الخميس, نيسان 25, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الخميس, نيسان 25, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

تكريم المهندس مروان الزهيري في بيلاروسيا

تم منح المهندس مروان الزهيري رئيس نادي خريجي بيلاروسيا في لبنان شهادة تقدير واحترام لعمله ونشاطه في تقوية العلاقات بين لبنان و بيلاروسيا من قبل وزير التربية والتعليم العالي في بيلاروسيا وذلك في ٦ تشرين الأول ٢٠٢١ خلال مؤتمر خريجي بيلاروسيا الدولي في مدينة مينسك وقد القى كلمة شكر فيها الوزير والمسؤولين والاساتذة على هذا التكريم وتمنى لهم التقدم والنجاح في كافة المجالات والتقدير والاحترام لكل الجامعات والعاملين فيها حيث تخرج المئات من الأطباء والمهندسين و الاختصاصات الأخرى من لبنان وأنهى خطابه بتوجيه تحية للدولة والشعب البيلاروسي.

بيان من فعاليات وطنيّة مدنيّة في جبل العرب

أصدر ثلّة من وجهاء وعشائر وناشطي الجنوب السوري بياناً مشتركاً يوضح تفاصيل اتفاق بين محافظتي درعا والسويداء، من أجل الوقوف على بعض القضايا التي علقت بين أهالي المحافظتين خلال السنوات الماضية، ويؤكد على وحدة المصير بين المحافظتين.
وجاء في البيان الذي حمل اسم «بيان حسن الجوار بين سهل وجبل حوران» ما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات 13

لقد عاش أهلنا في السهل والجبل بحسن جوار وتبادل تجاري وتزاور لعقود طويلة ولا يزالون على ذلك العهد، مهما حاول أصحاب النفوس المريضة زرع الفتنة لأسباب دنيئة يترفع عنها كل عاقل في السهل والجبل، لأن هذه الفتنة لا تخدم أي أحد وستكون أثارها المظلمة على الطرفين لفترة طويلة والرابح الوحيد والمتفرج هو أجندات خفية لا تريد الخير لأهلنا وقد فشلت كل محاولات اشعال الفتنة في السابق بين السهل والجبل وذلك بفضل وعي العقلاء من الطرفين لهذه المخططات الخبيثة وهذا من شيم أهل حوران وشيم بني معروف وبدورنا تؤكد أن من يفتعل تلك الفتن من الطرفين من قتل وخطف من أجل المال ومنافع خاصة هم عصابات مارقة لا تمثل السهل ولا الجبل وليس من أفعالهم وأخلاقهم فعل ذلك.
ونؤكد على ضرورة:

1) إنهاء ملف المخطوفين بالكامل، وتشكيل لجنة مشتركة لمتابعة شؤون المخطوفين.

2) البحث في تفاصيل ما حصل يوم الجمعة وتشكيل لجنة تحقيق مشتركة لتبيان الحقيقة ومحاسبة المخطئين.

3) تشكيل لجنة دائمة تسعى لإعادة احياء العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، وانشاء مشاريع مشتركة، وتدعو المجتمع لتحمل مسؤولياته في قضايا حسن الجوار.

وأخيراً فإننا مؤمنون ببقاء السهل والجبل يداً واحدة ضد من يزرع تلاحمهم الرحمة لأرواح الشهداء والصبر والسلوان لذويهم.

الموقعون من أبناء السهل والجبل

                         درعا                       السويداء
د. موسى الزغبي
الشيخ ناصر الحريري
الشيخ ياسر المقداد
المهندس بديع أبو حلاوة
الأستاذ عدنان مسالم
الأستاذ خالد العتيبي
الروائي محمد فتحي المقداد
السيد أيمن فهد الشنور
السيد محمد القاضي
السيد نبيل الصباح
السيد رزق طالب الزعبي
السيد أحمد مجاريش
المستشار عدنان الطراد
السيد برهان الحريري
القاضي إسماعيل مهاوش الحريري
السيد أبو صلاح جمال الحريري
السيد عبد الله الزعبي
السيد علي أبو أحمد
الدكتور عماد الدين مصيبح
المهندس نور الدين محاميد

الأستاذ عاطف باشا هنيدي
الأستاذ حسن الأطرش
الأستاذ نبيل عامر
الدكتور كمال سلوم
الدكتور سعيد العك
المهندس مهند دليقان
المحامي بسام العيسمي
المحامي فوزي مهنا
المحامي أيهم عزام
الأستاذ شادي عزام
المهندس زياد أبو حمدان
الدكتور أمجد بدر
الأستاذ كمال الشوفي أبو أنمار
الأستاذ اديب عبيد
الأستاذ جمال درويش
الدكتور حسين نور الدين
الأستاذ سلمان حمادة

كلمة سماحة شيخ العقل رئيس المجلس المذهبي بمناسبة عيد الفطر السعيد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربّ العالَمين، والصَّلاةُ والسَّلام على خاتم النبيين سيِّد الـمُرسَلين، وآله وصحبه أجمعين، وعلى كافة الأنبياء والمرسلين.

تَطيبُ غُـرَّةُ شوّال إذ يبلغُها الـمُؤمنُ محـقِّــقاً غايةَ الصَّوم. وكان بالصِّدقِ في سلوكِه واعتقادِه وطاعاتِه وتقـــواه قد تيقَّن أنَّ الصَّبْرَ على الجوع والظمأ إلى حِين ما هو إلَّا ذريعة لتهذِيبِ النَّفس وتزكيتِها تحقيقاً لرياضَتِها في رحابِ الحقّ. وهو صبْرٌ في محلِّ الحمْدِ والرِّضى بما أنعمَ الله به على عبادِه في الشهر الـمُبارك من فضلٍ هو بدوره في مَـحَلِّ استدراكِ الخيْر لأغلى ما وُهِب للإنسان أي الرُّوح. والهدى في الرُّوح نورٌ يُـنبِّـــهُ النَّفسَ عمَّا يُرديها في غياهب الجهل والشرِّ والنِّفاق وكلّ ما هو مذمومٌ ومخالِف لحدُود الشَّرع. وكُرِّم الشَّهرُ بمسالِكِ الصَّوم إذ هي ذرائع لاستقرار النَّفس في التقوى ومحامِدِ الحمد واستشعار معنى أنَّ ﴿ذَلِكَ الكتابُ لَا ريْبَ فيهِ هُدًى للـمُتَّـقِينَ﴾ (البقرة 2)، ﴿وَقالوا الحمدُ للهِ الَّذي هدَانَا لهَذا ومَا كنَّا لِنهتدِي لوْلا أنْ هدانَا الله﴾ (الأعراف 43).

والفِطـرُ، في مقامِ حِفظِ النِّعمة بأداء واجب شُكرها بالعملِ الـمُخلِص، يُوازي امتثالَ ما في الثَّوابِ من بُشرى بها ﴿يَستبْشِرونَ بنِعمةٍ منَ الله وفَضلٍ وأنَّ الله لا يُضِيعُ أجْرَ المؤمِنِين﴾ (آل عمران 171). وهذه كلُّها مقوِّمات الوجُود في مجتمعٍ إسلاميّ سليم، ولا يُتَصَوَّرُ قيامُ أمَّةٍ مع الدُّخُول في التباساتِ التناقُضِ بين قواعد الإيمان القلبيّ وبين الممارسة الإجتماعيَّة فوق أرض الوقائع والأحداث. إنَّ الدَّرسَ العظيم من كلِّ ما يُعلِّمُه الكتابُ الـمُكـرَّمُ الشَّريف هو امتثالُ الغايةِ السَّاميةِ منَ الإيمانِ الـمُحقَّق بالأفعال وصِدق المعاملات وارتباطِ الحركاتِ والسَّكَناتِ بما هي القِـــيَم المؤسِّسة لكلِّ خيْر والمرتبطة ارتباطاً تأسيسيّاً ببُنيات المجتمعات الساعية إلى عيْشٍ كريم تكون ضماناته، فضلًا عمّا سبق، التزاماً إنسانيّاً دستوريّاً برُوح القوانين أي بالعدل والمساواة وحفظ الحقوق واحترام الواجبات وصوناً للحرِّيّات التي تميِّزُ تمييزاً حازماً بين ما هو كرامة الحياة وما هو الانزلاق في فوضى الابتذال.

ونحنُ، في لبنان علينا تفعيل الجهود واحياء كل المقوِّمات للنهوض من بـُــؤر الاهتراء والترهُّل والغاء استثمار الوظيفة السياسية ومحو تعزيزات الفضاءات الخاصَّة للمصالح ومحاسبة الثراء غير المشروع واستخدام السلطة لامتلاك أدوات النفوذ.

وعلى هذا، ومهما كان الرأي في الجهود المبذولة للعثور على منافذ الخروج من المأزق المتعدِّد الوجوه، ومهما تعدَّدت وتضاربت التقييمات في النَّظر إليها، فإنَّ لبنان الموضوع في حالةِ طوارئ في مستوًى مقلِق من الخطورة بحاجةٍ إلى ارتقاء كلّ مسؤول فيه، من الكبير إلى الصغير، من حالات الجمود والانتهاز والتنفُّع والاستنقاع بل والغفلة العميقة في الأذهان إلى حالات الاستنفار الإيجابيّ والمبادرات الفوريَّة المثمرة والاتّجاه الحقيقي نحو إحياء إرادة التعاضُد الوطني الجامع بما يتجاوز التمترُس خلف حواجز التشرذم الفئويّ. إنّ أمّة تشهد في ديارهم القهقرى كما هو في لبنان ولديها من الإرادة والقِوى ما تستطيع دفعه فلا تفعل بل تحول دون ذلك أنانيات رجال منها فهي أمّة تترنح في طريق الانهيار.

ولا بدَّ من القول أنّ المبادرات المتحرِّكة من الدولة والمؤسسات والأفراد في دائرة الدعم العيني والمادي لكلِّ من خذلتهُم التطورات خصوصاً في أرزاقهم ولقمة عيشهم ووظائفهم وخسائرهم في خضمِّ التلاعب المشبوه بقيمة العملة الوطنية أمر واجب ومشكور. كما نخص بالذكر الجيش الوطنيّ لدوره الجبار في كل المهام المناط به على جميع الأصعدة.

وإزاء ما تشهده بلادنا في هذه المرحلة الخطيرة من تحديات معيشية حياتية اقتصادية اجتماعية، أملنا من المسؤولين القيام بما يلي:

الإقلاع عن استخدام الدولة ومؤسساتها للمصالح الخاصة والفئوية أو لتصفية حسابات أو كيدية أو غيرها.
التوقف عن التنابذ وتراشق الاتهامات ورمي المسؤوليات، والانكباب فوراً عبر الحكومة والمجلس النيابي بالتعاون، الى ورشة إصلاح جذري تطال كل القطاعات التي يملأها الهدر والفساد، وتقديم رؤية اقتصادية مبنية على تفاهم وتشاور مع كل القطاعات الإنتاجية والهيئات الاقتصادية واتحادات العمال وروابط الموظفين والنقابات، لكي تكون خطة مدروسة عادلة اجتماعيًا وقابلة للتطبيق، وتلقى قبولاً من صندوق النقد الدولي لمساعدة لبنان.
تنفيذ اجراءات فعلية في منع الغلاء وضبط الأسعار وتنظيم سعر صرف العملة الوطنية، وتغيير أساليب العمل في قطاع الكهرباء وضبط ملفات التهريب والتهرب الجمركي والضريبي.
إعطاء القضاء الاستقلالية التامة، لأنه ضمير الأمّة ولأن لا محاسبة ولا مكافحة فساد حقيقية إلا عبر قضاء نزيه مستقل عن أي تدخل سياسي. ثم إعادة تفعيل الادارات العامة على قاعدة الكفاءة في التعيينات والترشيد في الإنفاق.
تطبيق سياسات اجتماعية تربوية وصحية متبصرة، مع استمرارية رعاية ودعم الأسر المحتاجة، والتي ستزداد أعدادها تباعًا بفعل ارتفاع البطالة وانسداد الأفق الاقتصادي، ودعم قطاعي الزراعة والصناعة لتوفير بعض فرص العمل تعويضاً عن الخسارة في قطاعات أخرى.
إن ما تقدم هو برأينا المسار السليم لخلاص لبنان، وبغير ذلك لا نرى خلاصاً حقيقياً، واللوم كله سيكون على عاتق من هم في مواقع القرار والمسؤولية. وكلُّنا يرى أنَّ المبادرةَ في أيِّ خطوةٍ إيجابيَّة تجمع ولا تفرِّق، من شأنها أن تشيرَ إلى ما يتوجَّب عمله من دون إبطاء في الدَّفع نحو استعادة الثقة في مفاعيلها الداخليّة بين كافَّة القوى والقطاعات، والخارجيَّة مع الدُّول والمؤسَّسات المعنيَّة بمساعدة لبنان.
من ناحية ثانية لا بُدَّ من التعبير عن ارتياحنا الأكيد، ودعمنا لكلِّ ما يُعزِّزُ بين اللبنانيّين منحى إيلاء الأولويَّة لدرءِ أخطار التنافُر المؤذي بين «المواطنين»، مؤكِّدين على أولويَّة مفهوم المواطَنة الجامع على سوء الاستخدام الأعشى للفئويَّات والعصبيات واختلاف مشارب الانتماءات السياسيَّة وغيرها.

إنّ تراثنا التاريخيّ بما فيه السياسيّ يُعلِّمنا أنَّ ما جعل بالإمكان تحقيق وطنٍ فوق هذه الأرض هو روح المشاركة والتلاقي بقوَّة إرادةٍ جامعة في العيش معاً التي تقاطعت مضامينُها لتُشكِّل ما سُمِّي بالميثاق الوطني. وإن تعثَّرت الميثاقية في الليالي الظلماء فإنّ ما ولَّدها هو قوَّة باقية لا يفرِّطُ فيها إلَّا من يهوى التفريط بالوطن.

إنَّ اختلاف الرأي لا يُمكن أن يكون عاملًا من عوامل الهدم والتعطيل. ما دام العقل عِقال العواطف نقول فاعقلوا جواد عواطفكم سواء اكنتم افراداً ام رؤساء في مجتمعاتكم تختلفون فيما لأجله تعملون.

وإذ نستذكر معاني عيد الفطر، فإنّه يصادف على مقربة من عيد التحرير والمقاومة الذي شكّل ولا يزال رمزاً لقدرة اللبنانيين على الصمود والمواجهة ضد الاحتلال والتصدي لعدوانيته والانتصار الوطني عليها.

وفيما البشرية تواجه تحدّي الوباء الذي يدفع باتجاه إجراءات ضرورية لا مناص منها لدرء المخاطر، لا تزال فلسطين تحت نير الخطر المباشر من الاحتلال الذي لا يترك فرصة إلا ويكرر فيها تعدياته بحقّ الأرض وأهلها، ويُمعن في انتهاك المقدسات وحقوق الانسان، وهو ما يستدعي في المقابل إجراءات حاسمة حازمة من الأمتين العربية والإسلامية، وضرورة وحدة الشعب الفلسطيني وتخطي كل الخلافات والانصراف لمقاومة بمختلف الأشكال لهذا التمادي في الاعتداءات لكي تبقى القدس عاصمة لدولة فلسطين العربية المستقلة.

نسأل الله تعالى أن يمنَّ على شعبنا بكرمه ورحمته وجزيل نعمه، وأن يُبارك صيامه وفطره بالقبول والمغفرة، وأن يُعينَ بأسرار لطفه كلّ ذي ضيق وقلَّة في الأيام الصعاب، وأن يُسدِّد المؤتمنين والمنتَدَبين لخدمة الشعب في مساعيهم لكلِّ خيْر، وأن يعيدَه على أمَّته وشعوبها بنسائم الفرج والسلام، ﴿إنَّ ربِّي قريبٌ مُجيب﴾.

والسلام عليكم ورحمة المولى وبركاته.

ثورة 17 تشرين

لم يحدث منذ زمن بعيد حراكٌ اجتماعيّ جماهيريّ بالاتّساع الذي شهدته الساحات اللبنانية منذ 17 تشرين أوّل، 2019. سواءٌ أكان الحراك ذاك ثورة أم لا، إلّا أنّ ما هو أكيد أنّها “انتفاضةٌ” شعبيّة، جماهيريّة ونوعيّة في آن، تميّزت بِسِمات مهمَّة عدَّة، منها:

  1. إنّها شديدة الاتّساع على نحو غير مسبوق، فملأت ساحات بيروت وجبل لبنان والشمال وعكّار والبقاع والجنوب والنَّبَطيّة.
  2. كانت نسبة المشاركة الشعبية عالية نسبيّاً، إذ كان تعداد الحشود يصل إلى نصف المليون أيام السبت والأحد لينخفض إلى أقل من ذلك في سائر أيام الأسبوع.
  3. اتّسمت فعاليات الانتفاضة في ساحاتها المختلفة بمشاركة واسعة من الشباب والنساء، وشكّل ذلك علامة فارقة للانتفاضة فقد غلب على الشعارات المرفوعة الطابع المطلبي والاجتماعي لا السياسي، وبخاصة ما اتّصل منها بالفساد المُسْتَشري وبحقوق الفئات المهمَّشة والبطَّالة وما شابه.
  4. لجهة المطالب، شكلّ مطلب التصدي للفساد في بعض إدارات الدولة ومجالسها وصناديقها، كما لدى بعض السياسيين، الشعار الأساسي للمنتفضين. فأخبار الفساد في بعض الإدارات والمصالح تلك كانت قد بلغت حداً علنياً صادماً وأثارت غضباً شعبياً عارماً.
  5. وإلى محاربة الفساد، تدحرجت تدريجاً سلسلة طويلة من المطالب الاقتصاديّة والاجتماعية، ومنها استعادة الأموال المنهوبة وتحقيق إصلاحات هيكليّة في الإدارات والمؤسَّسات وفي البلاد كَكُل.
  6. غلب على الانتفاضة _ حتى الآن على الأقل _ غياب الحضور الحزبي الصّريح فيها. لقد بدا أنها من خارج الأحزاب السياسية وكان ذلك سبباً إضافياً لمنحها القوة والاتساع والقبول لدى أوسع الفئات الشعبية كما خارج البلاد.
  7. شكّل استشهاد عدد من المنتفضين الأبرياء على الطرقات العامة (5 شهداء من بينهم الشهيد علاء أبو فخر من الشويفات) صدمة واسعة لعموم الشعب اللبناني ومَدّ الانتفاضة بوقود إضافي تفاعل في كل الساحات، فرُفِعت صور الشهداء، وبخاصة صورة علاء أبو فخر، في مناطق لبنان قاطبة، من عكار شمالاً إلى صور جنوباً.

…. وبعد، وإلى حين دفع هذا العدد (العدد 30) إلى المطبعة، ففعاليات الانتفاضة مستمرّة، وكذلك الأزمة السياسية، (الحكومية وغير الحكومية)، والأزمة الاقتصادية (إقفال المؤسسات وتراجع الانتاج وخسارة العاملين لمصدر رزقهم)، والأزمة المالية _ النقدية حيث بلغ سعر الدولار الأمريكي في التداول اليومي الفعلي مستويات عالية تجاوزت عتبة ال 2000 ليرة، مع ما ترتب على ذلك من صعوبات وتعقيدات وغلاء إضافي بل واستحالة تمويل استيراد الحاجيات الأساسية من الخارج.

إنَّ مصلحة اللبنانيين جميعاً هي في الخروج السريع من الأزمة السياسية أوّلاً، ثم الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية. أمّا من دون ذلك فَكُرَةُ الثلج (غير البيضاء) بدأت بوضوح تتدحرج أكثر وتكبر أكثر وربّما تصل مستويات غير مسبوقة…. لا قدّر الله.

الملتقى السادس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة

“لقد آن لقادة الديانات أن يبرهنوا على فعالية أفضل وانخراط أكبر لهموم المجتمعات البشرية لإعادة الرشد وإبعاد شبح الحروب والفتن المهلكة، فإذا كان البعض ينظر إلى الدين كعامل تفرقة وتمزيق لنسيج الشعوب؛ فإن حلف الفضول الجديد يريد أن يبرهن عمليا على أن الدين يمكن ويجب أن يكون قوة بناء ونماء ووئام وإطفاء للحريق، يبني ولا يهدم، يجمع ولا يفرّق، ويعمّر ولا يدمّر… تلك هي العبرة والدعوة والرسالة التي نوجهها من خلال هذا الحلف… بحيث يمكن أن يقوم رجال الدين بمبادرات لتشجيع الحلول السلمية في بعض المناطق التي تشكو من داء البغضاء وتنازع البقاء إذا وجدوا مكانا أو صدورا تتسع لتدخلهم. لا نحمل سلاحا بل نحمل سلاما وكلاما، نحن إطفائيون بالحكمة والكلمة الطيبة”.

انطلاقاً من هذا الكلام في الكلمة الافتتاحية للعلَّامة الشيخ عبدالله بن بيَّة في الملتقى الخامس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة في أبو ظبي، 2018، وبعد دراساتٍ ونقاشاتٍ معمَّقة، توجَّتها أعمال الملتقى السادس المنعقد في الفترة بين 9 و11 ديسمبر/ كانون الأول 2019 في أبوظبي بعنوان: “دور الأديان في تعزيز التسامح.. من الإمكان إلى الإلزام”، وقّع قادة وزعماء دينيون في أبوظبي “ميثاق حلف الفضول الجديد”.

شارك في الملتقى عددٌ كبيرٌ من ممثلي الديانات الإبراهيمية؛ الإسلام والمسيحية واليهودية، إضافةً إلى ممثلي ديانات أخرى من العالم، وقادة دولٍ ورؤساء مؤسسات وهيئات دينية وثقافية وممثلي معاهد ومراكز بحثية وجامعية من الدول العربية والآسيوية والإفريقية، كما من أوروبا وأميركا، وذلك على مدى ثلاثة أيامٍ متتالية، باستضافة كريمة من إمارة أبو ظبي وبرعاية من وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وحضور وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وبرئاسة رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة العلَّامة الشيخ عبدالله بن بيّه رئيس مجلس الإفتاء في الإمارات.

شاركتُ في هذا الملتقى السنوي للمرّة الثانية (2018 و2019)، بناء على دعوةٍ خاصّة، حيث تُوجَّه معظم الدعوات لشخصيات دينية وثقافية لها صفة تمثيلية وصفة أكاديمية أو اختصاص في موضوع الملتقى، إلى جانب بعض الوجوه اللبنانية المشاركة، ومنها: الأستاذ محمد السمّاك والدكتور رضوان السيِّد والسيِّد علي الأمين والشيخ فايز سيف من المجلس الشرعي الإسلامي والأب فادي ضو، وقد وقَّعتُ على الإعلان على منبر المؤتمر أسوةً بمعظم الممثلين لطوائفهم ومؤسساتهم الدينية والحوارية.

مشيخة العقل والهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز

اقامت مشيخة العقل، والهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في لبنان، صلاة الغائب عن روح فضيلة المرحوم الشيخ ابو عدنان ركان الأطرش، الذي نعته الهيئة الروحية ومشيخة العقل، “شيخًا صادقًا موحدًا عطوفًا داعيًا بالحق، بالتزامن مع الموعد المحدد للصلاة على جثمانه في سوريا، وذلك في مقام الأمير السيد عبدالله التنوخي (ق) في عبيه.

وشارك في الصلاة سماحة شيخ عقل طائفة الموّحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، والمرجع الروحي الشيخ ابو صالح محمد العنداري، والشيخ اكرم الصايغ ممثلا المرجع الروحي الشيخ ابو يوسف أمين الصايغ، وحشد من رجال الدين والأعيان تقدمهم الشيخ ابو محمود سعيد فرج، والشيخ ابو يوسف أمين العريضي، ووفدٌ من مشايخ مدينة عاليه تقدمه الشيخ ابو مسعود هاني جابر، والشيخ ابو طاهر ريدان شهيب، ووفدٌ من مشايخ العبادية تقدمه الشيخ ابو طاهر منير بركة، ووفدٌ من مشايخ منطقة الشوف تقدمه الشيخ ابو سليمان سعيد سري الدين، والشيخ ابو زين الدين حسن غنّام، والشيخ ابو عفيف رفيق ابو غنام على رأس وفد، ومشايخ منطقة الغرب، وقاضي محكمة المتن الدرزية الشيخ غاندي مكارم، ووفدٌ من مشايخ مؤسسة العرفان التوحيدية برئاسة الشيخ نزيه رافع، ومن مدرسة الأشراق برئاسة الشيخ الدكتور وجدي الجردي، اضافة الى رئيس اللجنة الدينية في المجلس المذهبي الشيخ هادي العريضي، وعدد من أعضاء الهيئة الاستشارية لمشيخة العقل، ومن المشايخ أعضاء المجلس المذهبي، وسائسي المجالس والخلوات الدينية، وجمع ديني من مناطق مختلفة.

وسبق الصلاة كلمة لسماحة شيخ العقل تحدث فيها عن مزايا ومآثر الشيخ الراحل جاء فيها،”

بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّا لله وإنَّا إليه راجعـــــون

الشيخ الفاضل أبو عدنان ركان الأطرش من الأرومة العربيَّة الإسلاميَّة التوحيديَّة التي تجذَّر نضالُها في التاريخ الوطنيّ المشرِّف لسوريا وللأمَّة العربيَّة حتَّى باتت صِنواً للشهامةِ والشجاعةِ وبذل التضحيات، ورمزاً ساطعاً من رموز الوحدة والكفاح رفعاً لراية الوطن الموحَّد بكلِّ أبنائه.

تميَّز الشيخ المرحوم بين قومِه بالأُلفة والمودَّة وحُسن الخُلق، وتحصَّن روحيّاً بالصِّدق وبالنيَّة الطيِّبة وبالقلب المرتاض بأزهار المعاني التوحيديَّة. كان مُحبّاً عطُوفاً صادقاً داعياً على الدَّوام بالحقِّ، حاثّـــاً على التمسُّكِ بجمع الشَّمل ووحدة الكلمة والصفّ، بفائض المحبَّة الجامعة في رياضِ التَّوحيد.

الشَّيخ ركان الأطرش كان متواضعاً، مستنيراً بروحِ الطاعة، ومستأنِساً بالله تعالى، ومستشعراً لطافة السلوك المستكين إلى الأمر بالمعروفِ والنَّهي عن المُنكَر. وكان بكلِّ هذا ذا حضورٍ إنسانيّ يملأ قلُوب مجالسِيه بجمال المحبَّة وأُنس الشَّوق إلى روضة الرِّضى التي حباهُ الله عزَّ وجلَّ بها فهي تتبدَّى منه بالطبع بعيداً عن أيّ تكلُّف.

هنيئاً لمن خُتِم له بالطَّاعة. نسأل الله تعالى له الرَّحمة الواسعة، معبِّرين بأحرِّ مشاعر المشاركة والمؤاساة إلى عائلتِه الكريمة وإلى كافَّة المشايخ الأفاضل في سوريا وشعبها، وإلى كافَّة الاخوان في لبنان وشعبه، سائلين الله تعالى أن يسدِّد خطانا إلى ما يُرضيه، وأن يجمعنا مع السالكين الطائعين، من الَّذين ﴿يستبشِرُونَ بنِعمَةٍ منَ الله وفضْلٍ وأنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أجْرَ المُؤمِنين﴾.

بعد ذلك أقيمت صلاة الغائب عن روح الشيخ الأطرش وتقبل المشاركون التعازي.

من مراسيم تشييع الشيخ ابو عدنان ركان الأطرش في السويداء، جبل العرب

مأتمِ الشّهيد عَلاء أبو فَخْر

الشّهيد عَلاء أبو فَخْر

شارك سماحة شَيْخ عقل طائفة المُوَحِّدين الدّروز الشّيخ نعيم حسن على رأس وفد من مشايخ الطائفة، في المأتم الوطني الحاشد الذي أقامه الحزب التقدّمي الاشتراكي والثّورة الوطنيّة اللبنانيّة وأهالي الشويفات والجبل للشهيد علاء أبو فخر في مدينة الشويفات بمشاركة شخصيات عدّة وحشود ضخمة من المواطنين.

وسَبَق الصلاة كلمة لسماحة شيخ العقل قال فيها،” فقيدُنا اليوم هو فقيد الوطن وأملنا أن تكون الحادثة عِبْرةَ بدايةٍ وخاتمةٍ للعنف، ودعاؤنا للوطن بالسلامة ولأهل الحكم والمسؤولين بالتَّعقُّل والحكمة والنظر بمسؤولية، مسؤولية المصلحة الوطنية العامة للدولة المستقلّة والدستورية والحُكم العادل”.
وأضاف، في هذه المناسبة، التي تبدو وكأنَّها عرس وطني، وبمسؤوليتنا الدينية والروحية والوطنية نُحَرِّم من منطلق مسؤوليتنا الدينية والروحية إطلاق النار تحريمًا قاطعًا.
وختم سماحته: “نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يشمل الفقيد برحمته وكرمه.”

ثم أَمَّ سماحة شيخ العقل الصّلاة على الجثمان.

سماحة شيخ العقل: لن نرضى إلا بحقوق طائفة الموحدين الدروز التمثيلية

أدلى سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بالتصريح التالي:

فيما رجاؤنا أن يطل العام الجديد على لبنان واللبنانيين بنفحة أمل بقيام الدولة العادلة القادرة التي تتحسس هموم الناس وقضاياهم، يبدو أن هناك من لا يقيم وزناً لكل اعتبارات التوازن الطائفي والميثاقية، فلا يكتفي بالقفز فوق نصوص الدستور وتخطي الصلاحيات، بل ويسعى لضرب التمثيل الطبيعي لمكوّن أساسي تأسيسي للبلاد.

إن ما يتناهى إلينا من مقاربات في الوضع الحكومي يدعونا إلى التحذير من الإجحاف المتمادي من قبل القيمين على إدارة ملف تأليف الحكومة بحق طائفة الموحدين الدروز. وطالما أن لكل طائفة حقوقها التي تتمسكون بها بكل قواكم وتسعون الى تحصيلها باسمها ظاهراً وارتباطا بالمصالح الشخصية، فليكن معلوماً لدى الجميع أننا لن نرضى إلا بحقوق طائفة الموحدين الدروز التمثيلية عدداً ونوعاً على أتم وجه في هذا النظام السياسي القائم على التمثيل الطائفي حتى الساعة وفقًا لمضامين الدستور اللبناني.

بيروت في 31-12-2019

كلمة سماحة شيخ العقل رئيس المجلس المذهبي في الاحتفال المركزي لمؤسسة العرفان التوحيدية

بسم الله الرحمن الرحيم

  الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد سيّد المرسلين، وآله وصحبه الطاهرين الطيبين وعلى كافة الانبياء والمرسلين.

بُوركت ثمرةُ العرفان، هذه المؤسَّسةُ التي نشأتْ في هذا السَّهل الجَبليّ الّذي يحفظُ التاريخ والذاكرة بفضل قادةٍ كبار ومشايخ اجلاء وبهمّة مقدام غيور كافح من دون توقف ما يناهز النصف قرن في سبيل بناء توطيد أسُس انطلاقها وبجهدٍ دؤوبٍ لتعزيزها وازدهارها وتطويرها حتى الرمق الأخير، وهي الآن بحمده تعالى وبما تمثله من قيمة لمجتمعنا ولوطننا وبرعاية دائمة من الزعيم وليد بك جنبلاط ستبقى مؤسَّسة رائدة، تحافظ على أمانتها ومسيرتِها ودوام تقدّمها نخبةٌ مميَّزة وأسرة كريمة (أسرة العرفان). مع دعائنا بالتوفيق للشيخ نزيه رافع. إضافةً الى دورها التربوي دفع الراحل الشيخ علي زين الدين نحو علاقات وطيدة مع الكثير من المؤسَّسات التربويَّة والثقافيَّة في كافة أرجاء لبنان على قاعدة التلاقي والتعاون وتبادل الخبرات، وترجمة الشعارات المتعلّقة بِـحَـبْكِ النسيج الوطني، وإحكام روابطه على قاعدة الانتماء الوطنيّ، إلى الواقع العملي اليوميّ.

ونحن اليوم يهمُّنا النهج الذي به وحده نحافظ على بلدنا العزيز، المتن الأعظم من كتاب تاريخنا وهو الصفحات البيضاء التي تتضمَّنُ وحدة اللبنانيِّين، و»العيش معاً» تحت جناح «التضامن اللبناني بين كلّ الفئات»، وضدّ كل ما يهدِّد هذه الوحدة، هذا التضامن تجدُ تجليَّاته قبل زمن طويل ممَّا بات يُعرفُ مع الاستقلال «الرُّوح الميثاقيَّة». فلا تكونُ الميثاقيَّةُ أو مبدأ اللحمة الوطنيَّة أو «كنز المصالحة» موضوعاً أنيّاً في لعبة الصراعات والمناكفات السياسيَّة، بل هي ثوابت ترقى إلى مستوى احترام الرُّوح الدستورية بمعانيها الوطنيَّة والسياسيَّة والإنسانيَّة الرفيعة، وهو ما يحفظ لبناننا وسط كلّ العواصف. إنَّنا ندعو بإخلاص وأمانة إلى التبصُّر بالعواقب والمآلات، ولسنا نرى نافذةً إلى خلاص لبنان اليوم إلَّا التمسُّك الشديد والمخلص بالثوابت الوطنيَّة، والمبادئ الدستوريَّة الميثاقيَّة، وروح المصالحة. ومصالحة الجبل التاريخية التي تكرّست بجهودكم وحكمتكم وصلابتكم ورعايتكم لطائفتنا المعروفية وليد بك مع البطريرك الراحل مار نصرالله صفير، وتمّ تثبيتها مع غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي»ادامه الله»، ونحن حريصون على هذه المصالحة ولن تؤثر عليها الخطابات الاستفزازية ولا التصريحات الطائفية ولن تزعزعها عوارض السياسة وتقلبات أمزجة المصالح فيها والمكاسب الدنيا. فأمانة «وحدة الأرض والإرادة» عهدٌ نلتزم به بلا هوادة. ونأمل ان يلتزم به الجميع.

الحضور الكريم،
لقد مرّ الجبل خلال الأسابيع الماضية بمرحلة صعبة عقب حادثة البساتين الأليمة، والخسارة هي مشتركة لنا جميعاً، والتي تتطلب لتجاوزها نهج الحكمة والتبصر والالتزام بالمبادرات السياسية والقضائية والأمنية المبنية على أن القانون فوق الجميع، وأن الدولة ومؤسساتها هي المرجعية الوحيدة لكل اللبنانيين. وأنّ أمن الجبل واستقراره والعيش المشترك من ركائز الثوابت، وهو من الخطوط الحمر غير المسموح تجاوزها. ونحن من موقعنا الروحي نشكر جهود جميع المرجعيات السياسية والأمنية التي تحركت فور وقوع الحادث لتطويق ذيوله ووأد الفتنة ووضع إطار للحل، ورجاؤنا وأملنا أن تسلك المصالحة ضمن البيت الواحد قبولاً للمساعي الحميدة. وببركة ودعاء المشايخ الاجلاء، والمرجعيات الروحية الكريمة، ستبقى راية التوحيد خفاقة مرفوعة باذنه تعالى، وقناعتنا العيش في هذا الوطن بكرامة الى جانب اخواننا في الطوائف والمذاهب.
الحضور الكريم،
لبنان يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية وأمنية خطيرة تهدد استقراره وعافيته. نداؤنا أيُّها اللبنانيون احفظوا وطنكم عبر ترسيخ مفاهيم المحبة والشراكة في نفوسكم، وتعالوا عن صغائر الأمور وتشبثوا بالكلمة الطيِّبة وبقواعد الصفح والتسامح، لبنان أمانة في أعناقكم وأعناق كلّ المخلصين حافظوا عليه.

نسأل الله تعالى أن يحميَ وطننا، وأن يمنّ بتعزيز المصالحة والتآلُف ووحدة الحال، ونسأله أن يهديَنا جميعاً إلى سواء السبيل، وأن يسدِّدَ حكَّام هذا البلد إلى ما فيه الخير والعدل واليُمْن لكلِّ أبنائه، إنه هو السميع المجيب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محكمة الاستئناف، ورئيسها، وباقة من القضاة يكرّمون فضيلة القاضي سليمان غانم بعد 33 عام من العطاء.

جرى في المحكمة الاستئنافية لطائفة الموحدين الدروز في بيروت تكريم فضيلة الشيخ سليمان غانم بعد احالته على التقاعد منهياً خدمة ما يقارب 33 عاماً من العطاء والتفاني في العمل تاركا تاريخا من الإنجازات وإرثاً من المحبّين وأحكاماً ومراجع مهمة. رعى التكريم رئيس محكمة الاستئناف المذهبية الدرزية العليا سماحة الشيخ فيصل ناصر الدين في حفل اقتصر على قضاة المذهب الحاليين والسابقين، ضمّ كلّاً من:
القاضي الرئيس عفيف الحكيم
فضيلة القاضي الشيخ سليم العيسمي
فضيلة القاضي الشيخ غاندي مكارم
فضيلة القاضي الشيخ فؤاد البعيني
فضيلة القاضي الشيخ فؤاد يونس
فضيلة القاضي السابق الشيخ يوسف كمال
القاضي السابق نديم عبد الملك
الرئيس القاضي السابق رياض طليع
فضيلة القاضي الشيخ منير رزق
فضيلة القاضي الشيخ نزيه ابو ابراهيم
فضيلة المستشار السابق الشيخ سجيع الاعور
سماحة القاضي السابق الشيخ مرسل نصر
القاضي السابق غسان رباح.

جرى في المناسبة القاء كلمات بالمحتفى به من قبل رئيس المحكمة الشيخ فيصل ناصر الدين، والقاضي سجيع الأعور. ثم كلمة فضيلة القاضي فؤاد حمدان عن صفات وسيرة فضيلة القاضي غانم واهم انجازاته.

وأخيراً كلمة المكرّم شكر فيها الجميع وأوصاهم بالعدل والمحبة وإكمال مسيرة الوفاق والايثار في العمل، واختتم الحفل بدرع تكريمي لفضيلة القاضي غانم.

 

تكريم المهندس فؤاد أبو حمدان في عمّان

 

كرّم اللقاء المعروفي – الأردن، المهندس فؤاد أبو حمدان في عمّان، المملكة الأردنية الهاشمية. بدأ الحفل بالسلام الملكي الأردني، ثم تعريف من الدكتور عاطف الحلح. تحدث بعده رئيس الجمعية الخيرية العربية (أبو وائل فواز الحجلي)، ثم الأستاذ محمد الحناوي معرّفاً بأهداف اللقاء، ثم وصلة شعرية لعادل عبد الصمد، ثم كلمة حسن سويد معرّفاً بالمحتفى به وعطاءاته، وأخيراً جرى تسليم درع اللقاء المعروفي ولوحة للفنان شادي وهبة إلى اللأستاذ ابو حمدّان الذي تحدث فشكر اللقاء والجمعية الخيرية العربية والحاضرين على مبادرتهم.

خلوات البياضة تستقبل تيمور بك جنبلاط

 استقبلت خلوات البيّاضة الزاهرة رئيس اللقاء الديمقراطي الأستاذ تيمور جنبلاط في زيارة ودّية رافقه فيها الوزيران معالي الأستاذ أنور الخليل ومعالي الأستاذ وائل أبو فاعور، ومسؤولون محلّيون آخرون. وبعد القيام بواجب زيارة المجلس الديني، وواجبات الترحيب بالوفد الزائر، تحدث الشيخ فندي شجاع مرحباً برئيس اللقاء الديمقراطي وصحبه ومما قال: “الكلمة في البيّاضة التي يزيد عمرها عن أربعة قرون تختلف عن الكلمة خارج هذا المكان وخارج هذا المقام… هي في الأساس كلمة تعبّد وتهجّد، وتراويح وتسابيح… الكلمة عندنا لها قدسيتها ورسالتها ومعناها… هي رسالة السماء الى الأرض، نداء الحق الى المخلوق، ورجاء المخلوق الى الخالق. فيها الحدّ بين الخير والشرّ، بين الحب والكره، وبين السلام والعدوان. وتبقى كلمة البياضة لها ميزة لأن طقّة القاف عندنا هي ميزة وامتياز وحصن وحصانة. هي امتياز لأنها تحفظ لغتنا… ولأن هذه اللغة أكرمها الله عزّ وجلّ…
تيمور بك، نحن لا نرى عدالة الاّ في المساواة، لا نرى امتيازات الّا للوطن، والحقوق للمواطن، وكل ما هو خارج هذا السياق هو اعتداء معنوي ومادي وتهميش واستعلاء نرفضه رفضاً قاطعاً. وبالمناسبة، نحيي أهلنا في الجولان على موقفهم الأصيل الذي رفضوا فيه التطبيع بشكل كامل وأصرّوا أن تبقى أصواتهم ورايتهم خفّاقةً مهما طال الاحتلال، وكل احتلال إلى زوال”.

وتحدّث في الحفل كذلك الشيخ سليمان شجاع فقال:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربّ العالَمين، والصّلاةُ والسّلام على سيِّد المرسَلين وآله وصحبه أجمعين.

 تُرحِّبُ بكُم، تيمور بك، هذه الأرضُ الطيِّبةُ، قائداً ابنَ قائد، وزعيماً ابنَ زعيم، ترحيبَ الأهْـلِ بالأهـل، والرِّجالِ بالرِّجال. باقُونَ على العَهدِ، عهْدُ الكرامةِ المعروفيَّةِ التي هي بذاتِها كرامةٌ عروبيَّةٌ وطنيَّةٌ، تزهو بها رايةُ الأمَّةِ، وتسطَعُ ببريقِ سيُوفِها قيَمُ الحرّيـَّةِ والشَّهامةِ والأخُوَّةِ الإنسانيَّةِ النبيلة. أهلًا بكُـم في هذِه الفُسحةِ المُشبَعة بأنفاسِ الأفاضِل الشّرفاء من مئاتِ الأعوام. وكأنّي بالصَّوْت اليوم يعلُو ليُحاكي في هذا الفضاءِ الواسِع أصواتاً هتفتْ في الماضي البعيد والقريبِ بالتَّرحيبِ وبالولاءِ الوطنيِّ لجَـدِّكُم الكبير، ولوالِدكُم المِقدام أمدَّ اللهُ تعالى بِعُمره وأعزَّه.

 كانَ الدَّربُ الصَّاعدُ إلى البيَّاضةِ الزَّاهرةِ في العام 1969 غيرَ مُـعَـبَّد، يقطعُه الصَّاعِدونَ إلى هذه الرِّحابِ بمُعظمِهِم سيْراً على الأقدام. وأتى آنذاك زائراً كريماً عزيزاً إلى هذا المكان الشَّريف المعلِّمُ الشَّهيد كمال جنبلاط الذي كانت له مع شيُوخِ البيَّاضةِ علاقةٌ وطيدةٌ مُفعَمةٌ بالاحترامِ وبالثِّقة العميقةِ كما كتبَ في بعضِ رسائلِه إليهم. واستقبلَهُ في ذلك الوقت شيوخٌ كبار أفاضِل من الأعْيانِ المذكورين. وتحفظُ ذاكرةُ هذا المكان، وتحفظُ الجمُوعُ من أهالي هذه المنطقة الأبيَّة في الوجدانِ والقلب، أصداءَ ذلك اللقاء المهيب وتلك العلاقةِ الطيِّبة التي لا تمحوها الأيَّام.

 وفي العام 2000، زَأرَ صوْتُ الزَّعيم وليد بك جنبلاط، من فوق هذه القمَّة المبارَكَة، مخاطباً دروزَ فلسطين، ومستحضِراً الهويَّة التاريخيَّة الوطنيَّة العربيَّة الإسلاميَّة الأصيلة لبني معروف، ومُذكِّراً، بشجاعةِ القادةِ التاريخيّين، بعُمْق الارتباط الوطنيّ والقوميّ العربيّ للدروز الأحرار. وها نحنُ اليوم، في المحطَّةِ التاريخيَّةِ عينِها، وفي اللقاءِ التاريخيّ عينِه، نؤكِّدُ الثوابت التي هي أشدّ صلابة من السنديانةِ العتيقة التي تظلِّلنا كما ظلَّلت أولئك الرِّجال الأفذاذ. مُعلنين الفخرَ بهذا الإرْث، إرْثُ حمْلِ الرَّايةِ المعبِّرةِ عن التزامٍ مترسِّخ بمبادئ النِّضال الوطنيّ، وفاءً وإخلاصاً للتضحياتِ التي بذلَها الدروزُ الموحِّدُون عبر مئات السنين، ليس لأغراضٍ طائفيَّة، وليس لمصالِحَ فئويَّة، بل ترسيخاً للكيانِ الوطنيّ وقاعدة العيش المشترَك فيه، وصوناً للكرامةِ والعزَّة الوطنيَّة من كلِّ اعتداء، وذَوْداً عن التمسُّـكِ بالحرِّيَّة والعدالةِ وسيادةِ القانون.

 سعادة رئيس اللقاء الديموقراطي تيمور بك جنبلاط
البيَّاضةُ الزَّاهرةُ ليس لها بالسياسةِ إلَّا الوفاء للمبادئ الوطنيَّة الجامعة كما هو عهدُها عبر التاريخ، والثوابت التي تُراعي مصالحَ الأمَّة، واستقرارَ البلد، والدَّعوةَ الدائمة إلى وحدة الصَّف وجمْع الشَّمل من أجلِ خيْر النَّاس وكراماتهم وحريَّاتِهم بالمعنى الإنسانيّ المجرَّد. ونحنُ في رحابها الزاهرة، نسألُ اللهَ تعالى أن يوفِّقَكُم في كلِّ مساعيكُم الهادفة إلى تحقيق تلك الثوابت، وإلى الخيْر الذي يعمُّ مختلف فئات الشعبِ الصَّامد الصَّابر. نسألُهُ أن يسدِّدَ خطاكُم، ويردّ عنكُم كيْدَ المُفترين، ويُلهمَكُم إلى ما فيهِ الخيْر كلّ الخيْر لشعبِكُم وبلدِكُم وأمَّتِكم، إنَّه نعم المولى ونعم النَّصير. ■

مناسبات متفرقة