لطالما أَسَرَت صورةُ الكونِ المَخلوق بإرادةٍ إِلَهيّة، وبحكمةٍ عقلية عُلْوية، خيالَ أجيالٍ عديدة من الفلاسفة والمُفكِّرين واللّاهوتيين عبر العصور، لا سيّما كما تتراءى في مُحاوَرة «تيماوس» (Timaeus - Τίμαιος)، التي سعَى أفلاطون من خلالها إلى الردّ على الأسئلة الفلسفية التي سادَت قبل عصر سقراط، حول نشأة الكون وأصل العالم المادي المحسوس، بحقائق ميتافيزيقية متناغمة وموحَّدة، آلفت ما بين العناصرَ التقليدية الأربعة، الماء والهواء والأرض والنار، كما تصوّرها الفلاسفة طاليس (Thales) وأنكسيمندر (Anaximander)، وأنكسمينيس (Anaximenes)، وهراقليطس (Heraclitus) وجمعها معاً إمبيدوقليس (Empedocles)، لكنّها بحد ذاتها مؤلّفة مِن أشكالٍ رياضيّاتية هندسية تُحدّد كينوناتها مُثّلثات متشابهاتٍ وغير متشابهات، وهذا بالطبع تأثُّراً بالفكر الفيثاغوري. ولذلك شكَّلت مُحاوَرة «تيماوس» مُنطلقاً أساسياً لعِلْم «الكونيات» و»نشوء الكون» وحتى عِلْم الذرّة!...
This content is locked
Login To Unlock The Content!