تشكل الرّحى حاليًّا أكبر تجمّع سكّني في محافظة السويداء بعد مدينة السويداء نفسها، أمّا في قديمها فقد أشار إليها العالم الآثاري علي أبو عساف إذ ذكر بأنّها «من القرى القديمة الهامّة، وذكر المؤرّخون القدامى أنّ مياهها قد جُرَّت بقناة إلى السويداء. وكان فيها معبد للربّة اللات (أثينا، عند اليونان القدماء). وكتابات يونانيّة، وبعض أجزاء البيوت القديمة»(1)، ومن الثابت أنّ ازدهارها في القديم مُتزامن مع ازدهار السويداء وقنوات منذ العصر النبطي والروماني والبيزنطي المسيحي / الغساني /.حيث كانت مُحاطة بسور قديم وإلى الشرق منها مسافة 2كلم تقع خربة «خراشة» وبقايا دير أثري قديم يُعْرَف باسم «دير حَنّا» يقع وسط الحرش على مسافة 4 كلم منها، وهناك آثار دير حبيب شمال شرق القرية نحو 3كلم وإلى الغرب منها تقع عين الحنيش على مسافة نحو 100م، وكان بها مطاحن مائية إحداها جنوب القرية على وادي المَلَز وأخرى غرب كوم خراشة نحو 300م.وكان فيها بقايا جامع إسلامي (في دار يوسف عباس أبو راس حاليّاً).
وفي الرّحى مَزار يُدعى بـ «السلطان سليمان» وفي جداره الجنوبي حجر مثقوب يدعى حجر الغَشْوَة لِمَنع وقوع الأطفال في الغَشْوة، إذ يُمَرّر الطّفل منه ثلاثاً فيشفى.
عندما ضعفت الدولة العثمانية، خاصة في قرنيها الأخيرين؛ الثامن عشر والتاسع عشر ازداد خطر الغزوات البدوية حتى كاد الجبل أن يفرغ من سكانه خصوصاً على أطرافه الجنوبية والشرقية والشمالية.
وقبل أن يتوطّنها بنو معروف الموحّدون قبيل أواسط القرن التاسع عشر كانت الرّحى قرية ضئيلة الشأن كما نعتها الرحّالة بركهاردت عندما مرّ بها عام 1810 ولم يذكر شيئاً عن سكانها الذين كانوا من غير سكانها الحاليين، ويبدو أنَّهم لم يُحسنوا استقباله فنعت قريتهم بـ «الحقيرة»(2). وكانت حينها قرية مسيحية صغيرة تقطنها عائلات مسيحية من أصل غساني تنتمي لعشائر الكَركية والمرجيّة وكانت الرحى في العقدين الأوَّلين من القرن التاسع عشر واسعة المراعي التي تصل إلى قرية سالة على الطرف الشرقي من الجبل، يسكنها آل النمير والجهيّم والخوري وشليويط… (وقد انتقل هؤلاء إلى سُكنى السويداء كآل الجهيم وإلى قرية الدارة كآل شليويط وخَرَبا كآل الخوري وآل الجابر إلى الأصلحة غرب السويداء). كانت قرية غنية بالينابيع أغزرها عين خراشة وعين الخشبة شرق البلدة وعين الدِّمْشِق جنوب شرقها وعين الحصوة غربها كما كان في القرية مطخان لجمع مياه الشتاء وسيول الينابيع لسقاية المواشي ويرجّح أنّ أصلهما مقالع لأحجار البناء استفيد منهما لهذا الغرض أحدهما مكان الموقف الحالي يأخذ ماءه من وادي القرية (وادي المزار)، والثاني مطخ النوفرة ويقع في الحديقة الحالية للقرية. وقد رُدم كلاهما بعد إنشاء شبكة مياه الشرب في القرية.
أمّا سكن العائلات المعروفيّة فقد بدأ نحو أربعينيات القرن التاسع عشر(3).
وفي معنى اسمها: الرّحى جمع أرحاء، وتعني الصّدر. وسيّد القوم يقال فيه: هو رحى قومه، والرحى: الطاحون، والراجح أنّ اسمها جاء من تعدّد الطواحين على أوديتها السيلية وينابيعها.
وتتبع الرّحى منطقة السويداء وتبعد عنها 5 كلم إلى جهة الجنوب الشرقي وتتصف بطبيعة أراضيها الحجريّة الجبلية خاصة من جهة الشرق، بينما تميل بلطف إلى الغرب منها حيث ينحدر سطحها بشكل أمْيَل للسهولة، وكانت في قديمها قرية غنيّة بالمياه، ويشير سعيد الصغير أنّه في القرن الثاني للميلاد بُني في السويداء معبد لآلهة المياه كانت مياهه مجلوبة بأقنية من قرية الرحى(4).
وترتفع القرية 1250 م فوق سطح البحر، وهي قرية قديمة العمران، وفيها معبد وثني يحمل اسم الآلهة النبطيّة اللات(5).
ويذكر اللبناني عبد الله النجار ـ مدير معارف جبل الدروز عام 1924 ـ اسم الشيخ فرحان أبو راس قاضي الدم (من قرية الرحى بين عامي 1915ــ 1959) من بين زعماء وشيوخ القرى الذين شيّدوا أركان الجبل قبل نحو مئة عام(6).
عام 1981 كان عدد سكانها 2930. أمّا اليوم فيقطنها نحو 25000 نسمة وفدوا إليها من سائر قرى الجبل بحكم قربها من مدينة السويداء مركز المحافظة التي تستقطب الكثير من الموظفين والعاملين في المهن المختلفة، بالإضافة إلى وافدين من خارج المحافظة منهم نحو 150 أسرة من دروز إدلب وآلاف آخرون من المحافظات السورية وفدوا بتأثير المحنة السورية بعد عام 2011..
بشير الشهابي الثاني يلجأ إلى قرية الرّحى في جبل حوران
ويذكر الشيخ عباس مسعود من بلدة الرّحى في كتابه «موجز تاريخ العالم»، أنّه لما مات الكُرجي ـ سليمان باشا ـ خلفه على ولاية عكا (عبدالله الجزار ) وكان فتىً لا يتجاوز التاسعة عشرة من عمره (هو نجل أحد كبار أرباب الدّولة في الآستانة)(7) وعندما أصبح حاكما لسواحل سورية الجنوبية، (وهو إذا لُقِّب بالجزار) فلكثرة ما سفك من دماء كسلفه أحمد الجزار لأنّه أكثر طموحاً منه ولم يتحرّج عن المُصارحة برغبته في خلع السلطان محمود الثاني وتتويج نفسه خليفة للمسلمين، ونقل العاصمة من الآستانة إلى عكّا، فكان طبيعيّاً أن يلحّ على الأمير بشير التابع له بطلب المال ليُفْقِرَه ولا يترك له فرصة لتقوية نفسه، فلمّا عجز بشير عن تلبية مطالبه انسحب إلى حوران عام 1820، وقد نزل الأمير بشير الشهابي ومعه كتيبة من جنده الفرسان في جبل حوران الدروز وكان الأمير بحاجة إلى من يقدّم له ولجنده الغذاء الكافي، وكان (حينها) زعيم البلاد ابن حمدان بمدينة السويداء فجمع لديه شيوخ القرى وسألهم: من يستطيع أن يلتزم تقديم الغذاء للأمير بشير وجنده فقالوا لا يستطيع أحد أن يقدّم هذا الطلب إلّا الخوري سلمان النّمير في قرية الرحى فأقرّ رأي الجميع على ذلك ونزل الأمير بشير على نبع «خْراشة» وكان الخوري يملك حينئذٍ أكثر أراضي الرَّحى ويملك من المواشي عدداً يزيد عن الثلاثة آلاف رأس من البقر والغنم والماعز فاستقبل الخوري الأمير بغاية من الاحترام وصار يقدم له جميع ما يلزمه من رز وبرغل وذبائح وسمن وجميع المواد الغذائية الموجودة حينئذٍ
وبعد أن اجتمع مشايخ الدروز وكبار الموارنة في قرية السمقانية بلبنان وقرروا رجوع الأمير جاء الأمير إلى عند الخوري سلمان وعرض عليه كي يستلم ثمن ما قدّمه ويقال إنّ المبلغ يزيد عن ألف ليرة ذهبيّة فقال الخوري أنا قدّمت طعام الضيافة للأمير ولا يمكن أن آخذ قرشاً. فقال الأمير: الضيافة تكون للأفراد وبعض الجماعات لكنّها لا تكون للكتائب والجيوش فأبى الخوري أن يستلم شيئاً…»(8)..
سكان الرحى الحاليون
أقدم من سكن الرحى من العائلات المعروفية هم آل أبو راس، قطنوها نحو عام 1840 وعميدهم حينها عثمان أبو راس وهم عشيرة عربية قحطانية «وهم منتشرون في عدة أقطار عربية… الفرع الدرزي منهم ارتحلوا من الحجاز إلى العراق ونزلوا أخيرًا في الموصل ثم انتقلوا إلى حلب في حدود القرن الثالث الهجري زمن التشتت القرمطي على الأرجح وهذا حال عائلات درزية كثيرة غيرهم ثم حدث لهم ارتحال جديد زمن الحروب الصليبية ويذكر شيوخهم أنهم سكنوا كفرقوق (من حواضر راشيا)، وقد ارتحلوا عن وادي التيم سنة 1792 وقصدوا الجبل نحو عام 1805(9).
نزل جدهم عثمان أبو راس في القريا ومعه أخوه محمّد وأبناء عمه علي ومراد ونصر الدين، وقد ترأس عثمان سكّان القريا الأوائل ومنهم البلخيّة الحوارنة مدة 25 سنة ثم انتقلت الأسرة من القريا إلى العفينة فَعَيْن مَصادّ (قرية مصاد الحالية) فالرّحى، وقد عقد آل أبو راس مع مسيحيي الرحى حلفاً بالتآخي على النار والدم. لأن آل أبي راس الدروز هم أزديون يمانيون كالغساسنة المسيحيين اليمنيين أصلاً. وفيما بعد أخذ آل أبو راس مكان آل الخوري الذين انتقلوا إلى خربا بالتراضي بين الفريقين كما يقول الرحّالة حنّا أبوراشد، ومن الراجح أن سكن آل أبو راس للرحى يعود لعام 1840، ومن رجالهم فيها من مارس قضاء الدم قديماً وحديثاً ففي عشرينيّات القرن الماضي كان منهم القاضي هاني أبو راس، ومن الأسرة فصيل يسكن في بلدة نيحا الشوف وينتمون لتجمّع بني خميس»… ومن العائلات التي استوطنت في الرحى إلى جانب آل أبو راس آل كنعان وهؤلاء أصلا من آل شنيف قدموا من جبل الشوف من دير القمر، وكانوا قد سكنوا برهة في عين وزين بعد ترحيلهم من منازلهم في دير القمر، ولما انتقلوا إلى جبل الدروز كما كان يدعى في حينه سكنوا في خربة المجيدل جنوب غرب السويداء، وقد عرض عليه شيخ الدروز الحمداني حينها سكنى السويداء على أثر خلاف بينه وبين آل قطيش، لكن محمّد أبو راس شيخ قرية الرحى شجّعه على القدوم إليه في الرحى، إذ قال له «هذه القرية بيت شَعْر ومراعٍ واسعة لمواشيك في فضاء البرّية» وأعطاه ربع أراضي القرية وكان الرجل يمتلك أعدادا كبيرة من المواشي منها أغنام نحو 400 رأس ونحو 40 بقرة حلوباً وثلاثة أفراس كحايل تُسقى من الحليب وكان في الرحى ثلاث مضافات الأولى لآل أبو راس والثانية لآل كنعان والثالثة لآل أبو صعب وممّا يجدر ذكره أن آل كنعان هم أخوال الأمير السيد وأخوال الشيخ أبو حسين محمّد الحناوي.
ومن عائلات الرحى آل أبو غازي والحلبي وعلوان وأبو زكي ومنذر والأعوج ورباح وأبو درهمين وعبد الخالق وأبو غاوي والشعّار وعقل وأبو حمزة وهي عائلات لبنانية الأصل بمعظمها …وهناك المئات من الأسر الوافدة من حواضر الجبل وغيرها وقد تملّكت بيوتا في الرحى لقربها من السويداء مركز المحافظة ويبلغ عدد الكُنى 365 كنية من غير عائلات الرحى الأصليّة…
وكانت بعض الأسر البدوية تسكن في البلدة لكن وبسبب من التعديات على الكروم والمزروعات نشبت فتنة تسببت بترحيلهم من الرّحى عام 2000.
مصادر الرزق في الرحى
تتعدد مصادر الرزق في البلدة وأبرزها زراعة الحبوب والكرمة والتين والتفاح واللوزيات كما يربون الأبقار والدواجن ويعملون بالتجارة والأعمال الحرة والوظيفة في دوائر الدولة والخدمات العامة يضاف إلى ذلك؛ الهجرة والاغتراب في الخليج وفنزويلّا والعديد من دول الخارج، وتشكل الحوالات التي ترد من المغتربين مصدراً هاما من مصادر الرزق للمواطنين المقيمين في الرحى وهناك كثيرون يرددون عبارة شائعة على الألسن تقول: «لولا الحوالات لجاعت السويداء..».
وفي البلدة ثلاثة آبار جوفية أحدها على عمق 1200م لتزويدها بمياه الشرب
الزراعة وتربية الحيوان:
قبل أن تصبح الرحى بلدة خدمات، هي بالأصل قرية زراعيّة تبلغ مساحتها العقاريّة 14000 دونمًا، منها 8000 دونم أراض زراعية، ونحو 4000 دونم هي مساحة المخطط التنظيمي، و2000 دونم أملاك دولة من ضمنها حرش الرّحى وسُرُر الوديان وتوجد بعض المناطق الإدارية داخل القرية القديمة تحت تصرّف البلدية ومنها ما وُزِّع للمنافع العامّة لبناء مدارس أو حدائق أو محاضر تخص البلديّة، (حديقة واحدة مساحتها نحو 1000م2 وساحات عدد 4 مساحتها نحو 4000م2).
وبعد أن صُنفت البلدة ضمن منطقة الاستقرار الأولى تراجعت زراعة الحبوب فيها لصالح زراعة الأشجار المثمرة وهذه من أهم زراعتها حاليًّا.
الزراعات في بلدة الرحى
الزيتون ويشغل: 3015 دونمًا إذ تؤمن الاكتفاء الذاتي فقط حيث لا جدوى اقتصادية مُغرية منه بسبب الارتفاع عن سطح البحر ونقص كميّة الأمطار التي يتراوح متوسّطها السنوي بين350 ــ 400 ملم3. وقد يتراجع إلى ما دون ذلك في سنوات الجفاف. ومن المعروف أنّ شجرة الزيتون تتطلب 800 مم3 سنويًّا، ويزرع الزيتون في الأراضي الواقعة إلى الغرب من طريق الكفر ــ السويداء المارّ بالرّحى. أمّا:
التفّاح: فيُزرع إلى الشرق من البلدة ويشغل مساحة 2773 دونماً، ويبلغ عدد الأشجار 69325 شجرة، بالإضافة إلى كروم العنب والتين بمساحة نحو 1000 دونم (25000 غرسة)، واللَّوز (6000 شجرة) والكرز…
الحبوب: تراجعت إلى نحو 375 دونماً تُزرع بالقمح والشّعير والحِمَّص..
تربية الحيوان: في الرحى 159 بقرة حلوباً ودواجن وطيور تربّى في المنازل…
الجمعية التعاونية الزراعية: تقدم خدمات للفلّاحين بسعر التكلفة من المصرف الزراعي كأعلاف الأبقار الحلوبة والغراس على أنواعها والعمل على شق الطرق الزراعية وتعبيدها مجاناً وعقد ندوات توعية زراعية للمزارعين وإجراء دورات تدريب زراعية حقلية للزيتون والتفاح ودورات إرشاد زراعي وإذاعة مواعيد الرش للأشجار المثمرة وعرض كافة البيانات للأخوة الفلاحين فيما يتصل بأصول الزراعة حسب التنظيم الزراعي. وتعمل على طلب دعم الفلاحين ماليّاً في حال حدوث صقيع والتعويض على المتضررين من قبل الجهات المختصة في الدولة.
ومن المشكلات التي تواجه مزارعي البلدة تراجُع جَوْدة وفعالية الأدوية الزراعية والمبيدات، إذ أصبحت مسألة استنفاع وغش، بالإضافة إلى عدم فعاليّتها فإنّها تضر بإنتاج المزارعين…
كما يوجد في البلدة 45 براداً لحفظ الفواكه كالتفاح وغيرها متوسط سعتها 1000طن للبرّاد الواحد، وفرن يخبز يومياً 2طن من الطحين، ومحطتا بترول ومركزين لبيع المازوت للمواطنين.
وفي البلدة 3 صيدليات و 3 أطباء أسنان وطبيب عام ومعمل للأوكسجين الصناعي يعمل فيه نحو ثلاثين عاملاً وعاملة، ومعصرة زيتون ومعمل للراحة وثلاثة محلات لصنع الحلويات وأربعة معامل لصناعة أحجار البناء الإسمنتية، و 6 محلات لتصنيع الخشب (موبيليا) و 5 محلات حدادة أفرنجية ومحل خياط عام واحد و 2 محل كهرباء سيارات و 2 محل ميكانسيان و 2 محل كومجي (دواليب) و8 محلات ألبسة و 5 محلات أدوات صحية و3 محلات لبيع الفرّوج ولحام بقر واحد و13 محلاً لبيع الخضار والفواكه و 40 محلّاً سمانة وتوابعها و 2 محل تصليح الدراجات النارية ومدرسة لتعليم قيادة السيارات.
شخصيات هامة في تاريخ الرحى
اشتهر الشيخ أبو يوسف حمد أبو راس كقاض للدم اصطلح عليه في الجبل والشيخ أبو حسن مرعي أبو صعب كمجبّر مجّاني لكسور العظام على مستوى محافظة السويداء. وخارجها.
والشيخ أبو حمد عباس ملحم مسعود معلم مدرسة ضليع في اللغة العربية ومرجع واسع المعلومات وله كتاب «موجز تاريخ العالم».
وهاني أبو صعب الذي تصدى لحملة الشيشكلي التي هدفت لاعتقال سلطان باشا الأطرش وقد استشهد في حرش السهوة غرب طريق الكفر …
وفيّاض جودية الذي ترك أسرته في عريشة في الكرم وذهب مجاهداً ضد الفرنسيين في معركة المسيفرة استشهد هناك…
والباحث في التاريخ الشيخ فؤاد أبوراس وله عدة كتب في ذلك منها: تاريخ البريد، ويوميات الثورة السورية الكبرى، وقبائل تنوخ وأيامهم المشهورة والنزوح السكاني إلى جبل حوران، وسنفرد له بحثاً خاصاً في عدد لاحق.
الدوائر والمرافق العامة البلدية: تؤمّن تخديم مواطني البلدة البالغ عددهم نحو 25000 ألف نسمة، حيث تشرف على إنارة الشوارع (2000 نقطة ضوئية بنسبة تخديم 70%) وتشرب البلدة من ثلاثة آبار جوفية تخدّم 85% من بيوتها عبر شبكة مياه الشرب، وتعمل على تعبيد وتزفيت الشوارع التي يبلغ طولها 65 كلم تخدّم 66% من السكان وتراقب المحلات التجارية وتمنح تراخيص البناء والتراخيص الإدارية وتنظيم الأراضي وتبلغ نسبة البيوت المخدّمة بشبكة الصرف الصحي البالغ طولها 67 كلم، 77% من بيوت البلدة، والبيوت المخدمة بالكهرباء 100%.
جمعية الهلال الأحمر: رئيسها السيد عدنان أبو راس، وقد أفادنا أن الجمعية تملك مبنى مساحته 175 م2 مهيّأ كمركز صحي يستقبل طبيب أطفال يوماً في الأسبوع ويراجعه نحو خمسين مريضاً وطبيبة نسائية يوماً آخر، كما يستقبل عيادة شاملة متنقلة كل شهرين مرّة، وفي المبنى مخبر يعمل يومياً على تحليل السكر لزائريه مجّاناً وهناك عشرون متطوعاً من ممرضين شبان وشابات من القرية يقدمون الخدمات الطبية لرواد المركز…
وفيه يتم تقديم مساعدات، سلال غذائية على الوافدين من المحافظات السورية المنكوبة وعلى المحتاجين من أسر الشهداء والجرحى والمعاقين بواقع 350 سلة غذائية.
كما يتم تقديم مساعدات مادية وعينية للأسر الفقيرة وللطلاب الجامعيين المحتاجين وتعمل على تكريم المسنين وتقديم الهدايا لهم وتوزع عكّازات (65 عكازاً) وأسرّة طبية للعجزة و(ووكر للمشي) وأدوات طبِّية وكراسيَ للعجزة على شكل إعارة وقناني أوكسجين لمرضى الربو ويتم دعم هذه الجمعية من قبل متبرّعين من داخل الرحى وخارجها وتساعد الجمعية في تقديم قرطاسية وأقلام وحقائب لطلاب المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية في الرحى بالإضافة إلى تقديم المساعدات للطلاب الجامعيين الفقراء وعددهم عشرون طالباً بواقع 3000 ل.س شهريّاً لكل طالب
وتعمل على تأهيل وتدريب الكوادر على كيفية إعطاء الحقن الطبية والإسعافات الأوّلية…
وتتعاون مع عيادة سنية في البلدة تخفض 35 بالمئة من تكلفة العمل.
الجمعية الخيرية في البلدة: رئيسها الأستاذ غسان أبو راس وقد أفادنا أنّ الجمعية تأسّست عام 2010، بهدف رعاية الأسر المحتاجة وتقدم مساعدات عينية من ألبسة وأغذية كما تقدم الدعم المالي والمعنوي في المناسبات لأسر الشهداء والأمهات وتقوم بتقديم الدعم المالي لطلاب الجامعة المستحقين بواقع 5000 ليرة شهريّاً لـ 25 طالباً وطالبة واللباس الشتوي لتلامذة المدارس المستحقين (سترة وطاقية ولفحة وخفافة وجرابات لـ 310 طلاب)، كما تقدم 50 سلّة غذائية شهريّاً من أرز وسكر وزبدة ولبن وزيت للأسر المحتاجة
ويبلغ عدد أعضاء الجمعية 800 عضواً من أبناء البلدة وتتلقّى المساعدات من المشتركين وأهالي البلدة والمغتربين وتقوم بالإضافة إلى ذلك بمشاريع توعية للمواطنين على مخاطر المخدرات وإقامة معارض لرسوم الأطفال.
كما تملك مستودعاً للأجهزة الطبية يقدم أسرّة طبّية مُخدّمة للمعاقين على شكل إعارة مجانية (16 سريراً) وثماني كراس ٍطبيّة مدولبة ومخدّمة للمقعدين وثماني أُخرى غير مدولبة وووكر لمساعدة المصابين بعجز عن المشي، وعصي وووكر للأطفال وعكازات وأسطوانات أوكسجين لمرضى الربو عددها ثماني أسطوانات تتم تعبئتها بنصف الكلفة مساهمة خيريّة من معمل الحلّال (750 ليرة سورية بدلاً من 1500ليرة)، وأربعة أجهزة رذاذ لمرضى الربو وضيق التنفس.
كما تقيم الجمعية دورات تقوية مجانية لطلاب الصف التاسع والثاني عشر بنصف الأجر سابقاً وستكون مجانية لهذا العام.
وتسعى الجمعية لاستملاك قطعة أرض وبناء مكاتب كمشروع استثماري وصالة أفراح وبرّاد تفاح خاص بها.
كما تقيم الجمعية أمسيات شعرية ومحاضرات ثقافية ودينية تبين أصول علاقة الفرد بالأسرة والأسرة بالمجتمع وتعمل على نشر ثقافة العمل الخيري وتوضيح مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال وأضرار المخدرات.
وفي الرحى فرقة فنون شعبية تراثية منذ 1970 ونادٍ رياضي ومجلس عبادة للموحدين الدروز بناؤه يوحي بالبساطة والغنى الرّوحي الذي يتمتع به الموحّدون الدروز(10).
المراجع:
1. أبو ساف علي، الآثار جبل حوران، ص 157.
2. بركهاردت، رحلة في جبل حوران، تر: سلامة عبيد، ص 21.3.
3. مقابلة مع الباحث في التاريخ فؤاد أبو راس، في 15/3/2020.
4. الصغير، سعيد، بنو معروف في التاريخ، 358.
5. نصر، إسماعيل متعب، السويداء ص 90.
6. النجار، عبد الله، بنو معروف في جبل حوران، ص 126، 456.
7. الصليبي، كمال، تاريخ لبنان الحديث، ص 55.
8. مسعود العريضي، عباس، موجز تاريخ العالم، ص 455ــ 456.9.
9. عمّار، يحيى حسين، الأصول والأنساب، ص 9.10. المصدر نفسه
10. أبو الحسن، صالح عْمَار، ديوان شعر شعبي، ص 16