سماحة شيخ العقل رئيس المجلس المذهبي يدشن مشروع مقام الست سارة
رعى سماحة شيخ عقل طائفة الموّحدين الدروز الشيخ نعيم حسن احتفال اطلاق وتدشين البناء المستحدث من مشروع بناء “مزار الست سارة” في بلدة ضهر الاحمر، بدعوة من المجلس المذهبي ولجنة الاوقاف فيه، ولجنة وقف ضهر الاحمر. بحضور وزير الصناعة وائل ابو فاعور ممثلا رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط، ولفيف من مشايخ الطائفة، اضافة الى امين سر المجلس المحامي نزار البراضعي ومدير عام المجلس المذهبي مازن فياض، وعدد من اعضاء المجلس ولجنة الاوقاف، وقاضي المذهب الدرزي منير رزق، ووكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في البقاع الغربي رباح القاضي، وعضو هيئة الاتحاد العمالي العام النقابي اكرم عربي، ورئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ صالح ابو منصور، ورئيس بلدية راشيا بسام دلال، ورئيس بلدية ضهر الاحمر شاهين جابر، ومختار البلدة الرائد المتقاعد حسن البتديني، وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات والهيئات الروحية والاجتماعية والاهلية وحشد من الأهالي ورجال الدين.
والقيت بالمناسبة كلمات تقديم من الشيخ يونس محمود، ثم الشيخ اميل منذر باسم لجنة وقف المقام واهالي البلدة، مشيرا الى “اهمية المشروع الجديد للمقام، ودعم المجلس المذهبي للوصول الى هذه المرحلة من البناء، والوزير ابو فاعور في الوقوف الى جانب مشاريع التطوير والتنمية في المنطقة وتقديمات رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط بهذا الخصوص.
وباسم الاستاذ تيمور جنبلاط والرئيس وليد جنبلاط اؤكد على وقوف الحزب التقدمي الاشتراكي الى جانب هذا المشروع في دعمه المادي والمعنوي ليصل الى اكتمال النية والقصد من الاعمال التي بدأت ونر جزءا منها، يقول امام الحكمة والبلاغة علي بن ابي طالب( كرم الله وجهه) احمدوا ربي على خصال خص بها سادة رجال لزوم صبر وخلع كبر وصون عرض وبذل مال، فإلى الخيرين بذل ما استطاعوا من امكانيات لاجل اكتمال هذا البناء والامل كبير سماحة الشيخ والقناعة اكبر بانكم ستقومون بما يجب ولم تقصّروا يوما وكل الاجراءات لم تكن لتحصل لولا جهدكم الكبير لاجل الوصول الى ما وصلنا اليه، ووقوفنا الى جانبكم مع وجوه نيرة لما فيه صلاح للمجتمع والوطن”.
وألقى سماحة شيخ العقل الشيخ نعيم حسن كلمة جاء فيها،
”بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين َنحن في مكان مُبارك سُمي باسم موحِّدةٍ سيِّدة كانت “رحْمةً على سكَّان الوادي.. صاحبةُ الدُّعآء التي أجاب الله تعالى دعاها، وحفِظَها ووقاها، وشكرَ مسعاها، وأعانها وأولاها، وهدى بها وأهداها، ورضيَ عنها وأرضاها، وصار الوادي الأخيب بها أزهر، وعادت قلوبُ أهله ببركتها وفيضها أنور”. قيل عنها من كبار الشيوخ. منذ ذلك الوقت وإلى السيد الأمير(ق) والى الشيخ الفاضل(ر)، التَّوحيدُ مسيرة مستمرة ونعمةٌ كبرى، حُجَّتُه واضحة، وسبيلُهُ مُستقيم، والاستئناس الثابتُ فيه يوهبُ المرءَ المناعةَ والحصانةَ والاغتباطَ الـرُّوحيّ العميق بكلِّ أمرٍ شريف. والـتَّوحيدُ يعلِّمنا الفضيلةَ، ويُثمرُ في قلوبنا معاني المروءةِ والأخلاق الحميدةِ من حيث هي أشرف الثمرات التي يمكنُ للإنسانِ أن يحقِّقَها في هذا العالمِ الملتبِس الـمُمَوَّهِ الغرَّار. واجبٌ علينا اليوم إخواني أن نتأمَّل أعمالَنا، وحركات جوارحنا، ودقائق خواطرِنا بمرآةِ الحقائق المودوعةِ لدينا أمانة مُلزَمين بالوفاءِ بها والإخلاص لها بكلِّ صِدق. وهذه هي الشَّجاعةُ الـتَّوحيديَّة المطلوبةُ من كلِّ موحِّدٍ تقيِّ. والـتقوى تجمع كلّ خيْر. ومهما عصُفت رياحُ الحياةِ الدّنيا بغُبارِ إهمال القيَم، وانحلال الأخلاق، وشراهةِ النزوع إلى جمع المال وطلبِ الجاه، فإنَّ الموحِّدَ الدَّيانَ يستشعرُ التقوى في قلبِه متشبّـثاً بها كالظمآنِ بعذبِ المياه. ألم يحذِّرنا الـتَّوحيدُ من الغفلةِ والكبوةِ ومعاصي الجوارح ولجلجة اللسان وخيانةِ الأعيُن ونقض العهود وإهمال الأمر الَّذي هو الأمر ولا أمرَ غيره. ألم يوصنا بالصدق والحفظ واجتناب كلّ ما يخالف المعروف ويُطابق المُنكر؟ إنَّ أخطرَ ما في الذنوبِ، صغيرِها وكبيرها، اليوم وقبل يومِ الحساب، هو ما تفعلُه الذنوب بالسرائر والبصائر، فإنَّها، والله الحقّ، تغشاها وتطمسُها وتحجبها عن أنوار لطائفِ الـتَّوحيد، وهناك قسوةُ القلب، ونسيانُ الاخرة، واستسهالُ الأمور، وانعدام التميـيز، وموت القريحة، والانذهال ببهارج الدنيا وزخاريفِها. قدَّرنا الله تعالى على حسن الاتّباع، ووفّقنا بجاه رسوله في كلِّ خير، وألهمنا إلى ما فيه صحَّة الدّيانة، ونوَّر قلوبنا بطاعةٍ يتقبَّلها يوم الحساب. أيها الإخوة، عندما نأتي إلى راشيا فإننا نأتي إلى أهل الوفاء والكرامة والرجولة والشجاعة والتضحية، تثبتون يا أهل العيش الواحد باستمرار أن الموحدين الدروز نبراس حقّ وشعلة حرية وتاريخ متجذّر في العروبة والإسلام من بيروت إلى جبل لبنان إلى جبل حرمون في وجهتيه والبياضة ووادي التيم إلى جبل العرب والسويداء إلى قلب لوزة وكفتين ونواحي الشام إلى الزرقاء وعمّان إلى الجولان المحتل وفلسطين الصامدة الصابرة المقاومة هذا إرث توحيدي كبير”.
وختم سماحة الشيخ بالقول، نأتي إلى راشيا اليوم فيما البلاد تعيش واقعاً مؤسفاً من محاولات تعطيل التوازن الطبيعي الذي نشأ عليه كيان لبنان. لقد دفعنا جميعاً أغلى التضحيات لكي نصل إلى دستور الطائف، فحذارِ ثم حذارِ من مغبة ضرب ما أرساه هذا الاتفاق من توازن عادل للصلاحيات وتوزيعها، وليدرك الجميع أن البلاد تحكم بعدالة وشراكة متوازنة وطنية فعلية تعطي كل مكوّنات الطيف اللبناني حقوقها بمعايير واحدة تنطبق على الجميع بعيداً عن الازدواجية”. وتابع،” من هنا من راشيا نقول: وحدة طائفة الموحدين الدروز وتماسكها وسلامة أبنائها أمانة في أعناقنا جميعاً دون استثناء. ومهما تباينت الآراء وتعددت وجهات النظر، فلن نسمح أن يكون مدخلاً لضرب حياتنا المشتركة كأبناء عشيرة واحدة لم تقوى عليها كل العواصف، وستبقى طائفة الموحدين الدروز مثال العائلة الواحدة والشريك الوطني المؤسس برعاية من القيادة الحكيمة والشجاعة للزعيم الوطني وليد جنبلاط، وبعمل حثيث من المجلس المذهبي، وببركة ودعاء مشايخها ومرجعياتها الأفاضل، وبحماية دائمة من الله سُبحانَهُ وتَعَالى تعالى فهو المعين والنصير وعلى كل شيء قدير. والسلام عليكم ورحمة المولى وبركاته”.
وختاما جال شيخ العقل والوزير ابو فاعور والحضور على الأعمال الجارية للمشروع للاطلاع عليها.
كفرقوق:
وكان شيخ العقل زار يرافقه جمع من المشايخ من منطقة الجبل خلوات بلدة كفرقوق حيث كان في استقباله حشد من مشايخ البلدة ومنطقتها، وعقد لقاء ديني، تبعه زيارة لسائس المعبد الشيخ سعيد عربي. وكانت بلدية كفرقوق ومختارها ولجنة وقف البلدة رفعت لافتات عدة فوق الطريق الرئيسي للمنطقة المؤدي إلى بلدة كفرقوق والمقام مرحبة بزيارة شيخ العقل ومنوهة بجهوده والتأكيد على الوقوف إلى جانبه.