الأربعاء, تشرين الثاني 13, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الأربعاء, تشرين الثاني 13, 2024

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

زراعة الكستناء في الجبل

زراعة الكستناء في الجبل

معدل إنتاج شجرة الكستناء المتوسطة الحجم
قد يصل إلى 150 كلغ في حالة التلقيح الكامل

الصين أكبر منتج للكستناء في العالم
واستيراد لبنان يزيد على 3200 طن سنوياً

تحب الماء وتحتاج إلى معدل أمطار سنوي لا يقل عن 800 ملم
وعدم ريها قد يضرها ويؤدي إلى جفاف وتساقط العديد من ثمارها

تتابع “الضحى” في هذا العدد تسليط الضوء على الزراعات الاقتصادية التي يمكن تطويرها في الجبل والتي يمكن أن تشكّل أساساً لمردود اقتصادي مجز للمزارع ومدخلاً لإحياء الاقتصاد الزراعي والإنتاجي وإعادة الاعتبار للأرض كمصدر لإعالة الأسر وتأمين استقرار المواطنين في قراهم. لقد بينا في السابق أن تراجع الاقتصاد الزراعي يعود إلى أسباب منها هيمنة الملكيات الصغيرة وعدم وجود خطة لدعم الزراعة وضعف الإرشاد والدعم بالخبرات، لكننا شدّدنا أيضاً على أن تراجع الجدوى الاقتصادية للزراعة يعود أيضاً إلى ضعف الاستثمار والاقتصار على عدد من “زراعات الكفاف” وغياب نشاطات البحث والتطوير وعدم استكشاف أصناف جديدة يمكن أن تكون أكثر جدوى وملاءمة للمناخ وللشروط الجغرافية والطبيعية، وأوردنا في الأعداد السابقة أبحاثاً حول زراعة الأصناف الجديدة من التفاح وزراعة الكيوي باعتبارهما من البدائل الواعدة اقتصادياً ، ونحن نورد في هذا العدد بحثاً عن زراعة الكستناء التي يمكن اعتبارها من الزراعات الاقتصادية التي توفّر للمزارع مردوداً طيباً مع أقل قدر ممكن من المعاملة أو الصيانة.

منشأ الكستناء
إختلفت الآراء حول الموطن الأصلي لأشجار الكستناء، إلا أننا نعلم أنها استخدمت كغذاء أساسي منذ أكثر من 400 عام قبل الميلاد في اوروبا، وهي وجدت في المنطقة الشمالية من الكرة الأرضية خاصة في أوروبا والصين واليابان وشمال القارة الأميركية. أما في يومنا الحاضر فإن زراعة أشجار الكستناء تزدهر في مناطق عديدة حول العالم نظراً لفوائدها الغذائية والاقتصادية، إذ أن شجرة الكستناء تثمر بصورة منتظمة في كل سنة اعتباراً من عمر 25 سنة إذا كانت الأشجار من أصل بذرة ومن دون تطعيم وابتداءً من 4 سنوات إذا كانت الأشجار مطعمة من الصنف الأوروبي الاقتصادي (Castanea sativa).
وتعتبر الكستناء من الأشجار المعمّرة المتوسطة العلو الى المرتفعة، وهي تعيش بصورة طبيعية في المناطق الجبلية متوسطة الارتفاعات والتي يزيد ارتفاعها على 600 متر عن سطح البحر وتتحمّل أشعة الشمس والحرارة العالية، كما تتحمل الصقيع والثلوج في فترة السكون. وشجرة الكستناء تعطي انتاجاً افضل في المرتفعات التي يكون شتاؤها بارداً، وتعتبر من الأشجار النافرة للكلس، إذ لا تناسبها الأتربة الغنية بكربونات الكالسيوم والتي تقترب فيها نسبة الكلس الفعّال من 2 إلى %3.

خصائص الشجرة
تتصف أشجار الكستناء بشكلها الجميل وبحجمها الكبير بحيث يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 30 متراً كما أنها شجرة معمّرة يمكن أن تعيش لآلاف السنين اذا زرعت في بيئة ملائمة من حيث عمق وخصوبة التربة والري والمعاملة، وهي ذات أغصان منبسطة، قشرتها ملساء، الأوراق بسيطة متبادلة ذات عنق قصير، بيضوية الشكل متطاولة يصل طولها الى 25 سم ذات أسنان كبيرة. لون الوجه السفلي للأوراق أخضر غامق، أما البراعم فضخمة مروَّسة ملساء وتنمو الأزهار المذَّكرة بشكل نورات خيطية و طويلة لونها أصفر فاقع، أما الأزهار المؤنثة فهي بدون عنق و تقع عند قاعدة الأزهار المذكرة.
لا تعطي أشجار الكستناء إنتاجها منفردة لأنها بحاجة إلى ملقح مساعد، وفي الماضي كانت أشجار الكستناء تعرف بكونها تحتاج إلى جنسين: أنثى وذكر. لكن في الواقع، شجرة الكستناء تحمل اعضاء التذكير والتأنيث معاً انما تحتاج لمساعدة اضافية للتلقيح من اشجار اخرى. أما التلقيح فيتم بواسطة النحل والهواء. الثمار كبيرة (قطرها 5 – 11 سم) ذات غلاف خشبي قاسي بني اللون ومحاطة بالقنّاب ذي الزوائد الشوكية والذي ينفتح بواسطة مصراعين أو أربعة، يتراوح عدد الثمار داخل كل قناب من 7-1. اشجار الكستناء متساقطة الأوراق، مقاومة للجفاف والرطوبة والآفات الزراعية نوعاً ما. تشبه بعض الأشجار الحرجية التي تحمل ثماراً غير صالحة للأكل وبعضها سام للإنسان.

أصناف الكستناء
تنتمي شجرة الكستناء الى مجموعة أشجار الجوزيات مثل البندق والفستق الحلبي واللوز والجوز والبلوط، وتتميز ثمارها بغلافها الخشبي. وهي تتوزّع على 4 أصناف رئيسية: الأوروبية والصينية واليابانية والأميركية.
• الفصيلة الأوروبية: الكستناء الحلوة (Castanea Sativa) والمعروفة ايضاً بالكستناء الإسبانية وهي الصنف الوحيد في أوروبا. وتمّ ادخاله بنجاح الى الهملايا ومناطق اخرى من آسيا.
• لفصيلة الآسيوية: الكستناء اليابانية (Castanea Crenata)، الكستناء الصينية (Castanea Mollissima)، (Castanea Davidii)، (Castanea Henryi) المعروفة ايضاً (Chinese Chinkapin) و(Castanea Seguinii).
• الفصيلة الأميركية: (Castanea Dentata)، (Castanea Pumila)، (Castanea Alnifolia)، (Castanea Ashei)، Castanea Floridana) و(Castanea Paupispina).

المتطلبات البيئية
الحرارة: تحتاج أشجار الكستناء الى فترة سكون وراحة في فصل الشتاء لا تقل عن أربعة اشهر يرافقها صقيع وثلوج وانخفاض في درجات الحرارة الى اقل من 5 درجات مئوية فوق الصفر وهي تتحمل درجة حرارة منخفضة حتى 30 درجة مئوية تحت الصفر. أما في فصل الربيع عند مرحلة انفتاح البراعم والتفريع (الطرود) فتتأثر الشجرة بالحرارة المتدنية والصقيع على الرغم من أن الكستناء من الاشجار التي تتأخر في تفتح البراعم الخضرية ومن ثم البراعم الثمرية، كما انها تنمو وتنتج بشكل أفضل في السنين الحارة صيفاً.
التربة: تنمو أشجار الكستناء في التربة العميقة والغنية بالمواد الغذائية ذات نسبة رطوبة مرتفعة نسبياً، الجيدة الصرف والقليلة الحموضة أي بمعدل حموضة 5.5 – ph 6.0، والرملية أو الطميية أو الصوانية.. أما الاتربة التي لا ينمو فيها الكستناء فهي الكلسية والقلوية والقليلة العمق.
الضوء: تحتاج اشجار الكستناء الى أشعة الشمس المباشرة مما يعني إنتاجاً اكثر. فهذا يدل على أن زراعة هذه الشجرة يجب أن تكون متباعدة نسبياً. فالاشجار القريبة من بعضها البعض لدرجة تشابك الاغصان تمنع وصول أشعة الشمس وبالتالي لا إنتاج. وان كان لا بدّ من زرع الاشجار متقاربة، فيجب تقليمها بشكل كثيف أو حتى إزالة شجرة بعد فترة.
الري: اشجار الكستناء محبة للمياه، تحتاج إلى معدل أمطار سنوي لا يقل عن 800 ملم. اما في المناطق التي لا يصل تساقط الامطار الى هذا المعدل، فيجب ريها في فصل الصيف، فتستجيب وتنمو بشكل أفضل ولا سيما ريها عبر نظام الري بالتنقيط لتشجيع نمو الجذور. ان نقص المياه عن شجرة الكستناء يضر النبتة بشكل عام والثمار خاصة بحيث تؤدي إلى جفاف وتساقط عدد لا يستهان به من ثمارها، وبالتالي يفقدها نضارتها وجودتها ويجعل من الصعب تسويقها تجارياً. والكمية التي تحتاجها اشجار الكستناء خلال شهري تموز وآب حوالي 30 الى 50 لتراً خاصة الأشجار الحديثة الزرع كي تكوّن مجموع جذري يستطيع مقاومة الجفاف.
إكثار الكستناء
تتكاثر الكستناء بطرق عديدة أهمها:
• البذرة (حبة الكستناء): تزرع بذور الكستناء في شهري كانون الثاني وشباط ضمن أوعية خاصة أو في المشاتل على خطوط. تصبح في العام الثاني جاهزة للتطعيم بالأصناف المرغوبة اقتصادياً لأن الاشجار الناتجة عن البذرة تبدأ بالانتاج بعد 25 عاماً.
• التطعيم: يتم تطعيم نبتة الكستناء بالرقعة او بالعين خلال شهري حزيران وتموز.
• العقل: تؤخذ العقل من أشجار معروفة بانتاجها الوفير ونموها الجيد ومقاومتها للآفات والجفاف ومرغوبة اقتصادياً في فصل الربيع من فروع العام السابق بطول 25 الى 35 سم، تغمس الجانب السفلي بهرمون التجذير وتزرع في الأوعية المجهزة.

تقليم الكستناء
لا تحتاج الاشجار المغروسة بشكل منتظم حسب المسافات (8 – 10 م) تقليماً جائراً. وتقتصر عملية التقليم على إزالة الفروع والأغصان المتزاحمة والمتشابكة والمريضة أو التي تكسرت من جرّاء تراكم الثلوج عليها.

يمكن لشجرة الكستناء تحمّل درجة حرارة حتى 30 درجة مئوية تحت الصفر وهي تنتج بشكل أفضل في السنين الحارة صيفاً

شجرة الكستناء معمرة ويمكن أن يزيد ارتفاعها على عشرين متراً
شجرة الكستناء معمرة ويمكن أن يزيد ارتفاعها على عشرين متراً

تسميد الكستناء
إن تغذية أشجار الكستناء ضرورية خاصة الأسمدة العضوية على أنواعها مثل السماد الحيواني المخمّر (روث الأبقار والماعز والخيل الأغنام والدواجن، والأسمدة النباتية: (النباتات القرنية- فول، عدس، حمص، بازيلاء، الباقي والبرسيم). والتي تثبّت الآزوت الجوي بواسطة الدرنات البكتيرية الموجودة على جذورها.

لا حاجة للأسمدة الكيماوية في زراعتها
من المفضل تسميد الكستناء بالأسمدة العضوية قبل الشتاء أي مرحلة الإزهار تحرث الأرض وتخلط هذه النباتات معها لأنها تكون درناتها مشبّعة بالآزوت المفيد جداً للنبات خاصة للنمو الخضري، وتساهم أوراق الأشجار والحشائش وبقايا مصانع الأوراق والأخشاب (نشارة)، تساهم جميعها في الحفاظ على رطوبة التربة وتكاثر الكائنات الحية الدقيقة (البكتيريا الايجابية) التي تُفكِّك وتحلل وتحوّل المواد الغذائية لامتصاصها من قبل جذور الأشجار. توضع هذه الأسمدة خلال فصل الخريف حول جذع الشجرة على مسافة متوازية مع تفرع اغصانها في خندق يحفر بعمق 20 سم ليصبح هذا السماد قريباً من الشعيرات الماصة لجذور الشجرة وفي متناولها. اما استخدام الأسمدة الكيماوية فغير ضروري، لكن إذا كانت الأرض فقيرة بعض الشيء يضاف إليها القليل من الـNPK 20-20-20 (الآزوت – الفوسفات – البوتاس) الذوابة توضع مع مياه الري بالتنقيط، أما حاجة شجرة الكستناء المتوسطة الحجم وبعمر حوالي 40 عاماً من هذا السماد فهي 500 غرام تقريباً. لكن بعد ثلاث سنوات من الغرس لا تحتاج لأكثر من 100 غرام منه.

آفات الكستناء
أهم الأمراض التي تعتري أشجار الكستناء هي التالية:
1. لفحة الكستناء يسببها فطر يدعى (Cryphonectria
Parasitica).
2. الحشرات: وأولها دودة الثمار التي تسببها خنفساء تدعى
(Curculio Elephas).
3. حشرات العِثّ التي تصيب الأوراق والفروع.

مكافحة آفات الكستناء
حتى تاريخه لا توجد مكافحة خاصة بأشجار الكستناء لأن غالبية الشتول والنصوب المستوردة من الخارج أوروبية المنشأ وهي مقاومة لتلك الآفات، لذا ننصح بغرس الصنف الأوروبي لأنه مقاوم للجفاف ويتأقلم مع طبيعة بلادنا وتربتها.

الصنف الأوروبي أفضل لأنه مقاوم للجفاف والآفات ويتأقلم بسرعة مع طبيعة بلادنا وتربتها
الصنف الأوروبي أفضل لأنه مقاوم للجفاف والآفات ويتأقلم بسرعة مع طبيعة بلادنا وتربتها

آفات الكستناء
أهم الأمراض التي تعتري أشجار الكستناء هي التالية:
1. لفحة الكستناء يسببها فطر يدعى (Cryphonectria
Parasitica).
2. الحشرات: وأولها دودة الثمار التي تسببها خنفساء تدعى
(Curculio Elephas).
3. حشرات العِثّ التي تصيب الأوراق والفروع.

مكافحة آفات الكستناء
حتى تاريخه لا توجد مكافحة خاصة بأشجار الكستناء لأن غالبية الشتول والنصوب المستوردة من الخارج أوروبية المنشأ وهي مقاومة لتلك الآفات، لذا ننصح بغرس الصنف الأوروبي لأنه مقاوم للجفاف ويتأقلم مع طبيعة بلادنا وتربتها.

إنشاء بستان الكستناء
البنية الأساسية: بعد اختيار الموقع المناسب لزراعة الكستناء من حيث صلاحية الأرض للزرع (بحيث لا تميل إلى التربة الكلسية) كما ذكرنا سابقاً في المتطلبات البيئية من التربة العميقة الجيدة الصرف والغنية بالمعادن والمواد الغذائية، قرب الأرض من طريق زراعية أو يتم شقها لتسيهل الأعمال الزراعية (حراثة، تسميد، شبكة ري، قطاف المحصول) أو تأهيل نبع مياه او إنشاء بركة لتجميع مياه الشتاء (بركة ترابية أو تصنع من الإسمنت).
مواعيد النقب: تنقب الأرض خلال الفترة الممتدة بين شهري آب وأيلول، بعد تدني نسبة الرطوبة في الأرض، وقبل هطول الأمطار لضمان عدم استمرارية النباتات البرية وعدم تكتل التربة في حالة الرطوبة المرتفعة. تنقب الأرض على عمق 90 الى 120 سم، تنظف من الصخور والأحجار الكبيرة الحجم (لانشاء الجدران او للإستفادة منها في أغراض أخرى (كاستخدامها لتحديد الأرض أو بيعها) والنباتات وجذور الاشجار البرية الكبيرة ان وجدت، انشاء الجدران في حال كانت الأرض منحدرة. تحرث الأرض بواسطة الجرار (سكة جنزير) حراثة متوسطة على عمق حوالي 45 سم. تساعد هذه الحراثة على رفع ما تبقى من أحجار متوسطة وصغيرة الحجم وتسوية سطح التربة نوعاً ما، ثم تفرم بواسطة الفرامة (العزاقة) لتكسير وتنعيم وتسوية سطح التربة.
تخطيط الأرض: يتم تقطيع أو تقسيم الأرض إلى خطوط وتحديد موقع الغراس مع الأخذ بالإعتبار المسافة بين الشجرة والأخرى وبين الخط والخط. إن افضل وانسب الأشكال الهندسية لزراعة الاشجار المثمرة بشكل عام هي المثلث والمربع. فإذا كان الشكل المعتمد من قبل المزارع “المربع”، نأخذ نفس المسافة بين الشجرة والاخرى وبين الخط والآخر من 8 الى 10 امتار، في الصنف الاوروبي. اما اذا كان الشكل “المثلث” والمفضل والذي يتسع الى عدد أكبر من الأشجار، تبقى المسافة بين الشجرة والأخرى نفسها بينما تنخفض المسافة بين الخط والآخر الى أقل من ذلك أي من حوالي 6 الى 8 امتار. تحفر الجور في المكان المحدد لها على عمق 50 سم وعرض 50 سم، ويوضع 2 كلغ تقريباً من السماد العضوي المخمر في قاع الحفر بالإضافة الى حوالي 100 غرام من السوبر فوسفات الثلاثي وخلطها مع التراب في قاعها.
غرس الأشجار: تغرس أشجار الكستناء في الحفر المهيئة على ان تكون مستقيمة ويجب ان تكون منطقة الإلتحام (الإتصال) بين الأصل (المطعم عليه) والمطعوم على مستوى سطح التربة حتى نمنع حدوث انبات فروع من الأصل اذا ما كان مرتفعاً عن سطح التربة، وعدم السماح للطعم من انبات الجذور اذا ما طمرت منطقة الطعم تحت سطح التربة، ويؤدي ذلك الى عدم مقاومتها للأمراض والجفاف وعدم قدرتها على تكوين مجموع جذري كبير.

جوزة الكستناء قبل تفتحها عن حبات الكستناء الثمين
جوزة الكستناء قبل تفتحها عن حبات الكستناء الثمين

إنتاجية أشجار الكستناء
تتميز اشجار الكستناء بغزارة انتاجها، اذ يصل معدل انتاج الشجرة الواحدة متوسطة الحجم الى حوالي 150 كلغ في حالة التلقيح الكامل، وتنخفض الانتاجية كثيراً في الاشجار التي لا تزورها حشرات النحل لعدم تلقيحها.
وتعتبر ايضاً شجرة الكستناء، بالإضافة لكونها شجرة مثمرة، شجرة خشبية إنتاجية. فخشبها يشبه خشب البلوط غير أنه يختلف عنه بكون الأشعة الخشبية عند الكستناء تكون رفيعة جداً بدلاً من أن تكون سميكة، لذلك يصلح خشب الكستناء لصنع الركائز وبعض المنازل والمزارع الصغيرة والبراميل الخشبية التي تستعمل في تخمير الكحول وألواح الخشب المضغوط. يتم زرع الكستناء أيضاً كشجرة لتشجير الأراضي بشكل أسيجة، أو تُزرع حول الحقول كصادات للرياح، أو تُزرع بشكل مجموعات ضمن الغابات الحرجية نظراً لمقاومتها للحرائق.

الفوائد الغذائية والطبية
تعدّ ثمار الكستناء مصدراً غذائياً مهماً وهي لا تقل أهمية من حيث القيمة الغذائية عن القمح و الذرة. فقد كانت تسمى “أكل الفقراء” واعتمدت قبل اكتشاف البطاطا وطحين القمح كمصدر اساسي للكربوهيدرات Carbohydrates وكانت تقدم حتى على موائد الملوك. وتتميز الكستناء عن غيرها من المكسرات بأنها قليلة الدهون، وذات محتوى عال من النشاء وحلوة المذاق، ويمكن تناولها كطبق جانبي بنكهة خفيفة إما مسلوقة أو مشوية، كما كانت تؤكل كحلوى بعد أن تغمر بماء الورد أو بالنبيذ (في ايطاليا) وغالباً ما تتم اضافة الكستناء الى الحساء او حشوات الطعام والكاتو وتتواجد ثمارها بشكل كبير وطازج في فصل الشتاء، إلا ان هناك أنواعاً مقشرة ومعلّبة على مدار العام.
تحتوي ثمار الكستناء الطازجة على حوالي 180 سعرة حرارية (800 كج) لكل 100 غرام من الأجزاء الصالحة للأكل، وهذا أقل بكثير من الجوز واللوز والمكسرات الأخرى (التي تحتوي حوالي 650 إلى 700 Kcal بكل 100 غرام). ولا تحتوي الكستناء على الكوليسترول بل على القليل من الدهون غير المشبعة في معظمها، كما لا تحتوي على الغلوتين (مادة بروتينية موجودة في الدقيق تسبب حساسية لدى بعض الناس). وتتميز منفردة بين مجموعة الجوزيات باحتوائها على 40 ملغ من فيتامين “س” بكل 100 غرام. (عند استهلاكها نيئة)، وهي تحتفظ بـ 60 % من الفيتامين بعد شيّها. ويعود حفظ الكستناء للفيتامين “س” رغم تعرضها للنار لقشرتها السميكة التي تمنع التقاء لبها بالهواء وبالتالي تأكسدها، وتحوي الكستناء على ضعف نسبة النشاء التي تحتويها البطاطا وحوالي 8 % من السكريات المختلفة أهمها: السكروز، الغلوكوز، الفركتوز، وكميات قليلة من الرافينوز والستاشيوز.
وتحتوي الكستناء على نسب لا بأس بها من الأملاح المعدنية كالصوديوم والكالسيوم والكلور والمغنيسيوم والكبريت والبوتاسيوم، وهي في ذلك من أكثر النباتات التي تحتوي على هذه الأملاح. ونظراً لهذه الخاصية فإن الكستناء تعتبر غذاءً جيداً للأطفال بما تحتويه من العناصر الغذائية الضرورية، كما أن البوتاسيوم يوجد بكمية تعادل ضعف ما يحويه القمح.
وهناك كثيرون يشكون من أن الكستناء صعبة الهضم، وإنها تسبب لهم الانتفاخ والتجشؤ والغازات.
حقيقة الأمر أن الكستناء صعبة الهضم فعلاً بسبب احتوائها على النشاء بنسبة عالية جداً. ومن المعروف أن الطبيعة تقدّم لنا النشاء بصورة معقدة، لا نستطيع الإستفادة منها إلا إذا حولناها إلى مواد أقل تعقيداً، وتقوم عادة مادة البتيالين الموجودة في لعاب الإنسان بهذه المهمة، ثم تكمّل العصارات المعوية هضمها. فإذا ما ابتلع المرء الكستناء قبل أن يمضغها جيداً لسبب أو لآخر، اعترضت عصارات الإمعاء سبيل الكستناء وشنت عليها هجوماً مركزاً لتفتيتها.
ويوصى بتناول الكستناء لمن يعانون من حالات الهزال (الضعف العام)، حيث أنها تفيد في اعادة بناء أنسجة الجسم. وتعدّ الكستناء أفضل وسيلة بناء للعضلات لاحتوائها على العناصر الغذائية.
وتفيد الكستناء ايضاً في علاج تقيح الاسنان والعناية باللثة. وتستخدم اوراق الكستناء في علاج حالات الحمّى. كما تستخدم في علاج حالات السعال الديكي والتشنجي وحالات التهاب الجهاز التنفسي، بالاضافة الى أن الكستناء تعمل على إعادة اصلاح الثقوب الميكروبية والتسرب في الأوعية الدموية والعشيرات الدموية، كما انها تعمل على جعل الأوردة الدموية أكثر مرونة وبالتالي تمنع تورمها.

جبال لبنان العالية مناسبة جداً لزراعة الكستناء
جبال لبنان العالية مناسبة جداً لزراعة الكستناء

نضج ثمار الكستناء خلال شهري أيلول وتشرين الأول من كل عام. قبل حلول موعد القطاف، من الأفضل، تنظيف الأرض تحت أشجار الكستناء من الأعشاب واوراق الأشجار المتساقطة لكي يتم رؤية الثمار بشكل أفضل بعد تساقطها على الأرض. أما طرق القطاف الشائعة فلا زالت يدوية في الغالب. وينصح عدم قطاف الثمار قبل نضجها خاصة بواسطة آلات القطاف التي تعمل على هز الأشجار او الضرب عليها بالمفاريط. ويستدل على مرحلة النضج عند الكستناء من بدء الثمار بالتساقط وعندما يصبح لون الحاضن الشوكي للثمار بني اللون، ونسبة الثمار البنية من 80 الى 90 % تقريباً. ومن المفضل، عدم ترك الثمار المتساقطة على الأرض لفترة طويلة تجنباً لجفافها. ولا تؤذي الرطوبة الثمار خلافاً لبعض المعتقدات. مثلاً في بعض دول أوروبا، توضع ثمار الكستناء بعد جمعها من دون الغلاف الشوكي في المياه لمدة أسبوع وذلك قبل حفظها لمراحل التسويق.

حفظ الكستناء
للحفاظ على ثمار الكستناء طازجة لبضعة أشهر بدون أي تبريد وحسب الطرق التقليدية، يتم نقع ثمار الكستناء في مياه باردة لحوالي 20 ساعة مباشرة بعد القطاف، ثم توضع في الظل لتنشف من المياه. تنقل من بعدها الى غرف الحفظ حيث يتم وضع طبقة من الرمل الرطب بسماكة 10 سم في قاع الغرفة ثم صف او صفين من ثمار الكستناء، وبالتوالي طبقة اخرى من الرمل ثم الكستناء مع الحفاظ على سماكة الرمل والثمار على ان لا يزيد ارتفاع الطبقات على 60 سم.
اما الطرق الحديثة التي تحدّ من انتشار الفطريات وخاصة المسببة للإهتراء والتي تمنع فقدان الوزن، فتوضع ثمار الكستناء في احواض خاصة مغلفة بقطع من البلاستيك الشفاف موصولة على اجهزة تتحكم بجو تلك الاحواض لتعديل الاوكسجين وتخفيضه الى اقل من 5 % ورفع نسبة ثاني اوكسيد الكربون الى اكثر من 15 %، وأفضل درجات الحرارة هي من 1 الى 2 تحت الصفر. هذا بالنسبة للكميات الكبيرة المخصصة للبيع، ولحفظ كمية صغيرة يستطيع المزارع والمستهلك وضع ثمار الكستناء في اكياس مثقبة (مثل اكياس البصل) في برادات المنازل التي لا تزيد حرارتها على درجتين فوق الصفر.

الأهمية الاقتصادية للكستناءستناء في الصناعات الغذائية مثل الكاتو، الحلويات (مارون غلاسيه)، الشوربات، الخ…

تعدّ زراعة الكستناء من الأشجار المثمرة التي تحتل المراتب الاولى من حيث المردود الاقتصادي للمزارع، وهي تساهم في توفير دخل إضافي يساعده على العيش براحة مادية دون تكاليف تذكر. فمثلاً في سويسرا، يمكن لمحصول شجرة واحدة من الكستناء تأمين معيشة جيدة لشخص واحد خلال موسم الشتاء. أما أبرز ميزات أشجار الكستناء الاقتصادية فهي:
1. دخول الشجرة في الانتاج في السنة الرابعة بعد زرعها في الأرض المستديمة.
2. الغزارة في الإنتاج، إذ يصل انتاج الشجرة الواحدة الى حوالي 150 كلغ من ثمار الكستناء في عامها الـ 40 تقريباً.
3. سرعة تأقلم الأشجار مع التربة والمناخ.
4. لا تحتاج إلى أعمال زراعية خاصة.
5. تقاوم أشجار الكستناء الجفاف والآفات بشكل عام.
6. يمكن حفظ ثمار الكستناء لعدة أشهر وبالتالي استغلال الوقت الأفضل للبيع .
7. ارتفاع أسعار ثمار الكستناء لزيادة الطلب عليها وقلة إنتاجها.
8. استخدام ثمار الك

أبرز الدول المنتجة للكستناء
تبين لنا من خلال إحصاءات FAO لعام 2005 أن الدول المنتجة للكستناء التي تحتل المراكز الخمسة الأولى في العالم هي التالية: (الكمية بالطن)

استيراد الكستناء في لبنان:

يستورد لبنان الكستناء منذ سنة 1961 حتى تاريخه وبحسب إحصائيات منظمة الأغذية والزراعة FAO، يتبين أن كمية الاستيراد للسنوات الثلاث من 2006 وحتى 2008 هي كالتالي:

وهذا يدلّ على أن الطلب على استهلاك الكستناء يتزايد رغم ارتفاع اسعاره الملحوظة سنة تلو الاخرى.
لذلك، وعلى سبيل الاستنتاج، فإننا ننصح بالتوسّع في زراعة أشجار الكستناء في المناطق الجبلية الملائمة لهذه الزراعة من لبنان (وهي التي يزيد ارتفاعها على 600 إلى 700 متر) بإعتبارها من الزراعات الاقتصادية التي تلائم طبيعة لبنان والتي لا تتطلب من المزارع الكثير من الجهد لكنها مع ذلك يمكن أن تشكّل مع الوقت مصدر دخل متناممٍ ومهم للمزارع وأسرته.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي

اكتشاف المزيد من Dhoha Magazine

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading