي، فقد الف ابو بكر بن دريد “كتاب الملاحن” لكي يكون دليلاً للمكرهين على الكفر. فالتقية التي تمارس بكتمان الدين وحتى باظهار الكفر لا تؤدي الى الكفر. فالقاعدة هي “لا اكراه في الدين”.
واللا هنا نافية وليست ناهية فقط، بحيث لا يقتصر المعنى على الدعوة الى عدم اكراه الناس حتى يؤمنوا، ولكنه يتجاوز ذلك الى اقرار المبدأ الاساسي وهو أنه لا يكون هناك ايمان بالاكراه. وإذا كان الايمان ينتفي بالإكراه، فمن الأولى أن لا يكون هناك كفر بالإكراه. والرسول عليه السلام يقول: “إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه”. وهو الذي قال أيضاً “من رأى منكم منكراً فيغيره بيده. فإن لم يستطع فبلسانه، وإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان”.

احترام الآخر واعتماد الكلمة الطيبة في الدعوة يلغيان حاجة المسلمين الى أن يكره بعضهم بعضاً على رأي عقدي أو سياسي فيضطر المكرَه الى مداراة المكرِه تقية

إفشاء الحقيقة لغير اهلها خطر لا يقل عن خطر منعها عن أهلها، وذلك تقية لصاحب الحقيقة ممن لا يقدرون على معرفتها، وتقية للحقيقة ممن ليسوا من أهلها، وتقية لمن ليسوا من اهلها إن يعميهم سطوعها فيصعقوا

وعلى اساس ذلك رأى حجة الاسلام الغزالي “وجوب ستر الحقيقة عمن هو محجوب عن تقبلها، فلا يعطى الا بقدر التهيؤ المعرفي.”
وقد نقل الدكتور مكارم عن بعض العارفين قولهم: إفشاء سر الربوبية كفر (ص 55). ويفسر الدكتور مكارم ذلك بقوله: “إن اعطاء الحقيقة، في نظر حجة الاسلام، يجب أن يكون في غاية من الحذر. فإفشاؤها لغير اهلها خطر كبير لا يقل عن خطر منعها عن أهلها، وذلك تقية لصاحب الحقيقة ممن لا يقدرون على معرفتها، وتقية للحقيقة ممن ليسوا من أهلها، وتقية لمن ليسوا من اهلها إن يعميهم سطوعها فيصعقوا”. وما اجمل قول الامام محمد بن ادريس الشافعي:
سأكتم علمــــــي عن ذوي الجـــهل طاقتـــي
ولا أنثـــر الـــدر النفيس علـــى الغنـــــــم
ولعل البحث الذي أورده الدكتور مكارم “عن قصة موسى عليه السلام والعالِم بما لم يكن موسى النبي على علم به كما وردت في القرآن الكريم” (ص 61 – 72) ما يكشف عن الكثير من أسرار الحكمة من وراء كتمان المعرفة عمن ليس اهلاً لها حتى ولو كان نبياً. ويمكن الرجوع الى التأويلات الذكية والعميقة التي توصل اليها الدكتور مكارم من خلال عرضه لوقائع تلك القصة المثيرة.
ولكن رغم كل التأصيل العلمي والأكاديمي المثبت بالمراجع الشرعية والاجتهادات الفقهية لمبدأ التقية في الإسلام، فإن الدكتور مكارم يرى أنه “بقبول الآخر والاعتراف به تبطل أسباب التقية إكراهاً، اذ يُقضى على الخوف من طغيان الاكثرية على الاقلية أو طاغوتيتها، فيفسح في المجال امام الاقلية أن تعبّر عن رأيها دون خوف أو تقاة”. إن الدكتور مكارم على حق عندما يقول إن انكفاء الاقلية عن المشاركة في الفكر بلجوئها الى التقية سبّب في الماضي ويسبب في الحاضر الشكوك المتبادلة بين افراد المجتمع، كما سبّب ويسبب ظهور “وحدات” اجتماعية متنافرة لا يربطها الا روابط واهية قائمة على الخداع الاجتماعي والرياء والتعالي والتكاذب والولاء الطائفي، وهي كلها صفات تسم المجتمع الاسلامي بالهشاشة والضعف والتفسخ.
اما كيف تنتفي حاجة المسلمين الى أن يكره بعضهم بعضاً على رأي عقدي أو سياسي فيضطر المكرَه الى مداراة المكرِه تقية، فبالعمل بما دعا اليه القرآن الكريم الى كلمة سواء – أي الى كلمة طيبة – كما يفسرها الدكتور مكارم. وهو يرى عن حق “أن الكلمة السواء تكون ناتجة عن المودة لا عن الكراهية، فتتجاوز اللسان الى القلب، فإذا هي تعبير عن الحقيقة التي تغذي الناس، كل على قدر ما هو عليه من صحة دينه وعقله، وعلى قدر ما هو مهيأ له من الارتقاء في مراقي الاسلام”.
وأودّ أن أردّد معه تأكيده على أنه “عندما تعم هذه الثقة المتبادلة بين المسلمين ولا يعود المسلم، الى أية فرقة أو مذهب انتمى، يشعر برفض الآخر له وتكفيره اياه وبرفضه وتكفيره الآخر، عندما يصل المسلمون الى قبول بعضهم بعضاً يصلون بالتالي الى قبولهم لمواطنيهم أجمع دونما فرق بين منتمٍ الى دين أو آخر”.
وأختم بأننا عندما نقول بحوار الحضارات لا تصارعها، علينا أن نبدأ بأنفسنا ومن داخل عقيدتنا وانطلاقاً من ثوابتها الايمانية. فالحوار من حيث هو البحث عن الحقيقة في وجهة نظر الآخر، يجب أن يكون سبيلنا الى احترام الاختلاف والمختلف معه، والى الاقرار بأن ايّاً منا لا يملك الحقيقة المطلقة وأن للمرء إلا ما سعى، وأن الله وحده هو عالم الغيب والشهادة. وهو وحده يحكم بيننا يوم القيامة في ما كنّا فيه مختلفين.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي