السبت, نيسان 20, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

السبت, نيسان 20, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

خلوات البياضة تستقبل تيمور بك جنبلاط

 استقبلت خلوات البيّاضة الزاهرة رئيس اللقاء الديمقراطي الأستاذ تيمور جنبلاط في زيارة ودّية رافقه فيها الوزيران معالي الأستاذ أنور الخليل ومعالي الأستاذ وائل أبو فاعور، ومسؤولون محلّيون آخرون. وبعد القيام بواجب زيارة المجلس الديني، وواجبات الترحيب بالوفد الزائر، تحدث الشيخ فندي شجاع مرحباً برئيس اللقاء الديمقراطي وصحبه ومما قال: “الكلمة في البيّاضة التي يزيد عمرها عن أربعة قرون تختلف عن الكلمة خارج هذا المكان وخارج هذا المقام… هي في الأساس كلمة تعبّد وتهجّد، وتراويح وتسابيح… الكلمة عندنا لها قدسيتها ورسالتها ومعناها… هي رسالة السماء الى الأرض، نداء الحق الى المخلوق، ورجاء المخلوق الى الخالق. فيها الحدّ بين الخير والشرّ، بين الحب والكره، وبين السلام والعدوان. وتبقى كلمة البياضة لها ميزة لأن طقّة القاف عندنا هي ميزة وامتياز وحصن وحصانة. هي امتياز لأنها تحفظ لغتنا… ولأن هذه اللغة أكرمها الله عزّ وجلّ…
تيمور بك، نحن لا نرى عدالة الاّ في المساواة، لا نرى امتيازات الّا للوطن، والحقوق للمواطن، وكل ما هو خارج هذا السياق هو اعتداء معنوي ومادي وتهميش واستعلاء نرفضه رفضاً قاطعاً. وبالمناسبة، نحيي أهلنا في الجولان على موقفهم الأصيل الذي رفضوا فيه التطبيع بشكل كامل وأصرّوا أن تبقى أصواتهم ورايتهم خفّاقةً مهما طال الاحتلال، وكل احتلال إلى زوال”.

وتحدّث في الحفل كذلك الشيخ سليمان شجاع فقال:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربّ العالَمين، والصّلاةُ والسّلام على سيِّد المرسَلين وآله وصحبه أجمعين.

 تُرحِّبُ بكُم، تيمور بك، هذه الأرضُ الطيِّبةُ، قائداً ابنَ قائد، وزعيماً ابنَ زعيم، ترحيبَ الأهْـلِ بالأهـل، والرِّجالِ بالرِّجال. باقُونَ على العَهدِ، عهْدُ الكرامةِ المعروفيَّةِ التي هي بذاتِها كرامةٌ عروبيَّةٌ وطنيَّةٌ، تزهو بها رايةُ الأمَّةِ، وتسطَعُ ببريقِ سيُوفِها قيَمُ الحرّيـَّةِ والشَّهامةِ والأخُوَّةِ الإنسانيَّةِ النبيلة. أهلًا بكُـم في هذِه الفُسحةِ المُشبَعة بأنفاسِ الأفاضِل الشّرفاء من مئاتِ الأعوام. وكأنّي بالصَّوْت اليوم يعلُو ليُحاكي في هذا الفضاءِ الواسِع أصواتاً هتفتْ في الماضي البعيد والقريبِ بالتَّرحيبِ وبالولاءِ الوطنيِّ لجَـدِّكُم الكبير، ولوالِدكُم المِقدام أمدَّ اللهُ تعالى بِعُمره وأعزَّه.

 كانَ الدَّربُ الصَّاعدُ إلى البيَّاضةِ الزَّاهرةِ في العام 1969 غيرَ مُـعَـبَّد، يقطعُه الصَّاعِدونَ إلى هذه الرِّحابِ بمُعظمِهِم سيْراً على الأقدام. وأتى آنذاك زائراً كريماً عزيزاً إلى هذا المكان الشَّريف المعلِّمُ الشَّهيد كمال جنبلاط الذي كانت له مع شيُوخِ البيَّاضةِ علاقةٌ وطيدةٌ مُفعَمةٌ بالاحترامِ وبالثِّقة العميقةِ كما كتبَ في بعضِ رسائلِه إليهم. واستقبلَهُ في ذلك الوقت شيوخٌ كبار أفاضِل من الأعْيانِ المذكورين. وتحفظُ ذاكرةُ هذا المكان، وتحفظُ الجمُوعُ من أهالي هذه المنطقة الأبيَّة في الوجدانِ والقلب، أصداءَ ذلك اللقاء المهيب وتلك العلاقةِ الطيِّبة التي لا تمحوها الأيَّام.

 وفي العام 2000، زَأرَ صوْتُ الزَّعيم وليد بك جنبلاط، من فوق هذه القمَّة المبارَكَة، مخاطباً دروزَ فلسطين، ومستحضِراً الهويَّة التاريخيَّة الوطنيَّة العربيَّة الإسلاميَّة الأصيلة لبني معروف، ومُذكِّراً، بشجاعةِ القادةِ التاريخيّين، بعُمْق الارتباط الوطنيّ والقوميّ العربيّ للدروز الأحرار. وها نحنُ اليوم، في المحطَّةِ التاريخيَّةِ عينِها، وفي اللقاءِ التاريخيّ عينِه، نؤكِّدُ الثوابت التي هي أشدّ صلابة من السنديانةِ العتيقة التي تظلِّلنا كما ظلَّلت أولئك الرِّجال الأفذاذ. مُعلنين الفخرَ بهذا الإرْث، إرْثُ حمْلِ الرَّايةِ المعبِّرةِ عن التزامٍ مترسِّخ بمبادئ النِّضال الوطنيّ، وفاءً وإخلاصاً للتضحياتِ التي بذلَها الدروزُ الموحِّدُون عبر مئات السنين، ليس لأغراضٍ طائفيَّة، وليس لمصالِحَ فئويَّة، بل ترسيخاً للكيانِ الوطنيّ وقاعدة العيش المشترَك فيه، وصوناً للكرامةِ والعزَّة الوطنيَّة من كلِّ اعتداء، وذَوْداً عن التمسُّـكِ بالحرِّيَّة والعدالةِ وسيادةِ القانون.

 سعادة رئيس اللقاء الديموقراطي تيمور بك جنبلاط
البيَّاضةُ الزَّاهرةُ ليس لها بالسياسةِ إلَّا الوفاء للمبادئ الوطنيَّة الجامعة كما هو عهدُها عبر التاريخ، والثوابت التي تُراعي مصالحَ الأمَّة، واستقرارَ البلد، والدَّعوةَ الدائمة إلى وحدة الصَّف وجمْع الشَّمل من أجلِ خيْر النَّاس وكراماتهم وحريَّاتِهم بالمعنى الإنسانيّ المجرَّد. ونحنُ في رحابها الزاهرة، نسألُ اللهَ تعالى أن يوفِّقَكُم في كلِّ مساعيكُم الهادفة إلى تحقيق تلك الثوابت، وإلى الخيْر الذي يعمُّ مختلف فئات الشعبِ الصَّامد الصَّابر. نسألُهُ أن يسدِّدَ خطاكُم، ويردّ عنكُم كيْدَ المُفترين، ويُلهمَكُم إلى ما فيهِ الخيْر كلّ الخيْر لشعبِكُم وبلدِكُم وأمَّتِكم، إنَّه نعم المولى ونعم النَّصير. ■

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading