لم يكن الانفجار الكارثي الذي هزّ أرجاء العاصمة وأشعل مرفأ بيروت، مسبوقًا بظروفٍ معيشيّة طبيعيّة، فقد أرخت الأزمة الاقتصادية التي اشتدّت منذ أواخر العام الماضي، بظلالها على مختلف الشرائح الاجتماعية، في مشهديّةٍ أعادت إحياء زمن الحروب والأزمات، لا سيّما مع عودة بروز طوابير الخبز والغذاء والتهافت على مادّتَي البنزين والمازوت، وحتّى على الكاز والشّمع مع زيادة ساعات التقنين الكهربائي. فالأزمة التي ربطت مصير اللبنانيّين بالسعر اليومي لصرف الدولار الأميركي قيّدت مفاصل حياتهم كافّة، بعد أن بات قُوْتهم اليومي رَهن العملة الصعبة مع الارتفاع الجنوني في أسعار المواد والسلع الغذائية والاستهلاكية.
هي مرحلةٌ عصيبةٌ أجبرتْ المواطنين على استرجاع أساليب بدائيّة ظنّوا أنّه قد عفا عليها الزمن، وإذ بهم يسارعون إلى شراء المؤن الغذائية وتغيير أنماط حياتهم، سواءً لناحية التركيز على الأولويّات أو التخلّي عن العديد من الأصناف والماركات، واللجوء إلى بدائل أرخص بِغضّ النّظر عن الجَوْدة والنوعية....
Login To Unlock The Content!This content is locked