الإضاءة على مؤسسة العرفان التوحيدية تختزل الحالة الاجتماعية لطائفة الموحدين الدروز بعاداتهم وتقاليدهم وإنتمائهم الوطني الذي يرتقي إلى أسمى القيم في العزة والإباء في الذود عن الأرض والعرض. فالموحدون الدروز عرب أقحاح وأصحاب نخوة، وأهل فضيلة وشرف وكرامة. من هذه القيم المثلى تأسست العرفان لتكون المدرسة والحاضنة للأجيال الصاعدة تسهر على تعليمهم ورعايتهم وتثقيفهم حتى بلوغهم الدرجات العليا من المعرفة والرقي.
ومن نافل القول ملاحظة رضى المجتمع التوحيدي عن المسار التربوي والوطني والأخلاقي التي تسلكه مؤسسة العرفان بشخص رئيسها فضيلة الشيخ علي زين الدين الذي واكب إنطلاقتها من خطواتها الأولى إلى ما وصلت إليه اليوم من العزة والسؤدد، يعاونه في ذلك مديرها العام والعين الساهرة على تطورها ورقيها فضيلة الشيخ نزيه رافع، وأمين عام مدارس العرفان الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، ولفيف من المشايخ الأفاضل، وعشرات المعلمين والمعلمات والإداريين المشهود لهم بالخبرة والإلتزام بمسيرة هذه المؤسسة، التي تحظى باهتمام بالغ من رئيس الحزب الإشتراكي معالي الأستاذ وليد بيك جنبلاط الذي حرص طيلة تمرّسه العمل السياسي على توفير كل الدعم المادي والمعنوي لها، ولم يتأخر عن حضور مهرجاناتها والإشراف شخصياً على توزيع الشهادات على الطلاب الفائزين والمتفوقين، وكما حملً مؤخراً نجله النائب الواعد تيمور بيك كوفية فلسطين، أوصاه أيضاً بالعرفان، تلك الغرسة التي باركها والده المعلم الشهيد كمال جنبلاط والمغفور له المرحوم الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين طيب الله ثراه منذ نيف وأربعة عقود.
فبين أحضان الطبيعة وفي قلب الجبل.. في السهل الذي شكل عبر التاريخ نقطة إلتقاء وتحول في تاريخ الإمارتين المعنية والشهابية وصولاً إلى ولادة الكيان اللبناني، الذي نفيء ظله، وعلى بعد بضعة كيلومترات من محمية أرز الشوف الخالد، وبالقرب من المختارة قلعة العروبة وعرين القادة الوطنيين، ومن وحي وشفاعة الأولياء الأطهار المخلدين، الراقدة أجسادهم بين حبيبات الرمل الذي استحال تبراً في الباروك وبعقلين، وغدت أرواحهم شفاعة لأهل الجبل أجمعين.
هنا في سهل السمقانية تتربع مؤسسة العرفان التوحيدية بمدرستها وثانويتها ومستشفاها وأعلامها المخمسة الألوان تخفق فوق صروحها الثلاثة، أبت إلا أن تفرّخ صروحاً مماثلة في راشيا وحاصبيا والبساتين وصوفر.
وبناء عليه، تستمر العرفان رسالة واضحة ثابتة، شاملة. حروفها نسخت بخيوط المحبة والعلم والتوحيد. كلماتها صيغت بمداد القلوب ونور العقول. رسالة الأجداد والآباء للأبناء والأحفاد.
رسالة العرفان… صفحات الأجيال وكتاب المستقبل… وجدت لتبقى وبقيت لتستمر، في نهجها التوحيدي والعلمي… وفي رسالتها التربوية، الاجتماعية، الصحية، الثقافية والدينية…
لقد أراد مشايخنا الأفاضل العرفان غرسة خير ودار حكمة ومعرفة من إيمان، فكان لتوجههم الأثر البالغ في بدء مسيرة العطاء والعمل الدؤوب، والتقى آنذاك التوجه الخيّر للمؤسسة بتوجه مماثل لدى القائد الكبير كمال جنبلاط الذي منحه الدعم والمساندة يقيناً منه بأنّ الإصلاح المنشود والنهضة المرجوة على صعيد المجتمع التوحيدي وعلى صعيد الوطن كله، لا يتمان إلا بسلوك نهج تربوي صالح في مواجهة هذا الإنهاك الحضاري المضطرب
وبعد افتتاح المدرسة الأم في السمقانية توالت خطوات العرفان في مناطق عدة، وكان كل ذلك بتصميم أكيد من هيئة المؤسسة، وبمساهمة فعالة من أصدقاء وأخوان ومؤسسات دولية ومحلية وبدعم أساسي من الأستاذ وليد جنبلاط الذي ما زال يؤكد بأن العرفان يجب أن تستمر وتنتشر لتؤدي خدمة أساسية ووطنية ولتكون بنهجها وإنفتاحها الرد المناسب على كل تساؤل أو إدعاء ولتكون أمل المجتمع في الدفاع عن المبادىء وصون التراث وترسيخ معاني الإنسانية في هذه الأمة.
، التي زارت مؤسسة العرفان التوحيدية لأكثر من مرة، والتقت القيمين عليها على كافة مستوياتهم ومسؤولياتهم لإنجاز هذا التحقيق، لمست بكل وضوح وشفافية جميع الموظفين والعاملين في كنفها ومدى حرصهم على القيام بواجباتهم تجاه مؤسستهم على أكمل وجه، وخلصت من ثمة إلى الحقائق التالية:
֍ مؤسسة العرفان ذات منفعة عامة مجالاتها التربية والتعليم، والرعاية الاجتماعية والطبابة، والدعم الاجتماعي والتنمية.
֍ أنشئت مؤسسة العرفان التوحيدية عام 1971 بموجب العلم والخبر رقم 483- أد 1971 بتاريخ 15 – 11 – 1971 وكان القصد من تأسيسها المساهمة في نشر العلم والثقافة وترسيخ قواعد الأخلاق والفضائل في المجتمع، إضافة إلى إنماء المجتمع اللبناني وقراه ومناطقه الواقعة خارج المدن، حيث كانت تلك المناطق تفتقد لأهم الخدمات الإنسانية كالتعليم والطبابة، وف مقدمتها مناطق جبل لبنان والبقاع الغربي وراشيا وحاصبيا في جنوب لبنان.
֍ وقد رعت تأسيس العرفان هيئة من رجال الدين الموحدين الدروز في منطقة الشوف من جبل لبنان، بتوجيه ومباركة الهيئة الروحية، وبدعم من رجل الفكر والعرفان والقيادة وعلى رأسهم الشهيد كمال جنبلاط حيث تلاقت أفكار المؤسسين مع فكره العرفاني ورؤيته الإنسانية الثاقبة.
֍ تشرف على إدارة المؤسسة وتتولى أمرها هيئتان عامة وإدارية، تضعان نصب أعينهما واجب خدمة الإنسان والمجتمع تحقيقاً لأهداف العرفان التربوية والاجتماعية والدينية..
֍ انطلقت مؤسسة العرفان التوحيدية كمؤسسة خيرية بهدف رعاية الأجيال وتربيتها وإقامة نهضة علمية في المجتمع، وللمساهمة في وضع أسس لمشاريع خدماتية تعني بالمواطن المحتاج والفقير وتقدم الخدمات التعليمية والطبية والإغاثة الاجتماعية دون تفرقة او تمييز.
֍ ترّكز نشاط المؤسسة الأساسي منذ تأسيسها، في مجالات التربية والتعليم ثم توسع ليشمل الرعاية والطبابة، ومن أجل ذلك أنشأت المؤسسة عدداً من المدارس في مناطق الشوف وعاليه والمتن والبقاع الغربي وحاصبيا وغيرها ومركزاً طبياً في منطقة الشوف يواكب النهضة الصحية ويؤدي قسطاً من الخدمات الطبية المقدمة، إضافة إلى مركز الرعاية الاجتماعية للعناية بالأيتام وذوي الحاجات الاجتماعية الصعبة. كما ساهمت المؤسسة وما زالت ببرنامج الدعم الاجتماعي والتنمية في مناطق تواجدها. خصوصاً في الفترات العصيبة التي مرّت ويمكن أن تمر على البلاد وتستدعي دعم العائلات المحتاجة وتنمية قدرات المجتمع وإمكانياته.
مدارس العرفان – تطورها وانتشارها
كانت باكورة مؤسسة العرفان التوحيدية المدرسة الأولى في السمقانية التي تأسست عام 1973 وهي تستوعب طلاباً من حوالي خمسين قرية ومدينة في منطقة الشوف، وقد توسعت حديثاُ فأصبحت تضم مبنى جديداً لثانوية العرفان في السمقانية 1993، ثم مدرسة العرفان في رويسات صوفر 1978 وتغطي عدة قرى في مناطق عاليه والجرد والمتن، ثم مدرسة العرفان في ظهر الأحمر- راشيا 1979 حيث تضم طلاباً من نحو عشرين قرية في تلك المنطقة البقاعية، وكذلك مدرسة العرفان في حاصبيا 1987، وقد أسست بناء على حاجة ملحّة أثناء احتلال الجنوب وتضم طلاباُ من عدة قرى في قضاء حاصبيا، عانى أبناؤها من قساوة العيش في الظروف الصعبة المحيطة بهم. وأخيراً مدرسة العرفان في البساتين وتأسست عام 1988 بعد إنتهاء الحرب الأهلية في الجبل وتستوعب قرى منطقة الغرب والشحار في قضاء عاليه.
وفي مدارس العرفان يتلقى العلم والتربية نحو خمسة آلاف طالب وطالبة، ينقص العدد أو يزيد حسب الظروف الاقتصادية وإمكانيات الاستيعاب، ويتوزع طلاب العرفان على المراكز الخمسة المذكورة، والتي تضم تسع مدارس مرخصة من وزاروة التربية، منها أربع مدارس خاصة- مجانية (باستثناء مدرسة العرفان البساتين) وخمس مدارس خاصة.
رسالة العرفان الدينية
تميزت المؤسسة بنشاطها الديني، من خلال تركيزها على التعليم الديني في مدارسها، وعلى إحياء التراث الديني، وقد أصدرت الدائرة الدينية عدداً من كتب التربية التوحيدية المرتكزة إلى كتاب الله العزيز، وإلى الأحاديث الشريفة، وسير وأقوال الأنبياء والصالحين وأولي الحكمة والتوحيد وأصحاب المسالك العرفانية السامية، وتسعى العرفان دائماً إلى توجيه أبنائها ومجتمعها للحفاظ على القيم الدينية والسلوكية مركزة على التواصل الثقافي والتربوي مع مجتمعها من خلال المنشورات والندوات الدينية وسواها.
العرفان رسالة اجتماعية
انطلاقاً من فريضة العلم والتعلم ومن واجب مساعدة المحتاج واليتيم التي يحض الدين والمجتمع عليها، رسمت مؤسسة العرفان التوحيدية لنفسها نهجاً واضح المعالم، وأهدت العلم للفقير قبل الغني، فحضنت العديد من من الأطفال والفتية والفتيات، أيتاماً ومحتاجين وأبناء شهداء ومعوقين وساندت المتفوقين والمميزين، وساهمت في مدارسها، بتأمين التعليم المتطور لهم ولسواهم من أبناء المجتمع من خلال تقديمها التعليم المجاني أو الشبه المجاني لآلاف الطلاب سنوياً ممن لايستطيعون تحمل عبء الأقساط المدرسية وكلفة التعليم.
رسالة العرفان الاجتماعية
لقد أولت المؤسسة اهتماماً خاصاً لموضوع الرعاية الاجتماعية، بتأمينها شروط الرعاية للطلاب من العناية والإيواء في مراكزها وخصوصاً في مركز العناية الاجتماعية في عين وزين – الشوف الذي أفتتح عام 2001.
وتتعاون المؤسسة في تحمل بعض التقديمات التربوية والرعائية مع وزارة التربية، ومع وزارة الشؤون الاجتماعية، وتأخذ على عاتقها تحمل الجزء الأكبر من هذه التقديمات.
إضافة إلى ذلك، فقد وفرت المؤسسة فرص العمل للعديد من الرجال والنساء والشباب في مجتمعها في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد ولا تزال تعاني من آثارها.
ويعمل في مدارس العرفان نحو خمسمئة معلم وموظف، إضافة إلى نحو مئة وخمسين يعملون في القطاع الصحي في مستشفى العرفان التابع للمؤسسة، وعدد آخر من العاملين في مختلف القطاعات الإدارية والمالية والتقنية والاجتماعية.
العرفان الصحية
قبل بداية الثمانينيّات، وبعد أن كانت العرفان قد بلغت عامها السابع في الحقل التربوي، وفي مواجهة النقص الحاد في الخدمات الصحية في مناطق الجبل، أطلقت العرفان مشروعها الصحي تلبية للحاجة الماسة للخدمات الصحية المتنوعة وخصوصاً خدمات الطوارىء وجرحى الحرب، وفي عام 1983 تحول مشروع العرفان الصحي من مجرد مركز طبي عادي إلى نظام صحي متكامل يضم مستشفى عام يقدم خدمات العلاج السريري الأساسية على أنواعها، والجراحات المختلفة ويقدم خدمات الطوارىء ليلاً نهاراً، بالإضافة إلى مستوصف رئيسي يستقبل المرضى الفقراء، ومرضى الحالات المزمنة ويقدم لهم الدواء والعناية اللازمة، من خلال فريق طبي وتمريضي وتقني متخصص.
رسالة العرفان الصحية
يقدم المستشفى العلاج السريري في مختلف أقسامه لحوالي 1000 مريض شهرياً، ويستقبل في عياداته ومختبراته وأقسام التشخيص فيه أكثر من أربعة آلاف حالة شهرياً، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة ومؤسسات الدولة الضامنة على اختلافها، لكن المشكلة التي تكمن في العجز المالي لتلك المؤسسات ترتد سلباً على نشاط المستشفى من ناحية اضطرار المؤسسة لحمل جزء كبير من نفقات تشغيل المستشفى ذاتياً، خاصة في مجال تأمين الدواء المزمن لكثير من المرضى العجزة أو الأطفال الذين يحتاجون لدواء دائم غير متوفر لدى الدولة ومؤسساتها، كما أن المؤسسة تتحمل نفقات إعادة تأهيل المستشفى وصيانة معداتها أو تحديثها بالتعاون مع المؤسسات والجهات الصديقة.
معهد العرفان للإعداد المهني
انطلاقاً من مبدأ التكامل التعليمي أطلقت مؤسسة العرفان التوحيدية في العام 2005 معهد العرفان للإعداد المهني والتكنولوجي
شهاداته:
التكميلية المهنية BP
البكالوريا الفنية BT
الأمتياز الفني TS
الدبلوم الخاص ST
يمنح المعهد شهادات مصدقة من وزارة التربية والتعليم العالي، ويقوم بالتنسيق المتكامل مع أهم الجامعات في لبنان، كما يتعاون المعهد تعاوناً فعالاً مع قطاع الأعمال لتأمين فرص مميزة لطلابنا بعد تخرجهم.
هيئة أصدقاء العرفان
حرصاً على صيانة المؤسسة واستمرار دورها الاجتماعي والتربوي والإنساني، كان لا بدّ من التفكير بإنشاء هيئة لأصدقاء العرفان بهدف مؤازرة المؤسسة ومساندتها معنوياً ومادياً، وقد شكلت هذه الهيئة كجمعية خيرية باسم “جمعية أصدقاء العرفان” علم وخبر رقم 149 أد تاريخ 22 – 12 – 2004 تضم نخبة كريمة من الأصدقاء القادرين على المساعدة والمساندة والمؤآزرة معنوياً ومادياً واجتماعياً، وهي تضم نخبة من الشخصيات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية على مستوى لبنان كله برئاسة معالي الأستاذ وليد بيك جنبلاط.
غاية وأهداف هيئة أصدقاء العرفان
֍ المساهمة في تحقيق أهداف مؤسسة العرفان التوحيدية، ومساندة عملها الثقافي والوطني لتستمر في كونها منبراً للثقافة والحوار الإيجابي في الوطن
֍ المساهمة في العمل الاجتماعي والإنساني لمؤسسة العرفان التوحيدية من خلال تأمين المنح المدرسية والمساعدات لطلاب وخريجي مدارس العرفان المتفوقين والمحتاجين
֍ الوقوف إلى جانب مؤسسة العرفان التوحيدية ودعمها في علاقتها مع المراجع الرسمية بما يؤدي إلى تطوير مواردها الناشئة عن عقود الدولة
֍ تدعيم علاقات مؤسسة العرفان التوحيدية مع المؤسسات الأهلية غير الرسمية ومع المؤسسات الدولية وذلك لمساعدة المؤسسة في تطوير وتحديث أبنيتها وتجهيزاتها وبرامجها.
المتحف التراثي العلمي
إضافة إلى نشاط المؤسسة ومجالات عملها المذكورة، أطلقت العرفان فكرة المتحف التراثي والعلمي عام 2000، وقد خصص له جناح في مبنى ثانوية العرفان – السمقانية وافتتح رسمياً في صيف 2001 ويتم العمل فيه من قبل فنانين وأساتذة وطلاب موهوبين، بحيث أصبح يضم مجموعة مميزة من المجسمات واللوحات الفنية وسواها من الزوايا العلمية والتراثية، على أمل توسيع المتحف ونقله مستقبلاً إلى مركز ثقافي خاص مزمع إنشاؤه. ويضم المتحف حتى الآن مجسمات لشخصيات تاريخية خالدة منها الثقافية والأدبية والقيادية التي تصل الماضي بالحاضر والمستقبل أمثال المعلم الشهيد كمال جنبلاط والرئيس جمال عبد الناصر والماهاتما غاندي وسلطان باشا الأطرش والرئيس رفيق الحريري والأمير شكيب أرسلان والأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير، وميخائيل نعيمه وجبران خليل جبران ومارون عبود وسواهم ممن كان لهم حضور مشّرف في تاريخ الوطن والمنطقة العربية والعالم، إضافة إلى مجسمات لمراكز ومشاريع مختلفة وصور تحكي لبنان الحاضر والمستقبل، وأعمال فنية مبدعة، وذلك بإشراف الإدارة العامة للمؤسسة وبجهود فريق من الفنانين المبدعين. ويفتح المتحف أبوابه لزيارات محددة وقد حاز إعجاب زائريه ونال شهادات تقدير من معظم الشخصيات والزائرين الكرام.
إنجازات وأهداف
تضع المؤسسة في أولوياتها ضرورة تطوير برامجها التربوية والصحية والاجتماعية فنياً ومادياً، أفقياً وعامودياً وذلك بتركيزها على الطموحات المستقبلية والمشاريع التطويرية المقترحة وأهم هذه الأولويات:
֍ إنجاز المرحلة الثانوية في مدارس العرفان كافة لتحضن مئات الطلاب والطالبات الناجحين سنوياً في الشهادات المتوسطة
֍ التوسع نحو التعليم المهني والتقني في مناطق تواجد مدارس العرفان بحيث أصبح ضرورة لا يمكن تجاهلها مع تحول العلم في هذا العصر نحو التقنية وبالتالي توجيه الطلاب إلى المجالات المهنية المفيدة والمرتبطة بسوق العمل. وقد حصلت المؤسسة في نهاية 2005 على ترخيص للتعليم المهني من وزارة التربية.
֍ تحقيق حلم المجتمع والمؤسسة بافتتاح المرحلة الجامعية في العرفان، وخصوصاً في مركز المؤسسة الرئيسي في الشوف، كواجب وضرورة لاحتضان دراستهم الجامعية وتحمل جزء من هذا العبء الاجتماعي والمادي الكبير على ذويهم.
֍ إنجاز المشاريع المكملة للمدارس، خصوصاً تلك المتعلقة بالنشاطات المتعددة، الرياضية والثقافية والفنية، وما تتطلبه من تحديث القاعات واملاعب والمكتبات والمختبرات المتطورة.
֍ الاهتمام بالموضوع الثقافي من خلال إقامة مركز ثقافي ديني وتراثي وعلمي، للدراسات والتوعية والنشر، بهدف التواصل مع أبناء المجتمع المقيمين والمغتربين.
العلاقات الخارجية تفاعل دائم
وسبيل للتنمية والتطوير
انطلاقاً من سعيها الدؤوب لتطوير فروعها وخدماتها، ورغبة منها بالتعاون مع المصادر الصديقة التي ترغب بمؤازرتها في عملها الإنساني، نشطت العرفان بتوسيع دائرة صداقاتها مع مؤسسات ومراجع إنسانية تعمل في الحقل الإنساني أو تلك التي تنشط في المجالات التعاونية في الحقول التربوية والصحية، وأقامت المؤسسة علاقات ناشطة مع عدد غير قليل مع المنظمات الدولية والمحلية غير الحكومية، خاصة الأوروبية منها حيث أثمرت هذه العلاقات عدداً من المشاريع التنموية التي استفادت منها فروع المؤسسة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وتطول لائحة أصدقاء العرفان لتشمل مؤسسات ومراجع مثل الرؤيا العالمية في تايوان، ودوائر التعاون العلمي والتقني في اليابان والصين، وجهاد البناء الإسلامية الإيرانية، ثم إلى أوروبا وشمال أميركا حيث تعاونت العرفان مع دوائر العمل الإنساني والحكومي في المجموعة الأوروبية في بروكسل وفي المانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا. هذا بالإضافة إلى التعاون الذي قام أيضاً مع مؤسسات غير حكومية تعمل في الحقل الإنساني انطلاقاً من هذه الدول.
وتراوحت مشاريع التعاون هذه بين التقديمات العينية بناء على طلب المؤسسة وحاجتها في فروعها، وبين مشاريع إعادة إعمار وتأهيل لأبنية المؤسسة التعليمية والطبية، بالإضافة إلى تقديم عدد من المنح التي استفاد منها عدد كبير من الأطباء المهنيين في الحقول الطبية وعدد آخر من المعلمين في مدارس العرفان، وكان لهذه المنح دور كبير في تطوير مؤهلات وقدرات من استفادوا منها خلال السنوات الماضية.
ورغم أن الظروف الدولية ومتغيراتها الحاصلة خلال الأعوام الخمسة الماضية أثرت سلباً على إمكانات المنظمات غير الحكومية العاملة انطلاقاً من أوروبا وأميركا الشمالية وجنوب آسيا، لكن ذلك لم يزد إدارة المؤسسة إلا إصراراً على الاستمرار في التعاون مع أصدقائها الحاليين والبحث عن أصدقاء جدد يمكن أن تتحقق معهم أهداف مؤسسة العرفان الإنسانية السامية.
الصفُّ التفاعلي
إيماناً منها بضرورة مواكبة التطور التكنولوجي في خدمة العملية التربوية، قامت مدارس العرفان بدعم من جمعية أصدقاء العرفان بنقلة نوعية، حيث حولت الصفوف العادية إلى صفوف تفاعلية مستفيدة من أنظمة التعليم الحديثة الأولى في هذا المجال لتصبح من المدارس الرائدة التي تستخدم هذه الأنظمة في كل صفوفها التعليمية لجميع المراحل. ويوجد أكثر من 200 لوح تفاعلي في صفوف مدارس العرفان كافة.
أقوال في المؤسسة
وإنما التربية التوحيدية تحول وصيرورة… فهذه النفوس الطرية البريئة المشبعة بعطر ربيع الحياة ونشوتها، والتي ترعونها في معهدكم، فتلبسون منها الأجساد بهذه الأثواب البسيطة المحتشمة وكأنها أشكال حية لأزهار جنة القلوب… هذه النفوس لأولادنا وإخواننا، هي التي تسعون لتحويلها من طور الكثافة الموروثة إلى طور اللطافة.
الشهيد كمال جنبلاط في حفل تدشين العرفان – السمقانية 1974
إن مدارس العرفان سدت فراغاً كبيراً لم يملأه غيرها وقامت بتعليم ناشئتنا، مركزة على المناقب الدرزية الحميدة، وعلى الأخلاق والفضيلة، مرسخة في نفوس أبنائنا مبادى التوحيد والشيم المعروفية.
من كلمة المغفور له الشيخ محمد أبوشقرا في احتفال العرفان 1978
العرفان شجرة طيبة راسخة في ارض المعروفيين، خدمت أجيالهم بالتربية والمعرفة والأخلاق. ونمت وكبُرت حتى كأنها قمة من قمم هذا الجبل.
من كلمة سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن في احتفال العرفان عام 2016
العرفان والمعروف والمعرفة تنبع من منابع واحدة، ولقد جسدت مؤسسة العرفان بسلوكها هذه المعاني، وهذه الينابيع التي كانت تغرف منها.
وزير التربية الأستاذ جان عبيد في الإحتغال المركزي 1997
إن سيد المختارة القائد والمعلم كمال جنبلاط وأهل العرفان صححوا التاريخ فزرعوا تلك النبتة الكريمة الإخلاقية في هذه الدوحة، دوحة الأخلاق والعلم في السمقانية
من كلمة الأستاذ وليد جنبلاط في حفل تدشين قسم الكمبيوتر في مدرسة العرفان 11 – 1 – 1995
هكذا تبنى الأوطان ومؤسسة العرفان كانت ولا تزال وستبقى إن شاء الله تعالى في طليعة المؤسسات التي ترفع راية الوطن
معالي الأستاذ ميشال إده العرفان 2003