السبت, نيسان 20, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

السبت, نيسان 20, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

“ألف عام من التعايش: احتفال بالدّروز وبالتنوع”

 نظم مركز الآداب والإنسانيات في الجامعة الأميركية في بيروت (AUB) مؤتمراً دولياً دام يومين وحمل عنوان “الدروز: الاحتفال بألف سنة من التنوع”. وقد جمع المؤتمر الأكاديمي باحثين روّاد ساهموا في مجال دراسات الشرق الأوسط مع اهتمام خاص بالدروز. وقد ركّز المؤتمر على التطور السياسي والاجتماعي والثقافي للدروز ودورهم السياسي خلال الألف سنة الماضية، وتناول تفاعلاتهم مع مختلف المجموعات التي سكنت في المنطقة ذاتها، مما أدى إلى التنوع والتاريخ الحافل. وسلط المؤتمر الضوء على حيوية التعددية والتنوع والتعايش، ولا سيما في عالم اليوم.


الدكتور مكرم رباح

 وقال الدكتور مكرم رباح، المحاضر في دائرة التاريخ والأركيولوجيا في الجامعة الأميركية في بيروت والمشارك في تنظيم المؤتمر: “هذا ليس احتفالاً بالدروز بقدر ما هو احتفال بتاريخ المنطقة التي شملت الدروز والمجموعات الأخرى أيضاً. هذا مؤتمر يضم علماء أكاديميين رفيعي المستوى يقومون بأبحاث أصلية مبتكرة الدروز بالإضافة إلى تاريخ بلاد الشام والشرق الأوسط بكامله. وكان الهدف هو إظهار أهمية التنوع وعجزنا عن مواجهة أي من تحديات المنطقة من دون الحفاظ على هذه البيئة المتنوعة.” وقد حظي هذا المؤتمر، وهو الأول من نوعه، بمشاركة واسعة عبر الإنترنت من خلال البث الحي واكتظّت القاعة طوال الوقت بالحضور، الذي ضم العديد من أعضاء المجتمع الدرزي والجمهور العريض. ومن بين المنظمات غير الحكومية والجمعيات الدرزية التي دعمت المؤتمر، مجلس المؤسسة الدرزية الأميركية التي حضر مجلس إدارتها من الولايات المتحدة.
 وأشار الدكتور عبد الرحيم أبو حسين، مدير مركز الآداب والإنسانيات في الجامعة الأميركية في بيروت، والمشارك في تنظيم المؤتمر، إلى ملاءمة عقد المؤتمر وتوقيته وحتى ضرورته، في الاحتفال بالألفية الأولى للدروز، نظراً للمبادئ التي يذكرنا بها في مواجهة تحديات اليوم الصعبة. وقال في سياق حديثه عن الدور القيادي الذي لعبه الدروز في مجتمعاتهم في لبنان والشام: “إن استمرار الدروز وأدوارهم المتميزة في بلاد الشام، موطنهم التاريخي، ليست حادثًة غريبة أو بسبب تحالف مفترض أو متخيّل أو مرغوب به للأقليات، بل نتاج حضارة تتمسّك بالتنوع والتعددية “.


رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري

 رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري الذي نشأ في كل من عاليه ورأس بيروت، تحدث عن العلاقة بين الدروز والمشروع التعليمي البروتستانتي في المشرق، ودور الدروز في إنشاء مدارس لا تفرّق بين الطوائف. وقال: “لقد أدركوا غريزياً وفي وقت مبكر جداً أهمية المسيرة المشتركة والحياة المشتركة، ليس كنوع من التنازلات بل إنما صوناً لحرية الفكر ولاستقلالية الإيمان”. ورأى الرئيس في ذلك توازياً مع التنوع داخل الجامعة الأميركية في بيروت. وأضاف: “كان من الطبيعي أن يذهب الدروز بعد ذلك إلى الكلية الأولى في المشرق، وهكذا كان الكثيرون منهم بين أوائل الخريجين في الكلية السورية الانجيلية، التي أصبحت الجامعة الأميركية في بيروت فيما بعد. والدروز يحافظون على عهود الودّ معها على مرّ الأجيال”.


القاضي عباس الحلبي

 القاضي عباس الحلبي ركّز في كلمته الافتتاحية على ثلاثة محاور: الهوية والوجود واندماج الدروز على مدى التاريخ في المنطقة العربية والإسلامية. كما ركّز على دورهم في الدفاع عن عروبة لبنان ووحدته واستقلاله، وضرورة المرونة والتكيف لمواجهة التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعاصرة والتطرّف. وشدد على أهمية هذا المؤتمر في تقديم مقاربات جديدة لمعالجة جوانب مختلفة من التاريخ والحضارة، وصياغة رؤى لجيل جديد من الشباب يستمر في الإسهام في دور وطنهم ورسالته، فيما يحافظ على هويته ومعتقداته، وثقافته الغنية.
 الشيخ سامي أبي المُنى، رئيس اللجنة الثقافية للمجلس المذهبي لطائفة الموحّدين الدروز، أبرز أيضاً التزام الدروز القوي بالاندماج مع السياق العربي والإسلامي والإنساني، حيث يحتفظون بهويتهم التاريخية في الوقت الذي يحتضنون فيه أوطانهم ويدافعون عنها من دون أي أجندات سياسية خاصة بهم. وتحدّث عن المبادئ التي أطّرت الوجود الدرزي ودوره على مر السنين، وشدّد على أهمية الدقة، والتحليل المتأنّي والتفصيلي، وتجنّب الانطباعات المسبقة والتحامل في الدراسة البحثية السليمة للفكر الدرزي.

الشيخ الدكتور سامي ابي المنى: رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي

 وبعد الخطاب الرئيسي الذي ألقاه الدكتور انجين أكارلي من جامعة اسطنبول حول التاريخ الدرزي والمحافظة على الكرامة والمجتمع في التوحد مع الإنسانية، انطلق المؤتمر بعدّة ندوات ومداخلات وتناول موضوعات مثل التأريخ والإمبراطوريات العالمية والحروب والبناء المؤسسي والموسيقى والمسرح والعمارة والتراث الثقافي. وقد اختتم المؤتمر بافتتاح معرض فني بعنوان “المرأة: التنوع والاضطراب”. بتنظيم من مركز الآداب والانسانيات وكلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في بيروت. واعتُبر المعرض ملحقاً لآخر ندوة في المؤتمر وكانت بعنوان “استكشاف التنوع: اللغة والتراث الثقافي في الأعمال الفنية”. ويستمر المعرض حتى 16 تشرين الثاني 2018 في صالة عرض بنك بيبلوس للفنون، ويضمّ أعمالاً فنية من مجموعة الجامعة الأميركية في بيروت، وهي من انتاج زينة الخليل وهالة شقير. ومن المتوقع أن ينتج المؤتمر كتاباً أكاديميًا خلال الأشهر القادمة، وقد بدأ بالفعل تعاوناً واسعاً مع أكاديميين من مؤسّسات في جميع أنحاء العالم. وقال رباح: “من المهم أن يُعقد هذا المؤتمر في الجامعة الأميركية في بيروت، معقل التنوير في منطقة وعالم يجنحان نحو التطرف. إننا نهدف إلى البناء على هذا المؤتمر، ومن خلال المزيد من التعاون الدولي البحثي، نعقده على أساس دوري.

زيارة وفد مشيخة العقل إلى مكَّة المكرَّمة تلبية لدعوة الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي

 تفضَّل معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي د. محمد بن عبد الكريم العيسى، يواكبُه معالي السفير وليد البخاري ووفد مرافق، بزيارة سماحة شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز في بيروت بتاريخ 18 أيلول 2018. تخلَّل اللقاء مع سماحته دعوةً لزيارة المملكة العربية السعودية تعزيزاً للعلاقات الودّيَّة بين مكوِّنات العالم الإسلامي. بعد ذلك، تمَّت متابعة الأمر عبر أعلى المستويات، وتمَّ إثر ذلك تشكيل وفدٍ من المشايخ للقيامِ بالزيارة تلبية للدعوةِ الكريمة١.

 في اليوم الأول للزيارة، تمَّت زيارة المسجد النبويّ الشريف في أجواء مفعمة بمشاعر الودّ والترحيب والتكريم. وفي اليوم الثاني للزيارة، شارك الوفدُ فريضة صلاة الجمعة مع آلاف المصلِّين في المسجد النبويّ. وانطلق بعد ظهر اليوم ذاته، مُحرِماً، إلى مكَّة المكرَّمة حيث قام عند وصُوله إليها بزيارةِ المسجد الحرام، وأداء العمرة وسط الحشود المؤلَّفة المنصرفةِ إلى الصَّلاة والابتهال بهدوءٍ وخشوعٍ لافتيْن. وعاد الوفدُ بعد منتصف الليل إلى الحرَم المكّي متجوِّلًا في أنحائه الفسيحة وسط الكثير من عبارات الترحيب والاحتفاء والودّ.

وفد مشيخة العقل مع عدد من أبناء الجالية المعروفيَّة في جدّة

 وكان للوفد في اليوم التالي (السبت) لقاء مع عددٍ من أبناء الجالية المعروفيَّة في مدينة جدَّة الَّذين أبدوا مشاعر الترحيب وعبَّروا عن سعادتهم وارتياحهم البالغ لهذه الزيارة، وشكرهم لضيافة المملكة العربية السعودية السّمحاء. كما استمعوا من بعض أعضاء الوفد إلى توضيحات أساسيَّة في معالم التراث والتاريخ والأصُول الإسلاميَّة والتوحيديَّة.

 تميَّز اليومُ الأخير للزيارة باللقاء مع معالي الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي د. العيسى الَّذي خصَّص للوفد وقتاً مديداً استُهِلَّ بلقاء في مقرّ الرابطة حيث تبادل مع رئيس الوفد الحديث في مواضيع عدَّة. أسهب د. العيسى في توضيح الأسُس التي تنتهجها الرابطة في علاقاتها مع سائر المكوِّنات، وأهمّها البناء على المشتركات الإنسانيَّة الجامعة ووجوب التعاون بين الجميع بمعيار القيَم الرفيعة، واحترام التنوُّع. وتكلَّم بمحبَّة عمَّا يعنيه لبنان كنموذج للتعايش والحوار معلناً عن النيَّةِ في عقد مؤتمر جامع لإصدار “وثيقة بيروت لسلام الأديان”.

وفد مشيخة العقل مع أمين عام رابطة العالم الاسلامي

وأكَّد على التزام “المسار الإنساني الأخوي” وقال: “نحن سعداء جدّاً بكُم في هذه الزيارة… مكَّة حاضنة الجميع، وهي والمدينة المنوَّرة صلة وجدانيَّة للمسلمين جميعاً… ومهما كانت الفروق فإنَّ مظلَّة الوحدة الاسلامية تجمعنا في المشتركات بعيداً عن مخاطر التصنيف والإقصاء، وهو ما سيكون موضع بحث واهتمام في مؤتمر قريب يُعقد في مكَّة المكرَّمة.” ثم تكلَّم رئيس الوفد متطرّقاً إلى هذا المسار الإسلامي المتصاعد منذ سنوات في تصحيح المفاهيم وتجديد الخطاب استجابة ميمونة في وجه التحديات. وتطرَّق إلى تاريخ الموحّدين منذ تواجد “تنوخ” في قلب الجزيرة العربيَّة قبل الإسلام بمئات السنين، وهو أمر مغروس في الوجدان والذاكرة، والعلاقة مع مختلف وجوه الخلافة والسلطنة عبر الأزمنة بحيث كان الأمراء التنوخيين يستمدّون من ممثّلي “الجماعة” إجمالا شرعيَّتهم السياسيَّة في حكم إمارة الجبل. والذاكرة العميقة للمعروفيين تربطهم بهذا التاريخ… وتحّدَث عن مشاركة وفود لمشيخة العقل في العديد من المؤتمرات
الاسلاميَّة خصوصاً في الأزهر الشريف. ثم أسهب في الحديث عن المسار العام المرتبط بما تقوم به الرابطة اليوم بكفاءة عالية…

ومع توجَّه الوفدُ مساءً إلى مطار جدَّة للعودة إلى لبنان وصلتهُ دعوةٌ من الأمين العام للمشاركة في “المؤتمر العالمي للوحدة الاسلامية: مخاطر التصنيف والإقصاء”، وهو مؤتمر انعقد في مكَّة المكرَّمة في 12 و13 كانون الأول شاركت فيه مشيخة العقل بوفد٢، وكان لها كلمة أمام أكثر من ألف عالِم مسلِم من أنحاء العالَم.

تألفَ الوفدُ من المشايخ: غسان الحلبي مستشار مشيخة العقل، القاضي غاندي مكارم، سامي أبو المنى رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي، سامي عبد الخالق عضو المجلس المذهبي، حليم الدبيسي و نضال جماز من مؤسّسة العرفان التوحيدية، خلدون الحسنية أمين سرّ صاحب السماحة، يحيى عبد الخالق من كلية الأمير السّيد.

لقاء حواري إسلامي مسيحي تنظّمه السفارة الإماراتيّة: “المواطنة واحترام التنوع والحرّيات ومواجهة التطرّف”

 نظمت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في بيروت، بالتعاون مع اللجنة الوطنية المسيحية الإسلامية للحوار، «اللقاء الحواري المسيحي – الإسلامي» بعنوان: «التعارف والاعتراف: نحو دولة المواطنة»، ضمن مبادرات «عام زايد»، شارك فيه سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب ممثلاً رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان، السفير البابوي في لبنان جوزف سبيتاري، سفير دولة الإمارات حمد سعيد الشامسي، سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، نائب رئيس المجلس الأعلى للروم الكاثوليك وزير الدولة لشؤون التخطيط في حكومة تصريف الأعمال ميشال فرعون، الأب نكتاريوس خيرالله ممثلاً مطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة وممثلون للطوائف.

 وقد ألقى سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن في اللقاء الحواري الكلمة التالية:

 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله ربّ العالَمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتَم النبيّين سيِّد المرسَلين وآلِه وصحبه الطاهرين الطيبين

 آنَ الأوانُ للوقوفِ أمام المشهدِ الشَّامِل لِما يُمكن أن نسمِّيَه اليوم “الاستِجابةُ الحضاريَّةُ” للأمَّةِ في وجهِ التّحديات الكبرى التي تواجهُها، لا سيّما في مسألةِ تشويهِ المعاني والمقاصِد الحقيقيَّة للدِّين الحنيف، وإلصاق صورةِ مجتمعاتِه بالتطرُّفِ والغلوِّ وصولًا إلى الإرهاب.

 يأتي موضوعُ لقائنا في غاية الانسجامِ مع المؤتمَراتِ واللقاءات التي تمّت خلال العقد الأخير من السنوات برعايةِ قادةٍ مستنيرين، ومؤسَّساتٍ كريمة ذواتِ خلفيَّةٍ أُمـمِـيَّةٍ كالأزهر الشَّريف ورابطة العالم الاسلامي ومنظَّمة التعاون الاسلامي ومركز الملك عبد الله العالمي للحوار وغيرها. وتمحْورت أعمالُها حول مواضيع في غاية الإهميَّة منها: تجديد الخطاب الدّيني، ومواجهة التطرُّف، وتصحيح المفاهيم، والحرّية والمواطنة وثقافة السلام العالمي إلخ… وأخيرا وليس آخرا: مؤتمر “الوحدة الإسلامية ومخاطر التصنيف والإقصاء” الذي انعقد منذ أيّام في مكّة المكرَّمة وتضمَّن بيانُه الختاميّ توثيقا لما ورد في الكلمة الملَكيَّة عن التضامُن من أجل خير الإنسانيَّة جمعاء، واستيعابِ سُنَّةِ الاختلاف ومدِّ جسُور الحوار والتفاهُم والتعاوُن، وتعزيزِ مفاهيم الدولة الوطنيَّة وقِيَمِها المشتركة، والبناءِ على المشترَكات الإنسانيَّة، والتقريبِ بين الرؤى، وترشيدِ ثقافة الخلاف، والعملِ طبقاً لوسطيَّةِ الإسلام واعتدالِه، دون ان ننسى اعمال المجلس البابوي للحوار بين الطوائف. ما من شكٍّ في أنَّ مفهومَ “التعارُف” من شأنه أن يُحضِرَ في الخاطِر على الفور الآية القرآنيَّة الكريمة ﴿يا أيُّها النَّاسُ إنَّا خلقناكُم من ذكرٍ وأُنثى وجَعلْناكُم شعوباً وقبائلَ لِتَعارفُوا إنَّ أكرَمَكُم عندَ الله أتقاكُم إنَّ اللهَ عليمٌ خبِير﴾ (الحجرات 13). وَيُلفِتُ خِتامُ الآيةِ الكريمةِ ﴿إنَّ اللهَ علِيمٌ خَبِير﴾ إلى أنَّ سابقَ عِلمِ الله تعالى، وحِكمتَهُ التَّامَّةَ في الخبرةِ بالنَّاسِ ومصالِحِها، كانا في صُلب المقاصِد البعيدة منها، وبالخُصُوص ما أراده عزَّ وجلَّ من الفِعل ﴿لِتَعَارَفُوا﴾.

 والتعارف في المفهوم التوحيدي يعني لا تفاخر ولا تناكر، ويتطلّب حتماً الصدق والأخلاق وآداب السلوك وحُسن المعاملة، التعارف يعني التعايش السلمي
واحترام الآخر. ونحنُ نُدركُ اليومَ، في عالَمِنا الـمُعاصِر، كم تبدو الصُّورةُ مخيفةً لو لم تكُن مبادئ التعارُف والتعرُّف والحوار والإقرار بالحقوق الإنسانيَّة والكرامةِ البشريَّةِ من الأمُور الـمُتَّفَقِ عليها بين الأمَم، يتمايزُ منها من يلتزمُ بها بمصداقيةٍ وشرف عن أولئك الَّذين يسخّرونها شعاراتٍ فارغة لغاياتٍ غيرِ شريفةٍ من التسلُّطِ والظُّلم وانتهاكِ الحقوق، أي بفراغ القلب والوجدانِ والضّمير من الحدِّ الأدنى للتقوى التي بها يكونُ الإنسانُ إنساناً بالمعنى الحقّ.

 كذلك، لا يُمكنُ ولا يصِحُّ أن تستقيمَ المقاربةُ الفعَّالةُ في هذه السّياقات كلِّها إلَّا بالتفهُّم السَّديد لمعنى “المواطَنة” في زمننا هذا، وفي كلِّ حال، فإنَّ هذا المعنى يلتقي في جوهره بما أرساهُ الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في “عهدِ الـمدينة” في اعتبارِه أنَّ كلَّ الفئاتِ المؤمنة في المجتمعِ الإسلاميّ الناشئ “أمَّة واحدة” من دون نفي ذلك الاعتبار عن غيرهم ﴿وَلوْ شاءَ ربُّكَ لَجَعلَ النَّاسَ أُمـَّـةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُختَلِفِين﴾ (هود 118).

 والمواطنة تعني المحافظة على قِيمِنا ومُثُلِنا الاسلاميَّة المسيحيَّة الـمَبنيَّةِ على الإيمان بالله الرحمن الرَّحيم، بالله المحبَّة، بالنِّعمةِ التي أوجدَ بها الإنسانَ قادرًا على معرفةِ الآخَر ليكون له مرآةَ روح، وإمكان شراكة في الوجودِ الحيّ، على النّقيضِ تمامًا من كلِّ نوازع النّفسِ الأمَّارةِ التي تسترخصُ القتل منزلقةً بذلك إلى مهاوي العنف والبغضاء والصّراع والأذى والإرهابِ. وفي هذا اللقاء الميمون، أتقدَّم بالشُّكر الجزيل من صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ومن دولة الإمارات قياداتٍ وشعباً، ومن سعادة السفير لما عهدناه منهم من سياساتٍ حكيمة وداعمة لوطننا العزيز والتي عادت وتعود على اللبنانيّين جميعاً بالخير والبركة، بل على أمَّتِنا العربية جمعاء. وراجياً أن يتعافى وطنُنا لبنان وأن يكونَ له حكُومة قويَّة جامعة كي يتمكَّنَ مع كلِّ الَّذين يريدون لهُ الخيْر والفَلَاح، من الصُّمودِ والمضيّ قدُماً في تثبيت دولته الوطنيَّة العادلة.
 سائلِين الله تعالى أن يسدِّدَ خطى المخلِصين، وأن يرفدَهُم بألطافه وعوْنه، إنَّهُ هوَ الحليمُ الحكيم.

 في ختام اللقاء وبعد التداول في الأوضاع المحلية والعربية وانعكاساتها على صيغة العيش المشترك، أصدر المجتمعون إعلاناً بعنوان “التعارف والاعتراف نحو دولة المواطنة”، ستنشر الضّحى نصّه الكامل في العدد القادم.

كلمة سماحة شيخ العقل في الاحتفال المركزي لمدارس العرفان التوحيدية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربّ العالَمِين، والصَّلاةُ والسَّلام على خاتم النبيين محمد سيِّدِ الـمُرسَلِين، وعلى آله وصحبه الطاهرين الطيبين.
هنا قلبُ جبلٍ أشمّ، أي هو جبلٌ ذو أنَـفَةٍ وعِزَّة. رجالُهُ ذوو حَمِيَّة أي أنَّ كلَّ رجُلٍ منهُم يأْنَف أن يُضَام. والحكايةُ لديْنا التي يسمعُها أطفالُنا منذ الصِّغَر هي أنَّ في أرضِنا لا يتجذَّرُ السّنديانُ والأرزُ والزَّيتونُ العتيق وحسْب، بل تمتدُّ في شرايين التُّربةِ والمياهِ وقلوبِ النَّاس سجايا الفضيلةِ والمروءةِ والشَّهامةِ والشَّجاعةِ والأخلاقِ.
إنّ رجال هذه الطائفة لا تعرف خريفاً بوجود قائدٍ كبيرٍ هو وليد بك جنبلاط.
هذا الجبَل بكلِّ تراثِه كان نواةَ لبنان، أي الوطن العزيز الأبيّ الَّذي يجمعُ كلَّ أبنائه. ولم يأنسْ سكَّانُه عبر التَّاريخ بالتقوْقُعِ الطّائفيّ، أو بعُنصريَّةٍ بغِيضَة، أو بنُزوعٍ مرفُوض نحو الفئويَّة الضيِّـقة. تراثنا هو السعي الى الوحدة الوطنيّة، وحدةُ المسلك المؤدي الى العزّةِ الوطنية، وعبثاً نُنشدها بدون وحدة الثقافة ووحدة التوجيه في المدرسة ويتوجّب توحيد الكتاب المدرسي، وبهذه الثقافة تألّقت العرفان.
وأوّد ان أتوجّه اليوم الى الطلاب الناجحين وأنتم مقبلون على معترك الحياة في مجتمعٍ تتراكم فيه الصعوبات وتختلط فيه مفاهيم التحرر لأقول: للتحررِ طريقٌ اساسيٌّ يجب ان يبدأ من دائرةِ النفس.


علينا ان نتحرر من الحقد ومن الطمع وهما طريق المهالك والرذائل، علينا ان نتحرر من الغرور فهو شرٌ ومنقصة وإضرارٌ بالعقل.
وقال بعضهم: الأَنَانِيَّةُ تُوَلِّدُ الحَسَدَ، والحاسد لا ينعم ولا تطيب نفسُه الّا بزوالِ النعمةِ عن الآخرين، والحَسَدُ يُوَلِّدُ البَغْضاءَ، والبَغْضاءُ تُوَلِّدُ الاخْتِلافَ، والاخْتِلافُ يُوَلِّدُ الفُرْقَةَ.
علينا ان نتجنّب معشر السوء وثقافة الكتب والمجلات البعيدة عن الاخلاق. كذلك نحذّر من استخدام وسائل الاتصال الحديثة بخلاف قواعد الدِّين والأخلاق وخارج الضرورة الواجبة. وإنّ استخدامها للتعبير وحريّة الرأي يجب ان يبقى ضمن الآداب والحرية المسؤولة.
علينا ان نعلم ان العلمَ نورٌ ونار وقيل في ذلك:

إنمــا العِلمُ للنُـفوسِ مَحَـكٌ              فهو يُبدِي لِكُلِ نَفسٍ وَسْـمَا

هو في الأنفسِ الكبيرةِ نـورٌ               مُشرقٌ قد أزالَ عنها الظَلْـما

وهو في الأنفسِ الصغيرةِ نارٌ              جَعَلَتها عندَ التلامُسِ فَحْمَا

وبهذه المناسبة وامام استحقاق انتخابات المجلس المذهبي نرى ان المجلس المذهبي ومشيخة العقل وبموجب التنظيم الصادر بتاريخ 12/6/2006 هما مظلةٍ جامعةٍ للموحدين الدروز وإذ نهنئ الفائزين بالتزكية ونكرر ما قلناه في بداية مهمتنا فإن دار طائفة الموحدين الدروز ستبقى مفتوحة أمام الطامحين إلى جمع الشمل وحفظ الإخوان، ورايتها خافقة بالمحبة والتسامح وحفظ الكرامة والإيمان.
واهالينا اليوم يحتفلون بتفوّق أولادهم، وفي محافظة السويداء عائلات تنتظر عودة اطفالها. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفك أزرهم، وأن تُضفي المساعي في عودة المخطوفين الى ديارهم، كما نسأله الأمن والاستقرار لوطننا وللشعوب العربية.
ومَا التَّوفِيق إلَّا بالله، ﴿وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا﴾.

مؤتمر الازهر

الإعلان النهائي يكرّس مفهوم المساواة والدولة المدنية الدستورية
والحرية الدينية والتضامن بين الأديان في وجه التطرف والإلحاد

مؤتمر الأزهر حول الحرية والمواطنة حدث كبير بكل معنى الكلمة سواء بحجم الحضور الإسلامي المسيحي الذي شارك فيه من المنطقة ومن العالم أم في مناخات الصراحة والأخوة التي سادت المناقشات ومشاعر الوحدة التي عبّر عنها المشاركون في مواجهة التحديات المشتركة أم في الظروف الدقيقة التي انعقد في ظلها وأبرزها أحداث طائفية في مصر وفي المنطقة وموجة العداء للإسلام في المجتمعات الغربية، لكن ما يعطي للمؤتمر صفة الحدث المفصلي هو البيان الذي صدر عنه في نهاية يومين من المداولات والذي حمل في نظر المراقبين قفزة كبيرة في المفهوم الإسلامي للدولة الدستورية الحديثة وهي قفزة تزيح أهم العقبات من طريق التقارب والتضامن الإسلامي المسيحي وتعزّز الثقة المتبادلة وتنتزع من المعادين للإسلام آخر الحجج الواهية التي يتذرعون بها لاتهام الإسلام بالتمييز ضد الأديان الأخرى. وقد حضر المؤتمر نحو 200 شخصية دينية وفكرية من 60 بلداً لكن لفت الأنظار في هذا المجال الحضور اللبناني الكثيف إذ دعيت 50 شخصية لبنانية من المسلمين والمسيحيين للمشاركة في المؤتمر أكثر من نصفهم من رجال الدين، كما تميّز المؤتمر بحضور مصري كثيف من المسلمين والمسيحيين الأقباط وبرعاية شخصية من الرئيس السيسي للمؤتمر وبمشاركة ممثلين عن كنائس الولايات المتحدة ومجلس الكنائس العالمي والفاتيكان، وشاركت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز في أعمال المؤتمر وانتدب سماحة شيخ العقل نعيم حسن القاضي غاندي مكارم لإلقاء الرسالة التي بعث بها إلى المؤتمرين.
تميّز المؤتمر أيضاً بالدور البارز الذي لعبه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيِّب في الإعداد للمؤتمر والمشاركة في أعماله وجلساته وكذلك في إعداد البيان النهائي، كما لعب الرئيس الروحي لأقباط مصر البابا تواضروس الثاني دوراً مهماً في أعمال الجلسات وفي الإعلان النهائي الذي اعتبر منعطفاً كبيراً في صياغة المفاهيم الإسلامية للدولة وكذلك في صياغة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر أو في خارجها.
ويتألف إعلان الأزهر حول الحرية والمواطنة من ستة بنود أساسية وهنا أهم النقاط والمبادئ التي تضمّنها:
أولاً: إن مصطلح “المواطنة” هو مصطلح أصيل في الإسلام، وقد شعّت أنواره الأولى من دستور المدينة وما تلاه من كتب وعهود لنبي الله – صلى الله عليه وسلم – يحدّد فيها علاقة المسلمين بغير المسلمين في أول مجتمع إسلامي أسسه، هو دولة المدينة. هذه الممارسة لم تتضمن أي قدر من التفرقة أو الإقصاء لأي فئة من فئات المجتمع آنذاك، وإنما تضمّنت سياسات تقوم على التعددية الدينية والعرقية والاجتماعية، وهي تعددية لا يمكن أن تعمل إلا في إطار المواطنة الكاملة والمساواة التي تمثلت بالنص في دستور المدينة على أن الفئات الاجتماعية المختلفة ديناً وعرقاً هم “أمة واحدة من دون الناس”، وأن غير المسلمين لهم ما للمسلمين،

مشهد-عام-لقاعة-المؤتمر-والمشاركين
مشهد-عام-لقاعة-المؤتمر-والمشاركين

وعليهم ما على المسلمين.
ثانياً: إن أول عوامل التماسك وتعزيز الإرادة المشتركة يتمثل في الدولة الوطنية الدستورية القائمة على مبادئ المواطنة والمساواة وحكم القانون، كما إن تجاهل مفهوم المواطنة ومقتضياته يشجّع على الحديث عن الأقليات وحقوقها والذي كنا نظن أنه ولى بتولي عهود الإستعمار، إلا أنه أعيد استخدامه أخيراً للتفرقة بين المسلمين والمسيحيين، بل بين المسلمين أنفسهم، لأنه يؤدي إلى توزّع الولاءات والتبعية لمشروعات خارجية.
ثالثاً: نظراً إلى ما استشرى في العقود الأخيرة من ظواهر التطرف والعنف والإرهاب التي يتمسح القائمون بها بالدين، وما يتعرّض له أبناء الديانات الأخرى والثقافات الأخرى في مجتمعاتنا من ضغوط وتخويف وتهجير وملاحقات واختطاف، فإن المجتمعين من المسيحيين والمسلمين في مؤتمر الأزهر يعلنون أن الأديان كلها براءٌ من الإرهاب بشتى صوره، وهم يدينونه أشدّ الإدانة ويستنكرونه أشدّ الاستنكار.
رابعاً: إن حماية المواطنين في حياتهم وحرياتهم وممتلكاتهم وسائر حقوق مواطنتهم وكرامتهم وإنسانيتهم، صارت الواجب الأول للدول الوطنية التي لا يصح إعفاؤها منها، ولا ينبغي بأي حالٍ من الأحوال مزاحمة الدولة في أداء هذا الواجب أياً كان نوع المزاحمة.
إننا اليوم مدعوون جميعاً بحكم الانتماء الواحد والمصير الواحد إلى التضامن والتعاون لحماية وجودنا الإنساني والاجتماعي والديني والسياسي، فالمظالم مشتركة، والمصالح مشتركة.
خامساً: إننا لنتطلع إلى إقامة المزيد من صلات التعاون بين سائر المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية في العالم العربي، من أجل العمل معاً في مجالات الإرشاد والتربية الدينية والأخلاقية، والتنشئة على المواطنة، وتطوير علاقات التفاهم مع المؤسسات الدينية العربية والعالمية، ترسيخاً للحوار الإسلامي المسيحي وحوار الحضارات.
سادساً: إن طموح الأزهر ومجلس حكماء المسلمين من وراء هذا المؤتمر هو التأسيس لشراكة متجددة أو عقد مستأنف بين المواطنين العرب كافة، مسلمين ومسيحيين وغيرهم من ذوي الانتماءات الأخرى، يقوم على التفاهم والاعتراف المتبادل والمواطنة والحرية. إن المجتمعين مسلمين ومسيحيين يجددون عهود أخوتهم، ورفضهم أية محاولات من شأنها التفرقة بينهم، وإظهار أن المسيحيين مستهدفون في أوطانهم، ويؤكدون أنهم مهما فعل – ويفعل – الإرهاب بيننا في محاولة للإساءة إلى تجربتنا المشتركة، واستهداف مقومات الحياة في مجتمعاتنا لن ينال من عزيمتنا على مواصلة العيش الواحد وتطويره والتأكيد على المواطنة فكراً وممارسة، وهو -سبحانه- من وراء القصد، وهو حسبُنا ونعم الوكيل.

شيخ-الأزهر-الدكتور-أحمد-الطيِّب-يلقي-خطاب-الافتتاح
شيخ-الأزهر-الدكتور-أحمد-الطيِّب-يلقي-خطاب-الافتتاح

مواقف بارزة في كلمة شيخ الأزهر

إفتتح شيخ الأزهر في مؤتمر الحرية والمواطنة بكلمة بليغة عبّرت عن أبرز الهموم الواقعية التي يواجهها الإسلام في علاقاته بالعالم وفي تعامله اليوم مع غير المسلمين، وتميّزت كلمة الدكتور الطيب بموقفها التقدمي والجريء من المسائل المثارة كما يبدو من المقتطفات التالية:
• إن رسالات الأنبياء التي تصطدم اصطداماً مدوياً بكل التفسيرات المغشوشة التي تتنكَّب بها طريق الأديان، بل وتُخطف بها النصوص المقدسة لتصبح في يد القِلَّة المُجرمة الخارجة عليها، وكأنها بندقية للإيجار، لِمَن ينقد الثمن المطلوب من سماسرة الحروب وتُجَّار الأسلحة، ومُنظِّري فلسفات الاستعمار الجديد.
• هل الإرهاب صناعة محلية، أو صناعة عالمية، أُحِكمَت حلقاتُها، ثم دُبِّرت بليل في غفلة، أو في تواطؤ مع كثير من الساهرين على حقوق الإنسان.
• إن هذه الشرذمة (التكفيريين) الشاردة عن نهج الدين كانت إلى عهد قريب محدودة الأثر والخطر، وكانت من قلة العُدَّة وضعف العتاد عاجزة عن تشويه صورة المسلمين، إلَّا أنَّها الآن، أوشكت على أن تُجيِّشَ العالَم كُلَّه ضِدَّ هذا الدِّين الحنيف.
• إن المتأمل المنصف في ظاهرة الإسلاموفوبيا لا تخطئ عيناه هذه التفرقة اللامنطقية، أو هذا الكيلَ بمكيالين بين المحاكمة العالمية للإسلام من جانب، وللمسيحية واليهودية من جانب آخر، رُغم اشتراك الكل في عريضة اتهام واحدة، وقضية واحدة هي قضية العنف والإرهاب الديني، فبينما مرَّ التطرُّف المسيحي واليهودي برداً وسلاماً على الغرب من دون أن تُدنَّس صورة هذين الدينين الإلهين؛ إذا بشقيقهما الثالث يُحبَسُ وحده في قفص الاتهام، وتجري إدانتُه وتشويه صورتهِ حتى هذه اللحظة.
• إن الإسلاموفوبيا إذا لم تعمل المؤسسات الدينية في الشرق والغرب معاً للتصدي لها، فإنها سوف تطلق أشرعتها نحو المسيحية واليهودية إن عاجلاً أو آجلاً.
• إن تبرئة الأديان من الإرهاب لم تعد تكفي أمام هذه التحديات المتوحشة، وأن خطوة أخرى يجب علينا أن نبادر بها، وهي: النزول بمبادئ الأديان وأخلاقياتها إلى هذا الواقع المضطرب، وأن هذه الخطوة تتطلَّب – من وجهة نظري- تجهيزات ضرورية، وأولها إزالة ما بين رؤساء الأديان وعلمائها من بقايا توترات وتوجسّات لم يَعُد لوجودها الآن أيُّ مُبرِّر، فما لم يتحقق السلام بين دُعاته أولاً لا يمكن لهؤلاء الدُّعاة أن يمنحوه للناس، وأنى لفاقد شيء أن يمنحه لغيره! وهذه الخطوة بدورها لا تتحقَّق إلَّا مع التعارف الذي يستلزم التعاون والتكامل، وهو مطلب ديني في المقام الأول.
• إن الأزهر حين يدعو إلى نشر مفهوم “المواطنة” بديلاً عن مصطلح “الأقلية والأقليات”، فإنما يدعو إلى مبدأ دستوري طبقه نبي الإسلام صلّى الله عليه وسلّم على أول مجتمع مسلم في التاريخ، وهو دولة المدينة، حين قرر المساواة بين المسلمين من مهاجرين وأنصار، ومِن اليهود بكل قبائلهم وطوائفهم بحسبان الجميع مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، وقد حفظ لنا تراث الإسلام في هذا الموضوع وثيقة مفصَّلة في شكل دستور لم يعرفه التاريخ لنظام قبل الإسلام.
• إن الإسلام ينبهنا إلى حق أصيل فطر الله الإنسان عليه، وهو حق الحرية والتحرر من الضغوط، وبخاصة: ما يتعلق بحرية الدين والاعتقاد والتمذهب: }لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ{ البقرة: 256، }وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ{يونس: 99، }لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ{الغاشية: 22، }إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ {الشورى: 48. وكان من بين البنود التي اشتمل عليها كتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلَى أَهْلِ الْيَمَنِ، وأنه: “مَنْ كَرِهَ الْإِسْلَامَ مِنْ يَهُودِيٍّ، أَوْ نَصْرَانِيٍّ، فَإِنَّهُ لَا يُحَوَّلُ عَنْ دِينِهِ”، إلى آخر كل هذه النصوص الدينية المُؤسِّسَة لحقِّ الحُريَّة والتحرُّر.

سماحة شيخ عقل الطائفة في كلمة إلى مؤتمر الأزهر

الأزهر إستكمل دوره التاريخي التنويري
بدعم الدولة الدستورية الديمقراطية الحديثة

تلا فضيلة القاضي الشيخ غاندي مكارم كلمة سماحة شيخ عقل طائفة الموحِّدين الدروز الشيخ نعيم حسن أمام مؤتمر الحرية والمواطنة معبراً في البدء عن تثمين سماحة شيخ العقل لما يقوم به الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين عبر هذا النوع من الملتقيات الروحية الرفيعة المستوى، ملمحاً في البدء إلى “أنَّ المواطَنة مفهوم مدنيّ مرتبط بحقوق الإنسان، تأسَّس في الأفكار التي طرحتها الثورة الفرنسيَّة، ثم تطوَّر نتيجة بروز القوميَّات، وصولاً إلى تجسيده في نصوص عالمية أبرزها ميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان”.
وأضاف سماحة شيخ العقل: “إن العدل ضرورة يوجبُها العقلُ النيِّر المسترشِد بحكمة الحكيم، وإنَّ مقاصدَ الشريعة كلّها تهدفُ إلى حفظ نظام العالم بتحقيق المصالح وإبطال المفاسد” مشيراً إلى أن “المصالح الضروريَّة” تتمثل بـالكلّيات الخمس وهي: حقّ الدّين (المعتقد) وحقّ النفس، وحقّ العقل وحقّ النسل وحقّ المال، وهذه الحقوق الطبيعية أكّد عليها الرُّسل جميعاً”.
ودعا سماحة شيخ العقل إلى التوقف مليّاً أمام ما حقَّقه الأزهر الشريف استكمالاً لدوره التاريخي التنويريّ، ولاسيما تصدّيه للمسائل الدقيقة، حين أصدر تباعاً (منذ العام 2011) الوثائق الهامَّة المعروفة حول “مستقبل مصر”، وفي مساندة حركات التحرُّر العربيّ، وفي بيان منظومة الحرّيات الأساسيَّة، وفي حقوق المرأة، آخذاً في الاعتبار الأبعاد الفقهيَّة والتاريخيَّة والحضاريَّة الإصلاحيَّة، وهو الذي تحدّث بشجاعة عن دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستوريَّة الديمقراطيَّة الحديثة، واحترام أدب الاختلاف، واحترام المواثيق الدوليَّة، كما أكَّد على حرِّيَّة العقيدة وحرية الرأي والتعبير، وحرية البحث العلمي”.
وقال سماحة شيخ العقل: “إنَّ مبدأ “المواطنة” علَّة وجود معظم ما تضَّمنته تلك الوثائق من مفاهيم ومقاربات، وهذا أمرٌ في غاية الأهميَّة من حيث إنجازه من قبَل مرجعيَّة هي مرجعيَّة الأزهر الشريف، ومن حيث إنه أرسى قواعد التطوير والتأصيل من دون أن ننسى بالطبع محطات التنوير التي يسعى المخلصون إلى انعقادها حول هذه المواضيع على امتداد العالم العربي والإسلامي”.
واستذكر سماحة شيخ العقل في سياق مخاطبته للمشاركين كلام الأمير شكيب أرسلان حين قال: “كما إنّ آفة الإسلام هي الفئة التي تريدُ أن تلغي كلَّ شيءٍ قديم، من دون نظر في ما هو ضارّ منه أو نافع، كذلك آفّة الإسلام هي الفئة الجامدة التي لا تريدُ أن تغيِّرَ شيئاً، ولا ترضى بإدخال أقلّ تعديل على أصُول التّعليم الإسلامي..”. ويعبِّر بشكلٍ رائع عن هذا الخلل بعبارة موجزة بالغة البيان: “أضاعَ الإسلامَ جاحدٌ وجامد.” وقد تساءل الأميرُ شكيب أرسلان وهو المؤمن العارف بالمضامين العميقة لكتاب الله وواقع المسلمين، قائلاً: “إنَّ الإسلامَ هو من أصله ثورةٌ على القديم الفاسد، وجَبٌّ للماضي القبيح، وقطع كلّ العلائق مع غير الحقائق، فكيف يكونُ الإسلامُ ملَّةَ الجمود؟” وختم سماحته الرسالة بالدعاء “أن يسدد الله تعالى خطانا ويوفِّقنا إلى ما فيه خير أمَّتنا وينوِّر بصائرنا بهداه”.

جامع الأمير شكيب أرسلان في المختارة

وليد بك يتابع الحدث التاريخي بتدشين كنيسة سيدة الدر في المختارة بعد ترميمها وتجديدها1
وليد بك يتابع الحدث التاريخي بتدشين كنيسة سيدة الدر في المختارة بعد ترميمها وتجديدها1

في زمن الإرهاب والإجرام والتدمير نبعث برسالة إلى العالم. لبنان يستطيع أن يقدّم مثالاً فريداً في حماية التعددية والتنوع

وليد بك يتابع الحدث التاريخي بتدشين كنيسة سيدة الدر في المختارة بعد ترميمها وتجديدها

وسط المناخ المشحون الذي يعيشه لبنان والأنواء العاصفة في المنطقة رسم حدثان وطنيان في المختارة صورة مختلفة جسدت الصمود الوطني دفاعا عن صيغة لبنان التنوع والتآخي والسلم الأهلي. كان مدهشا حقا ما حمله هذان الاحتفالان التاريخيان للبنانيين من دلالات في وقت هم في أمس الحاجة إلى جرعة إيجابية تبقي على الأمل حيا في قلوبهم وتقدم لهم الدليل على أن الوطن باق وأن اللبنانيين متفقون على أنه لا خيار أمامهم وسط صحراء الجهل والعنف والكراهية التي تجتاح المنطقة إلا استجماع كل عناصر القوة والصمود لحماية حريتهم وكرامتهم وصيغة عيشهم.
كان المشهد فريدا ومن المشاهد الحضارية النادرة التي تناقض مشاهد الجهل والعنف والدماء الذي تصطبغ بها شاشاتنا صباح مساء. نعم هنا في لبنان وفي جبله العريق، وليس في أي مكان في العالم العربي أو في هذا المشرق المتهاوي، يجتمع القادة السياسيون والروحيون والأعيان والمواطنون من كل صوب للاحتفال بكنسية ثم بجامع، لأخذ صور جامعة وتبادل كلمات ليس فيها تهديد ولا وعيد ولا تبجح بانتصارات وقهر لفئة من المواطنين.. نعم هنا التقى الجميع ودون أن ينسوا اختلافاتهم وخصوصيات كل فريق منهم لكن ليؤكدوا على ما يجمعهم أولا وهو كثير وأهمه إنسانيتهم المشتركة وهذه الإرادة الصلبة في حماية النسيج الوطني وتعزيز الأواصر وحفظ قيمة الإنسان وتجديد الثقة. كأنهم يقولون نريد أن نحفظ لأبنائنا ولأحفادنا هذا الوطن الجميل الذي تسلمناه من السابقين، ولا نريد له أن يصبح أرضا مهجورة ولأبنائنا أن يقنطوا ويفروا إلى أربع زوايا الأرض. لأنه لا وطن من دون مواطنين ومن دون أجيال شابة ومقدامة ومتفائلة، ولا بديل لذلك عن الكنيسة وعن الجامع وعن مجلس الذكر والحسينية لا بديل عن صون الأمل وعن الشراكة الحقيقة في الوطن.
وليد جنبلاط لا يقول الكثير في هذه الأيام التي استلبت فيها العقول واسترهنت عواطف وأرواح وتعطلت فيه بوصلة الكثيرين، لكنه عبر حدثي المختارة أتحف اللبنانيين بمائدة كبيرة للأمل وبحدثين يحملان من الرمزية والدلالات ما يفوق في بلاغته مئات الخطب والبيانات. وليد جنبلاط نفسه بما يجسد هو من رمزية ومن استمرارية لإرث الأمير شكيب أرسلان العربي الإسلامي ورؤية كمال جنبلاط الإنسانية التقدمية وعنفوان مي أرسلان العربي، وليد جنبلاط هو وحده القادر في هذه الظروف على أن يجمع في مكان واحد في لبنان، وفي دار المختارة بالتحديد، كل أطياف البلد ونخبته السياسية والروحية والفكرية وهو في موقع المستطيع لأنه يمتلك المصداقية ولأنه صوت الضمير والعقل في زمن الأهواء والغرائز والشحن الآثم.

رئيس التحرير

تدشين كنيسة سيدة الدرّ في المختارة

كنيسة-سيدة-الدر-في-المختارة-بعد-تجديدها
كنيسة-سيدة-الدر-في-المختارة-بعد-تجديدها

الكاردينال الراعي
المصالحة بين المسيحيين والدروز هي الخطوة الضرورية
لتعبيد طريق المصالحة الشاملة بين جميع اللبنانيين

وليد جنبلاط
التجارب أثبتت أن أي أثمانٍ تُسدد في سبيل السلم
هي أرخص من أثمان الحرب والقتل والدمار

احتفل المسيحيون ولبنان في السادس من آب المنصرم بتدشين كنيسة سيدة الدر في المختارة والتي تم بناؤها في العام 1820 بمبادرة من الشيخ بشير جنبلاط في عهد البطريرك يوحنا الحلو ومطران صيدا ودير القمر آنذاك عبد الله البستاني. وكان وليد بك جنبلاط أشرف بنفسه على أعمال التجديد وعلى التحضيرات التي تمت لافتتاح الكنيسة برعاية من الكاردينال بشارة الراعي بطريك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة. وتحول يوم التدشين والاستقبال الحاشد الذي تم في المختارة للبطريرك الراعي إلى يوم وطني رسخ المصالحة التاريخية التي تمت في الجبل قبل 15 عاما برعاية من البطريرك مار نصر الله بطرس صفير والزعيم وليد جنبلاط وترافقت بإعلانات متبادلة بأن حرب الجبل انتهت إلى غير رجعة. وقد دشنت المصالحة يومها سلسة من المصالحات المحلية التي استهدفت حفز المواطنين المسيحيين على العودة إلى قراهم وتم بمساعدة صندوق المهجرين تمويل ترميم المنازل وتسهيل العودة للألوف من سكان القرى المسيحية والمختلطة. ويعتبر تدشين الكنيسة في المختارة مؤشرا إيجابيا أساسيا يعزز ثقة المسيحيين بالشراكة الوطنية في الجبل ويشجع المزيد منهم على العودة للاستقرار في منطقة تعتبر من أجمل المناطق السكنية في لبنان وبين أبرز المناطق التي استعادت تقليد العيش المشترك بعد الامتحان المؤلم للحرب الأهلية.

غبطة-البطريرك-مار-بشارة-بطرس-الراعي-سماحة-شيخ-عقل-الطائفة-الشيخ-نعيم-حسن-السفير-البابوي-غابريال-كاتشيا
غبطة-البطريرك-مار-بشارة-بطرس-الراعي-سماحة-شيخ-عقل-الطائفة-الشيخ-نعيم-حسن-السفير-البابوي-غابريال-كاتشيا

في-استقبال-سماحة-مفتى-الجمهورية-عبد-الطيف-دريان-ويبدو--وليد-بك-جنبلاط-والأمير-طلال-أرسلان-وبعض-الضيوف
في-استقبال-سماحة-مفتى-الجمهورية-عبد-الطيف-دريان-ويبدو–وليد-بك-جنبلاط-والأمير-طلال-أرسلان-وبعض-الضيوف

 

 

 

 

 

 

 

 

برز المشاركين
أبرز ما لفت الأنظار في احتفال تدشين كنيسة سيدة الدر في المختارة كان حجم المشاركة الوطنية الواسعة التي شملت كافة القوى والزعامات السياسية والروحية والشخصيات التي انضمت إلى الكاردينال الراعي والزعيم وليد جنبلاط للاحتفال بالمناسبة. كما شارك شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن على رأس وفد من المشايخ الأجلاء وقضاة المذهب ووفد من مؤسسة العرفان التوحيدية . وضم الحضور العديد من النواب والوزراء وممثلي الطوائف والمرجعيات الروحية والشخصيات البارزة وممثلي الأحزاب والجمعيات.
وبعد الاستقبال من المدخل صعوداً نحو باحة “البركة” أقيم الاحتفال واستهله النائب جنبلاط بكلمة تطلع فيها أن “تدرّ علينا الأيام الآتية المزيد من الحكمة والوعي والمسؤولية ورئيساً للجمهورية وحلولاً لمشاكلنا المعقدة فتستعيد المؤسسات المعطلة دورها المنتظر وتعود عجلة الدولةُ إلى الدوران بإنتظام”
وأكد جنبلاط على تمتين مصالحة الجبل مكررا القول: “حرب السنتين ورواسبها انتهت إلى غيرِ رجعة، وحرب الجبل لا رجعة لها“. وقال: “في الوقتِ الذي تخطى الإرهاب الحدود الجغرافية بين الدول راسماً بالدم كل أشكال القتل والإجرام والتدمير، نؤكد في لبنان إحياء مناخ المصالحة والتقارب بين اللبنانيين، ونبعث برسالة إلى العالم أن لبنان يستطيع أن يقدّم مثالاً فريداً في حماية التعددية والتنوع“.
وأضاف: “لقد أثبتت كل التجارب، السياسية منها أو العسكرية، أن أي أثمانٍ تُسدد في سبيل السلم أرخص من أثمان الحرب والقتل والدمار“.
ثم ألقى الراعي كلمة أكد فيها “التزامنا جميعا، كلٌ من موقعه باستكمال هذه المصالحة عبر توفير إطارها الروحي والاجتماعي والاقتصادي والإنمائي، بحيث تعود الحياة إلى الجبل كسابق عهده، إخاءً وحياةً اجتماعية ناشطة“.
وتابع: القول: “إن تحقيق المصالحة بين المسيحيين والأخوة الموحّدين الدروز هو الخطوة الأولى التي لا مفرّ منها، في سبيل تعبيد الطريق نحو المصالحة الشاملة بين جميع اللبنانيين؛ ومن دون هذه المصالحة الشاملة لا ينهض مشروع بناء الدولة اللبنانية القادرة السيّدة الحرّة المستقلة احتفال تدشين جامع الأمير شكيب أرسلان في المختارة في 18 أيلول الماضي حمل معانٍ تاريخية استكملت المغزى الوطني والتاريخي لتدشين كنيسة سيدة الدرّ قبل ذلك بأربعين يوما، وقد جعل وليد جنبلاط تدشين الجامع ثلاثة مناسبات في مناسبة واحدة: الأولى كانت التأكيد على مغزى إعادة بناء جامع المختارة وقد وضعه في إطار تأكيد الانتماء الإسلامي للموحدين الدروز وفي إطار الوحدة الإسلامية. أما المناسبة الثانية فكانت إحياء ذكرى السلف الكبير الذي جُعل الجامع معلما يخلد اسمه وجهاده الطويل في سبيل العروبة والإسلام أما المناسبة الثالثة فكانت إحياء ذكرى سيدة القصر الأميرة مي شكيب أرسلان والتي توافقت مناسبة التدشين مع ذكرى مرور ثلاث على غيابها.
تدشين جامع المختارة تم برعاية سماحة مفتى الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي حضر برفقة وفد كبير ضم مفتيي المناطق وقضاة الشرع وعلماء ومدراء المرافق في مؤسسات دار الفتوى وحضر الاحتفال وليد بك جنبلاط ونجلاه تيمور وأصلان وخالته الأميرة ناظمة أرسلان وعطوفة الأمير طلال وسماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز وقضاة المذهب ومؤسسة العرفان التوحيدية وجمهور غفير من عقال الموحدين الدروز ومن رجال الدين المسلمين من الطائفتين السنية والشيعية، كما حضر رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة، والنائب علي بزي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري على رأس وفد والنائب بهيّة الحريري ممثلة الرئيس سعد الحريري، وممثل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الآباتي سعد نمر، وممثل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان وحشد كبير من النواب والوزراء الحاليين والسابقين ومن السياسيين وقادة الأحزاب والشخصيات المدنية والعسكرية.
وبعد تلاوة آيات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني ألقى النائب جنبلاط كلمة بدأها بتأبين مؤثر لـ “صاحبة الدار” الأميرة مي أرسلان بمناسبة مرور ثلاث سنوات على رحيلِها منوها بدورها الكبير في حماية المختارة في أقسى الظروف السياسية والعسكرية” وأضاف منوها بالتزامها العربي فقال: “آمنت بحرية الشعوبِ رافضة الاستعمار بأي شكل وفي طليعتها شعب الجزائر وشعب فلسطين فسارت على خطى الأمير شكيب، وأذكر غضبها واستنكارها لخطف واغتيال المناضل العربي الكبير المهدي بن بركة”.
وأضاف: “وآمنت بتحريرِ المرأة من القيود الإجتماعية والفكرية التي تكبّلها، ورفضت سجنها في إطار من الموروثات القديمة التي تعيق قدرتها على تأدية دورها كاملاً في المجتمع بعيداً عن التقوقع والإنغلاق”.
وأضاف: “إنني أرى أن نظرة مي جنبلاط التحررية مبنية على الأسس التي وضعها في منظومته الفكرية والدها الراحل الأمير شكيب أرسلان وهو أحد كبارِ المفكرين في الحداثة الإسلامية وصاحب نهجٍ انفتاحي إذ دعا بصراحة للاستفادة من تجارب الغرب انطلاقاً من فهمه العميقِ للتحديات التي تواجه الإسلام، وقد عبّر عنها بصراحة ومسؤولية، وعلى طريقته، في كتابه الشهير: “لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدّم غيرهم؟”
وأكد: “إن التطورات التي شهدها ويشهدها العالم من خلال تخطي الإرهاب لحدود الدول والقارات تجعل من مسألة تجديد الفهمِ الديني للوقائع المتسارعة مسألة حتمية لا تحتمل النقاش والتأويل. وهذه مسؤولية جماعية سيولد تأخيرها مفاعيل سلبية على كل المستويات”.
وختم بالقول “إن بناء هذا المسجد في الجبل، في الشوف، في المختارة إنما يؤكد على الانتماء الإسلامي للموحدين الدروز” وأعرب عن تقديره لسماحة مفتى الجمهورية لاحتضانه افتتاح مسجد الأمير شكيب أرسلان، معتبرا الزيارة بمثابة تأكيد على إسلام الاعتدال والتسامح والتعايش ومحطة جديدة على طريق الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية “التي تقع علينا جميعاً مسؤولية حمايتها” ووجه جنبلاط باسمه وباسم الأمير طلال أرسلان وخالته الأميرة ناظمة أرسلان جميع المشاركين في هذا اللقاء التاريخي المميز”. كما نوه بجهودِ المهندسين مكرم القاضي وزياد جمال الدين اللذين وضعا تصاميم المسجد.

جامع-الأمير-شكيب-أرسلان-في-المختارة
جامع-الأمير-شكيب-أرسلان-في-المختارة

افتتاح مسجد الأمير شكيب أرسلان في المختارة

وليد جنبلاط
تأكيد على إسلام الاعتدال والتسامح والتعايش
ومحطة على طريق الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية

المفتي دريان
لنتابع المهمَّة التي عاش مِن أجلها شكيب أرسلان
واستشهد من أجلها المعلم كمال جنبلاط،

سماحة شيخ العقل
عودة إلى الجذور

أصحاب-الفضيلة-المشايخ-خلال-حفل-افتتاح-جامع-الأمير-شكيب-ارسلان-في-المختارة
أصحاب-الفضيلة-المشايخ-خلال-حفل-افتتاح-جامع-الأمير-شكيب-ارسلان-في-المختارة

حيّا سماحة شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن تدشين جامع المختارة قائلا: “لا نستطيع أن نفصل مشهد إعادة بناء جامع الأمير شكيب أرسلان في المختارة عن الجذور التاريخية للجبل ولبني معروف، وتاريخ الأمراء المعنيين لا زال في ذاكرتنا من دير القمر إلى البقاع ووسط بيروت، حيث ترتفع في قلب بيروت مئذنة جامع الأمير منذر، منذ بدايات القرن السابع عشر وما زال حتى يومنا. وكان سبق للشيخ بشير جنبلاط أيضاً أن بنى جامعاً غير بعيد عن قصره عام 1814 م، الصحيح أنّ للموحدين الدروز في مسالكهم منحى في التقوى، بدأ أثره على بيوت عباداتهم الموصوفة بالتواضع والتقشف، لكن الأمير السيد التنوخي الذي عاش في القرن الخامس عشر كرّس مبدأ تضامن الجماعة عبر ما يمثله المسجد من مكان يزهر بذكر الله، وهذه كلها معاني وأمور راسخة عند الموحدين مهما حصل من عواصف، ورغم كل الافتراءات التي رماها بعض البغضاء.
وليد بيك يعرف كيف يُبنى لبنان على ثوابت الحوار والمشاركة والميثاقية، ويعرف كيف تستعيد كنيسةٌ أصوات ناقوسها في الجبل، ويدرك كما أدرك أجداده كيف يحفظ للتراث المعروفي العربي الإسلامي أصالته العريقة، بإعادة بناء جامع كان قد هدّمه الحقد الطائفي. أعاذنا الله وأعاذ لبنان من الفتن، نكرر رؤية الصورة التاريخية لهذا الحدث الكبير الذي ننتظره في 18 من الشهر الحالي، هي صورة نعتبرها مضاءة، وتضيئها صفحات تاريخ لبنان كما أرادتها المختارة وكما نريدها نحن لجميع أطياف الشعب اللبناني من الوحدة والعيش المشترك والسلام.”

المفتي دريان
بعد كلمة وليد بك جنبلاط ألقى المفتى دريان كلمة جامعة خصص قسما كبيرا منها لسيرة الأمير شكيب أرسلان ونضاله الطويل والذي لم يكل في سبيل العروبة والإسلام فقال “إننا بافتتاح مسجد الأمير شكيب أرسلان في المختارة، الذي أسّس على التقوى إن شاء الله، نرفع رايةَ الإسلام السّمح المعتدِل، التي رفعَها الأمير شكيب أرسلان رحمه الله، ونرفع راية العروبة الجامعة، التي كان الأمير شكيب رائداً مِن روَّادها، وركناً من أركانها. وبذلك نأمل في أنْ تتعزّز وحدةُ المسلمين ووحدة اللبنانيين، ليكون لبنان، نموذجاً يُحتذى في العيشِ الأخويّ والوطنيّ المشترك، ولِيكون قدوةً صالحة، تبدِّد غيوم التفرقة والعصبية التي تخيّم فوق ربوع بعض أقطارنا العربية الشقيقة”
وتابع القول: “عندما انتقل الأمير شكيب أرسلان إلى رحمة الله، نعاه مسلمو الشرقِ والغرب، وَفَقَدت الأمة الإسلامية بوفاتِه مؤمناً صادقاً، ومناضلاً مخلصاً، وقيادياً مُترفِّعاً عن مكاسِب الدنيا الفانية، ورُكناً مِن أركان نهضتها. وقد صُلِّي عليه في المسجد العُمرِيِّ الكبيرِ في بيروت، كما تليت صلوات الغائب عن روحِه في مساجد المسلمين، في العديدِ مِنْ دُول آسيا وشَمَالِ إفريقيا، وكأنَّه واحد مِن كبار رجالاتها “وأضاف القول: “لم يكن الأمير شكيب أرسلان مجرّد أمير أرسلاني أو أمير من الأمراء العرب. بل كان أميراً من أمراء الإسلام أيضا وقبل كلّ شيء وكان اسمه أنشودةً يردّدها مسلمو الشرق والغرب”.
وقال سماحة المفتى إن الأمير شكيب أرسلان كان “يتمتَّع بجرأةٍ في تحليل أوضاع العالم الإسلاميّ، كما كان يتمتَّع برؤيا نورانيَّة، تجسَّدت في التحليلِ العِلميّ الذي تضمَّنه جوابه، حول كيفية الخروج مِن نَفق التأخّر إلى رحابة التقدّم والرّقيّ. وهو ما تحتاج إليه اليوم مجتمعاتنا التي تعاني الانغلاق والتعصّب، والجهل والتطرُّف”.
وأضاف: “سنبقى معاً يا وليد بك كمَا كُنّا دائماً، لأنَّ وطننا واحد، ولأنَّ انتماءَنا واحد، ولأنَّ أمَّتنا وَاحدة، وقبل ذلك وبَعده، لأنَّ حرّيَّتنا واحدة، والحريَّة نسب بين أهلها “.

رامي الريس

انها رسالة الى العالم

مفوّض الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي رامي الريّس قال لـ “الضحى”: “لقد صنعت المختارة الحدث الوطني والسياسي مجدداً، فمن خلال إعادة ترميم كنيسة سيدة الدر وبناء مسجد الأمير شكيب أرسلان، بعث النائب وليد جنبلاط برسالة واضحة إلى العالم بأسره مفادها بأن لبنان، رغم كل عثراته السياسية والدستورية والمؤسساتية، لا يزال قادراً أن يؤكد على رسالة العيش المشترك والتعددية والتنوع لا سيما في هذه اللحظات التي تلتهب فيه المنطقة وتتعرض فيها فئات وشرائح اجتماعية واسعة للتهجير والانقراض”.
وأكد الريّس أن “هذه الخطوات الانفتاحية تعلو فوق المناكفات السياسية اليومية، وتؤكد على طي صفحة الماضي والحرب بشكل نهائي وتكرّس مناخات المصالحة الوطنية التي وُضعت ركائزها مع البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في آب 2001، وهي المصالحة التي حطمت الكثير من الجدران والحواجز السياسية والاجتماعية والنفسية التي كانت انتصبت خلال حقبة الأحداث الأهلية الأليمة”.
وتوقف الريّس عند خطابي البطريرك الراعي والمفتي دريان في المختارة مؤكدا أنهما يصلحان للدرس والتعمق والنقاش لاسيما أنهما يعكسان عمق العلاقات التاريخية بين شرائح إجتماعية واسعة من اللبنانيين، ويثبتان أن الاقتتال والتباعد والانقسام ليست سوى حالات استثنائية في تاريخ العيش المشترك في لبنان.

مؤتمر فيينا

متّحدون لمناهضة العنف بإسم الدين

مؤتمــــر فيينا العالمي يدعـــــو
إلى احترام التعددية والحريات

في سياق الحملة الدولية لمناهضة الغلو وأشكال العنف التي ترتكب بإسم الدين نظّم مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات لقاءً عالمياً في مقر المركز في العاصمة النمساوية فيينا شارك فيه المئات من الشخصيات الدينية والفكرية والثقافية بهدف الاتفاق على موقف موحد بين المشاركين، وانعقد اللقاء في 18 و19 تشرين الثاني تحت شعار:»متّحدون لمناهضة العنف بإسم الدين» وتلقت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز الدعوة للمشاركة في اللقاء وقد شارك في أعماله  كل من قاضي المذهب الشيخ غاندي مكارم و رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ سامي أبي المنى الذي ألقى كلمة في المشاركين في الجلسة الثانية التي انعقدت تحت عنوان»دور المؤسسات الدينية والمجتمع المدني في بناء السلام» .
وفي البيان الختامي الذي أصدروه، أكّد المشاركون شجب الصراعات أينما وقعت، خاصة الأحداث المؤلمة والخطيرة التي تجري في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً في العراق وسوريا، كما أعلنوا رفضهم القاطع لكل أشكال العنف، ولاسيما التي ترتكب بإسم الدين، وبراءة الإسلام الحنيف مما يتعرض له المسلمون من تشويه لتعاليم دينهم وقيمهم، ودورهم الحضاري، وأعلن المنتدون إدانتهم لكل ما يتعرّض له المواطنون في العراق وسوريا من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأكّد المشاركون في بيانهم الختامي على أن كلّ مكوّن ديني أو عرقي أو ثقافي أو لغوي في هذه البلدان هو عنصر أصيل في تاريخها وعامل في بناء مستقبلها بالشراكة الكاملة على أسس المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين، ودعا البيان إلى الحفاظ على هذا التنوُّع في المجتمعات العربية، والذي يشكل إرثاً حضارياً وميزة ثقافية.
شجب الصراعات
وألقى رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ سامي أبي المنى كلمة أعلن فيها عن دعم الموحدين الدروز لأهداف المؤتمر وشجبهم لاحتدامَ الصراعِات المذهبية والدينية والعرقية وطغيانَ العنف والتسلُّط السياسي او الكبت الاجتماعي.
النموذج اللبناني
وشدد الشيخ أبي المنى على النموذج المتقدم للتعايش بين الديانات والثقافات الذي يمثله لبنان والجبل خصوصاً، حيث يعيش المسيحيّون حياةً مشتركة مع أخوانهم ومواطنيهم المسلمين، وعلى الأخصّ الموحّدين الدروز، مؤكداً أنّ العنفَ والصدام ومحاولات الإلغاء والتهميش والتحجيم لا تُجدي، وأنّ التعاطي الإيجابي الواقعي والتوافق أجدى وأنفع، وأن التنوَّع الذي مَنَحنا إياه الخالقُ تعالى هو عاملُ غنىً للمجتمع، أراده اللهُ تعالى، بقوله: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ».
وأكد أبي المنى أنّ صيغةَ العيش المشترك تظلُّ السمةَ الأساسيةَ الأرقى في المجتمع التعدُّدي، وهي صيغةٌ ضامنة يجب الحفاظُ عليها وتحصينُها وتطويرها، وذلك لا يكون إلّا بالحوار وتبادل الخبرات، وتنمية روح الصداقة والمحبة وهو ما يأتي في صلب توجُّه طائفة المسلمين الموحدين الدروز، التي تجد نفسها في الموقع الوسطيّ اللاحم للكيان الوطني والضامن للعيش المشترَك.
وقال إنّ الدين، بنظرنا، ليس غايةً، بل هو وسيلةٌ لخدمة الإنسان ومساعدته لتحقيق إنسانيتِه، والتوحيدُ هو الطريقُ الأفضلُ لفَهم الذات وفَهم الآخر والمصالحة مع الله ومع الناس، وبالتالي لبناء السلام.
وأكد أنّ ما يحصل في كلٍّ من سوريا والعراق وغيرِهما من البلدان المجاورة يساهم في تعميق الهوة وتقوية المتاريسُ المذهبية والدينية فيما المطلوبُ هو تغذيةُ المؤمنينَ بالروحانية والعقلانية ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر واحترام حرية التعبير والمعتقد.

وقال إن الشرق الجامعِ للأديان التوحيدية كان دائماً هدفا أساسيٍّا في لعبةِ الأُمم، لذلك فإننا نجد أنفسَنا كالقابضِ على جمر التناقضات المتراكمة، فإمّا أن نُحوّلَ التنوّعَ نوراً يُضيء العالَم بأسره، وإمّا أن نُشعلَه ناراً تَحرقُ الجميع، لذلك فإننا نرى ما يراه المؤمنون المتنوّرون في كل مكان، من أنّ المجتمعاتِ المتنوِّعة، كمجتمعاتنا، والتي تضمّ المجموعات الدينية أو الإثنية القليلة العدد نسبياً، ونحن منها، لا يمكن أن ترتاحَ أو تطمئنَّ إلّا  باندماجها في ثقافةٍ وطنيةٍ موحِّدة وحضارةٍ جامعة، وفي ظلّ  جوٍّ من الحرية الدينية تعيش فيه خصوصياتِها وتقاليدَها، ويشعرُ فيه أبناؤها أنهم مواطنون متساوون، في دولة الخير والإصلاح، دولة المواطَنة الجامعة التي تحترم الدين وتتناغم معه بدل أن تعزله، فتستمدّ روحيتها من روحه، دولة ترعى الجميعَ في ظلّ ثقافة القانون وحكم العدالة.

مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران
دعوة إلى الاحترام المتبادل وإدانة التكفير

عقد المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية مؤتمره الدولي الثامن والعشرين للوحدة الإسلامية بطهران بين 7 و9 كانون الثاني 2015 بحضور مئات الشخصيات الدينية والعلمية من إيران والعالم الإسلامي ولبت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز الدعوة للمشاركة في المناسبة ، فحضر عنها رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ سامي أبي المنى والشيخ فاضل سليم. ألقى الشيخ أبي المنى كلمة في الجلسة العمومية الثانية للمؤتمر، أكد فيها دعم الموحدين الدروز لكل مظاهر الوحدة الإسلامية وعلاقات التسامح والتعاون بين المذاهب مشددا على رفض العنف وأشكال التطرف ونزعات التكفير؛ كما أجرى الشيخ أبي المنى عددا من المقابلات مع وسائل الإعلام الإيرانية والاسلامية. وعلى هامش المؤتمر، كما قام وفد مشيخة العقل بزيارات واتصالات تعارف ومجاملة شملت زيارة السيد جواد الشهرستاني في مدينة قمّ (ممثل السيد السيستاني، وصهره) للاطمئنان على صحته وتأكيد التواصل مع مؤسساته الثقافية.
تبنى المؤتمر لهذا العام شعارا لأعماله «لأمة الإسلامية الواحدة:التحديات والآليات» وكان قد افتتح المؤتمر الرئيس الإيراني الدكتور الشيخ حسن روحاني بكلمة جامعة شدد فيها على ضرورة تحقيق الوحدة والتلاحم بين ابناء الامة الاسلامية، موضحا اهمية التعريف بالاسلام الرحماني للمسلمين وغير المسلمين كدين يسر وحلم وليس كدين تطرف وعنف.
يهتم مؤتمر الوحدة الإسلامية بحكم رسالته بالتقريب بين المذاهب والجماعات الإسلامية وبصورة خاصة بالتقارب الشيعي السني باعتباره المرتكز الأهم المأمول لقيام الوحدة بين المسلمين وتوحيد مواقفهم إزاء التحديات التي تواجههم على اكثر من صعيد. وقد تم التأكيد مجددا من قبل المؤتمر على تقارب المذاهب الإسلامية التي تؤمن بأركان الإسلام وأصول الإيمان ، ولا تنكر معلوماً من الدين بالضرورة وعلى أن الاختلاف السياسي لا يجوز أن يستغل الاختلافات العقدية أو التاريخية أو الفقهية, كما أكدّ المؤتمر محافظته على هذه الروحية، بالحث على وجوب احترام المسلمين بعضهم لبعض، وترك البحث في الأمور الخلافية للعلماء والخبراء مؤكدا على عدم جواز الانتقاص من كرامة آل البيت الطاهرين أو أمهات المؤمنين أو الصحابة الكرام أو أئمة المسلمين، وعدم جواز استباحة المساجد ودور العبادة وكذلك الحسينيات والزوايا والمراقدن تحت أي مبرِّرٍ أو شعار. ونبه المؤتمر إلى خطورة انتشار السلوكيات المادية المنحرفة وحالة التقليد والتبعية للغرب والانبهار به.
ودعا المؤتمر العالم الاسلامي وشعوب المنطقة لتوحيد صفوفها في مواجهة حركات التطرف والتكفير ودعم إيجاد حلول سلمية للنزاعات في عدد من البلدان الإسلامية.

نشطات

[su_accordion]

[su_spoiler title=لقاء شعبي للجنة الاجتماعية في حاصبيا
ة” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]

العميد عصام أبو زكي رئيس اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي copy
العميد عصام أبو زكي رئيس اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي

]

تنظّم اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز برئاسة العميد أنيس أبو زكي جلسة حوار عامة مع رؤساء البلديات والمخاتير والفعاليات في منطقة حاصبيا وذلك نهار 24 نيسان الساعة الثالثة بعد الظهر في النادي الرياضي في حاصبيا.
وستقوم اللجنة بتقديم بيان مفّصل عن الأعمال والإنجازات التي حققتها في السنوات الثلاث المنصرمة من ولايتها، كما ستتناول المشاريع المستقبلية التي تنوي تنفيذها في المرحلة المقبلة.
وقال العميد أبو زكي إن الحوار الشعبي المزمع تنظيمه في حاصبيا “يندرج ضمن السياسة العامة للجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي والذي يقوم على الإطلاع بصورة مباشرة على أوضاع الموحدين الدروز في مختلف المناطق والتعاون على تقييم تلك الحاجات مع الفعاليات المحلية والتباحث مع تلك الفعاليات في سُبل تحسن خدمات اللجنة وفي الوقت نفسه تحسين مواردها المتاحة”. وأضاف القول “إننا في اللجنة الاجتماعية ندرك تماماً دقة الأوضاع الاجتماعية ووجود فئة اجتماعية واسعة بين إخواننا ممن يحتاجون إلى أشكال متعددة للدعم سواء في مجالات التعليم أم الصحة أو المساعدات المباشرة ونحن نأمل أن يستشعر إخواننا الذين أنعم الله عليهم باليسر والإمكانات هذه الحاجات وأن يساعدونا في تلبية ما أمكن منها” وعبّر العميد أبو زكي في الختام عن شكر اللجنة والمجلس المذهبي البالغ للدعم الذين يتلقونه من أصحاب اليسر في الطائفة وعن أملها في حصول تحسن في المساهمات المالية لفعاليات الطائفة بما يتلاءم مع تزايد الحاجات وارتفاع الأسعار والضائقة المالية لدى الكثيرين. يذكر أن اللجنة الاجتماعية كانت قد نظمت في الأشهر الأولى من هذه السنة عدة لقاءات حوارية عامة شملت مناطق الشوف وعاليه وراشيا.

[/su_spoiler]

[su_spoiler title=”سلسلة الندوات الثقافية والدينية” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]

 

أقامت اللجنتان الثقافية والدينية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز بتاريخ 15نيسان 2011 وبالتعاون مع رابطة آل أبو سعيد لقاءً توجيهياً في بلدة شويت استضاف كلاً من الشيخ غسان الحلبي، المستشار في مشيخة العقل، والشيخ سامي أبي المنى، رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي، وتناول اللقاء موضوع “التوحيد والحياة المعاصرة”.
وتبع ذلك ندوة أخرى مماثلة في بلدة بيصور بتاريخ 23 نيسان2011 بالتعاون مع الرابطة الثقافية الرياضية وشارك في الندوة الشيخ الحلبي، والشيخ فاضل سليم رئيس مصلحة الشؤون التربوية والدينية في المجلس.
وجاء اللقاءان على أثر لقاءين مماثلين تمّ الأول في بلدة غريفة الشوف والآخر في بلدة عين عنوب قضاء عاليه.
وقامت اللجنة بتكثيف هذه الندوات واللقاءات وتطوير مضمونها التوجيهي والديني استناداً إلى توجيهات مشيخة العقل، وكذلك في نطاق تنفيذ خطة العمل الهادفة إلى تعميم الثقافة التوحيدية والتوجُّه نحو الشباب لتغذيتهم بما هو أنفع وأبقى لنفوسهم وما يساهم في تحصين المجتمع ولاسيما الشباب في مواجهة آفات العصر، وهي تأتي تلبية للحاجة الملحّة في المجتمع وللمطالبة الواسعة من أبنائه عموماً ومن العاملين في المجتمع الأهلي ومؤسساته خصوصاً لمثل هذا التوجُّه والدور.
ومن أجل الاستعلام عن الندوات ومواعيدها يمكن التواصل مع اللجنة الثقافية والدينية عبر مصلحة الشؤون التربوية والدينية في المديرية العامة للمجلس المذهبي، هاتف: 754902 01.

[/su_spoiler]

[su_spoiler title=” يوم ثقافي تنظيمي لنادي أمد في عاليه” open=”no” style=”default” icon=”plus” anchor=”” class=””]

ورشة العمل حول أساليب التنظيم
ورشة العمل حول أساليب التنظيم

د. أسعد اللبتديني
د. أسعد اللبتديني

السيدة نايلة أبي غنام
السيدة نايلة أبي غنام

علاء رضوان
علاء رضوان

نظم نادي أمد بالتعاون مع مجلة الضحى الشبابية ” لقاء الشباب الجامعي” في قاعة آل رضوان في عاليه وذلك نهار الأحد 12-3-2011 وقد حضر هذا اللقاء وفد من المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز ضم كل من الشيخ غسان الحلبي، الشيخ سامي أبو المنى، الشيخ فاضل سليم، الشيخة رانيا التيماني، السيدة نايلة ابو غنام، وعدد من رؤساء الجمعيات في المنطقة بالإضافة إلى شخصيات اخرى والى الطلاب المشاركين من مختلف الجامعات وجمعٌ من أصدقاء نادي أمد. قدم الحفل المسؤول الإعلامي في نادي أمد باسل ملاعب.
أستهلّ اللّقاء بالنشيد الوطني اللبناني ثم بعرض فيلمٍ قصيرٍ عن مسيرة نادي أمد وبعدها ألقى رئيس النادي المهندس علاء رضوان كلمة أشار فيها الى روحيّة النادي وأهدافه ومسيرة التأسيس مشيرا كيف بدأت علاقات الأعضاء في الجامعة اللبنانية ثم تطورت لتستمر بعد التخرج ولتثمر تأسيسا لنادي أمد بموجب علم وخبر في العام 2009 ثم مشاريع مثل مشروع المنح الطلاب وقال: “رفضنا الاستسلام لواقع مجتمعنا المحبط ونحن فخورون بتراثنا ورافضون هذه الفوضى القائمة في مجتمعنا، نريد تعزيز العمل التطوعي وتشجيع شبابنا عليه لسد الفراغ الموجود. معنوياتنا مرتفعة ونريد أن نعمل، وكل شاب يمكنه العمل حسب قدرته وموقعه” ودعا رضوان “الجميع وبخاصة الشباب للتعاون والعمل لخدمة الأهداف الجوهرية بعيداَ عن الأهداف الخاصة الضّيقة أو حب الظهور”.
ومن ثمّ قدمت السيدة نايلة أبو غنام، رئيسة الدائرة التربويّة والدينية في المديرية العامة للمجلس المذهبيّ محاضرة بعنوان “دور الشباب في خدمة المجتمع”. ثمّ قدم الدكتور أسعد البتديني محاضرة بعنوان “فلسفة الأخلاق عند الموحدين الدروز”. بعدها توجه الحضور لتناول الغداء ومن ثم أقيمت ورشة عمل تحت عنوان “كيفية تخطيط وتنفيذ المشاريع” أدارها المسؤول التنظيمي في نادي أمد المهندس ناهي ذبيان وشارك فيها طلاب الجامعات المشاركين، تخللها أعمالاً تطبيقيّة ومناقشة للاقتراحات.
الشيخ سامي أبو المنى، رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي أبدى تقديره لجهود شباب نادي أمد الذين “يتقنون العمل وتنمية القدرات وتصويب مسار شباب الجامعات” معلنا عن استعداد المجلس المذهبي لدعم أنشطة وبرامج تهدف إلى دعم الشباب والنهوض بالمجتمع.
أما الشيخ غسان الحلبي فقال تعليقا على المناسبة “أن نادي يقدم أمثولة ناجحة و مفعمة بـ”النخوة” لكلّ من لديه “الحماسة والمروءة” (وهما المعنى اللغوي الدقيق للنخوة) لإحياء نهضة حقيقية في مجتمعنا الإنسانيّ.”
وأثنت السيدة مي مكارم هلال في رسالة على جهود للنادي وجاء فيها “عندما نتلمس الاندفاع وحب العطاء والجديّة عند هؤلاء الشباب والشابات نزداد ثقة بطيب نفوسهم وأصالتهم وبقوة الانتماء والالتزام لديهم”.
وتوجّهت السيدة نجاة العنداري بو فخر الدين رئيسة الرابطة النسائية العاملة في قبيع برسالة شكرٍ خاطبت فيها أعضاء نادي أمد بالقول “هنيئاً لكم أخلاقياتكم وهنيئاً للمجتمع بأمثالكم، شباب الوعي الطامع بالثقافة والعطاء، الطامح الى تكوين مجتمع صالح من خلال توجيه الشباب والتواصل معهم”
تتقدم الهيئة الإداريّة لنادي أمد بالشكر الجزيل لكل من ساهم في إنجاح هذا إلقاء وتخص بالشكر السيد علي عبد اللطيف لرعايته هذا اللقاء والقيمين على قاعة آل رضوان لاستضافتهم اللقاء في القاعة المذكورة والشكر موصول لستديو النجوم -قبر شمون- لتقديمه تجهيزات الصوت والتصوير.

[/su_spoiler][/su_accordion]

مناسبات متفرقة