السبت, نيسان 20, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

السبت, نيسان 20, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

مؤسسة العرفان التوحيدية منارة علم، ومشعال هداية، ورسالة تربوية، اجتماعية، دينية، صحية، ثقافية، إنسانية

الإضاءة على مؤسسة العرفان التوحيدية تختزل الحالة الاجتماعية لطائفة الموحدين الدروز بعاداتهم وتقاليدهم وإنتمائهم الوطني الذي يرتقي إلى أسمى القيم في العزة والإباء في الذود عن الأرض والعرض. فالموحدون الدروز عرب أقحاح وأصحاب نخوة، وأهل فضيلة وشرف وكرامة. من هذه القيم المثلى تأسست العرفان لتكون المدرسة والحاضنة للأجيال الصاعدة تسهر على تعليمهم ورعايتهم وتثقيفهم حتى بلوغهم الدرجات العليا من المعرفة والرقي.
ومن نافل القول ملاحظة رضى المجتمع التوحيدي عن المسار التربوي والوطني والأخلاقي التي تسلكه مؤسسة العرفان بشخص رئيسها فضيلة الشيخ علي زين الدين الذي واكب إنطلاقتها من خطواتها الأولى إلى ما وصلت إليه اليوم من العزة والسؤدد، يعاونه في ذلك مديرها العام والعين الساهرة على تطورها ورقيها فضيلة الشيخ نزيه رافع، وأمين عام مدارس العرفان الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، ولفيف من المشايخ الأفاضل، وعشرات المعلمين والمعلمات والإداريين المشهود لهم بالخبرة والإلتزام بمسيرة هذه المؤسسة، التي تحظى باهتمام بالغ من رئيس الحزب الإشتراكي معالي الأستاذ وليد بيك جنبلاط الذي حرص طيلة تمرّسه العمل السياسي على توفير كل الدعم المادي والمعنوي لها، ولم يتأخر عن حضور مهرجاناتها والإشراف شخصياً على توزيع الشهادات على الطلاب الفائزين والمتفوقين، وكما حملً مؤخراً نجله النائب الواعد تيمور بيك كوفية فلسطين، أوصاه أيضاً بالعرفان، تلك الغرسة التي باركها والده المعلم الشهيد كمال جنبلاط والمغفور له المرحوم الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين طيب الله ثراه منذ نيف وأربعة عقود.
فبين أحضان الطبيعة وفي قلب الجبل.. في السهل الذي شكل عبر التاريخ نقطة إلتقاء وتحول في تاريخ الإمارتين المعنية والشهابية وصولاً إلى ولادة الكيان اللبناني، الذي نفيء ظله، وعلى بعد بضعة كيلومترات من محمية أرز الشوف الخالد، وبالقرب من المختارة قلعة العروبة وعرين القادة الوطنيين، ومن وحي وشفاعة الأولياء الأطهار المخلدين، الراقدة أجسادهم بين حبيبات الرمل الذي استحال تبراً في الباروك وبعقلين، وغدت أرواحهم شفاعة لأهل الجبل أجمعين.
هنا في سهل السمقانية تتربع مؤسسة العرفان التوحيدية بمدرستها وثانويتها ومستشفاها وأعلامها المخمسة الألوان تخفق فوق صروحها الثلاثة، أبت إلا أن تفرّخ صروحاً مماثلة في راشيا وحاصبيا والبساتين وصوفر.
وبناء عليه، تستمر العرفان رسالة واضحة ثابتة، شاملة. حروفها نسخت بخيوط المحبة والعلم والتوحيد. كلماتها صيغت بمداد القلوب ونور العقول. رسالة الأجداد والآباء للأبناء والأحفاد.
رسالة العرفان… صفحات الأجيال وكتاب المستقبل… وجدت لتبقى وبقيت لتستمر، في نهجها التوحيدي والعلمي… وفي رسالتها التربوية، الاجتماعية، الصحية، الثقافية والدينية…
لقد أراد مشايخنا الأفاضل العرفان غرسة خير ودار حكمة ومعرفة من إيمان، فكان لتوجههم الأثر البالغ في بدء مسيرة العطاء والعمل الدؤوب، والتقى آنذاك التوجه الخيّر للمؤسسة بتوجه مماثل لدى القائد الكبير كمال جنبلاط الذي منحه الدعم والمساندة يقيناً منه بأنّ الإصلاح المنشود والنهضة المرجوة على صعيد المجتمع التوحيدي وعلى صعيد الوطن كله، لا يتمان إلا بسلوك نهج تربوي صالح في مواجهة هذا الإنهاك الحضاري المضطرب
وبعد افتتاح المدرسة الأم في السمقانية توالت خطوات العرفان في مناطق عدة، وكان كل ذلك بتصميم أكيد من هيئة المؤسسة، وبمساهمة فعالة من أصدقاء وأخوان ومؤسسات دولية ومحلية وبدعم أساسي من الأستاذ وليد جنبلاط الذي ما زال يؤكد بأن العرفان يجب أن تستمر وتنتشر لتؤدي خدمة أساسية ووطنية ولتكون بنهجها وإنفتاحها الرد المناسب على كل تساؤل أو إدعاء ولتكون أمل المجتمع في الدفاع عن المبادىء وصون التراث وترسيخ معاني الإنسانية في هذه الأمة.

، التي زارت مؤسسة العرفان التوحيدية لأكثر من مرة، والتقت القيمين عليها على كافة مستوياتهم ومسؤولياتهم لإنجاز هذا التحقيق، لمست بكل وضوح وشفافية جميع الموظفين والعاملين في كنفها ومدى حرصهم على القيام بواجباتهم تجاه مؤسستهم على أكمل وجه، وخلصت من ثمة إلى الحقائق التالية:
֍ مؤسسة العرفان ذات منفعة عامة مجالاتها التربية والتعليم، والرعاية الاجتماعية والطبابة، والدعم الاجتماعي والتنمية.
֍ أنشئت مؤسسة العرفان التوحيدية عام 1971 بموجب العلم والخبر رقم 483- أد 1971 بتاريخ 15 – 11 – 1971 وكان القصد من تأسيسها المساهمة في نشر العلم والثقافة وترسيخ قواعد الأخلاق والفضائل في المجتمع، إضافة إلى إنماء المجتمع اللبناني وقراه ومناطقه الواقعة خارج المدن، حيث كانت تلك المناطق تفتقد لأهم الخدمات الإنسانية كالتعليم والطبابة، وف مقدمتها مناطق جبل لبنان والبقاع الغربي وراشيا وحاصبيا في جنوب لبنان.
֍ وقد رعت تأسيس العرفان هيئة من رجال الدين الموحدين الدروز في منطقة الشوف من جبل لبنان، بتوجيه ومباركة الهيئة الروحية، وبدعم من رجل الفكر والعرفان والقيادة وعلى رأسهم الشهيد كمال جنبلاط حيث تلاقت أفكار المؤسسين مع فكره العرفاني ورؤيته الإنسانية الثاقبة.
֍ تشرف على إدارة المؤسسة وتتولى أمرها هيئتان عامة وإدارية، تضعان نصب أعينهما واجب خدمة الإنسان والمجتمع تحقيقاً لأهداف العرفان التربوية والاجتماعية والدينية..
֍ انطلقت مؤسسة العرفان التوحيدية كمؤسسة خيرية بهدف رعاية الأجيال وتربيتها وإقامة نهضة علمية في المجتمع، وللمساهمة في وضع أسس لمشاريع خدماتية تعني بالمواطن المحتاج والفقير وتقدم الخدمات التعليمية والطبية والإغاثة الاجتماعية دون تفرقة او تمييز.
֍ ترّكز نشاط المؤسسة الأساسي منذ تأسيسها، في مجالات التربية والتعليم ثم توسع ليشمل الرعاية والطبابة، ومن أجل ذلك أنشأت المؤسسة عدداً من المدارس في مناطق الشوف وعاليه والمتن والبقاع الغربي وحاصبيا وغيرها ومركزاً طبياً في منطقة الشوف يواكب النهضة الصحية ويؤدي قسطاً من الخدمات الطبية المقدمة، إضافة إلى مركز الرعاية الاجتماعية للعناية بالأيتام وذوي الحاجات الاجتماعية الصعبة. كما ساهمت المؤسسة وما زالت ببرنامج الدعم الاجتماعي والتنمية في مناطق تواجدها. خصوصاً في الفترات العصيبة التي مرّت ويمكن أن تمر على البلاد وتستدعي دعم العائلات المحتاجة وتنمية قدرات المجتمع وإمكانياته.

مدرسة العرفان - فرع السمقانية
مدرسة العرفان – فرع السمقانية

مدارس العرفان – تطورها وانتشارها
كانت باكورة مؤسسة العرفان التوحيدية المدرسة الأولى في السمقانية التي تأسست عام 1973 وهي تستوعب طلاباً من حوالي خمسين قرية ومدينة في منطقة الشوف، وقد توسعت حديثاُ فأصبحت تضم مبنى جديداً لثانوية العرفان في السمقانية 1993، ثم مدرسة العرفان في رويسات صوفر 1978 وتغطي عدة قرى في مناطق عاليه والجرد والمتن، ثم مدرسة العرفان في ظهر الأحمر- راشيا 1979 حيث تضم طلاباً من نحو عشرين قرية في تلك المنطقة البقاعية، وكذلك مدرسة العرفان في حاصبيا 1987، وقد أسست بناء على حاجة ملحّة أثناء احتلال الجنوب وتضم طلاباُ من عدة قرى في قضاء حاصبيا، عانى أبناؤها من قساوة العيش في الظروف الصعبة المحيطة بهم. وأخيراً مدرسة العرفان في البساتين وتأسست عام 1988 بعد إنتهاء الحرب الأهلية في الجبل وتستوعب قرى منطقة الغرب والشحار في قضاء عاليه.
وفي مدارس العرفان يتلقى العلم والتربية نحو خمسة آلاف طالب وطالبة، ينقص العدد أو يزيد حسب الظروف الاقتصادية وإمكانيات الاستيعاب، ويتوزع طلاب العرفان على المراكز الخمسة المذكورة، والتي تضم تسع مدارس مرخصة من وزاروة التربية، منها أربع مدارس خاصة- مجانية (باستثناء مدرسة العرفان البساتين) وخمس مدارس خاصة.

رسالة العرفان الدينية
تميزت المؤسسة بنشاطها الديني، من خلال تركيزها على التعليم الديني في مدارسها، وعلى إحياء التراث الديني، وقد أصدرت الدائرة الدينية عدداً من كتب التربية التوحيدية المرتكزة إلى كتاب الله العزيز، وإلى الأحاديث الشريفة، وسير وأقوال الأنبياء والصالحين وأولي الحكمة والتوحيد وأصحاب المسالك العرفانية السامية، وتسعى العرفان دائماً إلى توجيه أبنائها ومجتمعها للحفاظ على القيم الدينية والسلوكية مركزة على التواصل الثقافي والتربوي مع مجتمعها من خلال المنشورات والندوات الدينية وسواها.

مهرجان العرفان 1973
مهرجان العرفان 1973

العرفان رسالة اجتماعية
انطلاقاً من فريضة العلم والتعلم ومن واجب مساعدة المحتاج واليتيم التي يحض الدين والمجتمع عليها، رسمت مؤسسة العرفان التوحيدية لنفسها نهجاً واضح المعالم، وأهدت العلم للفقير قبل الغني، فحضنت العديد من من الأطفال والفتية والفتيات، أيتاماً ومحتاجين وأبناء شهداء ومعوقين وساندت المتفوقين والمميزين، وساهمت في مدارسها، بتأمين التعليم المتطور لهم ولسواهم من أبناء المجتمع من خلال تقديمها التعليم المجاني أو الشبه المجاني لآلاف الطلاب سنوياً ممن لايستطيعون تحمل عبء الأقساط المدرسية وكلفة التعليم.

مركز الرعاية الاجتماعية - عين وزين
مركز الرعاية الاجتماعية – عين وزين

رسالة العرفان الاجتماعية
لقد أولت المؤسسة اهتماماً خاصاً لموضوع الرعاية الاجتماعية، بتأمينها شروط الرعاية للطلاب من العناية والإيواء في مراكزها وخصوصاً في مركز العناية الاجتماعية في عين وزين – الشوف الذي أفتتح عام 2001.
وتتعاون المؤسسة في تحمل بعض التقديمات التربوية والرعائية مع وزارة التربية، ومع وزارة الشؤون الاجتماعية، وتأخذ على عاتقها تحمل الجزء الأكبر من هذه التقديمات.
إضافة إلى ذلك، فقد وفرت المؤسسة فرص العمل للعديد من الرجال والنساء والشباب في مجتمعها في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد ولا تزال تعاني من آثارها.
ويعمل في مدارس العرفان نحو خمسمئة معلم وموظف، إضافة إلى نحو مئة وخمسين يعملون في القطاع الصحي في مستشفى العرفان التابع للمؤسسة، وعدد آخر من العاملين في مختلف القطاعات الإدارية والمالية والتقنية والاجتماعية.

مركز العرفان الطبي - السمقانية
مركز العرفان الطبي – السمقانية

العرفان الصحية
قبل بداية الثمانينيّات، وبعد أن كانت العرفان قد بلغت عامها السابع في الحقل التربوي، وفي مواجهة النقص الحاد في الخدمات الصحية في مناطق الجبل، أطلقت العرفان مشروعها الصحي تلبية للحاجة الماسة للخدمات الصحية المتنوعة وخصوصاً خدمات الطوارىء وجرحى الحرب، وفي عام 1983 تحول مشروع العرفان الصحي من مجرد مركز طبي عادي إلى نظام صحي متكامل يضم مستشفى عام يقدم خدمات العلاج السريري الأساسية على أنواعها، والجراحات المختلفة ويقدم خدمات الطوارىء ليلاً نهاراً، بالإضافة إلى مستوصف رئيسي يستقبل المرضى الفقراء، ومرضى الحالات المزمنة ويقدم لهم الدواء والعناية اللازمة، من خلال فريق طبي وتمريضي وتقني متخصص.

رسالة العرفان الصحية
يقدم المستشفى العلاج السريري في مختلف أقسامه لحوالي 1000 مريض شهرياً، ويستقبل في عياداته ومختبراته وأقسام التشخيص فيه أكثر من أربعة آلاف حالة شهرياً، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة ومؤسسات الدولة الضامنة على اختلافها، لكن المشكلة التي تكمن في العجز المالي لتلك المؤسسات ترتد سلباً على نشاط المستشفى من ناحية اضطرار المؤسسة لحمل جزء كبير من نفقات تشغيل المستشفى ذاتياً، خاصة في مجال تأمين الدواء المزمن لكثير من المرضى العجزة أو الأطفال الذين يحتاجون لدواء دائم غير متوفر لدى الدولة ومؤسساتها، كما أن المؤسسة تتحمل نفقات إعادة تأهيل المستشفى وصيانة معداتها أو تحديثها بالتعاون مع المؤسسات والجهات الصديقة.

معهد العرفان للإعداد المهني
انطلاقاً من مبدأ التكامل التعليمي أطلقت مؤسسة العرفان التوحيدية في العام 2005 معهد العرفان للإعداد المهني والتكنولوجي
شهاداته:
التكميلية المهنية BP
البكالوريا الفنية BT
الأمتياز الفني TS
الدبلوم الخاص ST
يمنح المعهد شهادات مصدقة من وزارة التربية والتعليم العالي، ويقوم بالتنسيق المتكامل مع أهم الجامعات في لبنان، كما يتعاون المعهد تعاوناً فعالاً مع قطاع الأعمال لتأمين فرص مميزة لطلابنا بعد تخرجهم.

هيئة أصدقاء العرفان
حرصاً على صيانة المؤسسة واستمرار دورها الاجتماعي والتربوي والإنساني، كان لا بدّ من التفكير بإنشاء هيئة لأصدقاء العرفان بهدف مؤازرة المؤسسة ومساندتها معنوياً ومادياً، وقد شكلت هذه الهيئة كجمعية خيرية باسم “جمعية أصدقاء العرفان” علم وخبر رقم 149 أد تاريخ 22 – 12 – 2004 تضم نخبة كريمة من الأصدقاء القادرين على المساعدة والمساندة والمؤآزرة معنوياً ومادياً واجتماعياً، وهي تضم نخبة من الشخصيات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية على مستوى لبنان كله برئاسة معالي الأستاذ وليد بيك جنبلاط.

هيئة أصدقاء العرفان
هيئة أصدقاء العرفان
ثانوية العرفان ومعهد العرفان للإعداد المهني والتكنولوجي
ثانوية العرفان ومعهد العرفان للإعداد المهني
والتكنولوجي

غاية وأهداف هيئة أصدقاء العرفان
֍ المساهمة في تحقيق أهداف مؤسسة العرفان التوحيدية، ومساندة عملها الثقافي والوطني لتستمر في كونها منبراً للثقافة والحوار الإيجابي في الوطن
֍ المساهمة في العمل الاجتماعي والإنساني لمؤسسة العرفان التوحيدية من خلال تأمين المنح المدرسية والمساعدات لطلاب وخريجي مدارس العرفان المتفوقين والمحتاجين
֍ الوقوف إلى جانب مؤسسة العرفان التوحيدية ودعمها في علاقتها مع المراجع الرسمية بما يؤدي إلى تطوير مواردها الناشئة عن عقود الدولة
֍ تدعيم علاقات مؤسسة العرفان التوحيدية مع المؤسسات الأهلية غير الرسمية ومع المؤسسات الدولية وذلك لمساعدة المؤسسة في تطوير وتحديث أبنيتها وتجهيزاتها وبرامجها.
المتحف التراثي العلمي
إضافة إلى نشاط المؤسسة ومجالات عملها المذكورة، أطلقت العرفان فكرة المتحف التراثي والعلمي عام 2000، وقد خصص له جناح في مبنى ثانوية العرفان – السمقانية وافتتح رسمياً في صيف 2001 ويتم العمل فيه من قبل فنانين وأساتذة وطلاب موهوبين، بحيث أصبح يضم مجموعة مميزة من المجسمات واللوحات الفنية وسواها من الزوايا العلمية والتراثية، على أمل توسيع المتحف ونقله مستقبلاً إلى مركز ثقافي خاص مزمع إنشاؤه. ويضم المتحف حتى الآن مجسمات لشخصيات تاريخية خالدة منها الثقافية والأدبية والقيادية التي تصل الماضي بالحاضر والمستقبل أمثال المعلم الشهيد كمال جنبلاط والرئيس جمال عبد الناصر والماهاتما غاندي وسلطان باشا الأطرش والرئيس رفيق الحريري والأمير شكيب أرسلان والأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير، وميخائيل نعيمه وجبران خليل جبران ومارون عبود وسواهم ممن كان لهم حضور مشّرف في تاريخ الوطن والمنطقة العربية والعالم، إضافة إلى مجسمات لمراكز ومشاريع مختلفة وصور تحكي لبنان الحاضر والمستقبل، وأعمال فنية مبدعة، وذلك بإشراف الإدارة العامة للمؤسسة وبجهود فريق من الفنانين المبدعين. ويفتح المتحف أبوابه لزيارات محددة وقد حاز إعجاب زائريه ونال شهادات تقدير من معظم الشخصيات والزائرين الكرام.

إنجازات وأهداف
تضع المؤسسة في أولوياتها ضرورة تطوير برامجها التربوية والصحية والاجتماعية فنياً ومادياً، أفقياً وعامودياً وذلك بتركيزها على الطموحات المستقبلية والمشاريع التطويرية المقترحة وأهم هذه الأولويات:
֍ إنجاز المرحلة الثانوية في مدارس العرفان كافة لتحضن مئات الطلاب والطالبات الناجحين سنوياً في الشهادات المتوسطة
֍ التوسع نحو التعليم المهني والتقني في مناطق تواجد مدارس العرفان بحيث أصبح ضرورة لا يمكن تجاهلها مع تحول العلم في هذا العصر نحو التقنية وبالتالي توجيه الطلاب إلى المجالات المهنية المفيدة والمرتبطة بسوق العمل. وقد حصلت المؤسسة في نهاية 2005 على ترخيص للتعليم المهني من وزارة التربية.
֍ تحقيق حلم المجتمع والمؤسسة بافتتاح المرحلة الجامعية في العرفان، وخصوصاً في مركز المؤسسة الرئيسي في الشوف، كواجب وضرورة لاحتضان دراستهم الجامعية وتحمل جزء من هذا العبء الاجتماعي والمادي الكبير على ذويهم.
֍ إنجاز المشاريع المكملة للمدارس، خصوصاً تلك المتعلقة بالنشاطات المتعددة، الرياضية والثقافية والفنية، وما تتطلبه من تحديث القاعات واملاعب والمكتبات والمختبرات المتطورة.
֍ الاهتمام بالموضوع الثقافي من خلال إقامة مركز ثقافي ديني وتراثي وعلمي، للدراسات والتوعية والنشر، بهدف التواصل مع أبناء المجتمع المقيمين والمغتربين.

العلاقات الخارجية تفاعل دائم
وسبيل للتنمية والتطوير
انطلاقاً من سعيها الدؤوب لتطوير فروعها وخدماتها، ورغبة منها بالتعاون مع المصادر الصديقة التي ترغب بمؤازرتها في عملها الإنساني، نشطت العرفان بتوسيع دائرة صداقاتها مع مؤسسات ومراجع إنسانية تعمل في الحقل الإنساني أو تلك التي تنشط في المجالات التعاونية في الحقول التربوية والصحية، وأقامت المؤسسة علاقات ناشطة مع عدد غير قليل مع المنظمات الدولية والمحلية غير الحكومية، خاصة الأوروبية منها حيث أثمرت هذه العلاقات عدداً من المشاريع التنموية التي استفادت منها فروع المؤسسة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وتطول لائحة أصدقاء العرفان لتشمل مؤسسات ومراجع مثل الرؤيا العالمية في تايوان، ودوائر التعاون العلمي والتقني في اليابان والصين، وجهاد البناء الإسلامية الإيرانية، ثم إلى أوروبا وشمال أميركا حيث تعاونت العرفان مع دوائر العمل الإنساني والحكومي في المجموعة الأوروبية في بروكسل وفي المانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا. هذا بالإضافة إلى التعاون الذي قام أيضاً مع مؤسسات غير حكومية تعمل في الحقل الإنساني انطلاقاً من هذه الدول.
وتراوحت مشاريع التعاون هذه بين التقديمات العينية بناء على طلب المؤسسة وحاجتها في فروعها، وبين مشاريع إعادة إعمار وتأهيل لأبنية المؤسسة التعليمية والطبية، بالإضافة إلى تقديم عدد من المنح التي استفاد منها عدد كبير من الأطباء المهنيين في الحقول الطبية وعدد آخر من المعلمين في مدارس العرفان، وكان لهذه المنح دور كبير في تطوير مؤهلات وقدرات من استفادوا منها خلال السنوات الماضية.
ورغم أن الظروف الدولية ومتغيراتها الحاصلة خلال الأعوام الخمسة الماضية أثرت سلباً على إمكانات المنظمات غير الحكومية العاملة انطلاقاً من أوروبا وأميركا الشمالية وجنوب آسيا، لكن ذلك لم يزد إدارة المؤسسة إلا إصراراً على الاستمرار في التعاون مع أصدقائها الحاليين والبحث عن أصدقاء جدد يمكن أن تتحقق معهم أهداف مؤسسة العرفان الإنسانية السامية.

الصفُّ التفاعلي
إيماناً منها بضرورة مواكبة التطور التكنولوجي في خدمة العملية التربوية، قامت مدارس العرفان بدعم من جمعية أصدقاء العرفان بنقلة نوعية، حيث حولت الصفوف العادية إلى صفوف تفاعلية مستفيدة من أنظمة التعليم الحديثة الأولى في هذا المجال لتصبح من المدارس الرائدة التي تستخدم هذه الأنظمة في كل صفوفها التعليمية لجميع المراحل. ويوجد أكثر من 200 لوح تفاعلي في صفوف مدارس العرفان كافة.

مدير عام مدارس العرفان الشيخ نزيه رافع
مدير عام مدارس العرفان
الشيخ نزيه رافع
رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين
رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين

أقوال في المؤسسة

وإنما التربية التوحيدية تحول وصيرورة… فهذه النفوس الطرية البريئة المشبعة بعطر ربيع الحياة ونشوتها، والتي ترعونها في معهدكم، فتلبسون منها الأجساد بهذه الأثواب البسيطة المحتشمة وكأنها أشكال حية لأزهار جنة القلوب… هذه النفوس لأولادنا وإخواننا، هي التي تسعون لتحويلها من طور الكثافة الموروثة إلى طور اللطافة.

الشهيد كمال جنبلاط في حفل تدشين العرفان – السمقانية 1974

إن مدارس العرفان سدت فراغاً كبيراً لم يملأه غيرها وقامت بتعليم ناشئتنا، مركزة على المناقب الدرزية الحميدة، وعلى الأخلاق والفضيلة، مرسخة في نفوس أبنائنا مبادى التوحيد والشيم المعروفية.

من كلمة المغفور له الشيخ محمد أبوشقرا في احتفال العرفان 1978

العرفان شجرة طيبة راسخة في ارض المعروفيين، خدمت أجيالهم بالتربية والمعرفة والأخلاق. ونمت وكبُرت حتى كأنها قمة من قمم هذا الجبل.

من كلمة سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن في احتفال العرفان عام 2016

العرفان والمعروف والمعرفة تنبع من منابع واحدة، ولقد جسدت مؤسسة العرفان بسلوكها هذه المعاني، وهذه الينابيع التي كانت تغرف منها.

وزير التربية الأستاذ جان عبيد في الإحتغال المركزي 1997

إن سيد المختارة القائد والمعلم كمال جنبلاط وأهل العرفان صححوا التاريخ فزرعوا تلك النبتة الكريمة الإخلاقية في هذه الدوحة، دوحة الأخلاق والعلم في السمقانية

من كلمة الأستاذ وليد جنبلاط في حفل تدشين قسم الكمبيوتر في مدرسة العرفان 11 – 1 – 1995

هكذا تبنى الأوطان ومؤسسة العرفان كانت ولا تزال وستبقى إن شاء الله تعالى في طليعة المؤسسات التي ترفع راية الوطن

معالي الأستاذ ميشال إده العرفان 2003

الموحّدون الدّروز في أستراليا

لجالية أبناء الموحّدين الدروز في أستراليا حضورٌ كبير ومؤثّر منذ أنْ وطأت قدما أول مهاجر من الطائفة تراب أستراليا قبل أكثر من قرن، وقد توسَّع انتشار أبناء الجالية في الولايات والمقاطعات الأسترالية المختلفة لا سيّما أديلايد وسيدني وملبورن حيث يتّسِمون بمشاركة فعّالة في جميع النواحي، الاقتصادية والصناعية والتجارية والسياسية والاجتماعية والعلمية.

وكما هو الحال في بلدان الاغتراب الأخرى هناك مُعتَمَدون لمشيخة العقل في أستراليا في خدمة أبناء طائفة الموحدين الدروز، ويتولّى الشيخ منير غرز الدين حالياً تمثيل مقام مشيخة العقل بتكليف من سماحة شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ نعيم حسن.

مجلة “الضحى” تواصلت مع جاليات الموحّدين الدروز في هذه الولايات الرئيسية الثلاث، واستطلعت من مُعتَمد مشيخة العقل الشيخ منير غرز الدين، ورؤساء الرابطات في تلك الولايات الثلاث، الأساتذة الأفاضل أكرم أبو ذياب، وزاهي علامة، ونزار الحاج، شؤونَ وشجونَ ونشاطات ونجاحات أبناء جالية الموحّدين الدروز في تلك المغتربات، وسُبل تواصلهم مع الوطن الأم.

أديلايد ADELAIDE
معتمد مشيخة العقل الشيخ
منير غرز الدين
حفاظ على القيم المعروفية

كان لا بدّ بدايةً من استبيان كيف يجري تنظيم الأحوال الشخصية لأبناء الجالية في أستراليا من ناحية عقد الزواج، أو في حالات الطلاق، وتسجيل المواليد الجدد وغير ذلك من معاملات رئيسية، فبيَّنَ الشيخ منير غرز الدين أنّه منذ العام 2010، وبفضل جهودالمشايخ الأجلاء والأفاضل الكرام وعلى رأسهم الراحل الشيخ شكيب رشيد، صاحب الفضل الكبير، أصبحت طائفة الموحّدين الدروز معترفاً بها ومسجَّلة في الدولة الأسترالية، كطائفةٍ مستقلّة لها خصوصيتها وحيثياتها ومركزها على الصعيد الأسترالي كأحد أعمدة بناء هذه الدولة منذ أنْ قَدِمَ المهاجرون المعروفيون الأوائل. وكما شأن الطائفة المعروفية في لبنان، كذا أصبح وضع الطائفة في أستراليا، حيث تتعامل الدولة الأسترالية مع أبناء طائفة الموحّدين الدروز تماماً كما تتعامل معهم الدولة اللبنانية، إذ تُسجَّل جميع الوثائق والمعاملات، حتى الوصية منها، في الدولة الأسترالية، وقد واكبتُ شخصياً تحقيق هذا الإنجاز.
وأوضح قائلاً “بالنسبة إلى عقد الزواج بين أبناء الطائفة في أستراليا، فإنّنا كمُعتَمَدِين من قِبَل مشيخة العقل وبتفويضٍ من سماحة شيخ العقل نقوم باستقبال الخاطب والمخطوبة وذويهما لإجراء عقد الزواج ومن ثمّ القيام بالمقتضى الديني والاجتماعي وبعد ذلك يتم إرسال المعاملة إلى مكتب مشيخة العقل في دار طائفة الموحّدين الدروز في لبنان ليجري تسجيلها في سِجلّات الأحوال الشخصية”.

الشيخ منير غرزالدين أديلايد
الشيخ منير غرزالدين أديلايد

وكشف أنّ تكليف المُعتمد يتجدّد كلّ 3 أو 5 سنوات، وقد انتدبت مشيخة العقل أربعة معتَمدين في أديلايد، وثلاثة في سيدني، واثنَين في ملبورن، من ذوي الخُلُق التوحيدية والمسلك القويم والاطّلاع الكافي على الشعائر التوحيدية والقِيَم الدينية والأخلاقية. والعدد الأكبر هو في أديلايد نظراً إلى انتشار العدد الأكبر من المُغتربين الدروز هناك، فضلاً عن وجود مكتب مشيخة العقل حيث يقوم الشيخ غرز الدين بتمثيل سماحة الشيخ واستلام جميع المعاملات ذات الصلة ومن ثمّ يرسلها إلى مكتب مشيخة العقل في لبنان. وجديرٌ بالذكر أنّ عقد الزواج لأبناء طائفة الموحّدين يتم تسجيله في الدولة الأسترالية، ومن ثمّ يستلم الزوجان وثيقة الزواج بعد أسبوعٍ واحد أو أسبوعين من تاريخ العقد.
بالنسبة إلى الطلاق، أكد الشيخ غرز الدين “لا نقوم بأيّ إجراءات، حيث إنّنا كمُعتَمدين غير مكلّفين بمعاملات الطلاق في حال طُلِبَت منّا، إنّما نسعى إلى إصلاح ذات البَين بين الزوجين والتوفيق بينهما ما أمكنَ لنا ذلك، وفي حال تعذُّر الإصلاح فإنّ المتخاصمَين يُرسِلان معاملتهما إلى لبنان بتوكيلٍ مرفق إلى قريبٍ أو محامٍ”.
أمّا من ناحية تسجيل المواليد الجدد في الوطن، فعندما يُرزَق الزوجان بمولودٍ جديد يقومان بتسجيله في الدوائر الرسمية للدولة الأسترالية، ومن ثمّ تُرسَل وثيقة الولادة إلى القنصلية اللبنانية في أديلايد، مرفقة بوثيقة الزواج وإخراج القيد العائلي اللبناني. ومن هناك تُرسَل المعاملة إلى وزارة الخارجية اللبنانية ليتم تسجيل المولود الجديد في خانة الزوجين في الوطن.

الشيخ منير غرزالدين أديلايد ـ عمائم وبركة في أستراليا
الشيخ منير غرزالدين أديلايد ـ عمائم وبركة في أستراليا

ولفتَ الشيخ غرز الدين إلى دور مشيخة العقل في تنظيم شؤون الجالية الدرزية في أستراليا من جميع هذه النواحي. وأوضحَ أنّ في كلّ ولاية أسترالية يوجد مبنى خاص لطائفة الموحّدين الدروز، يشتمل على مدرسة عربية، ومجلسٍ ديني يجتمع فيه أبناء الموحّدين في ليالي الجُمَع للاستماع إلى الوعظ الديني والأناشيد والأشعار الدينية، يفدون من جميع الأعمار، لا سيّما خلال المناسبات كعيد الأضحى المبارك وشهر رمضان الكريم وعيد الفطر. وتُنظَّم ندواتٌ دينية وأخلاقية توعوية لمواصلة تعريف أبناء الجالية الدرزية بأصولهم التوحيدية الإسلامية العربية وتراثهم وتقاليدهم المعروفية، وذلك مرّاتٍ عدّة في السنة في كلّ ولايةٍ ينتشر فيها المغتربون الدروز. وتتم دعوة هؤلاء المغتربين في كلّ الولايات لحضور هذه الندوات والمحاضرات الدينية من خلال الجمعيات ولجانها الإدارية، فضلاً عن حضور نشاطات اجتماعية أخرى تشدّ أواصر أبناء الطائفة.
وكان للشيخ منير غرز الدين كلمة أخيرة قال فيها: “لمستُ خلال خمسةٍ وعشرين عاماً من وجودي في هذه القارّة المِعطاء البعيدة جداً عن تراب الوطن أنّها احتضنت ولا تزال تحتضن أبناءنا وعائلاتنا وتفتح لهم أبواب العمل والاستثمار حيث يتمتّعون بحقوقٍ كشأن حقوق المواطنين الأستراليين، بما في ذلك حقوق ممارسة شعائرهم وواجباتهم الدينية والاجتماعية. كما لمستُ من جاليتنا المعروفية الكريمة مدى التزامها بالحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا وشعائرنا التوحيدية الإسلامية الشريفة التي نشأنا عليها منذ القِدَم والحرص على نقلها لأولادها وأُسَرها. كما أُشيد بالتربية الصالحة لأبناء الموحّدين هنا في أستراليا من قِبَل الأهل وحثّهم الأبناء على المضي قُدُماً على هذا الطريق التوحيدي الشريف، وإتاحة الفرصة لهم لحضور الندوات الدينية كي يطّلعوا على الأخلاق والقِيَم المعروفية التوحيدية. والشكر الكبير لسماحة شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ نعيم حسن على اهتمامه الدائم بأبناء الجالية وحدبه عليهم ودعمه المتواصل، وإتاحة التنسيق المتكامل ما بين مشيخة العقل في لبنان ومكتب مشيخة العقل في أستراليا. وبدوري أشكر مُعتمدي مشيخة العقل في جميع الولايات لجهودهم الحثيثة في خدمة الجالية الكريمة دون أي مقابل، ونسأل الله جلَّ وعزّ أن يُجزيهم أجرَ ذلك”.

أديلايد وجنوب أستراليا
ADELAIDE
& South Australia
رئيس رابطة الجالية الدرزية في أديلايد وجنوب أستراليا الأستاذ أكرم أبو ذياب
حضورٌ ناجح للجالية وافتخار

أكدّ الأستاذ أكرم أبو ذياب، الحائز على ماجستير في العلوم التسويقية والدراسات الدولية، أنّه لا توجد إحصاءات دقيقة عن أعداد المغتربين الدروز في أستراليا عموماً كون هذه المسألة متعلّقة بالجالية الدرزية في كلّ ولاية على حِدَة ولكون الإحصاءات الحكومية لا تأخذ هذا الجانب بعين الاعتبار. أمّا تقديراته الشخصية فتجعل العدد لا يتجاوز 9,000 مغترب درزي يتمركزون في ثلاث ولايات رئيسية هي سيدني، وملبورن وأديلايد، وأنّ هذا العدد ربّما يتساوى في كلّ ولاية أي حوالي 3,000 نسمة، بالإضافة إلى وجودٍ درزي في ولايتَي برزبن وبيرث.

أديلايد - أستراليا
أديلايد – أستراليا

من ناحية الاجتماعات الدورية أو السنوية التي يلتقي خلالها الموحّدون الدروز المغتربون، شدّد الأستاذ أبو ذياب على أنّ الجالية الدرزية في أديلايد وجنوب أستراليا تُعتبر من أكثر الجاليات الدرزية نشاطاً حتى على الصعيدَين اللبناني والعربي، وكشف أنّ الوجود الدرزي في أديلايد يعود إلى أكثر من مئة عام، و”البيت الدرزي” في الولاية كان من أول البيوت الدرزية خارج لبنان. وبسبب صغر الولاية من حيث المساحة وعدد السكّان فإنّ الزيارات بين العائلات والواجبات الاجتماعية إنّما تجمع عدداً أكبر من أبناء طائفة الموحّدين الدروز، بينما تعاني الولايات الأخرى من بُعد المسافات وهذا ما ساهم في جعل نشاطات الجالية في أديلايد ناجحة وتحظى بحضورٍ ممتاز دائماً.
على الصعيد الاجتماعي، أوضح أنّ هناك مناسبات عائلية تقوم بها “الرابطة الدرزية” كلّ شهرين تقريباً حيث تجتمع العائلات والأُسَر بجميع أفرادها والأصدقاء والأصحاب، وأنّ هدف الرابطة الرئيسي من ذلك هو لَمْ الشمل بشكلٍ دائم. أمّا من ناحية المناسبات، فأكّد أنّ هناك احتفالات تُنظّم بشكلٍ دائم مثل عيد الأضحى المبارك وعيد رأس السنة وعيد الأُم الذي تقوم بتنظيمه “اللجنة النسائية”، وكذلك نشاطات رياضية يقوم بها “النادي الرياضي لكرة القدم والفوتبول الأسترالي”. وتسعى الرابطة حالياً إلى تنظيم تقليد سنوي تحت تسمية “اليوم الرياضي” وإدخال رياضيات بدنية وذهنية، كما هناك أيضاً حفل تخريج سنوي تقوم به “اللجنة الشبابية” وهو من أرقى النشاطات على صعيد البلد، حيث يحضر حاكم الولاية وعدد كبير من الوزراء والنواب. ومن الناحية التربوية، أشار إلى “المدرسة العربية” وتضم هذه السنة حوالي 90 طالباً لتعليم اللغة العربية وبعض الإرشادات الدينية من عمر خمس سنوات إلى عمر التخرُّج الثانوي تقريباً.

أكرم أبو ذياب أديلايد
أكرم أبو ذياب أديلايد

 

أكرم أبو ذياب أديلايد- مبنى رابطة الجالية في أديلايد
أكرم أبو ذياب أديلايد- مبنى رابطة الجالية في أديلايد

وذكر أنّ هناك عدداً من اللقاءات منها موسمية ومنها سنوية، أمّا عن اللقاء السنوي بالتحديد فهو ليس محصوراً بالجالية الدرزية في أديلايد وجنوب أستراليا بل هو تقليد سنوي بين ولايات سيدني وملبورن وأديلايد وهذا ما يُسمّى باللغة الإنكليزية Druze Big Weekend حيث يجتمع عدد كبير من المشاركين في إحدى الولايات كلّ سنة ضمن برنامج معيّن يتم ترتيبه من قِبَل كلّ ولاية، وضمن فعاليات هذا البرنامج على سبيل المثال ندوة دينية ولقاءات تعارفية بين شباب وشابات الدروز وبعض النشاطات الثقافية والترفيهية وطبعاً الهدف منه هو الحفاظ على صلة التواصل بين أبناء الجالية في أستراليا والتعارف فيما بين أبناء طائفة الموحدين الدروز.
وبالنسبة إلى الشخصيات الدرزية الناجحة في أديلايد على مختلف الصُّعُد، أكد الأستاذ أكرم أنه في الجانب السياسي فإنّ الحضور الدرزي في الحكومة أو البرلمان للأسف غير موجود، وحتى على الصعيد اللبناني بشكلٍ عام، وذلك ليس لنقص القدرات طبعاً إنّما لكون عدد اللبنانيين عموماً والدروز خصوصاً في أستراليا ليس بالكبير مقارنةً مع الجاليات الأخرى المهاجرة كالإيطالية أو اليونانية مثلاً. وربّما هناك شخصيات برزت في الشأن العام أكثر منه في الشأن السياسي، على سبيل المثال السيّد دايفيد عنداري وهو حائز على وسام الملكة وانتُدِبَ أكثر من مرّة من قِبَل الحكومة الأسترالية لتمثيل الحكومة خارج البلاد. والسيّد ماكس بشير وهو شخصية بارزة في المجال العامّ واشتُهِرَ بدعمه للأنشطة والأندية الرياضية. أمّا من الشخصيات البارزة علمياً، فهناك الدكتورة أمل أبو حمدان وهي أخصائية في جراحة الدماغ وهي من الأبرز الأطباء في أستراليا وليس فقط في الولاية بكونها أصغر طبيبة جرّاحة في أستراليا. في الرياضة، هناك السيّد روجر رشيد وهو لاعب ومدرّب كرة المضرب، وكان مدرّبَ بطلِ أستراليا واللاعب المصنّف رقم واحد عالمياً. وهذه الشخصيات على سبيل المثال لا الحصر.

أكرم أبو ذياب أديلايد- نشاط اجتماعي للجالية في أديلايد 2
أكرم أبو ذياب أديلايد- نشاط اجتماعي للجالية في أديلايد 2
أكرم-أبو-ذياب-أديلايد--نشاط-في-الهواء-الطلق-للجالية-في-أديلايد
أكرم-أبو-ذياب-أديلايد–نشاط-في-الهواء-الطلق-للجالية-في-أديلايد
أكرم أبو ذياب أديلايد- مباراة رياضية لأبناء الجالية في أديلايد
أكرم أبو ذياب أديلايد- مباراة رياضية لأبناء الجالية في أديلايد

أمّا في المجال التجاري والاقتصادي، فللدروز حضورٌ لا بأس به وهناك شخصيات عديدة تميّزت بنجاحات أكثر من غيرها في المجالات الخدمات السياحية والمطاعم والبناء ومنهم مَنْ وصل بوظائفه ودراساته إلى درجات ممتازة تفتخر الجالية بها وبهم جميعاً. ومن بينهم على سبيل المثال السيّد جهاد هاني وهو شخصية ناجحة تجارياً واقتصادياً ومالياً، وهو مستقر في أديلايد جنوب أستراليا، أمّا في بعض الولايات الأخرى فهناك السيّد عصام ثابت وهو أيضاً من الرجال الناجحين جداً على الصعيدَين المالي والتجاري.
وبشأن مشاركة أبناء الجالية في الانتخابات في الوطن الأم، أكد أبو ذياب أنّ الجمعية في أديلايد قامت بواجبها بإعلام الأهل جميعاً عن كيفية المشاركة والتسجيل من أجل القدرة على ممارسة الحق الانتخابي. ووفقاً لما تناهى إليه فإنّ المشاركة من قِبَل اللبنانين عموماً لم تكن على قدر جيد، موضحاً أنّ الرابطة تتصرّف بوعي وفطنة في هذا الخصوص.
وختم الأستاذ أكرم أبو ذياب: “أودُّ القول أخيراً أنّ الجمعية الدرزية في جنوب أستراليا قامت بشراء مبنى جديد للجمعية بعدما احترق المبنى الأول العام 2012، وقد مرّرنا بظروفٍ صعبة إلى حدٍّ ما من أجل لَمْ شمل أبناء الموحدين الدروز جميعاً. نأمل أن نُقدِّم ما فيه الخير لجاليتنا وأهلنا ومجتمعنا ومستقبل أولادنا. ونشكر سماحة شيخ العقل لمتابعته الدائمة ودعمه القيِّم لأبناء الجالية هنا. وأودّ أن أتقدَّم منكم ومن جانب إدارة مجلة الضحى الموقَّرة بجزيل الشكر والامتنان باسمي واسم الجمعية الدرزية وكافة الدروز في أديلايد وجنوب أستراليا على هذه اللفتة الكريمة للحفاظ على صلة التواصل الدائم بين الموحِّد المقيم والموحِّد المغترب، نأمل أن تكون بدايةً جيدة، وحجراً أساساً لمزيد من التعاون على الصُّعُد الدينية والتوجيهية والاجتماعية والاقتصادية، ودمتم في مسعاكم”.

دعوة للقاء ولمباراة رياضية في أديلايد
دعوة للقاء ولمباراة رياضية في أديلايد

 

سيدني
SYDNEY
رئيس رابطة الجالية الدرزية في سيدني المهندس زاهي علامة
أسبقية وتنسيق وطمأنينة

لفتَ المهندس علامة إلى أنّ هناك تقديرات متباينة إلى حدٍّ ما بشأن عدد المغتربين من طائفة الموحّدين الدروز في سيدني ومحيطها، لكنّه يراوح بين 7000 و 9000 مغترب، وربّما تكون النسبة الأكبر منهم في أديلايد.
وتحدّث عن اللقاءات والاجتماعات الدورية أو السنوية التي يلتقي خلالها الموحّدون الدروز المغتربون في سيدني، وأهم النشاطات الاجتماعية والثقافية، وأوضح أنّ “الرابطة الدرزية” في سيدني تقوم بلقاءات عدة لجمع شمل الموحدين الدروز والإبقاء على تواصل بين بعضهم البعض. ومن بين هذه اللقاءات:
֍ السهرة القروية السنوية
֍ ليالي العشر المباركة (إقامة ندوات دينية)
֍ احتفال بعيد الأضحى المبارك بإقامة حفل شواء وتوزيع ألعاب للأطفال خلال المناسبة
֍ لقاء الشبيبة الدرزية السنوي، حيث يجتمع شباب الموحدين الدروز من جميع الولايات ومن خارج أستراليا
֍ سهرة بمناسبة عيد الأم تقوم بها اللجنة النسائية
֍ الحفل السنوي للرابطة الدرزية
֍ مخيم للأطفال
֍ إقامة مباريات للجنة الرياضية في لعبة كرة القدم تجمع فرق ملبورن وأديلايد وسيدني من أبناء الجالية الدرزية.
بالنسبة إلى السهرة القروية، فهي عبارة عن لقاء يجمع أبناء الموحدين الدروز في قاعة الرابطة الدرزية ويتخلّله حفلٌّ غنائي مع إعداد خبز على الصاج ومأكولات بيتيّة من وحي المناسبة. والهيئة الإدارية للرابطة الدرزية هي المسؤولة عن التجهيز ودعوة أبناء الموحدين الدروز وحجز الفنّانين وغيره من المستلزمات اللوجستية.
أما الاحتفال بعيد الأضحى وليال العشر المباركة، فيكون من خلال لقاءٍ يُنظَّم كلّ سنة في مركز الرابطة الدرزية، وقد جرت العادة بأن يتوجّه الموحّدون إلى مركز الرابطة للاستماع إلى الأناشيد والأشعار الدينية من المشايخ الأفاضل. قمنا قبل نحو سنتين بتغيير جذري لاستقطاب الشباب الموحِّدين والشابات الموحِّدات بحيث نسّقنا مع سماحة شيخ العقل سنة 2016 لإقامة ندوات دينية في سيدني على نفقة الرابطة الدرزية. وقد حضر الندوات ما يفوق على المئتين شاب وشابة، وأصبح هذا تقليداً سنوياً لجمع الشباب الدرزي.
ومن ناحية لقاء الشبيبة السنوي، فهذا لقاء يجمع شبيبة الموحِّدين الدروز في العيد الوطني الأسترالي على مدى ثلاثة أيام للتعارف وتبادل الأفكار والتقارب، وهذا اللقاء يحصل مرّة كلّ سنة ويجمع الولايات الأسترالية كافة.

زاهي علامة سيدني- مقابلة تلفزيونية
زاهي علامة سيدني- مقابلة تلفزيونية
زاهي علامة سيدني- نشاط للجالية في الهواء الطلق
زاهي علامة سيدني- نشاط للجالية في الهواء الطلق
زاهي علامة سيدني- مبنى رابطة الجالية الدرزية في سيدني
زاهي علامة سيدني- مبنى رابطة الجالية الدرزية في سيدني

ولفتَ المهندس زاهي علامة إلى وجود عددٍ من الشخصيات من طائفة الموحِّدين الدروز الناجحة من النواحي الاقتصادية والصناعية والتجارية وحتى العلمية والأكاديمية والسياسية، من بينها دون حصر، وعذراً إذا ما غفلنا عن أحد، الدكتور ممدوح مطر الذي يملك مجمّعاً طبياً ويقصده قسمٌ كبير من أبناء الجالية الدرزية، والدكتور جمال غنام وهو مدير عام اثنين من أكبر المستشفيات في سيدني وعضو في نقابة الأطباء ومدقق عام، والبروفسور أسعد المصري وهو دكتور محاضر في أكبر جامعة في سيدني، والدكتور وليد رافع وهو طبيب أسنان يملك مركزين لطب الأسنان. وجدير بالذكر أنّ الأستاذ المهندس زاهي علامة في سابقةٍ من نوعها هو أول رجل أعمال في الجالية الدرزية يحصل على إذن نقابة المهندسين بإعطاء رخص لإنشاء المباني (Private Certifier).
وأشار المهندس علامة إلى أنّ المغترب الدرزي كشأن أي مغتربٍ من طائفةٍ أخرى يهتم بالشأن السياسي في الوطن الأم وخاصةً الانتخابات النيابية وأنه قد تمّ تسجيل عدد لا بأس به ممن شارك في الانتخابات.
وعبّر المهندس زاهي علامة عن شكره قائلاً: “لا بدّ لي أنّ أشكركم أولاً على هذا اللقاء والتواصل مع الوطن الأم وشكري الكبير لسماحة شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ نعيم حسن على ما قدّمه من دعمِ معنوي لمسيرة الرابطة الدرزية في سيدني”.
وأضاف: “أودّ الإضاءة أخيراً على أنّ التنسيق بين مشيخة العقل والرابطة الدرزية أدّى إلى طمأنينة وسط أبناء الجالية بأنّ هناك مرجعية دينية تهتم بهم وتسأل عنهم وبأنّ الاغتراب الدرزي هو جزء كبير من أولويات مشيخة العقل، وأتمنّى في المستقبل القريب أن تكون ثمة إمكانية لتنسيق زياراتٍ من مشيخة العقل إلى سيدني للاطلاع على أحوال الجالية وتعزيز سُبل التواصل”.

سيدني - أستراليا
سيدني – أستراليا
زاهي علامة سيدني- لقاء لأبناء الجالية في سيدني
زاهي علامة سيدني- لقاء لأبناء الجالية في سيدني
زاهي علامة سيدني- لقاء اجتماعي في عيد الأب
زاهي علامة سيدني- لقاء اجتماعي في عيد الأب

 

ملبورن-فيكتوريا
MELBOURN – VICTORIA
رئيس رابطة الجالية الدرزية في ملبورن-فيكتوريا المهندس نزار الحاج
مناصب إقليمية
ونجاح

نزار الحاج ملبورن
نزار الحاج ملبورن

تحدّث المهندس نزار الحاج عن انتشار أبناء جالية الموحّدين الدروز على وجه التحديد في ملبورن-فيكتوريا، وجنوب أستراليا ونيو ساوث ويلز.
أما أعداد أبناء طائفة الموحدين الدروز هناك بحسب تقديره فهي على الشكل التالي:
فيكتوريا: حوالي 600 عائلة.
جنوب أستراليا: تقريباً الأرقام مماثلة لولاية فيكتوريا.
نيو ساوث ويلز: حوالي 350 عائلة.
وإلى جانب الولايات الرئيسية الثلاث، لفتَ إلى أنّ الموحّدين الدروز ينتشرون في أماكن أخرى مثل كوينزلاند لكن بأعداد أقل.
وبالنسبة إلى اللقاءات السنوية والنشاطات الاجتماعية للجالية في ملبورن، أوضح الحاج أنّ الهيئة الإدارية للجمعية الدرزية في فيكتوريا تعمل على الحفاظ على التواصل بين أبناء الجالية عبر العديد من المناسبات والنشاطات في كل وقت ممكن، وخصوصاً الأعياد والعطل، لا سيما عيد الأضحى المبارك ورأس السنة، وكذلك من خلال اللقاءات الدورية العائلية والتثقيفية، فضلاً عن الندوات الطبية للتوعية الصحية.

ـنزار الحاج ملبورن مبنى رابطة الجالية في ملبورن
ـنزار الحاج ملبورن مبنى رابطة الجالية في ملبورن

ومن ناحية اللقاء السنوي المعروفي الذي تُقيمه الجالية الدرزية في ملبورن ومحيطها، أوضح الحاج أنّه منذ 13 عاماً، أطلقت الجمعية الدرزية في ملبورن حَدَث “الأسبوع الدرزي الكبير” Big Druze Weekend (BDW) بالتنسيق مع الجمعيات الدرزية في الولايات الأخرى، وأصبح هذا اللقاء سنوياً يُعقَد كلّ سنة في ولايةٍ من الولايات الأسترالية وذلك في آخر أسبوعٍ من شهر كانون الثاني. وقد أصبح هذا اللقاء دورياً حيث يلتقي الشباب والشابات ويجري تنظيم نشاطات دينية، واجتماعية وتسهيل فرص التعارف والتقارب بين أبناء الجالية في الاغتراب وخصوصاً الجيل الجديد. وكشف عن مشاركةٍ في الآونة الأخيرة من دروزٍ جاءوا من خارج أستراليا، مثل الولايات المتحدة ولبنان.
وأكّد المهندس نزار الحاج أنّ الكثير من أبناء الجالية الدرزية يعمل في جميع قطاعات الدولة ومؤسّساتها في القطاعَين العام والخاص على حدٍّ سواء. وقال: “شخصياً، تمّ تعييني في مطلع العام 2017 مستشاراً إقليمياً لولاية فيكتوريا في وزارة تعدُّد الحضارات والجنسيات، حيث نعمل في المجلس الاستشاري بشكلٍ أساسي على تحديد الأولويات للوزارة في شؤون المواطنين والمجتمعات”. وهناك ثمانية مجالس استشارية في أنحاء الولاية، يتمثَّل دورُ كلٍّ منها في إبلاغ “وزراة تعدُّد الحضارات والجنسيات” حول مسائل وتحدّيات ذات تأثيرٍ على هذا التعدُّد الحضاري في كلّ منطقة، والبقاء على اطّلاع حول شؤون الجاليات المتعدّدة الجنسيات والحرص على التنوُّع الثقافي والديني واللغوي، وتحديد السُّبُل والفرص لإرساء المشاركة والتواصل بين الجاليات وتنظيم نشاطاتٍ ومناسبات لتوثيق العُرَى في ما بينها، والتنسيق ما بين المغتربين وممثِّلي الحكومة المحلية.
وعن نجاح بعض الشخصيات الدرزية في نواحٍ عدّة، لفتَ الحاج إلى أنّ الكثير من أبناء الجالية الدرزية برزوا في مجال الأعمال والاقتصاد، من بينهم بدون حصر الدكتورة فريال ملاعب خداج المحاضرة الجامعية في مجال التكنولوجيا، والسيّدان مازن وماهر ثابت مؤسِّسا “فندق لينبروك” Lynbrook Hotel، و”ريدان أخوان” أصحاب “مطاعم صوفيا” Sofia Restaurants، والسيّد سليم زين الدين وغيرهم كُثر في مجال المطاعم والفنادق، فضلاً عن السيّد علي خضر صاحب الشركة المتخصِّصة في مجال إنتاج مستحضرات العناية بالبشرة والتجميل “أدفاندس ناتشورال” Advanced Natural .

نزار الحاج ملبورن لقاء رياضي لشباب الجالية في ملبورن
نزار الحاج ملبورن لقاء رياضي لشباب الجالية في ملبورن
نزار الحاج ملبورن في لقاء فكري واجتماعي للجالية في ملبورن
نزار الحاج ملبورن في لقاء فكري واجتماعي للجالية في ملبورن
نزار الحاج ملبورن حملة تبرعات خيرية للجالية في ملبورن فيكتوريا
نزار الحاج ملبورن حملة تبرعات خيرية للجالية في ملبورن فيكتوريا

وممّا يستحقّ الذكر أنّ المهندس نزار الحاج هو خبيرٌ مُحترِف في تكنولوجيا المعلومات مع خبرةٍ تزيد عن سبعة عشر عاماً كمستشارٍ ومحلِّلٍ في النُّظُم المعلوماتية، ومهندس أنظمة وشبكات، وهو ناشطٌ في هذا الخصوص لا سيّما عبر إحدى شركاته في ملبورن المتخصِّصة بـ “تكنولوجيا المعلومات والاتصالات” (ICT) والتي يصل نطاق خدماتها إلى بعض أنحاء العالم، بعدما رسّخت حضورها بين مزوِّدي خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أستراليا. وهو يملك ثلاث شركات ناجحة في مجال تكنولوجيا المعلومات في فيكتوريا-ملبورن وهي:
I.T. ENGINEERING PRO (www.itepro.com.au)
Online Plus (www.onlineplus.com.au)
ITE Systems (www.itesystems.com.au)
وحول رغبة المغتربين الدروز في المشاركة في الانتخابات النيابية، كشف أنّه بذُلت مساعٍ حثيثة لتشجيع التسجيل للمشاركة في الانتخابات النيابية، لكنّ الاقبال كان ضعيفاً، وتمّ تسجيل حوالي 100 شخص من ولاية فيكتوريا من أصل 200 درزي تسجّلوا من أستراليا.
وقال المهندس الحاج ختاماً: “حالياً، نحن في صدد إنهاء المرحلة الأخيرة من بناء دار الجمعية الدرزية في ولاية ملبورن-فيكتوريا، على مساحة 22,500 م2، يقدّر أن يكون واحداً من أكبر المباني التي تعود للدروز في العالم، حيث يضم صالتَين تتّسعان إلى ما يزيد عن 800 شخص، فضلاً عن 170 موقف سيارات، ومكاتب وقاعات اجتماعات. نأمل أن يكون هذا المبنى صرحاً للجالية الدرزية في أستراليا والعالم أجمع”. ووجّه الحاج شكراً خاصاً لسماحة شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز لاهتمامه الدائم بشؤون أبناء الطائفة في أستراليا وعبّر عن أمله بتكثيف هذا التواصل عبر إرسال نخبة من أصحاب الفكر والقيم المعروفية إلى أستراليا لتعزيز الوعي بين أبناء الجالية.

ملبورن - فيكتوريا
ملبورن – فيكتوريا

وخلُصَت “الضحى” في مشوارها الأسترالي وسط الأهل المغتربين، إلى أنّ جالية الموحّدين الدروز هناك، بنجاحاتها ونشاطاتها وشخصياتها الفاعلة، هي مجتمعٌ زاخر بالحيويّة يلتزم بقيمه وأخلاقياته وهويّته وجذوره المعروفيّة التوحيديّة حتى ولو كان في النصف الأخر من الكرة الأرضية بعيداً عن الوطن، وعينُ مشيخةِ العقلِ ساهرة على الأبناء وعلى هذا الالتزام الذي يدعو إلى الفخار. وشُكرٌ خاص للشيخ رامز حمزة في سيدني لبصيرته النيِّرة ولمساعدته القيِّمة في إنجاز هذا التحقيق.

نزار الحاج ملبورن موقف السيارات الخماسي لمبنى رابطة الجالية في ملبورن
نزار الحاج ملبورن موقف السيارات الخماسي لمبنى رابطة الجالية في ملبورن

وادي لامارتين

الموقع
ملتوّياً كالرّقطاء تحفُّ به أسوقُ الصنوبر والدّلب والعفص، والزيزفون، يمتدّ وادي لامارتين من مشارف قناطر زبيدة صعوداً حتى أعتاب شاغور حمّانا ، مارّاً بمزارع عِدَّة، منها ما هو قائم حتى اليوم، ومنها الدّارس بفعل عوادي الزمان من مثل: دار قنات، ودار صيّا، ودير خونة، ودير الرُّغم التابع لبطريركية السّريان الكاثوليك…

أمّا حكاية هذا الدير فتعود إلى العام 1650 حين وفد جماعة من المسيحيين العراقيين إلى لبنان هرباً من الاضطهاد، حيث إستوطنوا بادِءَ الأمر مدينة طرابلس، وهناك ألتقوا أشخاصاً من آل رعد من بلدة الشبانية الذين نصحوهم بالإنتقال إلى الشبانية، حيث قدّم لهم الوقف الماروني قطعة أرضٍ لتشييد ديرٍ عليها شرط تغيير هويتهم من روم إلى كاثوليك.. وهكذا كان .” سريان كاثوليك”.
وأنت تمرُّ في حنايا الوادي وثناياه وتعرّجاته،إذا بالدّهر يسترجع ضجيج مواكب خطرت ذات زمنٍ، فإذا الدروب بوح خُزامى، ونفح صعتر، ووزّال ونُعناع، وشدو بلابلَ، وتراتيل غدرانٍ، وهاكه النسيم أيضاً يحمل على أجنحته ترجيع صدىً لنوح ناياتٍ، وغُصَّةِ أوتارٍ، وبُحة نغمٍ شرودٍ …أمّا على الأديم فيستوقفك التياعٌ وآهاتٍ، وحطام قيثارةٍ خنقها الشجا، إذ إنّ الوادي كان مأهولاً حتى مطالع القرن الثامن عشر…
على هذا الوادي المترامي الأطراف تنتشر عدّة قرىً وضياع: الهلالية، شويت، العبادية، رويسة البلوط، بعلشمية، عين موفق، رأس الحرف، قتالة، القرّية، قبيع، الشبانية، حمّانا، بمريم، الحصيحص، القلعة، الخريبة، بتبيات، دير الحرف، بتخنية، ورأس المتن.. كما تُطلُ عليه من علٍ بلدات: بحمدون المحطة، صوفر، فالوغا وقرنايل..

القارىء العزيز إذا خطر لك أن تقرأ الوادي كلمةً كلمة، بل وحرفاً حرفاً، فإني أشيرُ عليك أن تُشرف عليه بعيني صقر، من هناكَ من فوق، من باب البقعة- المغيثة- من حيث يتدلّى الشلال بحبال بيضاءَ حاكها من حبيبات ثلج علٍ و نوله، ليفترشها النّهر تحته بساطاً متموجاً من الكوثرعلى طول قامته المديدة..

وادي لامارتين الثروة
الوادي غنيٌّ بالمياه، فهو الرافدُ الرئيس لنهر بيروت، فعلى امتداد الوادي هناك أكثر من نبعِ وبئر أرتوازي يُغذي العديد من المناطق بمياه الشفة، لعلَّ أبرز هذه الينابيع وأقدمها استخداماً، نبع الدّلبة الذي يُغذي أجزاء كبيرة من العاصمة بيروت…
وحديثاً تم حفر بئرين واحد في بلدة بمريم، وآخر في بلدة القلعة، حيث يغذيان عدة قرى متنيّة..

إضافةً إلى الثروة المائية، هناك الثروة الحرجية، فعلى امتداد الوادي تقوم غابات الصنوبر – ذهب الجبليين الأسود- إضافة إلى كروم الزيتون، التين، والعنب، والصبّار، وصنوفٍ أُخرى من الأشجار المثمرة..

كما تقوم على ضفاف الوادي الغنّاء بضعة مقاصف ومطاعم ومنتجعات سياحية يقصدها الرّواد من كل حدب وصوب..
وتجدر الإشارة إلى أنه كانت تقوم على هذا الوادي مجموعة من معامل الحرير والمطاحن التي كانت تعمل أحجار رحاها على الماء..

البيئة
تعيش في الوادي بعض الحيوانات البرّية، فإلى الذئب تجد الضبع والثعلب وابن آوى والقنفذ .. كما يعجُّ الوادي بصنوف الطير، فلثغة الشحرور المتناسقة مع خرير المياه تكاد تسمعها على امتداد الوادي، من أخمص قدميه حتى مفرق مشيبه، فوق عند مرمى الثلج.. إضافة إلى البلابل والدوري، وأجواق الحساسين المقيمة عندنا سعيدة، والتي يعكّر صفوها بعض هواة القنص.

ألفونس دي لامارتين
ألفونس دي لامارتين

من أين جاءت تسمية الوادي ؟!
ألفونس دي لامارتين 1790-1869
أثناء زيارة الفونس دي لامارتين النائب في البرلمان الفرنسي، وزعيم الحركة الرومنطقية، وأحد كبارالشعراء الفرنسيين لبنان العام 1833 نزلَ ضيفاً في دارة آل مزهر في حمّانا والواقعة على ضهر شقيفٍ صخري مُطلٍّ على الوادي حيث دامت إقامته واحداً وعشرين يوماً .. شُغف بسحر الوادي وجماليته، ومناظره التي تخلُبُ الأبصار، ما حفّزه على التغنّي بهذه التحفة الطبيعية التي خصَّ الله بها المتن الأعلى، ومما قاله في هذا الوادي:” إن أحد أجمل أعمال الله التي تقع عليه عين الأنسان هو – وادي حمّانا- “.
قرظ لامارتين الوادي بضعة قصائد ضمّنها ديوانيه ” التأملات”و “جوسلين” إضافة إلى مقطوعاتٍ نثرية في مؤلّفه ” رحلة إلى الشرق”.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ لامارتين إنتقل من حمّانا إلى دير القمر حيث مكث فيها واحداً وعشرين يوماً أيضاً، دوّن فيها مشاهداته عن لبنان ضمّنها أيضاً كتابه ” رحلة إلى الشرق” الذي صدر العام 1838..

فُجع لآمارتين في أثناء إقامته في لبنان بوفاة أبنته البالغة من العمر ثماني سنوات فدُفنت في بيروت..
ولمناسبة مرور مئة عام على زيارة ” لامارتين” لبنان وإقامته في حمّانا .. أحيت السفارة الفرنسية العام 1933 إحتفالاً في دارة المقدّم كامل مزهر، وخصّت الدار بمنحوتةٍ لوجه الشاعر لامارتين كعربون تقدير وعرفانٍ بالجميل للدّار المضيفة..


ترغب الضحى بالإبقاء على النص الإنجليزي كما هو ليتمكن مسؤولو بلديات المتن الأعلى (ومن خلفهم المسؤولون في الوزارات المختلفة، وبخاصة وزارة السياحة) أن يتعرّفوا بدقة على أحدث السيناريوهات الممكنة للسياحة في وادي لامارتين والقرى المتنية المحيطة. يقترح تقرير خبير التنمية السياحية د. سموري أن يجري التركيز على أنماط السياحة البيئية الممكنة في وادي لامارتين والقرى المحيطة، ويتجنب الحديث على أنماط السياحة التقليدية mass tourism، التي صارت عبئاً على البيئة كما على المجتمعات المضيفة. الغاية من ذلك واضحة، وهي التطابق مع المعايير الدولية المعتمدة للتطوير السياحي اليوم، Quality tourism ، البيئية، التاريخية، الثقافية، الفولكلورية، وما شابه، أي بما لا يدمّر أو يؤذي البيئة بأنواعها المختلفة (الإيكولوجية والثقافية والاجتماعية وغيرها).
هذا هو العنوان للأفكار والمقترحات التفصيلية التي يسهم بها التقرير في خدمة التطوير السياحي المستقبلي لمنطقة وادي لامارتين في المتن الأعلى والقرى المحيطة.

LEBANON’S LAMARTINE VALLEY
Touristic Survey

By Dr. Jaque Sammouri

< Salima Village

architecture.

Ras el-Matn is located on the western steep slopes of Mount Lebanon in the upper section of Lamartine Valley.
This town is known for its panoramic views and pine trees, giving a splendid view across the valley to the towns of Dhour Chweir, Baabdat, Broumana and Beit Mery.
All roads leading to the town, whether from Monteverdi and Qortada or from Araya and Abadieh or via Baalishmeih, Chbeniyeh, Hamana and Deir el-Harf; traverse unspoiled landscape of pine-clad hills and rivers such as the Jaramani river along the Monteverdi road.
The most notable building inside the town is the historical Serail of the Abillama Princes built in 1775. Visitors can still appreciate the serail’s elegant courtyard and bell tower. (This building requires restoration to safeguard the heritage of this important town.)
The village is remarkable for its natural water spring with an impressive arched façade built in 1472 (Nabaa Ein el Marj).
Much older, are the ancient tombs carved into the rocky cliffs and headlands of Ras el-Matn, while just below the village the refuge of a holy woman, Sitt Sarah can be found in a rock-scattered field. According to the legend, a rock miraculously opened into a cave to shelter Sitt Sarah as she fled from danger. Finally carved from living stone, the site is an ancient tomb chamber.
Many grottos are located in the steep pine-clad slopes above the town, giving visitors and hikers superb views. The umbrella pines that surround the village are a source of pine nuts; while olives, grapes, figs, apricots and other fruits are cultivated here as well.

Deir el Harf is a small village above Ras el-Matn. The Greek Orthodox Monastery of St. George stands in a pine forest, built around an

Lamartine Valley is one of the most panoramic areas of Mount Lebanon; commanding a stunning view of the majestic green mountains of Lebanon, the clear blue sky and the azure Mediterranean Sea. It offers a wonderfully rich environment that is calling out to be explored.
Pine-covered, Higher Matn villages (Ras El Matn, Btikhnieh, Hammana, Shbanieh, Falouga, Qirnayel, Salima, Arsoun, Kobieh, Bzibdine, Bmariam, Baalshmaieh, and others) could be the center of tourist attraction of the area: typical Lebanese Villages nestled in the heart of Lamartine Valley, from 600 to 1200 meters above sea level. Higher Matn district is of the country’s most popular mountain resorts with orchards, red-tiled stone houses, old nostalgic souks and historic palaces. It is famous for its numerous water springs and imposing waterfall known as Shaghour Hammana in Mount Lebanon.
Mezher Palace, in Hammana, a striking Matn monument standing proudly on a cliff overlooking the valley once hosted Lamartine, his wife and daughter Julia during their expedition to the Orient in 1932. Enchanted by the magic of the place, Lamartine wrote (commemorative plaque): “One of the most beautiful views that men have ever beheld, an opportunity to paint the creation of God, is the Valley of Hammana. Painting or words can describe only one detail of the fairylike treasure with which the Creator endowed, going down in succession and filling the valley with their riches”.
Both, Ras El Matn and Salima, hold two big historic monuments: Remains of Lameiin Saray سرايا اللمعيين (governed Matn Region for two centureies).
Qirnayel, Falougha, Shbanieh, and others, have a lot of historic hotels which hosted for decades numerous Arab visitors in addition to special historic events.

Mezher Palace also called Lamartine Palace
Mezher Palace also called Lamartine Palace

THE PROMINENT TOURIST ATTRACTIONS OF THE MAIN villages SURROUNDING LAMARTINE VALLEY

Salima is reached via Baabdat on a road that winds down through an unspoiled valley then up to the opposite hillside.
The main attraction is Salima Palace, a Druze Fortress of the Abillama Dynasty built in 1721 by Emir Hussein, the first Abillama Prince. The main portal of this prominent building is enclosed in an ornate arabesque molding with two lions flanking the central arch. Above the portal is the old diwan which leads you to the
A tour around the town will reveal several old churches the oldest of which was built in 1684 as well as a number of ancient houses contemporary with the castle.
All these old structures still stand, but unfortunately, most of them are in an advanced state of ruin. Salima has in spite of all a feudal architecture.

Ras el-Matn is located on the western steep slopes of Mount Lebanon in the upper section of Lamartine Valley.
This town is known for its panoramic views and pine trees, giving a splendid view across the valley to the towns of Dhour Chweir, Baabdat, Broumana and Beit Mery.
All roads leading to the town, whether from Monteverdi and Qortada or from Araya and Abadieh or via Baalishmeih, Chbeniyeh, Hamana and Deir el-Harf; traverse unspoiled landscape of pine-clad hills and rivers such as the Jaramani river along the Monteverdi road.
The most notable building inside the town is the historical Serail of the Abillama Princes built in 1775. Visitors can still appreciate the serail’s elegant courtyard and bell tower. (This building requires restoration to safeguard the heritage of this important town.)
The village is remarkable for its natural water spring with an impressive arched façade built in 1472 (Nabaa Ein el Marj).
Much older, are the ancient tombs carved into the rocky cliffs and headlands of Ras el-Matn, while just below the village the refuge of a holy woman, Sitt Sarah can be found in a rock-scattered field. According to the legend, a rock miraculously opened into a cave to shelter Sitt Sarah as she fled from danger. Finally carved from living stone, the site is an ancient tomb chamber.
Many grottos are located in the steep pine-clad slopes above the town, giving visitors and hikers superb views. The umbrella pines that surround the village are a source of pine nuts; while olives, grapes, figs, apricots and other fruits are cultivated here as well.

Deir el Harf is a small village above Ras el-Matn. The Greek Orthodox Monastery of St. George stands in a pine forest, built around an open courtyard. It has a rust- colored stone church and communal buildings around. The monastery’s known history begins sometimes in 18th Century and the church itself dates to 1790. It possesses and iconostasis of wood as well as a collection of beautiful icons, mostly from the 19th Century. The frescos covering the walls and vaults were completed in 1972 by Romanian painters.
Visitors can spend a whole day in this monastery as a religious pilgrimage.

Chbaniye like most villages in Lamartine Valley area Chbaniye is covered by trees and orchards. It is located amidst a beautiful vast valley which dazzled the French Poet Lamartine.
Chbaniye extends from Damascus Road, at Mdeirej station on the east, to Delbeh Spring Valley on the west which bursts from the last plot in the village and irrigates the last suburbs of Beirut.
Chbaniye has a large pine forest and is a remarkable summer resort which attracts a noticeable number of visitors for vacation and relaxation.
Apart from Hammana which is the core tourist attraction of Lamartine Valley and a hub station in the area; many spoke destinations rotate around.

Organized
Sightseeing
Package Tours

A series of organized package tours could be arranged in the area as the core center of attraction. These package tours can extend from one to three-days, with a stay of one or two nights in conventional hotels, tourist resorts, family guesthouses or eco-lodges. Such tours could be themed as scenic drives, nostalgic trails or romantic tracks; visiting panoramic natural sites, historical monuments and different cultural attractions in the surroundings of Hammana, Ras El Matn, Qarneyel, Btekhnie and other Matn villages.
The different itineraries of these package tours could include visits to different villages located on both banks of the valley, namely Hammana heights, Falougha and Kornayel – Bzebdine Woodlands, Hasbaya, Salima and Baabdat – Mtein, Bois de Bologne and Mrouj – Mdeirej, Sofar, Bhamdoun and Chbaniyeh…
Tourists can enjoy as well pleasant drives along scenic routes passing through peaceful villages, farmlands and fruit orchards overlooking fascinating views of the pine-covered Lamartine Valley:
֍ Aabadiyeh > Roueissat el Ballout > Ras el Metn > up to Hammana
֍ Baaleshmay > Ras el Harf ascending to Falougha and Hammana.
֍ Ras El Matn > Qirnayel > Btekhnai > Hammana or Bzibdine > North Matn ditinct


Diverse Ecotourism Activities (Natural and Cultural) in the region

On both banks of the river that runs through one of the deepest valleys of Lebanon, it offers an ideal environment for outdoor activities built on ecotourism. Such non-polluting and low-impact activities include hiking, trail biking, canyon rappelling, abseiling over the waterfall, trekking through a cedar forest that is 100-years old or snowshoeing in winter. These activities will delight both experienced nature lovers and amateurs alike, enjoying the nature, the mountains, forests and woodlands.
During their visit to the district, tourists can appreciate as well some cultural attractions and historical monuments such as:
֍A walk through the old souk of Hammana, Ras El Matn, Qirnayel, for example, where small shops area located around a well-preserved traditional fountain or historic monuments, etc, which draw back to the old days of Lebanon, and sell various handicrafts, fresh produces and mouneh agro-food products.
֍The 300-years old Mezher Palace, old residence of the Druze governors of the higher Metn district.
֍Ras El Matn Lamii Saray
֍Hammana Artist House dedicated to the performance of visual arts.
֍Various old churches pertaining to different Christian rites.
֍The Religious sites.
֍The annual Cherry Festival which is a 50-years old tradition and one of the main attractions of Hammana famous for its wide variety of cherry orchards. It is held yearly in the month of June. During this festival, visitors coming from all surrounding villages in Lamartine Valley district can enjoy picking their own cherries and partake in different rural activities.

Different Types of Tourist Lodgings with multiple Activities

A wide range of tourist accommodation types and lodgings are offered in the region. Individuals, couples, groups and families can find their preferred levels of comfort according to length of stay, purpose of visit, budget and activities performed. The different categories of accommodation can be classified as follows:
֍Country Clubs with lots of outdoor adventures and leisure activities for groups and friends such as camping, picnicking, archery, climbing, rappelling and abseiling.
֍Village-Vacances where students and families enjoy hiking, biking, sightseeing, treasure hunts and neighborhood explorations.
֍Ranch Houses offering numerous adventures such as horseback riding, skeet/trap shooting, animal feeding, vegetable picking, campfires, knots and ropes.
֍Eco-tourist resorts and lodges providing educational activities relative to organic food and agriculture, traditional nutrition practices and activities related to ecology and natural conservation, as well as responsible camping and practical guidance.
֍Guesthouses owned by rural families where visitors can share the customs and traditions of rural communities, taste their local food recipes and partake in their agricultural and farming activities.
֍Eco-lodges built with local materials, often with clay or thatched roofs in a local style complying with its natural environment and respecting strict environmental regulations regarding energy supply, water usage and waste disposal.
֍Obviously, classical tourists can spend their overnights in two or three conventional hotels in Hammana offering regular tourist services.

Innovative Projects

Some new projects are worth to be considered as they contribute to the development of the area, promote the tourism sector and generate more income to the region.
֍An observatory platform with a telescope situated on a commanding cliff at the summit of Hammana village enabling visitors to contemplate the splendor of Lamartine Valley and discerning the gorgeous view of the canyon. A revolving café restaurant at the top with a parking area on the platform would further valorize this project.
֍A cable-ride (teleferique) over Al Shaghour Waterfall crossing the distance between two platforms in the mountain and overlooking the Cedar Forest and/or a funicular or cable railway ascending Al Shaghour Canyon, in which an ascending car counter balances a descending car.
֍Encouraging twinships between Matn Villages and European villages (Hammana twinship with Macon in France is a good example). Similar arrangement could be done at other Matn villages, a way to exhibit the rich cultural activities and tourist attraction held in Higher Matn distinct.

صوفر

صوفر

حيث يلتقي التاريخ الغني
بالجغرافيا النادرة!

صوفر
صوفر

جغرافية صوفر

في قلب جبل لبنان، وربما في قلب لبنان – بالتمام والكمال – وفي أعلى نقطة من جرد قضاء عاليه، وكما لو كانت واسطة العقد، ومفترق الطرق الإلزامي، بين جهات الوطن الأربع، تتموضع بلدة صوفر لكيلومترات ستة أو سبعة امتداداً، وكيلومترين عرضاً، لا أكثر، بين اتجاه البقاع شرقاً واتجاه العاصمة غرباً، وبين المتن شمالاً والشوف جنوباً.
وعلى مسافة لا تزيد عن 21 كيلومتراً عن العاصمة غرباً، و15 كيلومتراً عن شتورة (مركز محافظة البقاع) شرقاً، تمسك البلدة الاستراتيجية بمفارق الطرق التي تذهب في كل اتجاه. وعلى علو متدرج يصل إلى 1250 متراً، تتربع صوفر الجبلية على قمة هضبة حادة يستطيع الناظر من أعلاها أن يرى في نصف دائرة نصف جبل لبنان تقريباً، من بحر جبيل وبلدات هضاب صنين شمالاً إلى العاصمة بيروت وبحرها ومحيطها في الوسط، إلى عشرات البلدات والقرى الشوفية بدءاً من تلال الدامور الساحلية صعوداً إلى دير القمر وبعقلين وقرى العرقوب، فالشوف الأعلى وتومات نيحا، وصولاً إلى جزين المترامية في أقصى المشهد الجنوبي.
ومن شرفة “كورنيش صوفر”، المورفة بظلال الحور الباريسي الذي يكاد يبلغ المئة سنة من العمر، والممتد لثلاتة كيلومترات، تطل صوفر على بحر صنوبر وادي ’لا مارتين’ المتني، وقراه القرميدية السقوف، يمتد أمامك فتكادُ تحصي شجيراته واحدة واحدة، وصولاً إلى مياه البحر المتوسط الزرقاء الممتدة من شاطئ جبيل شمالاً إلى شاطئ الدامور والسعديات جنوباً.
أما جناحا صوفر، فجبل صنين من جهة وجبل الباروك وغابة أرزه الكبرى من جهة مقابلة، وبكامل ثلجهما الأبيض طيلة فصل الشتاء. وعليه، ففي وسع الساهر على إحدى شرفات قصور صوفر أن يستقبل القمر ساعة يولد من خلف ثلوج جبل الباروك ثم يودعه فجراً عند أبعد أفق حالم في المتوسط، ودون أن يغيب لحظة واحدة عن ناظريه. ولذلك، فقمرُ صوفر ليس كباقي الأقمار، ولن ترى ما يشبه جلال طلته، أو زرقة محياه، وبخاصة حين يكون بدراً.
وبعد، فليس غريباً في شيء أن تجعل فرنسا صوفر مقراً لسفارتها صيفاً (في حرج شربين مساحته 33 ألف متر مربع قبل أن تتخلى عنه قبل بضع سنين)، وأن يكون قصر الدونا ماريا (الإيطالي الطراز المعماري) مقراً صيفياً لرئيس الجمهورية اللبنانية في الخمسينيات، وأن يكون “فندق صوفر الكبير” مقر إقامة عشرات الحكام والقادة العرب منذ إنشائه سنة 1885، وإلى جواره سكة حديد بيروت – صوفر- شتورا تحمل من العاصمة، وحتى من مصر، قبل إنشاء الكيان الإسرائيلي، الساسة والتجار والصيارفة والفنانين يقضون في صوفر بعضاً من أحلى أيام فصل الصيف.
وإلى ذلك أيضاً، بضع عشرات أخرى من فيلات ومنازل لمعظم رؤساء الحكومة اللبنانيين السابقين، ولحكام وأمراء خليجيين وعرب، ولمواطنين من أطياف الوطن كافة، تتوزع جوانب البلدة الصيفية الصغيرة الهادئة، التي كانت شاهدة عيان لمعظم الأحداث العربية المعاصرة، منذ إقامة جمال باشا في فندق صوفر الكبير، إلى اجتماعات لجان تأسيس “جامعة الدول العربية”، إلى “اجتماع اللجنة العسكرية” غداة تأسيس الكيان الصهيوني، إلى قمم واجتماعات وأحداث سياسية واجتماعية وثقافية كثيرة، إلى استضافة الشاعر الفرنسي لامارتين والريحاني وفريد الأطرش وأسمهان ولائحة طويلة من الشخصيات البارزة في كل مجال والتي اختارت صوفر مقر إقامة دائمة أو صيفية مؤقتة، لمناخها الصحي، أو الثقافي، أو السياسي، وفي فترة مبكرة جداً، فتشكلت في فندق صوفر الكبير، أو في الدونة ماريا، أو في فنادق وقصور أخرى جزء كبير من صورة لبنان والمنطقة العربية حتى صيف سنة 1976، حين أقفل قسراً كتاب صوفر “التاريخ الغني والجغرافيا النادرة”، على أمل أن يُفتح الكتاب الجميل ذاك من جديد، وبهمّة الشباب المحلي المخلص هذه المرّة، وفي طليعتهم رئيس البلدية الحالي الأستاذ كمال شيّا.

تاريخ صوفر

ظلّت صوفر حتى عام 1924 تعرف بعين صوفر، الوارد تعريفها في معجم اسماء المدن والقرى اللبنانيّة وتفسير معانيها، على أنها “عين صيّاد الطير من Sefra: طائر صغير أو عين العصفور، والجذر الذي يجب أن يرد إليه الاسم هو “صفر” وله معان عدّة: الصّفر ومنها العصفور، والصفرة (اللون) والصباح، والظفر. ويجب أن تكون إما عين العصفور Sefar، أو الصباح Scar.
في عام 1857م، حصل الكونت “ادمون دو برتوي”، وهو ضابط سابق في البحرية الفرنسية، مقيم في بيروت، من السلطنة العثمانية، على إمتياز شق طريق للعربات (الكارات) والحوافل (الدليجانس)، بين بيروت ودمشق، لصالح الشركة الفرنسية “شركة طريق الشام العثمانية”، بموجب الفرمان السلطاني المؤرخ في 20 تموز 1857، وبالفعل بدأت الشركة المذكورة العمل تحت إشراف المهندس الفرنسي ديمان، وكان تدشين الطريق البالغ طولها 112 كيلومتر وعرضها سبعة أمتار، في الاول من كانون الثاني عام 1863. وبهذا التدشين، ترسّخ دور عين صوفر كمحطة إستراحة أساسيّة على هذا الطريق، خاصّة وأنها آخر محطة قبل الصعود الى ممر ضهر البيدر بإتجاه البقاع فدمشق، وأقيم في عين صوفر وقتها خان أبو خطّار في رويسات صوفر وخان أبو زهران. ومع إنشاء خط سكّة الحديد بين بيروت ودمشق، التي افتتحتها “الشركة المساهمة العثمانية لخط بيروت دمشق الاقتصادي”، في الثالث من آب عام 1895، مخفضّة تكاليف النقل الى الثلث تقريباً، وبالتالي نمو حركة التبادل التجاري والتنقل بدافع السياحة أو الزيارة أو غيره من الدوافع، تكرّست عين صوفر واحدة من أهم المحطات على هذا الخط، ولا تزال بقايا محطة القطار ماثلة ليومنا هذا.
والحدث الأهم تأثيراً في تشكّل ونمو عين صوفر كقرية مأهولة، والواقع بين حدثي فتح طريق العربات وخط سكّة الحديد، كان إنشاء فندق صوفر الكبير عام 1885م، الذي شكّل حجر الزاوية، في قيام عين صوفر كقرية بحدّ ذاتها، وليس مجرد محطة إستراحة، إذ، ومع بدء العمل بفندق صوفر الكبير، بدأ المصطافون العرب واللبنانيّون، بتشييد منازل لهم في عين صوفر للاستمتاع بالهدوء واعتدال المناخ ونقاء الهواء، وهذا استتبعه قدوم كثر من أهالي قرى الجوار، بهدف تأمين المنتجات الزراعية والخدمات للمصطافين وأيضاً للعمل في فندق صوفر الكبير وغيره من الفنادق. واستمر المسار التصاعديّ لعين صوفر، لتصبح في النصف الأول من القرن العشرين، درّة مشّعة الى جانب قريناتها من مدن وقرى الاصطياف اللبنانيّة، واستقبلت بين حناياها كبريات الأحداث والشخصيات التاريخيّة، من لبنانيّة وعربيّة ودوليّة. ولعلّ من أهم محطّات هذا التحول، كانت المضبطة الإدارية لتشكيل مجلس بلدي في عين صوفر، عام 1913م، لكن انتخاب هذا المجلس الذي كان محدداً في 23/8/1914، لم يحصل، بسبب ظروف الحرب العالميّة الأولى. وانتظرت عين صوفر حتى عام 1922م لتشهد ولادة أول مجلس بلديّ فعليّ، بموجب القرار رقم 1458 الصادر عن حاكم لبنان الكبير “ترابو” بتاريخ 25 تموز 1922. وبعدها بسنتين كان تأسيس بلدة صوفر، وذلك بموجب القرار رقم 2775 الصادر عن حاكم لبنان الكبير “الجنرال فندنبرغ”، والقاضي بجمع “الأمكنة المعروفة باسم عين صوفر المقسومة حتى الآن ما بين قضاءي الشوف والمتن والموضوعة تحت ادارة شيخي قريتي شارون وقبيع”، لتصبح “قرية واحدة تسمى قرية صوفر”، وتلحق مباشرة بلواء جبل لبنان.

ومع بزوغ فجر الجمهورية، ظلّت صوفر مقصداً لكبريات العائلات اللبنانية والعربية، واتخذها ثلاثة من رؤساء الجمهورية، هم إميل اده، الفرد نقاش وأيوب تابت، مقراً صيفياً لهم، بالاضافة لعدد كبير من الشخصيات اللبنانية والعربية والدولية.

وفي عهد الاستقلال، حافظت صوفر على موقعها، واسطة عقد قرى الاصطياف اللبنانية، مستضيفة سلسلة من الاحداث والمناسبات الهامة، كمثل الاجتماع العربي الذي انبثقت عنه “اللجنة العربية العسكرية” عام 1944، والتي شكلت نواة قيام “جامعة الدول العربية” عام 1945م. وفي أواسط الخمسينيات، تمّ تحديد صوفر الى جانب بعض المدن والقرى الاخرى، كمراكز اصطياف، بموجب المرسوم رقم 8610 تاريخ 10 آذار 1955. واستمر الألق السياحيّ لصوفر حتى منتصف السبعينيات، عندما حلّت الحرب الأهليّة اللبنانيّة، معلنة بداية مرحلة مؤلمة من تاريخ لبنان، تركت آثارها على مختلف الأصعدة الاجتماعيّة والاقتصاديّة.

لقاء مع رئيس بلدية صوفر
الأستاذ كمال شيا

الأستاذ كمال شيا
الأستاذ كمال شيا

في صوفر مختاران، السيد وجيه شيّا والسيد وجيه فياض، يكرسان وقتهما مجانا لخدمة البلدة وأهاليها. وفي صوفر مجلس بلدي مؤلف من اثني عشر عضواً موزعين على لجان لتوفير ما تحتاجه صوفر من خدمات، وفي المقدمة رئيس المجلس البلدي كمال شيّا، خريج الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت، أحد ناشطي منظمة الشباب التقدمي لفترة طويلة، ثم أحد ناشطي المجتمع المدني، ومسؤول واحدة من الجمعيات المعنية بالتنمية المحلية في البقاع والشمال ومخيمات اللاجئين وسواها. يتولّى منذ 2016 رئاسة بلدية صوفر مع صحب مخلص ومصمم على تحقيق ما يصبو له أهالي صوفر ومنطقتها وما ينعش من جديد حاضرها بعد ماض كانت فيه حتى أواسط سبعينيات القرن الماضي درة بلدات الأصطياف اللبنانية.
بعد أكثر من 100 سنة على قرار إنشاء بلدية صوفر كيف يقيّم رئيس بلديتها عمل بلدية لها تاريخ طويل وما هي النجاحات والاخفاقات والطموحات:
ما أهم انجازات بلدية صوفر في السنوات الأخيرة؟
شبكة الصرف الصحي، مركز الجرد للتنمية والثقافة، والذي نأمل أن يتحول مركزاً ثقافياً مستداماً ليس لصوفر وحدها وإنما لمنطقتها أيضاً خصوصاً أنه مجهز تقنياً وفيه بداية مكتبة ورقية وألكترونية.

هل من خطط لدى البلدية لحفظ تاريخ صوفر الحديث والأمكنة التي استضافت أهم الأحداث العربية واللبنانية؟
لدينا اقتراح لإقامة متحف إلكتروني في منزل قديم. لدينا اقتراح لوزارة الاشغال بترميم موقف سكة الحديد وخزان المياه التابع له وتشجير الأرض التابعة له وإقامة طريق ذات طابع بيئي للمشاة والرياضة والدراجات.

هل من خطط لتوسعة الحدائق العامة التي بدأت بها البلدية؟
هناك الآن حديقتان في صوفر، حديقة المرحوم الشهيد كمال جنبلاط، وحديقة المرحوم الدكتور بشارة الدهان، الطبيب والمناضل التقدمي والقومي ورئيس جمعية كل مواطن خفير. ولدينا مشروع إقامة محمية صغيرة لسوسنة صوفر: irissefrana

السؤال دائماً عن فندق صوفر الكبير بعد 30 سنة من تدميره لماذا لم يجر الترميم؟
بدأ العمل من قبل مالكيه آل سرسق. لكن العمل بطيء بسبب الوضع. لديهم دراسة جدوى اقتصادية.

وكذلك قصر الدوناماريا الذي كان بمثابة القصر الجمهوري صيفاً؟
انتهت الدراسة الفنية لترميم القصر. الآن يقوم المالكون وهم من آل كوكرين بالمعاملات اللازمة بدعم ومساعدة من البلدية.

ما هي خططكم لوضع صوفر على خارطة السياحة اللبنانية الحديثة؟
أقمنا مواقع الكترونية متعددة للبلدة. المشاريع التي أشرنا إليها والترميم للمواقع التاريخية تساعد في هذا الصدد. ونحن نتعاون مع معنيين وجمعيات صديقة لصوفر لتسويق المواقع الطبيعية والأثرية والتاريخية الموجودة في صوفر على لائحة الوجهات السياحية المطلوبة. وللتذكير فكورنيش صوفر هو أحد المواقع المعروفة على مواقع “الأرض” ومواقع أخرى شديدة الحضور سياحياً. كما أن بلدية صوفر حرصت دائماً على ألّا يتعارض اي نشاط اقتصادي مع طابع صوفر البيئي والتراثي.

هل من مشاريع أخرى تودون التحدث عنها للضحى؟
هناك مشاريع وأفكار كثيرة لتطوير البنى التحتية وتحسين خدمات مياه الشفة، وإعادة صوفر إلى خارطة السياحة البيئية، وخصوصاً مع مهرجان “‘سوسنة صوفر”.

عائلات صوفر:
طربيه، فيّاض، حمدان، الأعور، ميرزين، الأحمدية، بو فخر الدين، الصايغ، فليحان، دلّان، بو ملهب، معوض، نخلة، بو جودة، النوّار، سرسق، مطر، عبد الملك، جورجس، طراد، حمصي، الأعور، شيّا، أبو فراج، عبد الخالق، البنا، أبو عمار، أبو جمعة، أبي المنى، الدمشقي، عز الدين، نادر، أبو جودة، أبي عبد الله، نجم، متى، بوتاري، كحالة، مقبل، السهلي.

من اهم المواقع في صوفر:
֎ فندق صوفر الكبير
֎ قصر الدونا ماريا
֎ قصر جنبلاط
֎ كورنيش الرئيس اميل ادّه
֎ عين صوفر
֎ حديقة كمال جنبلاط العامة
֎ حديقة الدكتور بشارة الدهان العامة
֎ كنيسة سيدة الانتقال للروم الكاثوليك
֎ كنيسة الرسولين بولس وبطرس للروم الارثوذكس
֎ كنيسة السيدة العذراء للموارنة

هل من موسوعة أو ثُبْت على الأقل بالقادة العرب واللبنانيين الذي سكنوا صوفر؟
اللائحة طويلة لمئة سنة، ولكن يمكن تذكر أبرز القادة، الرسميين، رجال الأعمال والفنانين الكبار الذين سكنوا صوفر، ومن بينهم:
رؤساء جمهورية:
إميل إده، ألفرد نقاش، أيوب ثابت، بشارة الخوري، كميل شمعون
رؤساء حكومة:
رياض الصلح، رشيد كرامي، صائب سلام وشفيق الوزان.
سياسيون وشخصيات عامة لبنانيون:
فيليب تقلا، كمال جنبلاط، مجيد أرسلان، بهيج تقي الدين، عمر بيهم، عبد الحميد كرامي، ريمون وبيار وكميل إده، ألفرد وميشال وابراهيم وجرجي سرسق، محي الدين النصولي، رشيد جنبلاط، بيار دكاش،
ملوك ورؤساء وشخصيات عرب:
الملك الأردني حسين بن طلال، الرئيس السوري شكري القوتلي ورئيس الوزراء جميل مردم بك، الزعيم المصري سعد زغلول، أمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الامير عبد الله بن عبد العزيز، الشيخ ناصر الصباح، الشيخ عبد الله الغانم، الاميرة مريم ناصر الصباح، الشيخ خالد المرزوق….
سياسيون وضباط عثمانيون وفرنسيون:
جمال باشا، انور باشا، الوالي علي منيف، المفوض العام الجنرال كاترو، مدير أعمال المفوضية الفرنسية القاضي روبير دي كاي….
فنانون عرب ولبنانيون:
محمد عبد الوهاب، فريد الاطرش، أم كلثوم، ليلى مراد، سامية جمال، صباح، سميرة توفيق…وآخرون.

لوحات فنية طبيعية ترسمها فصول السنة في صوفر

بلدية حاصبيا حارسة التاريخ العريق والمستقبل الواعد

لمحة أوّلية، سريعة
نقول لمحة (أوّلية، سريعة) لا أكثر، لأننا في إطار تحضير ملف كامل شامل عن (حاصبيا: التاريخ العريق والمستقبل الواعد). لكن نجاحات بلدية حاصبيا المنتخبة سنة 2016 في أكثر من مجال عمراني وإنمائي، ونجاحها في حل أزمة الكهرباء، وتحويلها حاصبيا إلى ورشة إنماء واسعة، جعلتنا في “الضحى” نسلّط الضوء على الإنجازات تلك، كما على المشاريع المستقبلية، معتذرين سلفاً عن قصور هذه اللمحة عن الإحاطة بكامل ملف حاصبيا التاريخي الضخم، والذي سنعود إليه في تحقيق شامل لاحق إن شاء الله.
ومع ذلك لا نستطيع إلا أن نمر ولو سريعاً بحاصبيا الماضي، حاصبيا التاريخ، نعبر منه إلى الحاضر والمستقبل. وقبل ذلك، كيف نعرّف بحاصبيا؟
التعريف بحاصبيا:
لم نجد في الواقع مقدمة تعرّف بحاصبيا أفضل مما وجدناه في مجلة “الجيش” اللبناني، عدد 289، سنة 2009، والمنشور على موقع الجيش الآلكتروني (في إطار تحقيق سياحي/وطني من إعداد العميد أنطوان نجيم وجاندارك أبي ياغي). تقول مقدّمة التحقيق:
“حاص حوّلها التاريخ، فبيّاه الله، وابتدعته، فاجترحها مقدسة، على ضفاف نهر استسمى الخلود، واستدركه، فتسمّى بها، وسط أصقاع خصيبة طبّقت شهرتها الآفاق، كجورة الذهب (الحولة) والجليل وجبل عامل وسهل مرجعيون جنوباً، وهضاب وادي التيم وتخوم البقاع شمالاً.
خالدة إلى جوار جبل حرمون، أقدس الجبال في التاريخ،
حاضنة مزار ’رأوبين’ أحد أخوة يوسف الصدّيق أبناء يعقوب، محجّ لعبادة بعل جاد، إله الحظ عند الشعوب القديمة، قبلة الموحدين الدروز في خلوات البيّاضة،
ترتاح وادعة حاصبيا التي هي مع التاريخ في جدلية، ومع القداسة هي على دروب اللقاء، ومع الجمال والكرم في تماهٍ.
حاصبيا المترفعة، المتعالية، الباسطة ذراعيها تنتظر أبناءها وقاصديها…”
ها هي بعض ملامح صورة حاصبيا المدهشة: نعم المدهشة؛ إذ يندر أن تجمع بلدة واحدة ما اجتمع في حاصبيا من تاريخ (يكاد يختصر تاريخ منطقة الشرق الأدنى لكثرة ما مرّ غزاة على الزاوية اللبنانية الجنوبية الشرقية تلك) ومن دين (إذ بدأ انتشار دعوة التوحيد فيها أو في محيطها من بلدات وادي التيم، ولاحتوائها منذ سنة 1650 على واحد من أقدس مقدسات الموحدين الدروز ألا وهو “خلوات البيّاضة”، المركز الروحي والتعليمي الرفيع).

حاصبيا دخلها الأجنبي محتلاً
فخرج منها منهزماً
مدينة السلام والزيتون تقبع وادعة ً بين أحضان الطبيعة الساحرة وعلى أكتاف تلال تعانق حرمون تُطالعك حاصبيا بجمالها الآخاذ بفتون ٍسرمدي تجلبب بقلعة ٍتاريخية وبنهر معطاء متدفق طالما روى ظمأ الأرض العطشى، وبتفاعلٍ تاريخي ثقافي قل نظيره حيث كانت مثالاً للعيش المشترك.
إذاً، هذه البلدة العتيقة التي غزلت على منوال الزيتون شالاً أخضراً سرمدياً استمدّت من جبل الشيخ الأشيب روعة التسامي ومن ترنّم الحاصباني معنى العطاء ليتوّجها المرجع الديني الأول لطائفة الموحدين الدروز، خلوات البياضة.
حاصبيا التي سكن القدّيسون والأولياء الصالحون جنبات وهادها فمنحوها بركتهم، فكانت ذخراً لأهاليها الميامين في مقاومة غزوات المحتلين، من الصليبيين، إلى المغول، إلى الإسرائيلي – لبضع سنوات أواخر القرن الماضي. قاومت حاصبيا الغزاة أولئك في معارك باسلة، فخرج الصليبي، ثم المغولي، والعثماني، والفرنسي، وأخيراً الإسرائيلي. وكان طبيعياً أن تدفع الثمن غالياً لقاء حريتها، فأحرقها الغزاة غير مرّة، بل أحرق جزءاً منها الفرنسيون تأديباً لها لوقوفها مع ثورة جبل الدروز سنة 1925، وكذلك حاصرها الإسرائيلي في ثمانينات القرن الماضي لوقوفها سدّاً في وجه أطماعه.

لكنّ حاصبيا كانت تخرج من كلّ امتحان أقوى مما كانت قبله، فتقدّم للوطن اللبناني والعربي خيرة رجالات الحكم، كما تقدّم لبلدان الاغتراب أفضل الطاقات الاغترابية. وثروة حاصبيا الكبرى اليوم هي اللحمة الوطنية التي تشدّ بين أواصر بنيها، يتسابقون لخدمتها وإعمارها، على الصعيد الوطني والاجتماعي والمادي.

صورة قديمة لحاصبيا
صورة قديمة لحاصبيا

حاصبيا اليوم
حاصبيا عاصمة وادي التيم الجنوبي، مركز قضاءٍ يتبع إدارياً محافظة النبطية، يضم 22 قرية وبلدة كما تضم جميع الدوائر الرسمية في القضاء.
تصل إليها، إما من الجنوب: النبطية، الخيام، مرجعيون، حاصبيا؛ أو من الشمال: شتورا، راشيا، فحاصبيا. يناهز ارتفاعها 800 متر حيث تفترش هذه المدينة مساحة 2565 هكتارا ًومعظم مساحاتها خضراء تُظلّل القسم الأكبر منها غابات الزيتون.
يقارب عدد سكانها 16000 نسمة بين مقيم ومغترب (كان عدد سكانها سنة 1905، 5000 نسمة، وهو رقم عال نسبياً ما يدل على عمرانها البشري القديم).
أكسبها موقعها الجغرافي بين لبنان وسوريا وفلسطين أهمية كبرى عبر التاريخ، ممّا جعلها محط أنظار الغزاة، من الصليبيين حتى الإسرائيليين.
تُعتبر حاصبيا شأنها شأن معظم القرى والبلدات اللبنانية مصدراً ثرياً للاغتراب حيث جاب أبناؤها معظم بلدان العالم فأغنوا هذه المغتربات من خلال ما قدّموه إلى البلدان تلك، كما عادوا بالفائدة المادية على مدينتهم من خلال الأموال التي كانت ترسل إلى ذويهم أو من خلال الأموال التي تمّ استثمارها في مجالي السياحة والبناء، ناهيك بالصيت الذي منحوه لحاصبيا، كموئل للعلم والأعمال وقبل ذلك للوطنية.

أبرز ما يميّز البلدة
الخلوات الدينية التي خرّجت أجيالاً من المشايخ الأجلاء.
سرايا حاصبيا، رمز التاريخ العريق، ومقر الأمراء الشهابيين سابقاً.
العيش الواحد، الخلوة، الجامع، والكنيسة.
عدد كبير من الأسماء اللامعة التي خرجت من حاصبيا، في
السياسة والأدب والاقتصاد والاغتراب، والأندية والجمعيات تشد أواصر المجتمع المدني.
منتزهات الحاصباني التي تُعتبر مرجعاً سياحياً مهما ً تشكّل
مصدراً للدخل لا يُستهان به لأبناء البلدة.
الحمّر … ثروة لبنان الضائعة، حيث تُعتبر حاصبيا غنية بهذه
المادة على الرغم من توقّف استخراجها منذ زمن بعيد.
التعليم والتربية حيث تتوزّع المؤسّسات التربوية بين رسمية
وخاصة ومعاهد فنية تقدّم خدمات تربوية مميزة.
صناعة الصابون البلدي الذي يُعتبر من الصناعات التاريخية
التي ما زالت تحافظ عليها.
زراعة الخضار والفواكه حيث يتم استغلال مياه الحاصباني
لتنشيط الحركة الزراعية.
بالإضافة إلى تميُّز هذه البلدة بزراعة الزيتون بحيث جعل منها
إمارة خضراء تدرّ ذهباً سائلاً من خلال معاصر الزيت التي تُنتج زيتاً هو الأجود في لبنان.
وتبقى الروح الوطنية الجامعة، والروابط الاجتماعية الوثيقة
بين عائلات البلدة الروحية والاجتماعية هي ثروة حاصبيا الكبرى والتي تصلح مثالاً للوطن.
تمتاز بلدة حاصبيا بأنها مركز للقضاء، وتوجد فيها دائرة
نفوس تخدم سكان 15 بلدة.
تشتهر حاصبيا بزراعة الزيتون، واستخراج الزيت وصناعة
الصابون يُشكّلان 80% من إنتاجها، وتعتمد أيضاً تربية النحل، كما استحدثت فيها زراعة الليمون والرمان في العديد من المناطق.
مبنى البلدية في حاصبيا هو اليوم إدارة رسمية يقصدها
المواطنون في جميع المجالات، وهي دار صلح ووفاق، وهي المرجعية الرسمية والقانونية في بلدة عرفت العيش المشترك والتمدُّن والإسهام الإيجابي منذ تكوين فكرة لبنان. وفي حاصبيا أحزاب عدّة من اتجاهات متعدّدة يجمعهم مطلب خدمة أبناء حاصبيا وتقدُّم الوطن.

خلوات البياضة
خلوات البياضة

شخصيات بارزة من حاصبيا
قدّمت حاصبيا إلى الوطن وإلى العالم العربي، كما للمغتربات، عدداً من الشخصيات السياسية والروحية والأدبية والمِهَنية والاغترابية والنسائية، فيما يلي بعضهم فقط (على أن تقوم في وقتٍ لاحق بنشر ثبت كامل بهذه الشخصيات يكون جزءاً من تحقيقٍ شامل عن بلدة حاصبيا وجوارها):
فارس الخوري: رئيس وزراء سوريا، 1944-1945، ثم 1954-1958.
الرئيس خالد شهاب: رئيس الحكومة الأولى في عهد الرئيس
كميل شمعون.
الوزير والنائب أنور الخليل: نائب عن المقعد الدرزي في دائرة
حاصبيا مرجعيون منذ العام 1991
الشيخ سليم خير الدين: رجل أعمال، ورئيس “مؤسّسة التراث
الدرزي” في لندن.
الوزير السابق مروان خير الدين: وزير سابق في حكومة الرئيس
نجيب ميقاتي الثانية، وهو قيادي في “الحزب الديمقراطي اللبناني”، ورئيس مجلس إدارة “بنك الموارد”.
الدكتور أسعد قطيط : رئيس سابق لمنظمة الطيران المدني العالمية.
الدكتور مايكل دبغي: أشهر طبيب قلب في العالم، بل رائد
جراحة القلب.
الأمير طارق شهاب: رئيس “المؤتمر الوطني لدعم الجنوب”،
ونائب رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” لفترة طويلة، وسامي شمس، وحسين قيس، وإسكندر غبريل، ونسيب غبريل.
فارس نمر باشا: مؤسّس جريدتَي “المقتطف” و”المقطم” في
مصر مع يعقوب الصروف.
لور مغيزل: المحامية والأديبة الناشطة في حقوق المرأة، وزوجة
المحامي الدستوري اللامع المرحوم جوزيف مغيزل.
الأميرة زينة خير الدين إرسلان: زوجة عطوفة النائب الأمير
طلال إرسلان، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني.
أم علي نايفة جنبلاط: والدة سليم شمس وجدّة نجيب شمس،
كان لها أواسط القرن التاسع عشر حضور سياسي فاعل، وكانت واسطة اجتماع ووحدة حين نجح التركي والغربي في تمزيق وحدة النسيج اللبناني.
وإلى رئيس المجلس البلدي وأعضائه الخمسة عشر، في حاصبيا ثمانية مخاتير هم: شريف الحمرا، وسيم جبر، نعيم اللحام، أمين زويهد، جمال بوصالح، وهيب أبو حمد، حاتم خير، سامي ملي.

ومن الناحية الدينية، في حاصبيا خلوات البياضة، المركز الروحي المهم لدى طائفة الموحدين الدروز، والذي عاش فيه أو تخرّج منه بعض أبرز علمائهم وشخصياتهم الروحية المميّزة التي تركت أجمل وأطيب سِيَر الصالحين لدى طائفة الموحدين الدروز.

أبرز الجمعيات في حاصبيا
جمعية حاصبيا الخيرية: التي سعت مؤخراً من أجل بناء بيت
حاصبيا الذي أصبح على طريق الإنجاز بفضل الخيِّرين من أهالي حاصبيا.
نادي الجبل الرياضي: النادي الرياضي المميّز في منطقة
حاصبيا والقلب النابض بالنشاطات.
مكتب الأستاذ النائب أنور الخليل للخدمات والرعاية والدعم:
وفيه نشاط بارز في منطقة حاصبيا.
مركز الرعاية الصحية: الذي أُقيم من قِبل بلدية حاصبيا
بالتعاون مع وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية.
مركز الصليب الأحمر المركزي في حاصبيا: الذي يغطّي
بخدماته معظم المنطقة، أكثر من 15 بلدة.
جمعيات كشفية وبيئية وجمعيات خيرية تنشط في بلدة حاصبيا
والجوار.

نهر الحاصباني: معنى العطاء
نهر الحاصباني: معنى العطاء

أهم المعالم السياحية
سرايا حاصبيا الشهابي الأثري: يرتبط وثيقاً بتاريخ المنطقة
ولبنان وكان مركزاً للأمراء الشهابيين واستخدمه السلطان صلاح الدين الأيوبي كقلعة له ومحطة على الطريق إلى القدس وأخيراً الأمير بشير الشهابي الثاني.
نهر الحاصباني: الذي اشتهر بعذوبته وغزارته واصطفاف
عدد من المطاعم والمنتزهات حوله ما سمح بكثير من النشاط السياحي، وبعض أهم النشاطات واللقاءات والاحتفالات.
دار حاصبيا الجديد: الذي أقيم على أرض حاصبيا برعاية
الأستاذ أنور الخليل والذي يمتاز بفخامته وتجهيزاته واستخدامه في العديد من اللقاءات والمناسبات.
تُعتبر بلدة حاصبيا بلدة جامعة وتجسّد العيش الواحد لجميع الطوائف اللبنانية داخل أحيائها ومؤسّساتها وأنشطتها، وتمتاز بالتبادل الاجتماعي الدائم.
سوق الخان: السوق الشعبي التاريخي، بُني عام 1467، وفيه
قُتل الأمير على ابن فخرالدين الثاني في معركة مع القوات العثمانية، وهو مركز للتجارة والتبادل ومركز للسكن والاستراحة منذ أكثر من 500 سنة. هو سوق الخان المميز الذي يقام به كلّ أسبوع سوق شعبي للخضار والفواكه والملابس وسائر أشكال التجارة الشعبية، ويُقام فيه أيضاً “ماراثون حرمون السنوي الكبير”، وعدد من الاحتفالات الشعبية التي تنعش شوارع حاصبيا وتجارتها. وفي معركة سوق الخان مع القوات العثمانية، قتل الأمير علي إبن فخر الدين الثاني، حاكم جبل لبنان نهاية القرن السادس عشر ومطلع القرن السابع عشر.
جامع تاريخي، سبع كنائس للطوائف المسيحية، وكنيس يهودي
أثري قديم.
منطقة رأس النبع: متنزّه مميّز ملك البلدية، وهو مقصد سكان
حاصبيا والجوار للترفيه عن النفس.
المكتبة العامة: الذي يجري تطويرها بدعم من البلدية وفتح
أبوابها للمواطنين من جديد.

دار حاصبيا الجديد يمتاز بفخامته وتجهيزاته واستخدامه في العديد من اللقاءات والمناسبات.
دار حاصبيا الجديد
يمتاز بفخامته وتجهيزاته واستخدامه في العديد من اللقاءات والمناسبات.
يندر أن تجمع بلدة واحدة ما اجتمع في حاصبيا من تاريخ
يندر أن تجمع بلدة واحدة ما اجتمع في حاصبيا من تاريخ
ماراثون حرمون السنوي الكبير ينطلق من سوق الخان
ماراثون حرمون السنوي الكبير
ينطلق من سوق الخان

بلدية حاصبيا
حارسة المكان
وعين على المستقبل

من مقابلة مع رئيس بلدية حاصبيا الأستاذ لبيب محمود الحمرا، ومسؤول الإعلام في البلدية عضو البلدية الشيخ شوقي بو ترابي، أمكننا الإضاءة على بعض من تاريخ البلدية وإنجازاتها البادية للعيان، وبعضها باختصار:

تأسّست بلدية حاصبيا سنة 1870، أيام الدولة العثمانية، وهي
تعتبر ثاني بلدية في تاريخ لبنان.
مساحة حاصبيا 22 كيلومتراً مربعاً. عدد سكانها ما يقارب 16
ألف نسمة. يضم مجلسها البلدي 15 عضواً، وفيها ثمانية مخاتير.
تمكّنت بلدية حاصبيا، رغم عمرها القصير من تحقيق إنجازات
في الكثير من المجالات الخدماتية، بحيث تبدو حاصبيا اليوم ورشة عمل دائمة. وتمكنت من تأمين الكهرباء 24\24 ساعة، وهو هاجس اللبنانيين الأسوأ في معظم المناطق. كما تبدأ قريباً أعمال محطة تكرير للصرف الصحي من تنفيذ مجلس المشاريع الكبرى.
مبنى البلدية في حاصبيا هو اليوم إدارة رسمية يقصدها
المواطنون في جميع المجالات، وهي دار صلح ووفاق، وهي المرجعية الرسمية والقانونية في بلدة عرفت العيش المشترك والتمدُّن والإسهام الإيجابي منذ تكوين فكرة لبنان. وفي حاصبيا أحزاب عدّة من اتجاهات متعدّدة يجمعهم مطلب خدمة أبناء حاصبيا وتقدُّم الوطن.
وللبلدية مشروع مكتبة عامة للبلدة والجوار، تخدم طلاب
العلم في مدارس البلدة ومعاهدها كما لمحبّي المطالعة والثقافة في المنطقة بأسرها.
ولأنّ حاصبيا تفتقر اليوم إلى مبنى سرايا حكومي جامع، فقد
وضع حجر الأساس لمركز البلدية الجديد العصري والمميّز في 21/10/2017، والذي يضم مركز البلدية ومكتبة عامة ومركزاً للشرطة، ويؤمل أن يعزز من الخدمات البلدية في حاصبيا.

السراي الشهابية
السراي الشهابية

مميزات بلدية حاصبيا
تمتاز بلدية حاصبيا الحديثة بالمكننة والتعاون المباشر مع
الأهالي، حيث تقوم بالتواصل مع الأهالي عبر لقاءات دورية ومنفردة بين الأحياء من أجل تكوين فكرة شاملة عن مخطّط العمل للبلدية وتأمين إنماء متوازن وحاجات الأهالي ومطاليبهم.
إنشاء موقع إلكتروني خاص بالبلدية يعرض نشاطاتها
وإنجازاتها ويتواصل مع المواطنين بشفافية وانفتاح وكذلك من أجل التواصل مع المغترب الحصباني.
إنارة الشوارع على مدار الساعة بفضل جهود بلدية حاصبيا
وجوارها، وذلك من خلال تنفيذ مشروع “إنارة حاصبيا 24/24” الذي تجاوزت كلفته المليون ونصف المليون دولار أميركي حيث قامت البلدية باستدانة المبلغ وتنفيذ المشروع على عاتقها الخاص.
تقديم أكثر من 150 مساعدة للعائلات المحتاجة بشكلٍ دوري
وعلى مدار السنة.
توظيف أكثر من 65 موظفاً داخل مركز البلدية إضافة إلى
توظيف 10 اشخاص في جهاز الشرطة والحرس.

أهداف مستقبلية لبلدية حاصبيا
بناء مدينة حِرَفية بالتعاون مع “برنامج الأمم المتحدة للتنمية”
(يو.أن.دي.بي) من أجل بناء منطقة حِرفية تستجيب لمطالب الناس وتدخل في إطار تنمية حاصبيا.
إقامة حديقة عامة كبيرة ومميزة، وخاصة بعد حملة التشجير
التي وصلت إلى حدود خمسة وستين ألف متر من شجر الصنوبر المثمر بالتعاون مع كلية الزراعة في الجامعة اللبنانية.
بالتعاون مع مدير مجلس الإنماء والإعمار سيتم إقامة
شبكة صرف صحي للبلدة وجوارها، وشق طريق جديدة بعيدة عن الطريق الرئيسية التي ستصبح طريق عام سريعة تُخفّف من معانات المواطنين.
معمل فرز النفايات، مشروع مقدم وقيد الدرس مع اتحاد
بلديات الحصباني (ثماني بلدات، حاصبيا، شويا، عين قنيا، الخلوات، ميمس، الكفير، كوكبا، مرج الزهور).

وأخيراً، نغادر حاصبيا التاريخ والحاضر، ونتطلّع إلى المستقبل بثقة بوجود أناس مخلصين لحاصبيا وللوطن، من أمثال رئيس بلدية حاصبيا، الأستاذ لبيب الحمرا، وزملائه في المجلس البلدي، وسيكون لنا لاحقاً تحقيق موسّع عن حاصبيا، ومن حاصبيا، بمعيّة الذين كتبوا عن تاريخ حاصبيا الغني، وحاضرها النشط، ومستقبلها الواعد؛ علماً أن كانت قد أعدت ونشرت ملفاً خاصاً بـ ’خلوات البيّاضة’، والدور الروحي والعلمي الجليل الذي قام به مشايخها وعلماؤها في ترسيخ مكانة العلم والدين والأخلاق، كما العيش الواحد الذي تحياه حاصبيا والجوار، والذي يصلح أن يكون نموذجاً للوطن. تحية لحاصبيا وأطيب التمنيات.

خلوات البياضة
خلوات البياضة

بعــــذران

بعــــذران

بلدة التاريخ والرجال

سراي آل جنبلاط بناها الشيخ علي لمناعة المكان
والتعايش الدرزي المسيحي راسخ فيها منذ القدم

حافظت على حرف تراثية مثل صناعة أطباق القش
ونول الشيخ ريدان باز ما زال يبدع العباءات الملوكية

بعذران بلدة شوفية تاريخية تقع على أرض منبسطة في سفح جبل الباروك وتطل على مرج بسري وقرى الشوف وهي بسبب طبيعتها المنبسطة تتمتع بميزة مهمة وهي أنها تستقبل الشمس من شروقها حتى لحظة غروبها، ولا تتمتع البلدة بالينابيع والعيون التي تتفجر في سفوح الشوف الحيطي بسبب وقوعها على منحدرات أدنى في الجبل، لذلك فقد كيّفت زراعتها لتكون في معظمها بعلية أو بكلمة أصحّ زراعات مطرية تعتمد على فصل الأمطار ولا تحتاج بطبيعتها إلى الري، مع ذلك تتمتع بعذران بطبيعة خضراء إذ تحيط بمنازلها المبنية على الصخر أشجار السنديان والأرز والصنوبر وجنائن من كافة أشجار الفاكهة كالتفاح والدرّاق والكرز والتين والعنب.
اشتهرت بعذران أولاً بخلوات القطالب التي تعتبر من أقدم خلوات الموحدين الدروز وأعرقها، إذ يقصدها العقال والزهاد منذ القدم للإقامة فيها أو خدمتها أو لأغراض الزيارة، وقد شهدت الخلوات عمليات توسعة وتحديث وتمّ ربطها بالطريق العام مما أصبح يسهل الوصول إليها، لكن أكثر ما سلّط الأضواء على البلدة الوادعة اختيارها من قبل المغفور له الشيخ محمد أبو شقرا شيخ عقل الطائفة لتكون مقرّ إقامته ، إذ بنى فيها بيتاَ أحاطه بأغراس من الصنوبر التي غدت اليوم حرجاً كبيراً مظللاً للمنزل، ولا يزال البيت قائماَ حتى الآن ويسكنه نجله الشيخ نبيه أبو شقرا، وقد حولت إقامة الشيخ محمد أبو شقرا البلدة إلى مقصد للجماهير الغفيرة ومكان للاجتماعات المهمة خصوصاً لعقّال الدروز وكثير من تلك الاجتماعات كانت تعقد في خلوات القطالب نفسها التي تقع في البلدة. لكن بعذران مشهورة أيضاً برجالاتها وبعائلاتها والشخصيات والمشايخ الثقات ورواد الأعمال الذين برزوا فيها عبر الأزمنة. ومن أبرز عائلات بعذران من الدروز : سلّوم- هاني- حلبي- باز- شاذبك- تاج الدين- أبو حسن- خطّار-علامة- يقظان- أبو زيد- قاسم- أبو نصر الدين- عبد القادر. ومن المسيحيين: قهوجي- لطيف- أبو عيسى- شكر الله- غيث- أبو ملهب- أبو قزحيا.
وتمتاز بعذران بتعايشها الدرزي المسيحي بشكل طبيعي حيث يتشارك أهل البلدة جميع المناسبات كما يمتاز المسيحيون عن بقية قرى المنطقة بالإقامة الدائمة صيفاً وشتاءً.

بعذران في التاريخ
تفيد الروايات التاريخية أن البلدة الوادعة كانت محطة استراحة للجيوش الرومانية في القرن الأخير قبل الميلاد ومحطة رئيسة في العهود القديمة بين شمال سيناء وفلسطين وبلاد الشام تعبرها القوافل والجيوش في تجارتها وحروبها وذلك بسبب وقوعها على الطريق الطويل الممتد من صيدا إلى بلاد الشام عبر سهل البقاع. وترتفع البلدة 1,100 متر عن سطح البحر وتبلغ مساحتها 8.5 كيلومتر مربع وهي تبعد عن العاصمة بيروت 59 كلم، أما عدد سكانها بمن فيهم غير المقيمين فيناهز 3,500 نسمة.

المعالم الدينية
إلى جانب خلوات القطالب، توجد في بعذران خلوة أثرية هي خلوة الشيخ أبو علي سليمان تاج الدين التي تهدمت بعامل الزمن كما يوجد فيها مجلس ذكر للموحِّدين الدروز، وتوجد في القرية أيضاً كنيستان يؤمهما المسيحيون من أبناء البلدة وهما كنيسة مار الياس وكنيسة آل لطيف.

الكنيسة
الكنيسة

المعالم الأثرية والطبيعية
تتمتع بلدة بعذران بموارد طبيعية وبمعالم بيئية لافتة منها:
• صخرة (مَصّار) أبو منقور وهو الصخر المنحني على مدخل البلدة كأنه يرحِّب بالزوار.
• عدد من الينابيع التي كانت تغذي البلدة بمياه الشفة وهي: عين الضيعة: ويستدلّ من طريقة بنائها أنها تعود إلى العصور القديمة، وعين المراح التي كانت تغذي البلدة بمياه الشفة وعين القبو: المعروفة عامياً عين (قبيل).
• قلعة الكواير: وهي كناية عن مساحة صخرية طبيعية تظهر فيها عوامل التعرية من رياح وأمطار بشكل قلّ نظيره.
• وهناك في البلدة غطاء نباتي أخضر يضم ما يزيد على 20 نوعاً من الأشجار أهمها: أشجار الصنوبر والسنديان الموجودة في ثلاثة أحراج رئيسية هي حرج الدبشة وحرج الصنوبر وحرج عين الصيفية، وجميع هذه الأحراج صالحة للتخييم ورياضة المشي ومراقبة الحيوانات والطيور وللنشاطات المختلفة كما تحتوى البلدة على عدد كبير من شجر السنديان المعمّر.
• عين الضيعة وتحتوي على آثار رومانية.
• أربعة نواويس في موقع طبيعي قريب من منطقة الخرايب الأثرية وقد وجد الى جانبها وعاء زجاجي ازرق طوله عشرة سنتيمترات ربما كان مخصصاً لجمع الدموع على الأموات حسب الطقوس الجنائزية عند الفينيقيين.
• ثلاث مغاور مدفنية في محلة شقير في إحداها نقش نسر كبير في الحائط المواجه للمدخل والنسر كان رمزاً لإله الشمس في العصرين الهلّيني والروماني.
• بقايا معاصر العنب ويقول كبار السن في البلدة إن ما يزيد على 13 معصرة للعنب كانت تعمل قديماً في بعذران لوفرة موسم العنب فيها ولا تزال أجرانها الأثرية المحفورة في الصخر قائمة.
• بلايط الهوا وتعتبر موقعاً أثرياً وسياحياً حيث أقيم على سطحها مطعم كبير مطل على مرج بسري ووادي نهر الباروك وقرى الشوف وأصبح مقصداً للزائرين.

بوابة تاج الدين
باني هذه البوابة الشيخ التقي رباح ابن تاج الدين سنة 1086هـ (1675م.)، وقد أصدرت مديرية الآثار في وزارة التربية في سنة 1960 قراراً صنّفت بموجبه البوابة ضمن الآثار اللبنانية وقامت الدولة على أثر ذلك بترميمها باعتبارها موقعاً أثرياً.

سراي آل جنبلاط
فضل مؤسس الزعامة الجنبلاطية علي جنبلاط الإقامة في بعذران وكان بإمكانه الإقامة في مزرعة الشوف أو عين قني أو المختارة وذلك ربما لمناعتها الطبيعية، فاشترى جزءاً من حارة أبو حسن وبنى قصراً في شمال المنبسط الذي تقوم عليه بعذران وأنشأ فيه الآبار لتلافي مشكلة قلة المياه وسكنه حتى وفاته وأحدث عليه أبناؤه وأحفاده إضافات. وللقصر مدخلان حول بوابة كل منهما نقش أسدان ويعرف حالياً بسراي آل جنبلاط. وينبسط أمام القصر من الناحية الشمالية ميدان لاستقبال الحشود ولإقامة سباقات الخيل وسائر ألعاب الفروسية وأهمها الجريد، وكان قصر علي جنبلاط في زمنه تعبيراً بليغاً عن الثروة والمركز اللذين توافرا له، إلا أن خلفاءه الذين سكنوا مدة في بعذران انتقلوا منها إلى المختارة ثم إلى البرامية.
وتعتبر سراي آل جنبلاط من المعالم الأثرية الرائعة، لكن أصبحت مهجورة ومهملة وأدى ضعف الصيانة من عوامل الطبيعة خصوصاً الأمطار إلى إضعاف بعض هياكل البناء وتصدّع جدران وانهيارات في بعضها، وخشي المعنيون على هذا المعلم الأثري، إلا أنه تمّ في الفترة الماضية إجراء أعمال ترميم أساسية للمبنى الذي تمّ مؤخراً تصوير فيلم (ابن حنبل) في أرجائه.

بعذران إدارياً
في بعذران مختاران اثنان هما إلياس هاني ووليم أبو عبسي وتتألف بلديتها من اثني عشر عضواً منهم خمسة أعضاء من الطائفة المسيحية ويترأسها الأستاذ أحمد سلّوم. وإلى جانب قيامه بمهماته في خدمة البلدة، يعمل المجلس البلدي على تنفيذ المشروع الذي بدأته البلدية السابقة وهو مشروع “قريتي” الذي يتضمن إنشاء مبنى للبلدية وموقف سيارات ومكتبة عامة ومستوصف وحديقة عامة وملاعب رياضية وبئر ارتوازية، وتمّ في منتصف شهر آب 2014 وضع حجر الأساس للمجمع البلدي، تمهيداً لبدء الأعمال فيه .

النشاطات العامّة
تنظّم كل من البلدية والنادي الرياضي والرابطة الثقافية والمدرسة الرسمية والكشاف التقدمي والجمعيات الأهلية احتفالات بالأعياد كالأضحى ورأس السنة وعيد الفصح ومهرجانات رياضية وكرمساً سنوياً.
يقام في بعذران سباق ماراثون سنوي برعاية قائد الجيش.

نول وحرف تراثية
تحافظ بعذران على بعض المهن والحرف القديمة كصناعة المأكولات القروية التقليدية- صناعة أطباق القش، الأشغال اليدوية والحياكة على النول والنحت على الصخور والرسم وغيرها. ويعتبر النول حرفة قديمة شبه منقرضة على صعيد الوطن إنما في بعذران حرفة النول لا تزال قائمة، وقد تأسس النول في بعذران سنة 1918 على يد الشيخ ريدان باز وبعد وفاته تسلّمه حفيده السيد نزيه نبيه باز ولا يزال يعمل وينتج حتى هذا التاريخ ومن أعماله حياكة العباءات الشرقية وأطلق عليها في معرض نور الحسين في الأردن اسم العباءات الملوكية، كما ينتج النول حالياً المفارش للجلسات الشرقية وهو مستمر في المشاركة في المعارض اللبنانية والعربية كبيت المحترف اللبناني وفي سوق الزوق والكسليك وفي المملكة الأردنية.

بيوت الضيافة وسياحة درب الجبل
على مدار السنة تقوم سياحة (درب الجبل) سيراً على الأقدام لمسافة إجمالية تبلغ نحو 466 كلم وينطلق الدرب من القبيّات في عكّار وينتهي في مرجعيون، والهدف منه التعرّف على الجغرافية اللبنانية والمناطق الطبيعية الرائعة الجمال وكذلك بهدف تشجيع السياحة البيئية والرياضة، ولأجل ذلك أُقيمت في بعذران سنة 2008 بيوت الضيافة بدعم أميركيين من أصل لبناني ومن وكالة التنمية الأميركية USAID وتستقبل بيوت الضيافة هذه عدداً من الرحلات سنوياً، يتعرف السائحون خلالها على الطبيعة الجبلية اللبنانية والمأكولات القروية فضلاً عن آثار الحضارات والأماكن الأثرية.

شحّ المياه يقيد النشاط الزراعي
كون بلدة بعذران في سفح جبل وليس من مجارٍ للأنهار ولا توجد ينابيع غزيرة الدفع يمكنها ان تروي الاراضي وتحيي الزراعة ما أدى إلى اعتماد أبناء البلدة على الزراعة البعلية لكافة أنواع أشجار الفاكهة وغيرها.
لكن في السنوات الأخيرة بدأت تنشط تربية الدواجن اللاحم والبياض فغدت بعذران تشكل نسبة 5 % من الانتاج الوطني للدجاج اللاحم حيث يوجد فيها أكثر من 13 مزرعة كبيرة عدا الصغيرة.
أما على الصعيد تربية النحل فهناك عدد من الأهالي يهتمون بذلك لكن ليس على مستوى كبير، وكذلك بالنسبة إلى تربية الماعز والأبقار فهي متواضعة بالكاد يغطي إنتاجها حاجات البلدة.

نول الشيخ ريدان باز لا زال يعمل

أعلام سابقون ومعاصرون
تتميز بعذران بوجود نسبة عالية من المتعلمين ومن ذوي الاختصاص فمنهم الاطباء والمهندسون والمحامون والضباط وعدد كبير من المدرسين والمدرسات، كما يفخر أبناء بعذران بابن بلدتهم العماد جان قهوجي قائد الجيش الذي تقاعد مؤخراً..

مميزون من بعذران
شبلي سليمان تاج الدين (1895 – 1975)
نشأ شبلي في بعذران وهاجر الى الولايات المتحدة سنة 1912 وعمل في التجارة فاشتهر هناك بالإستقامة وصدق المعاملة فجمع ثروة خصص قسماً منها لمساعدة الأعمال الاجتماعية والمشاريع الخيرية التي كان يعدّ من الركائز القوية لها في بلاد الاغتراب، وإضافة لما كان يقدمه للثورة السورية سنة 1925 وقد كان يحضّ الشباب والمناضلين على القتال في صفوف الثورة. قال عنه الأمير شكيب أرسلان إنه من أبرز شخصيات المغترب الذين رفعوا اسم بلادهم عالياً، وقد أسس شبلي مع الأمير شكيب وبعض الشخصيات الدرزية في أميركا رابطة “الباكورة الدرزية” وكان الشيخ شبلي معتمد مشيخة عقل الطائفة الدرزية في أميركا أي المرجع الديني والقضائي للجالية هناك.
شبلي في زيارة سلطان الأطرش: عام 1946 حضر شبلي الى لبنان وقام بزيارة إلى سلطان باشا الأطرش في القريّا الذي كانت تربطه به صداقة بالمراسلة، ونظراً إلى ما كان يعرفه سلطان عن أعمال شبلي في دعم الثورة السورية، فقد أكرمه مع وجوه الجبل وأثناء مأدبة حضرها جمع غفير أطلق سلطان لقب أبو سلطان على شبلي، وقد ربطته صداقة مع السيدة نظيرة جنبلاط استمرت بالمراسلة بعد عودته إلى أميركا.

قاسم حمّود خطّار (1861 – 1940)
مجاهد ولد في بعذران وكان يمتلك اراضي شاسعة واشتهر باندفاعه ومساعدته للمحتاجين في بلدته وخارجها فكان منزله موئلاً للمجاهدين إبان الثورة التي عصفت في جبل لبنان فكان يقدّم الذخيرة والسلاح والطعام للمجاهدين ويقوم ولده سعيد بنقلها الى أماكن تواجد الثوار.
اعتقل بتهمة الاشتراك في الثورة السورية الكبرى وأخلي سبيله ومن ثم اعتقل ثانية بتهمة ايواء مجاهدين ومساعدتهم وسجن لمدة سنة ثم أطلق سراحه وتوفي سنة 1940.
وسجن لمدة سنة بتهمة مساعدة المجاهدين الا انه بقي على صلة بهم ويرسل لهم الطعام والماء والذخيرة الى أحراج باتر وسفح جبل عين قني الشوف غير عابىء بالمخاطر من اجل استمرار شعلة المقاومة فاعتقل مجدداً عام 1935 وسجن مدة خمس سنوات. سافر بعدها الى الأرجنتين لمدة 15 سنة وبعد رحيل قوات الاستعمار عاد سنة 1954 وتزوج ورزق ولداً اسماه صلاح.

فخر الدين اسماعيل هاني
شارك فخر الدين في مقاومة المستعمرين واستشهد في معركة الغوطة سنة .1925

شاهين سلمان هاني
شارك شاهين في معركة المزرعة جبل الدروز سنة 1925 وأظهر شجاعة فائقة في المعارك بين المجاهدين والقوات الفرنسية.
المجاهد زين الدين محمّود شاذبك (1877 – 1945)
ولد المجاهد زين الدين شاذبك في بلدة بعذران في أسرة ميسورة تعلم مبادىء القراءة في مدرسة البلدة وقبل أن يهاجر في سنة 1907 الى الولايات المتحدة عمل في الزراعة وبعد عودته في سنة 1917 عمل في التجارة والزراعة وتزوج سنة 1920 وحين نشبت الثورة السورية الكبرى أسهم الى جانب المجاهدين في التصدي للفرنسيين وأعوانهم في منطقة راشيا وحاصبيا ومجدل شمس وكان الى جانب ابن بلدته احمد هاني.
وفي 20 تموز سنة 1926 وعلى اثر مداهمة السلطة لأحمد هاني في بعذران اشتبك أحمد مع العسكري سركيس المدور وقتله أمام منزل زين الدين، وعلى اثر ذلك اعتقل زين الدين وسيق الى السجن ووجهت له تهمة الاشتراك بالثورة والاسهام بمقتل الضابط ومساعدة المجاهدين وسجن مدة عشر سنوات.
وبعد خروجه من السجن انتقل الى سوريا وأقام في بلدة جرمانا وأثناء الصراع على لبنان وسوريا بين الانكليز وديغول من جهة، وحكومة فيشي من جهة ثانية، عمل مترجماً مع الانكليز ثم عاد الى لبنان وتوفي في بعذران.

المجاهد سعيد قاسم خطّار (1901 – 1977)
ولد في بعذران في أسرة تتعاطى أعمال الزراعة وشبّ وترعرع على محبة النضال الوطني. استهوته سيرة أحمد هاني ورفاقه فكان يحمل الطعام والسلاح والماء إلى أحمد ورفاقه في المغاور والجبال التي كانوا يختبئون فيها، وكان ناجحاً في عمله الذي اتّسم بالسرية والخفاء، وحين نشبت الثورة السورية أسهم في الصراع ضد المستعمر وأعوانه في راشيا وإقليم البلان ومجدل عنجر والغوطة وغيرها، وكان مشهود له بالشدة والثبات في مواقع الجهاد وبعد عودته من معارك الثورة في أواخر صيف 1926 قامت السلطة باعتقاله مع والده الشيخ قاسم خطّار وأقاربهم سعيد سلّوم وأمين سلّوم.

درويش حمّود باز
بعد تشكيل الحكومة العربية برئاسة أحمد الركابي في دمشق أنيط بالعقيد فؤاد سليم تسلّم فوج المشاة السيار لكن فؤاد أصرّ على أن ينتقي عناصره فرداً فرداً وأطلق على هذا الفوج اسم فرق المغاوير الفدائية، وكان درويش حمّود باز ممن اختارهم فؤاد سليم حيث نفّذ مع الفرقة عمليات أشغلت الفرنسيين في مواقع عدة على الحدود اللبنانية والسورية وفي البقاع.

فارس باز
كان فارس باز أحد عناصر مجموعة حمد صعب وقد شارك في معظم معارك اللجاه والثورة السورية الكبرى، وشارك بصورة خاصّة في معركة رشيدة البطولية التي لقّن المجاهدون فيها درساً قاسياً للفرنسيين، وشارك في المعركة سلطان باشا الأطرش والأمير عادل أرسلان وشكيب وهاب وغيرهم.

سراي-آل-جنبلاط
سراي-آل-جنبلاط

الشيخ أبو علي سليمان تاج الدين (1900 – 1980)
يروي ولده الشيخ رياض سليمان تاج الدين سيرة حياة والده فيقول: ولد الشيخ سليمان في بعذران فتعلّم على يد الأستاذ أبو فؤاد اسكندر القهوجي في البلدة ثم انتقل ليتلقى علومه العلمية خارج البلدة على يد مدرسين كما كان يتلقى علومه الدينية من والده الشيخ أبو يوسف قاسم اسماعيل تاج الدين وهو ابن 12 سنة، وبعد أن شبَّ كلفه الشيخ حسين حماده شيخ عقل الطائفة الدرزية بإمامة المسجد (مجلس العبادة) وإقامة مدرسة للعلوم الدينية، فانشأ عدة مدارس في القرى المجاورة. ففي سنة 1927 افتتح اهالي مرستي مدرسة خاصة لتعليم اولادهم وجرى تجهيز غرفة لهذه الغاية وباشر الشيخ سليمان بمهمة التعليم وبتاريخ 8 شباط 1929 صدر عن حاكم لبنان الكبير المرسوم رقم 2754 قضى بالترخيص للشيخ سليمان تاج الدين بإنشاء مدرسة في مرستي، كما منحه الحاكم الفرنسي إجازة في التعليم عام 1950 وكان يتقاضى راتبه من أهالي الطلاب وكان له حق تناول الغداء والعشاء في منازل الأهل وبقي حتى عام 1950 عندما كلّفه سماحة شيخ العقل الشيخ محمد أبو شقرا كقائم بأعمال مشيخة العقل وبقي في هذا العمل حتى وفاته.

علي محمد باز (1895 – 1968)
أول طيار حربي لبناني في الولايات المتحدة، ولد في بعذران وهاجر الى أميركا عام 1906 تلقى علومه هناك ومن ثم تطوع في الجيش الاميركي بصفة طيار حربي شارك في الحرب العالمية الأولى وذهب مع الحلفاء إلى فرنسا لكنه أصيب بمرض السكري وهو في الخمسين من عمره ففقد نظره فعاد إلى وطنه، لم يتزوج وتوفي في لبنان.

رشيد محمد باز مؤسس مستشفى لبنان في فلوريدا
تخرّج عام 1952 طبيباً من الجامعة الأميركية ، استدعي للخدمة العسكرية في الولايات المتحدة كونه يحمل الجنسية الأميركية وبعد انتهاء خدمته العسكرية أسس مستشفى باسم مستشفى لبنان في فلوريدا.

العقيد مسعود لطيف
ضابط في سلك الدرك كان يتصف بالشجاعة وقد أوكلت إليه مهمات صعاب في مطاردة الخارجين على القانون.

المنفيون من بعذران
على اثر قلاقل 1860 – 1864 في لبنان وتشكيل لجنة تدعى لجنة بيروت الدولية المؤلفة من الفرنسيين والانكليز والروس والأتراك والبروس كان مركزها محلة الطيّونة المتاخمة لبيروت قديماً، قررت هذه اللجنة نفي عدد من رجال الطائفة الدرزية إلى طرابلس الغرب وبلغراد وتمّ نفي عدد من رجال بعذران منهم حسين فارس علامة ومحمود علي شاذبك.

الهجرة في بعذران
في بداية القرن التاسع عشر كثرت الهجرة من بعذران على اثر المضايقات التركية ثم الفرنسية فهاجر من بعذران عشرات من الشباب ولم يعد منهم إلا القليل وكانت وجهة الهجرة الغالبة الأرجنتين – البرازيل والولايات المتحدة الاميركية والمكسيك.

بتلون على خريطة السياحة

“درب بتلون بطول 20 كم مع مكتب إرشاد للسياح ومرشدين وخطة لتحويل مخلّفات تقليم الأشجار الحرجية إلى قوالب مضغوطة مع جفت الزيتون للتدفئة”

“مشكلة النفايات العضوية لم تحلّ بعد والبلدية تدعو المقيمين للتخلص منها محلياً عبر تحويلها إلى تورب مخصِّب للأرض”

بتلون على خارطة السياحة البيئية

درب جديد وفرص تنمية لخمس قرى شوفية

وضع حجر الأساس للمشروع مركز الاستعلامات السياحية بحضور رؤساء بلديات من المنطقة
وضع حجر الأساس للمشروع مركز الاستعلامات السياحية بحضور رؤساء بلديات من المنطقة

في إطار توجيه مساعدات التنمية للأولويات الجديدة، تهتم المنظمات غير الحكومية في الدول المتقدمة بالمشاريع التي تدعم السياحة البيئية، ورغم أن لبنان لا يحصل على قدر وافر من تلك المساعدات (ربما بسبب أوضاعه المقلقلة) فإن هذه السياسة ترفع حظوظ القرى الشوفية في الحصول على حصة ولو يسيرة من تلك المساعدات بسبب ما تتمتع به من طبيعة خلابة وتراث ونشاطات بيئية.
بعد المعاصر والباروك وعين زحلتا وبمهريه تستعد بتلون لتنضمّ إلى لائحة القرى الشوفية التي تستقبل الزوار من هواة المشي بمدخل جديد من مداخل درب الجبل اللبناني. والدرب البتلوني جزء من مشروع أنشطة ميدانية سياحية- بيئية أطلقته مؤسسة رينيه معوّض في بتلون ضمن برنامج “بلدي” لبناء التحالفات بهدف دعم التنمية وتشجيع الاستثمارات المحلية، وسينفّذ المشروع تحت إشراف المؤسسة الراعية وبتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) .
وضعت بلدية بتلون هذا المشروع مع المجتمع المحلي والمناطق المجاورة، بهدف تعزيز السياحة البيئية والمساعدة على ضمان إدارة سليمة ومستدامة للغابات، أما الهبة المقدّمة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، والتي تبلغ قيمتها 175 ألف دولار، فستستخدم لتأهيل وتجهيز درب للمشي بطول 20 كم وبناء مكتب للمعلومات السياحية بالإضافة إلى تدريب المرشدين السياحيين على استخدام معدات تقليم الأشجار وتحويل مخلّفات التقليم من أغصان مقطوعة إلى قوالب للتدفئة.
ومن المتوقع أن يوفِّر المشروع فرص عمل ويولّد دخلاً سياحياً، ويساعد سكان بتلون وأربع قرى مجاورة (بطمه، الباروك، خريبة الشوف، ومعاصر الشوف) على خفض تكاليف تدفئة منازلهم عن طريق تدوير وتصنيع مخلفات تقليم الأشجار.
درب بتلون البيئي سيبدأ من ساحة بلدية بتلون مروراً بوادي بتلون والجسر العثماني على نهر الباروك، ومنه إلى حرش دلبون في معاصر الشوف فبطمة؛ وستعتمد طريق المشي القديمة في إنشاء وتطوير درب المشي الجديد كما سيتم تجهيز مدخل الدرب لاستقبال الزوار من خلال مركز للاستعلامات واستراحة.
يتخلل المشي في الدرب عرض للمشاحر في حرش دلبون في معاصر الشوف، حيث سيتولى المرشدون السياحيون شرح المراحل التي تمرّ بها المشحرة عبر نماذج عينية على الأرض، للتعريف كيف كان الأهالي يصنعون الفحم في تلك المنطقة بالذات.
ويتم حالياً تنظيف الدرب وتأهيله، ومن المتوقع أن ينتهي العمل عليه في أواخر شهر آب المقبل، وسيعطى موضوع السلامة أولوية في التنفيذ الذي تشرف عليه مؤسسة رينيه معوّض.

حطب بيئي وحماية للأشجار
من ضمن المشروع، سيتمّ تقليم الأحراج الموجودة في القرى التي يربطها الدرب، بالإضافة إلى بلدة الخريبة المتاخمة للمعاصر، وسيقوم فريق عمل محمية أرز الشوف بتجميع الأغصان وإرسالها الى معمل في بشتفين حيث يتمّ فرمها وإضافة جفت الزيتون إليها لإنتاج الوقدات البيئية Briquettes. وينتج المعمل حالياً مليون وقدة بيئية، ومن المتوقع أن يؤدي المشروع إلى زيادة الكمية المنتجة من وقدات التدفئة بنسبة كبيرة، وسيوزّع جزء من هذه الوقدات مجاناً على أهالي القرى المشاركة في المشروع، والباقي سيباع بكلفة أقل من كلفة الحطب والمازوت. يذكر أن الوقدات البيئية هي عبارة عن حطب صديق للبيئة، وإنتاجه يعمل على حلّ مشكلة قطع الأشجار عشوائياً لغاية التدفئة شتاء، فضلاً عن أن تشحيل الأغصان ورفعها عن الأرض يساهمان في منع الحرائق.

فرص عمل للشباب
تتوزّع فرص العمل التي سيخلقها المشروع على أعمال التشحيل وتجهيز الممرات وصيانتها، هذا فضلاً عن الفرص التي سيوفرها مركز المعلومات المقرر إنشاؤه في بتلون، كما سيتم إنشاء جسور خشبية في الأودية حيث يتعذر المرور وعليه، عندما يبدأ الدرب باستقبال الزوار ستكون هناك حاجة لأعمال الصيانة على مدار العام.

درب بتلون يمر بالبلدة التحتا التي خربها زلزال 1956 ويقطع النهر إلى حرج دلبون
درب بتلون يمر بالبلدة التحتا التي خربها زلزال 1956 ويقطع النهر إلى حرج دلبون

من هي الفئة المستفيدة من فرص العمل التي سيؤمنها المشروع؟
يقول رئيس بلدية بتلون مروان قيس إن الشباب هم المستفيدون من هذه الفرص بشكل عام، فالمرشدون السياحيون للدرب الجديد سيكونون من أبناء بتلون، وسيتم تدريبهم بالتنسيق بين البلدية ومحمية أرز الشوف.
وهنا يشجّع الطلاب من عمر 18 سنة وما فوق على العمل في الإرشاد السياحي في مواسم الربيع والصيف، لافتاً الى أن هذا العمل سيكون تطوعياً بالمبدأ ولكن سيُعطى المتطوعون مقابلاً رمزياً (pocket money).
الحديث عن دروب المشي في الطبيعة يجرّ إلى موضوع بيوت الضيافة التي تستقبل الزوار القادمين من أماكن بعيدة. وهنا يلفت قيس إلى أن هناك بيوت ضيافة موجودة أصلاً في الباروك وعين زحلتا، وتعمل البلدية بالتعاون مع نادي بتلون الثقافي على تجهيز بيوت ضيافة في بتلون.
سألناه عن القيمة المضافة للمشروع بالنسبة الى بلدة بتلون.
قال: قد يكون الأهم بالنسبة لنا هو الإضاءة على البلدة، غير المعروفة نسبياً، إذ ستكون هناك إشارات تدلّ الناس على كيفية الوصول إلى بتلون من مداخل الشوف، كما سيكون هناك إعلان ترويجي للدرب، وعليه سيظهر اسم البلدة في هذه الإعلانات ونحن في البلدية ندرس مشروع إنشاء مركز قروي تباع فيه منتجات بتلون من المونة البيتية.

فرز النفايات
بالتوازي مع مشروع الدرب، تعمل بلدية بتلون على إنشاء مشغل لسيدات البلدة يقوم على إنتاج رقائق التفاح (Apple Chips) بثلاث نكهات، وذلك بالتنسيق مع الجامعة الأميركية في بيروت. المشروع الذي أوشك على الانتهاء اختير له عنوان معبِّر هو “تمكين المرأة اقتصادياً”، وعليه فإن مردود المشغل سيعود إلى السيدات العاملات فيه.
تتابع بلدية بتلون أيضاً إدارة ملف النفايات، وهي بدأت العمل على فرز النفايات الصلبة عند المصدر منذ استلام مهامها السنة الفائتة. ويقول رئيس البلدية في هذا الصدد إنه يمكن الحديث عن تحقيق أكثر من ستين في المئة فرزاً عند المصدر. وتقوم البلدية بجمع النفايات الصلبة في أرض تابعة أقامت عليها مركزاً لفرز وكبس هذه النفايات، وبعدها يتم ترحيلها الى معامل التدوير. ويلفت إلى أن الناس باتوا، الى حدّ ما، مقتنعين بفكرة الفرز.
أما النفايات العضوية فلم تحلّ مشكلتها في بتلون بعد، إذ يتم تجميع هذه النفايات في موقع مؤقت. وعن ذلك، يقول قيس: “لا يمكن للبلدية أن تحلّ كل المشاكل بعصا سحرية”، مشيراً إلى أنها في طور تشجيع الأهالي وتوعيتهم على التخلص من نفاياتهم العضوية بطريقة بيئية ومفيدة للأرض، علماً أن النفايات العضوية يمكن أن تكون سماداً طبيعياً للأرض، ويمكن أن يستفيد منها الأهالي من دون تكبّد أي عناء، علماً أن أكثر المضار التي تنجم عن انتشار روائح النفايات والجراثيم التي تولّدها إنما تحصل بسبب عدم فرز النفايات العضوية عن أصناف النفايات الصلبة الأخرى.
عن أولويات المجلس البلدي، يقول قيس إنه يعمل على تأمين متطلبات وحاجات البلدة الأساسية كتوفير المياه لفترات أطول، فضلاً عن صيانة الطرقات، كما تأمل البلدية إقامة الأرصفة على جانبي الطريق العام تسهيلاً لحركة المشاة ومنعاً للحوادث.

بلدية المعاصر

من المجتمع المدني ..إلى المجتمع البلدي

رئيس بلدية معاصر الشوف جورج عربيد

رؤية نهضوية لبلدة تراثية

معاصر الشوف أنجزت 60% من فرز النفايات في المصدر
ومهتمة بإنارة الشوارع LED وبالطاقة الشمسية

لا تحتاج الكثير من الوقت لتكتشف أنه آتٍ من خلفية لا تشبه تلك التي تطبع أحياناً العمل العام أو البلدي، وقد يكون من حسن حظ بلدية معاصر الشوف أن رئيسها يفكر خارج الأطر التقليدية ولعبة السياسة والعائلات والوجاهة البلدية، فهو مثقف منفتح وذو خيال ويأتي إلى العمل البلدي من خلفية التطوع في نشاطات المجتمع المدني، وهو بالتالي يؤمن بالمشاركة وعمل الفريق ولا يرى أي جدوى من التفرد في العمل العام لأن تعريف “العام” هو أنه لا يقوم وينجح إلا بجهود الجماعة المتضامنة ويتعثر بمجرد أن يصطدم بعقلية التفرد.
هادىء، منفتح ومتواضع، وخلال الحديث معه ترى أنه ينطلق في العمل من رؤية واضحة وطموحة تتخطى السنوات الثلاث، مدة ولايته، لترسم أفقاً أطول أمداً لإنماء محلّي يضع في أولى أهدافه تشجيع أبناء المعاصر على العودة إليها وإحياء اقتصادها وحياتها الاجتماعية.
“أنا صديق للبيئة ومن محبذي فرز النفايات في المصدر”، هكذا يبدأ المهندس المعمار جورج عربيد، رئيس بلدية معاصر الشوف حديثه عن الإنجاز الذي حققته بلديته وهو فرز النفايات في المصدر، وهي مبادرة بلدية انطلقت في مطلع العام ولاقت تجاوباً كبيراً من الأهالي. وقد بلغ الإقبال حدّ التمكّن من تحقيق تغطية في الفرز تبلغ نحو 60 في المئة من الوحدات السكنية، وتُخرج النفايات المفروزة من البلدة الى معمل فرز النفايات في بعذران حيث تخضع لفرز ثان.
يقول عربيد إنه ليست هناك مشكلة نفايات كبيرة في المعاصر، لأن النفايات العضوية محدودة، نظراً لأن من يربون الدجاج يطعمونها فضلات الأطعمة، وعدد لا بأس به من السكان يعتمد التسبيخ، وهناك في معاصر الشوف غياب للصناعات الملوّثة، لكن أكثر ما استرعى عربيد هو الدور المبادر للشباب والأحداث في المساعدة على إقناع أهاليهم بالفرز والمتابعة في المنزل، مبدياً تفاؤلاً كبيراً بأنه مع قليل من التنظيم سيسود الفرز من المصدر ليشمل كامل البلدة تقريباً.

ماذا عن تصوّر رئيس البلدية لمستقبل القرية ولإحتياجاتها؟
يعتبر عربيد أن بلدته ليست صعبة الإدارة كثيراً، إذ إنها تحتوي على طاقات سياحية كبيرة في حاجة إلى تنمية، لكن الذي استوقفه عند بداية عمله البلدي هو أن الناس على عجل وتريد نتائج سريعة، وربما لا تؤمن بالمشاريع ذات المدى الطويل التي لا بدّ منها في أي رؤية بلدية طموحة وعليه، فهو يسعى جهده للتوفيق بين الأفكار البعيدة الأجل التي يطرحها وبين ضرورة تحقيق إنجازات في المدى القريب تعزز ثقة جمهور البلدة بالبلدية وتعزز رغبتهم في القيام بقسطهم من المجهود البلدي العام.
إنجازات
> ماذا أنجز المجلس البلدي الحالي حتى الآن؟
يجيب: “إنطلاقاً من مبدأ إيلاء الإنماء الضروري الأهمية، تعمل البلدية على استكمال مشروع الصرف الصحي مع اتحاد بلديات الشوف الأعلى، وعلى تأمين مياه الشفة بانتظام إلى الجميع.
التوفير في الطاقة أيضاً على لائحة العمل البلدي، وفي هذا الإطار يلفت إلى أن هناك رغبة بتحويل إنارة الشوارع في البلدة الى لمبات التوفير LED، مع إمكانية الاستفادة من الطاقة الشمسية.
تهتم بلدية المعاصر بصورة خاصة بالسياحة الريفية، بما فيها بيوت الضيافة والمهرجانات، وعلى رأسها مهرجان “جبلنا” السنوي الذي يتخلله عرض للدبكة الفولكلورية وبيع للمونة والمنتجات البيتية، وهو يستقطب زواراً ومشاركين من مختلف المناطق اللبنانية، وتحرص البلدية الحالية على الحفاظ عليه والتعاون مع جمعية جبلنا لإنجاحه.
في الحقل البيئي، وإضافة الى الفرز من المصدر، تتعاون البلدية مع محميّة أرز الشوف في تشحيل الأغصان التي تُفرم وتضاف إلى جفت الزيتون لتصبح وقدات بيئية (briquettes) توزّع على أهالي البلدة.
وفي إطار تشجيع النشاطات الثقافية، رعت البلدية في أيلول الفائت، حفلاً للأوركسترا الشرقية الوطنية.

مشاريع للمستقبل
يؤمن عربيد بأهمية الإنماء الزراعي، الّا أن معاصر الشوف تعاني من مشكلة هدر في المياه، بالتزامن مع إهمال الكثيرين لأراضيهم لصعوبة ريّها. من هذا المنطلق، شارك عربيد كممثل للتعاونية الزراعية مع المجلس البلدي السابق في التقدّم بمشروع لإعادة تأهيل قنوات الريّ في بساتين البلدة سينفّذ هذا الصيف بتمويل من USAID. ويقول في هذا الصدد إن مشاريع تنموية من هذا النوع تساهم في إبقاء المقيمين وتشجّع الغائبين على العودة.
استتباعاً لمشروع الري، وتحت عنوان خلق فرص عمل لأبناء البلدة، يتحدث عربيد عن التواصل مع وزارة الشؤون الاجتماعية لإنشاء معمل للمنتجات الزراعية سيساهم حتماً في تحريك العجلة الاقتصادية في البلدة.
من المشاريع البعيدة المدى التي يعمل عليها أيضاً، المشاريع السياحية الثقافية، ويشير في هذا الصدد إلى وجود آثار مهمة ومغائر ومدافن من العهد الروماني في منطقة الحصن، والتي يبدو أنها أخذت اسمها (الحصن) من طبيعتها العسكرية قديماً، وستضع البلدية خارطة طريق مع مديرية الآثار في وزارة الثقافة لإبراز هذه المعالم.
تتعدى رؤية عربيد التنمية المحلية الآنية الى مشاريع تطويرية بعيدة المدى، وتعمل البلدية حالياً بعد تمكين أحد كوادرها من خلال التدريب، على مكننة الملفات والمباشرة باللجوء إلى برنامج معلوماتي للخرائط وقواعد البيانات الجغرافية
(Geographic Information System) GIS يدمج المعلومات المتعدّدة حول السكان والمباني والبنية التحتية مما يسهّل التوثيق والتخطيط والتنسيق بين المشاريع.
ويقول في هذا الصدد إنه لاحظ أنه بينما كان يتم العمل على إحدى خدمات البنى التحتية، تسبب الحفر بضرر لخدمة ثانية لأن العمال لم يكونوا على علم بوجود أنابيب ممدودة في نفس البقعة، ويلفت إلى أن المكننة توفّر خارطة كاملة بكل الخدمات مما يساعد على تجنّب هذا النوع من المشاكل.
في كل مجالات الحياة، يختلف النظري عن العملي، فكيف اذا كنا نتحدث عن عمل اجتماعي، كل يرى الأمور من زاويته، وعليه تصبح العقبات جزءاً لا يتجزأ من هذا العمل. هذا الواقع كان مفاجئاً بعض الشيء لعربيد الجديد على العمل البلدي، ولكنه رغم ذلك يصرّ على التعاطي بإيجابية: “صحيح أنه يمكن أن نواجه صعوبات والواقع مختلف بعض الشيء عن التصوّر المسبق، ولكنني متفائل دائماً”. ويتابع شارحاً بأن المثابرة في الدعوة إلى تغيير الذهنية السلبية أظهرت ثمارها في فترة عشرة أشهر (منذ توليه المنصب حتى تاريخ إجراء المقابلة).
ويتابع شارحاً بأنه على أرض الواقع هناك صعوبة بتنفيذ الأحلام التي جاء بها إلى البلدية، ولكن إذا نظرنا إلى الأمر من منحى آخر ففي فترة عشرة أشهر (منذ توليه المنصب حتى تاريخ إجراء المقابلة) بات يدرك أن هناك أشياء يمكن تنفيذها.

رياضة المشي واستكشاف الطبيعة
رياضة المشي واستكشاف الطبيعة
معاصر الشوف كما تبدو من طريق المحمية يكسوها اخضرار موسم الدفء
معاصر الشوف كما تبدو من طريق المحمية يكسوها اخضرار موسم الدفء

“مشروع لإعادة تأهيل قنوات الريّ في بساتين البلدة ينـــفّذ هذا الصيف بتمويل من USAID”

التراث من زاوية مختلفة
يذهب الكثير منّا الى “تقديس” التراث القديم، اذا صحّ التعبير، والحنين اليه في كل جوانبه، ولكن لعربيد رأي مختلف في هذا الإطار، فهو لديه مقاربة علمية ثقافية للعمارة، والتي هي بنظره منتج تقني وحضاري، وهو يحاول من خلال التعليم والعمل المعماري تخطّي النوستالجيا لكل ما هو قديم. ويقول في هذا الصدد: “أنا أهتم كثيراً بالتراث القديم، ولكن ليس عندي حنين مفرط له أو تعلق عاطفي به، فالعمارة الحديثة هي أيضاً تراث، مثلاً أعتبر مدينة بيروت بمبانيها الحديثة الطراز مهّمة ويجب الحفاظ عليها”.
ويجب أن لا نتعصب للتراث أو نسيء فهمه ومعانيه والظروف التي جاء فيها والتقنيات التي تدخل في كل زمن في عملية العمارة وتسمح بتنفيذ أعمال وتجديدات لم تكن متاحة في الماضي.. ويقول في هذا الصدد، إن الهوية والتراث أشياء ديناميكية، فأسلافنا حاولوا أن ينتجوا أحدث شيء في عصرهم، وتجاوزوا أحياناً الماضي، ومن الممكن إنتاج أعمال تنتمي في الوقت عينه إلى الحداثة وإلى روح المكان.

 

بيت الهنا، أحد بيوت الضيافة التي تم ترميميها وتجهيزها كمقصد سياحي في بلدة المعاصر
بيت الهنا، أحد بيوت الضيافة التي تم ترميميها وتجهيزها كمقصد سياحي في بلدة المعاصر

“ليس عندي حنين مفرط للتراث لأن للهوية والتراث أشياء ديناميكية ومن الممكن إنتاج أعمال تنتمي في الوقت عينـه إلى الحـــــداثة وإلى روح المكــان”

ترميم المنازل القديمة
بعيداً من موقعه كرئيس للبلدية، وانطلاقاً من خلفيته كمهندس معمار، يعمل عربيد على مشروع خاص قوامه تشجيع الأهالي على ترميم المنازل القديمة والعودة إليها بعد حين.
ويقول في هذا الصدد إنه دعا الصيف الماضي أربعين طالباً من طلابه في الجامعة الأميركية في بيروت إلى البلدة، مكثوا في البلدة لمدة عشرين يوماً درسوا خلالها خصائص العمارة المحليّة. ويشير هنا الى أن المعاصر تحتوي على أكبر عدد من الأبنية التراثية في الشوف الأعلى، وفق دراسة أجراها المهندس المعمار زاهر الغصيني.
يعطي عربيد الأولوية للمنازل التي فيها مواصفات ويكون الترميم لمدة سنة، إما على حسابه الشخصي أو بالمشاركة مع صاحب المنزل، على أن يُستثمر المنزل كبيت للضيافة لبضعة سنوات حتى يردّ كلفة ترميمه وبعدها يُعاد إلى صاحبه. وفي هذا السياق، يلفت إلى أنه باشر بالمشروع مع أصحاب منزلين.
ويرى عربيد أن أول فائدة للمشروع تشغيل أبناء القرية في الترميم، وثانياً المحافظة على بيت قيّم حتى لا يتدهور وضعه أكثر، وثالثاً جذب السياحة إلى البلدة من خلال بيوت الضيافة، وأخيراً وليس آخراً المساهمة في تمكين صاحب المنزل من السكن فيه؛ وعليه تنشط الحركة في البلدة وتتحرك العجلة الاقتصادية في المحلات وتزدهر تجارة المونة البيتية والمنتجات الزراعية.
ويلفت عربيد إلى أنه مع اللامركزية الإدارية شرط تأهيل وتجهيز البلديات حتى تقوم بالواجب فضلاً عن تدعيم التواصل المجتمعي بمشاريع مشتركة، ويعبّر عن مناصرته لإدخال العنصر النسائي والشباب الى البلديات مع ضرورة تدعيم هذه الأخيرة بالجهاز البشري، ويشير الى أن بلدية المعاصر تشارك في ورشات تدريب أكانت موجّهة إلى أعضاء المجلس البلدي أو إلى الموظفين تهدف إلى تمكين القدرات وتحسين الأداء.
أما عن متطلبات نجاح العمل البلدي، فيرى أنه يحتاج الى صبر ومثابرة، والى توازن بين العمل الذي يظهر على المدى القصير وذلك الذي على المدى الطويل والذي يؤسس للمستقبل، لافتاً إلى أن المسألة تحتاج إلى تواصل مع المجتمع المدني وإلى إبداع في تخطي العثرات والتحديات على مقولة: “أوقات بتركب عوجا وبتظلها عوجا إذا ما إجا حدا يغيّر”.

نقص موارد
هل بإمكان البلدية كسلطة محلّية وبالإيرادات التي تحصل عليها، على سبيل المثال لا الحصر، من الصندوق البلدي المستقل، أن تحقق درجة من الإكتفاء الذاتي في تمويل المشاريع؟
جوابه ببساطة: قطعاً لا. لافتاً بشيء من الطرافة إلى وجود نوعين من البلديات: نوع على المبدأ القائل “ما توجعني ما بوجعك أو ما تطالبني ما بطالبك”، ونوع آخر يعمل بمبدأ “حاسبني لأحاسبك” أي أنت كمواطن قُم بواجبك تجاه البلدية من حيث دفع الرسوم والمستحقات عليك وحاسب البلدية بعد ذلك حول ما تقدّمه أو لا تقدّمه في المقابل من خدمات وأعمال للبلدة.
وفي جميع الحالات، لا بدّ من توفير الدعم للبلديات حتى تعمل وليس تحجيمها، كما إن من الضروري إعلام أبناء البلدة عند التعاطي مع المنظمات غير الحكومية وإشراكهم في اللجان واتخاذ القرارات.

ماذا ينقص المعاصر لتكون بلدة نموذجية؟
يجيب عربيد مع ضحكة: “ينقصها التفاؤل فالناس محبطون”، ولكنه يعود ويستدرك ليبقى في الايجابية، ويقول إنه لا ينقصها شيء لتكون بلدة نموذجية على خط الإنماء السريع والمجدي والمثمر، فالبلدة فيها قدرات وطبيعة مميزة، وهنا يتوقف ليقول بأن سبل العيش في البلدة الجبلية العالية تتحسن، ولم تعد هناك معوّقات للعيش فيها لا صيفاً ولا شتاء، اذ أصبح هناك مركز لجرف الثلوج، ويوجد مولّد كهربائي بإدارة البلدية يعوّض انقطاع الكهرباء وبسعر معقول، ومحطة لتكرير الصرف الصحّي، فضلاً عن أن الانترنت السريع (DSL) أصبح متوفراً منذ تشرين الماضي، والطرقات على تحسّن.
يتابع القول إن “محميّة أرز الشوف” و”درب الجبل” يعزّزان موقع المعاصر فالمشاة وراكبو الدراجات الهوائية يمرون فيها، ولكن البلدة في حاجة إلى تنمية سياحية على مدار السنة. وينهي عربيد حديثه معنا بالتأكيد على حرصه على المقاربة التي توازي بين التطوير والإمتداد العمراني من جهة، والحفاظ من جهة أُخرى على الكنز الطبيعي والبيئي الذي تتمتع به المعاصر.

يدرس-خرائط
يدرس-خرائط

 

جورج عربيد في سطور

جورج جوزف عربيد، من مواليد 30 تموز 1961. درس الهندسة المعمارية في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة ALBA، وبعد تخرّجه، انتقل من مقاعد الطلبة في الجامعة إلى منصب أستاذ محاضر فيها (من 1989 حتى 1996). بعدها انتقل عربيد الى جامعة MIT في الولايات المتّحدة الأميركيّة كباحث ثم التحق بجامعة هارفرد Harvard حيث حصل على دكتوراه في العمارة عام 2002، وعاد إلى جامعة الـ ALBA ليدرّس فيها.
في العام 2003 انتقل إلى الجامعة الأميركية في بيروت ليكون أستاذاً محاضراً فيها حتى العام 2016، وفي أيار من السنة نفسها ترشّح إلى الانتخابات البلدية في بلدته معاصر الشوف، ونجح من بين الأعضاء الـ 15 للبلدية، بعدها انتخب لمنصب رئيس البلدية لولاية من ثلاث سنوات، ليستكمل الولاية بعده عضو آخر من أعضاء البلدية. وهنا تجدر الإشارة إلى أنها المرة الثانية التي يتمّ الاتفاق فيها على أن تقسّم ولاية رئيس البلدية (6 سنوات) في معاصر الشوف إلى قسمين بما يتيح المشاركة بين الدروز والمسيحيين في المسؤوليات البلدية.
ترك عربيد التدريس في الجامعة وانكبّ على العمل البلدي، ولكن نشاطه لا يقتصر على ذلك، فهو مهندس معمار، وقد أسس مع زملاء “المركز العربي للعمارة في بيروت”
(www.arab-architecture.org)،
وهو مركز أبحاث يديره بنفسه، ويعمل هذا المركز على توثيق العمارة في لبنان والعالم العربي، والتحفيز على المحافظة على العمارة الجيّدة، خصوصاً الحديثة منها.

خلوات القطالب

خَلـواتُ القـطالـبِ

مِحْرابُ الزُّهّاد ومَحَجّة الدّروز في المُلمّات

بناها ناهضُ الدّين مُرِيدُ الأميرِ السّيّد ورَعَتْها أجيالٌ من المَشايخ الثّقات

تُعتَبر “خلوات القطالب” الواقعة في خراج بلدة بعذران من الخلوات القديمة العهد في جبل لبنان، إذ تمّ بناؤها قبل نحو 557 سنة من قبل أحد مريديّ الأمير السيد جمال الدين عبد الله التنوخيّ (ق) بناء على توجيه منه، لكنّها دَرَسَت في فترة معيّنة وأعيد ترميمها وفتحها للعابدين خلال القرنين الأخيرين على الأقل. ورغم صغرها النسبيّ لعبت خلوة القطالب التي تحوّلت إلى “خَلوات القطالب” لاحقاً مع زيادة عدد الخَلوات) أدواراً دينيّة كما كانت في بعض المُلمّات الوطنيّة نقطة استقطاب للموحّدين الدّروز من كلّ مكان، وقد اهتمّ بها المعلم كمال جنبلاط فكان يزورها للتّذاكر مع المرحوم الشّيخ أبو يوسف حسين هاني ويبيت فيها أحياناً، كما عمل لاحقاً على تعبيد الطّريق إليها، وقد عزّز عهد شيخ العقل المرحوم محمد أبو شقرا الذي اختار مكاناً لإقامته في بعذران من شهرة تلك الخلوات الواقعة خصوصاً عندما دعا فيها إلى اجتماع عام لمشايخ الموحّدين الدّروز مرّتين الأولى أثناء الحرب الأهليّة والثانية إبّان الاجتياح الإسرائيليّ في العام 1982. فما هي قِصّة هذا المكان الجليل الذي يرمز إلى النّقاء الروحيّ والمجاهدة والوقفات الوطنيّة عند الموحّدين الدّروز وما هي المراحل التي مرّ بها عبر تاريخه الطّويل

الخلـوات عند الموحِّدين الدّروز هي مـراكز للترقّي الروحي يقصدها السّالكون والزّهاد الذين نذروا أنفسهم للخلوة والعبادة وصحبة الشّيوخ الثّقات والمذاكرة في القصص وسير الصّالحين بغية الترقّي في السلوك ومعارج التحقّق الروحيّ. والخلـوة هي عادة بناء متـواضع، خالٍ من الزّينة والزّخرف، ليس فيه مقاعـد أو كراس. يفترش الشّيوخ الأجاويـد والطلاّب المريـدون الأرض المغطّاة بالحصر أو السّجاد البسيط، وتـكون الخلـوات عـادة في أعالي الجبال في أمكنة بعـيـدة عـن العمران والضّوضاء. والموحدون الدروز يتابعون في ذلك سيرة الطّرق الصوفيّة التي ازدهرت في الإسلام سواء من حيث رغبة المقيمين فيها الابتعاد عن الدّنيا أم من حيث طلب العلم والارتقاء في معارف الدين. وقـد نشأ التصوّف عـن الزّهـد، وكان الغالب على الزهّاد العبّـاد، الفقـر والتقـوى والتقشّف والخـوف ومحاسبة النفـس. وكانت الحياة الصّوفية في البداية على أساس فـردي، ثـم أخـذ المتصوّفون يجتمعون حـول شـيخ. وبعـد ذلك ظهرت “الطّرق” الصوفيّة التي كانت تقوم حول أحد كبار الصوفيّين في عصره من الذين يتكاثر أتباعهم والسالكين على يدهم فتنشأ بسبب هذه الكثرة الزّوايا والتكايا الصوفيّة، وقد عرف الإسلام عشرات الطّرق الصوفيّة التي اتفقت جميعها على الغاية من التصوّف وآدابه لكنّها تنوّعت وتباينت أحياناً في أسلوب التّعليم وفي مسالك التّربية للمريدين لكن ذلك لم يعتبر في نظر الصّوفيين نقصاً بل تنوعاً يجعل للمريدين أكثر من خيار في التّعلم بحيث يختار المريد ما يميل إليه قلبه من المفيد.
والتصوّف بهذا المعنى ليس “عقيدة دينيّة” لأنّ كلّ الطّرق الصوفيّة تدين بالإسلام ديناً وبمحمد (ص) رسولاً هادياً، وغاية المتصوّف هو التقرّب من الله تعالى وهو لا ينتظرُ الآخرة للحصول على هـذا القرب. لكنّه يلجـأ إلى المجاهدات والرّياضات الروحيّة التي تتجاوز ما يفرضه الدّين. ولا يطلب السّعادة في هذا العالم. بـل ينجذب إلى سعادة أبعـد يسـتريح قلبه فيها. قال ابن خلدون: الصوفيّة من العلوم الشّرعية الحادثة في الملّة. وأصلها العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى. والزّهد فيما يُقبل عليه الجمهور مـن لـذّة ومال وجاه والانفراد عن الخلق في خلـوة للعبادة.

خَـلـوة القـطالب2
تقـع خَلـوة القطالب في قضاء الشوف قـرب بلـدة بعـذران، وعلى علـوٍّ شاهـق فـوق بلـدة عيـن قَنـي، وهي ترتفع عـن سـطح البحـر نحو ألـف متـر، وتبعـد عـن طـريق عـام عمّاطور – بعـذران مسافة ألـف مترٍ أيضاً. كانت تتـألّف مـن ثلاث غـرف. غـرفة فسيحة وغـرفتين جانبيّتين، كلّها مبنيّـةٌ بالحجر الصّخـري ومسقوفة بطريقة العقـد. تُشـرف على مُعـظـم قـرى الشّوف، وتحيـط بهـا الأشـجار المـثمرة والبـرّيّة، وهـذه الطّبيعة الخـلاّبة تضع الزّائر أمام منـاظر طبيعيّة ساحرة تـوحي بالتّـأمّل وتسبيـح الخـالق فكان اختيار المكان بالتّالي موفّقاً منذ البدء وقد قـام ببنـاء الخَلوة سـنة 865 هـ (1460 م) الشّيـخ ناهـض الـدّين بـن عبـد اللّـه حِصن الـدّين شـيخ بلـدة المختارة، على قطعـة أرض يملكها.3 وكما هي الحال في خَلوات الموحّدين الدّروز فقد تميّز البناء بقدر كبير من البساطة والتقشّف.

الشّـيخ ناهـض الـدّين
وُلـِد الشيخ ناهض الدّين بـن عبـد اللـه حِصن الدّين في بلـدة المختارة ونشأ فيها، كان معتدل المزاج، حسن الأخلاق والطّباع. وصفه الشيخ أبو علي مرعي، بــ “زيـن الشباب وسـيّد الفتيان”. وعنـدما أصبح دون سـنّ البلوغ، كان خبر الأمير السيّد جمال الدّين عبد اللـه التنوخي (ق) قد ذاع في طول البلاد وعرضها، فقرر التوجّه لزيارته في بلـدة عبَيْـه، برفقـة الشّيخ علـم الـدّين سليمان بن نصر من قـرية معاصر الفوقا،4 والشّيخ شرف الـدّين علي الحريريّ مـن قـرية بطمـه، ومـرّ الثلاثة بطريقهم إلى قـرية الكنيِّسة الكائنة قرب قـرية ديـركوشة في منطقة المناصف، حيث زاروا الشّيخ أبو علي مرعي ومـن ثـمّ توجّـه الجميع إلى بلـدة عبَيـْه لزيارة الأمير السيّـد، حيث استقبلهم بالتّرحاب، وأفاض عليهم مـن علمـه ووعظـه وإرشاده.5
كان الأمير السـيّد جمال الدّين عبد اللـه التّنوخي قد أصبح شيخ مشايخ البلاد واشتهر بتقواه وعلمه الواسع وحصافته وحسن نصحه وتضلعه في العلوم الرّوحانية، وكان الطلّاب يفدون إليه في عبَيـْه، مـن الإمارتين المعنيّة وقاعدتها بعقلـين، والتنوخيّة وقاعدتها عبَيْه. وكان في مدرستـه 37 تـلميـذاً بالإضافة إلى طلاّب ومريدين من وادي التّيـم ودمشق والغوطـة والجبل الأعلى وفِلِسْطين، يسلكون على يده وينهلون من علومه وحكمته، أمّا هو فقد كان يـردّد عبـارة: (الحمد للّـه الذي جعل المعرفة أساس الخير، ووفّـق إليها مـن أراد بـه الخيـر).6
عـاود الشّيخ ناهـض الـدّين حِصن الـدّين، زيارة الأمير السيّد جمال الدّين عبد اللـه التنوخيّ في عبَيْه، ودخـل مدرسته وأصبح من تلاميذه. فكان من الأذكياء النّابهين. وعندما أنجز قِسْطه من العلوم كلّفه الأمير السـيّد بأمانة الأمـر والنّهي في مقاطعته والاهتمام بشؤون الموحّدين، كمـا أمـر تلاميذه المتخرّجين في مدرسته العِرفانيّة بأن يتوزّعـوا في القرى والبلدات، لتعليم الأولاد، الصّبيان والبنات والكبار الأميّين مـن الذّكور والإناث القراءة والكتابة، وتخصيص يـوم مـن أيّـام الأسبوع للاجتماع بأهالي القرية ووعظهم وإرشادهم، وإفادتهم بأمور الـدّين والـدّنيا. لأنّ غـاية الأمير السيّـد كانت تعميـم التّعليـم المجّـانيّ في جميع القـرى والبلـدات التّـابعة لإمـامته. وبقي هؤلاء التّلاميذ على تواصل مـع أستاذهم الأميـر السـيّد، يأخـذون من علمـه ومعارفـه وإرشاده حتى وفاتـه.7
لقـد رأى النّـاس في هـؤلاء التلاميـذ القـدوة الصّالحة بأخلاقهم وأفعالهم ومسلكهم. فنسبوهم إلى معلّمهم، وأطلقـوا عليهم لـقـب “جماعة الأمير السـيّد “، وقـد جعل لهم المعلّم يـوماً معلوماً مـن أيّام الأسبوع، يجتمعون إليـه، يشـرح لهم غـوامض العلوم، ويفسّـر لهم الآيات والأحاديث. وأمـر الأمير السيّـد ببنـاء المساجـد في القرى، وتجـديد الجوامـع، وإنشاء الأوقاف، وتكليـف شيـوخ فقهاء لإقامة خطبة الجمعـة في الجوامع في كل قـرية. وكان الفقيه شهاب الدّين أحمد بن عمر بن صالح بن سبَاط، من مدينة عاليه،(والد حمزه بن سبَاط، صاحب تاريخ إبن سبَاط، صدق الأخبار). من تلاميذ الأمير السيّد، وكان فقيهاً وخطيب جامع عبَيْـه. وكان له صوت شجيّ عنـد التّسبيح والتّذكير 8 ( وكلمة فقيـه كانت تعني أيّام التنوخيّين، المعلّم أو المدرّس)، وكان الأمير السيّـد يشـدّد على القراءة الصّحيحة للقرآن الكريـم.
لقـد شـاع هـذا التّـرتيب في أكثـر البلـدان. فحسُـنت أحـوال النّـاس في جميع الجهـات، وتجنّـب المُفسـد الفساد، واللـصّ السّرقة،.وكانت الفواكه تسـقط على الأرض فـلا يتعـرّض لها أحـد. وأصبحت البـلاد في أحسن حال مـن طيب العـيش.9
أقـام الشيخ ناهض الـدّين حِصنُ الـدّين في بلدته المختارة، وبـدأ بالاهتمام بشؤون الأهالي، وتعليم الأولاد والكبار الأميين القراءة والكتابة، والاجتماع بالنّاس في يوم من أيّام الأسبوع، للوعـظ والإرشاد وشرح أسس الدّين واستقبال وتعليم الطلاب المريدين، والعمل بتعليم الأمير السيد ووصاياه مثل تنظيـم زواج الموحّدين والموحّدات وطلاقهم، وتطبيق الأوامـر والنّواهي بالنسبة لجوارح البـدن. والنّهي عـن الغضب. والمعاملة بالحـلال، والنّهي عـن الحـرام وغير ذلك من المسائل.

” الشّيخ سلمان الشمعة خَدم الخَلوة بإخلاص ثم قاتل واستُشـــهد في قتال الفرنسيّين خلال ثورة 1925  “

وقد عمـل الشيخ ناهـض الدّين حصن الـدّين بمـا كلّفـه بـه الأمير السيـد عبد اللـه التنوخي على أكمل وجـه فلقّبـه معلّمـه الأميـر السـيّد بـ “ الرّئيـس النّفيـس”، ومـن ثـمّ بعـث لـه برسالـة مـن مقـرّه في عبَيْـه إلى المختارة سنـة (841 هـ/ 1437م). ينعتـه بأحسـن النّعـوت، داعياً له بقوله “فاللـه تعالى بجـاه وليّه يمـدّك بالرّشاد، ويخلـّد لـديك نعيـم ثوابـه بالشّكـر والحمـد، ويتلقّاك بوجـه الـرّضا يـوم الجزاء والمعاد” لأنّ “السّعيد فيـه مـن ركـب جـواد المـروءة واعتبـر، وكشـف عـن ساق العزيمة وحـذّر، والشّـقي مـن أركن إلى الإهمال، وقابـل مراسيم الحـقّ بغيـر فاضل الأعمال، ولـم يستعـدّ لـزاد المَعاد قبـل ورود الآجـال”.
في سنـة 865 هـ (1460 م) عمـل الشّيخ ناهض الـدّين حِصْن الـدّين على بنـاء خَلـوة القطالب، على أرض يملكها قـرب بلـدة بعـذران، وهي بنـاء متواضع، وكان يقصدها الشّيوخ المـوحّدون، وبخاصّة مساء يوم الخميس (ليلـة الجمعة) مـن كلّ أسبوع للصّلاة والمذاكرة والتّشاور في صلاح المجتمع، كمـا كان يقصدها الطلاّب المريدون، للتـعبّـد وتلقّي العلـم.10
توفّي الشيخ ناهض الدّين حِصْن الدّين في بلـدته المختارة نحـو سنة 873 هـ/ 1468م. ونُعِي الأمير السيد (ق) فأتى مـن عبَيْـه إلى المختارة، حيث حضر جنازته وحـزن لفقـده، وشاهـد جثمانه وقبّلـه، ودعـا لـه وصلّى عليـه. ودفـن في المختارة في مـدفـن العائـلة. أمّـا طنّـوس الشـدياق فيـذكر أنّ وفاته وقعت في سنة 1477م الموافق لسنة 882 للهجرة (أخبار الأعيان ج1 ص 182).
وفي شـهر ذي الحجّـة مـن سـنة 1218هـ (الموافـق لسـنة 1803 م). عمـل الشّيخ ناصر الدين بـن أحمـد حِصْن الدّيـن، المتوفّي سنة 1250هـ (1834م)، على بنـاء حجـرة فـوق المـدفن الذي دُفِـن فيـه الشّيخ ناهض الـدّين. نقـش على بـلاطة الشّاهـد الغـربي ما يلي:
“ بسـم اللّـه الـرّحمن الـرّحيم وهـو حسـبي وبـه أستعين. أبنـا (بنـى) هـذه الحجـرة العبـد الحقيـر الشّـيخ نـاصر الـدّين في شـهـر ذي الحجّـة سـنة 1218هـ (الموافق لسنة 1803م). أمّـا بـلاطة الشّـاهد الشـرقي فقد نُقـشت عليها كتـابة لـم تعـد مقـروءة بسـبب مـرور الـزّمن والعوامل الطبيعيّـة.
وبالنّظـر لمـا كان يتمتّـع بـه الشيخ ناهض الدّيـن حِصْن الدّيـن من كـرامة وعلـو منـزلة، ولـم يـزل اسـمه ومآثـره في ذاكـرة النّاس. لذلك ارتأى بعـض الشّـيوخ الأفـاضل، بنـاء ضريـح جـديـد له ومـن أجـل ذلـك، وفي سـنة 1992م تـمّ بنـاء الضريـح الجـديـد في الطابق الأول من مبنى دار بلـدة المختارة ضمـن قاعـة المجلس، وجـرى نقـل الـرّفاة ووضعت في الضّريح الجـديـد، وتـمّ أيضاً نقـل بلاطتي الشاهـدين ووضعتا فـوقه بـعـد أن أجريت الصيانة اللازمـة للكتابة المنقوشة على بلاطـة الشّاهـد الغـربي المـذكورة آنفـاً مـن أجـل توضيحها. أمّـا بـلاطة الشّاهـد الشـرقي، فقـد نقـش عليها النّـص التّـالي:
“تـمّ نقـل هـذه الحجـرة إلى هـذا المكان تكـريماً لـرفاة النّفيـس الطّاهـر الصّدر الـرّزين المـرحوم الشّيخ ناهض الدّيـن ومـا قـد عثـر إلى جانبه في رَمسـهِ مـن رفـاة لسلفه الطاهـرين مـن آل حِصْن الدّيـن”.
(في ربيع الآخـر سنة 1413 هـجرية (الموافق لسنة 1992م).11

الشيخ-أبو-يوسف-حسين-هاني-بعذران
الشيخ-أبو-يوسف-حسين-هاني-بعذران

الخَـلوَةُ بعـد وفـاة الشّيخ ناهض الدّين
مـن المُلاحظ أنّ الشيخ ناهض الدّين حِصْن الدين، لـم يقـم بإشادة مبنى القَطالب ليجعله خَلـوة يقيـم فيها بصورة دائمة، وهو شيـخ بلدة المختارة، والقائم على خـدمة الأهلين وتدبير شؤونهم. لكن أغلب الظّن أنّـه قـام ببنائها للحضور إليها في أوقات محـدّدة للصلاة والتأمّل، ولإقامة شيوخ مزارعين يعملون في أراضيه، ومـن ثـمّ اعتُمـِدت خلـوة في مـا بعـد.
ومـن البحث عـن مـراجع أو وثـائق أو معلومات تـفـيد عـن أسـماء الشّيوخ الذين أقاموا في خَلـوة القَطالب، بعـد وفـاة الشيـخ ناهض الـدّين حِصْن الـدّين سنـة (873 هـ/ 1468م). لـم يتوفّـر لدينا سـوى وصيّة الشيخ أسـد بن زين الدّين يقظان من بلدة بعذران، المؤرّخة سـنة 1220هـ (1805م) حيث أوصى بمبلـغ خمسة قـروش إلى خلوات القطالب سويّة بين الشيخ جـرير وبين الشّيخ بـو حسين علي.12 (لـم نتـوصّل لمعـرفة اسم عائلتيّ الشّيخين المذكـورين).
وفي وصيّة الشّيخ ناصيف أبو شقرا من عماطور، المؤرّخة سنة 1164هـ (1750م). فقـد ورد فيها: (كرم معصرة القَطالب)، ولم يَـرِد اسم خَلوة القَطالب.
ولـم يـرد ذكر خَلوة القَطالب في وصيّة الشّيـخ أبو محمـود حسّـون الدّبيسـيّ من قرية مـرستي المـؤرّخة (في شهـر جمادى الأولى سنـة 1226هـ الموافق لسنـة 1811م).13 ولـم يـَرِدْ أيضاً ذكرها في وصيّة شيخ العقل الشيخ أبو علي يوسف بردويل أبو رسلان، الذي كان مقيماً في بعقلين، والمؤرخة سنة 1243هـ (1828م). وهـذا يـدلّ على أنّه حصل انقطاع في استخدام المكان للأغراض الدّينيّة التي أنشئ لأجلها.
بـعـد نهايـة الحـرب العالمية الأولى، حضر إلى خلـوة القطالب، الشّيـخ حسين هـاني مـن بلـدة بعـذران، والشّيـخ سـلمان الشّمعة مـن بلـدة عين قَـني المجاورة، وعمـلا على تـرميمها وإجـراء الصّيانة الّلازمـة لهـا، بمساعـدة بعـض الأصـدقاء، وباشـرا باستقبال الشّيوخ الذين يحضرون إلى الخَلـوة للصلاة والتعبُّـد والمذاكرة الروحيّة، وأصبح الشّيخ حسين هـاني يقيـم في الخَلـوة بصورة دائمـة، أمّـا الشّيخ سلمان الشّمعة فقد بقي مقيـماً في منزله في عيـن قَني، ويحضر إلى خَلـوة القطالب مـن حين لآخـر. وخـلال هـذه الحِقبـة، قـدِم إلى الخَلوة الشّيخ أبو حسين يوسف عبد الوهّاب14 مـن قريـة الغـاريّـة في سـوريا، محافظة السّويداء، فأقـام في المكان لمـدّة قصيـرة، ومـن ثـمّ عـاد إلى قـريته الغاريـّة. وكان عندما يحضر إلى لبنـان في ـما بعـد، يـأتي إلى خَلـوة القطالب، للـزّيارة ويمكـث فيها عِـدّة أيّـام.15
إسـتمرّ الشّيـخ حسين هاني والشّـيخ سلمان الشّمعـة بخـدمة خَلـوة القَطالب حتى سـنة 1925. وفي تلك السّنـة، إنطلقت الثـّورة السوريّة التي قادها سلطان باشا الأطـرش ضـدّ الفرنسـيّين في سـوريا، وامتـدّت إلى جنوب لبنان، فأقـام الثـوّار والمجاهـدون مـركزاً لهم في بلـدة حاصبيّا. ذهـب الشّيخ سـلمان الشّمعة إلى حاصبيا بـرفقة بعض الشبّان وانضمّـوا إلى الثوار والمجاهـدين، بعـد أن طلب الشّيخ سلمان من الشّيخ حسين هاني البقاء في خَلـوة القطالب والقيام بخـدمتها وتـدبير شـؤونها. وبـدأ الشّيخ سـلمان الشّمعة ورفاقه، المشاركة بالعمليّات الجهاديّة التي كانت تشـنّ ضـد الجيش الفرنسـيّ، في الجنوب والبقاع الغربي وراشـيّا. وبعـد عـدّة أشـهـر، أصيب الشّيخ سـلمان الشمعة بطلقات نارية أثنـاء اشتباك مسلّح حصل بين المجاهدين، والجنود الفرنسيّين قرب قـرية كـوكبا وفـارق الحيـاة، ودفـن في تلك المنطقـة. وتابع الشّيخ حسين هاني الإقامـة في خَلوة القطالب، يمارس الصّلاة والعبادة، ويستقبل الزوّار والشّيوخ والطلّاب المريدين. وقـد لقّـب بــ “أبـي يـوسـف” وكان بتولاً ولـم يتـزوّج.

زيارة مفاجئة من المعلّم
في أحـد الأيّام من ربيع سنة 1953 حضـر إلى الخلـوة المعلّـم كمـال جنبلاط، منفـرداً وبـدون علـم مسـبق، حاملاً بيـده كيسـاً ضمنـه مـوادّ غذائيّة، وقـدّمـه إلى الشيخ أبو يوسف حسين هاني، فـسـلّم الشيخ أبو يوسف عليه ورحّـب بـه وشكـره ودخـلا الخلوة. جـلس المعلّـم كمال جنبلاط على الأرض متربّعـاً، وبـدأ ينظـر في أرجائها، فـرأى أرضها مفروشـة بالبُسـط والحُصـَر، وعلى الجوانب مفروشة بالطّراريح والمسانـد. والشّيخ أبو يوسـف يجلس متربّعاً على جلـد غنــم مفـروش على أرض الغـرفة، وقـربه بعض الكتب والأوراق ومنضـدة عليها قنـديل كاز. وفي الغُرفة الثّانية وضعت مجموعة من الفُـرش والأُغطية والوسائد، تستعمل لمنامة الضّيوف وعابريّ السبيل.16
كان كمـال جنبـلاط قـد ركن سيّارته على المفـرق المـؤدّي مـن طريـق عام عمّاطور – بعـذران، إلى خلـوة القطالب، وأتى إلى الخلـوة سيـراً على قـدميه، لأنّ طريق السيارات لـم تكن قـد وصلت إلى الخلـوة، والتي تبعـد عن الطريق العام مسافة ( 1000) متر.
عنـدما علم بعض شيـوخ القـرى المجاورة بـزيارة المعلّم كمـال جنبلاط إلى خلـوة القطالب، قامـوا بإجـراء الصّيانة اللازمة لها، وفـرش أرضها بالسّجّاد، ودعـَوْا المعلّم كمال جنبلاط لزيارتها ثانيـة. وفي الوقـت والتّاريخ المحـدّدين، حضر جنبلاط إلى الخَلـوة، وكان في استقباله جمـع من الشّيوخ والأهلين، ودخل الجميع إلى الخلـوة وجلسوا على الأرض متربّعين. وقـد وضـع في الغـرفة المقابلة طاولات، عليها أنـواع مختلفة مـن الأطعمة والفواكـه. فقـال كمال جنبلاط: لمـاذا أتيتـم بكل هـذه الأنواع مـن الأطعمة؟ وهـذه تكلفـة لا لـزوم لهـا. فأجاب أحـدهم: هـذه الأطعمـة مـن بيوتنا ومـن صنع نسائنا، والفواكه مـن غـلاّت أرضنا. فقال المعلم: أنتـم أغنيـاء بالتقـوى والمحبّـة والقناعـة، وعنـد انتهاء الزّيارة ودّعهم وانصرف، فرافقـه بعضهم حتى وصوله إلى سيّارتـه. 17
وبعـد ذلـك، وبتاريـخ لاحـق، زار المعلّـم كمال جنبلاط خلـوة القطالب مـرّتين، وفي كلاهما كان يجلس مـع الشيخ أبو يوسف حسين هاني لساعات، يتبادلان الأحاديث في أمـور مختلفـة. ويبيـت الليل في الخلـوة. كان يرافقة الشيخ علي زيـن الـدّين.18
بقـي الشيخ أبو يوسف حسين هاني مقيماً في خلـوة القطالب، يقـوم بخـدمتها. وكان شـيخاً تقيّـاً طاهـراً بتـولاً زاهـداً متصوّفاً، متخلّيـاً عـن مَتـاع الـدّنيا ومغـرياتها، ثـابت الإيمان، خالـداً إلى نفسـه وربّـه، يحظى بنعمـة الرّضا ورجاحة العقـل وسكـون الإيمان، حليـماً عطـوفاً مسبّحاً بحمـد اللـه تعالى.
توفّـيَ الشـيخ أبـو يـوسـف حسـين هـانـي سـنة 1374هـ (1954م)، عن عمر 76 عاماً، ودفـن بـداخل منـزله في بلدتـه بعـذران. وبُنِي له ضريحٌ داخـل المنـزل، وجُعِل المنـزل فيمـا بعـد مجلساً للصّلاة والعبادة والمـذاكـرة فُرِشـت أرضه بالسّجـاد، وعلى الجوانب مقاعـد أرضيّة مرتّبة، وقد نُقِـش على بلاطة الشّـاهـد الشّـرقيّ من الضّريح آيــةُ الـكـرسـيّ. ونُقِـش على بلاطة الشّاهـد الغربي مـا يلـي:

المعلم كمال جنبلاط كان يزور خلوات القطالب ويسهر مع الشيخ أيو يوسف حسين هاني
المعلم كمال جنبلاط كان يزور خلوات القطالب ويسهر مع الشيخ أيو يوسف حسين هاني

تـــاريــخ وفـاة التّـقي الـزّاهـد والـورع النّـاسك العـابـد
الشّـيخ أبـو يـوسـف حسـين هـاني رحمـه اللّـه.
تقيٌّ قضى فالفضــــــــــــــل يبكيه راثيــــاً
وينعاه بدراً من سما الطّهر هاويا
غدا ناسكاً بالزّهد أوحد عصــره
وبــــــــــــــات بتــــــــــــــولاً مــطمئـــــــــنّاً وراضيـــــــــا
فقـلت وربّي ثـــــــــــــمّ أرّخت حكمــــــــــــه
أبـو يوسـف في الخلد يرقد هـانيـــــاً
(سـنة 1374هـ الموافق لسنة 1954م).

بعد وفاة الشّيخ أبو يوسف حسين هاني
بعـد وفـاة الشيخ أبـو يـوسف حسين هـاني (سـنة 1954م)، طلـب بعض الشّيوخ مـن الشّيخ أبـو علي اسماعيل زيـن الـدّين19 مـن قريـة الخريبة المجاورة، تـدبير شؤون خلـوة القطالب، وإجـراء مـا يلـزم كي تتابع الخلـوة دورها الدينيّ. فبـدأ الشيخ أبـو عليّ يحضر إلى الخَلـوة عصر يـوم الجمعة مـن كل أسبوع، يستقبل الشّيوخ والطلاب المريديـن للصلاة، ويشـرف على حلقات الذّكـر، يرافقـه ويعاونـه الشّيخ محمـود الشمعة مـن قرية عيـن قني المجاورة. وكانت سهـرة المذاكرة الـدينيّة تستمرّ سـاعات طويلة من الليالي وكان بـعض المشايخ يعـودون إلى منازلهم ليلاً، والبعض الآخـر يبيـت في الخلوة، ويعـود إلى منزله في الصّباح. واستمـّر الأمر على هـذه الحـال نحو سنـة ونصـف.
ولمّـا كان مـن الأفضل تكليف أحـد الشيوخ الإقامة في خلوة القطالب للقيام بخـدمتها وتـدبير شؤونها، وبمـا أنّ الشيخ محمـود الشّمعة هـو شـابّ تقـيّ، ويتمتّـع بأخـلاق وصفات حميـدة، وقـد تتلمـذ بالعلـوم التّوحيدية على يد الشيخ أبو يوسف حسين هاني، والشيخ أبو علي إسماعيل زيـن الدّين، فقد طلـب إليـه الشـيخ أبو علي إسماعيل زين الدين، أن يقيـم في خلـوة القطالب، فاسـتجاب لـرغبته، وأقـام في الخلـوة وعمل على خـدمتها، وذلك اعتباراً من نهايـة صيف سنة (1956).
وُلـِدَ الشّـيخ محمـود سـلمان الشّمعة في بلـدة عين قَني سـنة 1922، والـده الشيخ سلمان الشّمعة الذي قضى شهيداً قـرب قـريـة كـوكبا سنة (1925)، خلال اشتباك مسلّح مع دورية من الجيـش الفـرنسيّ، كمـا مـرّ آنفـاً/ وقـد ربّتـه والدته تربيـة صالحة، ومنـذ نشأته، كان يرافـق المشايخ للصّلاة وجلسات المذاكرة. وباشـر منـذ قيامـه بخـدمة الخلوة، بصيانتها وترميمها وتجـديـد فرشها. واستقبال الشّيوخ والطلّاب المريدين. ولـم يـُرزق الشّيخ محمود الشّمعة بولـد ذكر، ولقّـب “أبو سلمان” على إسـم والـده.

ضريح الشيخ أبو سلمان محمود الشمعة في الخلوات
ضريح الشيخ أبو سلمان محمود الشمعة في الخلوات

تزويد الخَلوة بالطّريق والكهرباء
الشّـيخ نجيـب رشـيد صالحـة مـن بلـدة رأس المتـن، تـربطه صلـة قـرابة ونسـابة مـع الشّـيخ أبو سلمان محمـود الشمعـة. بـدأ منـذ العـام (1961)، يتـردّد إلى خلـوة القطالب للـزّيارة والمساعـدة في ما تحتاجه الخلـوة مـن خـدمة، وإنجـاز معـاملات تتعلّـق بالخلـوة لـدى الـدّوائر الـرسميّة والخـاصّة. وبمـا أنّ الطّريق التي تصل مـن مفـرق طريق عـام عمّاطور– بعـذران، إلى خَلوات القطالب، لـم تـزل طـريق مشاة، ويصل الناس عبرها إلى خلوة القطالب سـيراً على الأقـدام، فقد قـام الشيخ نجيب رشيـد صالحة في سـنة 1967 بـمقابلة المعلّم كمال جنبلاط، الذي كان وزيراً للأشغال العامة ورفع إليه طلب المشايخ إجـراء مـا يلـزم لإيصال طـريق سـير السيّارات إلى خلـوة القطالب. فأصدر الـوزير جنبلاط قراراً بهـذا الشـأن، وأوفـدت وزارة الأشغال العامة جرّافة بدأت بشـق الطريق. لكن بعـد إنجاز مسافة حوالي أربعمائـة متـر، توقّـفت الجرّافة عـن العمل، بحجـّة نفـاد كمّيـة المـازوت المخصّصة لـها. فقـام الشيخ نجيب صالحة بـجمع مبلغ من المال من أقاربه في بلـدة رأس المتـن، وعمل على شراء كميّـة المازوت اللازمـة، فتابعت الجرّافة عملها في شـقّ الطريق، حتى وصلت إلى باحـة خلوة القطالب، وتـمّ تـزفيت الشارع لاحقاً.20 وفي العام التالي، أي في سنـة 1968، عمـل الشّيخ نجيـب رشيـد صالحة على متابعة ملفّ إنارة خَلـوة القطالب لـدى وزارة الموارد المائية والكهربائية، وتـمّ إيصال التيّـار الكهربائي إلى الخَلوة.21

ضريح الشيخ أبو يوسف حسين هاني
ضريح الشيخ أبو يوسف حسين هاني
ضريح مؤسس الخلوات المغفور له ناهض الدين حصن الدين الذي أنشأها في العام 1468 م
ضريح مؤسس الخلوات المغفور له ناهض الدين حصن الدين الذي أنشأها في العام 1468 م

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بـما أنّـه يتـوفّـر في خلـوة القطالب مـن حين إلى آخـر مبالغ مـن المـال، تـأتي مـن النّـذور والتبـرّعات، عمـل الشيخ أبـو سلمان محمـود الشّمعة وعلى مراحل، على إشـادة عـدّة غـرف على جانبي مبنى الخلـوة، مـع طابـق علـوي، خّصص للاجتماعات والمذاكرات الدّينية. وبعـد ذلك تـمّ إنشـاء مبنيين يحويان نحو 30 غـرفة، تستخدم لإقامة الضّيوف والطلّاب المـريدين، بالإضافة إلى مبنى منفرد مـؤلّف من طابقين. خُصّص الطابق العلويّ لإقامـة الشّيخ القـائم بخـدمـة الخَلـوة، والطّابق الأسفل لاستقبال الضّيوف. كمـا جـرى شـراء عقـارات مجـاورة للخلـوة، مـن أجـل توسيع حَرَمَها، وبعـد إشـادة هـذه الأبنيـة، أُطلـق عـلى الخَلــوة إسم “خَـلـوات القـطالـب” بـدلاً مـن “خَلـوة القطالب”.
أقـام الشـيخ أبو سلمان محمـود الشّمعة عـلاقات مـودّة وتـواصل مـع الشّيوخ المـوحّدين، مـن مختلـف مناطـق لبنـان وسـوريا، حيـث بـدأوا يتـوافـدون إلى خلـوات القطالب، مـن حـيـن إلى آخـر وبمناسبات مختلفـة، للصّلاة والتعبّـد والمذاكرات الدينيّة. كمـا يَفِـد إلى الخـلوات طـلاّب ومـريدون مـن تلك المناطـق.
وفي سنـة 1970 تملّـك سماحة شـيخ العقل محمـد أبو شـقرا (1910 / 1991)، قطعة أرض قـرب خلوات القطالب، غُرِسـت بأشجار الصّنوبر والسّرو والشّربين، وبعض الأشجار المثمـرة، وابتنى وسطها منزلاً لسكنـه، وكان سماحتـه يعقـد الاجتماعات في خلوات القطالب، للتّباحث بأمـور مهمّـة تتعلّـق بشؤون الطائفة الـدّرزيّة، ومنها الاجتماع الواسع لمشايخ الطائفة الذي عقد في بـداية الأحـداث التي حصلت في لبنان سنـة 1975 والتي أطلق عليها حرب السنتـيـن، كما حصل اجتماع آخـر أثناء الاجتياح الإسـرائيليّ للبنان سنـة 1982 .
إسـتمرّ الشّـيخ أبو سـلمان محمـود الشمعة بخـدمـة خلـوات القطالب بصـدق وأمـانة عُـرِفَ خلالها بالمحبّـة وحسن السّيـرة والعناية بالضّيوف ورعاية شـؤون الموحّـدين الذين يأتـون إلى الخلوات كما إنّه كان يعلّـم الطلّاب المريدين ويـرأف بهم، ويسهـر على توجيههم وإرشادهم.
وقد خصّ المرجع الروحي المرحوم الشيخ أبو محمد جواد وليّ الدين خلوات القطالب بزيارات متعددة وأصبحت اليوم من الخلوات العامة التابعة لطائفة الموحدين الدروز.
تـوفّيَ الشّيخ أبو سلمان محمود الشّمعة سـنة 1999 وأقيـم لـه ضريح في الطّابـق الأرضيّ مـن المبنى الذي كان يقيـم فيـه في خلوات القطالب، ونُقـِشَ على بلاطة الشّـاهـد الشـّرقي مـن الضّريـح آيـة الكـرسيّ، وعلى بلاطة الشّاهـد الغـربيّ مـا يلـي من نظم الشيخ منذر عبد الخالق:
تــاريــخ وفـــاة
المـرحـوم الشّـيخ أبـي سـلمان مـحـمـود الشّـمعـة
يـــــــــــا شـمعة قـد ذوت في حــبِّ خالقها
جَعَلْت عمركَ عيداً بـورك العيدُ
كنتَ الأبُ الحــدبُ للإخوانِ تخدمُهم
لــــــــــــك الـتّهجّـــــــــــــــُدَ منهـــــــــــاجٌ وتـقـــــــــــــــــــــــــــــــلـيدُ
أقمـــــــــــــتَ في الخــــــــــــلوةِ الشّـــمّـــــــــــاءِ مُعْتَصِماً
أنيسُـــــــــــك الـــذّكـــــــــر تسـبيـــــــحٌ وتمجيدُ
في جَنّةِ الخــــــــــــــلدِ تثــوي سيّـــــــــــــــــداً عَلَمــــــــاً
يـــــــــــــــــــزيّنهُ الـطّهرُ والإخلاصُ والجودُ
تــــــــــــــــــاريخهُ النّــــاصـــــــــعُ المعــطاءُ فيه زَهــــــــــــــــا
نـــــــــــــــــــالَ الثّوابَ أبو سلمانَ مَحمودُ
بـعـد وفـاة الشّـيخ أبـو سلمان محمـود الشمعة سنـة 1999، طُلِب من الشيـخ أبـو سليمـان حسيب الحلبـي مـن بلـدة بطمـة، وهو من الشيوخ الثقاة المتحلين بالورع والمعارف الدينية الإشـراف على خلـوات القطالب فقام بالمهمة خير قيام يرافقه شقيقه الشيخ أبو سلمان انيس الحلبي، كمـا جـرى تكليف الشيخ منيـر أحمـد القضماني القيام بخـدمة الخلوات وتـدبير شـؤونها.
والشّـيخ منيـر أحمـد القضماني هو من مواليد العام 1954 العاصمة بيـروت، وقد تلقّى تعليمـه في مـدارسها، وهـو أيضاً لم يتـزوّج، ويكنّـى “بأبي داود”. وعمل الشيخ أبو داود في سنة 1977 مـدرّساً في مـدرسة العرفان في السّمقانية في الشوف، وكان يحضر إلى خلوات القطالب مـن حين إلى آخـر لحضور حلقـات المذاكرة الدينيـة. وفي سنـة 1983 توقـفت مدرسة العرفان عن التعليم لمـدّة سـنة، بسـبب الاجتياح الإسرائيلي للبنان، فانتقل الشّيخ منير القضماني إلى خلوات القطالب وأقـام فيها، متفـرّغاً للصلاة والعبـادة، وتلقّي العلـوم الـدّينيـة الـرّوحانيّة ومعـاونة الشيخ أبو سلمان محمود الشّمعة، في خـدمة الخلـوات، والاهتمام بأمـور المـوحّـدين.
يسـتمرّ الشيخ أبو داود منير القضماني بخـدمة خلوات القطالب، منـذ سـنة 1999 بتفانٍ وتجـرّد. يستقبل المشايخ الموحِّـدين، والـزائرين الذين يحضرون إلى الخلوات للصلاة أو للـزيارة، ويشـرف على مجالس الذكـر، وتعلّـيم الطلّاب المريدين، ويـزور مـن حيـن إلى آخـر بعض القـرى والبلـدات، للـوعـظ والإرشـاد وشـرح تعليم الـدّين، وهو يقيـم الآن في خلـوات القطالب بصـورة دائمـة، مـن يجالسـه يـرى فيـه وداعـة الإصغـاء، وشـفافيّة التّـوحيـد وهيبـة الإيمـان. وقـد عمـل على تـزويـد مكتبـة خلـوات القطالب بمجمـوعة مـن المـراجع والمصادر في مختلـف المـواضيع بالإضافـة إلى ما كان موجوداً في مكتبتـه الخـاصّة.
وقد انتقل الشيـخ أبـو سليمان حسـيب الحلـبي إلى جوار ربه بتاريخ 3/12/2016 فكان فقده خسارة للخلوات وللطائفة،وما زال شقيقه الشيخ أبو سلمان أنيس الحلبي يتابع مسيرة شقيقه.

الهوامش

1. باحث في التاريخ
2. دعيت خلوة القطالب نسبة إلى شجر القطلب الذي كان يتكاثر في تلك البقعة. والقطلب هو شجر من فصيلة الخلنجيّات، أوراقه كبيرة بيضويّة متناسفة، وأزهاره بيضاء على شكل الجرس. (المنجد في اللغة ط 22 ص 622). تصبح الأزهار ثماراً بحجم حبّات الكرز، عندما تنضج تأكلها الطيور ولاسيّما السمّن والشّحرور.
3. الشّيخ فرحان العريضي، مناقب الأعيان، منشورات مدرسة الإشراق، عاليه، لا تاريخ، ج 1 ص 30،
4. المعاصر الفوقا، هي بلدة معاصر الشوف، وكانت تعرف أيضاً بـ معاصر الفخّار بسبب وجود معامل الفخّار فيها، وللتمييز بينها وبين معاصر بيت الدّين، وكان يطلق على هذه الأخيرة معاصر أبو الهول.
5. د. فؤاد أبو زكي، الأمير السيد جمال الدين عبد الله التنوخي منشور في العام 1997، ص 173 و 174.
6. عجاج نويهض، التنوخي والشّيخ محمّد أبو هلال، مطابع دار الصّحافة- بيروت، ط 2 ، 1963، ص 184 و 185و 188
7. كانت العلاقة حميمة بين آل حصن الدين في المختارة، وآل التنوخيّ في عبيه، وكان ناهض الدين فقيهاً لدى التنوخيين، ووالده عبد الله أيضاً.( طنوس الشدياق، أخبار الأعيان، 1: 181و 182).
8. عجاج نويهض، ن. م. ص 200.
9. عجاج نويهض، ن. م. ص 115.
10. حافظ أبو مصلح، خلوات القطالب، ن م ، ص 110.
11. مقابلة مع الشيخ فوزات العرم مواليد المختارة سنة 1964، في منزله في المختارة بتاريخ 24/11/2016. وذكر أنّه كان من عداد الفريق الذي عمل على نقل الرّفاة ونقل حجارة وبلاطتيّ الضّريح، إلى الموقع الجديد.
12. نسخة مصوّرة عـن وصيّة الشيخ أسد بن زين الدّين يقظان، لدى الأستاذ أنور بشير يقظان مواليد بعذران سنة 1945.
13. نسخة مصوّرة عن وصيّة الشيخ أبو محمود حسوّن الدبيسي، لدى المؤلّف.
14. راجع سيرة الشيخ الجليل أبو حسين يوسف عبد الوهاب في مجلة “الضحى” العدد 14 تشرين الثاني 2015
15. مقابلة مع الشيخ نجيب رشيد صالحة مواليد رأس المتن عام 1934، في منزله في بقعاتا الشوف بتاريخ 13/11/2016.
كان بعض عابري السبيل يقصدون بعض الخلوات للمنامة. وكانت خلوة مرستي الكائنة في قرية مرستي، مقصودة من المارّة والمكارين بخاصّة في فصل الشتاء أثناء اشتداد العواصف وتراكم الثلوج للاستراحة والمنامة، بسبب قرب الخلوة من طريق المشاة الرّئيسة التي كانت تنطلق من صيدا إلى الشّوف والبقاع ودمشق، والتي تمـرّ عبر جبل مرستي وثغـرة مرسـتي.
16. مقابلة مع الشيخ يوسف سليم صفا مواليد عين قني سنة 1923، في منزله في عين قني بتاريخ 13/11/2016
17. مقابلة مع الشيخ علي اسماعيل زين الدين، مواليد الخريبة – الشوف سنة 1942، تاريخ المقابلة 25 /11/2016. والشيخ علي معروف بنشاطه في حقل الدفاع عن الطائفة والخير العام، كان يرافق المعلّم كمال جنبلاط في بعض زياراته وتنقّلاته، وقد أشرف مع المعلم على تأسيس مدارس (ثم مستشفى) العرفان وهو يتولّى منذ ذلك الحين رئاسة المؤسّسة.
18. مقابلة مع الشيخ حسين سليمان هاني مواليد بعذران سنة 1963، في منزله في بعذران بتاريخ 4/12/2016
19. الشيخ أبو علي اسماعيل زين الدين، ولـد ونشأ في بلـدة الخريبة – الشوف. كان شيخاً تقيّـاً ورعـاّ، يعمل في سبيل الخير العام. وكان منزله ملتقى الموحّـدين الصادقين. توفّي سنة 1972، وأقيم له ضريح في بلدته الخريبة.
20. الشيخ علي زين الدين
21. الشيخ نجيب رشيد صالحة مواليد رأس المتن سنة 1934، منذ سنة 1961، بـدأ يحضر إلى خلوة القطالب للزيارة والمساعدة على تنظيم أمور الخلوة، ومتابعة وإنجاز المعاملات التي تتعلّـق بالخلوات لدى الدوائر الرسمية والمؤسسات الخاصة. تولّى إدارة خلوة الشقيف في رأس المتن لمدّة سبع سنوات. وبسعي منه تـمّ مسح منطقة خلوة الشقيف العقارية، وسمّي العقار وقفاً خيريّاً معروفاً بوقف “خلوة عباد اللـه الصالحين من دروز قرية رأس المتن’’ (فؤاد أبو رسلان، رأس المتن مطارح وحكايات – 2008 ص 39). وفي سنة 1976، غادر خلوة الشقيف وبـدأ يحضر إلى خلوات القطالب للتعبّد ونسخ المخطوطات. وفي سنة 1992، كان من عداد الشيوخ الذين سعَوْا بنقل ضريح ورفاة الشيخ ناهض حِصن الدّين إلى مكانه الحالي. وفي نفس السنة، أي 1992، انتقل إلى خلوات البيّاضة في حاصبيّا، للتعبد ونسخ المخطوطات. وهو المسؤول عن إدارة خلوة جبل لبنان، الكائنة بداخل مباني خلوات البيّاضة، وهو متعمّـق بعلوم اللغـة العـربية وقواعدها.

بكيفا

بكِّيفا الوادعة أنجبتْ رجالاً
وسيّدة كانت أختاً للرّجال

سَليمة درغام لحقت بالزّعيم كمال جنبلاط إلى سلّم الطّائرة
وأخذت منه توقيعاً على إنشاء أوّل معصرة زيتون في المنطقة

إقتصاد القرية الزّراعي تراجع أمام الجرّافات
والغابات المحيطة بها أصبحت وَقوداً للمدافئ

العين بصيرة في بلديّة بكِّيفا لكنّ اليَدَ قصيرة
فاضل فيّاض رئيس البلديّة بنى شعبيّته على الإنجاز.

تعود تسمية البلدة الى أصل سريانيّ وتعني الصّخرة أو الرّقعة في الصّخرة كما يبدو موقعها، وعبارة “كيفا” إستعملها السّيد المسيح في وصفه لتلميذه سمعان عندما قال له “ انت كيفا “ أي انت الصّخرة التي سوف أبني عليها كنيستي.
يقدّر عدد سكّان بكِّيفا بنحو 2300 نسمة لكنّ المقيمين منهم لا يتجاوزون الـ 1500 نسمة وهم ينتمون بغالبيّتهم إلى طائفة الموحّدين الدّروز . ترتفع البلدة 900 م عن سطح البحر وهي تبعد عن مركز القضاء 5 كلم وعن العاصمة بيروت 90 كلم.
يمكن الوصول إلى بكِّيفا من طريقين رئيسيين: شتورة -المصنع – ضهر الأحمر- بكيّفا أو مرجعيون-حاصبيّا-عين عطا- بكِّيفا. وتتبع البلدة إداريّاً لقضاء راشيّا، محافظة البقاع وهي تقع في الطرف الغربي لبلدة راشيّا يحيط بها العديد من قرى القضاء مثل تنّورة، بيت لهيا، العقبة، وهي تجاور من الجهة الشّرقية جبل الشيخ.
أبرز عائلات البلدة: حجاز، شرّوف، برغشي، درغام، البراضعي، العسل، دهام، الحلبي، أبو بركة، فيّاض، بدّور، دنيل، أبو عسلي، يونس .

أهميّة الهجرة في اقتصاد القرية
الهجرة هي إحدى الظّواهر البارزة التي طبعت الحياة في منطقة راشيّا في السّنوات الأخيرة وذلك لأسباب منها ارتفاع مستوى التّعليم والمهارات لكن من دون وجود فرص عمل، وتراجع الاقتصاد التقليديّ للقرية وخصوصاً الزراعة، وقد بدأت هجرة شباب القرية منذ مطلع القرن الماضي وتركّزت على مُغتربات بعيدة مثل دول أمريكا الجنوبيّة ومن بعدها استراليا، إلّا أنّه مع ارتفاع أسعار النّفط في السبعينيّات وازدهار الاقتصادات الخليجية بدأت تتركّز أكثر على دول الخليج العربي، ورغم ما يسببه من استنزاف للطّاقات الشّابة للبلدة فإنّ الاغتراب يسهم في تنشيط الحركة الاقتصاديّة من خلال تحويلات المغتربين إلى ذويهم أو الاستثمارات المباشرة التي يقومون بها في مجال العقار أو بناء منازل وفيلّات تخلق فرص العمل في قطاع البناء والمقاولات، كما إنّ المغتربين في البلدة كانوا دوماً مثالاً في سخاء التّقديمات التي خصّصوها لتنمية البلدة.

إقتصاد البلدة
الحياة الاقتصاديّة لأبناء البلدة متنوّعة، وهي تشمل بعض الأعمال الزّراعية وخصوصاً زراعة الأشجار المثمرة لكن وعورة الأراضي وضيق المساحة القابلة للزّراعة جعلا الزّراعة محصورة بالملكيات الفرديّة والصغيرة وعلى زراعات بعلية مثل اللّوزيات والزّيتون وكروم العنب والتّين وزراعة بعض الحبوب كالقمح والحمَّص والعدس والفول. أمّا زراعة الخضار خلال فصل الصّيف فهي محدودة بسبب نقص المياه اللّازمة للرّي. وقد لعبت الهجرة واتّجاه الشباب إلى الوظيفة دوراً في تناقص العمالة المتوافرة للعمل في الأرض، لكنّ العامل المهمّ الآخر هو تراجع مساحة الأراضي الزّراعية أمام المشاريع السكنيّة و التجاريّة ممّا أتى على الكثير من الأراضي الصّالحة للزّراعة.

المهن والحرف
لا توجد صناعة بالمعنى الحقيقيّ في القرية حيث تقتصر على بعض المصانع الصّغيرة التي تختص بصناعة الخشب والحدادة الإفرانجية وجميعها فرديّة وخاصة حيث يقوم أصحابها بتأمين معيشتهم فقط، فلا تساهم في تأمين فرص عمل إضافية إلّا في ما ندر لكنّها تؤمن احتياجات أبناء القرية من اللّوازم التي يحتاجونها في بناء منازلهم، كما يوجد في القرية حرفيّون يعملون في خدمات قطاع البناء والأعمال المتمّمة له مثل الكهرباء والصحيّة والورقة..

نهضة نسائيّة
كانت المرأة في بلدة بكِّيفا تحصر إهتمامها بتدبّر شؤون المنزل وتربية الأولاد والاهتمام في فصل الصّيف بالتّحضير لمؤونة الشّتاء الشّديد البرودة، لكن في العقود الأخيرة وبعد النّهضة التي أحدثتها السّيدة سليمة درغام، أخذت المرأة تشاطر الرّجل في شتّى ميادين الحياة العمليّة، حيث بدأت تدخل القطاع العسكريّ والمؤسّسات الرّسميّة والتّدريس في مدرسة القرية وفي المدارس المجاورة ممّا أحدث نهضة نسائيّة إنعكست على البلدات والقرى المجاورة، وكان لمعمل السّجاد ومعمل الخياطة ومعصرة الزّيت دور مهم في توفير فرص عمل لآنسات وسيدات البلدة .

جدول ماء خلال فصل الربيع
جدول ماء خلال فصل الربيع

سليمة درغام
سليمة درغام رئيسة بلديّة بكّيفا التي تبوّأت موقع رئاسة البلدية في العام 1964 واستمرّت في خدمة أبناء البلدة حتى العام 1998 كانت هذه الأعوام زاخرة بعطاءات وإنجازات قلّ نظيرها في تلك الحقبة، وقد عُرِفت سليمة درغام بجرأتها وقوّة شخصيّتها ويعود إليها الفضل في تبديل المفاهيم البالية عن المرأة وتقديمها الدّليل الحسّي على كفاءة المرأة وقدرتها على المساهمة في حياة مجتمعها وتقدّمه، ولم تكن السّيدة درغام تتردّد في طرق أبواب أهل السّلطة والنّفوذ واقتحام صالونات النّخبة ومنتدياتها رافعة الصّوت في طلب المشاريع لأبناء بلدتها. وقد سطع نجمها خصوصاً عندما استوقفت الزّعيم كمال جنبلاط قبل صعوده درج الطائرة للحصول على توقيع يخوّلها إنجاز مشروع في البلدة. وفي تفصيل تلك الحادثة: “عندما كان المرحوم كمال جنبلاط وزيراً للدّاخلية زارته السّيدة درغام وحصلت منه على وعد بمبلغ مادّي لاقامة مشروع حيويّ في البلدة وهو عبارة عن معصرة زيتون، كانت الوحيدة في البقاع في تلك المرحلة. وفي يوم، وعندما كان كمال بك يهمّ بصعود درج الطائرة متوجّهاً إلى الهند لحقت به السيدة درغام إلى ساحة المطار صارخة من بعيد قبل أن يدخل الطّائرة “يا كمال بك لوين رايح وتاركني” ممّا خلق حالة من الدّهشة لدى جميع الحاضرين لكنّ المعلّم توقّف بعد سماع صياحها وعرفها كما تذكّر أنّه وعدها بمبلغ 20 ألف ليرة آنذاك لإنشاء المعصرة فوقّع على الطلب الذي كانت تحمله السيدة درغام وتابع صعوده إلى الطائرة”، وهذه الرّواية عن اندفاع السيّدة درغام واحدة من عشرات الأمثلة عن جرأتها وتصميمها في ما كانت تقوم به لخدمة بلدتها.
حازت سليمة درغام أثناء تولّيها لرئاسة البلدية على ثقة المجتمع الأهلي برمّته حتى غدت مضرب مثل وهذا التألّق نال إستحسان رئيس الجمهورية الرّاحل سليمان فرنجيّة فمنحها وسام الأرز من رتبة فارس في العام 1974 ومما قالته خلال تقليدها الوسام:“مسؤوليّتي أن أستحقّ كل يوم هذا الوسام والويل لمن يسقط عن صدره هذا الوسام “ كما حازت على وسام الأرز من رتبة ضابط من قبل الرّئيس الراحل الياس الهراوي ونالت وسام الإستحقاق اللبناني المذّهّب“ .

منزل قديم يعود الى مطلع القرن الماضي
منزل قديم يعود الى مطلع القرن الماضي

إنجازات سليمة درغام
قبل أن ترحل سليمة درغام تركت خلفها العديد من الإنجازات التي خلّدت ذكراها في مسيرة حافلة بالعطاء ساهمت في خلق العديد من فرص العمل لأبناء البلدة كما كان للمشاريع الزّراعية دور مهم ساهم في دعم المزارعين وتثبيتهم في أرضهم وزيادة الإنتاج الزّراعي، ومن هذه المشاريع إقامة المعارض الزّراعية والعمل على تسويق منتجات المزارعين، وباكورة هذه المعارض كان في العام 1968 برعاية الرّئيس شارل حلو قبل أن يتمّ إنشاء التّعاونيّة الزّراعيّة في العام 1972 ومن ثم إنشاء التعاونيّة الحرفيّة لتعليم الخياطة والأشغال اليدويّة، كما قامت بتشييد مجمع إنمائي يضمّ مصنع سجّاد تعمل فيه عشرات الفتيات ومصنع خياطة ومركزاً صحيّاً ودار توليد وتعاونيّة استهلاكيّة وتعاونيّة زراعيّة وقاعة لتدريب الصمّ والبكم بالإضافة إلى قاعتين للنّادي تتّسعان لألفي شخص.

درغام ونظرتها للمرأة
كان للمرأة في حياتها دور هام حيث أعطتها من حياتها حيّزاً كبيراً لتشجّعها وتصبح متمكّنة قادرة على النّهوض بأعباء الحياة مثل الرّجل ولهذه الغاية قامت بإنشاء المركز الصحيّ لجمعية نهضة المرأة في بكّيفا ويؤدّي هذا المركز خدمات صحيّة كانت غير متوفّرة في خضم الحرب الأهليّة لأبناء البلدة والقرى المجاورة.

بكيفا خلال فصل الشتاء
بكيفا خلال فصل الشتاء

ولادتُها وحياتُها
وُلِدت السيّدة درغام في العام 1918 في بلدة عين عنوب قضاء عاليه وعاشت طفولتها في البلدة وتابعت تحصيلها العلميّ في صِغرها لتدخل معترك الحياة الاجتماعية من بوّابة جمعيّة نهضة المرأة الدّرزيّة التي اعتبرتها المدرسة الاجتماعية الأولى لتقترن بالسّيد علي درغام من بلدة بكّيفا الذي لطالما اعتبرته السّند في حياتها، وخلال هذه المسيرة الحافلة تميّزت بالحِنكة والذّكاء وبنظرة متقدّمة في إدارة الشأن العام حيث كانت تَعتبر أنّه من الخطأ أن يتمّ الاعتقاد أن صلاحيّات رئيس البلديّة لا تتعدّى تعبيد الطّرق وبناء الجدران بل هذه الصلاحيّة أبعد وأشمل لتشمل مختلف مرافق الحياة من صحيّة وتربويّة وثقافيّة واجتماعيّة، وقد ووريت الفقيدة في نهاية آذار من العام 2014 ليصحّ بها قول المتنبّي في رثاء والدة سيف الدّولة
ولــــــــــــــوْ كـــــــــــــــانَ النّســــــــــــــــاءُ كمَــــــنْ فَقَدْنــــــــــــــــــا
لفُضّلَتِ النّساءُ على الرّجالِ
وما التأنيثُ لاسمِ الشّمسِ عَيبٌ
ولا التّذكيـــــــــــــــــرُ فَخْـــــــــــــــــرٌ للهِـــــــــــــــــــــــــلالِ

جانب-آخر-للقرية-الجميلة
جانب-آخر-للقرية-الجميلة

 

الحراك الشبابي
على مدى العقود الماضية تميّزت بكِّيفا بحراك شبابيّ يعكس تراثاً من العمل الاجتماعيّ وتضامن شباب البلدة في العمل من أجل بلدتهم والارتقاء بها نحو الأفضل، ومن ثمار الوعي الاجتماعيّ في البلدة نادي بكِّيفا الثّقافي الخيريّ الذي تأسس سنة 1967 أي قبل 50 عاماً بهدف إنماء وتطوير المجتمع المحلّي في الميادين الثّقافية والتّربويّة والرّياضيّة والصحيّة، كما يوجد في القرية “نادي النّسور الرّياضي” والذي لعب دوراً مهما ً في جمع المجتمع المحلّي تحت راية الرّياضة، إضافة إلى الجمعيّات الكشفيّة التي تلعب دوراً بارزاً في تنمية روح التآخي والتعاون. وفي السّنوات الأخيرة إنتدبت مجموعة من شبّان البلدة نفسها للإضاءة على البلدة من خلال العديد من الأنشطة الثقافيّة والترفيهيّة تحت عنوان بكِّيفا أجمل بلد وكان لهذا التجمّع دور رياديّ في توحيد أبناء البلدة على اختلاف انتماءاتهم الفكريّة والدينيّة .

الثّروة الحرجيّة في تراجع
بعد أن كانت تغطّي ما يقارب الـ 60% من مساحة البلدة لم تعد تشكل سوى مساحة بسيطة، وهذا التّدهور في مساحة الغطاء النباتيّ يعود إلى أسباب عديدة أبرزها القطع الجائر الذي يقوم به عدد من أبناء البلدة لتأمين حطب التدفئة في الشتاء، أمّا السّبب الآخر والذي لا يقلّ خطورة فهو الحرائق التي تلتهم سنوياً مساحات ليست بالقليلة وعدم التمكّن من السّيطرة عليها لغياب الوسائل اللّازمة لمكافحة الحرائق وكذلك لوعورة الجبال المحيطة بالبلدة وعدم توفّر مسالك سريعة إلى مكان الحريق.

التّربية و التّعليم رعاية دائمة لأجيال واعدة
على الرّغم من تراجع التّعليم الرّسمي بشكل عام وإقفال معظم المدارس الرسميّة في منطقة راشيّا ما زالت مدرسة بكِّيفا الرسميّة درع الأمان لأبناء البلدة حيث تحتضن ما يزيد على 100 طالب سنوياً وتجنّب ذوي الدّخل المحدود مشقّة الانتقال إلى خارج البلدة أو إرسال أولادهم إلى المدارس القريبة لمتابعة تحصيلهم العلميّ، كما تساهم المدرسة في توفير فرص عمل لأبناء البلدة من حملة الإجازات التعليميّة وتجنّبهم الغربة أو الانتقال إلى أماكن أخرى لمتابعة عملهم، وهذه النّهضة التربويّة تشمل عدداً كبيراً من الطلّاب الذين ينتقلون خارج البلدة لمتابعة تحصيلهم العلميّ في مختلف الجامعات والمعاهد المنتشرة في البقاع أو في العاصمة بيروت.

رئيس بلديّة بكِّيفا يعرض لأهم المنجزات

الكهرباء، البئر الارتوازية وحل محلّي لأزمة النفايات

فاضل فياض رئيس بلدية بكيفا
فاضل فياض رئيس بلدية بكيفا

المعروف عن رئيس بلديّة بكِّيفا السيد فاضل فيّاض مناقبيته في العمل وانفتاحه وتسخير مخصّصاته في المجلس البلديّ لخدمة بلدته وإعلاء شأنها. ورغم المعاناة التي عاشها خلال فترة أسر ولده، فإنّه بقي متفانياً في خدمة البلدة فاتحاً أبواب البلديّة وأبواب بيته لكلّ طالب خدمة أو صاحب شكوى، الأمر الذي دفع أبناء البلدة إلى تجديد الثّقة به كرئيس للبلدية مرات عدّة. “الضّحى” التقته وسألته عن وضع القرية وخطّط المجلس البلدي بشأنها.

> ما هي أبرز الإنجازات التي حقّقتموها ؟
خلال فترة زمنيّة قصيرة استطاعت البلديّة أن تحقّق انجازات كثيرة بدأت بإنشاء عدد من الحدائق العامّة، شقّ و تعبيد عدد من الطّرق، توسيع بعض الطّرق الدّاخلية، إقامة محميّة، تحسين شبكة الإنارة لتغطّي كافة أحياء البلدة بالإضافة إلى محطّة كهرباء جديدة و تقوية المحطّة الموجودة لتصبح قادرة على تأمين حاجة البلدة من الكهرباء و شراء مجموعة من المولّدات لتأمين التيّار الكهربائيّ عند انقطاعه، و تنظيف الأقنية ممّا يجنّب البلدة الكثير من المشاكل خلال فصل الأمطار كما تمّ تشييد ملعب لكرة الطّائرة وكرة السلّة لأبناء القرية وأبناء القرى المجاورة.
الحصول على هبة من قبل الشّيخ سعد الحريري تتمثّل بجرّار زراعيّ يساهم في الأعمال الزّراعيّة ويُستخدم في نقل النّفايات من البلدة.
إنشاء مطمر للنّفايات بمواصفات عالية تتناسب والشّروط البيئيّة .
• توسيع وتجميل مدخل البلدة .
• تحديث معصرة الزّيتون بهبَة من السّفارة الإيطاليّة وهذه المعصرة توفّر فرص عمل موسميّة لشباب البلدة.
• حفر بئر ارتوازيّة بمساعدة من مؤسّسة الوليد بن طلال .
• شراء وتجهيز سيّارة إسعاف .
• العمل على إنشاء مستوصف في البلدة، حيث نقوم اليوم بإعادة تأهيل المدرسة القديمة والتي يعود تاريخ بنائها للعام 1930 لتصبح مركزاً صحيّاً لأبناء البلدة والقرى المجاورة .

> هل من خدمات أخرى تقدّمها البلديّة ؟
نعم تعتبر البلديّة حلقة وصل بين المواطنين والمؤسسات موجودة على أراضيها من تربوية و صحية بالإضافة إلى تحمّلها مسؤوليّات بعض الوزارات في إقامة جدران دعم للطّرقات العامّة.

> ماهي أبرز مداخيل المجلس البلديّ ؟
المداخيل ضعيفة جدّاً مقارنة بالخدمات المطلوبة. مع ذلك فإنّنا نحاول زيادة الجباية والتي تعتبر مورداً بسيطاً بالإضافة الى مستحقّات البلديّة من الدولة. نحاول أن نخلق آليّة ملزمة للجباية ونأمل أن يسهم ذلك في تغذية صندوق البلديّة بشكل مستمر.

> ما هي أبرز المعوقات التي تعترض عملكم؟
إلى جانب ضَعف السّيولة الماليّة، هناك مشاكل تتمثّل في غياب الآليّات و المعدّات التي من شأنها أن تيسّر أعمال الحفر والتوسيع وبقية الأشغال العامّة، وكذلك نشكو عدم وجود سيّارة متطورة لجمع النّفايات ونقص عدد الموظّفين. ونعمل بشكل جدّي على تذليل كافّة العقبات.
وإنّني أغتنم فرصة هذا اللّقاء لأتوجّه بالشّكر والتّقدير لمجلّة “الضّحى” بسبب مبادراتها المشكورة في التّعريف بالقرى والبلدات في أقضية الجبل والجنوب فضلاً عن عملها كمنبر لإيصال صوت البلديّات وطرح القضايا الاجتماعيّة التي تهمّ النّاس.

حكايةٌ مأثورةٌ عن آلِ برغشي
واستماتتهم في حفظ سيف الدّاعي عمّار

تعتبر أسرة برغشي من العائلات الأعرق في طائفة الموحّدين الدّروز بسبب الدّور الذي لعبته في نشر مبادئ التّوحيد والدّفاع عنها وحماية أهلها. ومن المآثر التي عزّزت مكانة الأسرة الخبر المأثور عن إخلاصهم الشّديد في حفظ سيف الدّاعي عمّار حتى بثمن أرواحهم وخراب ممتلكاتهم.

وتقول الرّواية المأثورة إنّ الداعي عمّار زار منزل أبو الخير سلامة برغشي في بلدة بكِّيفا ووضع في عهدته سيفه وقميصه وغادر واستمرّ هذا السيف في حوزة العائلة لخمسة قرون (500 عام ) كانت الأجيال خلالها تتناقل هذا السيف فكان كلّ جيل منها أشدّ حرصاً من الذي سبقه في الحفاظ على السّيف.
وفي الرّواية المأثورة أنّه عندما تكلّف الشيخ خطّار برغشي بمقابلة السّلطان سليم العثمانيّ وكان برفقة وفد من مشايخ وأعيان طائفة الموحّدين الدّروز، ولدى عودة الوفد كان التّعب قد أنهكهم والظّلام والرّياح العاتية تكاد تشتّت جمعهم، فاجأ الشيخ خطّار رفاقه بالقول: “عليّ إضاءة الطّريق وعليكم كتمان السرّ” وعمد عندها إلى سحب السّيف من غِمده مقدار أربعة أصابع فأنير الطّريق وتابع الوفد السير. ويبدو أنّ الخبر بلغ السّلطان سليم من أحد جواسيسه فما كان منه إلا أن أرسل يطلب من الشّيخ خطّار تسليم السّيف. وقد حاول الشّيخ خطّار التملص من الطلب فأرسل سيفا مزيفاً طلاه بالذهب إلى السلطان، لكن الأخير اكتشف التّزييف وغضب السّلطان غضباً شديداً وأرسل ينذر الشّيخ بأنّه إن لم يبادر إلى تسليم السّيف الحقيقيّ خلال عشرة أيّام فإنّه سوف يقتل جميع أفراد الأسرة ويقطع نسلها. فازداد الوضع تأزماً واجتمع الشّيخ بعائلته وأخبرهم بما وصلت إليه الأمور والمأزق الحرج الذي يواجهه، فكان ردّ العائلة بالإجماع أنّها سوف تقاتل إلى آخر رجل ولن تسلّم السيف. ونظراً إلى خطورة الظّرف فقد تمّ نقل النّساء إلى منطقة الشّوف ومن بعدها إخفاء السّيف في أرض الشيخ خطّار بمكان ٍ لا يعلمه إلّا مجموعة مقرّبة منه ويستحيل العثور عليه وبعد انقضاء الأيّام العشرة أرسل السّلطان بخيّالته ليقضي على هذه العائلة التي اعتبرها عاصية له، وبعد وفاة الشيخ خطّار والرّجال الذين كانوا برفقته لم يعد أحد يدرك مكان السّيف وبقي هذا الكنز العظيم سرّاً لا يعرف أحد مكانه حتى اليوم.
وفي الرّواية أيضاً أنّ زوجة الشّيخ خطّار كانت حاملاً وبعد فترة أنجبت صبياً أسمته بدر الدين وأن هذا الفتى كُشف أمره فاعتُقل وسيق إلى ديوان السّلطان سليم قبل أن يودَع أحد السجون. لكن الفتى اليافع كان يكبر بعيداً ً عن والدته، وفي كل عام يزداد قوة وتزداد بُنيته الجسديّة وقاراً وهيبة حتى غدا في سنّ التاسعةَ عشْرةَ من عمره، وفي سجنه، من أقوى المصارعين في السّلطنة. وتقول الرّواية إنّ السّلطان سليم كان يهوى مشاهدة لعبة المصارعة وأنّه وضع يوماً جائزة لمن يقهر كبير مصارعيّ السّلطنة وكان السّلطان يظنّه لا يُقهر. لكن نظراً إلى شهرة الشّيخ بدر الدّين كمصارع جبّار فقد أعطي الفرصة لمنازلة هذا المصارع الصِّنديد فتمكّن منه وصرعه في نهاية المبارزة. وبسبب إعجاب السّلطان بالمصارع بدر الدّين فقد سأله أنْ يطلب منه حظوة أو مكرمة فطلب الشّيخ أنْ يأذن له السّلطان بالعودة إلى بلاده. وعندها نزل السّلطان عند رغبته وعيّنه مقدَّما على منطقة العرقوب ووادي التّيم، وقد استمرّت مرجعية وادي التّيم في عهدة هذه العائلة من جيل إلى آخر حتى اليوم وهي مستمرّة بالشيخ أبو محمد جميل برغشي .

اخبار بلدية

أخبارٌ بلديّة

هشامٌ الأعورُ عن أولويّات بلديّة قِرنايل
المياهُ، المنطقة الصّناعيّة ومعملُ فرزِ نِفايات

مازال نقص المياه المشكلة الأولى في قرنايل التي تعتمد على آبار إرتوازية تعطي نحو 400 متر مكعب يوميّاً بينما البلدة في حاجة إلى 1,200 متر مكعب إضافيّة يوميًّاً ممّا دفع البلدية أن تعد لحفر آبار جديدة، سيبدأ حفر البئر الأولى منها بالتّعاون مع المهندس فادي قمير مدير عام وزارة الطّاقة والمياه ويتوقّع أن تؤمّن هذه البئر نحو 1,000م مكعب، مع إمكان حفر بئر أخرى عند توافر الجهة المموّلة. ويُذكر أنّ آبار قرنايل إرتوازيّة وهي مملوكة من البلدة وتشرف عليها البلديّة، وليست تابعة لمصلحة مياه بيروت وجبل لبنان، لكن بالنّظر لأنّ الآبار محفورة في طبقات رمليّة فإنّها كانت تتسبب بتعطيل المضخّات ممّا اضطرّ البلدية إلى دفع مبلغ 120 مليون ليرة لبنانيّة لإصلاح وتحديث المضخّات وصيانتها بإستمرار.
وحسب رئيس البلديّة الكابتن الطيّار هشام الأعور فإنّ لمشكلة المياه في البلدة وجهاً آخر وهو أنّ عدداً كبيراً من المستفيدين لا يدفعون ما يتوجّب عليهم من اشتراكات المياه، والتي لا تتجاوز مبلغ 150 ألف ليرة لبنانيّة لا غير. لهذا السّبب، فقد قرّرت البلديّة عدم جباية رسوم عن المياه احتراماً لمشاعر النّاس الذين لا تصلهم.
الأعور شرح لمجلّة “الضّحى” أولويّات البلديّة فقال: إن في رأسها، موضوع المياه، المدينة الصناعيّة غرب البلدة لجهة بلدة أرصون التي ستبنى على مشاع بمساحة 300 ألف متر مربّع، تضمّ كلّ المصانع والمعامل الموجودة على مداخل البلدة لجهة الجنوب والشمال، مع إنشاء حدائق عامّة وبساتين، وهذا المشروع سيموَّل من قبل دولة هولندا. ومن أهداف البلدية أيضاً:.
• إدخال العمل البلديّ مرحلة المؤسّسات عبر إدخال التقنيّات الرقميّة وأنظمة الإدارة الحديثة.
• إنشاء معمل لفرز النّفايات بالتّعاون مع وزارة البيئة، تستفيد منه كل بلديّات المتن الأعلى وعددها 12 بلدية
• تعديل الرّسوم على البيوت السكنيّة والقصور والفِلل.
• إعادة تأهيل شبكة الصّرف الصحّي بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار.
• تحويل إنارة الشوارع الرّئيسة على الطاقة الشمسيّة بمبلغ 181 ألف دولار. كلفة عمود الإضاءة الواحد مع اللّوح الشمسي ولوازمه 700 دولار، والعدد يزيد على 200 عمود إضاءة.

نِيحا تبحثُ عن مَصْدرٍ إضافيّ لـ مياه الشّفة
أفادنا رئيس بلدية نيحا السيّد وهيب غيث بأنّ البلدة واجهت نقصاً حاداً في كميّة مياه الشّفة إبتداءً من شهر أيلول الماضي وفي شهري تشرين الأول والثاني، ما اضطرّ البلديّة الى اعتماد سياسة التقشّف والتّقنين من أجل تأمين المياه لكلّ المنازل السكنيّة. وأضاف غيث أنّ البلديّة تبحث عن مصادر إضافيّة لسدّ حاجة البلدة من المياه، وأنّها تدرس كل الخيارات المتاحة في هذا الصدد، ومنها حفر بئر إرتوازية بعد التأكّد من الدّراسات الهندسيّة ووجود احتمال قويّ للعثور على كميّات من المياه الجوفيّة تلبّي إحتياجات السكّان.

بلديات الحرف وبريح والفوّارة ووادي الستّ
تعترض على إنشاء مكبّ للعوادم في أراضيها
في إطار المساعي الجادّة لاستيعاب النّفايات التي تفرزها بلدات العرقوب ليتمّ فرزها في معمليّ الشّوف السويجانيّ والشّوف الأعلى شريطة إنشاء مكبّ للعوادم الناتجة عنها في نطاق منطقة العرقوب، وبعد أن وقع خيار إنشاء هذا المكبّ في خراج بلدة وادي الستّ، بالقرب من طريق عام الفوّارة – بريح – نبع الصفا، وطريق البيرة – المعوش – مجدل المعوش كفرنيس – الجعايل، والتي يؤمن الإستفادة منه لـ 12 بلدة من بينها كْفَرْنَبْرَخ- بتلون – الباروك – الورهانيّة – عين زحلتا – نبع الصّفا بالإضافة إلى القرى الآنفة الذِّكر، جوبه هذا الاقتراح بمعارضة شديدة من مُعظم بلديّات المنطقة، ممّا عطّل إنشاءه. ويتمّ البحث حاليّاً عن بدائل أخرى، منها أن تتكفّل كلّ بلديّة بطمر عوادمها، ولكنْ حتى السّاعة لم يتوصّل المعنيّون لحلّ هذه المشكلة رغم تدخّل بعض الجهات المسؤولة لحثّ تلك البلديّات على تليين موقفها وقبول الإقتراح بإنشاء مطمر العوادم.

المطبات

أكثرُ المطبّات مخالفةً صريحةً للقانون

قائمّقام الشّوف مارلين قهوجي لـ «الضّحى»

وزارة الأشغال تعتبرُ المطبّات تعديّات على الطّرق العامّة
والقائمّقاميّة طلبت من البلديّات إزالة المطبّات العشوائيّة

في نطاق جهودها لبلوَرَة موقف مُشترك حول المطبّات العشوائيّة المؤذية التي انتشرت في أنحاء جبل لبنان والعديد من المناطق اللّبنانيّة تنشر “الضّحى” إلى جانب هذا الكلام صورة عن مذكرة وزير الأشغال الصّادرة بتاريخ 29 أيلول 2015 وكذلك مذكّرة قائمّقام الشوف السيدة مارلين قهوجي حول الموضوع وفيهما يتأكّد كيف أنّ العديد من بلديّات المنطقة ليس فقط لم تراعِ الاعتبارات العمليّة والفنيّة في زرع المطبّات على الطّرقات العامّة، بل إنّها خالفت ولا تزال تخالف القانون اللبنانيّ والأصول المقررة من قبل السّلطة المخوّلة منح التّراخيص بإنشاء المطبّات، وهي وزارة الأشغال العامّة والنّقل، ونضيف أيضاً أن المطبّات تُقام رغم المعارضة الشّديدة لها من الغالبيّة السّاحقة من المواطنين الذين باتت تجربة الإنتقال الحرّ من مكان إلى آخر بالنّسبة إليهم مقيّدة ومحفوفة بمخاطر الحوادث وبالأضرار الشّديدة المتراكمة التي تسبّبها لسيّاراتهم.
ويتّضح من مذكّرة وزارة الأشغال أنّ الطّرقات العامّة (الرّئيسة) في منطقة الجبل ليست ملكاً للبلديّات لأنّها تُستخدم من الجمهور اللبنانيّ في التّنقل والتّجارة ولأغراض عديدة، ولذلك فإنّها تُعتبر ملكاً للدولة ممثّلة بوزارة الأشغال العامّة، وبهذا المعنى، فإنّ الطّرق الداخليّة ضمن القرية والتي ليست جزءاً من شبكة الطّرق العامّة يمكن وحدها إعتبارها من مسؤولية البلديّات، لكن حتى في هذه الحال، فإنّ البلديّة ملزمة بإستشارة المواطنين في أمر أيّ مطبّ وبالتّالي تبرير إقامته في المكان المعيّن وشرحه للمواطنين لنيل رضاهم، وعليها فوق ذلك، أن تلتزم في بنائه مواصفات السّلامة الفنيّة مثل تصميم المطبّ وطلائه ووضع المسامير الفوسفوريّة قبله وبعده، وهذا نادراً ما يحصل.

لقاء مع قائمّقام الشّوف
“الضّحى” التقت سعادة قائمّقام الشّوف مارلين قهوجي وسألتها رأيها في هذا الموضوع، فأوضحت بأنّ كلّ ما يحصل على الطّرقات العامّة هو من مسؤوليّة وزارة الأشغال، ولا علاقة لوزارة الداخليّة به لا من قريب ولا من بعيد، ولكنّها بحكم مسؤوليّتها المباشرة على البلديّات وجّهت كتاباً إلى وزارة الأشغال لفتت فيه إلى هذا الموضوع فكان ردّ وزارة الأشغال ضرورة إزالة كلّ التعدّيات على الطّرقات العامّة. ولفتت إلى قيام بعض البلديّات (كفرحيم مثلاً) بإزالة المطبات والإستعاضة عنها بالمسامير، وشدّدت على ضرورة التواصل والتّنسيق مع البلديّات من أجل إزالتها والاستعاضة عنها بتزويد شرطة البلديّة برادارات محمولة لضبط السّرعة الزّائدة أو تركيب رادارات متّصلة بغرف العمليّات لدى قوى الأمن الداخليّ كما هي الحال الآن على معظم الطّرق السّريعة والرّئيسة في مناطق لبنان. وقد أدّت تلك الرّادارات إلى ضبط الألوف من مخالفات السّرعة الزّائدة يوميّاً وهي ستؤدي إلى ضبط المخالفات في الجبل أيضاً، علماً أنّ الغرامات المفروضة على مخالفات تجاوز حدّ السّرعة القانونيّة باهظة وموجعة وهي بالتّالي الرّادع الأفضل لأنّ المخالف يخاف على جيبه في نهاية الأمر أكثر ممّا يحسب حساباً للمطبّات. على هذا النّحو، يمكن حسب السّيدة قهوجي حل هذه المشكلة، وإراحة المواطنين وجع المطبّات وطيش بعض السّائقين.
مسألة المطبّات إذاً واضحة جدًّا ولا داعي للمكابرة والإستكبار في التّعامل مع الاحتجاجات الواسعة من قبل المواطنين على تكاثرها وعشوائيّتها، فالأحرى بالبلديّات أن تتواضع وأن تزيل هذه السّواتر التي خرّبت طرقاتنا المخرّبة أصلاً بالحُفَر وبمخلّفات مشاريع الحَفر ومدّ الأنابيب والكابلات وغيرها، والبلديّات إذا قامت بتقييم الطّرق في محيطها فإنّها ستجد الكثير المفيد الذي تفعله غير زرع المطبّات.
”الضّحى” في نطاق متابعة هذا الملفّ ستقوم إبتداء من العدد القادم برصد دائم لموقف البلديّات التي تزرع المطبّات والتي لا تزرع المطبّات في طرقاتها أو تقوم بإزالتها، حتى يتبين الأبيض من الأسود في هذا الملف الذي لم يعدّ يحمل تأجيلاً.

مذكرة وزارة الداخلية بضرورة إزالة المطبات باعتبارها تعدّيات على الطرق العامة
مذكرة وزارة الداخلية بضرورة إزالة المطبات باعتبارها تعدّيات على الطرق العامة

بلديّة كْفَرْحيم تستبدلُ المطبّات.. بالمسامير

علمت “الضّحى” أنّه برز في بلديّة كفرحيم تفكيرٌ بإعادة المطبّات لكن الأمر لاقى معارضة سياسيّة حازمة فتمّ استبدال المطبّات بزرع صفوف من المسامير الفوسفوريّة باتت تقطع الطّريق في عدد من الأمكنة على طريق كفرحيم- بعقلين (مروراً بديردوريت) وفي مكان على الأقلّ على الطّريق المتّجه إلى دير القمر. بالطّبع تقنيّة المسامير الفوسفوريّة أرحم بكثير من المطبّات العشوائيّة لكنّ ذلك لا يمنع من التّساؤل: ما هي الفائدة منها؟ وما هي الحكمة من عدم ترك طريق رئيسة تمرّ عليها ألوف السيّاراًت ليلاً ونهاراً حرّة ومن دون عوائق. ونعود إلى النّقطة أنّه يجب إيجاد حلول حضاريّة موحّدة بين البلديّات جميعاً بدلاً من اجتهاد كلّ بلديّة بمفردها، ونحن نرحّب بأيّ توضيح من بلديّة كفرحيم حول الحكمة من تلك الخطوة وسنقوم بنشره في هذا المكان بمجرّد أن يصلنا.

مطب على طريق عيناب لا زال قائما رغم المطالبات الشعبية في المنطقة بإزالة المطبات
مطب على طريق عيناب لا زال قائما رغم المطالبات الشعبية في المنطقة بإزالة المطبات

 

طريق كفرنبرخ – الباروك الأسوأ
على الإطلاق

ما زالت طريق كْفَرْنبرخ – بتلون – الباروك – الورهانيّة تحتلّ المركز الأوّل كأسوأ حالة على الفوضى والعشوائيّة في زرع المطبّات ، فعلى هذا الطّريق الدوليّ الذي يعتبر جزءاً من طريق الشّوف- البقاع – دمشق والذي لا يتجاوز طوله الثّلاث كيلومترات أحصت «الضّحى» وجود 22 مطبّاً بـ 22 تصميماً مختلفاً وكلّها غير مطابقة وغير مطليّة بالأبيض والأصفر ولا توجد صفوف مسامير أمامها لتحذير السّائقين، كما إنّه لا توجد إلّا إشارة واحدة تحذّر من وجودها مع أنّ القانون يفرض وضع إشارة قبل مسافة لا تقلّ عن 100 متر من كل مطبّ.

تحقيقات و مقابلات

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

صوفر

صوفر حيث يلتقي التاريخ الغني بالجغرافيا النادرة! جغرافية صوفر في قلب جبل لبنان، وربما في قلب لبنان – بالتمام والكمال – وفي …

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

نيحا

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

عنجر

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

الباروك

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

عين عطا

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

This content is locked Login To Unlock The Content! تذكرني Lost your password?

مؤتمر الازهر

مؤتمر الأزهر الشَّريف لمواجهة الغلو والتطرُّف قيادات إسلاميَّة ومسيحيَّة من مائة وعشرين دولة تصدر ميثاقاً حول التسامح الديني ومحاربة الإرهاب وفد مشيخة …

الغجر في العالم العربي

الغجر في العالم العربي لغز قديم وحياة شقاء ..وموسيقى ثاروا على العباسيين في القرن التاسع الهجري وملك أميرهم مصر متمرداً على الخليفة …