الأربعاء, كانون الثاني 8, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

الأربعاء, كانون الثاني 8, 2025

اشترك معنا للاطلاع والحصول على أحدث المقالات والأعداد

بحث ..

  • الكاتب

  • الموضوع

  • العدد

السويداء شوكة في حلق الإرهاب والإرهابيين!

كانت السويداء كذلك في تاريخها الطويل، وستبقى:
شوكة في حلق الإرهاب، كل إرهاب،
الصخرة التي تتكسر عليها كل مؤامرات أعداء سوريا، والعرب…والخونة الحاقدين على الطائفة العربية المعروفية الإسلامية المقدامة،
طائفة سلطان، وشكيب، وكمال، وسائر السادة والأبطال الذين رفعوا راية الإسلام والعروبة والاستقلال والعزّة والتقدم لأوطاننا وشعوبنا:
طائفة الموحدين (الدروز) في المشرق العربي.
هنيئاً للسويداء شهداؤك!
ليست جديدة المؤامرات على أرضك وشعبك،
وليس جديداً شلال الدمّ الذي أجريتيه دائماً دفاعاً عن الأرضْ والعِرضْ، عن أنَفة أبنائك وهاماتهم المرفوعة، و”عقالات” العزّة والشرف… حتى درجة القداسة والمستحيل؛
ودفاعاً عن وحدة تراب سوريا العربية، واستقلالها، وعن كرامة شعبها في وجه محتل أجنبي مغترٍ حيناً، وعدوان إسرائيلي غاشمٍ حيناً ثانياً.


اعتادت السويداء وكذلك بنو معروف، في تاريخهم الطويل، أن لا يسألا ثمناً لموقف بطولي اتخذوه فقلب مخططات المستعمرين رأساً على عقب – كما فعلوا غير مرّة، وباللحم الحيّ:
في تصديهم للحكم المملوكي وعقله الضيّق المتعصّب،
في تصديهم لبدايا الاختراق الاقتصادي والسياسي الغربي للشرق، 1840-1860،
في تصديهم للحكم التركي حين أظهر قوميته الطورانية النافرة، بدءا من سنة 1908،
في تحولهم كتيبة متقدمة للثورة العربية سنة 1916، ودخول بطلهم التاريخي سلطان باشا إلى دمشق ورفعه مع سعيد الجزائري أول علم عربي فيها منذ مئات السنين،
في إشعالهم ثورتهم الوطنية الكبرى سنة 1925-1927، بقيادة سلطان باشا الأطرش، التي أرست على نحو نهائي وحدة الدولة السورية الحديثة بحدودها السياسية الراهنة، رافضين – رغم الثمن الغالي الذي دفعوه – “الكيان الدرزي” الذي قدمه المنتدب لهم على طبق من فضة،
في دورهم البارز في تحقيق استقلال الكيان اللبناني سنة 1943، واحتضان مناطقهم – بلدة بشامون ومحيطها – لتمرد عسكري انتهى بإعلان استقلال لبنان الحديث،
بتضحياتهم في صفوف الثوار الوطنيين الفلسطينيين، منذ سنة 1922 إلى مشاركة كتيبة درزية صريحة في جيش الانقاذ سنة 1948،
إلى تصديهم أخيراً – وليس آخراً – سنة 1983 لاتفاقية 17 آيار التي وقّعت لفترة قصيرة مع الاحتلال الاسرائيلي، قبل أن يسقطها ما اصطلح على تسميتها “حرب الجبل، 1983-1985″، وانتهت بسقوط الاتفاقية وإلغائها في مجلس النواب اللبناني، ثم اكتمل الانتصار – مع تضحيات المقاومة الوطنية اللبنانية وتضحيات الجيش العربي السوري – بانسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان، وقيام الجمهورية الثانية في لبنان،

تلكم بعض تضحيات جمهور بني معروف الوطني العروبي طوال ما يكاد يصبح قرنين من الزمان، دفاعاً عن العروبة والإسلام، ناهيل بالعمل السياسي والفكري والأدبي والتربوي التأسيسي والرائد، في غير باب ومجال وقطر.


هؤلاء هم بنو معروف، وتلك هي السويداء الصامدة الصلبة كحجر البازلت فيها. ولكن ألا يحق لنا التساؤل:
أهكذا يكافأ بنو معروف، وتكافأ السويداء حصن سلطان باشا، بل عنوان كل الوطنيين السوريين والعرب حتى الاستقلال!
أما من أحد قال للقتلة الإرهابيين الذين غدروا بأهل محافظة السويداء أنها كانت الرئة التي تنفسّ منها كل وطني ومظلوم ومهجّر ومحتاج من أرجاء سوريا كافة، هكذا في التاريخ كما في الأحداث الأليمة الأخيرة.

أما من مرجعية كبرى تقول للقتلة الإرهابيين الذي غدروا بقرى المقرن الشرقي فقتلوا رجاله المطمئنين، وخطفوا النساء والأطفال، أن بني معروف، كانوا لمئات السنين سيف الإسلام وحرّاس العروبة وطليعة المدافعين عن أوطانهم!

وأنكم تغدرون بمسلمين آمنين لم تجدوا منهم إلا السلام وحق الجيرة، ولم يرتفع من خلواتهم غير صدى الشهادتين: أن لا إله ألاّ الله، وأن محمداً رسول الله، فبأي حق شرعي غدرتم بالآمنين عندهم، شيوخاً ورجالاً عزّلاً وهم نيام؟ وبأي حق شرعي اختطفتم نساء وأطفالاً من بيوتهن؟ وهل في ذلك شيء من الإسلام الذي تزعمون زوراً الانتساب لضلاله السمحاء المباركة!

أما من مرجعية كبرى تقول لهم بالقلم العريض والصوت الشرعي الصارخ: ألا تبّت أيديكم! إذ ليس مسلماً من يغدر بالآمنين، وليس مسلماً من يقتل الناطق بالشهادتين، وليس مسلماً، بل ليس إنساناً، من يختطف غيلة ومنتصف الليلة نساء وأطفالاً كانوا قد أمِنوا للجيرة فناموا مطمئنين!

ويبقى الأكثر استغراباً أن يجري الغدر بالموحدين الدروز في محافظة السويداء في سوريا فيما أخوانهم في فلسطين يتصدون مع سائر مكونات الشعب الفلسطيني لقانون الهوية الإسرائيلي العنصري الأخير الذي كشف عياناً عن الوجه القومي العنصري للكيان الصهيوني ودفن إلى الأبد حلّ الدولتين.


أخيراً، لن يقتل السويداء حدوث ما حدث – على قسوته – وهي ليست آخر الدنيا لبني معروف ولجمهورهم الواسع في المشرق العربي: فهم تعوّدوا التحديات والصعوبات والتضحيات، بل تعوّدوا في الكثير من الحالات نكران الجميل ومبادلة مودتهم بالكراهية، وتضحياتهم بالتجاهل، وتفانيهم في سبيل أوطانهم بالنسيان!
وعليه، فسيبقى المعروفيون على عهدهم، وكما سلفهم الصالح دائماً، دعاة الإسلام المضيء السمح وسيفه القاطع، حرّاس فكرة العروبة الحديثة، روّاد استقلال أوطانهم ودعاة وحدتها وتقدمها وسؤددها بين الأمم.
ولن ينجح الإرهابيون في جرّ الموحدين الدروز إلى أي موقع أو سياسة تتعارض وتمسكهم بوحدة أوطانهم، وانتمائهم الإسلامي الصريح ديناً، والعروبة الحضارية التعددية الديمقراطية نهجاً سياسياً واجتماعياً.
الخزي والعار للإرهابيين، المجد والخلود لأرواح شهداء مدينة السويداء وبلدات المقرن الشرقي، والحرية لنسائها وأطفالها المخطوفين ظلماً.

مشاركة المقال

التعليقات

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اترك تعليقاً

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المقالات ذات صلة

السابق
التالي