الخميس, كانون الثاني 2, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الخميس, كانون الثاني 2, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

محميّة أرز الشوف

محميّة أرز الشوف من أكبر المحميّات اللبنانيّة مساحة وأكثرها روعةً وجمالاً تشتهر بغابات أرزها الثلاث في معاصر الشوف – الباروك – عين زحلتا وبَمْهريْهْ من خشبها بنى سليمان الحكيم هيكله الشهيروفيها أكبر تنوّع أيكولوجي.
مساحة المحميّة تعادل 5 في المئة من مساحة لبنان والمساحة المُحَرَّجة 235 هكتاراً…. والأراضي التي أعيد تأهيلها 150 هكتاراً
المحمية قامت بتدريب 2100 شخص ضمن برنامج رفع القدرات
عام 2019 وصل عدد زوار المحمية الى 118 ألف سائح
نجيم لـ “الضّحى” : هدفنا تشجيع البيئة وعودة الناس إلى أراضيهم
هاني لـ “الضّحى”: عاما الثقة بيننا وبين المنظمات البيئية العالمية جعل محمية الأرز الأولى في الشرق الأوسط.

ما أن تطلَّ على جبل الباروك، ذلك المدى الجمالي الممتد من ظهر البيدر إلى تومات نيحا، سواء أتيته من جهة الغرب حيث يشرف على قضائي الشوف وعاليه، أم لجهة الشرق، حيث البقاعان الأوسط والغربي و بحيرة القرعون درّة البقاع – لو لم يفقدها التلوث الكثير من خصائصها الجمالية – وجبل الشيخ الذي لا يغادره الثلج إلّا لماماً؛ فأنت أمام لوحة طبيعية تجلّت فيها عظمة الخالق ومهارة الإنسان الواعي، لوحة ممتدة من السحر والجمال قلّ نظيرهما، بل ندر في هذه البقعة الجغرافية من العالم؛ الجافة تقريباً.

يتمتع جبل الباروك بميزة خاصة تميّزه عن سائر جبال لبنان. فهو من حيث العلو متوسط الارتفاع إذ تبلغ أعلى قممه 2222 م عن سطح البحر، بطول يفوق الـ 50 كيلومتراً، وبغابات أرزه الثلاث، لعلها الأكبر والأجمل بين كل غابات الأرز في لبنان، تنتشر في مناطق معاصر الشوف، والباروك، وعين زحلتا – بمهريه. بمحاذاتها لجهة الجنوب طريق المعاصر – كفرَيّا الشهيرة، التي تربط الشوف بالبقاع ووادي التيم، بعد أن كانت قديماً تقتصر على الممر الجبلي عبر ثغرة مرستي. بإمكان الزائر أن يصل إلى تلك الغابات انطلاقاً من القرى المشارإليها، وبأقل من 20 دقيقة من الوقت، بعد أن يكون قد متّع نفسه بالمناظر الخلّابة في الاتجاهين، من الغرب حيث قرى الشوف وعاليه والإقليم. ومن الشرق حيث سهل البقاع الخصيب وقراه المترامية في كل مكان بين حرمون والباروك وعلى جانبي الليطاني، وبحيرة القرعون الشهيرة. هذا الامتداد الطبيعي والتاريخي لجبل الباروك جعله لفترة طويلة الدرع الواقي والسَّد المنيع لما كان يعرف بالإمارة الدرزية التي حملت أسماء من تعاقبوا على إدارة شؤونها فيما مضى، منذ أيام الأرسلانيين، إلى التنوخيين، إلى المعنيين والشهابيين، وصولاً إلى المتصرفية، قبل أن تتحول إمارة الجبل إلى الأساس في دولة لبنان الكبير سنة 1920. كذلك تجذّرت علاقة الأسرة الجنبلاطية التي تموضعت في القسم الجنوبي الشرقي من الإمارة، بجبل الباروك، والقرى الواقعة في سفوحه، أو ما كان يعرف بالشوف الحيطي، وذلك بحكم الموقع والأهمية، وما يحمله من رمزية تاريخية، فكان الاهتمام بغابات الأرز والمحافظة عليها أولوية بالنسبة إليهم، وخاصة أيام الشيخين علي وبشير جنبلاط وصولاً إلى المعلم كمال جنبلاط، فالأستاذ وليد جنبلاط الذي أولى غابات الأرز في الباروك والمعاصر وعين زحلتا – بمهريه عناية فائقة، وبات الإنجاز مرتبطاً بعنايته وسخائه وحرصه إلى حد كبير.

فمنذ تسلّمه المسؤولية السياسية، أولى وليد جنبلاط بيئة منطقة الجبل عامة عناية خاصة، وكانت ثرواتها الطبيعية شغله الشاغل، وبالأخص الثروة الحرجية، وغابات الأرز والسنديان، وكل النباتات والحيوانات البرية الموجودة في هذه المنطقة، في الاتجاهين الغربي والشرقي، مشدداً على العناية القصوى بالبيئة، وبعضها منع قطع الأشجار تحت طائلة المسؤولية.

قد يكون وراء اهتمام جنبلاط بالمحافظة على البيئة وعلى الجمالية الطبيعية التي تتميز بها منطقة الجبل نابعاً من حرص الأسرة الجنبلاطية على مرّ التاريخ بالمحافظة على هذه المنطقة التي كانت قاعدتهم السياسية، إلَّا أنها كانت بعد ذلك امتداد لتلك الثقافة البيئية التي أرساها المعلم الشهيد كمال جنبلاط ومارسها نهجاً وأسلوباً طوال حياته، لتنتقل من بعده إلى نجله الوليد. وجبل الباروك هو بعض قصيدة الشاعر شوقي بزيع التي ألقاها في نادي الإمام الصدر في صور بمناسبة أربعين المعلّم الشهيد، قبل أن يخلّدها الفنان العالمي مرسيل خليفه بصوته:

كأنما جبـــــل البــــــــاروك أذهـــــله
أن تنحني فمشى فــي نعشك الشجرُ
والثلج أفلت مــن حـــرّاسه ومشـــــى
وفـــي ثناياه من جُنــــح الرَّدى خَدرُ

بعد إرساء الدولة الأمن والاستقرار في البلاد في بداية التسعينيات، أنشأ وليد جنبلاط جمعية أرز الشوف، وهدفها العناية بغابات الأرز ثم أسس محمية أرز الشوف لترعى شؤون تلك الأماكن وتحافظ عليها وتصونها من التعديات، ومن جشع العابثين والطامعين.
زوار محمية أرز الشوف يجدون أنفسهم أمام خليّة نحل لا تهدأ، أو وزارة بيئة ناشطة بكل طواقمها بخلاف واقعها الحالي. فأنّى اتجهت تطالعك وُرَش التشذيب والتشحيل المنتشرة هنا وهناك، وفي أكثر من مكان، في الأحراج البعيدة وعلى جانبي الطرقات المعبدة والترابية. المهمةُ واضحة، ومحدَّدة: تنظيف المساحات الحرجية وتشذيبها من النباتات الطفيلية التي تفرّخ عادة حول جذوعها منعاً للحرائق أولاً، وإضفاء الطابع الجمالي والبيئي عليها ثانياً.

مدير المحمية الأستاذ نزار هاني أو ما تصح تسميته بـ دينمو المحمية، طاقةٌ لا تهدأ. فخيار تعيينه في هذا الموقع كان صائباً بكافة المقاييس. فهو الحاضر دائماً وفي كل مكان، والناشط دوماً في كافة المجالات، وهو المطّلع على كل شاردة وواردة في المحمية، يوزّع الوُرش ويعطي التعليمات ويتولّى بنفسه الإشراف على تنفيذ الأعمال. أينما تطلبه تجده، وكيف توجهت تلتقي به، في المكتب كما في الورش، وحيث لا تجده تجد بصماته واضحة في العمل الميداني المتشعب.

لذلك كلّه كانت زيارة “الضّحى” إلى بيت المحمية في معاصر الشوف متابعة لهذا التحقيق، للقاء رئيسها المحامي شارل نجيم، ومديرها الأستاذ نزار هاني. صودف وجود السيدة نورا جنبلاط في جولة تفقديّة لسير العمل في المحمية، ما يعكس مدى اهتمام وليد بيك والسيدة نورا بمواكبة فريق العمل ومتابعة كل المستجدات لتطوير المحمية وتحقيق الأهداف التي أنشئت لأجلها.

هيكل سليمان من خشب أرز الباروك

في المنحى التاريخي، يُجمع الباحثون، وعلماء التاريخ أنّ سليمان الحكيم قد بنى هيكله من أرز الباروك، بعد أن أمر بنقل أخشابه من جبل الباروك إلى صور عبر نهر الليطاني. وفيما يرى آخرون أن أخشاب الأرز التي استخدمت لبناء هيكل سليمان الحكيم نقلت من الباروك عن طريق القوافل التي كانت تمر آنذاك في وادي الباروك بتلون المختارة بمحاذاة مجرى النهر، وصولاً إلى مرج بسري، ومنه إلى نهر الأوّلي فصيدون، ومن هناك إلى حيفا لتنقل بعدها إلى القدس.

غابات الأرز

مدير المحمية نزار هاني الذي لا يحبذ الحوارات الصحفية، كما قال، تاركاً للمهام التي ينفذها أن تتحدث عن نفسها، لخّص في حديث لـ «الضّحى» الأسباب التي دفعت رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي الأستاذ وليد جنبلاط لتأسيس المحمية بهدف الحفاظ على غابات الأرز الموجودة ضمن نطاقها، هي عبارة عن غابات ثلاث متقاربة، ولكنها منفصلة وموزعة على أرض واقعة في نطاق بلدة عين زحلتا وبَمهريْهْ، والباروك ومعاصر الشوف. الجهة الشرقية من الغابة تشرف على سهل البقاع وتطل على مستنقع «عَمِّيق»، أمّا الجهة الغربية فتطل على منطقة الشوف. هذه الغابة يطبّق عليها قانون المحميات الطبيعية الذي يمنع الصيد البري بداخلها، كما يمنع قطع الأشجار منها واستثمار أراضيها، ودخول المواشي إليها وإشعال النار وحرق الأعشاب ضمنها. وقد حدّد القانون رقم532 حدود المحمية كما يلي: مشاعات تسع قرى. تشمل في قضاء الشوف مشاعات سبع قرى هي: نيحا – جباع – مرستي – الخريبة – معاصر الشوف – الباروك – عين زحلتا. وفي قضاء عاليه مشاعات قريتين هما: مشاعات بمهريْهْ وعين دارة. بالإضافة إلى ملك الدولة في الجانب الشرقي من جبل الباروك، وبذلك تمتد المحمية من تومات نيحا جنوباً، حتى عين دارة – ظهر البيدر شمالاً لجهتي الجبل الغربية والشرقية. يبلغ طول المحمية 50 كلم وعرضها 11كلم أي أنّ مساحتها تبلغ 550 كيلو متر مربع. ويتراوح ارتفاعها عن سطح البحر بين 1000 و2220 م عند القمم العالية. وتحوي المحمية أكثر من 500 هكتار مكسوّة أرزاً، وفيها نحو 200 نوع من الطيور، و27 نوعاً من الثدييات البرية وأنواع مختلفة من النباتات البرية. تُعتبر هذه المحمية من أكبر المحميات في لبنان، ومن أغناها ثروة بيئية في منطقة الشرق الأوسط. تشرف على المحمية جمعية أرز الشوف التي تأسست سنة 1994. وفي العام 1996 أصدر مجلس النواب القانون رقم 532 الذي شرّع مشروع محمية أرز الشوف لجهة الحدود والمواد الجزائية والقانونية التي تحمي التنفيذ رسميّاً. وبتاريخ 25 آذار 1997 تم تعيين فريق عمل المحمية إيذاناً ببدء التنفيذ، ويتألف هذا الفريق من 11 موظفاً إدارياً ومرشداً وجوّالاً. ويتم تنفيذ مشروع المحمية على مراحل وفقاً لخطة عمل مسبقة ومن ضمن مشروع المحميات الطبيعية في لبنان بالتعاون والتنسيق مع وزارة البيئة وبرنامج الأمم المتحدة undp والاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة IVCN وبتمويل من مؤسسة التمويل العالمي GEF.

وعن الهدف من خطة المحمية أوضح هاني أنها تهدف الى تأهيل الغابات والسهول والأراضي الواقعة في نطاقها أيكولوجياً وإنمائياً، وصولاً إلى تصنيف المحمية بطريقة تحمي التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية فيها من جهة، وإلى تأهيل الطرق والممرات وإقامة المنشآت لاستقبال زوار المحمية من لبنان ومن الخارج، لا سيما المهتمين بالسياحة البيئية. وهكذا سوف تشكل المحمية مورداً اقتصادياً هاماً يدعم استمرارية الحماية وإعادة التوازن الطبيعي وفتح الأبواب للسكان المحليّين خصوصاً والمحيطين بها، للعمل في قطاعات جديدة للخدمات وعن السياحية البيئية، يؤكد أنها ناشطة بصورة دائمة وفي مختلف الفصول. ومؤخّراً أُقيمت بحيرة اصطناعية داخل محمية أرز الشوف تتسع لنحو 4000 متر مكعب من المياه تم تنفيذها بتمويل من السفارة اليابانية في لبنان، تؤمّن استقرار الحياة البرية خاصة للغزلان والطيور في المحمية.

في العام 2005 أُعلنت محمية أرز الشوف والقرى المحيطة كمحمية محيط حيوي من قبل الأونيسكو. وأكثر ما تشتهر به المحمية هي غابات الأرز الثلاث، ويقدّر عمر بعض أشجارها بنحو 2000 عام.
تجاهد المحمية للوصول إلى ثلاث وظائف أساسية:
-حماية الكائنات الحيّة
-خلق فرص عمل للسكان المحليّين
-دعم البحث العلمي ومراقبة الأنواع والتوعية البيئية وتبادل المعلومات المتعلقة بالطبيعة.

ولتحقيق هذه النشاطات تحتوي المحمية على ثلاث مناطق: منطقة الحماية – منطقة العزل – منطقة التنمية. تضم المحمية 500 نوع من النباتات، 25 منها مهدّد على الصعيد الوطني والعالمي، و48 نوعاً مستوطناً فيها. المحمية هي مأوى لـ 32 نوعاً من الثدييات وأهمها الذئب والضبع والهر البري والخنزير البري.
المحمية منطقة هامة للطيور المهاجرة بين أوروبا وأفريقيا وغرب آسيا. وفيها ما يزيد عن 250 نوعاً من الطيور، عدد منها مسجل في مستنقع عَمِّيق زواحف وبرمائيات، أحدها مُهدد بالانقراض على الصعيد العالمي، ونوعان منفردان، وآخران نادران.

هاني تحدث عن أهمية التواصل بين محمية أرز الشوف وكبريات المحميات المنشرة في العالم والمنظمات الدولية الداعمة لهذه الأنشطة عازياً السبب إلى الثقة المتباَدَلة بيننا وبينهم، بعد أن تيقّنوا أنّ المحمية متعاونة معهم إلى أقصى الحدود، إنْ لجهة الالتزام بتنفيذ المشاريع بدقة، أو لجهة تبادل الخبرات والمعلومات، وإنَّ محمية أرز الشوف اليوم تتصدركافة مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، فالتنسيق معهم قائم ومستمر، ويكاد لا يمر يوم من دون تبادل المعلومات والخبرات في تعاون مشرك. وهو ما ساعد على تطوير المحمية لتصبح في مصافي المحميات العالمية. إنّ عامل الثقة هو الأساس. وانطلاقاً من ذلك وصلنا إلى هذا المستوى الذي نحن عليه، وكل المشاريع التي يتم تنفيذها تُموَّل من الجهات المانحة والمنظمات الدَّوْليّة.

هاني كشف عن إنّ فريق عمل المحمية استفاد من مرحلة الإقفال بسبب جائحة كورونا، وقمنا بمبادرة التقاط آلاف الصور للطيور والحيوانات في نطاق المحمية لمراقبة طبيعة عيشها، وخاصة بناء الأعشاش بالنسبة لأنثى الطيور التي تضع بيضها فيها للتكاثر، وللاستفادة أكثر من هذه الدراسة تم تركيب كاميرات فيديو لتتبع كل حركة من لحظة تجميع الأعشاب إلى لحظة تفقيس البيض وطريقة إطعام العصفورة الأم لأولادها الزغاليل ومساعدتهم على النمو بعد أن يكسو أجسادهم الريش ويصبحوا قادرين على التنقل والطيران بهدف وضع دراسة علمية موثقة عن عملية التكاثر.

رئيس المحمية المحامي شارل نجيم لفت في حديث لـ”الضّحى” إلى دور المحمية في حماية البيئة وورش التشذيب القائمة بهدف الحفاظ على الثروة الحرجية ومنع حصول الحرائق، عبر تنظيف الأشجار على جانبي الطرقات، وشق طرقات إلى الأحراج البعيدة لتأمين كيفية الوصول إليها بسهولة ومن دون معوقات. بالإضافة إلى مساعدة المزارعين عن طريق فرم الأغصان وتحويلها إلى كمبوست لتسميد التربة بدل استخدام المواد الكيماوية، والعمل على تطوير البيئة. لافتاً إلى أنَّه من غير المسموح استخدام الأراضي الخاصة الواقعة في نطاق المحمية لغير المشاريع الزراعية، وتوسيع أقنية المنحدرات العالية وتجميع المياه في برك زراعية للاستفادة منها في فصل الصيف، وأشار إلى حملات التشجير التي لا تتوقف، وذلك بمساعدة خاصة من وليد بيك. متحدّثاً عن أكثر من عشرة آلاف غرسة من الأرز تمت زراعتها حتى الآن. وإنّ المحمية تشكل 5 بالمئة من مساحة لبنان، وإنها تتلقى المساعدات من USA و undp ، وأن كل المشاريع السياحية المَنْوي إنشائها من عين دارة إلى نيحا لا تتم من دون علم المحمية وموافقتها. نجيم لفت إلى أن هدف المحمية تشجيع الناس على العودة إلى الزراعة والمساعدة على استصلاح أراضيهم حتى ولو كانت موجودة خارج نطاق المحمية. كما تشجع المحمية على إقامة بيوت الضيافة وترميم المنازل الأثرية، وإعادة إحياء الممارسات القديمة، وإعادة تأهيل النظم الأيكولوجية وتشمل كل الأراضي حتى تصبح جزءاً من حياتنا اليومية التي يعتمد اقتصادنا المحلّي عليها.

برنامج المحمية ومشاريعها

من المشاريع التي أُنجزت ويتم العمل عليها بدقة من قبل فريق العمل، وما يهم إدارة المحمية لفت النظر إليها، بحسب ما أشار إلى ذلك نجيم وهاني، ما تضمنه التقرير السنوي للعام 2019 وهو:
نظام إيكولوجي بيو ديناميكي – حماية النظم الإيكولوجية – خطة الحماية والمراقبة – التدريب ورفع القدرات – السياحة البيئية والزراعة – التوعية البيئية والتسويق – التقييم البيئي الاستراتيجي والحدود – الشركاء – الأرقام – لجنة الحماية وفريق العمل.

وتحت عنوان نظام أيكولوجي بيوديناميكي

إشارة لما تشكله محمية أرز الشوف الطبيعية ومحيطها الحيوي من نموذج لتطبيق أهداف التنمية المستدامة، يمكن تعميمه على كافة المناطق اللبنانية، كما ويصلح تطبيقه في دول محيط المتوسط كافة.
وبناء عليه تعمل المحمية منذ سنوات على إدارة وإعادة تأهيل المشاهد الطبيعية، وبالتالي النظم الإيكولوجية كوحدة متكاملة ومترابطة ليجسد هذا المشهد البيوديناميكي، تفاعل الكائنات مع بعضها البعض.

تشكل غابات الأرز أساس هذا النظام الأيكولوجي المتكامل، لتكون قلبه النابض الحي، متصلة برؤوس الجبال العالية ( 1800 – 2000م ) عن سطح البحر، والتي تتعرض اليوم لأخطار التغير المناخي، مثل التعرية والجفاف من جهة والتغطية ببعض أنواع الأشجار من جهة أخرى. وسوف يؤثر ذلك على طبيعة المنطقة ويؤذي عشرات الأنواع من النباتات والكائنات التي بمعظمها متفردة للمحمية ولبنان. أما الأودية والسواقي، الشرايين الحية لكل حياة، فتمتد من قمم الجبال إلى الهضاب المحيطة مروراً بغابات الأرز وصولاً إلى الداخل المتمثل بغابات الصنوبر والسنديان والأراضي المفتوحة لتضخ المياه السطحية الى باطن الأرض والأجزاء المختلفة من هذا المشهد الطبيعي المتوسطي.

تشكل الأراضي الزراعية القائمة والمهملة اليد الممدودة لسكان هذه المنطقة، ونظراً لأهمية الدور الذي تلعبه في التنمية المحليّة وطرق العيش المستدامة، تسعى المحمية جاهدة إلى دعمها وتطويرها. منها الأراضي المروية، وبساتين التفاح والكرز، والفواكه والخضار المختلفة. والأراضي البعلية المزروعة بالتين والعنب والزيتون، ومنها أراض زراعية مهملة تعمل المحمية على إعادة تأهيلها من خلال برنامج الزراعة المستدامة الذي يرتكز على الزراعات البعلية، وقد تمكنت من تحديد ستة أنواع هي: السمّاق، الزعتر، التين، الصنوبر المثمر، الجوز والرمان. نظراً لقدرتها على التأقلم مع التغيرات المناخية، وبناء على دراستين للسوق ولسلاسل القيمة.

ولن تكتمل هذه السلسة وتترسخ دون مساهمة الإنسان. إنه الآن يبحث عن بدائل لممارسات أثبتت عدم جدواها وضررها على الصحة والبيئة. لذلك فهو مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى أن يضع يده بيد المحمية للسير قدماً نحو مستقبل أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل.

الحماية والإدارة المتكاملة للنظم الإيكولوجية

لخّص تقرير الخطوط التوجيهية لإعادة تأهيل الغابات والمشاهد الطبيعية خبرة المحمية ولبنان في هذا المجال، والذي هدف الى إدارة المشاهد الطبيعية كوحدة متكاملة من إرتفاع 800 م الى إرتفاع 2000 م لكي تستطيع هذه الغابات التكيف مع المتغيرات المناخية وزيادة خدمات هذه النظم لخير البيئة والإنسان، وخاصة المجتمعات المحلية في المحمية. كذلك فإن إصدار الخطوط التوجيهية لسياسات وقوانين إدارة الغابات والأراضي في لبنان، سوف يكون وسيلة تعريف وتوعية للسلطات المحلية وخاصة البلديات.

وَعْلُ الجبل

بدأت المحمية بمشروع إعادة وَعل الجبل إلى المحمية وبالتالي إلى لبنان، بناء على دراسة التقييم التي قامت بها مؤسسة أويكوس الإيطالية بالتعاون مع الخبراء المحليين، والتي وافقت عليها وزارة البيئة. أكدت المحمية على دور هذا الحيوان في إعادة التوازن إلى قمم الجبال وإبقاء أعالي الجبال التي تقع فوق خط الشجر خالية من الأشجار لتشكل معبراً للطيور والثدييات البرية خاصة في ظل المتغيرات التي تدفع بالغطاء النباتي للهجرة إلى ارتفاعات أعلى.

حصلت المحمية على أوّل دفعة من الوعول (12 رأس) من الأردن في تشرين الأول 2017 بالتعاون مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة ومحمية وادي رَمْ حيث تمت عملية النقل من مسيّج وادي رم – الأردن إلى مسيّج العميد كارلوس إدّه في عانا – البقاع.
وحالياً تعمل المحمية على نقل مجموعة ثانية من المملكة العربية السعودية وذلك بالتعاون مع الهيئة السعودية للحياة الفطرية، والسفارة السعودية في بيروت بهدف ضمان التنوع الجيني للمحافظة على هذه النوع لمدة طويلة بعد إطلاقه في الطبيعة.

وتحضيراً لاستقبال المجموعة القادمة من السعودية تمَّ إنشاء مسيّج في قرية الخريبة بمساحة 16 ألف متر مربع، ويتسع لحوالي (15 إلى 20 رأساً) ويعتبر المسيج جزءاً من بيت التنوع البيولوجي، ومركزاً إرشادياً من أجل التوعية وتعزيز تكاثر وعل الجبل.

الرّعي

يعزز رعي الماشية في محيط المحمية التنوع البيولوجي ويقلل من خطر الحرائق، ويحسن خصوبة التربة على المدى الطويل، وخاصة في غابات السنديان التي تعتبر مراعي غنية وخاصة بالنسبة للماعز الذي يعتمد على نظامه الغذائي على أنواع خشبية وخشنة أكثر من تلك العشبية. ومن أهم إيجابيات الرّعي أنّه يساهم بشكل كبير في تشحيل الأحراش وبالتالي التخفيف من المنافسة بين النباتات، إضافة إلى زيادة التنوع بنشر البذور في
الأراضي. ويُعتبر وجود الرعي مؤشراً إيجابياً للحياة البرية، إذ يحافظ على وجود الذئاب والضباع في الجبال والمحمية. إن إدارة خطة الرعي في الأراضي التي تحتوي أحراش السنديان وإعادة إحيائها لا يقتصر فقط على أعداد الحيوانات الرعوية في المنطقة بل يعتمد أيضاً على الموسم والفصل المتعلق بنمو الشجر.

في العام 2011 تم العمل على تقييم الأنشطة من أجل وضع خطة متوازنة بين ما بين الأراضي المحمية والأراضي الرعوية وترسيم هذه المناطق للبدء بالعمل على تدوير الرعي. وبعد عدة اجتماعات وزيارات ميدانية إلى الرعاة تبين أنه خلال الـ 30 سنة المنصرمة انخفض العدد إلى أقل من النصف في مناطق الباروك – عين زحلتا – بمهريه حيث كان يقدر عدد الرعاة بـ 30 راعياً، أمّا اليوم وبناء على دراسة التقييم التي أُعدّت خلال العام 2019 تبين أن عدد الرعاة لا يتجاوز ستة رعاة، وعدد الماعز حوالي 6000 رأس. أمّا في منطقة البقاع المحاذية لمحميّة عَمِّيق – عانا – قب – الياس، تبين أن عدد الرعاة بلغ حوالي 19 وعدد رؤوس الماشية 9000.

حماية الكلاب الشاردة

بعد تزايد خطرها وبمبادرة من الأستاذ وليد جنبلاط في سبيل حماية الكلاب الشاردة قدم فريق عمل المحمية الدعم التقني لإنشاء مأوى لهم في منطقة بدّة – جديدة الشوف يحيطه مُسَيّج. وفي أواخر شباط 2019 تم تأهيل مأوى آخر مع مسيّج من قبل اتحاد بلديات الشوف السويجاني في منطقة الصليب وتوظيف أربعة شبان لهذه المهمة.

التّحريج

بهدف زيادة رقعة الغابات والمساحة الخضراء وبخاصة غابات الأرز، يتابع فريق المحمية نشاطاته في مشاريع التحريج، وقد بلغت المساحة المحرَّجة منذ العام 2012 حتى العام 2019 ما يزيد عن 235 هكتاراً بما يعادل 188 ألف غرسة موزّعة على 24 موقعاً في معظم قرى المحمية. في العام 2019 تم زرع 22 ألف غرسة من أنواع حرجية ذات قيمة اقتصادية مثل الصنوبر المثمر واللوزيات على الارتفاعات الأدنى. إنّ نسبة النجاح في معظم مواقع الزرع كانت جيدة وصلت إلى 9 بالمئة خاصة في نيحا – جباع – مرستي في المقلب الغربي للمحمية، وبلدة عيتنيت في المقلب الشرقي.

إدارة الكتلة الحيوية

استكملت هذا العام عمليات تشحيل وتنظيف الغابات بالتعاون مع البلديات، وبإشراف وزارة الزراعة من خلال مراكز الأحراج المحيطة بالمحمية لتشمل نحو 43 هكتاراً من أحراج الصنوبر والسنديان. أمّا في ما يتعلق بمخلفات تقليم الأراضي الزراعية، فقد تم تجميع وفرم 400 طن من جانب نحو 130 مزارعاً. وذلك بالتعاون مع التعاونيات الزراعية في مرستي، والمعاصر، وبطمة، وعين زحلتا، والباروك، وبمهريه. واعتُبر هذا تقدماً جيداً في إطار التخفيف من أسباب حرائق الغابات حيث اعتاد المزارعون حرق تلك الفضلات. يتم استخدام النشارة الناتجة عن تنظيف الغابات والفضلات الزراعية لإنتاج الحطب المضغوط في معمل «السيمي» الذي تم تحديثه في العام الفائت بمعدات إضافية ساعدت على مكننة العمل وزيادة إنتاجه، حيث أنتج هذا العام حوالي 300 طن حطب. إنّ اللافت في هذه العملية هو تعاون ومساهمة المزارعين في تقديم الأراضي الخاصة بهم لاستخدامها في عملية الجمع والتسبيخ، وكذلك مساهمتهم بفعالية في تجميع الكتلة الحيوية الناتجة عن التقليم في الأماكن المحددة لعمليات التسبيخ.

الزراعة المُستدامة

لإدارة أفضل لمحيط المحمية تم إعداد خارطة طريق نحو زراعة مستدامة في محيط محمية أرز الشوف، بالتعاون مع المزارعين والتعاونيات الزراعية في المنطقة، هدفت هذه الخطة إلى إعادة تأهيل الأراضي الزراعية المهملة التي تقع في محيط المحمية باستعمال أنواع محلية ذات قيمة اقتصادية، وبممارسات زراعية مستدامة صديقة للبيئة تضمن هذه الأراضي تأمين الممرات الإيكولوجية للأنواع البرية التي تنتقل إلى ارتفاعات أدنى في فصل الشتاء، وكذلك تؤمن هذه الزراعات مدخول جيد لأصحاب هذه الأراضي، إذ إنّ الأنواع والممارسات المستدامة تتكيف مع التغيرات المناخية ولا تحتاج إلى الأسمدة الكيميائية.

في العام 2019 تم تأهيل 36،23 هكتاراً من الأراضي الزراعية المهملة بناء على هذه الاستمارة وعلى الارتفاعات الأعلى، تم إنشاء أحواض ترابية أو جلول صغيرة (1 الى 2 م) من الجهة الخارجية، وبموازاتها تم حفر أحواض صغيرة لتكون بمثابة خنادق لجمع مياه الأمطار من جهة الجبل. كما زرعت هذه الأحواض الترابية بأنواع محلية مثل السماق والعنب والكرز والصعتر والحبوب وغيرها ونُفّذت هذه التجربة في قرية مرستي، بالإضافة إلى ذلك تم إعادة تأهيل 25 هكتاراً من الأراضي الزراعية في قرى المحمية في الشوف والبقاع الغربي، من خلال مشروع سبل العيش المموَّل من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) والمدعوم من برنامج التغذية العالمي(wfp) ليصل مجموع الأراضي المُعاد تأهيلها إلى 150 هكتاراً بين عامي 2017 و2019. بالإضافة إلى ذلك قامت المحمية من خلال المشروعين بتوزيع 70500 غرسة من الأنواع الست: الصعتر، والسماق، والتين، والعنب، والرمان، والصنوبر المثمر، وأنواع أخرى كالجوز، والورد الجوري والزعرور، والكرز وغيرها على المزارعين والتعاونيات الزراعية.

إدارة المياه

في ظل تغير المناخ وندرة المياه الناتجة عن ذلك، ومن أجل حماية طبقات المياه الجوفية وموارد المياه السطحية، ومعالجة النقص المتوقع في المياه وقلة كمية المتساقطات، تم إعادة تطوير تقرير لتقييم المياه العذبة في محمية أرز الشوف المحيط الحيوي بمساعدة تقنية من شركة «مورز» ضمن مشروع الموزييك المتوسطي والمموَّل من مؤسسة مافا السويسرية، ويتم العمل على إعداد مرجع توجيهي لإدارة المياه والتعويض عن الخسائر الناجمة والناتجة عن التغير المناخي.

تتميز منطقة الشوف بطبقات المياه الجوارسية الكارستية التي تسمى بطبقة المياه الجوفية. والجدير بالذكر أنّ إحدى طبقات المياه الجوفية الرئيسية في لبنان موجودة في الباروك، ونيحا، وفقاً لتقرير مجموعة ANTEA الفرنسية التي تم إصداره في العام 2017. تتكون هذه الطبقات بشكل أساسي من المياه الجوفية التي التي تجري في أكثر من 200 نبع في المنطقة. تصب هذه الينابيع في نهر الليطاني، وفي الدامور والأولي، وتزوّد عدداً كبيراً من البلدات، وتساهم المحمية في حماية جودة وكمية هذه الينابيع من خلال صونها وحمايتها من الانتهاكات والتلوث. وعليه، كانت هناك حاجة ماسة إلى اتخاذ تدابير وإجراءات لتحسين إدارة الموارد المائية ومجابهة التحديات القادمة. لذلك نظمت المحمية العديد من الزيارات الميدانية مع الخبراء لدراسة جيولوجية أفضل للتضاريس وموارد المياه السطحية، والممارسات الزراعية المعتمدة، وكذلك دراسة مخاطر تلوث المياه وسوء إدارتها، أبرزت جميعها الحاجة إلى تحسين الإدارة المحلية لقطاع المياه لدعم توفرها وحمايتها واستدامتها، ومعالجة:
– زيادة نسبة تلوث موارد التربة والمياه.
– إهمال الزراعة على المرتفعات.
– ضرورة إعادة تأهيل وتطوير التكيف مع التغير المناخي.
– ندرة المياه السطحية في المرتفعات في ظل نزوح الحيوانات إلى المرتفعات العالية.
– الضخ المستمر للمياه الجوفية عبر الآبار حتى على المرتفعات.
– غياب الوعي الكافي وعدم إدراك السلطات المحلية والسكان لهذه المخاطر.

خطة الحماية والمراقبة

بناء على المعلومات المتوافرة من خلال قاعدة بيانات نشاطات المحمية ومراقبة التنوع البيولوجي، يتم تسيير الدوريات بحسب جدول أسبوعي يتم إعداده من قبل منسق الحماية وموقع من مدير المحمية يبين مسار الدوريات واتجاهها للتأكد من تغطية كافة أجزاء المحمية بحسب خصوصية كل فصل من الفصول الأربعة. كذلك فإن أعمال الحماية مرتبطة ارتباطاً وطيداً مع البيانات العلمية الخاصة بالتنوع البيولوجي.

التدريب ورفع القدرات

ضمن برنامج رفع القدرات العلمية الذي تعمل عليه محمية أرز الشوف وخلال العام 2019 تم التنظيم والمشاركة في حوالي 75 ورشة عمل تدريبية لحوالي 2100 شخص من المجتمع المحلي وتضمنت التدريبات المواضيع التالية:
-الزراعة الإيكولوجية والتحريج وإعادة تأهيل النظم الإيكولوجية.
– إنتاج المزروعات والزراعة المستدامة والبيو ديناميكية.
– ورش حول التكييف مع المتغيرات المناخية في المحمية ومحيطها الحيوي.
– السياحة الزراعية
– بناء الجدران وفحص التربة وأخذ العينات.
– التوعية والتربية البيئية.
– مكافحة الحرائق وإدارة النفايات العضوية والصلبة.
– الإرشاد السياحي.
– التصنيع الزراعي من المربيات والمخللات وغيرها.
– كيفية دعم الصادرات الزراعية.
– العناية بالأشجار والنباتات العطرية.
– النظام الجغرافي للمعلومات GIS ونظام المبيعات POS.
بالإضافة الى المشاركة بحوالي 30 ورشة عمل على الصعيد الوطني والإقليمي والدَّوْلي.

السياحة البيئية والزراعية

استقبلت المحمية في العام 2019حوالي 118 ألف سائح من محبِّي الطبيعة وممارسي النشاطات المتنوعة والمتاحة، وأهمها السير على الممرات داخل الغابات والتعرف على النباتات والأشجار ومراقبة الطيور والحيوانات والمشي على الثلج وقطف العسل ومراقبة النجوم. بالإضافة إلى نشاطات التوعية البيئية الموجهة إلى طلاب المدارس والجامعات.

للمحمية 6 مداخل رئيسية: مدخل غابة أرز عين زحلتا – بمهريه، مدخل غابة أرز الباروك، مدخل غابة أرز معاصر الشوف مدخل قلعة نيحا، مدخل جباع، مدخل مرستي الذي ما زال قيد الإنشاء. الجدير ذكره أن جميع هذه المداخل متصلة مع بعضها البعض عبر شبكة دروب يصل طولها إلى حوالي 48 كلم أهمها:
– درب وادي نهر الباروك – المختارة 2012.
– درب السنديان الروماني – مرستي 2015.
– درب الباروك – الفريديس الوطني 2017.
– درب الإدارة المستدامة للغابات – الباروك – بتلون – معاصر الشوف – بطمة.
– درب قب الياس- وادي الدّلب التاريخي والأثري 2019.
– درب الوزّال في قرى مرستي – الخريبة -المعاصر 2018 – 2019.
– درب الينابيع عين زحلتا – نبع الصفا 2018 – 2019.
– درب بعذران الطبيعة والتراث 2018 – 2019.
– درب عيتنيت التاريخي والأثري 2018 – 2019.
– درب الحجل جباع الشوف 2018 – 2019.
– الدرب النباتي BOTANICAL TRAIL.

التوعية البيئية والتسويق

يبدأ الوعي البيئي حين يدرك الفرد أهمية المحافظة على البيئة، ومنع تلوثها، واستخدام مواردها بطريقة مستدامة، والتصدي إلى المخاطر التي قد تتعرض لها.

من هذا المنطلق تسعى محمية أرز الشوف دائماً إلى إشراك المجتمع المحلي في الحياة البيئية ورفع الوعي حول أهمية التنمية المستدامة، من خلال الحملات والأنشطة التثقيفية لطلاب المدارس والجامعات والمنشورات التوعوية، والتعاون مع الجمعيات البيئية المحلية والعالمية ورعاية الأنشطة المرتبطة بالبيئة والسياحة البيئية في قرى المحمية، وشمل برنامج التوعية البيئية التي تقوم به محمية أرز الشوف كل سنة عدداً من المدارس المحيطة بالمحمية حيث يتعرّف الطلاب على أهداف التربية المستدامة بطريقة مفصلة وتطبيقية. في هذا الصدد تعرّف 920 طالباً على التسبيخ ( الكومبوست) وفرز النفايات. كما نظمت المحمية نشاط الباسبور الأخضر الذي شارك فيه 50 طفلاً تعلّموا على كيفية المحافظة على الغابات والمياه والحياة البرية. كما نظّمت سباق الطبيعة، وتم الاتفاق مع بلدية الخريبة على تحويل مبنى الطوارئ إلى بيت للتنوع البيولوجي وإلى جانبه تم إنشاء مُسيّج لاستقبال وعل الجبل.

التسويق

عملت محمية أرز الشوف خلال العام 2019 لتسويق المنطقة كوجهة للسياحة البيئية المستدامة من خلال المقابلات الإعلامية، والمقالات، والمعارض المحلية والعالمية، ووسائل لتواصل الاجتماعي.

بالإضافة إلى ذلك تم إنشاء سوق الزراعة المستدامة في الباروك الذي يهدف لتسويق المنتجات الزراعية، من خضار وفواكه، ومونة بيتية وحرف يدوية.
التقييم البيئي الاستراتيجي والحدود

انطلاقاً من الحدود الإدارية الموضوعة للمحمية والدراسة التي أُعدت في العام 2017 بهدف ترسيم وتحديد حدود المحمية، بدأت المحمية من العام 2019 بالتعاون مع شركة «مورز» ومهندس التنظيم المدني سيرج يازجي بمراجعة حدود المحمية وإعداد تقرير التقييم البيئي الاستراتيجي وتحديد مصادر المياه الجوفية والينابيع الموجودة بالإضافة إلى المواقع الأثرية. وبناء عليه سيتم وضع المخطط التوجيهي العام، والمخطط التفصيلي للمنطقة الحزامية المحيطة بحدود المحمية (500 م).

الشّركاء

تتعاون وتعمل المحمية بالتعاون مع عشرات الشركاء محلّياً وإقليمياً ودولياً، على سبيل المثال لا الحصر البلديات، والتعاونيات الزراعية، والوزارات المختلفة، خاصة وزارة الزراعة، ومصلحة الأبحاث الزراعية، والجمعيات وشركاء التحريج في لبنان واليونيسكو، وبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي.

وكان من نتائج هذا التعاون مجموعة من المشاريع أهمها:
– حماية النظم الأيكولوجية والمشاهد الطبيعية، وترسيخ العادات التقليدية في الشوف والبقاع الغربي الممول من «مافا» يركز على المعرفة العلمية والرعي، وإعادة تأهيل المدرجات الزراعية، والتوعية والتعاون مع مؤسسات محلية ومتوسطية.
– فسيفساء منطقة البحر الأبيض المتوسط والممول من «مافا» ويركز على الإدارة المستدامة للغابات والتعاون مع مؤسسات متوسطية ومن خلاله تم إعداد دراسة تقييم المياه الجوفية في المحمية ومحيطها، وكذلك تقرير التقييم البيئي الاستراتيجي.
– إعادة تأهيل ودعم الأنشطة والأنظمة الزراعية التقليدية بهدف التطوير الاقتصادي والحفاظ على البيئة في محمية أرز الشوف الممول من مكتب التعاون الإيطالي بالتعاون مع جمعية OIKOS ويركز على الزراعة وسلاسل القيمة.
– مشروعان من خلال برنامج سبل، العيش يتمحوران حول الاستدامة والتدريب على الأعمال التي تخفف من آثار تغيير المناخ، بما في ذلك إدارة الغابات والكتلة الحيوية والتحريج والسياحة المستدامة بالإضافة إلى التصنيع الزراعي من المربيات. والمخللات، والتوعية البيئية. وقد تم تنفيذ المشروعين في عدد كبير من قرى الشوف وفي قرية عيتنيت في البقاع الغربي حيث عمل في هذا الحقل ما يفوق عن 500 عامل وعاملة من اللبنانيين والوافدين السوريين.
– أعمال تحريج ذات فائدة اجتماعية وبيئية في محمية أرز الشوف والمحيط الحيوي. الممول من الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع وزارة الزراعة.
– زراعة يركز على التحريج وتشكيل لجان بيئية في قرى المحمية كافة من خلاله تم إعداد الخطوط التوجيهية لإعادة تأهيل المشاهد الطبيعية والخطوط التوجيهية لسياسات وقوانين إدارة الغابات والأراضي في لبنان.أمّا الشركاء الفعليون فهم وزارة البيئة، وبرنامج الإنسان والمحيط الحيوي اليونيسكو، وبلديات قرى المحمية، والتعاونيات الزراعية والجمعيات، والمخاتير والمتطوعون من كافة الأعمار والاختصاصات. كذلك وزارات الزراعة والسياحة والداخلية والبلديات، والدفاع المدني، والصليب الأحمر، ومجلس الإنماء والإعمار وجمعيات حماية الطبيعة والثروة الحرجية والتنمية وجبلنا، والمحميات اللبنانية الأخرى، ودرب الجبل اللبناني، وسوق الطيب، والدروب المحيطة بالمحمية، والجامعات ومراكز الأبحاث. كذلك بنك بيبلوس وطيران الشرق الأوسط، وفتّال وموزرن ومياه نسلة، وبنك البركة، وشركة MSI والشركاء الإقليميون والدوليون.

خلاصة

وبعد، فمحمية أرز الشوف مثال حيّ لقدرة الإنسان على إعادة التوازن لحياته، من خلال إعادة التوازن لبيئته الطبيعية أوّلاً، ثم الاجتماعية. إلّا أنّ ذلك لا يتحقق إلّا بنماذج من الوعي والإخلاص اللذين شاهدناهما في تأسيس المحمية، في متابعتها، والعناية بها، فباتت أرثاً وطنياً وإيكولوجياً لهذا الجيل كما للأجيال القادمة.
شكراً لكل من بذل جهداً في تأسيس هذه المحميّة وفي حمايتها وتطويرها، من شركاء لبنانيين ودوليين: نموذج عسى يجد ما يشبهه في مناطق لبنان وبلاد العرب كافة.


تكريم مدير محميّة أرز الشوف الأستاذ نزار هاني

للمرة الأولى في لبنان يتألّق مدير محميّة أرز الشوف كمنارة للأمل من لبنان.
بتاريخ 26 آب 2020 وفي حفل جرى عبر مواقع الإنترنت برعاية الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) واللّجنة العالمية للمحميات الطبيعية (WCPA) ، تم تقديم جائزة كينتون آر ميلر المرموقة والقيّمة للابتكارات الجديدة في المتنزهات الوطنية واستدامة المحميات الطبيعية إلى نزار يوسف هاني من محمية أرز الشوف الطبيعية في لبنان وبيدرو إستيفاو موغورا من منتزه جورونجوسا الوطني في موزمبيق.

إنّ هذه الجائزة هي بمثابة تكريم لأفراد يتخذون خطوات جريئة ومثمرة لضمان استدامة المحميات الطبيعية. الجائزة تحمل اسم الدكتور كينتون آر ميلر الذي كان المدير العام للاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) عام 1983 حتى 1988 ورئيس اللّجنة العالمية للمحميات الطبيعية WCPA لثلاث دورات. وتُعتبر الجائزة تكريماً لإرثه الباهر المتمثل في تعزيز المعرفة، وتوجيه وإرشاد القادة في مجال صون الطبيعة والحفاظ على التنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم.

نزار يوسف هاني: ولد في العام 1976 في بعذران الشوف. تخرّج من الجامعة اللبنانية بدرجة ماجستير في العلوم الزراعية. بدأ العمل في محمية أرز الشوف الطبيعية كمنسق علمي في العام 2000، وأصبح مديرها العام في سنة 2010.

قاد نزار هاني برنامجًا شاملاً تعدى كونه يسعى إلى الحفاظ على غابات الأرز والحياة البرية في جبل لبنان، ليعمل على لإعادة تأهيل المشاهد الطبيعية، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتنمية المجتمع، والتكيف مع تغيّر المناخ، والعمل على التسوية السلمية للنزاعات.

ولقد ساهمت هذه الجهود في تحويل محمية أرز الشوف الطبيعية (التي تغطي 550 كيلومترًا مربعًا، أي أكثر من 5٪ من مساحة لبنان) إلى نموذج عالمي للتنمية البيئية والاجتماعية والاقتصادية المتكاملة، يحتل موقع الصدارة في مجال الحفاظ على البيئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

بالإضافة إلى برنامج حماية الطبيعة الذي يشمل عمليات إعادة التشجير ومراقبة الحياة البرية والمحافظة عليها، فلقد تمكنت المحمية منذ إعلانها محمية محيط حيوي في العام 2005 من اعتماد منهج تشاركي أدّى إلى إدماج القرى الـ 22 التي تشكل المنطقة التنموية للمحمية في إدارتها، وإلى تبني سكانها وقياداتها وسلطاتها المحلية للقرارات والمشاريع كافة. وبالتالي تمكنت من تطوير فرص ريادة الأعمال للسكان المحلّيين من خلال السياحة البيئية والخدمات المتصلة بها، والزراعة المستدامة وكل ما ينتج عنها، والتنمية الريفية من خلال تحسين جودة المنتجات المحلية ممّا أدّى إلى خلق فرص عمل وبناء قدرات مع إيلاء اهتمام خاص بالنساء والشباب. أدّى كل ذلك إلى توليد الإيرادات بشكل ملحوظ، مع الحفاظ على التراث الثقافي القائم.

عند تسلمه الجائزة قال الأستاذ هاني: «في الشوف، الطبيعة هي أساس سبل عيشنا وقدرتنا على الصمود. تشرفت وسعدت كثيرًا بهذه الجائزة التي تعترف بالعمل الذي استمر لعقود من الزمن شاركت خلاله مع زملائي في الحفاظ على أرزنا وإحياء تراثنا الزراعي والثقافي التقليدي».

محمية الشوف المحيط الحيوي

محمية أرز الشوف: المحمية الأكبر في لبنان التي أعلنت في العام 1996، تبلغ مساحتها حوالي 160 كلم 2، وهي تحتوي على 30 % من غابات الأرز المتبقية في لبنان والتي تنتشر في غاباتها الثلاثة:
غابة أرز عين زحلتا – بمهريه، غابة أرز الباروك وغابة أرز معاصر الشوف.

في العام 2005 أعلنتها منظمة اليونيسكو مع القرى الـ »22« المحيطة بها، محمية محيط حيوي لتغطي مساحة حوالي 500 كلم 2 أي حوالي 5% من مساحة الوطن.

إنّ ما يميز هذه المحمية في محيطها المتوسطي، بالإضافة إلى تنوعها البيولوجي الغني جداً والذي يتطور بشكل ملفت في عودة اللبونات المتوسطة الحجم وأهمها الذئاب والوشق، وإشراكها للمجتمع المحلي وعلاقتها الوثيقة به، حيث أنها تدار من قبل أهلها ولجنة محلية تحت مظلة وإشراف وزارة البيئة الراعية لكل المحميات الطبيعية في لبنان والتي أصبح عددها 15 محمية. تعمل محمية أرز الشوف للوصول إلى رؤيتها من خلال أربعة أهداف عريضة:
– حماية الطبيعة والمحافظة على الكائنات الحية.
– دعم السكان المحلّيين بطريقة مستدامة.
– وضع المحمية على خارطة المحميات العالمية.
– بناء قدرات فريق العمل وتعزيزها.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي